كاتب الموضوع :
انيقه !
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: رواية / واكتشفت اني لقيطه للكاتبه صرخة المشتاقه
|$[ البآرت الثاني والعشرون الجزء الثالث ]$|
وٱِقتربتْ فُصول الحِڪايہ , مِن النِہايہ !
في صباح اليوم الثاني ..
وفي بيت راشد الشعلان ..
شايل شنطته بإيد وبإيده الثانيه جواله يطقطق فيه ..
اتجه للباب عشان يروح للجامعه فجت وحده من الخدم وقالت: سير .. انتا ما يبغى فطور ..؟!
طنشها راشد وطلع برى وقفل الباب وراه ..
تنهدت الشغاله بعدها قالت بإنزعاج: احنا نسوي ونتعب وبعده ما ياكل ..
ركب راشد السياره وطلع من حوش قصره ..
فطور ..!!!
من بعد فطور شهد صار ماله نفس يفطر ابدا .. حتى الغدا ياكله من دون نفس ..
شهد ..!!!
من وقت ما راحت انتشر الفراغ والملل في المكان .. لحد الان وهو يغلط وينادي عليها عشان تنفذ طلباته ..
صارت جزء مهم بحياته مع انها مجــرد خدامــه ..!
كانت خدامه .. ويطالع فيها على اساس انه مافي فرق بينها وبين الخدامات اللي معها ..
لكن ..!!!
ضغط بإيده عالدركسون .. ظلمها .. ظلمها كثير بتصرفاته الشرسه ..
كان يطالع فيها على اساس انها خدامه وبس ..
ماحاول يحن عليها او يشفق عليها ..
مهما كانت ظروفها كان يقسى عليها ليل نهار ..
صباح مساء ..
في الرخاء والشده ..
ما حن عليها ولا مره وحده ..
كانت بنظره وحده حقيييره فاستحقرها ..
والسيء يرى جميع من حوله اسوء ..
بس في النهايه صدمته بتصرفها ..
ليل نهار .. وصبح مساء كانت تجيب له الاكل ..
تجيب له الدواء ..
تعزيه .. تقوي عزيمته .. تطلعه بكلامها الدافئ من عزلته ..
صدمته ..! بقوه ..
من وقتها وهو يحس بحقارة تصرفاته ..
حس نفسه صغيييييير بأفعاله ..
وعيّ على نفسه .. وحس بغلطته ..
لا .. تقريبا هو من زمان كان عارف ان اللي يسويه غلط ..
بس ما كان يزعج نفسه في التفكير ..
يتصرف ويتجاهل عقاب تصرفه ..
بس وقت العقاب جاء .. وكان قاسي ..
فقد فيها نصف حياته ..
لا .. روحه كلها فقدها من بعد موتها ..
وقف سيارته في المكان المخصص له في مواقف الجامعه ..
ظل فتره طويله يفكر ..
شهــــد ..!!
تصرفه معها كان اكبر من كلمة قاسي ومؤلم ..
يبغى يعوضها ..
لا .. يعتذر لها .. لا كمان غلط ..
مو عارف ايش بالضبط .. بس يبغاها تنسى كل اللي فات ويصير قلبها ابيض عليه ..
بس مو عارف كيف ..
نزل من سيارته وقفل الباب وكأنه يقفل باب تفكيره ويحاول يشغل نفسه باي شيء ثاني ..
دخل للجامعه واتجه مباشرتا لكلاسه ..
صادف في وجهه شلته ايمن وعزوز والبقيه ..
ايمن: اوووه رشوود .. وينك ياخي هالايام مختفي ..؟! فقدناك ..
وقف راشد عن المشي ولف يطالع في ايمن ببرود ..
وقف ايمن مستغرب وقال: شفيك وقفت فجأه ياخي ..؟! صار شيء ..؟!
رفع راشد حاجبه فانتبه ايمن على نفسه وقال: اووووه سوري سوري ..
راشد: عيل شنو ..؟!
ايمن: معليش انت راشد الشعلان نار وبركان ووحيد امك وابوك وما عندك اخوان فغلط نقولك ياخي .. معليش يا ريال نسيت ..
راشد: انتبه المره اليايه ..
بعدها لف وراح لكلاسه ..
ايمن: رشووود مستحيل يتغير ..
متعب: هذا طبعه .. وانت بعد خلاص لا تنطق ياخي جدامه ..
ايمن: ياخي غصب عني .. الكلمه دووم تخش بكلامي من دون لا اقصد ..
عزوز: امشوا امشوا شوي وتبدأ المحاضره ..
سليم: عزوز معاه حق .. ياللا شباب ..
ولحقوا براشد على الكلاس ..
============================================
تتمشى مع زميلتها في ساحات الجامعه ..
كانت حاطه إيدها بجيبها وكل كلمات الطفش تطلع من فمها ..
لفت عليها صاحبتها وقالت: خلاص يا بنت وقسم عرفنا انج طفشانه ..
تأففت وردت عليها: وقسم انه زهق وملل .. متى تيي الاجازه ..؟! متى اصحى الصبح وانا ما احمل هم الجامعه ..؟! ياختي متى اخلص الجامعه بكبرها ..؟!
ضحكت صاحبتها وقالت: ههههههه قلت لج شرايج نغيب اليوم انا وانتي بس رفضتي .. تستاهلي ..
صرخت بقهر وهي تقوه: آآآخخ خلاص طفشت .. حتى الجامعه ما صارت وناسه مثل قبل .. ابي اطلع كل الزهق اللي بداخلي .. ايه لقيتها .. ابي اتهاوش .. غدير دبريلي شله اتمشكل معها .. باجي كثير عالمحاضره اليايه ..
غدير بإستنكار: غيدا انتي من صجج ..؟! مو كأنو امس اخذتي تهزيئه محترمه من الدكتوره منال ..؟!
غيدا: طيب شوفيلي حل .. بأمووت ..
غدير: وشو الحل اللي ينفع معج ..؟! رحنا الكافتيريا قلتي زحمه وممله .. جلسنا بالساحه قلتي شيء روتيني ويطفش .. مشينا بأماكن نادر نييها وما زلتي في حالة الزهق اللي انتي فيها .. مالج علاج ..
شاتت غيدا علبة آيسكريم كانت قدامها وهي تقول: ابي اتهاوش .. ودي احد ياخذني للأداره واتهزأ .. ابغى اغير الروتين .. من زمان عن المشاكل .. اشتقت لويوه الدكاتره اللي دايم يشكونا .. اشتقت لورقة التعهد .. اشتقت لأوقات الاثاره ذي ..
غدير: مستحيل تتغيري .. تصرفاتج هي نفسها ..
غيدا: اذا قدرت اترك التشبيه مستحيل اقدر اترك تصرفاتي ابدا ..
تذكرت شيء فضحكت بصوت عالي لفت انظار الكل ..
غدير بإستغراب: بسم الله عليج .. شفيج فجأه قلبتي ..؟!
غيدا: هههههههههههههههههههههههههههه نسيت اقولج شيء .. ههههههههههه في البيبي كانت في لستتي وحده .. ههههههههههههه كانت دوووم ترسل لي برودكاست سب في البويات .. ههههههههههههههههههه المهم اللحين ما صارت ترسل .. هههههههههههههههههههههههههههههههههه تصرفها يضحني ..
غدير: ههههههههههه الحمد لله والشكر .. عشان هالسبب ضحكتي فجأه ..؟!
غيدا: ههههههههههههههه يا شيخه اللي عايش الموقف يقدره .. دامج مو عايشه الموقف فلا تتكلمي ههههههههه ..
غدير: هههههههه طيب اوكي اسفه .. السالفه تضحك بس انا غبيه ..
طالعت غيدا فيها بنص عين وقالت: اي نوع من التسليك هذا ..؟!
غدير: هههههههه سوري سوري .. طوفي وبس ..
تنهدت غيدا وقالت: المهم .. جم باجي على المحاضره اليايه ..؟!
طالعت غدير بساعتها وقالت: ثلث ساعه ..
غيدا: آووف ليش البريك طويل ..؟!
هزت غدير راسها بيأس وهي تقول: اول وحده بالتاريخ تتأفف من طول البريك .. بس لا يسمعج احد واللي يعافيج ..
وقفت غيدا عن المشي وهي تطالع في نقطه محدده ..
غدير بإستغراب: شفيج ..؟!
غيدا: تذكرت شيء ..
غدير: وشو ..؟!
تنهدت غيدا وقالت: يارتنا ام فيصل .. باجر راح تعمل عمليه استئصال ورم سرطاني ..
غدير: يووه الله يشفيها ان شاء الله .. هذه هي نفسها اللي كانت اسيل تعيش عندهم ..؟!
غيدا: ايه ..
غدير: الله يشفيها ويرجعها لأولادها .. هي اللي بقيت لهم من بعد موت ابوهم الله يرحمه ..
غيدا: الله يرحمه .. انا مو محزني غير حالة فارس .. عايش بحاله بالبيت .. اخته متزوجه .. واخوه مسافر من زمان .. وامه بالمستشى .. لو انا بمجانه مدري شلون بتكون نفسيتي .. بس الحمد لله عائلة عمه يوا عنده هالفتره لحد ما تطلع امه بالسلامه ..
عقدت حواجبها وهي تقول: بس هالمره سفر اخوه فيصل طول .. مو بالعاده يتأخر جذي .. وفارس كل ما سألته امي ابتسم ويقول سبب انا متأكده انه جذب .. الواحد لما يجذب اقدر اكشفه .. وجذبته كانت مره واضحه ..
هزت غدير كتفها وهي تقول: يمكن متهاوش هو واخوه وبجذي ما يعرف اخباره ..
غيدا بإستنكار: فيصل وفارس متهاوشين ..؟!! لا تمزحييين .. علاقتهم ببعض مره قويه .. ريما تتوقعي منها تكون متهاوشه معهم بس فارس مره لا ويستحيل يكون متهاوش مع فيصل .. فيصل بالمره مهتم فيه لدرجة انه مأجل الزواج لحد ما يتزوج فارس اول ..
غدير: ريال غريب .. بجذي راح يتزوج بسن متأخر ..
غيدا: بصراحه انا اشوف احسن .. يا شيخه شباب هاليومين ناقصين عقل .. اذا تزوج بدري فراح يكون بسن المراهقه وبسرعه يتغير تفكيره وعشان جذي كثر الطلاق .. اما اللي بنهاية العشرين او بداية الثلاثين فالوحده تضمن انه عاقل ومتزن .. فمثلا زوج ريما .. تزوجها بسن مبجر وشوفي اللحين شنو ساوى .. تزوج عليها ..
غدير بدهشه: احلفي ..!! وشلون ريما رضت ..؟! اللي اسمعه عنها منج يقول انها مغروره ومتكبره ومستعده تخسر كل شيء الا مكانتها بنظرها ..
هزت غيدا كتفها وهي تقول: علاقتي وياها ماهي قويه فما اعرف شنو هو موقفها بالضبط ..
غدير: يرانكم قصصهم غريبه ..
غيدا: هههههههه لا مو لهدرجه ..
غدير: على طاري الزواج .. ابسألج سؤال .. شلة سامي شفيهم مختفين .. لهم فتره طويله الكل غايبين ..
غيدا: مدري عنهم .. يمكن عندهم مشكله او عاملين مشكله ففصلتهم الاداره جم يوم .. بس تعالي .. شنو دخل الزواج فيهم عشان تقولي على طاري الزواج ..؟!
غدير: هههههههههههههههههههههههههههههههههه مو سامي كان من الممكن يكون زوجج المستقبلي ..؟!!
غيدا بإستنكار: جب بس .. بليييز لا تذكريني .. كانت ذيج من اسوأ ايامي .. انا اتزوج ساموه ..!!! من ثامن المستحيلات .. وقتها كانت نفسيتي بالقاع .. كويس ان الامر انتهى ..
غدير: هههههههههههههههه يا بنت حرام عليج .. سامي ألف من تتمناه ..
غيدا: وانا شعلي فيه وفي الألف اللي يبغوه ..؟! خليه يروح لهم ..
غدير: يعني لو حصل وياء يخطبج مره ثانيه رح ترفضي ..؟!
غيدا: طبعا بأرفض .. من اول رافضه فإيش اللي يخليني اغير رايي اللحين ..؟!
غدير: مو على اساس اول كنتي رافضه لأنج بويه .. توقعتج اللحين راح تغيري رايج ..
غيدا: لا ياقلبي ما راح اغيره .. لحد الآن شايله عليه من سالفتي ذيج القديمه تتذكريها .. انا يايه هالجامعه عشان اندمه بس لحد الآن حاسه حالي ما اخذت بحقي .. خلوني بس اشوف رقعة ويهه .. راح اراويه منو غيدا اللي كان لاعب عليها .. انا اللي هالمره راح ألعب عليه و ..... و اخذ حقي ..
غدير: الله يعينه .. عنده خصم لا ييأس ولا يتراجع ..
غيدا: شوفي شوفي شلة اسيل .. تعالي نضايقهم شوي ..
تنهدت غدير وقالت: اوكي امشي ..
اتجهوا لناحيتهم .. والشله كانوا توهم متجمعين ورايحين للكافتيريا ..
رفعت غيدا ايدها وقالت: هاي .. اخبار سنه اولى ايش ..؟!
لين: يا ليييييييل ..
كملت غيدا: ابو لمبه ..
غدير: حبينا نصبح عليكم ونقول صباح الانوار ..
وسن بإبتسامه: حلو .. غيرتم .. التشبيه بالاولاد ما كان حلو .. اللحين انتم صايرين احلى ..
قلب وجه غيدا وغدير احمر من كلامها ..
غيدا تغير الموضوع: على وين رايحه الشله الكريمه ..؟!
لين: لجهنم ..
غيدا: هههههههههههه كملي وقولي الزرقا .. اعرفها ذي سبة اسيل .. كانت دوووم تقولها لي كل ما سألتها عن حاجه ..
هزت غدير راسها وهي تقول: له له ليه انتي اسلوبج عدائي يا لين ..؟!
لين: لأنه وببساطه واضح انكم يايين تطقطقون ..
ندى: حبايبي احنا بريكنا مره قصير وما عندنا وقت .. فإسمحوا لنا بنروح ..
غيدا: اخس .. والله انكم محترمين .. اوكي اوكي سمحنا لكم تروحون ..
وبعدوا عن طريقهم ..
وسن بإبتسامه: هيه غيدا ..
غيدا: نعم ..
وسن: شرايج تصيرين صاحبتي..؟! احسج وايد طيبه مع اني ما كنت احبج اول ..
طالعت غيدا فيها بدهشه من كلامها ..
تنهدت لين وقالت في نفسها: "ما راح تتغير .. الطيبه الزايده مالها داعي يا بنت" ..
وسن: ولا تناديني وسن .. ابغاج تناديني كارلوتا زي باجي صاحباتي ..
حكت غيدا شعرها الناري وهي مو عارفه كيف تجاوب عليها ..
غدير: كارلوتا ..؟! اسم وسن احلى ..
وسن بإنزعاج: حتى اسيل تقول جذي .. لا وسن ينادوني فيه الناس العاديين .. بس اللي احبهم ابغاهم ينادوني كارلوتا ..
غيدا: تعالي انتي .. على اي اساس ضنيتي اني بوافق اصير صاحبتج ..؟!
وسن: تيب عادي .. انا باصير صاحبتج .. مافيها شيء ..
غيدا: هذا اللي كان ناقص .. احنا اعداء يا بنت ..
وسن: تيب عادي الاعداء يصيرو اصحاب ..
تنهدت غيدا .. مافي فايده ..
مسكت ايد غدير وقالت: احنا رايحين .. باي ..
وراحوا ..
لين: احلفي يا شيخه ..!! منو قالج اني ابي اصاحبهم ها ..؟!
مشيت وسن وهي تقول: انتي شدخلج .. انا قلت انو انا وحدي ابي اصير رفيجتهم ..
سارا: هههههههههههههههههه قصفت جبهتج ..
لين: بنت اللذين .. والله وصارت تعرف ترد ..
ندى: هي فعلا صاجه .. قالت لهم انها هي تبي تصير صاحبتهم .. ما قالت تعالوا معنا للشله ..
لين بقهر: خلاآاآاص ..
ليان: هههههههههههه ياللا امشوا امشوا نلحقها عالكافتيريا ..
كلها كم دقيقه وبعدها اجتمعوا بالكافتيريا ..
========================================
الساعه تسعه وتسع الصباح ..
متكيه على بلكونة غرفتها وتطالع في ساحة الفله الاماميه بهدوء ..
اخذت نفس بعدها قالت بإبتسامه: هذه هي المره الاولى اللي تروح فيها سيمو للمدرسه من دوني .. دائما نغيب مع بعض ونحضر مع بعض .. ما اتخيل اليوم الدراسي من دونها ولا هي تقدر تتخيله من دوني ..
تنهدت وقالت: انسدت نفسيتي عن كل شيء .. حتى المدرسه اللي كانت عباره عن متنفس لي .. ما عاد صار لي نفس اروح لها ابدا ..
لفت بعيونها على ساحة بيتهم .. عالبيوت اللي قدامهم ..
على الشارع وعلى محل رووديس اللي اكثر من مره راحوا له هي وسيمو ..
حياتها عباره عن فراغ من اللاشيء ..
ابوها مسجون .. لمدة سبع سنوات بتهمة الرشوه وغيرها ..
اخوها كمان مسجون .. بس بمده اقل من ابوها ..
وهي اللحين وحيده ..
ما عندها اقارب .. واهلها مو موجودين ..
كل اللي معها هم الخدم وبس ..
وفوق هذا ....
ظهر الألم في نظراتها ..
وفوق هذا خلاص ..
خلاص يستحيييل انها تصير ام ..
او تسمع كلمة ماما ..
او تحس بإحساس الامومه ..
احساس مافي بنت ما تتمناه ..
خلاص امر حملها صار من مستحيلات الحياة ..
مافي امل .. ولا ادنى امل ..
حست بدموعها الحاره تمشي على خدها ..
مسحتها بكف ايدها وهي تقول برجفه: بس .. بس .. ليه تبجين ..؟! شلون بجيتي اصلا ..؟! خلاص بس .. لا تصيري ضعيفه .. عفيه وقفي ..
جلست عالارض وضمت رجلها لصدرها وسانده ظهرها على سور البلكونه ..
شاده على شفايفها تمنع شهقتها لا تطلع ..
ليه فجأه بكت ..؟!
ما تبغى تكون ضعيفه ..
ما تبغى اي شيء يأثر عليها ..
لازم تكون قويه ..
بس كيف ..؟!
من فين تستمد قوتها ..؟!
من ابوها المسجون ..؟! او اخوها اللي مع ابوها ..؟!
او من امها الميته ..؟! او من ضروفها السيئه ..؟!
ما حولها احد تستمد القوه منه ..
مافي ..
اسندت راسها على ركبتها ..
خلاص راح تحاول تاخذ الامر بطريقه إيجابيه ..
راح تاخذ بكلام وصايف بنت عم صاحبتها سيمو ..
ابوها واخوها راح يكفروا عن ذنوبهم بذي الطريقه ..
راح يغيبوا فتره بس لما يرجعوا راح يرجعوا وهم غير عن اول ..
راح يعيشوا حياة اسريه مثل كل العوائل مو مشتتين مثل ما كانوا عايشين قبل ..
ايه .. سجنهم في صالحها وصالحهم ..
هذا تكفير عن ذنوبهم اللي اقترفوها ..
المفروض تكون نفسيتها افضل ..
المفروض يكون مزاجها بالقمممه ..
ابتسمت بهدوء ..
ليه طالعت في الامر بطريقه تشاؤميه ..؟!
تعبت نفسيتها على لا شيء ..
ابوها راح يرجع ..
واخوها راح يرجع ..
وبتتحول حياتها ميه وثمانين درجه .. وللأحسن طبعا ..
اختفت ابتسامتها تدريجيا ..
انحلت مشكلة الجانب الاول من حياتها ..
طيب والجانب الثاني ..؟!
نزلت ايدها على بطنها وشدت عليه ..
كيف تقدر تعدي هذه المشكله ..؟!
كيف تقدر تتعايش مع هذا الواقع المر ..؟!
كيف تخلي الموضوع عادي ولا كأنه مؤلم ..؟!
كيف ..؟!!
ما تقدر .. ابدا ما تقدر ..
كل ما شافت طفل قلبها ينقبض ويتألم ..
حتى اعلانات التلفزيون حقت الاطفال تدمرها داخليا ..
ضحكتهم .. ابتسامتهم .. حتى بكائهم ..
شيء مؤلم ..
لأنها مستحيل تملك طفل ..
يضحك وتضحك معاه ..
يبتسم وتبتسم معاه ..
يبكي فتحزن معاه ..
ما عاد لها اي رابط بأي طفل ..
كل اللي عليها هو مراقبتهم من بعيد ..
راح يكونوا دايم بعيد عنها ..
ما راح توصلهم ..
ولا راح توصلهم ..
الحاجر راح يظل .. طول حياتها ..
قامت من مكانها بهدوء ..
طالعت في السماء وقالت: وهو على كل شيء قدير ..
ارتجفت شفتها وهي تهمس: هو القادر .. هو الجبار ..
حطت إيدها على صدرها وقالت: اجبر قلبي .. وابعد عنه هالألم القاسي .. يا رب ..
اخذت نفس عمييييييق ..
بعدها تنهدت ودخلت لغرفتها ..
قفلت باب البلكونه وراحت للثلاجه الصغيره الموجوده في الغرفه ..
فتحتها تاخذ لها شيء بارد تشربه ..
لما طاحت عيونها على الكود رد تذكرت إياد ..
وخصوصا لما يقولها اشربيه مع الهولز ..
لينو بإستنكار: كود رد مع هولز ..!!! هالمينون عنده افكار غريبه جدا ..
ابتسمت وقالت: انسان غريب .. بكل شيء غريب .. تصرفاته وكلامه وطريجة تفكيره ..
اخذت الكود رد وبعدها فتحت الادراج حقتها تدور عن هولز كان عندها ..
راح تجرب طريقته ذي ..
بتشوف وين المتعه اللي يتكلم عنها ..
========================================
الظهر : الساعه 1،30 ..
دخل لشقتهم ورمى نفسه عالكنبه وهو يقول: آخخخ .. مصعدهم الغبي ليه خربان ..؟! تونا راجعين وظهر وحر وفوق هذا طالعين الدرج كمان .. تعب في تعب ..
طالع صاحبه فيه وقال: انت كسول بزياده .. المهم على مين الدور يروح ييب غدا ..؟!
ابتسم وقال: انت .. ياللا روح ييب ..
شوي عدل جلسته وقال: هيه طارق .. لا تتصرف مثل ما تصرفت امس .. اترك العناد وربي ما راح يفيد احد ..
طالع طارق فيه ببرود ولا رد عليه ..
انس: طارق ييب نفس امس تماما .. عارف شنو يعني تماما .. واذا الفلوس ما تكفي فأنا راح ادفع الثمن ..
دخل طارق لغرفة انس وهو يقول: انت عارف ان السبب مب فلوس ..
انس: ايه عارف .. السبب هو راسك الميبس ..
رمى طارق شنطته فوق سرير انس بعدها طلع من الغرفه واتجه للباب فقال انس: طارق بليز ما نبغى مشاكل مثل امس ..
طارق بإنزعاج: اوكي فهمت فهمت ..
طلع وقفل الباب وراه ..
ابتسم انس وهو يقول: هههههه احب اشوفه مجبور يصلح شيء مايبي يسويه ..
تنهد وكمل: الله يعينهم ..
قام وراح لغرفته يبدل ملابسه وياخذ له شاور ..
طلع طارق من العماره ..
حط ايده بجيبه واتجه للمطعم اللي بينهم شارعين بس عنه ..
كان ماشي وهو يفكر ..
هالسنه غييير تماما عن السنوات اللي راحت ..
المشاكل صارت ما تفارقه ولا دقيقه ..
بالبدايه اسيل .. وبعدها حكاية اولاد عمه اللي اشغلته عن اسيل ..
وبعدين مشكلته مع مهند ..
انحلت مشكلة مهند .. واولاد عمه بعد شهوور من التعب ..
وضن انه واخيرا تفرغ لأسيل بس مشكله ثانيه وقفت في وجهه حاليا خلته ينسى التفكير في اسيل ..
في البنت اللي ظلمها بسبب عجرفته ..
بسبب غروره وغطرسته ..
يحبها .. فأهانها ..
صك على اسنانه بقوه ..
كان متعجرف في تفكيره ..
من اول نظره اربكته .. ما قدر يتقبل حكاية ان بنت تأثر عليه ..
غروره ما يسمح له ان بنت تشل تفكيره بذي الطريقه ..
في النهايه ما استفاد ابدا ..
ضن انه لو اهانها فراح يكرها ..
ضن انها راح تطلع الجانب السيء منها عشان يكرهها ..
بس ما قدر ..
مع كل مره ينجذب لها اكثر وهذا الشيء خلاه يحاول يكرهها اكثر واكثر ..
لكنه بعدين استسلم وصحي على نفسه ..
شاف الواقع اللي يصير بمنظور ثاني غير عن نظرته المتعاليه ..
تنهد وقال: ايامي معج طويله يا اسيل ..
ظهر الانزعاج على وجهه ..
المفروض يكون اللحين قد قابل اسيل وتكلم معها ..
الفروض يكون قد شرح لها كل شيء وقال كل اللي عنده وسمع ردها ..
هذا المفروض يصير ..
بس العقبه الجديده اللي وقفت في وجه خربت كل خططه ..
عقبه مزعجه بالنسبه له ..
واللحين مجبور انه ينتهي من المشكله اللي هو فيها ..
قدره مع اسيل دوووم ينعكس ..
ينتظر .. وما زال ينتظر اليوم اللي بينجمع معها فيه ..
بس هاليوم شكله بعيد ..
خلاص من كثر المشاكل اللي تنهال على راسه فقد الامل بأنه يقابلها ..
فقده تماما ..
وصل للمطعم فأشترى الغدا واتجه للبيت وهو يفكر ..
شوي ابتسم وقال بهدوء: بس طلع عكس ما رسمته ببالي .. كالعاده انا اتسرع في حكمي عالناس من اول نظره ..
دخل العماره وطلع الدرج فدق جواله في هالوقت ..
طالع في الاسم بعدها تنهد ورد يقول: نعم يا القدر المستدير ..
سهام بصدمه: طآآآرق ..!!!!!
حك طارق اذنه بلا مبالاه فكملت بعصبيه: وقسم اني لأهبد شدوي الجلب هذا .. هو اكيد اللي علمك .. حيوان انت وياه .. لا اسمعك تقول هاللقلب مره ثانيه فاهم ..
طارق بتسليك واضح: فاهم فاهم ..
صكت سهام على اسنانها بقهر فقال طارق: ايه .. شنو تبين داقه في الظهر ..؟!
اخذت سهام نفس تهدي نفسها ..
اللي عندها اخو وولد عم مثل طارق وشادي شلون يكون طبيعي ..
سهام: اسمع .. ابيك تيي الخور ..
طارق: وليه ..؟!
سهام: شهد نسيت شيء مره مهم وخاص ببيت راشد وتبي تروح تاخذه .. فهمت علي ..؟! يعني تعال لأنها تبغى هالشيء بسرعه ..
فتح طارق باب الشقه وهو يقول: وشو ..؟! لا لا ما اقدر .. هالايام مشغول ومو فاضي اسافر لأسباب تافهه .. إذا مره تبغاهم تقولي وانا بنفسي اروح اييبه ..
سهام: اقولك خاااص .. جنط ما تفهم ..
قفل الباب وراه وراح للمطبخ ..
حط الاكياس فوق الطاوله وجلس عالكرسي وهو يقول: اسمعي .. روحه لراشد ماني مخليها تروح .. خاص او سري ما همني .. إذا تبغاه يا اييبه انا يا تنساه وبس ..
سهام: هيه طارق انت شفيك ..؟! الشيء هذا مره مهم .. وكمان خاص فبطل لقافه .. ولعلمك ترى امي اللي قالت لي اتصلي عليه خليه يي يوديها تاخذ حاجتها .. يعني تبغاني اقول لأمي طارق رفض ..؟!! تراها لحد الآن زعلانه منك من بعد حكاية ذيج اللقيطه ..
اعتفس وجه طارق وهو مو راضي ابدا ..
سهام: ها شنو قلت ..؟!
طارق: وقسم انكم ازعاج .. هالايام انا وايد مشغول ومو فاضي لطلباتكم .. وذي الحاجه اللي مرره سريه ما راح تطير .. خليها تنتظر لحد ما افضى لكم ..
سهام: يعني اقول لأمي ان طارق رفض ..
طارق: سهامووه يا الجلبه .. بطلي عبط ..
هز راسها بلا وهي تقول: ما راح ابطل .. ولعلمك ترى شهد ينبي وتوها قالت خلاص مو لازم يي اللحين عشان لا ينشغل .. بس ما علي فيها .. راح تيي وإلا راح اقول لأمي انك رافض .. ووقتها لو تتصل من اللحين لين السنه اليايه على امي ما راح ترد عليك ..
تنهد طارق وهو يقول: صج انج هبله .. خلاص راح ايي بعد باجر عشان ...
وقف كلامه شوي بعدها قال: لا لا بأيي باجر من الصباح لأني راح انشغل بالعصر والمغرب .. واللحين ياللا تلايطي يا القدر المستدير ..
وقفل الجوال قبل لا تجيه قنابل متفجره ..
دخل انس للمطبخ وقال: طارق متى ييت ..؟!
طارق: مدري .. يمكن قبل خمس دقايق او اقل ..
انس: اها .. طيب راح تروح اليوم العصر ولا المغرب ..
طارق: لا المغرب .. يمكن يكون بالعصر مشغول ..
انس: ههههه ويمكن يكون المغرب مشغول ..
طارق: ياخي انا مب فاضي لنكتك .. يكفيني سهام ..
انس: ليه وش فيها ..؟!
طارق: اشغلتني هي وبنت عمها .. لازم باجر اسافر لهم .. وقتهم بالمره غلط ..
انس: الله يعينك ..
قام طارق وهو يقول: المهم خلنا نتغدى اللحين عشان انام لأني حدي تعبان ..
انس: ايه فعلا معاك حق ..
========================================
دخل للبيت وقفل الباب وراه واخذ نفس عميييق ..
شغله اليوم كان بالمره متعب ..
تكى على عكازته واتجه على اقرب كنبه وجلس عليها ..
اسند العكازات جنبه وطالع فيها لفتره ..
قبل كم يوم كان يحاول انه يعتمد على رجله بس للأسف ما يقدر يتوازن ويحس برجله تنتفض ويطيح من اول ثانيه ..
تنهد وهو يقول: اصبر .. مو كل شيء يي بسرعه .. اصبر ..
ابتسم بهدوء .. كييييف كان اول وكيف صار اللحين ..؟!
يحمد ربه ويشكره على نعمه ..
صار افضل وراح يصير افضل بكثيير ..
اختفت ابتسامته لما تذكر صديقه علي ..
توه جاء من السجن .. زاره هناك ..
على قد ماهو متألم ان رفيجه انسجن على قد ما فرح بعد ما شافه ..
علي تغيير كثيييير ..
كثييير بالمره ..
صار اقرب الى ربه من قبل ..
حس بعظم اللي سواه وتاب الى ربه ..
لا ابدا مو علي اللي قبل ..
حتى انه راضي بسجنه .. لا فرحان لأنه جالس يكفر عن ذنبه ..
انسجن فأهتدى ..
مو كل اللي ينسجنوا يتغيروا .. بس علي كان من اللي تغيروا ..
رجعت له ابتسامته وهو يقول: الحمد لله لك يا الله ..
حاليا كل شيء تمام بحياته بس ....
لف على غرفة دانا وطالع فيها بحزن ..
اللمبات طافيه وكمان المكيف طافي ومع هذا متلحفه بلحافها ..
جسمها يرتجف وحاسه حالها بردانه بعز الظهر ..
حتى لو مر اسبوع .. حتى لو سنه كامله ..
ما تقدر .. لا ما تقدر تهدأ او تتقبل موته ..
ما تتقبل حياتها وعالمها من دونه ..
الفكره لحالها مو متقبلتها ..
يموت ..!!
شلون ..؟!!!
شلون يموت من بعد كلامه لها ..؟!!
من بعد ما سمعت من فمه كلمه ما توقعتها ابدا ..!
من بعد ما بادلها نفس الشعور ..!
خلاص هي مستعده تختفي من حياته مثل ما يبغى بس المهم يكون عايش ويتنفس من الاكسجين نفسه ..
اهم شيء يكون عايش ويمشي على هذه الارض ..
لا ما تبغى تعيش بعالم مافيه سامي ..
مافيه الانسان اللي نبض له قلبها لأول مره بحياتها ..!
ان مات فهي كمان تبغى تموت ..
ان اندفن فهي كمان تبغى تندفن ..
ليه امنيتها ما تحققت ..؟!
ليه ما ماتت في ذيك الغرفه نفسها اللي مات فيها سامي ..؟!
فتحت عيونها في اليوم الثاني وانصدمت من وجودها في ارض الواقع ..
ليه .. كانت تبغى تموت ..؟!
شدت اللحاف عليها اكثر وألم قلبها في ازدياد ..
لحد اللحين تتذكر شكلها لما قامت من فوق السرير وعندها امل ان سامي ما زال عايش ..
راحت ركض للغرفه بس مالقت له اثر ..
لفت المستشفى كله تدور عنه وهي تدعي ..
وكلها امل انه تصطدم فيه بأحد الممرات ويصرخ بوجهها / انتي ما تشوفين ..؟؟!
لكنها في النهايه فعلا اصطدمت ولكن بالواقع المر ..
فوق السرير ممدد وقدامه ابوه ..
كان ابوه واقف بهدوء وشابك إيده بإيد ولده ومعطيها ظهره ..
لا .. مو هذا المنظر اللي كانت تبغى تشوفه ..
لا .. مو هذا الواقع اللي كانت تبغى تصدقه ..
لا هذا كذب ..
هذا حلم ..
هذا خيال ..
هذا .. المهم ان هذا مستحيل يكون صدق ..
الاحداث اللي راحت مستحيل تكون حقيقه ..
لا هي حقيقه .. بس عقلها رافض تصديقها ..
رافض مسألة ان سامي بين ليله وضحاها صار في عالم مختلف عن عالمها ..
رافض مسألة ان حياتها تمشي بدون وجود حسه ..
بدون وجود ابتسامته ..
ضحكته .. عصبيته الزايده ..
وعبطه الغريب ..
ارتجفت شفتها وقالت بهمس: ليه مو قادره اتقبل ..؟! ليه مو قادره اصدق ..؟! ليه حبيته ..؟! ليه اصلا قابلته ..؟!
نزلت دموعها على خدها وقلبها من داخل يتمزق ..
نزلت نظرها وطالعت في ايدها اللي ترتجف ..
في ذي الايد .. كانت دماء سامي ..
كانت حمراء ..
شهقت وقالت بصوت باكي: ارجع .. وقف رجفتي يا سامي .. ارجع .. وطلعني من الدمار اللي انا فيه .. ارجع وقولي ان هذا مقلب .. ايه انت تحب المقالب ودايم تتحمس معها .. عيل تعال وقولي هذا مقلب ..
وكملت برجفه اكثر: بيكون مقلب سخيف بس ما راح ازعل .. لا ما راح ازعل ..
وبعدها بكت بصمت ..
تألمت بصمت ..
وراح تظل تتألم بصمت ..
الى وقت .... مو محدد ..
........................................
مستنده عالجدار وعيونها على الخدم يشتغلون وهي مشرفه عليهم ..
عيونها عليهم بس فكرها مو معهم ..
البيت فقد حسه ..
البيت الفخم .. الكبير .. صار بدون حياة ..
كل شيء هادي ..
وساكن ..
للأسف صار كأنه جحر تقفلت ابوابه بخيوط العنكبوت ..
كان الألم واضح على وجهها ..
هي اكثر وحده تألمت لموته ..
من طفولته وهي معه ..
صايره كأنها امه اللي ما عاش معها ..
اذا طفش جلس معها ..
واذا استمتع بشيء جاء وخبرها السالفه ..
اذا تضايق حكى معها ..
واذا انزعج اشتكى لها ..
وهي تستمع له .. ولا عمرها ملت منه ..
تمل في حاله وحده .. اذا طلع من البيت ..
واللحين طلع .. ومللها رجع ..
بس هالمره ملل دائم مع جرعات من الألم ..
صدمت من خبر موته ..
بالبدايه ما صدقت .. كانت في قرارة نفسها متمسكه بأمل انه حي ..
بس ابوه بنفسه اكد الخبر ..
يعني مات .. واختفى ..
اللحين منو اللي راح يحرك هالبيت النايم ..؟!
منو اللي اذا عصب يعصب عالبيت كله ..؟!
منو اللي اذا بغى شيء يصرخ يناديه وهو بمكانه ..؟!
منو اللي راح يضحك ويستعبط على لغتها الفصحى ..؟!
منو اللي يملي هالفراغ اللي سكن بصدورهم ..؟!
منو اللي يقدر يسوى هالاشياء غير سامي ..؟!
الجواب ..... محد ..
غمضت عيونها بهدوء وقالت في نفسها: "الهي .. ارحمه .. اينما وجد" ..
اما سلطان الراهي ..
فكان جالس داخل مكتبه ..
مسند ظهره عالكرسي وايده اليمنى ممدوده جنب كوب القهوه البارد كبروده مشاعره حاليا ..
وعلى ايده ساعه من نوع blancpain ملطخه بالدم ..
دم صار اسود مع مرور الوقت ..
ايه .. هالساعه يعرفها ..
كانت احدى هداياه اللي ارسلها لولده لما تخرج من الثانويه ..
ما توقع انه راح يلبسها .. لأنه عارف ان ابنه يكرهه ..
بس لبسها .. ومات وهو لابسها ..
يطالع في الساعه بنظرات جامده .. بارده .. خاليه من اي مشاعر ..
كعادته .. ما تظهر انفعالاته على وجهه ..
انفعالات ..!!
ايه .. هذا الشيء صار ..
هذا ولده .. ولده الوحيد ..
مهما قست مشاعره .. فهو في النهايه مو حجر ..
ضغط عالساعه بقووه ..
جاك .. راح يقطعه قطعه قطعه ..
راح ينهي عليه ..
راح ينهي على حياته مثل ما سلب حياة ابنه ..
حياة شخص تألم طول حياته وانظلم وفي النهايه مات مظلوم كمان ..
ما راح يسامح جاك ..
ولا سيلينيا ..
ولا حتى نفسه ..
قام من مقعده .. حتى جواله اللي يدق برقم غريب ما رد عليه ..
طلع من المكتب وترك الساعه الملطخه بجانب كوب القهوه البارد ..
وتقابلت عقارب الساعه عند الرقم ثلاثه ..
فأي نوع من الاحداث القادمه راح يصير ..؟!
ولأي منحنى راح تذهب له خاتمة احداث روايتنا ..؟!
========================================
الساعه ست المغرب ..
منسدح على جنبه ومغمض عيونه عامل حاله نايم ..
والاصوات والمحادثات الانجليزيه كلها توصل لمسامعه ..
اللحين فهم تقريبا ..
فهم ليش هو هنا .. وليش خاطفينه عندهم ..؟!
مع انهم جالسين في مكان شوي بعيد عنه بس بعض محادثاتهم يسمعها ..
وفيه اشياء شوي غامضه ما فهمها ..
المهم اللحين هو كيف يخرج من هنا ..؟!
فتح عيونه بهدوء ولفها بالمكان ..
واضح انه مكان مهجور .. بس فين ..؟!
غمض عيونه بعد ما سمع صوت اثنين يتقدمون لناحيته ..
تكت البنت على رجلها وهي تقول بلهجتها الخاصه: ماذا ..؟! ألم يستيقظ حتى الآن ..؟!
جاوبها الرجال اللي معها يقول: لا .. ليس بعد ..؟!
البنت بإستنكار: اتمازحني ..؟!! ما هذا التخدير الذي يأخذ كل هذا الوقت في النوم ..؟!!!
الرجال: لا اعلم يا سيده رينا .. اني آتي اليه بين فترة واخرى لأتأكد من وضعه ولكني اجده نائما ..
جلست رينا قدامه وقربت لجهته كثييير وهي تدقق في عيونه المغمضه ..
تنهدت ووقفت وهي تقول: سحقا .. انه فعلا نائم .. هيه انت ليو ..
ليو: نعم ..
رينا: اسكب عليه الماء .. نحن لن ننتظره حتى يستيقظ ..
ليو: حاضر ..
لفت وراحت لعند شريكها ..
السيد جوزيف ..
جلست عالكرسي الخشبي الوحيد الموجود في هذا المكان وقالت لجوزيف اللي كان يطالع في الارض بألم وهو جالس على صندوق خشبي: جو .. جو الى اين ذهبت ..؟!
جوزيف بهدوء: ماذا ..؟!
تنهدت وقالت: هيا جو اهدأ .. يجب ان تخرج من هذا الوضع ..
ضاقت عيونه وهو يقول: كيف اهدأ وابني مات امام ناظري .. وبسبب ذاك الجشع ..
تحولت نظراته الى حقد وهو يقول بشراسه: سأقتله .. سأدمره كما دمرني .. الويل لك يا سعد ..
طالعت رينا فيه بهدوء وقالت: لما انت مصر .. ربما ما زال حيا ..
طالع فيها بنظرات حاده وهو يقول: انا لست عاطفيا مثل الجميع حتى اتمسك بأدنى امل .. لقد رأيت كل شيء بأم عيني .. لقد رأيته يموت .. رأيت دمائه .. رأيت الرصاصة تخترق صدره .. شعرت بقلبي يتمزق .. اتردينني ان اكذب كل هذا ..؟!
رينا: حسنا انا آسفه ..
اخذ جوزيف نفس يهدي نفسه بعدها قال: لقد تأخر ..
رينا: معك حق .. لكنه تلميذك .. سينجح بالتأكيد وانا واثقه ..
ابتسم جوزيف وهو يقول: اجل .. واحينا اشعر بأنه اخبث مني .. يمتلك عقل ثعلب وقلب كلب .. خبيث بشده ووفي لي جدا .. جوني .. تأخرت كثيرا ولكنك بالتأكيد لن تفشل ..
فتحت رينا فمها بتتكلم بس قاطعها صراخ إياد على ليو ..
لفت على ناحيتهم وقالت: تبا لذلك الصبي .. لقد استيقظ اخيرا ولكنه بدأ بالشجار ..
قامت واتجهت لإياد وقالت: هيه انت .. لما كل هذا الصراخ ..؟!
لف إياد عليها وهو حده منزعج من ليو ذاك ..
قبل شوي كاب عليه مويه فعمل حاله توه صاحي فكب عليه مره ثانيه ..
مهستر ..
تكتفت رينا وقالت: ماذا .. اني اسألك يا ايها الصغير فلما لا ترد ..؟!
ميل إياد فمه بإنزعاج ..
صغير = بزر بالعربي ..
حتى الاجانب يشوفونه بزر ..
تربع بجلسته واظهر البراءه على وجهه وهو يقول بالانجليزيه: يدي تؤلمني ..
ظهر الحنان على وجه رينا وقالت: اوه اعذرني يا عزيزي .. سأفك الحبل عن يدك حالا ..
وكملت بإبتسامه: انا لست ساذجه يا ايها الصغير .. وحقا انا مندهشه لأنك تتحدث الانجليزيه .. هذا متوقع من ابن ذاك الخبيث .. وتذكر بأنني لست سهلة الخداع ..
ابتسم إياد بإستفزاز وهو يقول: واو ذكائك خارق لدرجة انك قبل قليل ضننتي اني نائم .. انك شديدة الذكاء .. لا بل عبقريه خارقه ..
انصدمت رينا من كلامه فظهرت العصبيه على وجهها ..
كيف ..؟! كيف بزر مثل ذا يخدعها ويستفزها بالطريقه ذي ..؟!
حست بالقهر اكثر وهي تشوفه يطالعها ويبتسم بإستفزاز ..
رينا: الافضل لك هو ان تغلق فمك قبل ان يتم تكسير طقم اسنانك هذا .. افهمت ..؟!
إياد: حاولي ان استطعتي .. اني استخدم معجون سينسوداين ولذا فإن اسناني حديد هههههههههههههه ..
ترفزت من كلامه وكانت بتصرخ عليه بس وقفت فجأه لما سوعت الباب ينفتح ..
لف الكل بصدمه يطالع في الباب بحذر وارتاحوا لما شافوا جوني اللي دخل ..
لفت رينا على ليو وقالت: أأنت احمق ام ماذا ..؟! ألم اطلب منك اغلاق الباب بإحكام ..؟!
ليو: معذرتا .. لقد نسيت ..
رينا بإستنكار: نسيت ..!! اتمازحني ..؟!! ماذا لو داهمتنا الشرطة بسبب نسيانك ..؟! ماذا سنفعل وقتها يا استاذ ..؟!!
جوني: لا لا .. هوني عليك يا انسه رينا .. لا تزعجي نفسك ..
تنهدت رينا وبعدها حركت ايدها بقهر وبعدت عنهم ..
ابتسم جوني واتجه لجوزيف ..
جوزيف: جون .. لقد تأخرت كثيرا ..
جلس جوني عالكرسي الخشبي وهو يقول: اعذرني يا معلمي .. لدي اسباب سأخبرك عنها لاحقا ..
جوزيف: حسنا .. والآن هل استطعت ان تعرف مكان سعد ذاك ..؟!
هز جوني راسه وهو يقول بإستياء: لا لا .. معلمي لما تحدثني بهذه الطريقه ..؟! هل ابدو غبيا برأيك لتسألني هذا السؤال ..؟! لقد صدمت حقا ..
جوزيف بإبتسامه: اوه اعذرني .. لقد سألتك السؤال الخاطئ .. حسنا .. اين هو سعد الآن ..؟!
ابتسم جوني وقال: اجل .. هكذا افضل ..
دخل إيده بجيبه وطلع ورقه اعطاها لجوزيف وهو يقول: انه هنا .. بداخل الدائره التي رسمتها ..
طالع جوزيف في التخطيط وقال: اها ..
جوني: لديه الكثيير من الرجال .. يبلغ عددهم العشرون تقريبا .. فعلا كما توقعنا .. نحن الستة لن نستطيع التغلب عليه ..
ابتسم وكمل: ولهذا لجأنا الى خطتنا هذه .. اعذرني لكني سأغيرها قليلا ..
جوزيف: ماذا تقصد ..؟!
جوني: اسمع ..
طالع إياد فيهم وهم يتكلمون ..
صوتهم منخفض وما قدر يسمع وش يقولون ..
لف عيونه وشاف ليو يقفل الباب عدل ..
اما رينا فجالسه بعيد عنهم وحاطه سماعات الجوال بإذنها ..
وفيه اثنين ثانين بس يحرسوا المكان من برى ..
حاول يلف ورى يشوف طريقة ربط الحبل على ايده عشان يفكها ..
انزعج لما شاف انها معقده الله يعقدهم ..
لف بنظره في المكان ..
هو لازم يطلع من هنا ..
لازم يلقى له طريقه ..
كثيير مرت عليه مشاكل وقدر يطلع منها فعشان كذا هو متأكد انه راح يطلع من ذي كمان ..
يحتاج انه يشغل عقله شوي ..
بس لحضه ..
كل المشاكل اللي راحت كان متوقع انها بتصير فأخذ احتياطاته ..
اما ذي المشكله وقع فيها فجأه وماله اي تخطيط مسبق ..
فكيف راح يطلع ..؟!
عض على شفته بقهر ..
تقدم جوني من عنده وقال بلغه عربيه مكسره: اهلا يا عزيزي .. حالك كيف الآن هي ..؟!
كتم إياد ضحكته وهو يقول بالانجليزي: حالك كيف الان هي ..!!!! هههههه من اي كوكب اتيت ..؟! حتى الهندي يستطيع التحدث افضل من هذا ..
ضاقت عيون جوني لفتره بعدها ابتسم وجلس قدام إياد وهو يقول بالانجليزي: اوووه لسانك طويل ..
إياد: اطول مما تتخيل .. صدقني سأسبب لكم الازعاج فدعوني ارحل ..
جوني: يا الهي .. اسلوبك قديم ..
إياد: لكنه ليس كقدم حذائك الهترئه ..
نزل جوني نظره لجزمته .. فعلا مره قديمه وتوه ينتبه ..
إياد: والآن .. ستستخدموني كرهينه حتى يأتي والدي الى هنا .. سأخبرك شيئا .. خطتك فاشله ..
جوني بإندهاش مصطنع: احقا ..؟!!! ولما ..؟!
عرف إياد انه يستهبل فقال: سأخبرك مع ان اندهاشك كاذب .. ابي ليس ساذجا لكي يأتي الى هنا ..
جوني: لا تنسى انك ابنه يا عزيزي ولن يرضى ان تموت ..
إياد بإبتسامه: ماذا ..؟!! لماذا انت مستعجل .. دعني اكمل حديثي ..
جوني: اوه انا اعتذر .. اكمل يا صغيري ..
ميل فمه بإنزعاج من كلمة صغيري ذي فطنش وقال: نعم اني ابنه .. وهو يحبني كثيرا .. لكنه لن يعرض حياته للقتل وحياتي للخطر بهذه البساطه .. لا يجود مجرم بالعالم يختطف رهينه ثم يدعها ترحل بعد ان يأتي الشخص المعني .. ان رحلت الرهينه فستذهب للابلاغ عنهم بالحال .. بالعاده ستقتلهم جميعهم وهذا شيء يسهل استنتاجه حتى لا يتم فضحهم .. ههههههههههه ابي ذكي يا هذا فلا تضن نفسك اذكى ..
جوني: اوووه انك حقا مثير للأهتمام .. لكن دعني اعطك مثالا صغيرا .. ماذا لو قمنا بإيذائك .. ثم اخبرنا والدك بهذا .. ألن يأتي مسرعا لكي ينقذك ..؟!
إياد: يا الهي .. غباؤك شديد .. اقلت ماذا .. سيأتي مسرعا ..!! اه فعلا .. هناك من يأتون مسرعا لذا لا ألومك على تفكيرك المحدود .. تذكر يا هذا ان ابي مختلف .. ثم من قال انه بالاساس سيصدق انكم تحتجزوني .. سيقول ان هذه كذبه فأنا لست ممن يقعون في الفخ بسهوله .. حسنا لنفترض انكم ارسلتوا له صورة لي او مقطعا صوتيا .. نعم سيصدق حينها اني هنا لكنه لن يأتي .. اما انه سيرسل احد رجاله لمساعدتي او يبلغ رجال الشرطه ..
جوني: لكننا سنقول له اننا سنقتل ابنك ان لم تأتي ..
إياد: ومن هو تلمجرم الغبي الذي سيقتل رهينة بهذه السهوله .. هيا اقتلوني وعندها انتم الخاسرون .. هيا يا رجل استسلم .. خطتكم فاشله ..
ابتسم جوني وقال: لديك ردا على كل شيء .. تقول ان ابيك ذكي ..!! حسنا اني لست اقل ذكائا منه ..
طلع جواله من جيبه وفتح على صوره ولف الجوال على حهة إياد وهو يقول: ما رأيك بهذه ..؟!
عقد إياد حواجبه وهو يشوف بنتين جالسين على طاوله و ....
فتح عيونه بصدمه وهو يطالع في ملامح البنت الثانيه ..
هذه تشبه سهى ..
سهى اللي هي نفسها سجى ..
لا ما تشبهها .. هذه هي نفسها ..
يعني .....
ابتسم جوزيف وهو يقول: اوووه ملامحك مضحكه ..
صك إياد على اسنانه بقهر فحط جوني الجوال في جيبه وقال: حسنا دعني اكمل لك خطتنا الصغيره .. دعنا نفترض امرا .. لنتخيل انا هذا الفتاة .. الابنة البكر لسعد الراهي موجودة هنا هي ايضا .. وقتها سنخبر سعد بهذا .. انت تقول انه لن يأتي .. حسنا ربما هذا سيحدث .. لن يصدقنا لأنه لا يوجد مجرم بالعالم يقتل رهينته .. اذا ماذا لو قتلنا احدكما وارسلنا الجثة اليه ..؟! هل سيصدقنا وقتها ..؟! من دون تفكير سوف يتدمر داخليا ويتألم وهنا سيهب كالمجنون لأنقاذ ابنه الاخر .. لا بل سيتمنى الموت ايضا وقتها وسيعرف اننا لا نمزح .. وايضا لن يستطيع حتى ان يرسل احدا اخر او يبلغ الشرطه خوفا على الاخر .. ما رأيك ..؟! السنا اذكياء ايضا ..؟!
طالع في إياد ينتظره يرد ولما ما رد ابتسم وقال: يبدو اني واخيرا استطعت اسكاتك ..
ضاقت عيون إياد وهو يطالع فيه بعدها قال: لن تنجح .. لأنك لا تعلم بأن ابي يكرهها .. يكره سجى فلهذا هو ليس مهتم لأمرها .. دعها بعيدة عن الموضوع وغير خطتك السخيفه تلك لأنها لا تجدي نفعا ..
جوني: يا الهي .. لقد كنت ذكيا قبل قليل .. مابك الآن تستخدم الاكاذيب القديمه ..؟!
إياد: اني لا اكذب ..
جوني بتسليك واضح: حسنا حسنا صدقتك ..
حس إياد بالقهر ..
سجى شذنبها تتورط بمشاكل هي في غنى عنها ..؟!
وقف جوني وقال: أأنت مشتاق اليها .. لا تقلق سنلم شمل العائلة قريبا ..
ابتسم وكمل: ثم سنرسلكم الى الجحيم ..
ضحك وابتعد وهو يقول: سترى قريبا والدك الذكي وهو يأتي الى هنا وحده كالاحمق هههههههههههه ..
صك إياد على اسنانه اكثر وهو يراقب جوني يبتعد ..
لا .. مستحيل يصير كذا ..
سجى اخته شدخلها ..؟!
اصلا هو كمان شدخله ..؟!
ليه تورطوا في مشاكل ابوهم ..؟!
ليه اصلا ابوه كان يمشي بهذا الطريق الغلط ..؟!
ليه الامور انعكست فجأه ..؟!
كان عايش حياته مبسوط ..
ظهرت شلة جراح فقلبوا له حياته ..
ظهرت سالفة اخته فأنقلبت حياته اكثر ..
ظهرت حقيقة ابوه ..
تأذت حياة لينو بسببه ..
واللحين سجى اخته كمان راح تتأذى ..
وما زالت حياته تنقلب وتنقلب ..
الى اي نهايه راح يوصل لها ..؟!
شلون يطلع من ذي المشكله ..؟!
مو عارف ..
نهايتهم الموت ..!!!
هز راسه بلا يبعد هالوساوس عنه ..
لكن ..
اذا ما قدر يصلح شيء فراح يتحول هذا المكان الى مجزره ..
مجزره بشعه ..
لا .. لا .. لازم يفكر ويشوف له حل ..
حل ..
يدور على حل .. وهو واثق ومتأكد انه مافي حل لذي المشكله ..
مافي بإيده شيء يسويه ..
ابدا ..
========================================
في احد المطاعم المنتشره في اراضي الدوحه ..
كان جالس هو وياها .. يتعشون بهدوء تام ..
ظل يطالع فيها وبسرحانها فقال: اسيل ..
طالعت فيه وقالت: نعم ..
ابتسم يقول: انا طلعتج هالمره تتعشين عشان تسولفين وتنبسطين مو تظلين سرحانه .. تحجي وياي ..
اسيل: اسفه ..
ورجعت مره ثانيه لسكوتها ..
تنهد وقال في نفسه: "من وقت ما قابلت سميه وهي على هالحال تقريبا .. شلون اقدر اطلعها من اللي هي فيه" ..
اسيل بهدوء: بسام ..
بسام: هلا ..
اسيل: بأطلب منك طلب ..
بسام: لك عيوني لو تبغين ..
اسيل بإبتسامه: تسلم عيونك ..
سكتت لفتره بعدها قالت: احس اني تغيرت ..
بسام: من اي ناحيه تقصدين ..؟!
هزت كتفها وقالت: مدري .. من نواحي كثييره .. اول ما اكتشفت اني لقيطه قلت لنفسي كلام كثييير .. بس الايام اللي بعدها اثبتت لي اني مو قد كلامي ..
هزت راسها وهي تقول: لا ابدا مو قد كلامي ..
طالعت في بسام وقالت: ابوي عبد الرحمن وامي احلام واخواني فيصل وفارس .. من بعد ما اكتشفت اني لقيطه تألمت من اخفائهم لحقيقتي .. لدرجة اني كنت ما راح اسامحهم على اللي صلحوه معي .. ظلوا يخدعوني من طفولتي لحد مراهقتي وقايلين لي اني منهم وانا بالاصل كنت دخيله عليهم .. بس بعدها لما فكرت عدل .. انا لما اكتشفت اني لقيطه عشت حياة قاسيه ومازلت اعيشها .. لو انهم قالوا لي اني لقيطه من زمان .. شلون كانت بتكون طفولتي ..؟! بتكون حياتي صعبه .. ما كنت راح اعيش طفوله طبيعيه مثل الناس .. ما كنت راح اكبر واتعلم واكون صداقات زي اللي صلحته .. اكتشفت انهم لهم الفضل الكبير في حياتي .. من دونهم كنت راح اضيع ..
ابتسمت وقالت: اشتقت لحياتي القديمه وياهم .. كانت لحضات جميله .. ضحكة ابوي .. وابتسامة فارس وغرور ريما وعصبية امي وفيصل .. احبهم كلهم .. تربيت على اساس انهم عائلتي .. وراح يظلوا عائلتي ..
سكتت لفتره بعدها قالت: فيصل كان قاسي معي .. ما كنت اعرف سبب قسوته .. اللحين عرفت .. شلون يحب وحده جت بدل اخته الحقيقيه ..؟! تقريبا كان على اتفه الاسباب يهاوشني وبعض الاحيان يضربني .. كنت اتسأل عن السبب وفي النهايه الوم نفسي وتقول اني استاهل لأني ما طلعت هاديه وبعيده عن المشاكل مثل فارس .. ولا مره حطيت اللوم عليه .. كنت بالبدايه لما ابجي اسبه واحمله كل شيء بس بعد فتره اتراجع .. هو اخوي الكبير ومن حقه يأدب اخته اذا غلطت .. حتى لو كان قاسي فأنا اعتبره قدوتي .. لحد الآن اللحين اتذكر لما اكتشفت اني لقيطه .. كان هو اول واحد لجأت له وطلبت منه يجذب هالحقيقه .. كنت متمسكه فيه واتمنى انه يقولي ان كل اللي صار جذب .. حلم .. او حتى مقلب .. احبه .. على قد ما صلح معي إلا اني احبه ..
ظهر الألم في نظراتها وكملت: فارس اخر مره لما رحت ازوره قالي انه في كندا .. انسجن .. وانا متأكده ان سبب سجنه هو تجارة المخدرات .. لأني لما رتبت غرفته في مره من المرات لقيت عنده كمية مخدرات .. هو غلطان .. ايه مره غلطان ..
تجمعت الدموع بعينها وقالت بصوت خانقته العبره: بسام .. طلعه من السجن .. هذا هو طلبي ..
اندهش بسام من كلامها ..
يطلعه ..!!
لا مستحيل ..
فيصل مجرم .. والمجرم لازم يتعاقب ..
هذا اولا .. وثانيا شلون يطلعه ..؟!
مو هو اللي بلغ عشان يطلعه ..
هذا مو شيء سهل ..
ما توقع ان طلبها يكون كذا ..!
تجارة مخدرات ..!!!
لا .. تهمته ماهي بس كذا ..
تهتمته اخطر من كذا ..
تجارة مخدرات + تجارة وتهريب الاسلحه ..
بلعت اسيل ريقها تخفي عبرتها وقالت: بسام .. واللي يعافيك .. هذا طلبي الوحيد .. ما اقدر اتحمل انه ينسجن .. ينام في السجن .. وياكل في السجن .. ويجلس في السجن .. شيء مؤلم .. والاشد من هذا هو انه مسجون في الغربه .. بعيد عن وطنه .. وبلده .. واهله .. وحيد .. محد عنده .. ولا احد يزوره ..
ومع كل كلمه كان ارتجاف صوتها يوضح ..
طالع فيها بنظرات حزينه ..
حزين على حالها .. بس ما يقدر ينفذ طلبها ..
لا ما يبغى حتى يحاول ..
هذا مجرم ..
لازم يتعاقب ..
كثييير ناس ضحايا راحت ارواحهم بسبب اعماله مع سعد ..
ظلت تطالع فيه بنظرات ترجي تنتظر يقول طيب .. ان شاء الله .. من عيوني ..
بس ما قال شيء فقالت بهمس: بسام ..
بعد نظره عنها وقال: اسيل .. هو اصلا مجرم ....
قاطعته تقول بألم: اعرف انه مجرم .. اعرف انه فيه ناس كثيييير تأذوا بسببه .. اعرف كل هذا .. بس هو اخــــــوي .. عارف شنو يعني اخــــوي .. لو ايش ما صار فراح يظل اخوي وحاسه بالألم اللي يحسه .. مسجون .. وفترة سجنه يتطول .. في بلد مو بلده .. ماكو احد يزوره .. ماكو احد يخفف عنه .. ما راح يبتسم .. ولا راح يضحك .. ما راح يحس براحه .. ولا بأمان وطمأنينه .. ماله احد .. وحده .. بعيد عن اهله ووطنه .. بسام عفيه صلح شيء .. تخيل حالك مجانه .. تخيلني انا مجانه .. بتتركني ولا لا ..؟!
لف عيونه يطالع فيها ..
صحيح السجن بالغربه مؤلم .. بس ....
اخذ نفس وقال: ما اقدر .. شلون اطلعه .. جريمته واضحه ومافي امل اني اطلعه منها لو ايش ما سويت .. كل الادله عندهم و....
قاطعته اسيل تقول بهدوء: اذا ساعدته راح اوافق اروح ازور امك ..
انصدم بسام من كلامها ومو مصدق انها واخيرا راح تتراجع عن رايها ..
راح تشوف امه ..
امنية امه بتتحقق ..
اخر طلب لأمه راح يقدر ينفذه لها ..
بس ....
طالعت اسيل فيه تنتظره يتكلم ..
بس كان ساكت وفترة سكوته طولت كثييير ..
فتحت فمها بتتكلم بس تكلم هو يقول: ماكو غير طريجه وحده راح تطلعه من السجن .. بس الطريجه شبه مستحيله ..
هزت ايل راسها بلا وهي تقول: لا راح تكون سهله بأذن الله .. كل شيء راح يتيسر .. بسام واللي يسلمك حاول قد ما تقدر ..
هز راسه بهدوء وقال: راح احاول ..
ابتسمت وهي تطالع فيه وقالت: شكرا ..
ابتسم لإبتسامتها وقال: المهم ياللا .. ترى لنا ساعه عالعشاء .. لا حشى مو بشر ..
اسيل: ههههه طيب ..
اخذت الملعقه وطالعت فيها بهدوء ..
فتحت فمها وسألته بصوت شبه هامس: سافرت ..؟!
بسام بإستغراب: منو ..؟!
اسيل بهدوء: اختك ..
طالع فيها شوي بعدها قال: ايه .. راحت لأمي ..
اسيل: اها ..
بعدها كملت تاكل اكلها بهدوء ..
بسام في نفسه: "يا ترى في ايش تفكرين حاليا" ..
تنهد واخذ ملعقته يكمل اكله ..
========================================
في صباح اليوم اللي بعده ..
كان جالس عالكرسي عند السرير اللي منسدحه فوقه ..
ماسك ايدها ويقول بإبتسامه: هي عمليه صحيح صعبه بس نسبة نجاحها مره مرتفعه .. راح تشفين ان شاء الله وترجعين لنا يالغاليه ..
طالعت امه فيه وقالت بصوت تعبان: ان شاء الله ..
يطالع فيها ويطمنها والابتسامه مرسومه على فمه ..
بس بداخل قلبه خايف .. ومتوتر ..
بعد كم ساعه راح تدخل امه لغرفة العمليات ..
خايف يفقدها مثل ما فقد ابوه ..
خايف تختفي من قدام عيونه مثل ما اختفى ابوه ..
خايف ..
من بعدها راح يصير وحيد ..
اخته متزوجه واخوه في ......
الام بهمس: فارس ..
فارس: هلا يمه ..
الام بنفس الهمس: وين ريما وفيصل ..؟!
فارس: ريما تعرف انج راح تعملي عمليه اليوم بس ما ادري ليه ما يات .. اما فيصل ..
سكت شوي بعدها كمل بإبتسامه: راح يرجع قريب من سفره ..
ابتسمت امه بعدها غمضت عيونها ترتاح ..
تنهد فارس وظل يطالع فيها ..
تقريبا ظل عشر دقايق عندها بعدها قام وطلع ..
على حسب كلام الممرضه لازم يتركها ترتاح قبل العمليه ..
لما طلع طالع فيه وائل اللي جاء معه وقال: ها .. كيف هي ..؟!
جلس فارس عالكرسي وقال: ان شاء الله بخير ..
جلس وائل جنبه وقال: ان شاء الله تنجح العمليه وتقوم بألف صحه وسلامه ..
فارس: ان شاء الله ..
طالع فيه وائل فتره بعدها قال: غريبه .. توقعت ان ريما تكون هنا .. وتكون اول وحده تيي لأمها ..
هز فارس كتفه وهو يقول: مدري ليش ما يات .. يمكن نسيت مع اني ما اتوقع ..
ضاقت عيونه وهو يطالع في ايده ويتذكر كلامها لما زارته اخر مره ..
هز راسه وهو يقول في نفسه: "كل شيء ساويتيه غلط .. محد يعالج الغلط بالغلط" ..
تنهد وكمل في نفسه يقول: "اذا تبغين تتطلقي فخلاص انتي حره .. الموضوع ما صار يهمني ابدا" ..
فارس: نسيت اقولك شيء .. قبل لا تييون عندي بجم يوم زارتنا اسيل وتسلم عليكم كلكم ..
وائل بإبتسامه: خساره .. فاتتنا مقابلتها ..
فارس: ان شاء الله راح تيي مره ثانيه ..
وائل: ان شاء الله .. اهم شيء انها بألف صحه وسلامه .. اخبارها توصلني من رفيجتها ندى ..
فارس: ندى ..!!
وائل: لما كان ابوي يبغى يكلمها مالقينا لها طريج فتوقعت انه ممكن تكون رفيجتها تعرف عنها شيء اخذت رقمها وقلت لها اي خبر تسمعينه عنها خبريني .. بالأول كنت اسمع اخبر سيئه عن اسيل .. بس اللحين الحمد لله حالها افضل بكثير ..
فارس: فعلا معاك حق .. تحسنت كثيير ..
طالع وائل في ساعته وقال: غريبه تأخروا امي وابوي ..
فارس: خلاص مو لازم تتعبوا نفسكم وتييون المستشفى ..
وائل: هذه زوجة عمي وتهمنا صحتها .. ههههههههه لمى ولمار ولارا بالمره مزعوجات يبون ييون بس عاد ما نبغى زيادة عدد بدون فايده .. حتى انا ابوي لما يي راح يطردني عشان اروح عند اخواتي وما اخليهم لحالهم ..
ابتسم فارس وتذكر ريما ..
ليه ما جات ..؟!
وده يتصل بس ما يبغى ..
عالعموم يمكن تكون في الطريق اللحين ..
اصلا باقي جم ساعه على العمليه يعني بدري ..
سرح شوي في جمله قالتها ريما لما جت اخر مره ..
"حتى انه يحبها .. خلاص ابغاه يتركها ويكرهها" ..
فارس في نفسه: "اكيد تقصد نوف .. اختي بدأت تغار .. بس للأسف .. منصور مستحيل يتركها يا ريما لو ايش ما صار .. حتى لو كانت سيئه فهو يحبها وايد .. ويمكن اكثر منج" ..
سكت لفتره بعدها قال في نفسه: "يا ترى شلون راح ينتهي الوضع ..؟! الطلاق ..!!! هذا اكبر احتمال" ..
========================================
وعلى الطريق السريع المؤدي للدوحه ..
كان يسوق سيارته بسرعه عشان يوصل بسرعه ..
لف على اللي جالس بالمقعده اللي جنبه وقال: السؤال اللي يطرح نفسه .. انتي شنو اللي يابج معنا يا انسه سهاموه ..؟!
لفت سهام وجهها للجهه الثانيه وقالت: مالك شغل .. مابي اترك بنت عمي لوحدها مع شرس مثلك .. احمد ربك اني تطوعت وقلت لأمي اني بأروح معكم عشان اصير محرم لبنت عمي ..
ميل فمه وهو يقول: تطوعتي ..!!! لا مسجينه .. لو ياء شادي او وسيم وحتى لو كانوا مزعجين عالاقل هم افضل منج بكثييير ..
لفت عليه تقول: انت ليش لسانك جذي ياخي ..؟! امنيتي اسمعك تقول كلام حلو .. انقلع راح ايي غصب عنك ومتى ما ابغى وراح اكون عله على قلبك فاهم ..؟!
طارق بملل: فاهم فاهم ..
انزعجت من كلامه فقالت: غبي ..
ولفت تطالع من الشباك ..
اما شهد فكانت جالسه بالمقعد الخلفي تطالع فيهم بإبتسامه ..
كلام سهام هنا يناقض كلامها زمان ..
كانت تقول ان طارق هو اخوها الوحيد وتحبه بشكل كبير ..
وكم مره حكت لها عن مشكلته مع مهند وشكثر هي خايفه عليه يتأذى ..
واكثر من مره تقول اتمناه يخلص دراسته بسرعه عشان يي يعيش عندنا مو بعيد عنا ..
بس الحين هههههه .. كل واحد فيهم يضايق الثاني ..
اخذت نفس عمييييق ..
يالله شكثر هي فرحانه لأن لهم سند بحياتهم ..
شكثر هي شاكره لربها هالنعم اللي هي فيها ..
نعمة الآمان والطمأنينه والاسره ..
ليل نهار وهي تشكره سبحانه وتعالى ..
خرجت من حياة الظلم .. والعذاب .. والألم اللي كانت عايشتها ..
وكانت تتوقع انه خلاص ما عاد بتشوف راشد مره ثانيه ..
لكنها شكلها راح تقابله اليوم ..
عالعموم هذا افضل .. ودها تشوف كيف صارت حالته من بعد ما طلعت من عنده ..
اهمل نفسه ولا لا ..؟!
صار يواضبط على فطوره واكله ولا لا ..؟!
تتمنى انه خلاص يرجع مثل قبل ..
تنهدت لما تذكرت روان ..
الله يرحمها ..
كانت انسانه مافي ألطف منها او اطيب منها ..
ما تلومه لو ظل على حزنه لفتره اطول ..
قطع تفكيرها صوت سهام تقول لطارق: جم باجي ونوصل ..؟!
طارق: عدي من واحد لما سبعه آلاف وان شاء الله نكون وصلنا ..
سهام: هيييه طارق عن العبط .. انا جاده ..
طارق: عيل عدي من واحد لحد سبعه آلاف وخمسين ونكون فعلا وصلنا ..
لفت وجهها وهي تقول: الغلطان والغبي والاهبل والجلب اللي يسألك ..
طارق: رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ..
سهام بقهر: طــــــــارق ..
طالع طارق في ساعته وقال: انا عندي شغله مهمه .. راح اوصلكم لعند بيت اللي ما يتسمى .. في خلال خمس دقايق تطلعوون فاهمين ..؟! اصلا راح ادخل انا كمان ..
طالع في انعكاس شكل شهد بالمرايا وقال: لا تتحجي معاه ابدا .. مفهوم ..؟!
شهد: طيب ..
سهام في نفسها وهي تطالع فيه: "ويع .. ما عندك اسلوب الطف من جذي تكلم فيه البنت ..؟! ما اتوقع انه فبه وحده بتقبل بجاف مثلك" ..
طارق: هذا اسلوبي يا عسل وما راح اغيره ..
سهام بصدمه: شلون عرفت عن ايش افكر ..؟!!!!
طارق: واضح على تعابير ويهج .. شيء ما يحتاج له تفكير اصلا ..
سهام بنص عين: بالمره شايف نفسك وكأنك الاذكى ..
طارق: ايه طبعا .. يعني لو مثلا صديقي انس اسمه انس عمر العالي كنت راح اعرف انه ولد عمي بدون اي ادنى تفكير ..
صكت سهام على اسنانها بقهر ..
هذا يسبهم بطريقه غير مباشره ..
طارق: بعد ما تطلعوا من عند راشد راح اوديكم عند ييراننا القديمين ام ميار لأني مشغول وما اقدر ارجعكم .. خلوكم مؤدبين ولا تفشلوني ..
سهام بقهر: طارق كافي .. انت شنو اللي مسلطك علي .. ترى بأبجي ..
طارق: عيل خلي دموعج عذبه .. مانبي نغرق بماي مالح ..
حست سهام انها راح تنفجر في اي لحضه من اسائاته اللي ما توقف ..
لحضه ..!!
طالعت في طارق بهدوء وإستغراب ..
ايه هو دايم يضايقها وهذا شيء معروف ..
بس لما يضايقها كان عالاقل يبتسم او يضحك ..
هالمره عيونه بس عالطريق وكل كلامه استهزاء وبس ..
فيه شيء شاغله ..
لا مو شاغله وبس ..
في شيء مزعجه اكيد ..
وعن اي شغل يقصد ..؟! وليش ما يقدر يأجله ..؟!
طالعت في نظراته ..
ليه في نظراته لمحة ألم ..؟!
وش اللي صاير معاه بالضبط ..؟!
طارق: عندج صور لي كثييره .. بحلقي فيها مثل ما تبين مو فيني انا ..
ميلت فمها وهي تقول: هاهاها محد ضحك ..
طارق: طيب طيري ..
سهام: طا ق خلاص حرام عليك .. جبهتي راحت بعييد من كثر ما تقصفها ..
وقف طا ق سيارته وقال: وصلنا ..
لفت سهام عالشباك وقالت: يوه .. وصلنا بسرعه ..
نزل وقال: امشي يا شهد ..
وراح للباب ودق الجرس وبعد شوي جت شهد عنده ..
دق مره ثانيه ففتحت احد الخدم الباب وقالت: نأم ..
شوي كملت بفرحه: اوووه شهد انتا يجي .. انا احبك كثييير ودايم اقول ان شا الله يجي ..
ابتسمت لها شهد وقالت: حتى انا والله احبكم كلكم ..
طالع طارق فيها بنص عين .. وحده فاضيه ..
بعد الخدامه عن طريقه ودخل وهو يقول: امشي ..
دخلت شهد وراه وهي تقول بهدوء: بس .. بس مو كأن اللي نسويه غلط ..
وقف طارق بالصاله وقال: راح انتظرج هني .. ييبي الشيء السري الخاص حقج في اقل من خمس دقايق ..
شهد: طيب ..
دخلت لقسم الخدم عشان تروح لغرفتها القديمه ..
اما الخدامه اللي فتحت لهم الباب طلعت الدرج واتجهت بسرعه لغرفة راشد وطارق يراقبها بعيونه ..
فتحت الباب على راشد بسرعه وقالت: سير راشد سير راشد ..
كان راشد منسدح على سريره وعلى وشك النوم ..
قام مفجوع منها دخولها المفاجئ وقال بعصبيه: ويــــــع يا الجلبه .. شكلج تبين تموتين صح ..؟!
خافت الخدامه من صراخه فقالت: بس شهد جاء .. وكمان واحد ثاني ودخلوا لداخل ..
انصدم راشد من كلامها وقام من فوق السرير وهو يقول: انتي متأكده ..؟!! وقسم بالله اني لأطردج لو طلعتي جذابه ..
هزت راسها بلا وهي تقول: ايوا .. هي موجود تحت ..
طالع فيها لفتره بعدم تصديق ..
شهد رجعت ..
من اول يبغاها ترجع بس اللحين مو عارف شلون يتصرف ..
لحضه .. ليه رجعت ..؟!
وليه معاها واحد ..؟!
اصلا منو هالواحد ..؟!
طلع من غرفته واتجه للدور الارضي ..
وقف في نص الدرج وهو يطالع في طارق اللي كان معطيه ظهره ويتكلم مع احد بالجوال ..
ضاقت عيونه وهو يحاول يتذكر فاندهش لما عرف انه طارق ..
في هالوقت طلعت شهد من جناح الخدم وماسكه بإيدها دفتر صغير وانصدمت لما شافته يطالع فيها ..
اما راشد فما كان اقل صدمه منها ..
شهد .. ايه هي نفسها شهد ..
حس بداخله شعور غريب ..
حس وكأنها قطعه من ممتلكاته لقاها بعد ما ضاعت ..
لا .. هي من اغلى ممتلكاته ..
ورجعت ..
ومتأكد ان رجوعها ما يتعدى فترة العشر دقايق ..
راح تروح بعدها مره ثانيه ..
وراح يفقد هالشيء مره ثانيه .. وبعدها مستحيل يلقاه ..
قفل طارق الجوال ولف عليها عشان يقولها امشي بس لاحظ نظراتها ..
لف عالمكان اللي تطالع فيه فأعتفس وجهه لما شاف راشد ..
لف على شهد وقال: ياللا راح نطلع ..
هزت راسها بإيه واتجهت للباب ..
راشد: شهد لحضه ..
لف طارق على راشد وهو يقول: عفوا .. بغيت شيء ..
وقفت شهد للحضه تطالع فيهم بعدها لفت وطلعت برى ..
لف راشد يطالع في طارق ..
يكره هالانسان ..
اشر على الباب وقال: اطلع برى البيت بسرعه ..
حط طارق ايده بجيبه وطلع برى البيت ببرود تام ..
اتجه للسياره وهو يطقطق في جواله ..
ركب السياره وقال لشهد: لقيتي الشيء الخاص السري حقج ..؟!
شهد: ها .. ايه ..
ميلت سهام فمها وهي تقول: ما تعرف تسأل من دون لا تدخل نبرة الاستهزاء بكلامك ..
ضغط طارق عالبنزين واسرع فجأه ..
صرخت سهام بخوف وقالت: طارق وويع .. المفروض .....
وقفت كلامها وهي تشوفه ماسك الدركسون بقوووه والغضب واضح على وجه ..
سهام في نفسها: "شفيه .. طارق انت شفيك وشنو اللي صاير معك" ..؟!
بعدها عم الهدوء بالسياره طول الطريق المؤدي للعمارة الموجوده فيها ام ميار ..
اما راشد فكان واقف عند الباب ويطالع في السياره اللي خرجت من حوش قصره ..
ضاقت عيونه لفتره بعدها لف ونادى على الخدامه فجته طيران ..
طلب منها طلبه فدخلت تنفذه له ..
بعد مده وصل طارق للعماره ..
وقف السياره ونزل منها وهو يقول: امشوا ..
دخل للعماره فدخلوا معاه ..
طلع للدور الموجوده في شقة ميار وامها ولما وصل دق الجرس ..
فتحت ام ميار الباب ولما شافته قالت بإبتسامه: اهلييييين طارق .. من زمان عنك يا ابني .. ايش اخبارك ..؟!
طارق: الحمد لله انا بخير يا خاله .. خاله معليش راح اضايقج بس مالقيت غيرج .. ممكن تهتمي بأختي وبنت عمي لحد الليل لأني مشغول وما اقدر اتركهم بحالهم .. وأذا ما تقدري فخلاص انا اسف عالازعاج ..
ام ميار: عيب عليك .. إيش هالكلام ..؟! طبعا اقدر .. راح احطهم بعيوني وخلص شغلك على راحتك ولا تستعجل .. والله انهم مثل بناتي ..
طارق: مشكوره يا خاله ما قصرتي .. اعذريني انا رايح اللحين ..
ام ميار: الله معك .. انتبه عالطريج يا ابني ..
طارق: ان شاء الله ..
لف على سهام وشهد واشر لهم انهم يدخلون ..
سلموا على ام ميار ودخلوا داخل عندها ..
نزل طارق وركب سيارته وبعدها راح لشغلته ..
========================================
في غرفته اللي هي جزء من الجناح الكبير اللي استأجره ..
كان جالس على الكنبه ويطالع في الشباك ..
الشمس تغرب ..
تنهد وهو يتذكر كلام اسيل امس عالعشاء ..
طلبها صعب .. ما هو راضي وفي نفس الوقت المسأله صعبه ..
ومع هذا راح يصلح كل اللي يقدر عليه وكله عشان امه ..
سحب جواله واتصل على اسيل .. يبغى يطمئن عليها لأنه اليوم يتأخر في الجامعه وهي راح ترجع مشي كعادتها ..
دق الجوال لحد ما قفل ومحد رد ..
حطه جنبه وهو يقول: اكيد نايمه .. راح تصحى اذا اذن المغرب .. يعني بعد عشر دقايق تقريبا ..
انسدح عالكنبه وغطى عيونه بإيده وبدأ يفكر ..
يفكر بكل شيء ..
اسيل .. امه .. اخته .. سعد .. وزوجته الثانيه سحر ..
صار فكره مشغول بالقصه اللي صارت قبل 17 سنه ..
للأسف كل واحد فيهم يملك جانب سيء والضحيه كانت اسيل ..
الكل كان يتمنى فراقها ..
طفله ما كانت تفهم شيء بالحياة ..
فعلا مسكينه ..
عقد حواجبه لفتره .. اسيل ...!!
ايه لحد الآن شاغله شيء في الحكايه ..
لحد الآن الحكايه مو كامله ..
لا فيه شيء ناقص ..
فيه شيء غلط ومو مقبول ..
لازم يسأل سميه ..
لا .. المفروض يسأل سعد ..
ايه الاجابه عنده هو ..
يعني مقابلته لسعد صار امر لابد منه ..
بس كيف يقابله وهو حاليا هارب من الشرطه ..؟!
واكيد راح يشرد من البلد ..
شلون ..؟!
ارتفع صوت المؤذن لصلاة المغرب ..
قام من مكانه وراح للحمام عشان يتوضى لأنه بعد ما يصلي راح يروح يقابل إياد ولد سعد ..
لعل وعسى يكون عارف وين مكان ابوه ..
وقف عند الباب بعد ما تذكر موقف صار قبل فتره ..
اسيل .. لا .. رفيجه وليد ..
لف يطالع في باب الجناح ..
ايه توه تذكر .. صاحبه وليد ذاك الوقت ليه وقف يطالع في اسيل وعلامات الصدمه مرسومه على وجهه ..؟!
هو ما قد قابل اسيل ابدا .. ولا قد قابل سميه كمان ..
فليش انصدم لما شافها ..؟!
معقوله مثلا انصدم من جمالها ..؟!!!
هز راسه بإستنكار .. اسيل جمالها ماهو خارق عشان يفهي فيها ..
ايش التوقع الغبي هذا ..؟!
هذا يعني انه فيه سبب ..
عقد حواجبه وهو يتذكر كلام اسيل ..
"سألني .. يقول وين عبد الغني .. ما فهمت شيقصد .. مافهمت شيء"
اتسع عيون بسام ..
لحضه .. صاحبه اسمه وليد عبد الغني سطام الـ***** ..!!!
معقوله الشيء الناقص يكون له علاقه بصاحبه ..؟!!
كيــــــــف ..؟!!
رجع للكنبه ومسك جواله واتصل على وليد ..
لازم يفهم السالفه ..
رن الجوال لحد ما قفل وما احد رد ..
انزعج بسام ودق مره ثانيه ..
بعد كم رنه رد وليد يقول: يا هلا بسام .. اخبارك ..؟!
بسام: كويس رديت ..
وليد: ههههههه معليش كان الموبايل في غرفه واما في غرفه .. المهم اخبارك ..؟!
بسام: كويس .. اسمع .. ابغى اسألك سؤال وياوب عليه بصج ..
وليد بإستغراب: غريبه .. شفيك جاد ..؟! طيب اوكي اسأل ..؟!
بسام: انت تعرف شيء عن اسيل صح ..؟!
اندهش وليد من سؤاله فكمل بسام: ياوب يا وليد .. ليه انصدمت لما شفتها ..؟! وليه سعد الراهي يعرف اسم ابوك ..؟! شنو العلاقه بينكم وبين سعد ..؟! ابي افهم ..
ظل وليد فتره ساكت فقال بسام: وليد وين رحت ..؟!
وليد: بسام ..
بسام: نعم ..
فتح وليد فمه وقال الشيء اللي كان ناوي يقوله لبسام ..
وفي حين ان ذاك الجوال اللي اتصل عليه بسام قبل كم دقيقه ..
جوال اسيل ..
كان يدق لوحده .. في الشقه ..
الفارغه ...
========================================
الساعه سبعه المغرب ..
وفي احد الاستراحات الكبيره ..
عند الهارب سعد محمد الراهي ..
كان جالس بكل هدوء وطمأنينه يفكر بالطريقه اللي راح يهرب فيها من قطر ..
الخطه تقريبا محبكه بس يبغى يدرسها من كل الجهات ..
ما يبغى اي مجال للفشل ..
لف نظره على جواله ..
اخوه سلطان مو راضي يرد على اتصالاته ..
ليش ..؟!
مو عارف السبب .. لكنه راح يحاول بكره كمان يتصل ..
لازم قبل لا يهرب يأمن لولده حياة طبيعيه ..
راح يطلب من سلطان انه يعتني فيه ..
دخل احد رجاله وجلس قدامه وبإيده ورقه ..
طالع سعد فيه وقال: شفيك ..؟!
مد له الورقه وهو يقول: بصراحه انا بنفسي منصدم .. مدري شلون عرفوا انك هني .. ياء قبل شوي واحد اجنبي وطلب مني اوصل هالرساله لسعد الراهي .. انكرت وقلت انه مو موجود .. ابتسم بويهي واعطاني الورقه وراح ..
عقد حواجبه سعد وبعدها اخذ الورقه منه وفتحها ..
استغرب لما شاف انها مكتوبه باللغه الانجليزيه وكان نصها ..
(( منافسي العزيز سعد .. كيف حالك ..؟! اضن انك عرفتني ..
اجل انا جوزيف .. الرجل اللذي خدعته وسعيت لسجنه ..
حسنا .. خطتك فشلت .. فأنا كما ترى لم اسجن .. وها انا هنا .. قريب منك ..
نعم اتيت للانتقام .. يبدو انك لا تعلم ماذا حدث .. ابني مات بسببك يا سعد ..
مات وهو ما زال صغيرا وفرحا بالميدالية التي فاز بها .. مات بسببك ..
بيني وبينك حساب لم يصفى بعد .. تعال الى هذا العنوان كي ننهيه يا سعد ..
اه نسيت ان اخبرك .. لقد عرفت بأن لديك ابنان .. سجى وإياد .. هل تريد ان يكون مصيرهما كمصير ابني ..؟!
انا اريد هذا بشده .. لن امسك نفسي اكثر من هذا .. ان كنت تريدهما احياء فتعال قبل الموعد المحدد ..
ان تأخرت اكثر من ساعتين سيقتل احدهما ونرسل جثته اليك .. وهنا سنجبرك حقا ان تأتي حتى تنقذ الاخر وتعلم اني لا امزح ..
انتظرك )) ..
ضغط سعد على الورقه بقوووه وهو شبه واعي ..
مو مصدق الكلام اللي قراه ..
ايش هذا ..؟!
لا يمكن ..!!!
هو عارف جوزيف كثييير ..
انسان قاسي .. قاتل .. تصرفاته بشعه ..
ولده .. إياد ولده ..!!
راح يموت ..
عض على شفته وهو يقول: اولاد الجلب مسكوووه ..
اسند راسه على ايده يحاول يستوعب ..
مستحيل يكون جوزيف يكذب والدلييل ..
والدليل انه عرف ان له بنت وعرف اسمها كمان ..
هذا يعني انه صادق ..
واللحين شلون يتصرف ..؟!
ما يقدر يبلغ الشرطه ..
ولا يقدر يخدعهم لأنهم راح يقتلوا واحد منهم ويخاف ان اللي راح يقتلوه هو إياد ..
لو انه بس إياد لكان بيكون واثق انهم ما راح يقتلونه عشان ما يفقدوا اهم شيء يوصلهم له ..
طيب ايش يسوي ..؟!!
مو قادر يركز بالتفكير ..
ولده .. إياد ..
لا ما يبغاه يتأذى ..
ابدا ..
ومن الجهه الثانيه كان إياد متربع وساند ظهره عالصناديق اللي وراه ويطالع فيهم بهدوء ..
هذا هو اليوم الثاني له هنا ..
تعب كثيييير ..
بس الاهم هو ..
لف جنبه يطالع في ذيك البنت اللي غرقانه في نومها ومو عارفه عن شيء ..
ضاقت عيونه وهو يقول: فعلا صلحوها وقدروا ييبونها هي بعد ..
اسند راسه وطالع فوق وهو يقول: واللحين .. شسوات ..؟!
حست بصداع يسري براسها ..
اخخ اصلا ايش صار ..؟!
ايه صح .. كانت خارجه من العماره ومتجهه للجامعه وبعدين ....
استوعبت اللي صار ففتحت عيونها وجلست بالصعوبه لأن ايدها هي بعد مربوطه من ورى ..
لفت نظرها في المكان بعيون مصدومه ..!!
ضحكت في داخلها ..
هالشيء اصلا مستحيل ..
لفت نظرها عاليمين فتلاقت عيونها مع عيون إياد ..
ظلت تطالع فيه لفتره وكل مالها عدسة عينها تتسع من الصدمه ..
ابتسم إياد وهو يقول: اهلا بأختي العزيزه .. واخيرا تقابلنا ..
هز راسه بلا وهو يقول: وبأسوء الضروف ..
لهنا نوقف وننهي البارت الثالث والعشرون ..
البارت ما قبل الاخير ..
ما بقي الا بارت واحد .. بارت راح يجمعنا لاخر مره ..
ومثل ما قلت لكم من قبل .. راح انزل البارت الاخير بتاريخ 20 / 2 ..
يعني بعد 32 يوم بالضبط .. وصدقوني ماهي طويله وخصوصا اننا في ايام مراجعات وعلى ابواب الاختبارات النهائيه ..
توقعاتكم تسعدني .. واذا فيه اشياء او احداث قد صارت وماهي مفهومه بالنسبه لكم خبروني عنها عشان اوضحها بالبارت الاخير ..
البارت الاخير راح يكون قوي ومُتعب جدا في الكتابه ..
اتمنى الكل .. الكل يشارك هالمره ويرد على البارت ويكتب انطباعه حول الروايه والاشخاص بشكل عام او خاص ..
احداث كثير مرت .. ولحد الان فيه احداث ماهي كامله كتبتها عندي عشان اجيبها بالبارت الاخير ..
لكن وهذا شيء ممكن يكون اني ناسيه شيء فاتمنى انكم تساعدوني وتقولوا اشياء من الممكن اكون ناسيتها عشان لا ينل البارت الاخير ناقص ..
انا ما يهمني نوع النهايه قد ما يهمني انها تكون كامله من كل الجهات ..
مساعدتكم راح تطلع الروايه بشكل اجمل ()*
بالتوفيق للجميع وراح يتجدد لقائنا بإذن الله بتاريخ 20 / 2 في منتصف الليل ..
اتمنى وقتها يكون الجميع موجود .. عشان ننهيها مع بعض ^^
واخيرا هذه مقتطفات بسيطه من البارت الاخير /
// لسانها انربط من شدة الصدمه ..
نزلت نظرها لإيدها .. ملطخه بالدم ..
شهقت وهز راسها بلا ..
مو معقول ..!
ابتسم وهو يقول: لا .. اطمئني .. ما توصل لدرجة الموت ..
تجمعت الدموع بعيونها وهي تطالع بإيدها المرتجفه //
// رفعت حاجبها وقالت: اطلع من حياتج ..؟! يا شيخه حتى لو رحت لبيت امي مستحيل اطلع من حياتج يا عسل ..
هزت راسها بيأس وكملت: بتكون هذه من المستحيلات السبعه .. //
// بسام بعدم تصديق: هيه انت شنو قاعد تقول ..؟! ايش هالخرابيط اللي اسمعها ..؟! مستحيل ..
لف بنظره عالمكان .. يحاول يستوعب الكلام اللي سمعه ..
ما توقع ان السالفه راح توصل الى هذا المنحنى .. //
محبتككم // صــوصصـإآ ..
|$[ نهاية البارت ]$|
|