كاتب الموضوع :
ام عبيده
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
مد روس يده ، وراحت كاثلين تراقب اصابعه, وهي تربت بلطف على خد الطفله الناعم ، كان ذا يدين كبيرتين وكفين غليظتين واصابع طويله ، اما بشرته فكانت شديدة السمره مقارنه مع بشرة الطفله المحمره ، وقد تبدو اكثر سمره اذا ما قورنت ببشرة كاثلين البيضاء.
تساءلت بيأس ، ان هذا الرجل غريب ! وفي هذه اللحظه بالذات ، ينبغي ان تفكر بالطفله فقط .
اطرق روس مفكرا ، وقال :" اعتقد أننا سنكشف عن الحقيقه في وقت قريب ."
استدارت كاثلين نحو الخزائن لتبحث عن زجاجة الحليب ، وروس واقف وراءها ، لاحظ انه لا يزال في معطفه ، خلع عنه لباسه ووضعه فوق الكرسي
" لقد وجدتها ." قالت كاثلين ذلك بعد مضي دقيقه ، حيث تناولت زجاجة الحليب البلاستيكيه عن الرف السفلي ورفعتها كي يراها روس . " اعتقد اننا كنا وقعنا في مشكله اسوأ لو لم نجدها . "
انضم اليها روس قرب الخزانه ، وقال لها :" ربما استطعنا ان نستعمل قفازا مطاطيا كما تشاهدين في جميع الافلام القديمه ، يبدو انه يساعد"
ابتسمت كاثلين لاقتراحه وفي اعتقادها انهما قادران ايضا على ايجاد ما استطاعا من دعابه في الموقف . اقل ما يمكن ، ان ذلك سيكون افضل من ان يعيشا على المأساة التي لكانت حصلت لو لم يجد روس دوغلاس الطفله في الوقت المناسب . قالت :" " حسنا في الحقيقه كنت افكر منذ لحظه بفلم قديم ، حيث تجبر الظروف ثلاث رعيان بقر على الاهتمام بمولود يتيم .""
""انه العرابون الثلاثه ، لجون واين."" قال ذلك بأبتسامه عريضه .
وقد تسببت تلك الابتسامه الكسوله بخطوط وتجاعيد في خديه وومضت عيناه الرماديتين بشكل ماكر .
شعرت كاثلين بعينيها تنجذبان الى وجهه ، وكأن لم يكن في الغرفه شئ لتنظر اليه سواه . ثم قالت :"" هل شاهدت الفلم ؟""
"" نعم "" اجاب بضحكه خافته
كانت كاثلين مسروره لترى ان هذا الرجل كان قادرا على المزاح على الرغم من الظروف المحيطه بهما ، كما كانت مسروره ايضا لانها كانت تشاركه الضحك ، ثم انها ارادت ان تظهر لنفسها ان كونها وجدت ذلك الرجل جذابا ، لم يكن في الحقيقه امر يقلق .
راح روس يراقبها وهي تثقب علبه تحتوي على الحليب المكثف .
ثم سألها :"" هل هذا ما اوصى الطبيب بأن تقدميه ؟""
اشارت كاثلين الى ملاحظاتملقاة على المنضده .
"" انظر بنفسك""
القى بنظره فاحصه على قطعه الورق ، وقال :""" لدينا شئ تأكله ‘ هل تتوفر عندك كميه من هذا الطعام ؟"" سألها وهو يشير الى العلبه .
اجابت الكثير منه ، اني اطهو واخبز بأستمرار ، واحب ان اكون مجهزه بكل المواد الضروريه .""" ولم تستع لجم نفسها من النظر اليه والابتسام ز رد روس على ابتسامتها بأبتسامه منه ، و قد لف ذراعيه على بعضهما ‘ فوق صدره .
سألته ضاحكه ثم امتعضت :"" هل انت غير واثثق من طعام الطفله هذا ""
ارتسم تعبير وديع على وجهه , وهو يراقبها وهي تضع كميه موزونه من الماء فوق الحليب الدسم ، اجابها :"" ليس الامر على هذا الشكل ، فقط ... اريد ان تكون الطفله بخير ."""
وبطرف عينيها ، رأته كاثلين يحدق على الطاوله حيث تستلقي الطفله ‘ وهي نائمه على الحرامات المطويه .
شئ ما بداخلها تحرك عندما رأت تلك النظره ، الحنونه ترتسم على وجهه ترتسم على وجهه.
"" وانا اريدها ان تكون بخير ان كان هذا مايشعرك بأنك افضل حالا ، فأنا لست بغبيه ، في الواقع ، انا معلمه مثلك بالرغم من اني لا درس في الوقت الحاضر .""
فوجئ روس بأعترافها ، اذ انه قد حكم على انها امرأه ثريه ، ليس عليها ان تقوم بأي عمل .
"" لم لا ؟ اعني لم انت لا تدرسين الان ؟""
بقيت عينا كاثلين مسمرتين على الحليب الذي تمزجه ، وهي تجيب :"" لقد قتل زوجي منذ سنه ، وبقيت فتره حتى تمكنت من ان استجمع قواي ... اردت العوده الى العمل ، لكن في الوقت الذي عدت فيه كان الامر متأخرا لاجد مركزا شاغرا في التعليم في الصف الثانوي ما قبل الاخير ، ربما في بداية السنه الدراسيه المقبله ، قد يتوفر لي عمل .""
شعر وكأنه وضيع ، لكن كيف كان عليه ان يعلم انها كانت متزوجه ، او بالاحرى ان زوجها متوف.
""إني اسف ، فقد كانت تلك فضوليه مني .""
اخذت كاثلين تذكره ، بأن غدا يصادف بداية السنه الجديده ، وبأنها لن تسمح لذكرى غريغ بأن تنال منها ابدا .
"" لا تعتذر ، فأنت لم تكن تعرف زوجي السابق ، علاوه على ذلك فأن اصحابي يسألونني نفس السؤال ، لم لا تعودين الى التدريس؟""
"" وهل تزعجك اسألتهم؟""
ابتسمت كاثلين ابتسامه باهته ، وهي تنظر اليه . "" لم تعد تزعجني ، اني اتطلع للرجوع الى صف المدرسه.""
سألها :""هل غالبا تحدث العاصفه الجليديه هنا ؟""
" لا تحدث تكرارا ، لكن عادة نحصل على نصيبنا منها في كل شتاء ""
"" هل تمازحينني؟""
ابتسمت كاثلين للشعور المشمئز الذي علا وجهه ، وقالت:"" كلا ، انه لامر عادي ان تبقى مقيدا هنا في الجبل بسبب الثلج والجليد ، او المطر المتجمد ، خاصه في شهر يناير .""
"" اني قادم من منتديــــات ليلاس جنوب سان انطونيو ، وليس عندنا طقس كهذا في الحقيقه بينما كنت اتزحلق على حافة الجبل تساءلت ما الذي اتى بي الى هنا .""
سألته مستفهمه "" لم اتيت ؟"" صبت قسما من الحليب المحضر في الزجاجه ‘ ووضعت المتبقي منه في الثلاجه .
عاد روس الى الطفله ، وعلى الرغم من انها كانت تبدو معافاة وطبيعيه ، كان هناك ما يحثه على ان يستمر في تفحصها ، اجابها :"" منذ وقت طويل طلب مني صديقي ان احصل على هذه المهنه كخدمه اؤديها له ، وبمااني كنت ابحث عن مدرسه ، في مطلق الاحوال ن قررت ان اقبل هذا المركز.
حرصت كاثلين على ان تتأكد من انها اغلقت بأحكام غطاء الزجاجه قبل ان تسأله "": هل ان تقوم بالعمل الذي كان يقوم به ؟""
"" كلا صديقي هو المدير ، والمدرب الذي سأحل مكانه في العمل قد تعرض لحادث سياره سئ وكسرت رجله ، وسيكون في نقاهه حتى فصل الصيف ,""
وضعت الزجاجه في الماء الساخن لتدفئتها ، وبعد ذلك استدارت لتبقى مقابل روس وهي تنتظر الزجاجه كي تسخن ، ثم سألته :"" اذن عملك هو مركز مؤقت ‘ الى ان يستطيع المدرب المشي على قدميه؟""
اوما روس برأسه ، وقال :"" كلا ، فهذه السنه هي اخر سنه متبقيه له في العمل ، سيتقاعد ، لذا انا اشتريت المنزل ، لا اريد ان ابدأ حياتي الجديده مستأجرا .""
اطرقت مفكره ‘ اذن انه يخطط للبقاء في المنطقه ن فقد سرت بالخبر بالرغم من عدم معرفتها السبب ، وقد خالجها الشك بأن اماكن تواجدهما كجيران سوف يتزايد ، حالما تحل مشكلة الطفله وتتوقف العاصفه .
"" لابد انه كان صعبا عليك ان تنتقل الى هنا في مدة اشعار صغيره ""
"ط ليس بالتأكيد ، كان علي الانتقال بمفردي ، وبما اني لم اكن ادرس في الفصل السابق في سان انطونيو ، فما كان علي ان اقلق حول انذار او ما شابهه.""
تساءلت كاثلين ... لو لم يكن يعمل في مجال التدريس ، ما عساه كان فاعلا ؟ لكنها احتفظت بهذا السؤال لنفسها . فقد بدا انها تظهر اهتمام كبير بهذا الرجل .
امسكت الزجاجة وتحسست حرارة الحليب على الجزء الداخلي من ذراعها "" هل تريد ان تطعمها انت؟" سألته ذلك وهي تقدم له زجاجة الحليب .
رد عليها بسماجه :"" اعتقد انه يتوجب علي الانتظار لارى ان كانت تستطيع الامسال بها .""
رمقته كاثلين بنظره طويله حاده "" لو اني ارغب في ان اكون خبيثه لذكرتك كيف كنت تصرخ بأستمرار بأن علينا اطعامها . ولكن كوني لست منذ ذلك الصنف ، فسوف اسكت""
منذ ساعه ونصف لم يكن روس قد التقى بهذه المرأه ... لما بدا يشعر الان وكأنه يعرفها من قبل؟ كما كان يعلم انها تتعمد ازعاجه عن قصد اكثر من ان تسخر منه ؟ لم يجد مبررا لهذه الاسئله لكنه عرف امرا هو ان ذلك الومض العابث في عينيها كان مثيرا للغايه .
اجابها على مهل :"" يسرني انك لا تنتمين الى ذلك الصنف من الناس "".
في تلك اللحظه كانت تنظر اليه مفتونه الى غمازه على خده النحيل ، وبلمعه في اسنانه القويمه وفي النور المضحك في عينيه الضيقتين .
خطت نحو الطفله ، ثم جلست على احدى كراسي المطبخ ومن بعدها حضنت الطفله بين ذراعيها واعطتها زجاجة الحليب .
بعد عدة محاولات فاشله استطاعت ان تتدبر امر وضع الزجاجه في فمها ، لكن سرعان ما رفضت الطفله وعلا صراخها .
التفتت كاثلين الى روس وسألته بخوف :"" ماذا سنفعل لو انها لاتريد ان تأكل؟ ماذا سنفعل؟""
ان امتناع الطفله عن اخذ الحليب اقلق روس بقدر ما اقلق كاثلين ، لكنه حاول ان لايظهر لها ذلك . "" لا ترتبكي ، ستأكل فقط امنحيها دقيقه او دقيقتين من الوقت.""
قامت كاثلين بالمحاوله مره اخرى ، لكن الطفله لفظت الحليب وشرعت بالبكاء مره ثانيه وبشكل جدي .
ارادت كاثلين ان تنفجر بالبكاء وتضم صراخها الى صراخ الطفله . قالت بحزن :"" انها ترفض اية محاوله ."
"" هي تعرف انك قلقه وغاضبه ‘ هل انت ترغبين في ان تأخذي طعامك مع شخص وهو يلوي يديك .""
حدقت كاثلين به ، واجابت :"" انني لا افعل ذلك انني قلقه ، وما من مره بحياتي قمت بارضاع طفله! خذ اطعمها انت ! . "
ثم وقفت وسلمت الطفله الى روس الذي فورا صعق بتبادل الادوار بينهما .
واخذ يصرخ بها :"" لم تريدين مني ان احاول؟ لا اعرف ماذا افعل! "
وضعت كاثلين يدها على كتفيه ثم دفعت به على الكرسي ."" وانا لا اعرف يمكنك ان تحاول . به
|