مساء الانوار

منورة يا رحاب الرواية بتعليقاتك الجميلة ^^

7- امرأة جديدة




استيقظت كاترين في الصباح التالي وصداع اليم يضغط على صدغها, وبعد ابتلاع قرصين من الاسبرين ارتدت بنطلونا ابيض وقميصاً زهر ي اللون.
وعندما وصلت اسفل الدرج , التقطت اذناها نبرات صوت ماغي ورالف.
- يجب ان تعلم رالف انه من الصعب التصديق ان ايدي حاول اغتنام الفرصة مع كاترين.
- انت مخطئة جداً , فالسيد هيل كان بامكانه ان يغتصب كاتي لو لم اتدخل, واذا رأيته بعد الآن على مقربة ميل من هنا, سأخنقه بكل سرور.منتديات ليلاس
فتذكرت كاترين مامرت به في الليلة الماضية , وشعرت بالمرض , فاستدرات مبتعدة , وبعد ان توقفت في المطبخ لتتناول كوباً من القهوة, توجهت نحو مكتبها , وبعد عدة دقائق , رفعت نظرها بدهشة عندما دخل رالف عليها دون ان يقرع الباب , وبعد ان اغلقه خلفه , مال بظهره عليه .
ولاحظ الاسوداد الخفيف تحت عينيها , والنظرات المتعبة وراء نظارتها , ولم تكن قد جمعت شعرها فوق رأسها , وبقي مسترسلاً بتموجات على كتفيها , وجهها كان خالياً من المساحيق , مما جعلها تبدو صغيرة جداً .
- انا سعيدة لأنك زرتني..
وكالعادة , صوت كاترين الناعم كان كافياً لانقباض عضلات وجه رالف , وتابعت:
- اود ان اشكرك للطفك معي ليلة امس , ولتفهمك.
وهز رالف كتفيه دون اكتراث:
- حدث ان كنت موجوداً .
- كذلك اريد ان اعتذر عن بعض ماقلته لك, كنت على حق في كل ماقلته عن ايدي , وكنت غبية لأنني لم استمع لك.
وجلس رالف على زواية الطاولة , وإحدى ساقيه متدلية , تتحرك.
- كل مافعلتيه انك رميت نفسك في مياه عميقة قبل ان تتعلمي السباحة جيداً, ماقولك في بعض الدروس؟
- الدروس ؟
- حول تفكير الرجل الاميريكي العادي .. كاتي.. يجب ان تتذكري ان ليس كل الرجال سواء.
- وكيف ستفعل هذا ؟
- هناك حفل موسيقى في الهواء الطلق في جزيرة هيلتون هيد غداً , اتحبين ان تذهبي معي؟
- ألا تحب السيدة دانتون الحفلات الموسيقية.؟

خرجت منها الكلمات دون قصد , واحمر وجهها وخفضت عينيها ثم تمتمت ( انا آسفة )
- لو انني اردت ان اخذ باربرا , لما كان عليّ ان اسألها .. حسناً .. هل ستذهبين معي ؟
وحدقت كاترين في طاولتها, لماذا عليها ان تثق برالف ؟ فهو على كل الاحوال رجل, وله نفس رغبات ايدي , ولو استطاع ان ينفرد بها , فلن تجد احد ينقذها منه , اجل .. لقد انقذها من قبل من وضع سيء , ولكن ربما كان عنده سبب لعمله هذا, فهو لم يحب ايدي منذ البداية , ولم تستطع فهم لماذا يطلب منها الذهاب معه, ولكنها عرفت انها تريد الذهاب اكثر من اي شيء آخر.
ورفعت رأسها وهي تبتسم له ابتسامة مرتجفة :
- في اي ساعة؟
- كوني جاهزة عند الرابعة , كي نستطيع الوصول باكراً.. وارتدي ثياباً عادية ودافئة.
بعد ظهر اليوم التالي ارتدت ثيابها وانتظرت متسائلة اين سيتناولان عشاءهما , رالف لن يختار ابداً مطعماً هادئاً ومنعزلاً .. بل اختار مطعماً ايطالياً صاخباً , حيث استقبلوه وكأنه صديق قديم.منتديات ليلاس
ونظرت كاترين الى لائحة الطعام , وقالت معلقة :
- كل شيء فيها يبدو لذيذاً.. ويجعل الانسان سميناً.
- انت نحيلة جداً على كل الاحوال , ولن يؤثر عليك تناول حراريات إضافية .
- هل اعتبر هذا إطراء ام ماذا؟.
منتديات ليلاس
ضحكت , بعد ان احست بالراحة لصحبته .
خلال العشاء , اخذ رالف يسلي كاترين بالقصص عن تجاربه في رحلاته المتعددة , وضحكت من قلبها لفكاهاته .
ونظر اليها رالف بعد ان انتهى من سرد احدى قصصه.
- لا اعتقد انك تصدقيني .
- عليك ان تعترف انها تبدو غريبة قليلاً.
- ولكنني اؤكد لك انها الحقيقة .
ونظر الى ساعته , وقال ضاحكاً:
- يبدو اننا يجب علينا الذهاب فوراً الى الحفلة .. هل انت مستعدة ؟
عندما بلغا مكان الحفلة , تجاهل الكراسي الموضوعة للمتفرجين , واختار هضبة معشوشة , وجذبها لتجلس بقربه , وادارها لتريح ظهرها على صدره ولف يديه حول خصرها , فأجفلت للمسة جسمه.
- لا تقلقي انا لا اهاجم النساء في مكان عام .
فضحكت , وقال :
- لا تحاول ان تستغل الفرصة خلال الاحتفال , اريد ان اتمتع بالموسيقى.
ومرة اخرى, استطاعت كاترين ان تسترخي, ونسيت نفسها امام الموسيقى الناعمة , وما ان انتهت آخر النغمات الموسيقية من الغرفة , حتى كانت مرتاحة جداً , وتشعر بالدوار , فهمس لها :
- حان وقت العودة الى دنيا الواقع ياكاتي.منتديات ليلاس
فتنهدت وقالت :
- المكان جميل هنا.
- ربما ..
ودفعها بلطف , قبل ان يقف ويجذبها لتقف معه.
- تعالي ايتها الكسولة , فأنا لا انوي ان احملك حتى السيارة .
- انت مزعج.
فضحك رالف , ودفعها على جنبها.

- انت المزعجة .. تحركي ..
واستمر رالف في لعب دور المرافق المرح المسلي طوال السهرة , وعاملها بمزاح دون ان يترك لها فرصة العودة الى قوقعتها , لكن التصرف المرح فارقه عندما وصلا الى المنزل ودخلاه , وخطت الى الداخل بضع خطوات وانتظرت حتى اقفل الباب , نصف مشاعرها كانت تدفعها للانسحاب بسرعة , ولكن النصف الآخر كان يتذكر تلك المشاعر في عروقها التي يستطيع ان يسببها وجوده, ويتشوق لأن يأخذها بين ذراعيه , والتفت اليها , ولاحظ توترها , ولم يفهم ماذا حدث لسبب هذا التوتر:
- اتمنى ان لا تكون العمة ماغي قد بقيت مستيقظة بسببنا.
واستدارت مبتعدة صاعدة الدرج, وكل عصب فيها يحس بالرجل الطويل خلفها , وعندما وصلت غرفتها استدارت لتواجهه , قائلة:
- شكراً لهذه الأمسية الرائعة.
- انت دائماً الفتاة الصغيرة المؤدبة .. اليس كذلك؟ حسناً ان لديّ بعض العناد ايضاً .. عمت مساء ياكاتي.
واستدار متوجهاً نحو الدرج ثانية , وقفت خارج غرفتها الى ان سمعت باب غرفته يقفل.
وما ان خلعت ملابسها استعداداً للنوم, حتى اخذ عقلها يتناقش مع قلبها..
منتديات ليلاس
رالف لن يعاملها ابداً بالطريقة التي عاملها بها ايدي, وكل ماعليها ان تفعل لتتأكد من هذا ان تتذكر ماحدث بينهما منذ سبع سنوات , إضافة الى تصرفاته الأخيرة , وجلست على حافة السرير ودفنت وجهها بين يديها وهي تفكر بباربرا, بوجود هذه المرأة الشقراء في متناول يده , لماذا يزعج نفسه معها ؟ إلا اذا كان يسعى للانتقام منها .. ولكن هل مازال يحمل كل هذا الحقد بعد كل هذا الزمن؟
خلال الايام التالية , برهن رالف بأنه رفيق مثالي , الرفيق الذي لم تحصل عليه خلال طفولتها ابداً, و اثناء تمضية وقتهما معاً كان اكثر ما يفعله هو ان يمسك بيدها, او يضع ذراعه تحت ذراعها بطريقة عادية . ومع انها كانت تشعر بالارتياح معه إلا انها كانت تحتفظ ببعض التردد في داخلها.ريحانة
وذات يوم اصطحبها الى معرض دراجات نارية , واشار الى دراجة قوية من نوع كاوازكي .
- مارأيك بهذه ؟
- أليس هناك لون غير الاحمر؟
- هذه دراجة نارية , وليست ستائر غرفة نوم , إنها آلة جميلة , وقوة احصنتها كبيرة .
- إنها تشبه الاخرى التي كانت لديك.
والتفت رالف الى البائع وهو يتنهد.
- سأخذها .
فأشار البائع الى مكتب صغير.
- عظيم .. لنذهب الى الداخل ونتمم الأوراق. . اتعلم .. زوجتي لا تحب الدراجات.
- على الاقل انت برفقة زوجتك لتركب معك, اما زوجتي فلا تذهب معي , تقول إن عليّ ان اكسر رقبتي لوحدي, ولا تهتم بأن تكون موجودة.
ونظر رالف الى كاترين ضاحكاً بخبث.
- اجل.. عليّ ان اقدر لكاتي هذا, إنها توافقني على اي شيء.
وانتظرت كاترين في الخارج حتى انتهت اجراءات البيع , ورتب امر اخذ الدراجة النارية فيما بعد, منظر الدراجة النارية اعاد الى ذهنها ذكرى باربرا , وبدأت تتساءل عما إذا كان لا يزال يقابلها.

وعندما خرج رالف من المكتب , تقدم نحوها , وهو يلوح بخوذة زرقاء لماعة بيده , وضحكة عريضة على وجهه , تأثير هذه الضحكة اصابها بقوة مما دفعها الى اخذ نفس عميق لتستعيد سيطرتها على نفسها.
وانحنى امامها بتأدب وهو يمد يده اليها بالخوذة :
- هذه لك.
- لي أنا ؟.
- ستركبين معي ياسيدتي.. وستلبسين الخوذة, فأنا لا ارغب في في ان رأى اي سوء يصيب هذه الرقبة الجميلة.
واحست كاترين انها تريد ان تبكي وهي تقبل الخوذة منه, واحنت وجهها حتى تخفيه عن نظرة رالف الحادة.
- لاتنسى ان لديّ موعداً لتصفيف شعري بعد عشر دقائق .
- صحيح ..
وقادها الى سيارتها , وفتح لها الباب, امام باب صالون تصفيف الشعر , اوقف رالف السيارة واستدار نحوها , وهز اصبعه في وجهها.
- لن تقصيه قصيراً.
- انا ابدو فظيعة المنظر بالشعر القصير , سأقص اطرافه فقط, وسأكون جاهزة بعد ساعة .. ولكن لاتهتم بالإسراع في العودة.ريحانة
- سأكون هنا بعد ساعة بسهولة .
منتديات ليلاس
مصففة الشعر , كانت شقراء صغيرة مليئة بالحيوية , وبعد ان غسلت شعرها , واجلستها امام المرآة , قالت لها :
- اود لو انك تسمحين لي ان افعل به شيئاً.
وتذكرت قول رالف ( لن تقصيه قصيراً) , وكيف ستبدو ياترى , وسألتها :
- بماذا تفكرين ؟
- ان اقصّ إنشاً او إنشين منه مع برماننت سيعطي له هذا رونقاً والكثير من التجاعيد , تجاعيد كبيرة وسميكة.
وترددت كاترين , لا خوف من هذا, وقالت بصوت منخفض :
- ولكن لا تقصيه قصيراً كثيراً.
- لا .. لن اقصه كثيراً.
الساعة التي حددتها لرالف استمرت لساعتين . وقالت لها المصففة بعد فترة :
- هناك رجل رائع ينتظرك, وقلت له إنك ستخرجين عما قريب. إنه حقاً شخصية , الفتيات هنا خلقن اعذاراً ليخرجن وينظرن اليه .
عندما نظرت كاترين الى شعرها المبلول, شهقت , لقد كان اقصر من كتفيها بكثير وصرخت ( اوه .. ماذا فعلتي ؟)
- لا تقلقي . إن منظره وهو مبلل يبدو سيئاً , انتظري الى ان انتهي .
واعترفت في النهاية بأن قصتها الجديدة اعطت تأثيراً ساحراً لوجهها , شعرها كان لايزال فوق كتفيها , ولكن بتجعدات رقيقة , وقالت لها مصففة الشعر:
- سيحبه صديقك كثيراً.
- إنه ليس صديقي .. إنه ابن اخ رئيستي.
- ولكن هذا ليس الانطباع الذي حصلت عليه منه , عندما قلت له إن عليه ان ينتظر , اول شيء اراد ان يعرفه هو ما إذا كنت قد قصصت شعرك قصيراً, وتملكني شعور بأنني لو قلت له نعم , فسيجبرني ان الصق ماقصصته لك ثانية .
وسارت كاترين الى غرفة الانتظار مترددة , وارتبكت عندما شاهدت رالف يجلس على احد المقاعد , يقرأ مجلة .
- رالف...