الفصل العاشر

لقد مضى على زواجهما اكثر من ستة اسابيع فكرت بيبا بينما كانت تقف امام نافذة غرفة نومها , كان زواجهما اتعس مما كانت تتصور.ريحانة
كان من النادر وجود شوان في المنزل , وكان يقضي اكثر اوقاته منشغلا بالأعمال التي ورثها عن والده , ووجدت بيبا نفسها مضطرة لتلعب دور الذي عينه لها مسبقا, ولا يجتمع بها إلا اذا كان هناك ضرورة اجتماعية حيث وجب ان تتصرف بلباقة وتتحدث بلطف الى ضيوفه, ولكنه لم يحاول لمسها مرة واحدة بعد تلك الليلة المشؤومة في الفندق.
والسبب في ذلك كان واضحا , فقد كان شوان يخرج بصحبة لوسي ولم تصدق بيبا ذلك الى ان سمعت الخبر من الناس وفي كل انحاء المنطقة, فإذا كان شوان يريد اذلالها امام الجميع فقد نجح في ذلك.
لذا قررت ان تبدي نوعا من اللامبالاة طوال الست اسابيع حيث تعامل الواحد منهما مع الآخر بتهذيب شديد وكأنهما غريبان .
عندما كانت تسمع خطواته في الممر كانت تسرع بيبا الى النافذة لتراه وهو يغادر المنزل قبل نزولها لتناول الفطور ويعود معظم الاوقات متأخراً في الليل , لكنها لم تستطع تتبع اخباره , فبالرغم من انه كان يدعي انشغاله في العمل لساعات طويلة, فقد عرفت انه يقضي وقته مع لوسي.منتديات ليلاس

في احدى الايام سمعت صوت خطواته كالعادة , فخرجت بيبا من غرفتها لتراه ينزل على السلم فاندهش لرؤيتها , لكنه قال بلهجة باردة:
- سأذهب بعد لحظات , ولكنني تساءلت مااذا كنت ستحضر على العشاء.
نظر اليها بدهشة وقال :
- ولماذا؟ هل الأمر مهم؟
تظاهرت بعدم المبالاة وقالت :
- كلا, ابداً ولكنني اردت ان اعرف ماسأقوله للسيدة ميلر.
اجاب وقد اصبح في اسفل السلم :
- في هذه الحالة من الأفضل ان تقولي لها اني لن اكون في المنزل.منتديات ليلاس
راقبته بيبا وهو يرتدي معطفه ويحمل حقيبته بينما اسرعت السيدة ميلر لتفتح الباب له, استدارت بيبا لتدخل غرفتها من ثم دخلت الى الحمام وخلعت ثيابها واخذت حماماً ساخناً.
منتديات ليلاس
تملكها الحزن والغضب في آن واحد, ولم يكن لديها من ادنى شك مع من سيمضي شوان ليلته, لكنها لم تكن تتصور ان أعز صديقاتها ستبدأ بالخروج مع زوجها وهم في اولى ايام زواجهما , فمهما كانت تصورات لوسي تجاه علاقة جيريمي بفيليبيا , لم تتصور انها ستنتقم بهذه الطريقة.منتديات ليلاس
امتطت صهوة فيوري للحظات معدودة عبر طرقات فرعية ورملية , لكنه كان يكره الطريق الموحلة , واخذ يعبر لها بطريقته الخاصة عن عدم انسجامه بهذه الرحلة الصباحية , لذا اعادته الى الاسطبل الدافئ وتوجهت نحو المنزل و الافكار تتضارب في ذهنها.
عندما وصلت الى باحة المنزل تناهى الى سمعها صوت رنين الهاتف, فاسرعت لتجيب قبل ان ترد السيدة ميلر من المطبخ , وتفاجأت بصوت جيريمي على الطرف الآخر من الخط.
- أهذا انت ياجيريمي ؟ يبدو وكأنني لم اسمع صوتك منذ سنين طويلة, كيف حالك؟
ذكرها قائلاً:
- لا بل منذ اسبوع فقط ومارغوري ايضاً.
تنهدت قائلة :
- آه .. معك حق, فالوقت يمر ببطء شديد بالمناسبة كيف حالك؟ ولما تتصل بي؟
- كنت أتساءل ما اذا كنت بحاجة لعربتك في نهاية الاسبوع , لقد انكسرت عربتي وستطلب تصليحها وقتاً طويلاً.
- كلا لست بحاجة اليها , فمتى تمر لتأخذها؟
- سأمر يوم الجمعة.
- حسناً, ماذا عندك لمساء اليوم؟
- لا شيء ضروري.
وبدا جيريمي متأففاً وعرفت بيبا السبب , لم يجدر به ان يدع لوسي تفلت من يديه , اما الآن فهي منشغلة مع شخص آخر.
طرأت على بال بيبا فكرة, فسألته :
- حسناً, هل يمكننا الخروج الى العشاء معاً؟.
اجاب وكأنه غير متأكد:
- نعم .. نعم بالطبع سيكون جميلاً , ولكن متى؟.

- الليلة سألقاك في النادي عند الساعة الثامنة.ريحانة
- أليس هذا مكاناً عاماً ؟ اليس بمقدورنا الذهاب الى اي مكان آخر.
فسألته بشيء من التحدي:
- لماذا؟
- حسناً, اذا كنت لست قلقة فلماذا اقلق انا اذاً.
وافق جيريمي على كلامها وهو يحاول معرفة اللعبة التي تلعبها وفكر اذا كان شوان يخرج مع لوسي, لماذا لا يخرج هو مع زوجة شوان؟
لذا تابع كلامه قائلاً:
- اذا سألقاك عند الساعة الثامنة ياعزيزتي.منتديات ليلاس
وقد ادرك جيرمي, كما كانت تدرك هي مغزى لعبتها , فبإغاظتها لشوان سيغيظ هو بدوره لوسي ويستفيد الاثنان على الارجح.
***
قال جيريمي والشرر يتطاير من عينيه:
- فقط انظري اليه يابيبا , كان من الممكن ان يأخذها الى مكان بعيد عن الأعين .
انهما بدورهما كانا في مكان عام , فالنادي هو اكثر الاماكن شعبية في المنطقة , لكنها لم تهتم فهو من بدأ في ذلك عندما قرر الخروج مع أعز صديقة لديها.
ارشدهما النادل الى طاولة في آخر القاعة , وعندما رأتهما لوسي يمران من امامهما خجلت , اما شوان فنظر ببرودة وعدم مبالاة اليهما , ثم راح يحادث لوسي بطريقة حميمة ودافئة.
تمتم جيريمي بغضب :
- ماذا يعتقد نفسه فاعلاً ؟ لقد جعل من لوسي حديث المقاطعة بأجمعها.
علقت بيبا قائلة :
- اعتقد انها تعي جيداً ماتفعله.
- هل تظنينها واعية؟ انها ليست سوى فتاة بريئة امام هذا الرجل الجزار.منتديات ليلاس
لم ترد بيبا لفت انظار شوان , لذا قالت :
- لاتستمر بالنظر نحوهما بل حاول ان تتجاهل وجودهما.
- كم اود ان اسحق اسنانه.
تنهدت بيبا لواقع الوضع الذي تعيشه , فزوجها وحبيبها يفكر في امرأة واحدة هي لوسي هارينغتون , لقد كان أسوأ عشاء تناولته في حياتها ليس بالنسبة للطعام فقد كان ممتازاً والخدمة ايضاً كانت مميزة, انما لوجودها مع جيريمي الى نفس الطاولة وتحمل ارتباكه وقلقه طوال الوقت , الأمر الذي افقدها شهيتها.
عندما انهيا قهوتهما نظر جيريمي الى لوسي وشوان فرآهما يهمان بالنهوض, فقال لبيبا:
- انهما يغادران, هيا بنا يابيبا.
ولم يهتم جيرمي لاعتراض بيبا بل وضع رزمة من المال على الطاولة دون ان يعدها وامسك بيبا من يدها وجرها خلفه الى موقف السيارات.
كان شوان في تلك الاثناء يفتح باب السيارة للوسي فصرخ جيرمي:
- هاي مورغن, الى اين تعتقد نفسك ذاهباً معها.
نظر شوان اليه بدهشة وقال بسخرية :
- ومنذ متى تهتم بالأمر؟