لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (15) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-12, 08:05 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

-


السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.


الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.

لن أكرر جملي المعتادة فـ بعض الخجل بدا يعتريني لأنكم كنتم ألطف و ألطف بشدة مني :$$




رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
البارت ( 31 )


ألا يا غِيابي ..

أنـا فيكَ حاضِـرْ !

أُكابِـرُ ؟

كلاّ .. أنَـا الكبرياءْ !

أنَـا توأَمُ الشّمسِ

أغـدو و أُ مسـي

بغيرِ انتِهـاءْ !

ولي ضَفّتـانِ :

مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ

وَشِعــري قَناطِـرْ !

متى كانَ للصُبْـحِ واللّيلِ آخِـرْ ؟


*أحمد مطر.




سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه
الجوهرة بللت شفتيها بلسانِها مُرتبكة
سلطان وضع القلم على الورق و وقف
الجوهرة التصقت بالباب بـ ودَّها لو تكُن ذات سيقان قصيرة تفِّر هاربة دُون أن يُحمل أحدًا عليها عتب ويتمتمون " طفلة ما ينشره عليها " هذا ماودَّها بِه الآن أمام نظرات سلطان
سلطان : وش قلتي ؟
الجوهرة أغمضت عينيها بشدة لا تُريد أن تراه و بخوف : قلت أبغى أطلع
سلطان أبتسم إلى أن بانت صف أسنانه العليا , : بس أنا سمعت شي ثاني
الجوهرة فتحت عينيها ببطىء : والله ما أقصد بس
سلطان بنظرات حارِقة جدًا وبملامح باردة : قصدك وشو ؟
الجوهرة : أنك ماجيت وأنا أحسبك برا وجلست أحاتيك وأقول ليه مارجع وأكيد زعلان مني
سلطان وينظر إليها , طفلة وستظَّل طفلة بنظره لا يستطيع أن يتعامل معها كـ أنثى بالغة ؟ حتى نبرتها وتبريراتها طفولية جدًا
الجوهرة تُكمل : ما أبغى أعرف وش صار قبل لاتتزوجني !! بس يعني .. أنا والله آسفة ماهو قصدي أزعلك وتتضايق مني .. يعني لا تعاملني كذا
سلطان : أيه
الجوهرة أرتبكت جدًا : بس خلاص .. أرجع لشغلك وتوبة أدخل عليك وأنت تشتغل
سلطان : طيب
الجوهرة وزاد إرتباكها : خلاص أطلع ؟
سلطان و بعض من الفرح يتراقص في قلبه ويريدها أن تبقى : أنتي وش تبين ؟
الجوهرة : ما أبغى أعطلك عن شغلك بس يعني أنا مقهورة ومانمت و .. يعني كيف أقولك بس والله سلطان أنا ماأبي أضايقك بشيء .. , تشعر وهي تذكر إسمه " حاف " بأنه ينقصه شيء ربما هيبته في داخلها هي السبب.
سلطان بصمتْ وأنظاره تحفُّها
الجوهرة : و ما كليت اليوم كويِّس وحتى تجاهلتني ما كاني موجودة , خلاص والله ماعاد أعيدها
سلطان رغما عنه ضحك
الجوهرة تغيرت ملامحها مع ضحكته لم تفهم شيء هل هو راضي أم غاضب أم ماذا ؟
سلطان بإبتسامة : طيب أسفك بحاول أفكر فيه يعني أرضى أو لأ
الجوهرة : يعني أفهم أنك رضيت ؟
سلطان يرجع لمكتبه : مدري أفكر
الجوهرة أمالت فمها وهي تنظر إليه
سلطان يُدخل بعض الملفات في درجه لن يستطيع التركيز أبدًا في عمله اليوم , رفع عينه مرة أخرى : تعالي
الجوهرة : وين ؟
سلطان : تعالي أجلسي عندي
الجوهرة : لآ ما أبغى أزعجك
سلطان : قلت تعالي
الجوهرة تقدمت لتجلسْ بمقابله ولكن أشار لها بجانبه .. جلست وكتفها يلتصق بكتفه , أوراقه بين يديه لا يعرف بأي سطرٍ يقرأ , والتركيز تحت الصِفر.
الجوهرة : زعلان ولا لأ ؟
سلطان وعينيه على الورقة : تدرين أحيانا وش أحس إتجاهك ؟
الجوهرة أرتبكت لم تتوقع أن يكُن صريحًا لهذه الدرجة , توتّرت
سلطان : أنك بنتي
الجوهرة : بنتك ؟ على فكرة إحساسك بايخ مرة
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد إحساسي
الجوهرة : لهدرجة عقلي صغير ؟
سلطان : لآ بس ضحكتك كلامك نظراتك ربكتك إبتسامتك نبرتك دلعك كلها طفولية وحيل
الجُوهرة ورمشها يرتجفْ من رجفة قلبها بهذه اللحظاتْ
وضع بعض الأوراق في ملفٍ آخر وأنحنى ليدخله الدرج الأخير .. ألتفت عليها ولا يفصُل بينهم شيء , نظراتٍ بينهُم , أحاديثٍ صامتة بكلماتٍ تدخل في قامُوس لغة العينْ.
الجوهرة وقفت وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها : تصبح على خير
سلطان وعينه الغير راضيه تُمعن النظر بها : وأنتي من اهل الخير


,

في الصباح , بعد أن تم تنويمها رغمًا عنها بِفعل حبّةٍ , قبَّل رأسها بهدُوء , أطمئن عليها وخرج ليطرق باب غرفة عبيرْ
عبير فتحت الباب لتُقبل جبينه : صباح الخير
بوسعود : صباح النور .. صاحية بدري
عبير بإبتسامة : تطمن أمس نمت كويس
بوسعود : الحمدلله .. أنتبهي لأختك
عبير : إن شاء الله
بوسعود : بحاول ما أتأخر اليوم بس طلي عليها كل شوي و إن صحت خليها تآكل لأنها ما كلت شي
عبير : إن شاء الله من عيوني

عينانْ تنظُر إليها أمام عبدالعزيز , كانت خبيثة جدًا تُفتفت خلاياها بنظراتِه .. يبدُو كأنه سيآكلها الآن .. يقترب مِنها شيئًا فشيئًا , لا تستطيع أن تصرخ .. أن تُنادي أحدًا .. حتى عبدالعزيز واقف لم يتحركْ .. أنفاسٌ تتصاعَد , شهيقٌ لا يُلحقه زفيرًا , .. قلبها يضيق , كل ما حولها يضيق يبدُو الحياة تُفارقها بهذه العينان اللتان تُوحي كأنها تتلصص عليّ تُريد تمزيقي ...
فزَّت من سريرها مُتعرِّقة أنفاسها تُسمع من خلف البابْ

بوسعود ألتفت هو وعبير إلى باب غرفة رتيل من صوتٍ أصدرته .. فتحه بهدُوء ونظر إلى حالتها
رتيل عندما رأتهم بكتْ : يبببببببببببببه
بوسعود : ياعيون أبوك ... جلس بجانبها
رتيل وتضع كفوفها على شعرها المجعَّد بفوضى وتفكيرها مشتت جدًا من طرفٍ عبدالعزيز و من طرفٍ آخر الذي قُتِلْ
بوسعود وكيف يتحمَّل هذا المنظر ؟ لو حرقهم واحِدًا واحِد لن يُشفى صدره أبدًا
رتيل وبكلماتٍ متقطعة غير مفهومة : هنا .. موجود والله موجود
عبير أبتعدت للخلف قليلا من منظر رتيل , بلعت ريقها ورمشها يرجُفْ و نبضاتِها ليست على ما يُرام أبدًا
بوسعود ويضع كفوفه على خدها : مافيه أحد .. حتى أنا جالس هنا ماني رايح مكان ..
رتيل ونظراتها مشتتة
بوسعود : ما أمدى نمتي , أرجعي نامي وأنا هنا جالس .. يالله ياروحي
رتيل تضع رأسها على المخدة وعينيها على السقف
بوسعود يمسح بكفِّه اليُمنى عرقِ جبينها , ليقرأ عليها " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " ثم أردف " اللهم أني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك . أو علمته أحدا من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تُطمئن قلبها وتُجلي حزنها وتعفو عنها وتغفر لها ياكريم يارحيم "
أغمضت عينيها , وما إن أغمضتها حتى فتحتها على نغمة جوال والِدها.
بوسعود خرج حتى لا يُزعجها : هلا سلطان
سلطان : هلابك , عسى ماشر ؟
بوسعود ونبرته جدًا غاضبه : الكلاب بعد
سلطان : ليه ؟
بوسعود يمسح وجهه بتعب : شكل فيه حقير مسوي شي لبنتي
سلطان فهم عليه : طيب تقدر تجي ؟
بوسعود : إن شاء الله جاي وراح نحقق معهم اليوم بعد
سلطان : خلاص أعترفوا و عمار قريب بينمسك
بوسعود : بعرف الكلاب وش سوو لها
سلطان : عبدالعزيز طمنَّا مستحيل يكذب
بوسعود : طيبْ
سلطان : أنتظرك .. وأغلقه
بوسعود ألتفت على عبير هامسًا : أنتبهي لها
عبير هزت رأسها بالإيجاب
بوسعود نظر عليها نظرةٍ أخيرة ... وخرج متوجِهًا لبيت عبدالعزيز .. دخل ورآه يغلق الكبك
بوسعود : صباح الخير
عبدالعزيز : صباح النور
بوسعود : عز أجلس شوي أبغى أكلمك بموضوع
عبدالعزيز ويجلس وهو يغلق أول أزارير ثوبه : تفضَّل
بوسعود : قولي وش صار بالضبط يعني أول مادخلت أنت وناصر
عبدالعزيز : قلت لك
بوسعود : أبغى بالتفصيل
عبدالعزيز مستغربًا : راح ناصر للمطبخ وكان فيه إثنين و أنا صعدت فوق و دخلت غرفة ولقيت فيها واحِد وأغمى عليه وتركته وبعدها . آآآآ
بوسعود : إيه بعدها وشو ؟
عبدالعزيز بلع ريقه : فتحت الغرف الثانية في كانت غرفة مقفلة وأحسبها لوحدة من بناتك و .. و بعدها *حكّ خدِّه بتوتِّر*
بوسعود : دخلت غرفة رتيل ؟
عبدالعزيز شتت نظراته : أيه
بوسعود : كمِّل
عبدالعزيز : بس خليتها تجلس في مكتبك لأن هو اللي كان بعيد شويْ
بوسعود : مين شافت غيرك ؟
عبدالعزيز وحرارة وجهه ترتفع الآن من إرتباكه : محد
بوسعود : عبدالعزيز لا تكذب !!
عبدالعزيز : يوم كانت في المكتب وأتصلت عليك
بوسعود : إيه على أختها أتصلت
عبدالعزيز ومضطر أن يكذب : و دخل عليها واحد وصرخت وجيت و بعدها ناصِر جاء وأطلق عليه
بوسعود : يعني كانت بروحها وياه ؟
عبدالعزيز :لأ
بوسعود : أنت ماجيتها الا بعد ماصرخت يعني ممكن سوَّا لها شي
عبدالعزيز : لأ أنا متأكد محد جاء صوبها يعني هو دخل وأنا كنت قريب مررة مايمدي سوَّا لها شي
بوسعود : متأكد يا عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز : زي ما أنا متأكد أنك قدامي الحين
بوسعود تنهَّد
عبدالعزيز : صاير شي ؟
بوسعود ويمسح على عينيه : بتكمل 4 أيام ما نامت , لو بس أعرف مين اللي كلمها ووش قالها لأخليه يحترق بجحيمه
عبدالعزيز ينظر إليه و رُبما عرف معنى ما قاله لها .. هل لهذه الدرجة أثَّر حديثه عليها ؟ من المستحيل أن تتأثر بسرعة ؟ لكن لم يُكلمها أحد في ذلك اليوم أنا واثق من هذا .. أنا فقط من تحدَّث إليها .. " الله يآخذني كاني جبت العيد معها " .
بوسعود لاحظ توتره : تعرف شي ومخبيه ؟
عبدالعزيز : لآ .. الله يحفظ لك بناتك و .. وو يخليهم لك
بوسعود : آمين .. وقف .. أنا رايح سلطان ينتظرنا لا تتأخر ..
عبدالعزيز : أن شاء الله ..
بخروج بوسعود .. عبدالعزيز: يالله أنا وش سويت ؟ يا غبائي بس ... رنّ في إذنه " لأخليه يحترق بجحيمه " لوهلة حسّ بأن بوسعود لو عرف فعلا سيذوِّقه الجحيم .. يعرف قوة علاقته مع بناتِه.
تفكيره تشتت بأشياءٍ كثيرة , لم يتوقعها أبدًا أن تتأثر بسرعة , يعرفها قوية جدًا عنيدة رُبما المشاعر ميتة عنِدها .. تذكَّر نظراتِها له .. كلماتها في المستشفى .. عقَّد حاجبيه وهو يتمتم : يا شقا قليبك يا ولد سلطان.

,

الهدُوء يخيِّم هذه المرَّة , مثبت هاتفه على كتفه : طيِّب طلعت الفيزا الحين ولا كيف ؟ .... أووف طيب بسرعة الله يرحم لي اللي جابوك ..... هههههههههههههه يخي قربت أقلب حليب من الحرّ .... طيب ..ههههههههههههه طيب .. يخي أقولك طيب ...... أنقلع بس .. وأغلقه وهو يربط خيوط جزمته .. رفع عينه : صباح الخير
مُهرة ولا تُرد عليه
يوسف أبتسم : صباح الورد
ولا رد
يوسف : صباح الجمال
وأيضًا لا رد
يُوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه صباح الزوجة الصالحة
مُهرة ألتفتت عليه : يالله عسى هالصباح تسمع خبر أسوَّد يسوِّد وجهك وكل حياتك
يوسف : ما ظنتي الله يستجيب لوحدة ماترضي زوجها
مُهرة : وأنت مصدق أنك زوجي !
يوسف بإبتسامة بلهاء : للأسف أني مصدق
مُهرة : متى تسافر ؟
يوسف : تقريبا أسبوعين بالكثير وأنا بصبَّح على وجيه زينة ماهو على وجهك اللي الواحد يشوفه يقول اللهم عافِنا في دنيانا
مُهرة : وعساك ماترجع
يوسف : والله من حسن حظي لو ما أرجع
مهرة : طيب وأنا ؟
يوسف : تكيفي أعتبري نفسك بالجامعة ماهو شرط تسولفين مع كل البنات ولا هو شرط تحضرين كل المحاضرات
مهرة : ممكن لو مرة تآخذ الأمور بجدية
يوسف : وأنا صدق أتكلم ماهو لازم تنزلين تحت وتصبحين عليهم خلاص أجلسي هنا ولين عاد ماأرجع يصير خير
مهرة : متى ترجع إن شاء الله
يوسف : 3 شهور
مهرة شهقت : نععععععععععععععععععم
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماتستغنين عني داري بس وش نسوي لازم تشتاقين لي عشان تقوى حياتنا الزوجية
مهرة : لآ ياعمري ماأجلس 3 شهور هنا
يوسف : لا تقولين لي عُمري و حبيبي قلبي مايتحمَّل
مهرة بعصبية : تستهبل ! يعني أنا أجلس هنا وأقابل هالجدران و اهلك و الكآبة كلها ذي و أنت تصيِّف برا !! لا يا حبيبي مالي دخل تشوف لك صرفة أنا ماأجلس هنا والله لاأروح بيتنا ولا عليّ مِنك
يوسف ببرود : طيب وش تبيني أسوي يعني ؟ أنا قلت لك تبين حايل خلاص أوديك لكن وينهم تحسبين حايل بيتيين بس ؟ من وين أجيب لك أهلك وأمك بعد حتى ماكلفت روحها تتصل عليك و على فكرة عندها رقمي !! أنا مو قصدي أهينك بس خلاص أنسي هالأهل لأن هم نسوك !
مُهرة بصمت تنظر إليه
يوسف ولم يتعود على صمتها : ما بإيدي أسوي لك شي !
مُهرة بهدوء : طلقني وأنا أدبر عمري
يوسف : لا ماراح أطلق
مهرة : وليه ؟
يوسف : ما أبغى أطلق
مُهرة ودموعها بدأت بالتجمع في محاجرها
يوسف وأول مرة يلمح دموعها المختنقة , رغم أنها لم تنزل لكن واضح أنها ستبكي الآن , صمت يخيِّم بينهم
مُهرة تشتت نظراتها
يوسف بنبرة هادئة : مو 3 شهور ؟ كنت أمزح .. أسبوعين وراجع
مُهرة وعينيها في عينه .. زمت شفتيها و أنظارها لا تذهب بعيدًا عن عينَا يوسف
مُهرة : طيب
يوسف : يعني
مُهرة وتحاول أن تخفي هذه الدموع رغم أنها لم تنزل ولكن تضبب رؤيتها : يعني حتى أنا مقدر أعيش كذا زي ما أنت ما بإيدك حيلة
يوسف : وش تقصدين ؟
مُهرة : أنا ممكن يهون عندي كل شي , تسوي فيني اللي تبغى بس شي واحد لأ ؟
يوسف : وشو ؟
مهرة : ما تخليني أعيش أنا وأخوك في البيت نفسه
يوسف بصمتْ ينظر إليها
مهرة : ترضاها على نفسك ؟
يوسف : منصور ما قتل أحد
مهرة : هالكلمتين أضحك عليها قدام الناس بس علي لأ
يوسف تنهَّد : قلت لك منصور ماقتل أحد
مهرة بصراخ : إلا واللي قتله إسمه أخوي وأبوي وحبيبي وروحي .. أنا ماأرضى !! أخوي ماهو رخيص لهدرجة .. سو اللي تبغاه فيني بس ماتخليني مع أخوك في بيت واحد !
يوسف بحدة : صوتك لا يعلى
مهرة وتقترب منه وصدرها ملاصق لصدره : ماراح أعيش وياه تحت سقف واحد والله لو أهرب وسهل علي أطلع بدون لا تدري
يوسف : ماراح تطلعين ولا منصور راح يطلع
مُهرة أبتعدت خطوتين للخلف : لأنك .. تصدق حتى مافيه كلمة توصف حقارتك
يوسف : أو يمكن مافيه كلمة محترمة تقدر تجي على لسانك ... وخرج تارِكها


,

لا أحاديث بينهُمْ , الصمت يُجيد فنَّه بمقابلهم ... يعرفُون النهاية جدًا لكن الأمل موجود .. أو رُبما شيء يُدعى سخرية القدر بِه ... حظي نثروه بين نساءِ حواء و لم تُجيد واحدةٌ مِنهم جمعِه .. لا أحد .. خيبات الحياة تصفعنِي بقوة , الحُب يقهرُ الرُوح بِيْ .. يصفعني كثيرًا حتى أنني بتُّ لا أشعر بالألم .. وصلتْ لمرحلة بلا أيّ أحاسيسٍ .. موجوع جدًا لا أحد يرضى أن يداويني .. أشعُر بسخريتِهم حين تهمس أقداري " مُعافى " .. أي عافيةٍ تأتيني وأنا بـهذه الوحدة الـ تجعلني في ضياع , أحيانًا أشعُر بأن الصحة و العافية ليست بالمُهمة كثيرًا امام الوحدة .. الوحدة تُؤلِم , ماذا يعني لو أنني مريضٌ و أمامي أمي و أبي ؟ هذا خيرٌ على قلبي من الوحدة والله أنني أشتاق للناس .. و رأيت هؤلاء الناس في شخصٍ واحِد , نسيتُ ما مضى أردتُ الحياة مرةً أُخرى , لكن الحياة مرةٌ أخرى أيضًا لا تُريدني , أبتسم وهو ينظر إليها.

لو اننا في مكانٍ غير هذا ؟ أو ظروفٍ غير هذه ؟ لو أنني أحببتك قبل الحادث ؟ , أشعُر بأشخاصٍ كُثر حولي يعرفهم قلبي جيدًا و عقلي يجهلهم لكن أنتْ وحدِك من كان قلبي و عقلي يعرفه جيدًا , جربتْ الحُب و خُيِّل لي بأنه أول حُب بحياتي , أحببتُ اللحظات المسروقة بيننا .. أحببتُ مواساتِك لجرُوحي , لحزنك على تعبي , لفرحك على بسمتي , أشتاقُ إليك كُلما أنهيت يومِي " بكرا نكمل إن شاء الله " كنت أشتاق للوقتِ و للتاسعة صباحًا التي تجمعي بِك , كنت أراك صادقًا صديقًا حبيبًا , أحببتك كثيرًا , كان الفرح يتراقِص بِي ويقيم عرسًا حين تدعونِي مساءً لقهوة أو رُبما عشاء .. رُبما لم أراك في وقتِها لكن قلبي يراك يشعُر بِك , رُبما جهلتُ الكثير و حتى أنني جهلتُ نفسِي لكن لم أعرف شيئًا صادِقًا سواك , أنتْ , أنت لست طبيبًا أنت حياتي لكن : الحياةُ ضدَّنا .. أحببت قبلك هذا ما قالته أمي لكن أين هو ؟ .. أريدك أنت ولكن قلبي يُريد الحقيقة .. أريدك لكن أريد أن أرى ناصر .. أريدك يا وليد لكن أريد محوِ " لكن " التي تتطفَّلُ على أحاديثي عنك .. و أيضًا لكن لا تُريد ذلك , أبتسمت له و بعينيها تلمع الدموعْ.
وليد : وش تفكرين فيه ؟
رؤى : كيف الواحد يفقد نفسه ؟
وليد بنبرة موجعة : إذا غصّ بالحكي
رؤى : و ليه يغص بالحكي ؟
وليد : لأن قلبه ممتلي بالوجع
رؤى : واضح أني فاقدة نفسي
وليد أبتسم : ودِّي ألمّ شتاتك بس أحيانا تكون أيادينا قصيرة حيل ما تفيد أبد
رؤى رمشت فـ سقطت دمُوعها : أبتروا هالوجع
وليد : مانقدر
رؤى ببكاء : قالوا أنه متغيرات الحياة تقوِّي الحُب
وليد : و متغيرات الحياة قاسية يا رؤى


,

في مكتبْ سلطانْ *
سلطان تنهَّد : طيب بس هالفترة
بوسعود بغضب : وأنا وش ينطرني ؟
سلطان : طيب أنا ماأقولك ماراح نمسكه بس ننتظر وقت مناسب
بوسعود : سلطان لا تجنني كلنا نعرف أنه الجوهي يدعم عمار
سلطان : لو يدعمه بشكل مباشر كان عرف بموضوع عبدالعزيز ! اللي تحت الجوهي هم اللي يدعمونه وأصلا هذا مايهمنا
بوسعود بحدة : إلا يهمنا خلاص ليه ننتظر روحته لروسيا ؟ عندنا عقده و دليل واضح على التبادل
سلطان : طيب واللي معاه ماعندنا دليل عليهم ؟
بوسعود بغضب : لو هالشي صار في بناتك ما كان تكلمت بهالصورة !!
سلطان نظر إليه بإستغراب شديد
عبدالعزيز الصامت مستغرب من حدة النقاش
بوسعود بغضب ويبدُو انه وقت الإنفجار : بنتي ماهي قادرة تنام عشانهم !! لا ياسلطان كلهم ينرمون في السجن و يتنفذ فيهم الحكم ! ماراح أصبر أكثر من كذا بكرا يذبحون بناتي وأنا قاعد أتفرج
سلطان و فعلا لا يستطيع أن يتجادل معه
بوسعود بحدة : هالمرة أنا اللي بقرر !! وماراح توقف بوجهي ياسلطان
سلطان بنبرة هادئة : ماعاش من يوقف بوجهك ! بس ماينفع و الحرس منتشرين في المنطقة غير اللي في بيتك وإن شاء الله ماهو صاير الا كل خير
بوسعود بغضب : ليه منت راضي تفهم !
سلطان : أنت معصب ولا أنت قادر تفهم شي
بوسعود بحدة وقف : ماني فاهم الأنانية اللي عايش فيها
عبدالعزيز بصدمة كبيرة ينظر إليه
سلطان رفع حاجبه : أنانية ؟
بوسعود : إيه أنانية ! لأن لو حصل بأهلك كذا ماكان قلت بنصبر ونشوف
سلطان : طيب أحنا مانبغى بس الجوهي نبغاهم كلهم ! بكرا يأسسون لهم خلايا ثانية بعد الجوهي وماأستفدنا شي لازم نمسكهم كلهم من صغيرهم لكبيرهم !! وبهالوقت ما نقدر
بوسعود : نقدر نخليهم يعترفون
سلطان : ماراح يعترفون لأن مافيه دليل و مانقدر حتى نحولها للقضاء والأدلة ماهي كاملة
بوسعود : طيب وأنا وش يطمني ؟ سلطان أفهم واللي يرحم لي والديك بناتي عايشيين بخوف وهم في بيتهم !! حتى الأمان أنحرموا منه وعشان مين ؟ عشان شوية كلاب محنا قادرين نمسكهم
سلطان : طيب يا عبدالرحمن هالمواضيع مافيها أهل
بوسعود بحدة : نعم ؟
سلطان : يعني عندك 50 شخص مقابل شخصين تحمي مين ؟ أكيد الخمسين شخص
بوسعود والغضب وصل لأعلاه : يعني قصدك أهلي بالطقاق ؟
سلطان : طيب أهلي كانوا قبلك
بوسعود و فعلاً لُجِم بكلمة سلطان
سلطان بوجع : كم مرة خسرت طول ما أنا جالس على هالكرسي ؟ مين فقدت ؟ لازم نضحي وأنا ماأقولك بناتك بالطقاق .. الله حافظهم و سويت كل اللي أقدر عليه , إذا المنطقة بكبرها منتشرين فيها الأمن و حول قصرك حرس أنا بنفسي مختارهم لك و عارف أنهم كفؤ
بوسعود بصمت ينظر إليه
سلطان : بس فترة لين ربي يفرجها و نمحي قذارتهم
بوسعود تنهَّد
سلطان عقد حاجبيه وهو يدق بأصابعه على مكتبه , مزاجه وصل إلى الحضيض الآن
عبدالعزيز , للمرةِ الاولى يشعر بـ كُبرِ همّ سلطان و ضيقِه و مسؤوليته العظيمة , و للمرةِ الأولى يشعُر بأن التضحية أحيانًا تكون واجبة إن كانت إتجاه الوطنْ و للمرة الأولى أيضًا يشعُر بأن بوسعود يُجبَر على التضحية بأمن بناتِه لأجل أمن وطنْ.
يشعُر بصغرِ همومه امامهم لكن رُغمًا عنه يكرهُ تصرفاتِهم , لا أهل .. هذه الكلمة لوحدِها تجعلني أسقط نيرانٍ لا مهربِ منها.


,


عبيرْ تتأمل ملامح رتيل المُتعبة النائِمة , عينيها تائِهة تبحثُ عن وطن الآن , لو أنَّ والدتِها هُنا كيف كانت ستهتم بـ رتيل ؟ رُبما مثل والدها ستقرأ عليها آياتٍ من القرآن ولا شيء غير القرآن , كانت ستبكِي رتيل على صدرِها مثل ما تبكي على صدرِ والدها ؟ كانت ستُعانقها ساهِرة , لن تغفى عينيها و لن يرتاح قلبها أبدًا حين ترى رتيل بهذه الصورة ؟ ستسهرْ و تبكِي .. علَّها ببكائِها تخفف خوفها عليها .. لو كانت أمي موجودة كان ماأحتجتك .. كان ماأحتجت لك يا هيه .. يا أنت.
وميضْ هاتفها أفاقها من غيبوبة أفكارِها , فتحت الرسالة " قبحٌ على دُنيـَا تُبكيك "
وبهذه الرسالة تسللت رجفة لقلبِها أنتقلتْ لرِمشها , بكتْ كثيرًا و كثيرًا و بشدة و جدًا.


,

آخر الليل تُوشك على الثالثة فجرًا.

يُهاتفه : طيب مافهمت شي من نظراته يعني طريقته بالسؤال ؟
ناصر : حسيت كأنه يبي يقولي شي بس ماعرفت يعني وش ممكن بيني وبين سلطان ؟ بيننا رسمية كثير
عبدالعزيز : غريبة ؟ يعني سؤاله أكيد مو لله .. أكيد يقصد شي
ناصر : أنا حسيت كذا بعدين فكرت قلت يمكن أحد أنا متهاوش معه وكلم سلطان
عبدالعزيز : يمكن ! بس مين ؟
ناصر : حتى أنا أحاول أفكر مين اللي علاقتي معه ماهي كويسة أو أني قاطع فيه
عبدالعزيز :عقب اللي شفته اليوم ممكن أحسن الظن فيه وأقول يمكن بس سؤال
ناصر : ترى شايل في قلبك عليهم مررة ! يعني صدق أستفزوك بس عاد مو لهدرجة
عبدالعزيز تنهَّد : خلها على ربك
ناصر : الله كريم
عبدالعزيز : بكرا إجازة تعالي
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه أنسى
عبدالعزيز : ليه ؟
ناصر : بصراحة أنا أتشائم من وجهك كل ماشفته تصير مصيبة
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه لأنك عزمتني صارت مصيبة
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب نعوضها بكرا
عبدالعزيز : الله يالدنيا صرنا نتفق على سهراتنا بعد
ناصر يجاريه : ذلتنا الدنيا وأنا أخوك
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه ننفع لمسلسل درامي عاد الشعب الخليجي يحب الحزن
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تذكر سهرات باريس
عبدالعزيز : عاد تدري كل ماجت الساعة وحدة وكنت متملل أتذكر أيامنا هناك
ناصر : و طبعا أنت بعيون أبوك مراهق
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لما أتذكر أنه كان يتصل عليك عشان يهاوشني أقُول لهدرجة عمري توقف عند 18
ناصر : مع أني كنت أختلف معه الله يرحمه وكان يقهرني كثير وكان يعاملكم كلكم أنكم مراهقين بس والله كانت هوشاته تشرح لي صدري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه الله يخلي الكف اللي خذيته منه
ناصر : مانسيت هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أحلى كفّ بحياتي وحتى أنت خذيت منه كف لا تحسبني بنسى
عبدالعزيز : كانت من أحلى أيام عمري صدق نهاية الليلة كانت كفوف بس وقتها حسيت بمعنى الواحد عايش حياته لو بـ طيش
ناصر : أصلا كانت أكبر همومنا كيف نكذب على أبوك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه على كثر ماهو صارم ويانا و يمنعنا من أشياء كثيرة بس كنت مستمتع كثير بخطوطه الحمراء

بنبرةٍ حادة : الساعة 10 أنت هنا
عبدالعزيز : طيب يا بابا
أبتسم : ايه بابا
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه عمري 28 وتعاملني كذا ؟
والِده : لو يشيب شعرك يا ولد سارة بضِّل أعاملك كذا
عبدالعزيز : وجِّه الكلام للي جمبك
بوعبدالعزيز : طبعا ماأنتهيت كلامي
غادة : لا والله تشيّشه عليّ
بوعبدالعزيز : من تشوف ناصر تنسى عمرها
غادة أنحرجت : يبه
بوعبدالعزيز : بالأسبوع مرة وحدة تشوفينه ومو كل أسبوع بعد
عبدالعزيز : أحب العدل صراحةً
هديل : يالله متى يجينا عريس الغفلة ويآخذني منكم
والدها : سلمي لي على الحياء
هديل : بكسب أجر وأكمل نصف دين واحد من أخوانا المسلمين
عبدالعزيز : والله أنا اللي طايح حظي لا خطبتوا لي ولا قلتوا نكمل نص دين ولدنا ولا شيء
والدته : صدق عيَّار وش قلنا لك عن أثير ؟
عبدالعزيز : يمه يعني البنت أنا أعتبرها زي أختي
هديل تقلد نبرة صوته : ماأحس بأي شعور إتجاهها , وكل بنات العالم خواته ماشاء الله
عبدالعزيز : أكرمينا بسكوتك
هديل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه كذاااب كأني ماأشوف عيونك تطلع منها قلوب لما تشوفها
عبدالعزيز بصدمة : أنا ؟
هديل : إيه أنت من يوم أشتغلت عندكم وأنت تتكشخ
عبدالعزيز :أتكشخ قبل لا اشوف وجهك يالبزر
هديل وهي تقف وتتمايل وتقلد نبرة والدها : الساعة 10 أنت هنا طيب يابابا لا تتأخر عشان بابا مايعاقبك ويحرم منك المسروف *المصروف*
عبدالعزيز : عاجبك يبه صرت مسخرة لهم
والده بضحكة عميقة : أسمع الكلام يابابا

عاد مع صوت ناصرْ والذكريات , الله يا باريس .. يا زوجتِي الأولى.
ناصر : جاني النوم تصبح على خير
عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير .. أغلقه , أستلقى على السرير أفكار كثيرة تهاجمه .. أبتسم لذكرى والده , رغم معاملته القاسية له لكن كان يتلذذ ويرى كل المتعة عندما يهربْ من النوافِذ حتى يخرج في أطراف الفجر .. كانت كُل متعته يشاركها مع ناصِر بداية الفجر حين يسيرون على أرصفة باريس و ضحكاتهم تضجُّ بها الضواحِي .. شوارع كثيرة يحفظها شبرًا شبرًا , ناصِر هو الشخص الوحيد الذي كان يستمتع بسخافاتِه و يرى الفرح بأتفه الأمور معه , أمام الجميع هو بمنظر العاقِل الرجُل الذي لا محَّل للطيش في قلبه لكن أيام باريس وناصِر كان لا محَّل للعقل بينهم .. أشتاق كثيرًا لضحكاتِهم و تعليقاتِهمْ.


,

تنزِل من الدرج بخطواتٍ هادئة تتلفتُ كثيرًا بـ عينيْن خائِفتيْن , تنظر لخلفها بخوف .. دخلت المطبخْ وقلبها يكاد يخرجْ , أخذت كأس الماء وأنفاسها تتصاعَد , شربته بسرعة حتى بللت بيجامتها .. صعدت للأعلى بركضْ لغرفتها و أغلقتها جيدًا.
هالات سوداء أسفل عينيها و بشرةٍ شاحبة صفراء بـ شعرٍ غير مرتبْ تُشعر كل من رآها وكأنها مدمِنة إحدى انواع المخدراتْ.
مسكت شعرها ورفعته بأكمله بطريقة مبهذلة , جلست على طرف السرير و مرةً أُخرى يحضُر صوت عبدالعزيز " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك "
عقدت حاجبيها من طريقته .. شعرت بغبائِها عندما أحبته , الحُب لا يدخلُ قلوب الأغبياء.
دموعها تسقطْ بحُب لشخصٍ كان من المفترض أن يحبها لكن لا يكُّن لها أيّ شعور ؟ رُبما المرة الأولى أشفق عليّ و جاملني !
رُبما أنا مجرد " لا شيء " في حياته لكن هو " كُل حياتي " . . وخزٌ في يسارِها من طريقة تفكيرها , أتى عبدالعزيز و أقتحم قلبها لتتغيَّر كل مبادئِها .. هو الشاذ في قواعِدها , تُطيع الله في كل أمر إلا مايتعلق بِه تقودها أهوائها , كبريائها لا يسمح حتى أن تبتسم دُون سبب إلا عندما تراه تشعُر بفرحة و عنفوانْ من السعادة في قلبِها .. كل شيء في حياتها جيّد ماعدا هو يفوق الجيّد أو رُبما أفضلُ شيءٍ تحقق في حياتها .. لا أقصد بذلك عبدالعزيز لكن أقصد حُبه .. هو رُبما لا يستحق حُبي لكن نحنُ البشر لا نحُب ما نُريد و متى نُريد و كيفْما نُريد .. فجأة تلتفُ خيوط الحُب حولنا , " أنا أحبه بس تصرفه يخليني أكرهه و أدري أنه الكره ماهو بإيدي ويمكن حتى لو حاولت أكرهه يزيد حبي له لكن كيف يطاوعه قلبه يهيني ؟ "


,

في الصبــاحْ *
إجازة الجميع ما عدا بُو سعود و سلطانْ لا يهنى لهم بالاً أبدًا.

هذه المرة أرتدى بدلته العسكرية لأنه سيتدربْ , أرتداها بسرعة و في الفترة الأخيرة تأخيره عن الدوام بات واضِحًا
الجُوهرة : سلطان
سلطان وهو يربط خيُوط حذاءه : هلا
الجوهرة بتوتُّر : تقدر تجي بدري اليوم يعني 8
سلطان رفع عينه : ليه ؟
الجوهرة : كذا
سلطان : مدري ماأتوقع لأن اليوم أنا وبوسعود عندنا شغل كثير
الجُوهرة : طيب بس 5 دقايق من وقتك
سلطان : متأخر مررة
الجوهرة : طيب بحفظ الرحمن
سلطان أتجه خارِجا من الغرفة ولكنه ألتفت : وشو
الجوهرة أبتسمت : لا خلاص روح
سلطان : لآ قولي
الجوهرة : كنت بسألك عن شغلة بس ماهي مهمة
سلطان : طيب قولي أنا متأخر متأخر ماتفرق
الجوهرة بكلماتٍ مرتبكة ومتقطعة والتوتر يصل لأعلاه , خشيت أن ينزف أنفها لحظتها لا مبررات أبدًا : فيه بنت أعرفها يعني . . .. أغتصبوها و أبغى أعرف كيف تبلغ عنهم يعني هي مررة خايفة وخصوصا زواجها قرّب وماتقدر تقول لأحد
سلطان : لآحول ولا قوة الا بالله العظيم طيب وزوجها يدري ؟
الجوهرة : لأ
سلطان رفع حاجبه : مايجوز تخدعه تحطه بالصورة وافق تمام ماوافق اللي حلل الزواج حلل الطلاق
الجوهرة و الآن جسدِها بأكمله يرتجفْ
سلطان : ومفروض تبلغ عن اللي أغتصبوها يمسكونه ويحكمون عليه ويكون عبرة لغيره .. ماني عارف وش هالدناءة اللي وصلت في البشر
الجوهرة بصمت تام
سلطان وهو يضع هاتفه في جيبه : بس غلطانة كثير بمسألة زواجها
الجوهرة بنبرةٍ جاهدت أن تكُون هادئة , بلعت ريقها : بس هي حرام مظلومة من حقها تعيش
سلطان : طيب وش دخل زوجها ؟ يعني هو ماهو مظلوم يكتشف بعدين أنه زوجته ماهي بنت !! .. أعوذ بالله بس من هالأشياء تجيب الكآبة .. من حقها تعيش وتبدأ حياة جديدة بس على صدق وتقول له ماهو على كذب . .. نزل للأسفل
الجُوهرة : سلطان
ألتفت عليها وهو يفتح باب البيتْ
الجوهرة لا مجال أن تخفي أكثر : آآ .. بلعت ريقها بصعوبة
سلطان : أنتي لو تجين وتسمعين مشاكلنا كان مانمتي شهر كامل ! .... يالله مع السلامة .. وخرجْ


,

بوسعود في مكتبه يُحادث سعد : طيب وش بعد ؟
سعد : ما قدرت أعرف شي بس لقاءاتها مع وليد كثيرة و شكل صاير بينها وبين أمها مشاكل
بوسعود : مستحيل
سعد : والله مدري طال عمرك
بوسعود : مستحيل أمها تخسرها بعد !! أكيد مابينهم شي
دخل مقرنْ وجلس بهدُوء
بوسعود : طيب أمورهم تمام ؟ الشقة اللي ساكنين فيها كويسة ؟
سعد : ايه أنا شفتها ومرررة موقعها حلو و جديدة
بوسعود : و صالونها ؟
سعد : مسكرته
بوسعود : كلمها عشان نشتريه منها يمكن تحتاج قيمته
سعد : إن شاء الله
بوسعود : وغادة ؟ نفسيتها كيف ؟
سعد : تبكي كثير , قبل كم يوم طلعت بروحها وجلست تبكي و بعد ساعة تقريبا جاها وليد
بوسعود تنهَّد : طيب أعرف لي وش يبكيها ؟ سو اللي تسويه المهم تطمني
سعد : أبشر
بوسعود : تبشر بالفردوس , يالله مع السلامة .. وأغلقه
مقرن : وش صاير ؟
بوسعود : لو أظمن ناصر كان قلت له وأرتحت
مقرن : اللي تسوونه غلط , عبدالعزيز وقلنا معكم حق لكن ناصر
بوسعود : وأنا بروحي أقرر لازم بعد سلطان يوافق
مقرن : هالسالفة تعوِّر لي راسي و هاللي معها مستفزة
بوسعود : مين معها ؟
مقرن بلع ريقه : أقصد . . أقصد يعني وليد يعني معها وكذا وقريب منها
بوسعود بنظرة شك : وش مخبي عنِّي ؟
مقرن أبتسم : وش يعني بخبِّي ؟ أنت تعرف بموضوعهم أكثر مني
بوسعود تنهَّد
مقرن : وشلون رتيل ؟
بوسعود : حالتها النفسية بالحضيض وماهي قادرة تنام حتى يوم عطيتها منوِّم قامت من كوابيسها
مقرن : أبعدهم عن هالجو ! يعني لو يروحون الشرقية عند عمهم دام ماتقدر تسافر
بوسعود : مقدر أحسهم يراقبوني من كل جهة
مقرن : بس جلستها في البيت هالفترة أبد ماهي بصالحها يعني بعد هي بنت أكيد منفجعة من اللي صار
بوسعود : عز قالي أنه محد كلمها منهم ! و الكلاب يوم حققت معهم بعد قالوا نفس حكي عبدالعزيز
مقرن : يمكن مرعوبة وبس
بوسعود : ليتني خذيتها معي , أهم شي أنه عبير بعد ماهي بحالتها ولا كان صدق انهبلت
مقرن : روح لمزرعتك هاليومين
بوسعود : معطيها واحد من معارف سلطان
مقرن : إيه صح تذكرت , طيب إن سافر الجوهي وعز لروسيا ولا باريس بتآخذهم معك
بوسعود : أكيد مستحيل أخليهم هنا
مرَّت ساعة حتى أتى سلطان
سلطان :آسف تأخرت راحت علي نومه ومسكتني الزحمة .. جلس بمقابل بوسعود ...
بوسعود : كلمت سعد
سلطان : وش قال ؟
بوسعود : غادة ماهي بخير
سلطان : كيف يعني ؟
بوسعود : يقول بس تبكي ويحس فيه مشاكل بينها وبين أمها
سلطان : لا مستحيل
بوسعود : هذا اللي قلته مستحيل أمها تحاول تبعد غادة عنها بالمشاكل
سلطان تنهَّد : طيب وش يبكيها ؟
بوسعود : قلت له يشوف الوضع ويعرف لي السبب
سلطان : بتكون في باريس لا رحنا ؟
بوسعود : هذا الواضح بس تصرفت
سلطان : كيف ؟
بوسعود : بخليها ترجع ميونخ عشان تبيع صالونها
سلطان أبتسم : وانت مصدق راح ترضى ! أمها عنيدة وراسها يابس
بوسعود : إلا أكيد محتاجين فلوس
سلطان : مو حوَّلت لهم ؟
بوسعود : إيه حوَّلت على حساب غادة عشان لا سمح الله لو أحتاجوا لكن بعد مايلزمهم هالصالون .. بس يثبت التاريخ راح نخليهم يروحون ميونخ
سلطان : تدري سألت ناصر
بوسعود رفع حاجبه بإستغراب : وش قلت له ؟
سلطان : ماقلت له شيء بس كذا لمحت له
بوسعود : الحين تحرص علي أني ماأقول كلمة وأنت تلمح
سلطان أبتسم : بس مجرد سؤال وأصلا شكله مافهم قلت له لو فيه إجتماع راح تترقى فيه وجاء واحد وخبِّرك أنه هالإجتماع بيوم الفلاني وهو كذب و بالنهاية أنت ماحضرت هالإجتماع و ماترقيت مع أنك محتاج هالترقية ؟ بتسامح اللي خبرك كذب
بوسعود : وش رَّد عليك
سلطان : هنا الصدمة قالي لأ .. جلست طول ليلي أفكِّر بـ ردَّه تمنيت أني ما سألته وعرفت وأكيد عبدالعزيز نفس الكلام
بوسعود ضحك : توني أكتشف أنه فيك غباء ولله الحمد
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصلا أعترفت بيني وبين نفسي كنت غبي جدا يوم سألته
بوسعود : خلنا نقوله
سلطان : راح يعلم عز صدقني
بوسعود : نحاول نفهمه بالأسباب الحقيقية
سلطان : طبعا لأ , أسبابنا ماقلناها لعبدالعزيز وهو الأولى نقولها لناصر !
بوسعود : بعد حرام البنت مسكينة وش ذنبها ؟
سلطان تنهَّد : طيب وش أسوي ؟ بكيفي هو ؟ لازم كلها فترة وتعدِّي
بوسعود : أصلا وليد متقرب منها كثير
سلطان : وليد ؟
بوسعود : إيه
سلطان : خاطري أشوف هالوليد
بوسعود : تراك حاضر تخرجه
سلطان :أنا ؟
بوسعود : إيه متأكد كنت موجود
سلطان : ناسيه والله .. بس خل أحد يكلم أمها تبعدهم عن بعض
بوسعود : ماترد علينا أصلا
سلطان : ماني عارف كيف تفكر وهي موافقة على قرب وليد من بنتها وهي تدري أنها على ذمة ناصر ؟
بوسعود : والله حتى أنا منصدم منها ! معقولة مريضة ! عقلها صاير له شي
سلطان : والله حتى أنا أتوقع تصرفاتها ماهي طبيعية أبد
مقرن وقف : أنا أستأذن .. وخرج
بوسعود وأنظاره خلف مقرن : ومقرن شكله مخبي شي
سلطان : وشو ؟
بوسعود : مدري ماحبيت أضغط عليه بس واضح فيه شي مانعرفه


,

فِي الصالة الداخليةْ *

ريم تستدير حول نفسها بفستانٍ ناعِم : يالله وش رايكم ؟
نجلاء : يجنن وأنتي محليته
ريم : يافديت الذوق أنا
هيفاء : ماأحب هالنوعية من الفساتين تحسينه قميص نوم من كثر ماهو بسيط
ريم : تحبين الدفش اللي زي وجهك
هيفاء : هههههههههههههههههههههه غصب يعجبني
ريم : أحسن أصلا ماأثق في ذوقك .... *حبَّت تدخل مهرة بالاجواء* .. وش رايك مهرة ؟
مهرة : جميل
ريم : تسلمين ...
دخلت والدتها بتعب : اليوم أخذي الخبلة ذي معك أما أنا برتاح
هيفاء : أنا خبلة !
والدتها تجلس : همزي رجيلاتي بس ولايكثر حكيك
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه راحت أيام الدلع !! هذي ريم بتتزوج ومحد بيبقى عندك غيري فـ حسّني العلاقات
نجلاء بإغاضه لمُهرة : بتسافرين مع يوسف ؟
مُهرة بإبتسامة مماثلة للخبث : لأ
نجلاء : أفاا ليه ؟
مُهرة : يوسف ما ودَّه
هيفاء همست لوالدتها : إن كيدهن عظيم
نجلاء : خسارة كان بيكون شهر عسل قصير لكم
مُهرة رفعت حاجبها : شهر عسل ؟
نجلاء : إيه
مُهرة : على كلمتك هذي حسستيني بزواجي
نجلاء و خيَّم عليها الهدُوء
مُهرة : مدري أنتي تغارين على منصور ولا تغارين على أخوه بالضبط ؟
نجلاء بصدمة فعلا
أم منصور وتحاول تشتيت هذا الموضوع : ترى اليوم بتجينا جارتنا العصر
مُهرة : على فكرة حاولي تجربين تستفزيني بموضوع ثاني لأن يوسف مايعني لي شي ... وخرجت
هيفاء تصفر بهبال : واحد صفر لمهرة ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نجلاء : يا عساها ما تهنى بحياتها
أم منصور : وش هالدعاوي يا نجلا
نجلاء : سمعتي وش قالت خالتي ! حتى أهانت يوسف بعد
هيفاء : أحيانا ودي أكون زوجة ثانية والله متعة إستفزاز الحريم ههههههههههههههههههههههههههه
أم منصور : أنتي أبلعي لسانك

في جهة أخرى
هو في سابع نومة , لو أقيمت حرب في منزله لن يشعُر بها
مُهرة متربعة على السرير بجانبه : قوم
يوسف بصوت ممتلىء بالنوم : أنقلعي عن وجهي لا يجيك كف يعلمك كيف تصحيني
مُهرة : ذي زوجة أخوك المحترم صارت تعايرني يعني يعجبك هالوضع ؟
يوسف ألتفت عليها وهو مغمض عينيه : وش عايرتك فيه ؟
مُهرة : صحصح معي عشان أعرف أكلمك
يوسف بعصبية : أخلصي لا تطيرين النوم
مُهرة : ماراح تنام و ذا المجنونة تحت عسى يارب يطيح اللي في بطنها
يوسف بغضب شدَّها ليُسقطها على السرير بجانبه , وضع كلتا يديه حولها وغرز أظافره بخصرها حتى سمع مِنها " آآآآه "
تركها : لا تدعين عليها فاهمة
مُهرة وتتلوى من الألم
يوسف أتجه للحمامْ ومهرة مازالت تعض شفتيها حتى تخفف من ألمها ولا نتيجة
دقائق حتى خرج يوسف وبإبتسامة : والله جاب معك نتيجة
مهرة : حقيييييييير
يوسف : ركزي على كلماتك بعد عشان مايجيك كف الحين
مُهرة تكوَّرت حول نفسِها متألمة بشدة
يوسف : كلهم تحت ؟
مهرة : روح يا عساك تطيح في بير ماله قاع
يوسف : أستغفر الله بس ... جلس بجانبها : وش قالت لك ؟
مهرة : ماابغى أتكلم معك
يوسف : عقب ماطيرتي النوم تقولين ماأبغى أتكلم معك
مهرة وتستعدل بجلستها ويديها على خصرها : تحاول تقهرني فيك ! تحسبني ميتة عليك وبغار
يوسف فهم الموضوع : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه واضح أنك ماتغارين
مُهرة :أغار عليك أنت !! أنهبلت أنا يوم أغار
يوسف : أنا فاهم نظامك تبينين للكل تجاهلك و أنتي في نفسك تظهرين هالإهتمام
مُهرة : لآتتفلسف على راسي طبعا لأ !!!! وأصلا قلت لها يوسف مايعني لي شي حاولي تستفزيني بموضوع ثاني
يوسف انفجر من الضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يا سلام
مُهرة : أيه نعم أنت ماتعني لي شي
يوسف : لو ماأعني لك شي ماكان تكلمتي ؟ صح ولا ماهو صح ؟ بس لأني أعني لك الكثير صرتي تنفين الموضوع حتى قبل لا أحد يتهمك فيه
مهرة بصمت
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه حظ أوفر بالمرات الجاية
مُهرة : مين أنت أصلاً ؟ بيكون عرس لي لما تطلقني وأرجع أعيش حياتي زي العالم و الناس
يوسف : وأنا قلت لك ماراح أطلق أنسي هالموضوع وشيليه من بالك
مُهرة : كللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل لللللللب و ****************
يوسف : مين الـ **************** ؟
مُهرة بحدة : أنت
يوسف وفعلا لا يوَّد أن يمد يديه عليها لكن هي من تُجبره , صفعها بقوة حتى سقطت على السرير مرةً أخرى , شدّها من شعِرها وبنبرة غاضبة وجدًا : هالكلام تقولينه لأمثالك ؟ ماهو لي !!!!!!!!!!!!!!!!!!


,

- باريسْ –
غدًا أول أيام دورتِها الوظيفية , تمشَّت قليلا هي و ضي
أفنان بملل : متى يجي بكرا وأنشغل ؟
ضي : عاد أنا ماودِّي يجي
أفنان : عاجبك هالطفش
ضي : أنتي تحبين الحركة أما أنا أحب بس أتأمل
أفنان وتنظر لوجوه المَّارة : قد جيتيها ؟
ضي : لأ , قلت لك زوجي مايقدر يآخذني
أفنان : يعني لاتزعلين بس وش هالدكتاتورية اللي عليك ؟ يعني من حقك زيِّك زي مرته الأولى
ضي : مرته متوفية
أفنان : طيب وليه مايعلن زواجكم ؟
ضي : هو عنده ظروف وأنا ماأبغى أضغط عليه
أفنان : الله والظروف الرجال زي بعض تحسينهم زي الحيوانات مايهمهم الا أهوائهم
ضي : عبدالرحمن غير
أفنان : إسمه عبدالرحمن
ضي : إيه
أفنان تنهَّدت : ماأقول غير الله يهنيكم
ضي : آمين ...
أفنان ألتفتت للجهة المقابلة وتجمدت في مكانها
ضي : وش فيك ؟
أفنان تمتمت : وليد !!!


,


يتحرك يمنة ويُسرة , لم يرتاح أبدًا .. أتت الخادمة لتنظف بيته
عبدالعزيز : آآ ساندي مدري مين ؟
الخادمة أبتسمت : أوزدي
عبدالعزيز : إيه أوزدي شفتي رتيل ؟
الخادمة : نُو
عبدالعزيز : طيب .. آآ .. أتركي هالشغل .. روحي فوق وادخلي غرفتها بشويش طيب . .و شوفيها يعني نايمة ؟ تبكي ؟
أوزدي هزت كتفيها بعدم فهم
عبدالعزيز ويتحدث معها بالإنجليزية : Go to her room and Look Is sleeping or what?
أوزدي : أوكي
عبدالعزيز : But don't tell anybody , okey ?
أوزدي : أوكي .. وخرجتْ
عبدالعزيز بدأ يآكل أظافره من الإنتظار .. أبعد كفوفه عن شفتيه وتنهَّد , يقف .. يجلس .. يسير شمالاً وتارةً يمينًا.

دخلت أوزدي بهدُوء لغرفة رتيل , ألتفتت رتيل عليها مستغربة عدم طرقها للبابْ
أوزدي أرتبكت
رتيل : صاير شي ؟
أوزدي هزت رأسها بالنفي
رتيل رفعت حاجبها : طيب ؟ وشو ؟
أوزدي : no thing .. وخرجت بسُرعة حتى لا تتعرض لأسئلة أخرى من رتيل
أتجهت لعبدالعزيز : سير
عبدالعزيز ألتفت عليها
أوزدي : tiring she had dark circles around her eyes
عبدالعزيز تنهَّد , أوزدي أنسحبت بهدُوء
عبدالعزيز : ياربي أنا وش سويت ؟ ..... يقطع شفتيه بعظِّه المتكرر وأفكاره مشتتة جدًا.
هذه المرة سيضغط على بُوسعود , رُبما التهديد يُفيد ... أفسدت مخططاتِيْ , لو أنني أتزوج عبير رُغما عنه سـ يتشتتون مثل ماتشتت أنا ؟ لكن رتيل .. مالحل ؟ . . . هذه المرة لن يقف بوجهي أحد.

,

أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟

.
.

.
.

أنتهى موعُدنا - الأحد- إن شاء الله
لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه "

إلى هِنا بنوقِف عن يوم الثلاثاء وبيصير لقاءنا بس " الأحد + الخميس "

لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()

بحفظ الرحمنْ.





 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !  
قديم 07-07-12, 10:46 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

-


السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.


الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.




رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
البارت ( 32 )


لمْ أَزَلْ أمشي

وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .

الدُّجـى داجٍ

وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !

والمَهالِكْ

تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :

" أنتَ هالِكْ

أنتَ هالِكْ " .

غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي

وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،

ودمعـي

مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !

*أحمد مطر.



أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟
مسكتْ هاتِفها و أنفها ينزفْ , تجاهلته تماما .. صوتها يتعثَّر بالبُكاء الآن : ألو
بو ريان : يا هلا والله
الجوهرة : هلابك
بوريان بخوف : وش فيه صوتِك ؟
الجوهرة تغصُّ بالبكاء الآن : يبه
بوريان : ياعيونه
الجوهرة : محتاجتك
بوريان : لاتخوفيني وش صاير ؟ صاير بينك وبين سلطان شي ؟
الجوهرة : لأ بس أبيك بموضوع ضروري
بوريان : وشو ؟
الجوهرة : ماينفع أقوله .. الله يخليك حاول تجي الرياض بكرا على الأقل
بوريان : الجوهرة لا تخوفيني .. ليه تبكين ؟
الجوهرة وياقةِ قميصها مبللة بدمائَها الآن : أبغي أعيش
بوريان بخوفه على إبنته , صمَت
الجُوهرة : أخذني من هالدنيا كلها .. اخذني يبه
بوريان : وش مسوي لك سلطان ؟
الجُوهرة : ما سوَّى شي بس .... تعبانة يبه والله تعبانة
بوريان : وش متعبك ؟
الجوهرة : تعال وبقولك كل شي
بوريان : من الحين بمشي للرياض
الجوهرة : أنتظرك . . وأغلقته , أرتمت على السرير ودمائها مستمرة بالسيلانْ و دمُوعها لا تتوقفْ , أنتهى كُل شيء .. هذه هي النهاية . . هذه المرة ستقف وتُخبره .. هذه المرة لن تتراجع , هذه المرة مستعدة للموتْ جيدًا , هذه المرة الموتْ يُريدها , هذه المرة الحياة تتمسك بِها و الموتُ يقترب .. لمن الكفَّة ؟ . . لا داعِي أن تُخبر الجميع , والدها وفقط .. لا داعي أن تعلم والدتها إن لم تعلم بالبداية إذن لا يُفيد أن تعلم الآن .. فـ أنَّ تعلم والدتها فهي بمُصيبة عظيمة تحرمها النوم وهذه الجريمة بحد ذاتها , أمُي لو عرفت الآن لن تتألم فقط لأجلي ستتألم لأجل نفسها و تُشعر بالذنب ولن أرضى بذلك , لا يُفيد أن يعلم ريَّان .. لا يُفيدها أبدا أن يعلم الجميع بدناءة عمِّها .. بهذه الصورة سيبدأ الكره بين الجميع .. سيتغيَّر تعامل الجميع معها ؟ لمَ العالم يعلمْ ؟ هل هذا العالم إن عرفَ سيواسيها أو سيُرجع لها عُذريتها ؟ والدها فقط من يجب أن يعلمْ و تُركي هو الذي يجب أن ينال عقابه .... و سلطان ؟ ..... *أزداد بُكائِها بشدَّة* . . . سلطان آسفة.


,

في ساحة التدريبْ , بوسعود و سلطان يبذلون الكثيرْ.
طريقة أخرى للتنفيسْ.
سلطان صعَد برجٌ عالِي جدًا بقفازاتِه , ثم ثبَّت الحبلْ بحزامٍ يبرُز مِنه حلقة حديد لينتقِلْ لبُرجْ آخرْ أعلى مِن الأوَّلْ .. أنفاسه المُتصاعِدة أوقفته قليلا على البُرج الثاني
بينما بوسعود ليس في شبابه حتى يتدرَّب بمثلِ سلطان لذلك كانْ يرمِيْ , رفع عينه لسلطان وبصوت عالي : عاجبك المنظر
سلطان أبتسم ........ ورمى نفسه من أعلى البُرجْ الخاص للتدرِيبْ ولكنْ الحبال متمسكة بِه جيدًا .......... فتح الحبالِ منه ليركِضْ أسفَل شباكٍ مُلتهِبة بالنــارْ .... زحفْ على بطنِه و متفجرَات وهمية تبدأ بالإنفجار بجانِبه .... ركضْ مرةٍ أخرى ومن كلْ جانِبْ إطلاق نار بإتجاهه .. وأي خطأٍ في التدريب العسكرِي يُفقد الإنسان عُمره , وكم من موتٍ حصل من التدريبات ؟ . . عاد بالركضِ لجهة أبو سعود , وقف و أنفاسه مُتعبة متصاعدة
بوسعود : هالأسبوع مكثِّر تدريب
سلطان : وش نسوي بعد ! ... مسح وجهه بتعِبْ ... بكرا بتمسك تدريبهم ولا أنا ؟
بوسعود : خلني على يوم الأربعاء وأنت أمسكهم بكرا
سلطان : متفائِل فيهم كثير
بوسعود : أشرفت عليهم الأحد اللي فات واضح أنهم متحمسين مرة
سلطان : إيه يوم فكَّرت أدرجُّهم بالتدريب قبل لا ينتقلون برا أصدموني بحماسهم ويبون يجربون أصعب شي .. بس مادخلتهم هنا
بوسعود : هِنا صعب وهم توّهم بالبداية ! أي غلطة ممكن يروحون فيها
سلطان : تدري يوم صعدت هالبرج *أشار لبرج نادِر ما يتم التدريب عليه لأنه الأعلى و رُبما بالشهر مرةٍ يتدربون بالصعود له* تذكرت كم واحد مات عليه ؟
بوسعود : الله يرحمهم
سلطان : آمين ... كان أسوأ أيام حياتي كان أسوأ كثير
بوسعود بنبرة بها من الوجع كثير : مين كان يتوقَّع ؟
سلطان : كيف طاحوا كلهم ؟ كيف الحبال تقطعت ؟ تمنيت روحي تتقطَّع ولا أشوفهم
بوسعود وينظر لهذه الساحة التي لا يدخلها أي شخص وبضحكة ليُبعد سلطان من هذه الأجواء : ترى أخاف على بنت أخوي ماأبيها تترمَّل وهي صغيرة
سلطان : ههههههههههههههههههههههه الله الحافظ

,

نجلاء : وطبعًا أنا ماسكت لها
منصُور بعصبية : ماشاء الله يالقوية كيف تكلمينها كذا ؟
نجلاء : وش فيك معصب ؟
منصور بغضب : أكيد بعصِّب تبيني أصفق لك يعني !
نجلاء بلعت ريقها بخوف : هي اللي بدت
منصور : قلت لك لاتحتكين معها
نجلاء : يعني تكلمني وأسكت لها
منصور بصرخة جعلت نجلاء تبتعِد بخطواتها للخلف : لا تبررين لنفسك !
نجلاء وتشعُر بأنها ستلِد الآن من خوفِها
منصور : كلمة وحدة يانجلا ولا راح أعيدها مرة ثانية ! إن تعرضتي لها بشيء والله ثم والله مايحصلك طيِّب ..
نجلاء بقهر : ليه تهتم لها ؟ يعني أنا بالطقاق بس هي نداري خاطرها
منصُور : لآ تحورين الحكي على كيفك !! أحسبي حدودك زين يا نجلا !! واللي صار مايتكرر مرة ثانية وأنا عند حلفي
نجلاء صدَّت عنه وهي تُجاهد أن لا تبكِي
منصور : مفهوم ؟
نجلاء بصمتْ
منصور : مفهوم يا نجلااا
نجلاء بغصَّـة : طيب

,

عبير تمللت من هذا الصمتْ المُزعج : ما ودِّك ننزل تحت ؟
رتيل هزت رأسها بالنفس , وهي تحتضن وسادتها وتنظُر بإتجاه الشُباك
عبير : رتيل إلى متى ؟
رتيل ببكاء : يكرهني
عبير جلست بمقابلها : مين ؟
رتيل : مين غيره
عبير عقدت حاجبيها بإستغراب شديد أن تتأثر رتيل بسهولة.
رتيل وعينيها مُحمَّرة بشدة : صح أنا غلطت بس هو بعد غلط
عبير : قلت لك من قبل ماتنفعون لبعض
رتيل : قهرني الله يقهره .... أستغفر الله .. الله لايوريني فيه مكروه
عبير أبتسمت
رتيل : ضايقني حيل كل ماحاولت أنسى الموضوع غصبا عني أتذكره
عبير : مو قلتي عشان هذاك اللي شافك
رتيل سكنت قليلا لتبكِي مرة أخرى : لو شفتيه كيف يناظرني كان راح يقرب مني بس ضربه عبدالعزيز وبعدها قتله ناصر .. ماهو راضي يروح من أحلامي .. أحسه موجود
عبير : أصلا الحرس منتشرين محد بيقدر يقرب إن شاء الله
رتيل : أنا ليه حبيته ؟ وش فيه زود ؟ يقهرني دايم ويستفزني و أسلوبه بايخ زيّه ؟ وش فيه عشان أحبه !
عبير : بتتعبين لو بتلومين نفسك عشانه
رتيل تمسح دموعها : مافيه شي ينحب أصلاً .. بس أنا غبية كنت عايشة حياتي لين هو جاه وخربط علي كل شي


,

أم ريـان : خير ؟
أبو ريان : شغل ضروري
أم ريان : وش هالشغل الضروري اللي يخليك تمشي الرياض الحين ؟
أبو ريان : ماعندي وقت أشرح لك !! لاجيت أقولك ..نزل للأسفل
أم ريان من خلفه : لآ يكون الجوهرة فيها شي ؟
أبو ريان : بسم الله عليها وش بيكون فيها .. يالله مع السلامة .. وخرجْ
أم ريان تمسك هاتفها لتطمئنْ
تُركي : وش فيه عبدالمحسن ؟
أم ريان : ماشي الرياض مدري وش عنده ياخوفي الجوهرة فيها شي
تُركي وأنقبض قلبه : الجوهرة !!
أم ريان : الحين أتصل عليها وأشوف وش صاير
تُركي ينظر إليها بترقُبْ
يرن .. مرةً و إثنتان .. وثالثة و عاشِرة و لا أحد يُجيبها
أم ريان : والله أني دارية صاير شي .. نبضاتِ الأم الخائِفة تزداد
تُركي بنظراتٍ مهزوزة , يحاول هو الآخر أن يُهدأ نبضاتِه
وأخيرًا أتاها صوت الجُوهرة المبحوح : ألو
أم ريان تنهَّدت براحة : وش فيك ؟
الجُوهرة لم تتوقع أن يُخبرها والدها : ولا شي
أم ريان : لا تكذبين عليّ أبوك ماشي الرياض وأسأله يقولي شغل ؟ انا قلبي قارصني
الجُوهرة وتحاول جاهدة أن تتزِّن بنبرتها : توني أدري منك
أم ريان : صدق ؟
الجوهرة : إيه يمه
أم ريان : طيب وش فيه صوتك ؟
الجوهرة : كنت نايمة
أم ريان بإطمئنان : وكيفك مع سلطان ؟
الجوهرة : بخير ... حيييل *غصَّت بِها*
أم ريان : الحمدلله , الله يهنيكم ويبعد عنكم كل شر
الجوهرة : اللهم آمين
تُركي ونظراتِه باتت مكسورة بهمساتْ أم ريانْ , و أنا ؟ كيف تهنى مع سلطان ؟ كيف تقدر ؟


,

أمام المرآة في الحمامْ , تُغسل وجهها ثلاثًا من الدمُوع , بكت كثيرًا اليومْ . . نظرت لعينيها المُحمَّرة , رفعت شعرها بإهمال تتعمَّد أن لا تتزين أمامه أو حتى تظهُر بمنظرٍ جيِّد , تنهَّدت على أفكارِها ستعرف كيفْ ترّد حقها , خرجت متوجِهة ليُوسفْ
يُوسف المنشغل بكتابة رسالة في هاتفه رفع عينه لها
مُهرة بإبتسامة
يُوسف وفعلا رفع حاجبه بإستغراب شديد
مُهرة جلست : بكلمك في موضوع
يُوسف وفعلا مصدُوم لدرجة أن الحديث لا يخرج من فمِه
مُهرة تضع كفَّها على كفِّه لتسحب الهاتف وتضعه على الطاولة : ممكن تسمعني شوي
يُوسف و لا صوت له
مُهرة : خلنا نبدأ صفحة جديدة
يوسف : نعم ؟
مُهرة : حاول تتقبلني وأنا بحاول أتقبلك
يُوسف ويشعر بالخبث الشديد في نبرتها , غير مصدقها أبدًا : وش اللي تبغين توصلين له ؟
مُهرة : أبغى أرتاح
يُوسف : لا تحاولين تلعبين وتكذبين علي
مُهرة أبتسمت بعينيْن يبدُو الحقدِ يحفُّها : ليه أكذب ؟ أنا صدق أبي أرتاح
يوسف تنهَّد وهو يقف : أحترمي حدودك و راح ترتاحين ... وخرجْ
مُهرة تمتمت : والله لأحرق قلبك زي ماحرقتوا قلبي


,

في آخرْ الليلْ – الساعة الثانية فجرًا –
نشَّف شعره المبلل وألتفت عليها , هدُوئها يُثير في داخله ألف شك و شك : الجوهرة
ألتفتت عليه بتوتِّر و عيناها مُحمَّرة ذات شحُوب
جلس بمقابلها : صار شي في غيابي ؟
الجوهرة : لأ , سلطان أبوي جاء الرياض
سلطان : حياه الله , ليه ماقالي ؟
الجوهرة : راح لعمي عبدالرحمن بس بكرا الصبح بيجي
سلطان : البيت بيته
الجوهرة : ينفع بكرا ماتداوم يعني فترة الصبح
سلطان : ليه ؟
الجوهرة : أبغى أقولك شي و أبوي بيكون موجود
سلطان أبتسم بإستغراب : وش اللي بتقولينه قدام أبوك ؟
الجُوهرة : بكرا أقولك بس إذا تقدر حاول لو على الأقل لين الساعة 10 وبعدها تروح
سلطان : عندي إشراف بكرا !
الجُوهرة : سلطان الله يخليك بس هالمرة
سلطان بخوف : وش صاير ؟
الجوهرة تبكِي مشتتة نظراتها
سلطان : وش ينطرني لين بكرا ؟ تكلمي
الجوهرة أجهشت ببكائها
سلطان ويقترب منها : الجوهرة
رفعت عينها الباكية له , لم أختنق مثل هذا اليوم ؟ لم أختنق من قبل هكذا ! سابِقًا كنت أختنق لأن لا حياة لِيْ لكن الآن أختنق لأن الحياة أقتربتْ منِّي فـ تركتُها .. آآآآآآه يا سلطان
سلطان سحبها لصدرِه , تشبثتْ بِه كطفلةٍ ضائِعة تائِهة , بكتْ على صدرِه حتى نزفْ أنفها , تلطخ قميصه بدمُوعها ودمائِها
سلطان وهو يُقبِّل رأسها هامسًا , يحاول أن يمتصْ حُزنها لكنها مُغلقة قلبها لا يستطيع أن يتسلل إليه
الجوهرة و يبدُو هذا آخر عناق بينهُم , يبدُو ذلك , تُريد أن تسرقْ شيئًا مِنه في هذا العناق , تُريد بشدة أن تحتفظ بشيءٍ مِنه , تشعُر بأن أيامها تنتهِي الآن ... لنقُل وداعًا أنيقة لقلبِك.
سلطان أبعدها قليلا وهو يرفعُ وجهها له وبعينيه ألف سؤال و سؤال
الجوهرة وهي تمسح دمُوعها بكفوفها المُتجمِدة : وصخت قميصك
سلطان : فداك , . . مسح دمُوعها بأصابعِه الأكثر برودة .. أرتعشت من لمستِه
أردف : مين مزعّلك ؟
الجوهرة ونظراتها تحكي أشياء كثيرة , أولها " أحبك " ثانيها " أحبك " ثالثها " أحبك " . . رابعًا " لآ أعرف أنطق أحبك "
سلطان أبتسم : أنا ما قلت لك أحسك بنتي ؟
الجوهرة ضحكت بين دمُوعها و أرتمت مرةً أخرى في حضنه وهي تستنشق عطره من عُنقه , تُريد أن تلتحِم معه إلى أن يأبى جسدها الإنسلاخْ مِنه , تُريد أن تنطق " أحبك " ولو لمرَّة .. تُريد أن تنطقها بشدة .. تتزاحم على طرف لسانها لكنها جبانة تُشبهها لا تخرُج.
هو يفهمْ جيدًا أنها تُريد إرسالْ شيئًا في عناقها هذا , لكن لا يستطيع فك شِفراتْ بُكائها .. يشعُر بضعفها بإنهزامها بحُزنها .. كل هذا يشعُر به ولا يعرف السبب .. ضائِع هوَ معها , دقاتْ قلبها يشعُر بِها و تتسلل إليه فيضانْ نبضاتِها الآن , أنفاسها الحارقة ماهي إلا ضُعف , لو أننِّي أمُّد بعضُ من القوة لكْ .. لو أنني بس !
أبتعدتْ قليلا عن حُضنه مُحمَّرة من إندفاعها له
سلطان يُقبِّلها بمعانِيْ كبيرة , هذا الوداع تشعُر بِه الجوهرة لكن سلطان يُخيِّل له أنه البداية , البداية هي نهاية الجوهرة.
الجوهرة تُغمِض عينيها لتعيشْ الحلمْ , يا حرُوف تسللي له .. أخبريه بـ " أحبك " إن عُقِد لسانِي و عجز أن ينطقها فأظهرِي أمام عينيه ليقرأها , أقرأني يا سلطان , أشتهِي ذاك اليوم الذي يقرأنِي فيه أحدًا , 7 سنوات لم يتجرأ أحدًا أن يقرأنِي أحدًا , 7 سنوات لم تُخرج من فمِي سوى " بخير " 7 سنوات عشتُ بالمنفى دُون حياة تُذكر , 7 سنواتْ كنت أنتظر الأمان بخطواتٍ متعثرة , 7 سنوات كُنت أراه أمامي أحاول الخلاصْ مِنه , كنت أنتظِر يومًا يختفِي فيه , 7 سنواتْ يا سلطان و أنا أجهلْ كيف أرمم نفسِي , كسرنِي و في قلبي شرخٌ عظيمْ.
سلطانْ ينقُل قُبلتِه لجبينها ليُدخِلها في صدرِه , رُبما قلبِي ينقل لك ماعجزتْ عن قوله , لو أُعيد تشكيلك من فرحْ و زهر لا يذبل .. لو أعرفْ مصدَر هالات الحزِن ؟ لو أشفِي أوجاعُك لو أعرف فقط أعرف.

,

عبدالعزيز وللتو رجَع بعد ليلةٍ قضاها مع ناصِر , أتجه لبيته , سقط نظره على الشُباك تذكَّرها عندما رقصَت , أبتسم من شياطينه .. تمتم : يالله أغفر لنا بس . . . دخل لبيتِه وبات تفكِيره تُسيطر عليه " رتيل " , نزع قميصه و مازال مشتتْ من فِكرة ماذا يفعل غدًا ؟ يتوقَّع ردة فِعل سلطان و بوسعود .. ستكُون ضربة قاسية لهُم ! يحاول التراجع لكن كل رغبته بأن تتم تمنعه , أبتسم من فكرة أن رُبما يُجن جنون سلطان و يعتلي القهر الشديد بوسعود .. ماذا يعني لو تصرفتُ ببعض الحقارة ؟ هم يتحملون و لستُ أنا !
شيء آخر يصرِخ به , يعرفُ هذا الصوت جيدًا , ضميره . . و والده ,

والِده : و الرجولة عمرها ماكانت بالضرب و اللي يضرب الحريم ذا ناقص
عبدالعزيز : بس بعد لازم تأدب بعضهم
والده : شيء واحد أحذر تسويه ! تضرب حرمة مالها ظهر غيرك
عبدالعزيز رفع حاجبه : لا تخاف زواجي على إيدك و أمي تختارها بعد
والده أبتسم : متى يجي ذاك اليوم بس
عبدالعزيز : تحمست أكثر مني هههههههههههههههههه
والده : أكيد ولدي الوحيد وبيتزوج
عبدالعزيز أبتسم : الله يبلغك زواج أحفادي بعد

يُغلق أزاريره بيجامته ناظِرًا للمرآة تغيَّر كثير منذ وفاتِهم , لم يتعوَّد منذ مراهقته أن يحلق شعر رأسه بأكمله أو حتَى يُخفف عوارِضه ويُثقِل سكسوكته . . أشياء كثيرة تغيَّرت في ملامحه , حتى ان عيناي أشعُر أنها تنكمش , تذبل , إبتسامتِي أصبحتْ تظهر للإستخاف فقط . . أسلُوبِ حديثي مع الغير مبنِي على القهر و الشدة . . . . غيَّرني المُوت.


,

رؤى : أنتِ كلمتيه بشيء؟
والدتها : لأ
رؤى : غريبة شكله غيّر رايه بالزواج لأنه يأجل
والدتها : أحسن لك
رؤى : كنتي موافقة ؟
والدتها : وليد مايصلح لك بس إذا تحبينه مقدر أمنعك
رؤى بنظرات إستغراب : يمه قلتي أنك موافقة
والدتها : ماقلت موافقة بالحرف الواحد
رؤى تبتعد ببعضِ خطواتٍ للخلف برهبة : إلا قلتي لي
والدتها : حبيبتي أنتي شكلك من كثر ماتفكرين بالموضوع يتهيأ لك
رؤى ودموعها تتجمَّع في محاجرها : إلا قلتي لي !! يمه قلتي لي أنا موافقة وماعندي أي إعتراض على وليد
والدتها : قلت بوافق عشانك بس ماني راضية عليه
رؤى وتبكِيْ وهي تضع كفوفها على رأسها : لا تقولين أنك ماقلتي لي
والدتها : يا روحي هذا طبيعي مو قالك الدكتور أنك ماتقدرين تحتفظين بالأشيياء كثير
رؤى : بس أنا أتذكّر قلتي لي والله
والدتها : لا حبيبتي
رؤى بإنهيار تام وبجنون تردد : قلتي لي ... إلا قلتي لي ..... ياربي .... ياربي رحمتك ... يمه تكفين تذكري يمكن ناسية
والدتها : أهدي خلاص ماهو مهم عادي موافقة ولا مو موافقة ماتفرق ! لاتكبرين الموضوع
رؤى وبشك , جنّ جنونها فعلا : اليوم رحت معه ؟ صح ؟
والدتها : ايه رحتي له
رؤى : وأمس ؟
والدتها : لأ
رؤى و زاد بُكائها : إلا رحت له وجلسنا نتكلم !! إلا يمه
والدتها : خلاص رحتي له
رؤى بصراخ : لآتستخفين فيني !!! يعني أنا ماأتذكر شي ؟
والدتها : فترة وتعدي
رؤى أتجهت لغرفتها وأقفلتها جيدًا , رمت نفسها على السرير تشعُر بشكوك في كل مايحدث حولها ! باتت تشك بعقلها ! هل هذا معقول ؟

ضباب لا ترى شيئًا , ضِحكاتْ مُنتشِرة و فُستان زفافْ أبيض . . وعينا قلبٍ تلمعُ بالدموع , هذه العينْ الأنثوية ؟ ليست أمي بالتأكيد . . يضجُّ بأذنها أصواتِهم . . الأصوات لا تمُوت حتى وإن عُصِفت بالغياب.
مسكت رأسها في محاولة لتذكِّر ملامحهم , لا تتذكر سوى مواقِف تجهلُ أشخاصُها . . تبكِي بضعفْ و قلة حيلة ,
أسماء تحُوم حولها " مقرن , عبدالعزيز , سلطان العيد , غادة , ناصر " من هؤلاء ؟ أريد أن أعرف صلة القرابة بينهم جميعًا
يتناثرُ فتات الذِكرى أمامي , وغير قادِره على جمعه . . غير قادرة يالله . . من يُرمم كسرِي سواك أنتْ . . ياربي ياحبيبي أسقني اللقيا . . . اللهم اللقيا بهم قبل الممات . . . أختنقْت برائِحة الذِكرى , .. عينيها تسلل إليها الخفاء لتتذكَّر أشياءٍ منسية.

الثلجْ مُغطيهم باكملهمْ . . وهي تُداعب أنفه لم تظهر ملامِحه بأكملها لها : أنتْ غيور لاتنكرْ . . *نظرت للكاميرا* أنا أحب نصوري حبيبي اللي عقله كل مايكبر يصغر
هو بغضب : أنا عقلي صغير ..
هي : ههههههههههههههه شوفوه عصّب هههههههههههههههههههه ماهو لايق عليك أبد هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هو : سكري الكاميرا لاأدخلها بعيونك الحين
هي بدلع : طيب إن ماسكرتها وش بتسوي ؟
هو : قلت بدخلها بعيونكْ
هي تقف بأطراف أصابعها على أقدامه حتى تصل له وكان يجب أن تُقبل خده ولكن طوله جعلها تقبّله قريبًا من شفتيه : آسفين ياجميل
هو أبتسم رغمًا عنه , تنظر لإبتسامتِه بحُبْ

صحت من إغماءتها و البُكاء مبللها , أريد أن اراه ؟ لو صورة ؟ فقط أريد أن أراه . . . بكتْ من رغبتها بأن تفهم من كانت تُحبه , " نصوري " ؟ يااااه . . أأنا أعيشْ حُبًا يُخفِيه قلبِي عن عقلي و ذاكرتي ؟ من ليس لديِه ماضِي لا يُبنى له مستقبلاً و لا حاضِرًا بهِ مُرحِبًا , أريد الرجوع إلى ماقبل الحادث ؟ أن أنظِر نظرةً أخيرة لأهلي , فقط نظرة واحِدة وللحظات .. أسرِق بعيني بعض ملامِحهم وأصبِّر قلبي في مِثل هذه اللحظات التي أمر بِها الآن , ليتني خطفتُ مِن ملامِحكُم شيئًا.

,

الساعة 8 صباحًا

الجُوهرة لم تنامْ , تُفكِّر بموعدٍ أقترب تخافه كثيرًا
سلطان يربط خيُوط حذاءه : إن شاء الله بجي الساعة 10 و أشوف أبوك
الجوهرة : طيب
سلطان وقف متنهِدًا وهو ينظر لوجهها الشاحِب : بحاول ماأتأخر
الجُوهرة : بحفظ الرحمنْ
سلطان يأخذ سلاحه و يضعه على خصره . . خرجْ تارِكًا الجوهرة في دواماتٍ من التردد , هل أخبره ؟ لكن والدِي أتى ؟ لا مجال للتراجع.


هي ساعة ونصفْ حتى وصل سلطانْ لمبنى عملِه.
في مكتبٍ كبير يبدُو فارغًا إلا من طاولة في المنتصف , جالسًا بها بوسعود و عبدالعزيز.
دخل سلطان : السلام
: وعليكم السلام والرحمة
سلطان يجلس بمقابلهم : بتروح للجوهي الحين ؟
عبدالعزيز : إيه
سلطان : لاتحاول تآخذ وتعطي معاه , نص ساعة لا تزيد .. أفهم بس وين راح يروح هو واللي معاه وأطلع
عبدالعزيز : طيب . . وقف
سلطان : لحظة . . وقف خلفه وهو يُخفِي أسفَل شماغ عبدالعزيز سماعاتٍ أُخرى
عبدالعزيز : واضحة ؟
سلطان : كِذا تمام
عبدالعزيز ينظر لنفسه بالمرآة ليتأكد من أنَّ كُل شيء مُرتَّب
سلطان : تذكّر نص ساعة بس
عبدالعزيز : إن شاء الله .. وخرجْ
سلطان و بوسعود توجهُوا لغرفة المراقبة
سلطان : بوريان جاي و ضروري أشوفه أمسك الإشراف عليهم اليوم وأنا أمسك الأرببعاء
بوسعود : تم

,

باريس * في العمَــلْ

أفنان : و كان خاطب أختي
ضي : أحسب يقرب لك
أفنان : لآ مايقرب لي بس أبوه يعرف عمِّي وعاد عن طريق عمي تعرَّف على أبوي
ضيْ و هُلكت من تعبئة بعض الأوراق : وطيب ليه فصخ خطوبته بأختك ؟
أفنان : مافيه نصيب هي ماأرتاحت و أنفصلوا بدون مشاكل
ضيْ : أووووف تعبت من هالأوراق !!
أفنان : عِندك عيال منه ؟
ضي : لأ أقولك ماأشوفه الا بالسنة كم مرة
أفنان : وكيف عايشة
ضي : زي مالخلق عايشيين , أنا عارفة عنده ظروف ومايقدر
أفنان : بس يعني مافكرتي تنفصلين ؟ يعني أنتي صغيرة وتقدرين تتزوجين واحد بعمرك
ضي : ليه ؟ تحسبينهم اللي بعمرنا كويسيين ؟ بالعكس داشرين ويجون يعقلونهم فينا
أفنان بإستغراب من طريقة تفكيرها : وش داشرين ؟ ماهم كلهم ! يعني اللي عمرهم كذا 26 أو 27 يكونون ناضجين
ضي : لأ أنا ماأحب البزارين أتزوجه عشان أربيه
أفنان : ههههههههههههههههههههههههههههه عمره 27 بزر !!
ضي : بعيوني بزر و أكيد مدلَّع , جيلنا مررة مدلّع ماهو زي قبل عشان أوافق على أبو 27
أفنان : طيب راضية تآخذين واحد بناته كبرك
ضي : إيه راضية دامني مرتاحة معه و هو مرتاح ! عادي
أفنان : مدري ماأتقبل أشوف زوجين كذا أحسَّه بنته ماهو زوجته
ضي : لأنك متعودة على زواج الصغار
أفنان : لآ الجوهرة أختي تزوجت واحد أكبر منها ب 12 سنة بس يعني هم غير
ضي : وليه غير ؟
أفنان : يعني لما تشوفينه تعطينه ببداية الثلاثينات مررة ماهو بعمره ؟ أكيد شفتي صوره .. سلطان بن بدر ؟
ضي وتجمدت في مكانها
أفنان أنتبهت : وش فيك ؟
ضي : وش يقرب لكم سلطان ؟
أفنان : زوج اختي
ضي شهقت : نععععععععععم
أفنان بتوتِّر : وش فيك ؟ زوجها
ضي : وش يقرب لكم عبدالرحمن آل متعب ؟
أفنان بإبتسامة بلهاء : عمِّي
ضي و تشعُر بالكون يتلفُّ حولها , دوَار و غثيانْ


,

على طاولة الطعامْ
عبير : أنتي حاولي تتجاهلينه ومع الأيام راح تنسين
رتيل تأكل بلا نفس : أكيد يهيني وأجيه بعد
عبير : مع أنك أنتي اللي غلطتي بالبداية
رتيل بإندفاع : بس يآكل تراب ومايقولي كذا
عبير : طيب خلاص سكري على الموضوع
رتيل بتحلطم : كذاااب
عبير : وش كذب فيه ؟
رتيل : لما طلع من المستشفى بيّن لي أنه مبسوط و كأنه طاير من الفرحة فيني وآخر شي يمثِّل علي
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههه من جدك مكلمته بعد ماطلع ؟
رتيل : هو اللي جاني ماهو أنا ! والله يا عبير أني مارحت له .. وحتى يوم بغيت أبعد عنه وأخليه خفت من أبوي قام وقف قدامي
عبير : خافي من الله قبل أبوي
رتيل : أحس ربي يعاقبني الحين
عبير : أكيد بيعاقبك الله يمهل ولا يهمل ! دامك غلطتي فـ لك جزاء يا في الدنيا أو في الآخرة !! والله عادل
رتيل تنهَّدت : أدري أني غلطت وأحاول أخشع بصلاتي عشان تنهاني عن الحرام بس وش أسوي ؟
عبير : قلت لك تجاهليه ولا كأنه موجود مع الأيام بتتكيفيين مع هالشيء ولاهو آخر واحد ! بكرا تتزوجين وتنسين طوايفه
رتيل بضحكة غابت عنها الأيام اللي فاتت أردفت : والله لو أني متزوجة الحين كان بنشغل بحُب زوجي بدل هالمعفن
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه صار معفن بعد
رتيل : فيني قهر لدرجة تخليني ودِّي أجيه و أعطيه كفّ يبرد حرتي
عبير : أحقريه و لا تكلمينه ولا بأي شي , وماهو لازم تطلعين برا بالحديقة ويشوفك ! وبتتعودين بكرا
رتيل : يحسبني ميتة عليه هو بس لو أنّه شين كان نسيته بساعة لكن حقير مزيون يعني وش أسوي في حياتي
عبير أنفجرت من الضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه رتيل خلاص مابقيتي شي من حسناتك
رتيل : صدق أتكلم أمانة لو أنه شين كان بسهولة تجاهلته بس أنّه مزيون وين أقدر أنساه
عبير : أصلا الجمال ماهو كل شي ! شوفي شخصيته مو قلتي أنه حقير , يعني بالذمة تعيشيين مع واحد حلو وشخصيته زبالة ولا واحد شين وشخصيته حلوة وتهبّل
رتيل : الجواب صعب
عبير : لا يكون مع اللي شخصيته زبالة !!
رتيل : يعني بصراحة أجلس أصبِّح على وجه حلو ولا وجه شين ؟ بس ممكن أعيد النظر لو كان شخص مملوح وعادِي
عبير : أنتي شفتي عبدالعزيز وقدستي جماله
رتيل : بتخيله شين عشان أكرهه
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههه الحكي معك ضايع
رتيل : طيب بقولك شي يعني أنا شاكة
عبير : وشو بعد ؟
رتيل : يوم كنت في مكتب أبوي ودخل ذاك وطالعني بنظرات يمه عبير لو تشوفينها تقولين ذا يبي يذبحك قام عبدالعزيز وضربه يعني تحسينه يغار
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههه لو أنا مكانك بيسوي نفس الشي
رتيل تأفأفت : يعني مافيه أمل ؟ حسبي الله بس
عبير : فاضي لك هو ؟
رتيل : أجل فجأة تحول لشخص ثاني ! مرة وش زينه ومرة تنصدمين من حقارته
سمعُوا خطوات الخادمة الآتية إليهم
رتيل برهبة لم تتخلى عنها , سقط مِنها كوب الحليبْ وتناثر الزجاج
عبير : بسم الله عليك , ترى البيت كله حرس محد يقدر يدخل


,

ريان : يعني بس كذا ؟
أم ريان : إيه يقول عنده شغل
ريان : الله يستر وش مهببة بنتك
أم ريان : وش قصدك ؟ تكلم عنها بأسلوب أحسن من هذا
ريان : وانا ماكذب ماضيها معروف
أم ريان بعصبية : ريااان !! أستح على وجهك ذي أختك
ريان : قلتي أبوي رايح لهم مستعجل أكيد فيه فضيحة وراها زين ماتجيك مطلقة من عند سلطان
أم ريان بغضب كبير : أسكت ولا كلمة !! مايجيب الفضايح إلا أنت ! أنهبلت على الآخر أجل تشك بأختك صدق ماعرفت أربي
ريَّان وقف : ماأعرف ليش تدافعون عنها ؟ .. أستغفر الله بس . .وخرجْ
أم ريان : أنهبل ماعاد في راسه عقل
تُركي : يمكن من خوفه يتكلم كذا
أم ريان : لآتجنني ياتركي أجل يشك في أخته
تُركي : وليه مايشك ؟
أم ريان : وأنت مثله بعد ؟
تركي : أنا أقول بس يمكن معه حق


,

منصُور : ههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي الكذب يجري في دمك
يُوسف متمدد على الكـنبة : قلت له أصلا أني من طرفك
منصور : لآ تفضحني عنده
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له تاريخ حياتك عشان يصدقني مابغى يأجر لنا الإستراحة , ماعلى تطلع فيزتي وأسافر بجلس أقابل هالجدران قلت لا والله أروح أكيِّف هناك ونعزم الشباب
هيفاء : والله ياحظكم إستراحات و عزايم وناس وعالم واحنا منثبرين
منصور : وش رايك بعد تروحين معنا الإستراحة ؟
هيفاء : والله طفشانة وأنت ماتقصر
منصور : أخاف صدق عشان أقص رجولك
هيفاء : لحول الواحد حتى مايتمنى أمنية
يوسف : تمنِّي وش تبين وأنا أجيبه لك كم عندنا هيفا
هيفاء : أحس بسخرية بس معليه نطوِّف
يوسف : صدق قولي وش تبين ؟
هيفاء : سفِّرني باريس ولا أمريكا عشان أروح ديزني لاند
يوسف : وش فيها الحكير لاند ؟
منصور : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هيفاء : لو يسمعونك والت ديزني ينتحرون أجل الحكير ؟
يوسف : طيب أمنية ثانية نقدر عليها
هيفاء : ودِّي أركب قارب وكذا والهوا يطيِّر شعري وأنبسط
يوسف : الحين صاير زحف للشرقية من أهل الرياض مستحلينها مانقدر نجيها
هيفاء : ومين قال الشرقية لا ودِّني برا ؟ ودني جزر المالديف
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه حاولي أنك ماتشطحين في خيالك
منصور : وتبين تطيريين شعرك بعد !! ناوية تنزعين شيلتك , أنتي من نظام الله موجود بس بالسعودية بس برا محنا مسلمين
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تجيبين لنفسك الكلام
هيفاء : بنص البحر محد يشوفنا أفصخ شيلتي
يوسف : طيب يالله قولي أمنية ثالثة خلنا نطقطق عليك
هيفاء : لآ والله ؟ صدق أتكلم
يوسف : طيب يالله قولي
هيفاء : آممممممم ودِّي يعني لاتزعلون أنتوا أخواني وكذا بس يعني حلم ماهو صدق .. ودِّي أدخل بار بس كذا أتفرج ماأشرب ولا شيء
منصور يرمي عليها علبة المناديل بقوة
هيفاء : قلت لكم حلم الواحد مايحلم بعد
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي خواتك دشروا
منصور : أنا ملاحظ
هيفاء : والله بس كذا بحس إحساس الأفلام يعني ماهو صدق
يوسف : إن شاء الله كل أحلامك راح تتحقق لا جاك فارس أحلامك
منصور : لا تفتح عيونها بس ههههههههههههههههه
يوسف : مفتحة وخالصة , خذها مني الحريم والله كلبات من تحت لتحت أعوذ بالله منهم ويجونك يسوون نفسهم مستحيات إن كيدهن عظيم ويايي لو تلمس أظفرها بكت وهي مكفخة أخوها
منصور ضحك وأردف : خبرة الله لايضرك
يوسف : أنت لأنك ماتجلس مع الخمَّة اللي بالإستراحة يجونك بس يسولفون عن حريمهم هههههههههههههههههههههههههه وأنا أتطمش أصير لهم فوزية الدريع على نصايحي
منصور : ماأحب أختلط مع ربعك يخي تجيني كآبة
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه شف على أنهم مايجي من وراهم منفعة وكل يوم طايحيين بمصيبة بس والله يوسعون الصدر على نياتهم
منصور : ويسولفون عن حريمهم عادي ؟ يالله الرجولة تبخرت
يوسف بعبط : يثقون في شوري
منصور : قسم بالله تضيعهم
يوسف : بس والله أني انصحهم بذمة وضمير
هيفاء : صادق منصور وش ذا يسولفون عن حريمهم قدامكم !! صدق ياخسارة الرجولة فيهم
يوسف ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وهو وراني صورتها بالعكس يشتكي , حرام بعد الرجَّال شقيان لازم أوسِّع عليه
دخل والدهم : إن شاء الله إجتماع خير
يوسف : على حسب نيتك
والده : أستغفر الله بس , الواحد هنا يدخل يقول اللهم أني أعوذ بِك من الخبث والخبائث
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ماشاء الله محدد العوارض اليوم
والده يبتسم وهو يمسح على خدِّه : رايح لحلاق تركي جديد
يوسف : ترى في جواسيس لأمي أحذر
هيفاء : أبوي أصلا مايقدر يعيش بدون أمي
بومنصور : صدقت بنتي
يوسف : شف يبه على حسب قناعاتي الواحد من حق نفسه عليه أنه يجدد شبابه يعني عادي تزوَّج والله أنا ماني معارض الشرع محللك 4
هيفاء شهقت : يا معفن أمك !!
يوسف : طيب أمي واحبها وأحب زوجة أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههه
منصور : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بدا التحشيش
يوسف يستعدل بجلسته : أنا مخطط أتزوج مسيار بعد
منصور : والله أني داري أنك راعي حريم
بومنصور : ذا اللي يسمونه نسونجي
يوسف : يخي الدنيا فانية وش يسوي الواحد ؟ يطلب رضا ربه وينبسط , بجلس أعيش في نكد ! وراه ؟ لا والله بتزوَّج وأمتع نفسي وحدة وثنتين و 10 بعد وإن شاء الله بالجنة أشوف الحور العين بعد
هيفاء : بصراحة طحت من عيني
يوسف بسخرية : رقيني تكفين إلا عيونك مقدر أطيح منها
هيفاء : من جدك !! أجل بس تفكر برغباتك
يوسف بإستهبال : الله عطاني جمال و مال و الله يخليني لنفسي رجَّال ويعتمد عليه لازم بعد أستغل كل شيء
بومنصور : هو يمهِّد عشان يقول بتزوج الثانية
يوسف : يافاهمني هههههههههههههههههههههه بالضبط أخطبوا لي
بومنصور : فيوزاتك ضربت
يوسف : وزيدي على مواصفاتي اللي ماترفضها أي بنت أني رومانسي
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كثِّر منها أنت وين والرومانسية وين
يوسف بطنازة : نتعلم من منصور
منصور : ترى بقلب عليك الحين
يوسف : هههههههههههههههههههههههه وش الرومانسية ؟ أحفظ كم قصيدة وأقولها لها وياعمري وياحبيبتي والخبلة ماتصدِّق وبتحط صورتي تحت مخدتها
هيفاء : ماتوا اللي يحطون تحت مخدتهم صور
يوسف : على هالطاري الله يقطعهم الشباب في الإستراحة جالسين ويدخل علينا واحد شايش ومتحمس يقول ياشباب بكرا بقابل خطيبتي وأبي أجيب لها هدية طبعا انا اكشخهم قمت تذكرت أفلام أبيض وأسود قلت له جيب لها دب أحمر وياليتني ماقلت له
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههه وش سوَّى ؟
يوسف : فضحني الله يفضح عدوَّه طبعا خطيبته بغت تتفل بوجهه على الهدية ولا لما تحركين الدب يقول آي لوف يو ويقوم يجينا يتحسب علي ويقول ضيعتني من يومها وهي تأجل بالزواج
أبو منصور : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
يوسف : مع أنه نيتي كانت طيبة بس والله ياهو عطاني دعوات لين قال بس
بومنصور : أنا ماقلت لك أبعد عنهم
يوسف : يبه ظالمهم صدق أنهم فاشلين داشرين ماوراهم شيء بس والله يونسون على الأقل قلوبهم بيضا
هيفاء : يخي عرفني على خواتهم خلني أوسع صدري بعد أنا
يوسف : دشيرة مقدر هههههههههههههههههههههههه لارجعت من السفر بمخمخ على موضوع الزواج والله المسيار دخل مخي
بومنصور : كم بتجلس ؟
يوسف : تقريبا أسبوعين
بومنصور : وبتآخذها معك
يوسف : لآتجلس عندكم
بومنصور : ليه ماتآخذها وتحاول تبعد عن هالجو
يوسف : مدري يبه حسستيني رايح شهر عسل , لا خلها سفرة شباب
بومنصور : ياخوفي من سفراتكم
يوسف : لا أصدقائي المحترمين مو حقين الجامعة
منصور وفهم قصده : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه
بومنصور : صدق بزر ماينقالك سالفة
يوسف يتقدم ليُقبِّل جبينه : وزينه أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
منصور ويوسف في موجات من الضحك لا تهدأ
هيفاء الغير فاهمة : وش فيكم ؟
بومنصور : والله أنكم ماتستحون وأنت الكبير أنهبلت معه بعد .. وخرج تارِكهُم
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أبوك الله يسلمك ماضيه بالجامعة يشرِّف

,

في مكتبْ الجُوهيْ.

عبدالعزيز : خلاص الشهر الجايْ
رائِد الجوهي : إن شاء الله تتسهل الأمور
عبدالعزيز : إن شاء الله
رائد : واضح أنه عبدالعزيز العيد ماهو موجود في السعودية
عبدالعزيز : وش دراك ؟
سلطان ويُحادثه : لا تسأله وقوم خلاص
رائد : بحثوا لي شكله جاء الرياض فترة ورجع لباريس
عبدالعزيز : بس اللي عرفته شي ثاني
في جِهةٍ أخرى
بوسعود : قاعد يهبب
سلطان بحدة : عبدالعزيز لا تعاند
عبدالعزيز يتجاهل الصوت الذي يضجُّ بإذنه
رائد : وش اللي عرفته ؟
عبدالعزيز : متزوج وحدة من بنات عبدالرحمن آل متعب
بوسعود و سلطان كانوا في صدمة وهم يسمعونْ و ينظرون للشاشة التي تصوِّر المكانْ.
رائد : غريبة عاد هو مايزوِّج أي أحد
عبدالعزيز : يصير ولد صديقهم
رائد : ووينهم الحين ؟
عبدالعزيز : مدري يمكن إلى الآن بالرياض أو طلعوا برا السعودية
بوسعود بعصبية يرمي السماعات على الطاولة
سلطان و يبدُو الضغط مرتفع الآن و سيمحي عبدالعزيز بغضبه إن لم يقتله بوسعود قبله من حديثه بهذه الصورة
عبدالعزيز بإبتسامة وكأنه يشعر بغضبهم هُناك
رائد : وش يظمن لي أنهم متزوجين ؟
عبدالعزيز : إذا عرفت بزواجهم بتبعد عن عبدالعزيز يعني ؟
رائد : لآ مو عن بس بعرف إذا متأكد أو لأ
عبدالعزيز : متزوجين و واثق 100 بالمية
رائد تنهَّد بضيق
عبدالعزيز : الزواج راح يمنعه عنك ؟ إذا تبي تقدر تجيه وتقرب منه
رائد : ماينفع ! كِذا بنتورط معه
عبدالعزيز وقف : على العموم سوّ اللي تبيه أهم شي تتم أعمالنا على خير , وخرج


,

جالِسة و رأسها على صدرِ والِدها : أشتقت لك
والدها : ماراح تريحيني وتقولين لي وش فيك ؟
الجوهرة : خل سلطان يجي ونحكي
والدها : يخص سلطان ؟
الجوهرة : يخصني أنا
والدها : طيب وشو ؟
الجوهرة ترفع رأسها لتبتسم : خلنا من هالموضوع لا جاء سلطان حكيت فيه , طمني وش أخبارك ؟
والدها : بخير الحمدلله ..
الجُوهرة : يبه تثق فيني
والدها بإبتسامة : أكيد أثق فيك
الجوهرة : يعني ريان و
والدها يُقاطعها : ريان في كل الناس يشك ماهو بس فيك ! ماعليك منه


,

فيضانُ يقتلعُ قلبِه , صرخاتُ من حوله تُثِير في نفسِه الكآبة و لا شيء سوى الكآبة.
إغماءة أو شبه إغماءة . . عينيها تنظُر إليه بدهشة . . ليست دهشةُ فرح , شيءٌ آخر
أخذ نفسًا عميقًا ولم يُلحقه زفيرًا لدقائِق طويلة , تنفس من جديد . . كيف أن الحياة برمشها قادِر أن يختفِي منها.
بلل ملامِحه بالماء وذكراها تخترقُه.

أستندت إلى الجدارْ , أولُ ليلةٍ تقضيها بعيدة عن أهلها أول ليلةٍ تنام بشقتِه بسبب الأجواء السيئة و عبدالعزيز الذي أجاد تغطية الموقف بأنها نائمة عنده بمدينةٍ أُخرى.
ناصِر يتوضأ : وش تفكرين فيه ؟
غادة : أول مرة أنام برا البيت
ناصِر : تتعودين
غادة : أتعود بعد العرس ماهو قبله
ناصر أبتسم بخبث : الله كاتبها وش نسوي
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أخاف من ثالثنا
ناصر وهو يلتفت إليها : مابينا ثالث !! الله راضي عنَّا إن شاء الله
غادة بسخرية : كثَّر الله خيرك طمنتني
ناصر : هههههههههههههههههههههههه , والله نامي وأرتاحي مانيب جاية يمِّك
غادة : أبغى بيجاما الجينز يضايقني
ناصر : فداك كل دولابي
غادة ضحكت ولحقته لغرفته
غادة : مايمديني ألبس لبسك ؟ .. يالله ناصر فوضوي مررة ليه مو مرتب ملابسك ؟
ناصر : أنتظر من خذا قلبي يرتبها
غادة أبتسمت وسحبتْ إحدى بيجاماته : بتطلع مرة مبهذلة عليّ بس يالله كلها يوم .. وين راح تنام ؟
ناصر : بالصالة وأنتي نامي هنا
غادة : لآ أنت نام هنا وأنا بنام الصالة عادي
ناصر : لا موصيني عزوز
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه موصيك تبعد ماقالك نام بالصالة
ناصر يُباغتها بقبلة على خدِّها : تصبحين على خير
غادة : وأنت من أهل الخيرْ

أكمل وضوءه مبتسمًا من ذكراها و قلبه يعتصِر حُزنًا , تِلك الليلة تحت سقفِ ثلُوج بارِيسْ و ركضِ المارة حتى يختبئوا عن الثلجْ , تِلك الأحوال الجوية كانت بركة له , لم ينام فيها من تفكيره بأنها نائمة على سريره الآن.


,


عيناها على السقفْ , رائِحته تخترقها . . . تُقبِّل وسادته وهي تحتضِنها , لم يأتِها النومْ متأملة فيما حولها , تجهلُ في أيّ غُرفةٍ هيْ لكن كُلْ شيء يحكيها عن حبٍ كبير تكُّنه لصاحِبها , بإبتسامةٍ غجرية تنظُرْ لتسريحةٍ ممتلئة بعطُوراتِه , قريبًا جدًا ستُشارِكه أيضًا , الفجرُ الأول بدا يتسلل لسماءِ بارِيس الغائِمة و الثلُوج لم تتوقف بعد , لم ينام هذا الأكيد ؟ رُبما يفكِر بي مثلما أنا أفكر به , ليس رُبما .. أنا متأكِدة من قلبِي و حدَّة الإحساسِ تُخبرنِيْ بـ عظيمِ حُبِه.

فتحت عينيها تنتفِض من ذِكرى ملتوية , باريس . . ثلوج . . غرفة مجهولة . . هذا ماأتذكَّرهُ من الحلم ؟ هل كُنت في باريس قبل الحادث ؟ , تنهَّدت بعُمق و صوتها يتحشرج بهذه الذِكرى الغامِضة لها , عينيها تنزفُ الدمُوع , و " ناصِر " يأتي إسمهُ , كان زوجي ؟ كيف كُنت في غرفة أحدٍ غيره أو ربما هو ؟ لكن لماذا أنام في غرفته لوحدِي ؟ هل هو زوجي أو تكذب أمي مرةً أُخرى ؟


,


جالِسًا يتأملُ بصورٍ لها لا تنتهِي أبدًا , غيابها مرّ لا يستسيغُ الحياة دُونها .. هل من الممكن أن تنثُر حُبِي بسهولة ؟ هل من الممكن ان تُخبر الجميع أنني اغتصبتها ؟ لم أغتصبها ؟ هي من أرادت ؟ حتى أنني نسيتُ تلك الليلة لا اتذكرُ مِنها شيئًا سوى بدايتها , لا اتذكر إن صرخت أو بكيت ؟ هي راضية بهذا الحُب ؟ انا واثق أنها تُحبِّني ؟ لمَ تُخفي عن الجميع ؟ لم تقبل بـ سلطان الآن ؟ سلطان لن يثق بِها ؟ سيرميها ؟ كيف لها قُدرة أن تلفُظ بالحقيقة بسهولة وأنا قلبِيْ يتحشرج يموت بمجرد التفكِير بها ؟ يا عذابِيْ أرحمِي قلبٍ يرى بِك الحياة . . سيتركك سلطان كما تركك من قبله ؟ لا أحد يسيرُ معك فوق الشوك سواي ؟ لا أحد يُحبك مثلي ؟ لا أحد له قُدرة أن يُضحى بهذه الحياة لأجلك سواي ؟ حتى والدِيْك من اولِ سقوطٍ لك سـ يُفارقونك ؟ أنا فقط من سأبقى معك .. أنا أحبك.


,

مُثبِته هاتِفها على إذنها تسمعه دُون أن تلفُظ شيئًا
هوَ : أنا آسف
عبير و نحنُ الإناثْ نشدُّ على شفتينا حتى نمنع نفسنا من البكاء ومع ذلك بـ زمِّنا هذا / ننهارْ.
هوَ : عبير
عبير بنبرةٍ جاهدت أن تتزن : أنسى عبير , أطلع من حياتي أطلع منها يا .. يا أنت
هوَ : ما أشتهي المنفى
عبير وبكلمته سقطتْ حصونها , دمُوعٍ تبللها تصِل لهاتِفها
خيَّم الصمتْ قليلاً حتى تكسُره عبير : إذا بختار بينك و بين رضا الله ؟ بترخص كثير في عيوني .. وين الله يوفقني ؟ قولي بس وين بنبسط ؟ أنا من عرفتك و ماأنام إلا وأنا أبكي !
هو : علمِّيني كيف أنساك ؟
عبير : علِّمني كيف أرتاح من هالهم ؟
هو : لا مِن دعيت على حُبك بالخلاصْ عاقبتنِي أقداري
عبير أغمضت عينيها وهي تأخذْ شهيقًا دُون زفير , كلماتِه على القلبِ الغائِر جدًا حامِضة , لن تضعف هذا مارددته كثيرًا وبصوتٍ مجروح : شفتْ فيك الحياة بس أستحي أصلِي وأنا أكلمك و أقابل ربي وأنا بهالصورة معك ! أبي أنساك أبيك تطلع من حياتي ! لا عاد ترسلي شيء , والله يغنيني بحلاله عن حرامه
هو : أبيك بدُون هالثالث
عبير : و أنا مقدر
هو : منتي بهالقوة
عبير : الله يقويني
هو : لا تضحكين على نفسك
عبير : من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
هو : والنعم بالله بس
عبير تُقاطعه : بس أنتهى كل شيء
هو : ماهو بسهولة تنهينه ؟
عبير وعيناها تسقُط على اللوحات , لا تسكُن دموعها مازالت تنهمِر بغزارة : وأنا أقدر
هو : و انا ماراح أتركك
عبير : لو سمحت أنت حتى إسمك ماكلفت نفسك تقوله لي ؟ مالك حق أبد تحاصرني من كل جهة ؟ أنت لو تحبني صدق ماجبتني بس عشان تشوفني وقهرتني ؟ أنت لو تحبني كان قلت إسمك أبسط شي على الأقل ؟ أنت لو تحبني مارضيت علي بالحرام ؟ أنت لو تحبني صدق مابكيتني ؟ أنت لو تحبني كان جيت عند أبوي ماهو عندي ؟ أنا غلطت بس أنت غلطك أكبر منِّي !! أنا بصحح هالغلط و بعد الله ماراح أكسر ظهر أبوي وحط هالشيء في بالك ! لا عاد تتصل لأن لحظتها راح أقول لأبوي وراح أبلغه عن كل شيء . . خل في بالي ذكرى حلوة عنك و بحاول أقول كِنت أحب شخص أجهله
هو : قلبك يعرفنِي وهذا يكفي
عبير : وعيني تجهلك
هو : قلبِك أوفى
عبير : لو تحبنِي أبعد عنِّي خلني أحاول أنساك !! لا تضيعني أكثر
هو : و أنا ؟
عبير بنبرةٍ مبكية : ماتت بِي الرُوح لا تحرقها أكثر
هو : بكُون جمبك دايْم
عبير أغلقته وهي ترتمي على السرير , تبكِي بشدة , تشعُر بالراحة فـ عذابُ أهوائها شديدُ عليها لكن بالمُقابل تحزن .. أول حُب بحياتها تجهله , نعم ! لكن ترى به حياةٍ منسيَّـة , لا يُصبِّرها سوى " وأما من خاف مقام ربّه، ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى "


,

دخل المبنَى وخطواتِه تتجه لمكتبْ سلطان يشعُر بعاصِفة ستأتيه الآن , بعضٌ من الخوفْ من ردة فعله بدأ ينتابِه و لكِن عزمِه بقهرهم تقوَى اكثر و أكثر , فتح باب المكتب ورفعُوا أعينهم عليه
عبدالعزيز : السلام
بوسعود بعصبية : ليه تسوي كذا ؟
عبدالعزيز بصمتْ
سلطان : وش سوينا لك عشان تسوي كذا ؟!!!! يعني أنا حتى ماني عارف كيف أكلمك ؟ عقلك كل ماله يصغر حتى ماني قادر أتفاهم معك !!
بوسعود بغضب كبير وأكبر من سلطان و هو يُشير إليه بسبابته : وش تبي توصله ؟ صدقني ماهو من صالحك تلعب بذيلك معنا
سلطان : ولا تقدر أصلاً والله ياعبدالعزيز أنت قاعد ترمي نفسك بالنار ولا أنت حاس
بوسعود بصرخة : صدقني محد بيندم غيرك
سلطان : تقسى على نفسك كثير وأنا برفع إيدي منك !!!! صدقني محد راح يقدر يحميك بعد الله غيرنا و محد بيخسر غيرك أنت
عبدالعزيز ببرود : و أنا أبي أندم و أبي أخسر و بعد أبي أقسى على نفسي
سلطان بعصبية : لو أفهِّم بزر بالإبتدائِي فهم يخي أستح شوف عمرك كم عشان تعاند كذا !!
عبدالعزيز تنهَّد متأفأفًا
بوسعود : تبغى تحمي نفسك بهالدناءة ؟
عبدالعزيز أبتسم : لو أبغى أحمي نفسي ماجلست معكم دقيقة , تذكَّر هالشي
بوسعود يقف ليقترب منه : وش تخطط له ؟
عبدالعزيز : اللي سمعته عند الجوهي ولا أنت وبناتك بتروحون فيها
بوسعود يُمسكه من ياقِة ثوبه و يبدُو هذه المرة أن بوسعود هو من يُريد ذبح عبدالعزيز بدلاً من سلطان
عبدالعزيز لم يُقاومه أو حتى يُدافع نفسه , لأنه ببساطة : والده الثاني.
سلطان أقترب منهم ليُفرِّقهم : يعني تبغى تجبرنا
عبدالعزيز بصمتْ
سلطان : منت بهالدناءة ياعبدالعزيز ولا تحاول تتقمّص شخصية ماهي لك
عبدالعزيز : أنا قلت اللي عندي
بوسعود مبتعِدًا أمامه سلطان الفاصِل عنه وعن عبدالعزيز : لاتحاول تقهرني في بناتي والله ياعبدالعزيز لأذوِّقك الجحيم في دنياه
سلطان : ماراح نزوجك ياعبدالعزيز !! أنسى هالموضوع
عبدالعزيز : أتصل على الجوهي بنفسك وبشّره
سلطان و غضبٌ كبير يشعر به الآن من تلاعب عبدالعزيز بِهم : يعني ؟
عبدالعزيز بهدُوء : مالكم إلا توافقون هذا الحل
سلطان يبتعد فعلا لو أقترب أكثر منه سيتهوَّر . . أسند ذراعه على الطاولة : أبي أعرف وش السبب اللي يخليك تفكِّر كذا ؟
عبدالعزيز بسخرية لاذعة : أفكِّر بالإستقرار
بوسعود يرفع عينه الغاضبه له
عبدالعزيز : ماقصَّرت أستضفتني في بيتك و عاملتني كأني ولدك لكن
بوسعود يقاطعه : و فيه ولد يتفنن بقهر أبوه
عبدالعزيز وفعلاً جوابه أحرجه ولكن تغلب على إحراجه بسهولة : و فيه أبو يضيِّق على ولده ؟
سلطان : وش تبي ؟ أطلب اللي تبيه لكن أبعد عن هالموضوع
عبدالعزيز : تقصد الزواج ؟ قلت لك أتصل على الجوهي وبلغه برفضك
سلطان بحدَّة : ماهي تربية سلطان العيد هذي !!
عبدالعزيز : تربيتكم ! عرفتوا تغيروني صح
بوسعود بنبرة هادئة بعد غضبٍ شديد : خسارة والله
عبدالعزيز وهو يعدِّل ياقة ثوبه ويُغلق أزاريره التي أنفتحت : هالفترة حسيتها سنين ضاع بها عُمري ! وضياعه ماهو رخيص عندي
سلطان : احنا ضيعناك ؟ ليه تفهم دايم بالمقلوب ليه ظنك فينا دايم سيء ؟ ليه تكفِّر بهالخبث ؟
عبدالعزيز بصمت ينظُر لسلطان
سلطان بغضب : كيف تفكِّر أنك قادر تهيننا بهالصورة ؟ ولا بخيالك تتزوج وحدة من بنات عبدالرحمن
عبدالعزيز : وأنا قلت لك تعرف جوال الجوهي ولا أعطيك اياه
بُوسعود يقترب من عبدالعزيز مرةً أخرى وبصوتٍ خافت : وش قلت لها يوم دخلوا جماعة عمَّار ؟
عبدالعزيز صُعق من السؤال , شعَر بفيضانٍ أسفَل أقدامِه تُجبره على الوقوف دُون ثباتْ
بوسعود بحدة : كلمتها ؟
عبدالعزيز : لأ
بوسعود : و تبيني أحسن ظني وأصدقك ولا أسيئه زيِّك وأقول أنك كذاب
عبدالعزيز مشتتْ نظراتِه : ماني مجنون عشان أقرِّب لوحدة من بناتك
بوسعود بعد صمتٍ لدقائِق طويلة : مين تبي ؟ الكبيرة ولا الصغيرة
عبدالعزيز يشعُر أنه يختبره بهذا السؤال : ليه تسألني ؟
بوسعود : مو قلت للجوهي أنك متزوج وحدة من بناتِي ! طيب حدد
عبدالعزيز : اللي تختارها أنت
بوسعود : يعني حتى ماتبي تختار ؟ كيف أأمن على وحدة من بناتي عندك وأنت كل يوم لك راي ؟ مرة معانا ومرة علينا ؟ كيف أعتبرك رجَّال يقدر يحميها
عبدالعزيز : زي ماأعتبرتني رجَّال يوم أرسلتني للجوهي
سلطان بإستغراب : عبدالرحمن ؟ أتركك منه بدا يهلوس
عبدالعزيز : لا تطمَّن ضميري ما مات
سلطان وبنظراتٍ ممتلئة بالغضب : وش تقصد ؟
عبدالعزيز : اللي تحس فيه هذا هو قصدي
سلطان أطال نظرِه وأردف : كثَّر الله من كرمك
بوسعود : زواج على ورق بس
سلطان وقف مرةً أُخرى : عبدالرحمن
بوسعود : لو أنك بس مفكِّر قبل لا تقول للجوهي كان ممكن أحترمك
عبدالعزيز ببرود : ماقصَّرت قدرت تحترمني فترة طويلة
بوسعود عاقِد الحاجبين متضايق جدًا : وطبعًا ماراح أقول لها شيء !! أنت بس اللي تعرف و إسم أنك زوجها وبس
عبدالعزيز : شروط ثانية ؟
بوسعود : ومايهمك أصلا مين راح تكون لكن تحلم ياعبدالعزيز تلمس طرف منها
عبدالعزيز ببرود آخر : وليه أحلم ؟ أنا قادِر
بوسعود بحدة : ماراح تنغفر غلطاتِك معي أبد


.
.



أنتهى – راح نوقِّف لأني بسافر –
بيكون البارت القادِم إن الله عطانا عُمر 24/7 الثلاثاء ()
و بنستمر برمضانْ إن شاء الله.

نقُول بدينا ندخل بأحداث جديدة , بكون سعيدة بتعليقاتكم ()

+ بشتاق لكمْ :"


لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه "


لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()

بحفظ الرحمنْ.





 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !  
قديم 25-07-12, 12:39 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

-


السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.


الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.




رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 33 )



الأمطارُ تهطل بشدة تكادُ تحفرُ بالطريق من قوتِها ، جلسا في مقاعِد إنتظار الباص المظللة ، تأفأفت من تبلل حجابها و سوادُ قدميها المُتسخة بفعل المشي ، هو الآخر أدخل كفوفه بجيب معطفه الأسود من شدة بردِه.
بحلطمة أردفت : خل أشوفها أقطعها بأسناني
عبدالعزيز وضِحكة تفلت مِنه : توبة اعطيها سيارتي
هديل : أصلا هالحمارة ذي رايحة مع ناصر بس كذا خذت سيارتك عسى سيارة تهفَّها وتفكنا منها ومن *تقلد صوتها* نصوري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه أستغفري بس
هديل بعصبية مُضحكة : خلني اتزوج والله والله لأطلع حرة طلعاتها مع ناصر بأسبوع وبتشوفون
عبدالعزيز وبمجرد أن ينطق حرفيْن يخرُج دخانًا أبيض بين شفتيه : على حسب اللي بيآخذك
هديل : دوِّر لي واحد من ربعك
عبدالعزيز : لو ماني بردان كان صقعتك بهالعمود *أشار لها بعينيه لعامُود الإنارة*
هديل بقهر تُقلد صوت غادة بإتقان مع بعض الدلع والميوعة في نبرتِها: ناصر عيوني وقلبي و حياتي و روحي و اكسجيني وبدونه ماأعرف أعيش يا عساه جحيمك يالكلبة
عبدالعزيز انفجر من الضِحك و أردف : ترى الدعاء مستجاب بالمطر لا تدعين عليها
هديل : ههههههههههههههههههههه قهرتني الله يقهر ابليس

أفاق من غيبوبة ذكراه وهو يسير بإتجاه المخرج لا يعرف الربط بين هديل ورتيل ولو أنَّ هديل أفضل بمراحل كثيرة من رتيل ولا وجه للمقارنة بينهُم ، نفث ذكراها و تفكيره ينصَّب لما فعله اليوم ، يشعُر بنارِ غضبهم من أعيُنهم ، يدرك فداحة تهوِّره و يدرك أيضًا المُصيبة التي أوقعُهم بها ، بعضُ من الحقد ينطفأ ولكن مع كل هذا : لم يرتاح.

بجهةِ أُخرى ، الغضب مُسيطر بين أحاديثهم
تنهَّد : أعرف كيف أقلب حقده عليه
سلطان : عقله مصدِّي يفكر بطريقة الحمار مايفكر فيها
بوسعود : مدري وش يبي يوصله في كل مرة يصدمني اكثر
سلطان بعصبية : ماهقيت سلطان الله يرحمه مدلعه كذا
بوسعود : بالعكس الله يرحمه كانت تربيته قاسية وحيل
سلطان : قهرني الله يقهر عدوَّه ! ناس لهم سنين ماقدروا يسوون اللي سواه وهو بـ كم يوم طلّع عيوني
بوسعود : جالس يأذي نفسه كثير حتى ماني عارف كيف اتصرف معه
سلطان : انت لا تعطيه وجه من البداية وتوافق ! خلَّه يآكل تراب وماعندنا زواج وصدقني ماراح يقدر يسوي شي
بوسعود : بس دخَّل الجوهي بالسالفة عرف يختار الوقت عشان يضغط علينا
سلطان : ذكاءه خبث قسم بالله
بوسعود : مستحيل فكَّر انه يحمي نفسه ، كذا الجوهي بيصرف نظره عنه وبيقطع الأمل انه ممكن عبدالعزيز يوقف ضدنا
سلطان : كان ممكن نبرهن للجوهي انه مستحيل عبدالعزيز يوقف ضدنا بطرق ثانية ماهو بطريقته اللي زي وجهه هالخيبة
بوسعود : كذا ولا كذا ماراح يعرف من تزوَّج ، وبخلي مقرن يدبِّر لنا فحص الزواج عشان يتم العقد
سلطان بإبتسامة رُغم مزاجه السئ : أتخيل شكله لو ماعرف منهي
بوسعود : دامه يبي يستلعن انا استلعن معه بعد
سلطان : مين الكبيرة ولا الصغيرة
بوسعود بـ حميمية الودّ مع سلطان : محتار سواءً عبير ولا رتيل إثنينتهم ماراح يعرفون ولا هو بيعرف لكن اخاف إذا عرفوا بأي طريقة
سلطان أبتسم من طاري رتيل : مهي بعيدة عن عز ابد
بوسعود وفهم من يقصد : كوبي بالتهور من عز
سلطان بتفكير عميق أردف : أنا أشوف رتيل بكلا الحالتين ممكن تتقبل الموضوع
بوسعود : بس عبير أنسب
سلطان : ممكن تكون ردة فعلها عنيفة لو عرفت
بوسعود : بس هي أقرب لي وأعرف كيف تفكر يعني ممكن تتقبل الموضوع إن عرفت انه مجرد ورق وإن شاء الله فترة وتعدِّي
سلطان بعد صمت لدقائق : ممكن !! ليتك تبعده عن بيتك مع اني ماأحسه وقح لهدرجة لكن ممكن يتقرب من بناتك
بوسعود : لا مستحيل يكون كذا ! دامه يصلي مع الإمام انا متطمن ، إذا هو عند عيني وماني قادر اسيطر عليه شلون لو يبعد !!
سلطان تنهَّد : المهم أنَّه هالمجنون مايعرف مين من بناتك والأكيد انهم ماراح يعرفون من طريقك

،

مُنذ أن أتت وهي تتجنبُ الحديثِ معها ، تجاوبها بإيجاز وتُنهي أيُّ بابٍ للنقاشِ تفتحه.
هي الأُخرى مُستغربة تصرفاتها في الساعات الأخيرة منذ ان علمت بأمر زواج اختها من سلطان وأمرُها في حيرة.

نشفت شعرها المُبلل بعد ما تقيأت في العمل بكثرة ، رفعت عينها على أفنان الواقفة بمقابلها
أفنان : عسى صرتي أحسن ؟
ضي هزت رأسها بالإيجاب دُون أن تنطق حرفًا
أفنان أمالت فمها بحيرة : طيب انا بحاول أنام ساعة على الأقل ، تمسين على خير .. ودخلتْ لغرفتها
ضي بخطواتِ سريعة توجهت لهاتفها و أرسلت رسالة " متى مافضيت كلمني "

،

أمام نافِذة تتصببُ ماءً و سماءٍ داكِنة ممتلئة بالغيم بين حرائرها شمسٌ غائبة ، باتت تشكُ في نفسِها بعد نفي والدتها لخروجها مع وليد و حديثها أيضًا ، تشعُر بأنها تتذكّرُ حقيقة وليس خيال ، دمعها لم يتوقف ينهمِر كـ مطرِ باريس الآن.
ترمشُ كثيرًا علَّها تُسقط أوجاعُها ، بحديثِ النفسِ تضيق نفسَها " رُبما حتى لا يُوجد شيءٌ إسمه عبدالعزيز أو سلطان العيد أو حتى غادة ، من الممكن أنني توهَّمت ، إن كنت فعلا لم أخرُج مع وليد إذن ناصر و عبدالعزيز و سلطان و غادة هُم وقعٌ من خيالي . . . أُمي مهما كان لن تُضايقني بتكذيبي لن تستطيع أن تجرحني . . أحيانًا أفتقِد أُمي و هي بجانبي "
قاطعها صوتُ هاتِفها ، أخذته لترُد على وليد بصوتٍ واضحٌ عليه الإجهادُ من بكائِها : ألُو
وليد : السلام عليكم
رؤى : وعليكم السلام والرحمة
وليد : وش فيه صوتك ؟
رؤى قاطعته بالسؤال : متى آخر مرة شفتك ؟
وليد : بالمطعم لما سألتيني كيف نفقد نفسنا
رؤى : أمي تقول اني ماطلعت معك هاليومين
وليد بإستغراب صمَت
رؤى بإختناق : ماني عارفة مين أصدِّق ! أكذب نفسي واصدق امي ولا وش أسوي ؟
وليد : متأكدة قالت لك كذا
رؤى بعصبية : حتى انت تشك فيني !!
وليد : مو قصدي بس
رؤى تُقاطعه : بنجَّن أصدِّق مين ولا مين
وليد : لاتكذبين نفسك
رؤى بنبرةٍ هادئة : طيب ليه تكذب عليّ
وليد : لا تزعلين من كلامي بس أمك تصرفاتها جدا غريبة أحسها تضرك اكثر من انها تنفعك
رؤى مُلتزمة الصمت
وليد يُكمل : و أنا ماني راضي أبد على علاقتنا هذي ، يارؤى فيه شي واحد أؤمن فيه أنه شي بالحرام ماينتهي بـ يُسِر لكن نقدر نقلب هالحرام حلال ، أبيك زوجتي أبي أستقر ويكون لي عايلة لكن أمك واقفة قدامي لا هي معطتني حق ولا باطل
رؤى و كأنَّ دمُوعها تسلكُ جوابًا.
وليد : مقرن إن كانه أبوك فهو حيّ أو ان كانت هويتك مزورة على اسمه فهذا شي ثاني
رؤى وقلبُها يتسارعُ بشدَّة ، ضعيفة جدًا و هزيلة.
وليد : أُمك لازم تعلمك بكل شي ! كيف اقدر اخطبك من مقرن ولا من مين بالضبط ؟ يا رؤى ماأبي أقسى بكلامي عليك لكن هذي الحقيقة امك تكذب كثير وفي كل شي تناقض نفسها
رؤى و تكاثُر الخيباتِ على جسدها الهزيل أماتَ الشعُور بِها ، لا ردة فعل حيال حديثه لا شي يصوِّر لها أبٌ حيّ تعيشُ اليتم دُونه . . . أجهلني و أجهلُ ما يُوجد يسار صدري.

،

في زحمة أفكارِه ، تضايق جدًا و جدًا - الدناءةُ تتسلل إليه بسلاسة ، بين أُصبعيه سيجارة و كفِّه الاُخرى مُثبتة الهاتف على إذنِه : طلع متزوج بنته . . . . لا ماينفع أبد . . ماأبغى ادخل نفسي بمتاهة يكفيني اللي انا فيه أخلص أموري مع صالح وساعتها افكر بعبدالعزيز . . . . . . إيه . . . لا صفقة ضخمة إن شاء الله نآخذ منه السيولة عشان نعرف نوقف الكلب واللي معه . . إيه أكيد . . . . . *دفن سيجارته على طاولة مكتبه المطلي بالفخامة* نعمممممم . . كيف كيف ؟ لحظة وش يطلع ؟ . . . . كان مع عمَّار ؟ . . . . . . . . . . . إيه وبعدها ؟ . . . حسبي الله . . . . . إيه كمِّل . . يعني كان يتجسس على مخططات عمَّار منه ؟ . . . والحين وين راح ؟ . . . . . . . . إيه يقولون سافر ومعاه بنته ! . . وانا كنت متأمل فيه لكن طلع معاهم وشكلهم غاسلين مخه بعد !! . . . . . . . بعرف كيف يتزوج بنت الحمار الثاني . . أنت شف أبحث لي بالموضوع . . . . . . الحين مشغول مع صالح نبي تتم صفقتنا بدون مشاكل . . .

بجهةٍ أُخرى
أمام شاشة عرضٍ متوسطة الحجم بجانبها شاشة تكبرها كثيرُا ، تبدُو الغرفة مجمَّعِ شاشاتٍ متفاوتة الأحجام تُحيطها من كل زاوية من كاميرات المُراقبة.
متعب أنزل السماعة السودا الضيِّقة من أذنيه : عرفوا بموضوع عبدالعزيز مع عمار
أحمد يحك جبهته بقلق : اليوم شكلهم معصبين بعد سالفة عبدالعزيز والله لو أقولهم الحين بيدفنوني
متعب تنهَّد وهو ينظر من خلف الزجاج خرُوج سلطان : نقولهم بكرا
أحمد : المصيبة إن عرف شكل عبدالعزيز تراه ماأتغير أبد اذا اللي كانوا مع عمار عرفوه يوم اعتدوا على البيت وكان بيروح فيها عشان موت راشد
متعب : المشكلة باللوك هذا صاير فيه شبه تقريبا مع صالح اللي اصلا ماشافه الجوهي لكن لو شاف صورة عبدالعزيز بيوضح انه صالح هو عزيز !
أحمد وينظُر أيضًا لبوسعود الخارج من مكتب سلطان و غارق في شاشة جوالِه : عساهم يروقون بكرا مالي خلق يطلعون حرتهم فينا
متعب أبتسم : هذا اللي هامك
أحمد : بوسعود أتحمله لكن بو بدر لا والله لا عصب ماأحب احاكيه بأي شي يجلس يمسخرني قدام الكل
متعب : مالنا دخل بكرا نقوله وهو كيفه يروح يعصب على عبدالعزيز
أحمد : هههههههههههههههههه دام عبدالعزيز ماعليه خوف ماشاء الله يقدر يراددهم بكيفه

،

في سيارتِه مُثبت السماعة بإذنه ويُحادث ناصِر : وبس هذا اللي صار
ناصر : لحظة خلني أستوعب
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه والله شعور أنك حقير حلو
ناصر : من جدك !! أنهبلت ! أتحدى اذا كنت مبسوط الحين
عبدالعزيز : يعني مقطعتني الوناسة من قبل على الأقل اوقفهم عند حدهم زي مامنعني من العلاقات هذا انا اجبرته على علاقة ومع بنته بعد
ناصر بإستهزاء : كفو والله انك رجَّال الله لايضرك
عبدالعزيز : انا ماقلت لك عشان تتطنز
ناصر : لأن حركتك جدا دنيئة و أسمح لي عزوز حركتك ماتطلع من رجَّال
عبدالعزيز تنهَّد وهو يقف عند الإشارة
ناصر : يعني كيف تجبره ؟ هذا هو بيقهرك وماراح تعرف مين ! وش أستفدت بس إسم انك زوج بنته ؟ طيب أي بنت ؟ ماتعرف ولا راح تعرف
عبدالعزيز : مايقدر يخبي عليّ بقراه بالعقد
ناصر : حتى هي ماراح تعرف لأن بوسعود اللي بيوقع !
عبدالعزيز : مايهمني تعرف ولا ماتعرف
ناصر : وفرضًا قدروا يخبون اسمها وش بتسوي ؟
عبدالعزيز وشعُور بالقهر من الآن بدا يتسلل إليه : مستحيل
ناصر : انا اقولك افرض
عبدالعزيز : أستغفر الله ماهو موفقني ابد
ناصر : من فعايلك ، أركد و لا تحط في بالك سلطان ولا بوسعود ولا مدري مين ! حط في بالك إسم السعودية و ديرتك واتركهم ماعليك منهم خلهم يسوون اللي يبونه اهم شي تنفِّذ أوامرهم لمصلحة هالوطن لا تفكِّر انها لمصلحتهم وكل شي يتسهَّل ، كلها فترة و ارجع باريس ما جاك من الرياض الا الشقا
عبدالعزيز : وأنت ؟
ناصر : أرجع باريس وبطلب نقل لفرعنا هناك
عبدالعزيز : بديت أفكِّر أنهي هالشي واستقر بباريس زي قبل بعيد عن هالزحمة والقلق
ناصر ويريد أن يُلطف جوَّه : ماهي شينة اثير
عبدالعزيز ضحك بوضع مزاجه المتدحرج للأسفل : ههههههههههههههههههههههههههه أبد ماعندي مانع تكون زوجتي
ناصر : لو أنك مهجِّد شياطينك على الأقل تحبك وين تلقى بس
عبدالعزيز يستدير لشارِع قصرِ بوسعود : ماتعجبني حياة الفري واختلاطها و كلهم أصدقائها وماأعرف وشو هذا زميلي وهذا مثل أخوي
ناصر : أنت وش يعجبك أصلاً !!
عبدالعزيز : هذا اللي ناقص بعد أتزوج وحدة تطق حنك مع اللي يسوى واللي مايسوى
ناصر : أشوى تطمنت أنك للحين عزوز اللي أعرفه
عبدالعزيز : هههههههههههه لهدرجة !! من زمان تعرف رايي بالحريم وش بيغيره
ناصر : مدري عنك ماعاد نعرف لتصرفاتك
عبدالعزيز : بس قناعاتي ماتتغير ! عُمرها الرخيصة ماتكبر في عيني

،

ماذا تُريد الجوهرة من والدها ؟ هل ستُخبره ؟ كيف ستُخبره ؟ و هل سيكُون بحضور سلطان ؟ مستحيل أن تتجرأ ؟ هي جبانة لا تقوى على الحديث حتى مع ذاتِها ؟ لن تصبر أكثر و لا أحد سيُصدقها ! لن يشك واحِد بالمية عبدالمحسن بيْ ، لن يستطيع حتى التفكير بطريقة الجوهرة ! هي المُذنبة وليس أنا ! أما سلطان لم يُعرف أبدًا بـ حنيَّتِه .. قاسي على الجميع كيف سـ يُصدقها او حتى يُشفق عليها لن يحاول حتى لمجرد المحاولة أن يُصدق ما ستقوله ، أنا واثق أمامهم لن تستطع أن تواصل الحديث لو فعلا خططت بإخبارِهم ، الآن يجب أن أختفي عن أنظارِهم ، جوازي بحوزة عبدالمحسن ولو أخبرته سـ يشك بالأمر ! رحلة مؤقتة عِند مسفر لجدة قد تُجدي نفعًا.
فتح دولابِه ليُجهِّز شنطة متوسط الحجم وضع بعض الملابس الضرورية بإستعجال ، أرتدى ثوبِه والشماغ على كتفِه ، أغلق أزارير ثوبه أمام المرآة ، ملامحُه بِها شبه كبير من عبير ، رُغم هذا و ماحصَل إلا أنَّ معزةُ رتيل و عبير مازالت تزداد في يسارِه و الشوق لهُما يكبر أيضًا.

،

بُوسعُود ما إن رأى رسالتِها حتى أتصل وأتاهُ صوتها الناعم : الُو
عبدالرحمن : مساء الخير
ضي : مساء الناس القاطعة
عبدالرحمن : أنا قاطِع ؟
ضي : اللي مايفرحني بشوفته 5 شهور قاطع
عبدالرحمن : وقتي ماهو بإيدي
ضي : وشوقي بعد ماهو بإيدي
عبدالرحمن : تشتاق لك الجنة
ضي : آمين ويَّاك ، إيه قولي وش أخبارك ؟
عبدالرحمن : بخير أنتي بشريني عنك ؟ وكيف الشغل
ضي : من أول يوم واضح انه مُتعب مرة
عبدالرحمن : أهم شي تشغلين وقتك ، كيف السكن ؟
ضي : ماشي حاله و اللي معي حبوبة
عبدالرحمن : لا تثقين بأي أحد بسرعة
ضي : تطمن من هالناحية
عبدالرحمن : مين اللي معك ؟ إسم ابوها أوعايلتها
ضي بتوتر كبير أردفت : مدري يعني ماسألتها
عبدالرحمن بإستنكار : معك وما تعرفينها ؟
ضي أرتبكت فـ ألتزمت الصمتْ
عبدالرحمن : ناقصك شي ؟
ضي : حبيبي ماتقصِّر ... بتجي باريس هالفترة ؟
عبدالرحمن : مدري يمكن نجي ماهو أكيد عشان الشغل بس بناتي بيكونون معاي
ضي : على هالطاري شلونها رتيل الحين ؟
عبدالرحمن : الحمدلله نفسيتها صارت احسن
ضي : الحمدلله وعبير ؟
عبدالرحمن : الحمدلله ماعليهم
بعد صمتٍ لثواني طويلة ، أردفت ضي : أحس بوحدة فظيعة يعني لو يومين تجي هنا
عبدالرحمن بتنهيدة : مقدر يايبه حتى وقت لنفسي وبناتي ماني لاقي
ضي بضيق : ماني عبير ولا رتيل عشان تقولي يايبه
عبدالرحمن بضحكة طويلة يعرف عقدة ضي جيدًا ، أردف : حقك علينا
ضي : زين سمعنا هالضحكة
عبدالرحمن : لأني متضايق وطلعت لي مصيبة فمزاجي مش ولا بد
ضي : سلامتك من الضيق ، وش صاير ؟
عبدالرحمن : شغل ماينتهي
ضي : دبِّر لك إجازة تغيِّر جو و ترتاح و سلطان ماراح يقصر يمسك عنك يومين
عبدالرحمن : مقدر
ضي بعد صمت لثواني طويلة : لا تعيِّشني بوحدة مرة ثانية يكفي اللي مضى
عبدالرحمن يُثبت بكتفه الهاتف و يُشغل سيارته : إحنا وش أتفقنا ؟
ضي وتحاول أن تتزن بنبرتها التي توشك على البُكاء : أنا ماأتذمَّر ولا أقولك أضغط على نفسك لكن حسسني أني مهمة بحياتِك
عبدالرحمن يُسند ظهره و تنهيدةٍ أُخرى يطلقها بصمتْ
ضي مع صمتِه رمشت عينها فـ بكت ، أردفت : لو ماأرسلت لك المسج مافكرت حتى تكلمني
عبدالرحمن يستمِع لعتابِها بهدُوء
ضي : بعد كل اللي شفته عوضتني فترة وبعدها أهملت حتى نفسك عشان شغلك اللي مايخلص وبناتك و أشياء كثيرة تنشغل فيها وتنسى نفسك و تنساني
عبدالرحمن : خلصتي ؟
ضي ونبرتها تُشاركها البُكاء برجفة : مالي حق اعاتبك ولا اقولك شي ، آسفة نسيت مين أنا !
عبدالرحمن : لاحول ولا قوة إلا بالله واضح انه نفسيتك ماهي تمام وقاعدة تفرغين
ضي ببكاء : ليه تبخل عليّ ؟
عبدالرحمن : قلت لك مليون مرة أنه وقتي ماهو بإيدي
ضي بصمت و بُكاءها هو مايصل لـ بو سعود.
عبدالرحمن : ضي
ضي بنبرةٍ مقهورة : تعاملني كأني ولا شي !!
عبدالرحمن : مين قال انك ولاشي ؟
ضي : افعالك اللي تقول ، كان ممكن تخلق لك مية طريقة بهالخمس شهور عشان تشوفني
عبدالرحمن : متى ماهديتي كلميني
ضي : انا هادية بس
عبدالرحمن يُقاطعها بحدة : لا بس ولا شي !
ضي : حرام أفضفض لك عن اللي مضايقني ؟ اذا حرام خلاص كلمني كل 5 شهور *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية على حالها*
عبدالرحمن ألتزم الصمت فـ غضبه من عبدالعزيز الذي يكاد يسكن هاج مرةٍ أُخرى بضغط ضي عليه و تكاثر مزاجه السيء من ضي و عبدالعزيز أيضًا
ضي : متضايقة من كل شي ..*بتردد* عبدالرحمن قول لبناتك
عبدالرحمن بغضب : نعممم !!
ضي برجاء : أنا متأكدة انهم ماراح يعارضون
عبدالرحمن : وانا خايف منهم عشان يعارضون ولا مايعارضون ؟ عندي أكثر من سبب وانتي عارفته كويِّس
ضي : طيب حس فيني والله تعبت حتى من نفسي ، مافيه أحد اعرفه ولا احد اكلمه ! حط نفسك بمكاني تمر شهور ماأنطق فيها حرف مع احد !!
عبدالرحمن ببرود : صادقي اللي معك بالشقة
ضي : الشرهة علي متصلة ابي أسمع صوتك وأرتاح وزدتها عليّ
عبدالرحمن بجفاء : مع السلامة
ضي أنهارت ببكائها و هي تضغط على زر إنهاء الإتصال ، عندما تفقد خياراتِها من هذه الحيَاة ، عندما تُفقِد مُسمى " عائِلة " ، حين يُشطب إسمها من لفظِ " عائِلة " ، لا شيء يستحق هُنا الحياة ! لا أب لا أم لا أخ لا إبن ولا حتى زوج يُعوِض الفُقد الذي صابها ، يعوِّض خريفُ عمرها الممتلىء بالغياب ، عبدالرحمن رُغم أفعاله إلا أنَّهُ يبقى الرجل الوحيد الـ أُحب و الرجُل الوحيد الذي لن أستطيع الإنسلاخُ مِنه ، يبقى الحبيب مهما حدث.

،

التوتُر يعتليها ، قلبٌ يهبِط بشدة على صدرها الرقيق ، نبضاتُها تخدش هدوئها ، تعدُّ اللحظات ، ماذا يعني لو علمت بموعِد الوفاة ؟ يا أنتِ غدًا يومُ مقتلك كيف لي أن أتصرف ؟ لن يأخذني سلطان بالأحضان و لن يبتسم أبي لي و كأنه وقعٌ من الجنون يستطيعُ تصديقه ! كيف أُخبره عن أخيه ؟ لو علِم عمي عبدالرحمن كيف سينظُر ليْ ! الطلاق هو مايحكيه منطقي ولكن قلبي يعضُّ أصابعه بـ ندم كيف بسهولة أنجذبت نحو سلطان ، رأيته أبي و أخي و حبيبي و أشياءُ أخرى لا تُحكى ، كل هذا كانت عيناي تقُوله ، كانت عيناي تتقرب منه وقلبي يُعينها ! أما أفعالي تنبذه تحاول البُعد .. أنا أحبه.
أبو ريان : تأخر سلطان !
الجوهرة : إن شاء الله يجي بدري
ابو ريان : لأن ماجبت شي معاي ماأقدر أجلس يوم ثاني
الجوهرة أبتسمت بقلق ، تشعُر بالدوار بمجرد أن تحكي له
رفعت عينها للباب الذي ينفتح ، بمجرد دخوله و إبتسامته الشاحبة ترفرف الدمعُ على هدبها
سلطان يُسلِّم بحرارة على والد الجوهرة : أعذرني صارت لنا مشكلة وتأخرت
بوريان : ولا يهمك
سلطان : شلونك ؟ وشلون الأهل
بوريان : الحمدلله كلهم بخير أنت بشرنا عنك
سلطان بتنهيدة : الحمدلله .. جلس يُريد أن يتنفس براحة و مازال بقايا الغضبْ على ملامِحه
بوريان بإبتسامة : هذا زوجك وجاء وش اللي تبين تقولينه
سلطان وعينه على الجوهرة : من أمس ومنشغل بالي ، عساه خير
الجوهرة و كلمة " زوجك " يرددها قلبها ، نبضاتُها فوق الحد الطبيعي و الخطير أيضًا ، تكاد تغصّ في أكسجينها
واضح جدا غضب سلطان حتى لو حاول يُخفيه بإبتسامته هذه
بوريان : تكلمي يا عيني
الجوهرة مُرتبكة جدًا ، دماء تنزل من أنفها حارقة من تلخبُط دقاتِ قلبها ، أخذت منديلا : اعذروني شوي
بوريان بخوف وهو ينظر لدمائِها
الجوهرة و تأخذ نفسًا عميقا لتردف : آآآ .. أبي أقولكم موضوع صار من زمان بس لازم تعرفونه
سلطان الهادئ يُراقب هبوط صدرها و إرتفاعه المُخيف و عينٌ أخرى تراقب عينها المُرتجفة
بوريان : نسمعك ياقلبي ، خايفة من وشو ؟
الجوهرة الواقفة امامهم ، بدأت فكوكها تصطدم ببعض لترتبك حروفها و تكثُر تأتأتها : كان مفروض ينقال من زمان لكن *بدأت دموعها هُنا بالسقوط والإنهمار*
بوريان وقف يُريد ان يقترب منها ولكن الجوهرة قاطعت إقترابه : يبه أسمعني للأخير ، بكون بخير لا حكيت لكم
سلطان ومازال مُحافظ على هدوئه ينتظرها تتحدَّث
الجوهرة و هذا الأمر المهوِّل لها ينزف معه انفها و دموعها و ربكةُ حروفها و نبضاتٍ مُتعالية ودوارٌ يُهاجم دماغها .. و أشياء مُتعبة يبِّح معها صوتها فقط لتُخبرهم بما حدث بالماضي ، عيناها على والدها ، الآن في نوبة بُكاء بمجرد أن رأت تقاويس عينيه المُهتمة لها
سلطان و عقله متوقف لا يُفكر بشيء ، بصوتٍ هادئ : الجوهرة
رفعت وجهها المُحمَّر من البُكاء و تجمع الدم بٍه
سلطان : منتي مضطرة تقولين شي
الجوهرة أغمضت عينيها و هي تقُول : لازم تعرفون
بوريان : طيب أجلسي أرتاحي وش هالموضوع اللي ملخبطك كذا
الجوهرة مازالت واقفة : ممكن بس ما تقاطعوني أتركوني أحكي وأرتاح
و قلبها يعتصر من الألم ، أيُّ جرأةٍ غبية في نظرها سلكتها ؟ ليتني كنت صامتة و لا عذاب اللقاءِ هذا
كل هذه السنين هيِّنة جدًا ولا هذا اليوم
كيف ألفظها ؟ لساني لم يعتاد على كلمةٍ مكونة من 6 حروف " إغتصاب "
7 سنوات ابلعُ هذه الكلمة ، 7 سنوات اتجاهل حروفها ، 7 سنوات ألُجم بهذه الحروف ، 7 سنوات كيف أنطقها الآن ؟
7 سنوات أشهقُ بأنفاسِ حارقة تُدعى " إغتصاب " كيف أزفرها الآن ؟
لم أعتادُ أن أخرج السواد في زفيري ؟ لم أعتاد أبدًا على البُوح ؟
قوةٌ أشعُر بها بجناحيّ قلبي تُلقب بـ " رحمة الله "
يالجوهرة أنطقيها ، أنطقيها يا رُوحي ، أخبري ما أختبئ بقلبِك سنوات ! أخبري الأعيُن المنتظرة كيف الصبر كتم أنفاسي ليلا و سلب راحتي نهارًا ، أخبريهم كيف كان لون الإختناق وشكله.
بُكاء بل نهرًا على ملامِح مُحمَّرة الآن.
مازالا يحترمان رغبتها ، صامتان لا ينطقان بشيء.
يُراقبان تفاصيلها الباكية ، الوالد يخشى على إبنته من الموت في هذا الموضع بعد ما رأى شُّحَّ إبتسامتها و بُكائِها ، مُصيبة آتية هذا ما يتوقعُه قلبِه.
اما الآخر .. أما الزوج .. أما الحبيب ...... يخشى الحقيقة و . . . نقطة على السطِر.
تمسح الدماء التي لا تتوقف ، تمسحها من جهة لتنزف مرةَّ أُخرى.
بنبرةٍ موجعة : كيف أقولها ؟ .... أنفاسها تتصاعدُ بخوفٍ منهما ، أنفاسها تُشعرهم بأنَّ المُصيبة موجعة جدًا.
بعينيْن ماطرة يُحيطها هالاتٌ حمراء : أنا ... ياربي .. *أخفضت رأسها و يديها تتشابك في طرفِ بلوزتها* أنا ... اللهم كن معي ..*دُعائها يُربكهما*
يارب يارب ... *وعيناها الهاربتان من سلطان تسقط عليه وبسقوطها تنهارُ بمطرٍ لا يهدأ*
أكملت و الدموع تُكمل سيرها لتختلط بالدماء : ياربي .. يامُعين .. *تصادمت فكوكها لتُردف* كيف أقولها ياربي
بوريان برحمةٍ على حالها : يارُوحي وش اللي كيف تقولينه
الجوهرة عضت شفتها السُفلية بقوة لتنزف هي الأخرى
الزوج المُنتظِر عقد حاجبيه من منظر دمائِها ، أيُّ حقيقةٍ تُوجع هذه ، لا نريد معرفتها مادامت تهلكها لهذا الحد
الجوهرة تُقاوم ، كل هذا البُكاء و حُمرة الدماء و إنهيارُ عِرقها و دقاتُّ قلبها .. قادرة برحمةٍ من الله أن تتجاوز كل هذا
غصةُّ بلسانها ليست قادرة على بلعها ولا حتى تقيؤها ؟ كيف تنطق ؟ علِّمني النطق يا خاطِف اللونَ من قلبي ؟
أنظارُها على سلطان و حكايةٌ تُخبرها عينها ،
بنفسٍ عميق : لما رحت الرياض و تركتوني عشان دراستي بثالث ثانوي
بوريان : إيه مع ريان
بوجع : و تركي
بوريان : ايه تركي بعد
الجوهرة : في ذيك الليلة . . . آآآ . . *أغمضت عينيها لا تُريد الرؤية أبدًا لا تُريد أن ترى إنكسار والدها ، مُوجعة جدًا أن ينكسر ظهرُ والدها بسببها و آآآآه من خيبة سلطان و وجعه*
تُكمل والكلماتُ ترجف : مقدرت أتكلم كل هالسنين ، مقدرت لأني خفت .. خفت من أشياء كثيرة ، خفت عليك يبه وخفت منك و خفت من كلام الناس ، بس الحين مقدر أسكت لأني ..............*عيناها تستديرُ لسلطان* لأني ... لأني تزوجت و لازم أبني حياتي من جديد و لأن سلطان ما يستاهل أني أبدى حياتي معاه بهالصورة
بوريان الجاهل عن ماذا تتكلم و سلطان العارف بتفاصيل ما تقُول.
سلطان بمُقاطعة حادة : ما شكِيت لك
الجوهرة : أتركني اكمل
سلطان وقف وبنبرة الغضب : لا مايصير تقولين لأبوك هالحكي
الجوهرة : سلطان واللي يخليك لازم يعرف
سلطان بحدة : الجوهرة
بوريان : منتي مجبورة تقولين أشياء صارت وانتهت كلنا نخطي بس نبدأ من جديد دام لنا رب غفور
الجوهرة ببكاء الضُعف وصوتها يختفي شيئًا فـ شيء : بس أتركوني أكمل
سلطان بغضب لم يستطع ان يسيطر عليه : أنتهى الموضوع
الجوهرة بإنكسار تترجاه : دقيقة
سلطان والغضب يُبصر من عينه : ماكنت متوقع اني مرعبك لهدرجة !!!
الجوهرة و خيبةٍ أُخرى : منت مرعبني أنا .. أنا يا سلطان .. نبضُها يخدش الحروف من بين شفتيها في هذه اللحظات
تراجعت عدة خطوات للخلف و بنبرةٍ قطعت بها حسرةٍ علقتْ من 7 سنوات و هذه ثامن سنة لن أكملها أبدًا و الغصاتُ تنتظر ماءٌ طال إنتظاره ، أرضي اليابسة لم يعُد ينفع معها ماءً ، جاء وقتُ آخر جاء وقتٌ تموت به الأرض أو تحيا ، أختار يا قلبي إما حياةً او موتْ ، فـ سُقيا الصدقات لا تُجدي نفعًا : في نوفمبر 2005 أنا . . أنا ماني ..
بمنظرٍ ينحني الجميعُ لأجله شفقةٍ على حالها وهي تضع كلتا كفيَّها على أذنيها و مُغمضة عيناها ، تنطق بحروفٍ سريعة : ضيَّعني تركي ... رجعت للخلف أكثر لتتعثر بعتبات الدرج وتسقط على الدرجة السابعة.
فتحت عيناها ، تنظر لوالدها الغير فاهم ، الغير مُصدق
بوريان بنبرةٍ خافتة : ضيِّعك بأيش ؟
الجوهرة و عيناها غارقتان بدموعٍ مالحة تمُّر على دمائِها الحامضة و ملامُحها المختنقة تنطق : سـ سـ .. سلط .. ماهو أول *وكأنها ركضت مسافةً طويلة حتى أن الإرهاق والإجهاد واضح بين كلماتها التي تأتي متقطعة* .. ماهو أول ... رجَّال .... *لم تُكمل لم تتجرأ أن تكمل أبدًا*
والدها و غصَّ بـ ريقه و هو يستنتج " الشرف " و ملامحها تخنقه أكثر .. كيف لعقله أن يُصدِّق هذا الجنون ، أخي ، أبني الآخر ، تركي ، مستحيل ! ! كيف أستوعب ! كيف تُنطق ! و انا بمجرد طيف التفكير تحشرج بها صوتي ، تُركي ! هل أنا أحلم أم ماذا ؟ إبنتي مع تُركي ؟ أم تُركي دلَّها على طريقٍ فاسد !
عقلي متوقف .. متوفي , تُركي !!!
الآخر ، أيّ جمودٍ يتصف به الآن ؟ أيُّ برود يخنقه ليجعله واقفًا ! كيف يقف و هو يسمع بضياعِ الشرف ! كيف ضاع ؟ كيف يتزوَّج بإمرأةٍ أضاعت شرفها ؟ أيُّ منطق يقبلُ بهذا الزواج ! أيُّ عقلٍ يحكم عليه أن يصدقها ، هذا السبب ، هذا ما كان يقف عائقًا ، أيُّ إستغفالٍ لسعني ؟ أيٌّ غباءٍ أشعر به الآن ! أيُّ كرهٍ أحمله لكِ يا خائنة.
والدها بنبرة شك : شرفك ؟
الجوهرة و بإنهيار تام و إن كان هناك درجة فوق التام فهي تقف على قمتها وبنبرةٍ موجعة مرتبكة : تحرش فيني .. والله مالي ذنب .. والله يبه *تُردد الحلف بقهر المظلومين *
إنكسارٍ يطعنُ بظهره ، أخيه ؟ أختنق الدمُّ في قمةِ رأسه ، أنحنى ظهره و عيناه على الأرض ، جنون ما يسمعُ بِه ، جنون ... جنون يا عبدالمحسن ؟ تُركي لا يفعلها ، تركي قائِمًا مُصلي لا يتحرش بإبنتي ؟ و أبنتي حافظة القرآن كيف تتحرش بِه كيف تقودها قدميها للحرام ؟ زنا أم إغتصاب أم ماذا ؟ قُل لي زنا و أقتلني و قل لي إغتصاب و أنحرني.
سلطان و لم يتمنى الإختفاء أبدًا كما يتمنى الآن الزوال من هذا الجنون ، أغمض عينيه يُحاول التصديق ، يحاول أن يحكم غضبه يحاول أن يسقط السلاح بعيدًا عن خصره قبل ان يُفرغه برأسٍ هذه الإمرأة !!
الجوهرة الساقطة على عتبات الدرج و قطراتُ دماءٍ حولها و عيناها المكسورة تترجى : والله
بخطواتٍ غير مفهومة ، يقترب منها
صعدت بقلةٍ حيلة درجاتٍ أخرى للأعلى ، عينا سلطان تُرعبها الآن
تجاهل وجود والدها تجاهل هذا العالم بأكمله ، تجاهل حتى عقله والمنطق ! ما يشعُر به الآن لن تهدئِه كلمات ولا حلفها ! مايشعُر بِه الآن هلاك و هلاكٌ عظيم يحفُّ سلطان.
و الموتُ يُدني منها ، أبتعدت أكثر وهي تتعثر أكثر بالدرجات و دمائُها تنزف بتكاثُر.
وقف أمامه ، إنَّ قتلَ إبنتي على يدِك لن أرضاه ، أجعل مُهمة إلمام هذا الشرف لي ؟ أجعل هذا الغضبْ لي .. أترك أبنتي فإن قتلها على يدِك مُحال.
الجوهرة وسيقانها لا تُساعدها على الوقوفْ
سلطان : أبعِد عن طريقي
بوريان : أتركها و الطلاق زي ماتبي يصير
سلطان وبراكين تثور الآن و بنبرةٍ مصممة : أبعد عن طريقي
بوريان ورُغم هذا يخدعُ نفسه بقوله : اللي حفظت كتابه ماتهين حدوده
سلطان بصمت يُرعب بقايا العزَّةِ في نفسِ الجُوهرة و يُضجُّ ببقايا كرامةٍ على ملامح عبدالمحسن.
بوريان : طلقها و أستر على خلقه الله يستر عليك
سلطان مازال صامت و فاجعتُه أستهلكت قوةُ لسانِه
ألتفت بوريان على إبنته وبعينٍ كُسِرتْ و أُخرى تُعاتبها غير مصدِّقة ، بنبرةٍ حادة : روحي جيبي عباتِك
سلطان يقطعُ سيرها للأعلى بصوتٍ حاد غاضب .. أيضًا مُوجع : مالك طلعة من هنا
بوريان وعينه التي تجهل نوايا سلطان ، بصوتٍ مُتعب ينبأ عن غضبٍ كبير : سلطان أرحمنا الله يرحمك ! ماعاد بي حيل أكثر
الجوهرة وتنظُر لألوانِ حديثهم كيف أنَّ لا أحدٍ يُصدقها ، و عين سلطان ذات حديث يُرعبها !
بوريان : ماعرفنا نربِّي لا تكسر ظهورنا اكثر
الجوهرة بكلمة والدها خانتها أقدامها لتسقط على ركبتيها تجهشُ بدموعها
أخيه و إبنته ، لا طاقة تستوعب مايحدث الآن
سلطان بغضب كبير ، بإنكسار فظيع ، بقهر و آآآه من قهر الرجال ، أيُّ رجولةٍ ترخص بعينه وهو لا يفعل شيئًا أمام مُصيبته و بنبرةٍ حادَة : ما يخلص الحساب كذا !! أبعد واللي يرحم شيبك
تقدَّم للجوهرة ومسكها من زندَها تكادُ أصابع سلطان تنحفِر بجسدها من شدَّة مسكِها ، لا أعصاب تملكها تتحمل كل هذا ، نفسها يقِف ! صدرُها من الهبُوط توقف ! كل شيء يسكن و يهدأ من الخوف وهي بين ذراعيّ سلطان.
ينظُر لهما بإنكسَار ، يحمي من ؟ هل يحمي الضياع ؟ أم يحمي إبنته من سلطان ؟ أيُّ مصيبة أتت منك يالجوهرة ؟ أي عقلٍ يُجبرني على تصديقك ؟ خذلتي الطُهر قبل أن تخذلي والدِك ! لو يتقطعُ لحم جسدِك بأصابع سلطان فهذا أقل ما تستحقيه ؟ أيُّ عقاب سيرحمك ؟ . . . تُركي هو من سأتأكد منه والله إنَّ كان مثلما تقُول الجوهرة والله وبالله ليذوق الجحيم في دُنياه ، بتفكيرِ المقهُور أُغمى عليه أو رُبما شيئًا آخر.
أيُّ رحمةٍ تنزل على الجوهرة تجعل سلطان يصرُف نظره عنها قليلا ، أي ألمٍ يزلزل قلب الجوهرة و هي تنظر لوالدها ؟ أيُّ موتٍ تشعُر بِه روحها ؟ أيُّ قلبٍ يتحمل ؟ ايُّ قلب !
سلطان ينحني لـ بو ريان ، يحاول أن يُسعفه بما يعرف ، نبضُه ضعيف هذا ما وضح له ، وبقوةٍ حمل بوريان بين ذراعيه ! وأيّ عقلِ يُصدق جسدٍ خفَّ وزنه ؟ المقهور ضعِفَ و كأنه مات نسبيًا حتى يحمله سلطان الآن.
شهقت بكلمة " يُبـه " كُسِر غصنها ، لأولِ مرة تُبصر الحياة بعد سنوات في ظُلمةِ قبر تُركي ، و هذه الحياة أوجعت رُوحها و نبضها و كل تفاصيها أوجعت والدها.
تسحَّبت إلى أن دخلت غُرفتها ، تُريد السجادةِ الآن ، ارتدت جلالِها القريب منها و لم تقوى الوقوف فـ سجدت
في سجُودِها تنزف دمًا و بكاءً و حياةً.
تبكي بإنهيارِ العينيْن الراجية ، هل ما رأتهُ للتو حقيقة ! نطقت تكلمت قالت أخبرت ... كل هذا ! لساني تحدَّث بِه ، بالحقيقة خسرتُ سلطان و بعضٌ من أبي غادرني ، خسرتُ الطُهر بأعيْنهُم ، شيءٌ يصبِر هولي شيءٌ يقُول لي " ما دام الخالق راضي سيرضى خلقه عليْ " أو أنا أكذبُ على نفسي ، رحمةٌ من الله تُصبرني و دُون الله كدتُ أن أموت و أنا الفظُ إسمه ، يالله مُنكسرة ضعيفة أحتاجُ لُطفك وَ رحمتك.
رُغم أن لا أحد صدَّقها ، رُغم الضياع رُغم أنَّ سُلطان شعرت بأنه يُريد قتلها ! رُغم أن والدها هوَى ساقِطًا ، رُغم كل هذا أنا نفضتُ يدي من حياةٍ تجمعني مع سلطان و من رحمةٍ تُقربني لوالدِي ..... أحسن خاتمتي يارب ولا تُحملني ما لاطاقة لي.

،
في طرِيقه بالسيارة ، قَد بعِد عن الشرقية جُزءً لا بأس بِه
مسفر : أبشِر غرفتك جاهزة بس أنت نوِّرنا وخلنا نشوفك
تُركي : يمكن أطوِّل يعني مدري على حسب
مسفر : الشقة شقتك الله يصلحك
تُركي : ماتقصر حبيبي تسلم
مسفر : درب السلامة
تُركي : بحفظ الرحمن ... وأغلقه.
لم يتصل عبدالمحسن إلى الآن ؟ رُبما تُريد إخبارهُم بشيءٍ آخر . . تنهَّد بضيق وهو يفكِر بأيِّ طريقةٍ سيعرُف هل تحدثت لهم بما يخشاه أو تحدثت بأمرٍ مُختلف ؟ أُريد حلاً لأعرف ماذا يحصل في بيتِ سلطان الآن.

،

في مساءٍ مُتأخِر.

تُحضّر طاولة الطعامْ ؛ أمتلأت الأطباق بما صنعتْ ، رتبت جوًا جيدًا لبدايةٍ صحيحة ، دخلت للحمام لتتحمم و تُزيل رائِحة الطبخ من جسدِها ، أنتهت بـ 10 دقائق لتسأل نفسها ، ماذا أرتدي ؟
هذا السؤال بعثر قوّاها ، بتنهيدة فتحت الدولاب ؟ لن أتراجع عن ما أُخطِطُ له . . أرتدت قميصُ نومٍ ناعم باللون البصلي ، يبدُو ساتِرًا طويلاً ، وقفت أمام المرآة ، لم يراها مطلقًا بلمحة مكياج أو حتى شعرُها يترنم على كتفيْها ! نشفت شعرها بالإستشوار و بنعومة سقط على كتفِها ، كحَّلت عينيها بالسوادْ ، بعضُ الماسكرا لتتراقص رمُوشها ، و شفاهٌ بلونٍ هادىء يميلُ للزهرِي ، نظرة أخيرة لشكلِها و هذه النظرة تسربتْ للباب الذي يُفتَح ويُبشِّر بدخولِه ، وقعت عينها بعينه من المرآة ، ألتفتت عليه.
يحاول ان يُصدِّق بأنها فعلا هي أمامه ، الصورة العنيفة التي في باله لن تُكسر بسهولة ، أول مرةٍ يراها كـ " أنثى " ، أيُّ جمالٍ تملك ؟ تقاسيمُ ملامِحها تكفي بأنّ أنجذب نحوِها ، عيناها مازالت مُصيبة والله إنها فاتنة !
مُهرة بإبتسامة : مساء الخير
يُوسف : مساء النُور
مُهرة و التوتر يتبيَّنُ بإرتفاعِ صدرِها وهبُوطِه
يُوسف يتأمل الطعام : تسلم إيدك
مُهرة وبربكة كلماتها : الله يسلمك
يُوسف وضع مفاتِيحه على الطاولة و هو ينزع كبك كُمِّه
مُهرة ولم تتوقع أن ترتبِك بهذه الصُورة أمامه ، أردفت بنبرة مُتزِنة وهي ترقُد كفوفها على طرف الطاولة : يُوسف
يُوسف ألتفت وبعينِه يستمع إليها
مُهرة تبتسم وهي تقترِب منه ، يبدُو الشياطين تُرافقها : بنسى كل اللي صار وكيف صار وكل شيء وبحاول قد ما أقدر أكون واضحة وياك ، نبدأ صفحة جديدة وكل اللي مضى تجاهله وإن شاء الله تتغيَّر أفكارك عني
يُوسف ويشعُر بأنه حقير وهو يقترب من الضحك لكن حبس ضِحكته وأبتسم دون أن ينطق حرفًا
مُهرة : إيه وش قلت ؟
يُوسف و نظراتِه تسيرُ من أسفَلِ قدميها حتى رأسها ، هذه النظرات كفيلة بأن تُحرق جِلد مُهرة بحرارة الخجل.
أردف : وشو ؟
مُهرة : قلت ننسى اللي صار
يُوسف : انا اصلا ماأتذكر أشياء تكدرني فتطمني من هالناحية
... جلس ورُغم أنه ليس بجائِع إلا أنَّ منظر الطعام شهي ولذيذ جدًا لبطنه
مُهرة تجلس بمقابله ، ستتعب فعلاً في إمالته لطرفها حتى أنها لا تشعُر بأي نظرة إعجاب في شكلها و كأنها ترتدي قُطنًا رديئًا لا يجذب حتَى أسوأ الرجالِ ذوقًا ، تنهَّدت وهي تتأمل طريقته المُرتبة في الأكِل ، يُشبه أُختيه في طريقته ، كم تُمقِته و تمُقت أخيه الآخر ، حقدها يزداد في كُل لحظة ، لايغيب عن بالِها أبدًا انها فقَدت وطنًا بأكمله عندما سمعِت خبر مقتل اخيها ! كان هو بمثابة الصديق والأب ، كسرها موتِه و كسر قلبها ردة فِعل والدتها ، تشعُر بعظيم حزن أمها بأبنِها الغالي و تعي جيدًا أنها أرادت وطنًا آخر لإبنتها ولكن أخطأت الإختيار.
يُوسف يرفع عينه لها ولا يُحب أحدًا يتأمله بهذه الصورة أثناء أكله : ناسية شي بوجهي
مُهرة ألتزمت الصمت وهي تشتت نظراتها بعيدًا عنه
يُوسف : أول مرة أنتبه انه عندك غمازة من كثر ما تضحكين مالمحتها *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
مُهرة تُدرك أن على خدها الأيمن غمازة بسيطة لا تكاد تُرى حتى عندما تبتسم ولكن تتضح كثيرا في ضحكها النادر : إن شاء الله تعوِّدني على الضحك
يُوسف ولا تعاملٌ حسن مع الناعِمة : لا يكون تتمصلحين عشان السفرة
مُهرة وكأن ماءً باردًا أنزل عليها من طريقة تفكيره
يوسف : هههههههههههههه دُعابة لا تنهارين بس
مُهرة تبتسم مُجاملة وفي داخلها " يا ثقل دمك "
يُوسف يشرب من العصير ويردف : على العموم العشاء حلو مع اني ماأحب الأشياء الثقيلة قبل النوم حاولي تسألين وش أحب عشان ماتتعبين نفسك على الفاضي
مُهرة : إن شاء الله
يُوسف يتجه لحمام غُرفتِه ، دقائِق حتى تجاهلها بكلمتِه : تصبحين على خير
مُهرة وعيناها تسير معه لدولابِه ، أيُّ تجاهلٍ منه تراه الآن ؟ ولم يُعبرها حتَّى !! " الشرهة على اللي متزينة عشانك ومحضرة العشا ولا أنت فلافل وتخب عليك " *قالتها في نفسها و تسخرُ من حالها معه*

،

في مكتبه و ساعةٌ من الليل مُتأخِرة
بُوسعود يحجز من حاسُوبِه رحلة إلى " بـاريس "
مقرن : وش تحجز ؟
بُوسعود : لباريس المشكلة مافيه عودة إلا بعد أسبوع يعني بجلس اسبوع هناك
مقرن : شف ترانزيت
بوسعود : شيَّكت مالقيت رحلات
مقرن : ضروري مررة ؟
بوسعود : عشان ضي
مقرن : والبنات ؟
بوسعود : معتمد عليك
مقرن : أكيد مايبي لها كلام قصدي أنك ماراح تآخذهم معك ؟
بوسعود : مجنون آخذهم معي
مقرن : قلت لبو بدر ؟
بوسعود : بكرا بقوله دام الجوهي راكِد هاليومين
مقرن وقف : على خير إن شاء الله ، يالله تصبح على خير ..
بُوسعود يؤكد حجزه ويغلق اللابْ تُوب الخاص بِه ، أغلق درُوجه جيدًا ، وخرج مُتبِعًا مقرن.

،

بضحكةٍ طفولية أو بمعنى أصح فرحةٍ عظيمة ، شعُور تنحني بِه الكلماتُ عاجِزة عن وصفِه ، كفوفها البيضاء تُعانق بطنها المنتفِخ ، صفةُ أسنانها العُليا تُرى بإبتسامتِها نورًا لا ينطفأ ، تكاد تبكي من هذا الشعور الجميل ، بنبرةٍ تتراقص : منصور تعال
غارق في أوراقٍ جلبها من الشركة ليُكملها هنا ، لم يرفع عينه : هممممم
نجلاء : تعال بسرعة
ألتفت عليها : وشو ؟
نجلاء بعفوية : أخاف لا وقفت يوقِّف حركة
منصور أبتسم وهو يضع القلم على المكتب ، تقدَّم إليها ليجلس بجانبها
مسكت كفِّه اليُمنى ووضعتها على بطنِها : حبيب أمه يرفس
منصُور: وش ذا ماأحس بشي
نجلاء : لحظة الحين يتحرك
منصُور وبعد ثواني طويلة شعَر بِه ، ضحك من فرحتِه ، نشوة من السعادة تُرفرف بِه ، شعُور غريب ينتابه ! شعُور لا وصف له ولكن يتذيله شيء يُدعى " أبوَّة " ، الشوق هاج مرةٌ أُخرى لأن يرى طِفله ، يُفكِّر كيف سيحمله ؟ كيف سيربيه ؟ من سيُشبه ؟ كيف سيكون بالمستقبل ؟ أيُّ تخصص سيميل إليه ؟ إيُّ شخصية ستُرى بِه ؟ .. أسئلة عفوية كثيرة تداعب عقله.

،

تكوَّرت حول نفسِها على السرير ، تنتظر خبرًا يُطمئِنها بقلةِ حيلة ، تُغمض عينيها ثواني فـ تفتحها مُرتعبة ، تنظر لـ عينيْ تُركي الآن ، أنقبض قلبها و كأنها تسقط من أعالي الجحيم و هي تراه . . في قلبها تُوهم نفسها بأنه خيال ، وهم لا تريد تصديقه ، أغمضت عينيها مرةٌ أُخرى لتفتحها برُعب من رؤية تُركي أمامها وقريبٌ جدًا جدًا ، جسدِها مُقيَّد لا تستطيع الفرار أو حتى الحركة ، قلبها يتسارعُ نبضِه ، أتى ليقتلها ؟ فـ كما هانت عليه حدود الله في المرةٍ الأولى قادِر على التهاون بـ حدِ القتل !! شرقت بأنفاسها ، تبكي حُرقةً ، يبدو ثابتًا جامدًا ولكن عيناه ترمش حقدًا ، تمدُّ ذراعها ! " أُريد النهاية ، سئمتُ الوقوف في المنتصف " ، بتصاعُد أنفاسها يضيقُ قلبها أكثر ، يقترب بخطوةٍ و أُخرى . . يجلس على السرير بجانب رأسها ، ترمش عيناهُ الآن بكاءً ، " آآآآآآآآه " لفظتها الجوهرة فهي كسيرةٌ الآن غير قادرة على الحركة أو حتى الكلام ، عظامها تذوب لا تحميها أبدًا.
تُركي ينحني برأسه لـ رأسها.
هي و كأنَّ أحدًا يُعذبها بالسياطٍ ، تحاول نطق حرف واحد ولكن لا حول لها ولا قوَة.
يُقبلها وَ الدماء من أنفه تسيلُ مِنه ، لطخها بدمائِه الفاسِدة ، هي مرةٌ أُخرى تتحركُ يُمنةً ويسره وهذا ماتستطيعُ فِعله لتقاوِمه ، تحاول صدِّه و بأسفٍ غير قادرة.
و كأنهُ يُحرق شفتيها و يلتهِمها بجحيمه ، الرُوح و الحياة تقِف في منتصف عنقها ؟ ستلفظها موتًا أمام إقترابِه هذا.
فتحت عينها على غُرفتِها المظلمة من الظُهر ، برجفةٍ بكت بأنهُ حلم و وهم . . سابِقًا مُنذ سنين ماضية كانت تبكي بصمتْ أما الآن تبكي و صوتُ أنينها يخترق الجدرانِ بحدَّتِه ، هذا و فقط " كابوس " و أنهارت هكذا كيف كان شعُورها عندما يتقرب منها حقيقةً ؟ أيُّ عذابٍ جُلِدت به في السنوات الماضية ! غطَّت نفسها بالفراش وهي تدفن رأسها بالمخدَة وشعُرها مبعثر حولها ، تكتم الآهات و لكن صوتها ينُوح ، تشدُّ على بلوزتِها من جهةِ صدرها بخوف ! أورثها هذا التُركي شكًا و عقدةً لا تنفَّك بسهولة ، ترفعُ رأسها بعد أن سكَن ضجيجُ قلبها. بكاءِه ، لا ترى شيئًا سوى الظلام.
والِدها ؛ هذا ما طعن في رأسها مُسببًا لها صداع ، كيف حاله الآن ؟ عادت للبُكاء و يومٌ دون أن تبكي يُصبح غير طبيعي ، أخذت نفسًا عميقا وببحَّةٍ مقتولة : يالله يارحمن .. رفعت الفراش لتتقدَّم على الرخام البارد بأقدامٍ عارية ، فتحت النُور وكادت روحها تخرج من جسدٍ واقف امامها ، شهقت برُعب ، بكت بضعف ، أنهارت بإنكسار ، سقطت على ركبتيها وهي تضع كفوفها على أذنيها ، لا تُريد أن تسمع ضِحكاته الصاخبة ، تخترقها بوجع هذه الضحكة ، يلتفتُ إليها بـ عينٍ ممتلئة بالدماء ، صرخت بكل ما أؤتيت من علوٍ بالنبرة ، لا أحد يسمعها ، تبكي ولا قوة لديها ، أنهكها البُكاء و بهذا الإجهاد ضربت رأسها بالجدار ، لتنظر مرةً أُخرى " لا أحد أمامها " ، وضعت كلتا يديها على رأسها المتوجِّع ، أطلقت آهآآت مُتتابِعة ، تبكي وصوتُ بكائِها يُشبه الأطفال ! تُنادي من ؟ لا أحد ! ولا أحد أرحمُ من الله على خلقِه ، شفتيها ترتجفْ بخوف و عيناها ترمشُ برُعب ، نظرت لحُضنها فـ إذا هو ممتلئ بالدماء ، نزَف أنفُها كثيرًا ، وضعت أصابعها على انفها ومن ثم أبعدتها لترى " لا أثر للدماء " بضُعفٍ شديد نظرت لحُضنها مرةً أُخرى " هي لا تنزف من أنفها " أرتعبت جدًا و لم تُفكِّر كثيرًا حتى سقط رأسها على الأرض الباردة.

،


جالِس على مقاعِد الإنتظار ، منحني ظهره وعيناه تُراقب تشابك كفيِّه ببعضهُما البعض ، أنتهى الأمر لن تستعيد الجوهرة شرفِها بضربي لها أو حتى بتوبيخي أو حتى بطلاقي ، ولن تسكُن عصبيتي بتقبُّلي للأمر ! مُنذ ساعاتٍ ماضية ولم يهدأ الغضب والبراكين الثائرة أعلى رأسي ، أن تستغفلني هذه مصيبة و لكن المصيبة العُظمى أن تكُن حافظة للقرآن وتسلك طريقًا مثل هذا ، أشعُر برغبة بأن أدفن الجوهرة بيدي ! لا أتحمَّل أن تكُون زوجتي ! لا أتحمل أبدًا أن أراها مُجددا ولا أتحمل أيضًا أن أرى خيبتي بهذه الصورة ، أهانت الكثير بفعلتِها و أنا لم أتعوَّد على الإهانة ولأنني لم أتعوَّد لن تفلُت من عقابها ! على إستعدادٍ كامل أن أستُر عليها ولكن ليس عن طريقي مثلما يُعاقب المُجرمين ستُعاقب على انتهاك الحدود ! حدِّ الزنا سيُطبق عليها وانا بنفسي من سيُبلغ عنها وعن الخائِن الآخر ، أنت يا تُركي ستُذيق منِّي عذابًا يُبرِّد جُزءً صغيرا من براكيني ، وبعدها إلى الجحيم أنت و إبنة أخيك.
رفع عينه ليُقاطع زحمةِ تفكيره
الدكتور : الحمدلله أموره سليمة
سلطان : تعدَّى مرحلة الخطر ؟
الدكتور : ولله الحمد تعدت الأزمة على خير هو الحين تحت تأثير المخدر يعني راح يبقى معانا كم يوم على حسب الفحوصات
سلطان : يعطيك العافية ماتقصِّر
رحل الدكتور ليخبر سلطان ذاته " لك الله يا عبدالمحسن بنتك ماتستاهل تحمل إسمك "
خرج من المستشفى بعد ما أطمأن عليه ، يتوجه إليها ، يجزم في داخله لو رآها ستكُون آخر ليلةٍ لها ، رُبما أستجوبها بنفسي ... لِمَ أتحققُ من التفاصيل ؟ لِمَ أُعذِّب نفسي بمعرفة أدق ماحصل .. لكن ما أنا مُتأكِد منه بأن زواجنا سينتهي قريبًا ، لا أُملك الشرف بأن تكُون زوجتي أو أم أبنائي ، ينتهي حسابي لك و بعدُها " الله لا يذوقك الفرَح " قالها في داخله بنبرةٍ مكسورة ، دعى عليها من باطن قلبه ، دعوةٌ خارِجة من عُمق خيبتِه ، لم يدعُو على أحدٍ بقسوة كما لفظها للتوّ.

،

بيأسِ فقير الحُب ، تنظُر لـ اللاشيء ، يهجُم على عقلِها منظرُ ذاك الذي كان ينظر إليها نظراتٍ كريهة قبل أن يموت ، تعوَّذت من هذه الذكرى البائِسة ، أسوأ يومٍ في حياتها كان ذاك اليوم !! سيء لعدم تصديقها بأن من الممكن أن يهجم عليها احدهُم و زاد السوء خيبتها بعبدالعزيز ، تنهَّدتْ مُبعدة الفراش عن جسدِها ، تقدَّمتْ لشُباكِها تنظر لبيتِه ! مازال يضيء بنُوره ، يبدُو أنَّهُ لم ينم بعد.
" لو أننا في غيرِ الزمان لو أنَّ ما حدث لم يكُن ، لو أنَّ الظروف تختلف لكان الحُب يتغنجُ بين قلبيْنـا ، أفسَد الحُب إلتفاتةُ كبريائِه و أفسدني الحُب حتَى بات كل ما أتمنى محضُ طيشٍ ، باتت أمنياتي تنتهي بِك و لا وجُود لـ الأنا في قائمتي ، أنت و أنت فقط "

هوَ أمام الطاولة ، معه علبة الكبريت و عُود الثقاب ، سمَّى عود الثقاب رتيل و العلبةُ عبير
بنفسِه " رتيل ولا عبير ؟ " يتلاعبُ بأماكن العُود والعلبة بين أصبعيه ، يختار في داخله إسم و يختارُ المنطق إسمٌ آخر ، أتعب عقلهُ من كثرة إرهاقه بين رتيل و عبير و من سيختار بو سعود ؟ نظر لهاتِفه ، لم يتبقى سوى القليل ويأتي رمضان ، في الشهر الآخير حاول يتجاهل بأيّ يومٍ سيأتي شهرُ الخير ! سيكُون صعبًا على رُوحه أن يتبعهُ العيد لوحده ، كيف يصُوم دُونهم ؟ كيف يتناسى أنَّ المغيبُ كان يجمعهُم على سُفرةٍ واحدة ؟ الأجواءُ الرمضانية التي كانت تُعطَّر بالمسك من والدتِه أو تجويد والِده للقرآنِ مُتقنًا ؟ كيف أتناسى كل هذا ؟

تخرج من غرفتها وتركض بقوة حتى تتزحلق أمام الطاولة : والله ماتحطيني اول يوم
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه هذي الطيحة تُدرَّس يا فن يا هديل
هديل اعطته نظرة و من ثم أردفت : اسمعيني انتي انا ماتحطيني أول يوم والله لأسحب عليكم وانام
عبدالعزيز : لحول زي كل سنة عاد الله وسحوركم الله يكرم النعمة
غادة : انا عندي شغل مانيب فاضية
تدخلت والدتها : جيبي نسوي قرعة
عبدالعزيز لم يتمالك نفسه من الضحك ليُردف : خلاص أول يوم حطوه لي بجيب لكم سحور من برا ولا منَّة بناتك
غادة : وثاني يوم لهديل
هديل : ايه الكلبة تبي تصيع مع ناصر ! خلاص رمضان الناس تهجد والشياطين تهجد وانتي بتقعدين مقابلته يالله لا تشقينا الا بطاعتك
غادة بعصبية وهي تتفجرُ بالحُمرة : ومين قال مع ناصر ! قسم بالله ناس تتكلم وهي ماتدري وش السالفة
عبدالعزيز بسخرية : عطيني الورقة أنا أقسِّم بينكم على حسب اوقات دوام ناصر
هديل تمِّدُ كفَّها لتصفعه بـ كفّ عبدالعزيز ويتعالى ضحكهم
غادة تتخصَّر : مررة ظريفين يعني بتقطَّع من الضحك يا سامجين الواحد ينتحر بعد هالسماجة
أم عبدالعزيز بإبتسامة لا تُريد مشاركتهم الضحك على غادة : خلاص عاد مصختها انت وياها
عبدالعزيز يُقبِّل رأس والدته : مدري كل وحدة تحسسني انه طباخها يطيِّح الطير من لذته
هديل : احسن قولوا لي انه طباخي شين عشان ماأسوي لكم شي
غادة : وانا بعد

أبتسم لذكراهُم ، عفوًا لم يبتسم ولكن بكاءه بدأ يتقوَّس ضُعفًا على شفتيه ليخدع نفسِه بـ إبتسامة ، و فجأة يكُن حاله بهذه الصورة ! ودُون أيّ مقدمات يتساقط هزيلاً هكذا ، قبل سنة و بُضع شهُور كانت شفتيه لا تُفارقها الضِحكة وعيناه تُنير برؤيتهُم حوله ، كُنت حيًا بجسدٍ و رُوح !

،


جالسٌ على كرسي ذو ساقٍ طويلة ، بيدِه اليُسرى علبة ألوانٍ عتيقة و بين أصبعيه في اليد الأخرى فرشاةٌ كئيبة ، أمامهُ لوحةٌ غائِمة لا يتخللها لونٌ للفرح أو حتى لبياض المطر ، ينظُر لعينيْها السوداء ذات العدسة الرمادية ! يُشكِّلُها كيفما يُريد ولكن عاجز على تشكيلها بالحقيقة ، يلوِّن عينيها بعدسةٍ رمادية على الرُغم من سواد عينيها النجدية , رُغم ضعفها له في الفترة الماضية إلا أنهُ يعرفها جيدًا ويعرفُ العقل المُتحكم بها ، ليست عاطفية حتى تُقرر ! هي ترتدي عقلها و إن نزعتهُ في فترةِ ما ، سئم و ضجر من تفكيره بِها و تحليله الليلي لتصرفاتِها ، أخذ اللونَ العنابي و لطَّخ عينيها بتمرُّد ليُفسد لوحتِه ، أتاهُ الصوت من خلفه : غسِّل يدك والحقني
لم يلتفت ، ينظُر لعُتمةِ لوحته و كآبة ألوانه ، تنهَّد ليتجه للمغسلة ، غسَّل كفيه المبللة بالألوان ، نظر لـ التي شيرت وأيضًا كان مُلطخا ببعض الألوان ، نزعه لتظهُر عظلات بطنه البارزة و بنيته القوية ، أرتدى تي شيرت آخر و أخذ سلاحِه ونزل . . بخطواتٍ باردة ميتة أتجه لساحةٍ تكاد تتفجَّرُ من حصارِ الأسلحة بها.
بصوتٍ حاد يخترقُ القلب قبل الأذن هذا هو الرسّامُ الكئيب : نبدأ ؟
الآخر : ريحة الألوان تقرف يخي فكِّنا من هالرسم وهالعفن
هوَ يتجاهلهُ ، يُغمض عين و يفتحُ أخرى ليصوِّب بثباتْ ويبدأ عرس من أصوات إطلاق النار.

،

دخَل لظلمته ، يشتهي أن يمزقها الآن ! يقتلها ! و إن قتلها لن يشفي النار الهائِجة في صدره ، يُريد أن يصعق الـ آآه من شفتيها لتتعذَّب دون البكاء ، و تخيَّل أن تتألم ولا تستطيعُ الحديث أو حتى البكاء كأن تنهشُ بجسدِك قطَّة و لا تستطيعُ الحركة أو مناداةُ أحدٍ ليُبعدها ! يُريد بـ كُرهٍ عظيم أن يمزقها قِطعًا و يُمزِّق تركي خلفها !! تُركي و لن تُسعفه اعذاره هو بالذات من سأُنهيه قبل أن تتم مُعاقبته ، أرسل بهاتفه رسالة " تركي بن خالد آل متعب ، جيبه لي لو كان تحت الأرض " أغلق هاتفه ورماه على الطاولة مع مفاتيحه ، نظر للدرج ، واثق تماما أنَّ رؤيته لها مُضرة لها وستضره أيضًا ! رغبة كبيرة تُصيب يديه بأن يضربها ! رُبما بضربه يشفى شيئًا في صدره ولكن يخشى التمادي في ضربه ، لم يتعوَّد على الإتزان أبدًا حتى في الضرب يبدو مسرفًا.

تفتحُ عينيها على الرُخام ، تصلَّب ظهرها من إغماءةٍ بـ وسطِ هذه العُتمة ، جلست وهي تتألم وتُطلق الـ آهاتُ خافته ، نظرت للدماء حولها - ليست دماءٌ أعتادتها كل شهر - يبدُو أمرًا آخر ، أرتعبت حتى أنَّ نفسها وسوست.

يصعدُ الدرجات بخطواتٍ جامدة يخطُو الخطوة بثواني طويلة كأنه يُتقاتلُ مع ذاته.

تقف مُستنِدة على الطاولة تتسحبُ بخطواتها للحمام.

يتأملُ الدرجاتِ الأخيرة في أعلى الدرج و كأنهُ لأولِ مرة يرى بيته.

تُغلق باب الحمام عليها وتنزع ملابسها الممتلئة بالدماء ، فتحت الماء الدافىء ليتدفق على جسدِها ، تُمسك رأسها من الخلف وتنزل يديها إذ هي غارقة في الدماء.

وقف أمام الباب ، يُحرق صدري فكرة أن أحدًا أستغفلني ، مبادئي تقف رادعًا من أن أنتهكُ عفتها الضائِعة مع تركي ! مع عمِك !! وبكلمته هذه هاج غضبٌ كاد يسكن ! كيف هانت الحدود عليك أنتِ و الحقيرُ الآخر ، فتح الباب بقوَّة لا شي يقف أمامه الآن.

تتحسسُ الدماء من بين شعرها ، لا تعرف موضع نزيفها بالضبط ، أنفها متوقف عن النزيف منذ وقتٍ طويل و إن كان أنفها فمن المستحيل أن يتبلل حجرها بهذه الصورة من أجله و أيضًا رأسها إن كان النزيفُ من الخلف كيف يصل لحجرها ؟ تصادمت بأفكارها من أجلِ النزيف

يسمع لصوتِ الماء ، جلس على الكرسي لتسقط عيناه على مكانٍ مبلل بالحُمرة ؟ ماذا حصل معها !

رُبما نزيفٌ عابر من رِحمها أو مهبلها ؟ هذا ما واست نفسها بِه ، - أحيانًا التعب والإجهاد و رُبما تشابُك الهرمونات وتخربطها ، ماذا بالضبط ؟ أو هو عابرٌ فعلاً ؟ -

ينظُر للدم دون أن تحرَّك به شعرة ، لا تهمه هذا ما أخبر قلبه به ، وماذا يعني لو سقط إسمُك في قائمة الوفيات ؟

تلفُّ منشفتها حولها ، تنظر للمرآة ، ملامحها مُصفَّرة شاحبة , فقدت دماءً كثيرة ، عيناها مُحمَّرة ، شفتيها بيضاء تفقُد الحياة هي أيضًا ، فتحت صنبور المياه لتتوضأ.

عيناه متجمِّدة على الدماء الجافة ، خيبةٌ أخرى وسيعلن موت قلبه ، و إن مات قلبٌ فلا مفَّر من القسوة فكيف لو مات قلبُ رجلٍ لحظتها لا محَّل للرحمة أبدًا ولو كانت والدتُه.

بشفقة تُنهي وضوءها ، شعرها المبلل يزيد من رجفتِها ، هذه ساعاتُ الثلث الأخير ربما دعاءٌ لوالدها يقل له الله كُن فيكون ، لم تُفكر بنفسها كتفكيرها بوالدها ، مُستعدة على ألوانٍ من العذاب مقابل صحَّةِ الجنَّة التي تُرى بين اهداب أبيها ، فتحت الباب

تلفت عيناهُ للضوء المنبعث من الحمام ، حممٌ من الجحيم تُرى بعينيْه.

تتقدَّم وما إن أستدارت حتى أختنقت بأنفاسها وهي تراه.
وقف مُعلنًا الحرب بهذه الساعة.
عيناها دون إنقطاع تذرف الدمع بصمتْ ، تصادمت فكوكها في بعضها البعض.
يقترب بخطواتٍ تُرعب قلب الجوهرة الصغير ، هي تشدُّ على منشفتها تريد أن تختفي من أمامه ، بكاءها لا يتوقف و خطوات سلطان أيضًا لا تتوقف ، تبتعد هي بخوف للخلف وهو لايرمش أبدًا ، يطرقُ ذاكرتِها ما أمرت قلبها بنسيانه

تُركي يقترب بخطواتٍ لا تهدأ إليها ، يحاول تطويقها وحصرها ، هي تبتعد للخلف خائِفة ، تُطلقُ الوجع بخفُوت ، يهجمُ عليها كـ الكلابْ ، تحاول أن تقاومه . .

رمشت عينها للحقيقة أمام سلطان الذي أصبح الآن لا يفصُل بينه وبينها شيء.
عقدت حاجبيها بضُعف لتُردف بتأتأة وكأنها للتو تعلمت النُطق : لا تظلمني
وبهذه الكلمة زادت براكين سلطان ! أيُّ نفاقٍ أراه بِك.
أأفرغ الجحيم بِك أم بتركي أم بمن ؟
الجوهرة وكل من حولها يبكي معها : سلطان
سلطان قاطعها : أسمي لا تنطقينه
الجُوهرة تُخفض رأسها والدمعُ يستقِرُ على اقدامها
سلطان : توبتك بينك وبين الله ، بس أنا لأ
الجوهرة لم تفهم ما يقصد و لم تتجرأ أن ترفع عينيها
سلطان : و بالمناسبة عشان تعرفين كيف تستغفليني مرة ثانية ؟ انا بنفسي راح أروح و أبلغ عنك و عن الكلب اللي معك ! عاد شوفي وش القاضي يحكم ؟ أُمنيتي يشهِّر فيكم عشان القذرين اللي مثلكم يتعضون !
رفعت عينيها الباكية ، غير مصدقة لحديثه ! أنا لستُ زانية كيف أصرخ و أقولها.
سلطان يُكمل : أما الطلاق بحذفه في وجهك بس ماهو الحين !!
الجوهرة برجفة : أنا ماني كذا
سلطان لم يتمالك نفسه ، غير قادر أبدًا أن يتحمَّل الكذبُ بحديثها ، ضربها ! مدَّ يده عليها ليسحبها من شعرها ويُحرقها بجحيم غضبه ، يصرخ عليها : يكفي كـــــذب
نظرَ لحزامِ العسكريةِ المتين - القاسي - المرمي على الكنبة ، أخذه و لم يتردد لحظة في جلدِها.

،

تسللت شمسُ الرياض ، هذه المدينة الصاخبة يتذيلُها قبحٌ يراهُ سكانها ، رغُم هذا هي فاتنة نشتاقُ إليها.
بكفِّه السلاح و هي أمامه ، يصوِّب مُتجاهل أحاديثها
سئمت : أكلم جدار !!
يُوسف : عفوًا
مُهرة : أقُولك أبغى كم شغلة من بيتنا
يُوسف : العصر . . اذا فضيت
مُهرة : وان مافضيت
يُوسف بعبط : تنتظرين لين افضى
مُهرة : أكلمك جد
يوسف : وانا احلف اني ماأكلمك عم
مُهرة نظرت عليه بنظرات تُبيِّن أن ماقاله يوسف سامج
يوسف أمام ملامحها صخب بضحكته : ههههههههههههههههههههه خلاص المغرب لا رجعت من النادي
مُهرة : طيب .. وألتفتت لتتجه إلى البيت
يُوسف يصوِّب بجانبها لتمُّر الرصاصة بجانب صدرها
مُهرة صُدِمت بفعلته لتقف متجمدة في مكانها
يُوسف : نمزح عسى ما متِّي
مُهرة وتخلَّت عن جميع المبادئ التي وضعتها ليلة البارحة ، تخلت عن كُل شي لتتجه إليه غاضبة وتقف أمامه بعينيْن مُتحديَّة : طبعًا القتل في مفاهيم هالعايلة عادي ! زي أخوك ماتختلف عنَّه كثير ! أصلا الدم عندكم رخيص ماله أيّ أهمية .. تقتل اليوم وتضحك بكرا وتعيش ولا كأنك مسوي شي
يوسف ولم يتوقع بأن تُفسِّر فعلته بهذه الصورة
كان سيتحدَّث ولكن قاطعته بعصبية كبيرة و كبيرة جدًا : أنتوا اصلا القتل ماحرَّك فيكم شعرة !! ماأعرف كيف فيه ناس ضميرها ميت زيِّكم
منصور يخرج من الباب الداخلي وتراجع قليلا وهو يسمع صُراخِها
مُهرة ولم تهدأ أبدًا : كيف تضحك أنت وياه و فيه واحد مقتول بسببكم ؟ ماخفتوا من دعواتنا ؟ ماخفتوا من الله !! حتى القتل أستهنت فيه عليّ ! الله يوريني فيك أنت و أخوك فاجعة
ثبتت عينا منصور على الزرع ، يسمع دعوتِها ، توقع حقدها ولكن ليس بهذه الصورة , لم يتوقع أن تلفُظ الحقد بين كلماتها أمام يوسف.
يُوسف بمقاطعة حادة وهو يحذف السلاحُ جانبًا : صوتك لا يعلى عليّ لا أخليك تعرفين كيف ميتة ضمايرنا
مُهرة و لا تهدأ أبدًا ، يوسف أستفَّز جرحها كثيرًا
وقبل أن تتكلم تحدَّث يُوسف بعصبية لم يعتادها الكثير منه : ولا أبي أسمع منك كلمة ثانية ! و منصور لا تجيبينه على لسانك صدقتي ما صدقتي هذا شي راجع لمخك المصدِّي ، لكن تدعين و تقعدين تصارخين هنا لأ وألف لأ وبيجيك كف يعدِّل أسلوبك ، دامك في هالبيت تآكلين تراب وتحترمين الكل غصبًا عنك و تحترمينهم حتى في غيابهم
وجعٌ آخر ينصَّب في صدرِ منصور الآن ، ليتهُ لم يخرج في هذه الساعة ويسمع لحقدِها ، تراجع ودخل مرةٌ أخرى للبيت ليخرج من الباب الخلفي.
مُهرة و أيضًا كانت ستتحدث لكن يوسف قاطعها مرةً أخرى : أما بينك وبين ربِّك فـ أدعي لين تشبعين ما حرك بي شعرة ولا برتجف من دعواتك
مُهرة ولا حديثٌ آخر ، نظرت لعينيه بنظراتٍ ذات معنى لا يجهلها يوسف ، أعطتهُ ظهرها ودخلت.

،


ترتدي فستانها الأبيض للمرةِ الألف ، شغفها و حماسها لا يهدأ ، لم يتبقى سوى القليل و يجمعها الله مع ريان تحت سقفٍ واحد.
هيفاء بتملل : حفظت كم خيط فيه
ريم بضحكة وهي تستديرُ حول فستان الحلم و زفافها الأبيض الكبير ، تبقى هذه ليلةٌ في العمر وتبقى الأهم : أحس الأيام تعِّد معاي
هيفاء : ماألومها كنك أول بنت بتعرس ! أنزعيه لا يتوصخ بعدين نجلس ندوِّر لك مصبغة وتخربه لك
ريم : الحين بنزعه خلاص ماراح ألبسه إلا بليلة العرس
هيفاء : هذا وجهي اذا ماجيتي بكرا لابسته
ريم بدقائِق بسيطة علَّقت الفستان في دولابِها و هي تهتم لآخر طرف أن لا يفسَد
هيفاء : أنا أتوقع أنَّه ريان بيكون زي منصور يعني ماهو من النوع اللي يظهر مشاعره
ريم بأحلامٍ ورديه : أحس بيكون زي لِينْ أبُوي و صلابة منصور ، أحسه قليل الكلام .. آممم اتوقع بيكون خجول زي الجوهرة
هيفاء : هههههههههههه أما خجول ! ماأحب الرجال اللي يستحي كثير حلاته قليل ادب *أردفت كلمتها الأخيرة بهبال*
ريم : يالله لا تشقينا مثل رتيل يوم تقول الرجَّال الوقح عندي محترم
هيفاء ضحكت لطريقة تفكير رتيل المُشابهة بعض الشي لها ، أردفت : الله يذكرها بالخير خلني أتصل عليها و أدوِّج ذا الإنسانة شي جميل
ريم : يالله روحوا قبل لا تهجدون
هيفاء : ها ها ها فهمتها يعني احنا شياطين ماأقول غير مالت *وتكِّش عليها بكفيَّها*

،

في مكتبِه ، مُستغرب تأخر سلطان و عدم ردِّه على إتصالاته ، بدأت الشكوك تُحيطه و هو يرى هاتف الجُوهرة أيضًا مُغلق.
قطع تفكيره صوت هاتفه وعلى الشاشةِ يُضيء إسمَ " ريَّان "
ريان : صباح الخير
بوسعود : صباح النور
ريان : شلونك عمي ؟
بوسعود : بخير الله يسلمك أنتْ شخبارك ؟
ريان : الحمدلله بخير
بوسعود : وشلون أفنان ؟
ريان : رايحة دورة في باريس
بوسعود وتوقف العالم أمامه للحظة : باريس !!
ريان : مع اني عارضت بس ابوي الله يهديه
بوسعود ولم يهتم لهذا الأمر كإهتمامه بأيّ دورة وهل هذا مُصادفة ، : أيّ دورة ؟
ريان : مدري عنها والله بس 3 شهور وبترجع
بوسعود و مدة الدورة ثلاث شهور !! كل الشكوك تتأكد
ريان : ماعلينا كنت بسألك عن ابوي مايرد على جواله ! هو للحين عندكم ؟
بوسعود تنهَّد : لأ خبري فيه أمس راح للجوهـ .. لم يُكمل وعقله يربط بين تأخر سلطان و سؤال ريان و الجوهرة.
ريان : صاير شي ؟
بوسعود : لا لا بيمشي الدمام العصر
ريان : بالله لا شفته قوله يفتح جواله لأن امي ذبحها التفكير حتى الجوهرة جوالها مغلق
بوسعود : ولايهمك خلها تتطمن
ريان : مع السلامة .. وأغلقه
بوسعود يترك جميع مابيده ليخرج متوجِهًا لبيت سلطان.
في طريقه يتصل مرارًا و تكرارًا على جميع الهواتفْ التي تتعلق بسلطان ، بدأ القلق يلتهم عقله ، زحمة الرياض لا تُطاق وجدًا ، يشعر بأنه يراكض الوقتْ.
بضجر : ردّ يخي
نظر للواتس آب كان آخر دخول لسلطان الساعة الخامسة عصرًا من اليوم السابق
يبدُو أنَّ شيئًا حدث هذا ليس مُجرد صدفة ! و شيبُ رأسي لا يؤمن بالصُدف.
أتصل على هاتف بيته ولا مُجيب ، كان سيُغلقه لولا صوتُ عائشة الذي أتاه : ألو
بوسعود : هلا عايشة ، وين بابا سلطان ؟
عائشة : ما يأرف*يعرف* انت بابا ابدالرهمان
بُوسعود : ايه طيب عطيني الجوهرة
عائشة : شويّه .. تركت السماعة وتوجهت للأعلى ، طرقت باب الجناح لثواني طويلة ولا مُجيب . . بصوتٍ صاخب : ماما فيه بابا أبدالرهمان
وأيضًا لا مُجيب
من خلفها : maybe she was sleeping
ألتفتت للخادمة الفلبينية : شنو يقول حق بابا الهين ؟
الخادمة : what ? Please aisha speak english
عائشة بإنجليزية مُحرَّفة : أنا يقول what say to بابا أبدُالرهمان
الخادمة : she's sleeping و تركتها.
عائشة تسيرُ خلفها : بابا سولتان where ؟
الخادمة : I don't knew
عائشة : انا مافيه see today
الخادمة ضحكت من لغة عائشة الإنجليزية
عائشة : أنتي في مجنون والله .. مسكت السماعة لتُجيب : ماما جوهرة يمكن هوا نايم
بوسعود : و سلطان ؟
عائشة : انا مافيه يشوف اليوم
بوسعود ويتحدَّثُ بلكنتها : طيب بابا كبير امس يجي ؟
عائشة : بابا الجوهرة
بوسعود : ايه موجود ؟
عائشة : لا ما يأرف بس هوا يجي أمس وانا وهادا خدامة مجنون يشتغل فوق مايشوف هوا بأدين يروه *يروح* شمس ينزل مايلقى أهد*أحد*
بوسعود : ولا أحد ؟ يعني طلعوا
عائشة : بابا سولتان و بابا حق جوهرة فيه يطلع لأن انا مايشوف بس ماما جوهرة فيه فوق كان غرفة هيا
بوسعود ولم يأخذ منها حق ولا باطل : طيب انا جاي الحين .. أغلقه و الإشارة واقفة إلى الآن ، يالله يا هذه الزحمة !!

،

تحت قلقٍ سلب مِنها النوم ليلة الأمس ، لم تُصدق مُكاملة ريّـان لـ بُوسعود ، تشعُر بضيق شديد يُنبئها عن مُصيبةٍ آتية : قلبي قارصني يقُول أنه فيهم شي
ريان : يعني يمه وش أسوي قلت لك عمي عبدالرحمن طمَّني وقال العصر بيمشي
أم ريان : طيب وراه مايتصل واختك مسكرة جوالها
ريان : يمكن شحنه قضى يمكن طاح يمكن ضاع يعني لازم شي شين عشان يكون سبب
أم ريان بتوتُر : يارب لا تفجعني فيهم
ريان رفع حاجب إستنكار : تركي وينه ؟
أم ريان : مدري عنه
ريان : غريبة !! ماهو بعادته يطلع في هالوقت

،

صحَى على صوت المُزارع الهندي الصاخب ، غسَّل وجهه و توضأ - لم تكُن هناك صلاة ولكن عندما تدرَّب سلطان على يد بوعبدالعزيز في فرقةٍ بالصحراء كان يُجبرهم على الوضوء في كل مرةٍ ينقض بها حتى و إن لم يكن هناك أيُّ صلاة ، فأصبحت عادة لا تُضيَّع ، توارثها الجميع من تحت يد سلطان العيد لسبب واحد " أنت لا تعلم متى تُقبض رُوحك فـ الجميل أن تكُن طاهرًا "

سنـة 2000 ميلادية ، صيفٌ لا يُنسى لسلطان ، حرُّ وشمسٌ حارقـة.
ربَط ذراعه المكسورة بخشبة مُستطيلة لتُثبِّت ذراعه ، يسيرُ خلفهُم و الشمسُ تخترق عيناه.
سلطان العيد بحزِم : 10 ثواني والكل متوضي
يتسابقون للمياه و كأنها كنزٌ مدفون ، بعد العدِّ للعشرة يُحرمون من المياه ، لا هناءٌ في نوم ولا طعام ، فالطعام يبحثون عنه كالمُشردين ، ينامون لنصف ساعة ثم يستيقظون بفزع من أصواتِ قنابل - هذا القنابل الوهمية هي المُنبه لهم - يُعاقبون شر عقاب كـ وقوفٍ تحت الشمس الحارقة بأقدامٍ عارية إذا تأخر عن الصلاة ثانيةٌ واحدة ، يمُّر بهم أسبوعًا للعذاب لا ينامون فيه إلا ساعةٌ واحدة ، يأكلون الزواحف بكافةِ أنواعها والأرانب حيَّـة ، هذا ليس تعذيب ولكن لتنضُج الرجولة و تقسُو القلوب إتجاه أعداء الوطن و هذا كلهُ فداءٌ للوطن حتى يُقال بإستحقاق أنه رجُل يدافع عن دينه و وطنه.
شابٌ آخر كان سيشرُب من الماء ليروي عطشه ولكن سحب القارورة من يده وهو يقول : عشرة

مسح سلطان وجهه المُبلل بالمنشفة ، لم يكُن بحاجة لتوجيه في حياته بأكملها كحاجته في يومه هذا بـ رأيٍ من سلطان العيد.

خرج لمزرعتِه ينظُر للزهر الذابل وبنبرةٍ جافة : هذا ليه كذا
المُزارع الهندي أكتسب اللكنة النجدية من حياةٍ أمتدت لـ ثلاثين عاما هُنا ومن يسمعه لا يقُل بأنه هنديًا : التُربة ملوَّثة
سلطان عقَّد حاجبيه وينظُر لمزرعته الكئيبة في نظره رُغم ألوانها الزاهية ، تناثرت صرخات الجوهرة أمام عينه ، لا يُريد التفكير بها ! يُريد أن ينسى شيئًا إسمهُ " الجوهرة "
فتح هاتفه و أنهالت عليها - الإتصالاتُ التي لم يرد عليها -
أتصَل على المُستشفى ليرى حال عبدالمحسن ، : السلام عليكم
الإستقبال : وعليكم السلام
سلطان : معك سلطان بن بدر الجابر
ونبرةُ الإسم تكفي لتُبيِّن أهميته : والنعم كيف نقدر نخدمك ؟
سلطان : غُرفة 206 عبدالمحسن بن خالد آل متعب ؟ كيف حالته الحين
الرجُل و هذه الأسماء تُربكه ! لم يتوقع يومًا أن يُحادث شخصًا بمنصبه - بعفوية تفكيره سرَح -
سلطان : ألو
انتبه لنفسه : دقايق من وقتك الله يسلمك .. نظر لفحوصات اليوم وبين الملفات ، ماهي الا دقيقتان حتى أتاهُ صوته مرةً أخرى : الحمدلله ضغط الدم في مستواه الطبيعي و السكر و مثل ماهو مكتوب أنَّه مر بأزمة لكن كل أموره الحالية مُستقرة ولله المنَّه وتفاديًا للمضاعفات مُستقبلا راح يكون عندنا لين نتأكد من سلامته
سلطان : يعطيك العافية أجل حولوه لجناح خاص تحت إسمي
هو : أبشر تحب تأجل دفع التكاليف لآخر يوم
سلطان : لأ اليوم إن شاء الله لكن ممكن العصر
هو بتعليمات المستشفى التي لا مفرّ منها : أحب أنبهك أنه زيارته أول يومين ممنوعة إلا للأقارب المقربين جدًا
سلطان تنهَّد : طيب ، شُكرا مرة ثانية ..
هو : واجبنا الله يسلمك .. وأغلقه
سلطان يقرأ رسالةٍ قد أنتظرها " ماهو موجود بالدمام وبحثت عن سجلات المُسافرين باليومين اللي فاتوا لخارج المملكة ومالقيت إسمه ، ممكن يكون بالرياض ! "
أتصل على هذا الرقم وبعصبية دُون حتى أن يُسلِّم : كيف ماهو موجود !! شف الرحلات الداخلية ولا أسأل أيّ كلب عنَّه . . تجيبه لي لو تطلعه من قبره !!

،

بعد قانون جديد من والدهم حتى تصل لياقتهم للصورة المطلوبة , بدأوا بالركض حول قصرهم ,
رتيل وقفت وهي تضع يديها على ركبتيها وأنفاسها تتصاعد : أوووه تعبت
عبير وقفت أيضًا : خلاص ؟
رتيل ألتفتت لترَى الخادمة واقفة بثبات تراقبهم : الكلبة ذي بتقول لأبوي
عبير : لحول ماراحت
رتيل ركضت مرَّة أخرى و الشمس تحرق بدنها
عبير : سوِّي تان طبيعي
رتيل وهي تركض وبكلمات متقطعة : إسم الله على قلبك يالبيضا
عبير أطلقت ضحكتها و ركضت خلفها ولياقتها هي ورتيل في مستوى متدني جدًا
و العشب المبلل كان كافيًا لـِ تتزحلق رتيل وتطلق صرخة خافتة : لااااااااااا ياربي
عبير لم تتمالك نفسها من الجلوس أرضًا وتصخب بضحكتها على منظر رتيل
رتيل : أححح ظهري تكسَّر
عبير : آآخ يابطني يبيلك صورة على الجلسة الجهنمية ذي
رتيل ومتمددة على ظهرها ويدها على بطنها : وش ذا تراني مانيب رجَّال أجلس أراكض !!
عبير ومازالت تضحك وبين ضحكاتها : لازم نتقبل الواقع في يوم من الأيام راح يتم تجنيد الحريم وأنا وأنتي على رأس القائمة
رتيل : جد أبوي تفكيره يحسسني أني عايشة بدولة إرهاب و قتل ومقاتل
عبير : الله يديم الأمن بس
رتيل : آمين بس يختي تعبت والله
أتت أوزدي : بابا يقول ثلاثة ساعة
رتيل : طيب وانا اقول ساعة
أوزدي : أنا في كلام بابا مافي شغل
رتيل : تهدد بنت اللي مانيب قايلة , أنقلعي بس وراك
عبير وقفت وبدأت بالركض من جديد
رتيل وتذكَّرت مُكآفآة والدها وتحمست مرةً أخرى لتقف تركض خلف عبير

,

هو الآخر يركِض لوحدِه حول مضمارٍ مُتعب , الأرض ليست مستوية من تحت , جميعها أحجار بارزة .. يضعه سلطان في أصعب الأماكن ليتدرَّب عليها , مرَّت الساعة الرابعة وهو يركضْ , تبقى ربع المسافة وينتهي الزمن المطلوبْ.
بالركض لا يُفكِّر بشيء , كل من حوله يختفي رُبما الإجهاد يعينه على نسيان الكثير من الأمور.
وصَل أخيرا , لياقته بدأت تصل لمعدَّل جيد ولكن ليس جيِّد لشخص يُدافع عن وطنه , مسك المنشفه البيضاء ومسح وجهه ورقبته المتعرقة , ينظر للفراغ الـ حوله والسكُون , اليوم الجميع مختفي ! لاوجود لابو سعود ولا سلطان ! ولا حتى مقرن , يشعُر بمصيبة حصلت تجعلهم يختفون بأكملهم . . تنهَّد وهو يتجه لدورات المياه ويستحم.
دقائق معدودة حتى أنتهى و دخل لتلتقط إذنه حديثًا
أحمد : أتوقع عبدالعزيز معاهم ؟
متعب ويضع أوراقًا أخرى على المكتب : إيه ابوبدر قال أنه بيكون موجود
أحمد : طيب كيف ؟ هم يبونه بالفترة الجاية كيف يروح يتدرَّب هناك ؟
متعب : مدري عنهم والله ! لكن إذا دخل هالقوات يعني رسميا عزيز بيكون هنا
أحمد : هو قال يبغى
متعب : ماظنتي قالوا له عن هالموضوع !! *ألتفت عليه* تهقى أبوه الله يرحمه قاله عن تدريب سلطان ؟
أحمد : لا ماأظن .. عطني الأوراق خلني أرتب ملفات اليوم
متعب يمِّد له الأوراق
عبدالعزيز و كلمات كثيرة تتصادم بعقله , تدريب و قوات وشيء يدعى تدريب سلطان !! ماذا يحدث بالضبط ؟ دخل على هذه الغرفة المُشرِّعة بابها
أحمد يرفع عينه : خلصت ؟
عبدالعزيز : إيه , وين بوسعود و سلطان ؟
متعب : يمكن مشغولين ما جوّ اليوم
عبدالعزيز ويبحث عن الخلاص منهم حتى يختلي مع هذه الأوراق : طيب
أحمد وأخذ الملف الذي رتَّب بها الأوراق وخرج
عبدالعزيز و حقد عليه , يشعر أنه أستقصد هذا التصرف ولم يحسن ظنه أبدًا بفعلةِ أحمد
متعب يُغلق الأدراج بحِرصْ و يخرج
عبدالعزيز يخرج وأفكاره تضطرب من جديد , لايعرف ماذا يفعل الآن ؟ تعوَّد أن يسمع أمرًا من سلطان أو بوسعود لكن اليوم لا أوامر لا شيء . . أخذ مفاتيحه و هاتفه وقرر العودة للبيت.

,

فتحت عينيها على الشُباك الذي يخترقه الضوء , تحركت قليلا وأطلقت آآآه , تصلبت في مكانها , عيناها تحولت للسقف , كل جزء في جسدها يئِن , تقطَّع لحمها ليلة البارح مِنه , لا تعلم كيف نامتْ ؟ كانت ببُكاء مستمر لساعات الصباح الأولى , أغمضت عينها لتفتحها والدموع متجمَّعة بمحاجرها , لاتُفكِّر بأمورٍ كثيرة , تُفكر الآن كيف تقف من جديد ؟
توقَّعت أن الحياة مُرَّة حين تفتح كلتا عينيها عليها بعد أن طال العمى بها ؟ توقَّعت بأن الإنصافُ لن تلقاه ؟ توقعت الكثير لكن ليس جحيمًا بصقه سلطان بالأمس ! كيف تُدافع عن نفسها بذراعٍ مبتورة ؟ كيف ؟ ومع عجزها بدأ أنينها يخرج , لم يترك في جسدها أيُّ جُزءٍ لم يجلده ؟ كل هذا بجانبْ و كلامه بجانبٍ آخر.

بجحيمٍ يلفُظه بعينيْن تقف على حافة نارٍ ثائِرة وبصوتِه الرجُولي الذي لم يبقى بها خليةَ لا تتأوَّه : حرمتيني منك !! *وبصرخة* تعرفين وش يعني حرمتيني !!! تعرفين لما كنت أجي و أنا أبي قربك ؟ شفتي كيف تصديني ؟ شفتي كيف العذاب لما أمسك نفسي عنك ! لما احاول ماأدوس عليك بطرف ! لما أحاول ماأضايقك بشيء !! كنت أتعب من نفسي اللي صبرت عنك ! أشوفك زوجتي بس انتي ماكنتي تشوفيني كذا ! ماتدرين وش يعني أتضايق من نفسي لما اشوفك تبكين وتحلمين في الكلب اللي معك !! كنت أتضايق لأني ماني قادر أسوي لك شي ! لأني كنت غبي وصدقتك أنا الحين متضايق !! أنا منك نفسي طابت ! جاء الوقت اللي أقولك *يُردف بكلماتٍ كـ وقعِ السيف وهي تنغرز بجسدِها* أنا ماأشوفك زوجة ولا أشوف أي شرف فيك ولا أي طُهر و حفظك للقرآن أشوفه توبة لك بعد مصيبتك لله بس ماهو لي !! أنا ماني متسامح ولا أعرف كيف أغفر ولا تعوَّدت أغفر !!!!

أفاقت من ذكرى ليلة الأمسْ على وجعِ التكييف البارد الـ يخترق مساماتِ قلبها .. تسقط دموعها الحارَّة على خدِها , تبكي بصوتٍ متقطِّع يتأوه , صوتها الخافت يُسمَع !! لم تبكي بصمتٍ يجرحها أكثر بل دعَت لنفسها حُريَّة البُكاء بصوتٍ قد يواسيها ويُربت على كتفِ الصبر بها , يالله أنت تعلم بما يخفى عليه يالله أنت تعرف ماذا مررت به بينما هو لا يعرف يالله أنت الغفُور الرحيم بينما هو لا يعرف أن يغفر يالله أنت تعلم بأن لا ذنب لي و لكن هوَ يُسيء ظنه بي .. يالله أحتاجُك أكثر من وقتٍ مضى ! يالله ساعدني على الوقوف فوق هذه الأرض المضطربة ! . . . وبُجملةٍ تُفتت الحجر ببكائها " اللهم أني أحببته زوجًا و حبيبًا و رفيقًا و أخًا و أبًا فلا تَزِدني به تعلقًا و علِّق قلبي بك "

حُب الصامتين الذي لا يعرفُون أن ينطقُوا " أحبك " لبعضهم البعض , لا يُلامُون على معصيتهم للحياة.

,

تحاول أن تتناسى ضيقها من بـوسعود , تحاول أن تتجاهل أمره لكن يحضُر بقوة في وسطِ عقلها وقلبها وجسدِها بأكمله , تشعُر بالضياع لمجرد أنَّ النقاش بينهم أحتَّد , تشعُر بأن هذه الدُنيا رخيصة إن أبتعدت عنه للحظة , قاطع هذا التفكير نبرة افنان المُهتمة : إذا تعبانة أتركي عنك هالشغل وأنا أسويه عنك اليوم
ضي رفعت عينها عليها بضياعٍ حقيقي : لأ عادي
أفنان : يعوِّرك شي ؟
ضي : لأ لا تتعطلين عن شغلك مابقى وقت ولازم نسلمه
أفنان رفعت حاجب الإستغراب : متأكدة ؟
ضي : إيه .. عن إذنك .. توجهت لدورة المياه , غسلت وجهها ثلاثًا , ليست بخير أبدًا
ستتنازل عن أشياء كثيرة من اجله , أخرجت هاتفها وأتصلت به . . لا مُجيب . . لابُد أنه متضايق منِّي , بالتأكيد لن يرد
أرسلت له رسالة " آسفة , كلمني بس تشوف المسج والله مخنوقة .. أحتاجك "

,

تحت فُتاتِ صبرٍ بدأ يتناثر , يُفكِّر بعقلانية ولكن قلبه يقف بالمرصاد , يُريد أن يُفكِّر بإتزان ولكن مُسرِف بحُبِّها لدرجةٍ غير قادر على التمييز بين الصح و الخطأ , أمها مسلِمة لا يُمكن أن تفكر بعصيان ربِها عن طريق رؤى ؟ إن كانت وافقت على زواج رؤى إذن الزواج سيكُون صحيح , يحاول أن يواسي قلبه وعقله الغير مصدق بهذا الحديث , كيف يقنع والده ؟ كيف يُخبره بأنَّ مقرن متوفي ؟ رُغم أنه يؤمن بأنَّ مقرن ليس والدها ولكن يُريد أن يكذِّب هذه الحقيقة.
لِمَ الحُب لا يقف في صفِّي ولو لمرَّة ؟ لِمَ يضيق عندما تهفُو نفسي إليه ؟ لِم أنا في كل مرَّةٍ أُحب بها يُقيدني الجميع ؟ سئمت قلبًا ضاع به الحظُ دُون حبْ.

,
مجوَّفـة بحالة من الجنون , تكاد تأكل أصابعها من كثرة تفكيرها , بهالاتٍ سوداء موجعة تُحيط عينيها وشعرُها مبعثَر على كتفيْها , تنظُر للساعة المُزعجة التي تُطلق صوت رنين في كل دقيقة تمُّرها , لا يشغل بالها شيء مُهم ؟ ما يشغل بالها ؟ هل هي تخيَّلت لقاء وليد و تخيَّلت حديثُ والدتها أم لأ ؟ هل هو خيال ولا وجود لوليد في عالمها ؟ و أن هذا محضُ من جنونها ؟ هل والدتها حقيقة أم خيال أيضًا ؟ رُبما أكون وحيدة لا أحد حولي وأنا أتخيل وجودهم ! الساعة تُشير للرابعة عصرًا ؟ هل صليت الظُهر ؟ صليتها أم تخيلت أنني أُصليها ؟ لا لا أنا صليتها ؟ . . . ألتفتت لسجادتها المطوية على السرير ؟ لم أُصلي ؟ . . لاأحد يشعُر بوجعها , حتى الكلمات تعجز عن إيصال رُبع ماتشعُر به من الضياع , أخفضت رأسها وبكتْ بشدَّة , وضعت كفوفها على أُذنيْها من طنينٍ أزعجها , تُريد أن تصرخ ؟ تشك في كُل فعل تفعله ! تشك في نفسها حتى , بدأت أطرافها ترتجفْ . . حالة من التوتر الكبير تُصيبها .. نسيتُ من أنا ! . . . آآآآآه يا أنا.

,

بضحكَـة متقوِّسـة , بفرحة محشوَّة بعينيْها , تضع أطرافُ أصابعها على أقدام ناصِر وتقف عليها لتُقبِّل مابين عينيه : مبارك عليك الشهر
يسحبها لصدره لتسقط أقدامها على الأرض : بك يتبارك شهري
غادة بإبتسامة خجولة , تبتعد قليلا عن صدرِه لترفع عيناها المتلألأة بالدمع له
ناصِر يقترب لتُغمض غادة عينيها , قبَّل عينها اليُسرى وهو يهمس : يا رُوحي
غادة بكلمتِه هذا سقطت حصون أهدابها لينهال دمعها وهي ترمش وبصوتٍ موجع : شفت المُوت
ناصِر يضمُّها بشدَّه و أصابعه تخلخل خصلاتها و ذقنه مُثبِّت على قمة رأسها بين سوادُ شعرها : أشششش لا تطرين المُوت
غادة و تحكي له بالوجع : كنت بعيد حيل كل ماأقرب خطوة تبعد أكثر .. صوتي ماات ماعرفت أصرخ و أناديك , كنت أبي أناديك كنت أبي أضمك كنت أبغى أقولك أني أحبك *شهقت بهذه الكلمة وزاد بُكائها , أردفت بعد ثواني طويلة بصوتٍ غير متزن* ضعت منِّي ... أختفيت .. أنقهرت منهم كانوا يقولون لي عظم الله أجرك .. يالله ياناصر لو تعرف كيف قضيت ليلة البارح !!! بغيت أموت من خوفي ! أنا وش بدونك ؟
صمَت , يخاف الموت كثيرًا يحترم هيبته لدرجة أن ذِكرهُ مُهيب في قلبه لحدٍ كبير
غادة : كوابيس شنيعة قاعد تجيني مع أنَّه زواجنا مابقى عليه شي !! أخاف مايتم .. أخاف يصير شي ويوقفه
ناصر بنبرة هادئة : إن شاء الله خير ! لا تفسرين الحلم الشين , والله يكتب لنا اللي يسِّرنا
غادة تبتعد عن حُضنه مرةً أخرى و وجهها المُحمَّر يُضعف ناصِر , أردفت بنبرة مبحوحة : مهما صار و مهما راح يصير ماراح أختار غيرك زوج و حبيب و أنت كل شيء في حياتي

صحى مفزُوع , صحى متبلل بعرقِه , صحى وكأن حياةً أُخرى بُثَّت في روحه , صحى متوجِع
صدره يهبط بشدة و يرتفع , أنفاسه تُسمَع بشكل مُخيف , بعُقدة حاجبيه يُفكَّر بماذا رأى ؟ غادة ؟ غادة تبكي ؟ رمضان الماضي كان يجمعهم ! , آآآه أشعُر بنارٍ مهوِّلة أسفَل قدمي , أشعُر بحرقانٍ في يسار صدري , أشعُر بأنَّ - أنـا - ضاعت منِّي , أشعُر بغادة.
أنحنى ظهرِه لتسقُط الدمعة المُوجعة لكل رجُلْ , لتسقُط دمعة إشتياقه , تمتم : ياالله
رفع عينِه وفي إذنه يرٌّن " ضعت مني .. أختفيت " لو أنَّ لُقياك بالدُنيـا ليس وقعٌ من جنُون لقابلتُك أسفَل رنَّة القمر الصاخبة و أهمس بين عينيك " من ضاع منِّي هو أنتِ و من ضاع أيضًا هو قلبي الذي كان مع (أنتِ) "

,

دخَل بـو سعُود لقصرِ سلطان : صحِّي الجوهرة بسرعة .. وجلس على الكنبة
عائشة تطرق الباب بتملل من وضعِ الجوهرة الهادىء
سمعت الطرق و باغت الخوفُ قلبها , غير قادِرة على الوقوف .. بنبرةٍ مكسورة : مين ؟
عائشة من خلف الباب : ماما أنتي في يصحى ؟
سؤالها الغبي أجبرها على السكوت فلا طاقة لديها
عائشة : بابا أبدوالرهمان في تهت*تحت*
الجوهرة و صفعةُ قوية و كأن الليمون الحامض يُرَّشُ على جروحها التي لم تلتئم
عائشة : يقول لازم يجي تهت .. يلا بسرئه ماما *بسرعة* . . ونزلت للأسفَل
الجوهرة و آخر ماتوقعته بأنَّ سلطان يُخبره ؟ رُبما يكون تحت معه . . بكَت بضيق من نفسها , بكت الضُعف و الإنكسار , بكت أن لاشيء يستحق الآن بعد هذا !!
وضعت كفَّها على طرفِ الطاولة لتحاول الوقوفْ و إنزلاق قدمها أسقطها بشدة على ظهرها , أطلقت آآآآه موجعة من حافةِ صدرِها , شعرت بنارٍ تحت ظهرها , تُريد الوقوف , تُريد ذراعًا تُمَّدُ إليها كي تستنِد إليها , تُريد . . . . لا يا قلبي إلا هوَ !! إلا هوَ .. لا تُضعفني يالله أمامه أكثر.

.
.
.


أنتهى

مُقتطفْ ملوَّن ( ينظُر بإندهاش مما حدث للتوّ , أخذ نفسًا عميقًا ليُصدق و بفهاوةٍ شديدة توسَّعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس )
مُقتطف رمادي ( لم يتبقى في القصرِ فردًا , ولم يتبقى في نفسِه ذرَّة إحترام لأيِّ أحد )

الحمدلله أنه نزل ، أعتذر وبشدة على التأخير اللي ماهو بإيدي ، بس ذا شكلي لأني فوَّت أقول " إن شاء الله " بـ ردي اللي حددت فيه الوقت :' ، تعبت والله 3 لابتوبات ولا واحد فيهم ضبط النت فيه ، وعشانكم ركبت شريحة أختي اللي بتذلني عليها شهر قدام :( عشان النت يشتغل فيها و عشان ما أفسِد إحترامي لكم و أتأخر أكثر ، عُذرًا كبيرة مرة ثانية :$

ولحد يقولي البارت قصير *فيس متعقِّد*
تراه 28 صفحة بالوورد عن بارتين ونص بعد :$$
أتمنى ينال إعجابكمْ و يروق لكمْ , و الحمدلله أنّ هذه الأعيُنْ تقرأنيْ جدًا ممنونتكم ()

نلتقي بإذن الكريم - الثلاثاء الجاي -
لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.

*بحفظ الرحمن.








 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !  
قديم 31-07-12, 06:17 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

-


السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.

الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.


رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 34 )

في الليلِ
لا تتركيني
وحيدًا.
ترعبُني العتمةُ.
صوتي مصباحٌ مكسور،
و النجومُ
إن غابت ضحكتُكِ
مرايا جارحة".
بلا أملٍ
بأصابعٍ من مطر
يتشبَّثُ بطرفِ منديلِها الأزرق
و يبكي.

*سوزان عليوان

وضعت كفَّها على طرفِ الطاولة لتحاول الوقوفْ و إنزلاق قدمها أسقطها بشدة على ظهرها , أطلقت آآآآه موجعة من حافةِ صدرِها , شعرت بنارٍ تحت ظهرها , تُريد الوقوف , تُريد ذراعًا تُمَّدُ إليها كي تستنِد إليها , تُريد . . . . لا يا قلبي إلا هوَ !! إلا هوَ .. لا تُضعفني يالله أمامه أكثر.
بقلة حيلة و طاقةٍ تناثرتْ , سلَّمَتْ رأسها على الأرض البارِدْة و كفوفها على يسار صدرها تشعُر بأن قلبها ليس بخيْرْ أبدًا.
في الأسفَل كان قلقًا مع كل لحظة تمُّر دون أن يسمع بها خطوات الجوهرةْ , نادى الخادمة مرةً أُخرى : عايشة
عايشة اتت إليه بإبتسامة بلهاء : نأأم *نعم*
بوسعود : روحي شوفيها مرة ثانية
عايشة :أنا يقول
قاطعها بوسعود فلا وقت لديه : روحي ناديها لاتكثرين حكي
عايشة بحلطمة وهي تسير للأعلى : أنا الهين يسير مجنونة بأد *الحين يصير مجنونة بعد*
طرقت الباب بقوة أكبر وهي تُردف : بابا أبدالرهمان يبي أنتي بسرئة*بسرعة*
الجوهرة تُغمض عيناها بشدة و كأنها تُجهض السواد الذي حملتهُ لسنواتْ , تُجهضه بألَم لا يُطاق , أنفاسها المُرتفعة تكتم صوتها , هذا القلب مازال يؤلمها , أشتهت أن تُنادي " يمـه " أشتهت أن تذوب بين أحضانها وتختفيْ من كُل شيء , حُزنها بدأ يتكاثَر من جديد حولها , ليت و لعلَّ يأتِي يومًا أرى به الفرحُ من حولي يتكاثرْ.
عايشة : ماما ؟
الجوهرة ولا قُدرة لديها حتى تُجاوب , رفعت رأسها و الأمس لا يغيب عن بالها , تصرفه الوحشي معها لن تنساه أبدًا , كيف أنه تعمَّد جلدها بطرفِ الحزام حتى يُقطِّع الحديد البارز ظهرها .. توجَّعت من عقلها الذي يسترجع ماحدَث وحرارة جسدها لم تبرُد بعدْ.
عايشة : ماما جوهرة ؟ بابا فيه تهتْ !! *تحت*
هوَ بالأسفَل لا تكاد تهدأ إتصالاته على هواتف سلطانْ الخاصة والغير خاصة وحتى مكتبه يتصل به علَّه ذهب للعملْ.
أتاهُ صوته : هلا
بوسعود بعصبية : بدري مررة بدري !!
سلطان وفعلا ليس بحالة جيدة حتى يتجادل مع أحد : وش بغيت ؟
بوسعود : أنا في بيتك
سلطان ولم يستوعب , مايحدث له أكبر من إستيعابه ! لن يتحمَّل بأن أحدًا آخر يعرف أو يسمع لوم أحد أو يسمع لغضبِ أحد .. يُريد أن يختلي مع نفسه ويُفكِّر بإتزان من جديدْ.
بوسعود قطع هذا التفكير : وينك فيه ؟
سلطان : جايْ
بوسعود : أنتظرك .. وأغلقه
سلطان الواقف أمام الإشارة القريبة من قصرِه كان سيتجه للمستشفى ولكن غيَّر مسارِه للعودة لقصرِه , دخل الحيّ الـ يضجّ بالطبقة المخملية الهادئة حتى أنَّ هدوئها يُقيّدها بأن لا جيران أو حتى تكوين للصداقات بينهمْ , الجميع مُنعزلْ عن بعضْ ماعدا رجالهُم الذين يلتقون دائمًا و عند مسجِد الحيّ يكُون إجتماعهُمْ.
ركَن سيارته بالخارج دُون أن يُدخلها , أخذ مفتاح قصره ولكن أنتبه للباب الذي يُفتح من قِبَل الحارس الذي أحسَّ بصوت سيارتِه , عندما نظر لإبتسامته أبتسم له بشحُوب : شلونك ؟
الحارس : نُشكِر الله
سلطان والمُتعب جدًا : الحمدلله .. دخَل وعيناه تسقط على سيارة بوسعود , فتح الباب الداخلي وألتفت ليلقى بوسعود.
بوسعود وقف مع مجيئه : وين كنت فيه ؟
سلطان : بالمزرعة
بوسعود : طيب ليه ماترد على إتصالاتي من الصبح وأنا أتصل !
سلطان : ليه وش صاير ؟
بوسعود : قبل كل شي وين عبدالمحسن ؟ ريان دق وقال أنه مارجع الدمام !! وعايشة تقول طلعت وياه أمس !
سلطان وفهم بأنه لم يعلم بعد : بالمستشفى
بوسعود توسَّعت محاجره : بالمستشفى !!!!!!!!!!!!!!
سلطان : لا تخاف كل أموره تمام بس نزل ضغطه و يومين بيطلع
بوسعود : طيب ليه ماقلت لي ! و الجوهرة بعد مسكرة جوالها ! أنتوا وش صاير لكم ؟
سلطان عقَّد حاجبيه بإنزعاج : عبدالرحمن فيني اللي مكفيني واللي يرحم والديك لا تسألني أكثر
بوسعود :وش فيك بعد ؟
سلطان بسخرية لاذعة على نفسِه : متضايق من الجو الحار
بوسعود رمقه بنظراتِ مستحقرة وأنصرف ليذهب للمستشفى وقبل أن ينصرف ألتفت عليه : بأي مستشفى ؟
سلطان : مستشفى الـ*********
نظر للدرَج , أصعد ؟ لا تستحق حتى أن ينظر الشخص إليها , أنحنى بظهره ليمسح وجهه بكفوفه الجافَّة , رأى أقدام عائشة
رفع عينه لها
عايشة بعفوية : ماما جوهرة مافي يفته*يفتح* باب
سلطان : طيب ؟
عايشة لم تفهمه : بابا أبدالرهمان يجي وأنا يقول حق هوا بس مافيه يجي
سلطان : من اليوم ورايح لا تصعدين فوق وقولي للكل ! ولا أشوف ولا وحدة فيكم تصعد بالدرج , أخذي الأصنصير وللدور الثالث بس ! أما الدور الثاني لحد يجيه مفهوم ولا ماهو مفهوم
عايشة وأرتعبت فعلا ورددت مفهوم أكثر من 3 مرات من شدة خوفها من سلطان . . وأنصرفت بخطوات سريعة.

,

ركضُوا بشدَّة , أستهلكُوا كل قوَّاهُم بالركضْ ,
عبير : أوووف مابغت تمِّر هالساعات
رتيل من شدة تعبها رمت نفسها بحمام السباحة الذي كان من المفترض أن يكون ذُو ماءٍ بارد ولكن مع حرارة الشمس أصبح ساخن
رتيل وتشتهي البُكاء الآن : أبي مسااااااااااااااااااااااااااااج
عبير : أنا بدخل آخذ لي شاور وأنام وأنتي قومي المويا حارة
رتيل تُغمض عيناها : حارة ولا باردة أهم شي أحس براحة
عبير : طيب قومي عشان مايجي أبوي ويعصب
رتيل : عبدالعزيز مايرجع الحين
عبير : دارية أنه مايرجع الحين بس لو جاء أبوي بيعصب
رتيل : طيب الحين أطلع
عبير ودخلتْ للداخل مُجهدَة تبحث عن الراحة.
رتيل خرجت من هذا الحوض وملابسها مُلتصقة بجسدها حتى يُخيِّل لكل من رآها أنها لا ترتدي شيئًا.
ذهبت للمغسلة القريبة منها والموضوعة من أجل الحديقة المنزلية , مسحت كفوفها من الماء و قدميها حتى لا توسِّخ البيتْ.
هو الآخر يدخُل ومستغرب بشدة عدم وجود سيارة بوسعود أيضًا ولا سيارة سائِقه , هُناك شيء يحدُثْ , أكاد أجزم بأنهم يخططون لشيء , تأفأف من الطين المتبلل الذي باغت أقدامه.
رتيل تجمَّدت في مكانها , ألتصقت بالجدار حتى لا يراها والمرآة تعكس ملامح عبدالعزيزْ.
عبدالعزيز بحلطمة : أستغفر الله بس .. دخل بيته وهو ينزع جزمته في القرب من البابْ , بدأ بفتح أزارير قميصه العسكرِيْ وعيناه على الشُباك ينظر لللاشيء . . حتى أصبح ينظر إليها وهي تسير بخطوات سريعة للباب الخلفِيْ.
عبدالعزيز وعيناه مازالت تُراقبها ولا تكاد ترمُشْ .. أقترب من الشُباك ولم ينتبه للطاولة حتى كاد يسقُط عليها , تأوَّه مُبعِدًا النظر وجسده عن الشُباك : آآححح .. عض شفته من ألم ضربة الطاولة في ركبتِه ,
وتمتم : حوبتها ماراحت بعيد.
,

ينظُر لأرضٍ طاهِرة ستُرفرف عيناه بها من اجل غادة وبتمتمة : الحمدلله
الرجُل الذي من المركز : راضي عنه ؟
ناصر : إيه ومكانه حلو
الرجُل : طبعًا زي ماأتفقنا بنترك هالمساحة مواقف سيارات والباقي المسجد
ناصر : أبد ما عندي أي إنتقاد على طريقة التصميم
الآخر : الله يكتب لك فيه الأجر ويعطيك على قد نيتك
ناصر : آمين جزاك الله خِير .. أنصرف الرجُل تاركًا ناصر بهذه الأرض البيضاء
وضع هاتفه الآيفون على الأرض ليُشير إلى القبلة , صلَّى ركعتين عليها , تحدَّث بسجوده لله عن غادة , تحدَّث عن عميقِ حُزنه لله , الله يعرفُ جيدًا كم من الحُب لك يا طاهرة.
سلَّم و هو جالِسًا على التُربة الحارَّة.
كُنت صالِحًا جدًا لحُبِك , كنت أُريد هذا الصلاح ينتهي بفرَح تحت سقف حُبنا وَ يجمعُنا , لم يجمعنا هذا السقفْ ؟ لكن قتلنا ؟ قتلني كيف أنَّهُ وسَّع بي قائمة أحلامي , في أول حلمٍ كتبته كان أنتِ , وثاني حلم أن يجمعنا الله وثالث حلم ان يرزقنا الله بأطفالٍ يشبهُون والدتهُمْ و . . . كل أحلامي التي كتبتها في قلبي كانت لأجلك و معك وفيك .. وفي ليلةٍ كنت اعدُّ الأيام لاجلها قتلني هذا السقفْ الذي رفعتهُ بفعلِ حُبي لك , بعثَر أمنياتيْ و أحلامي , لم أضعفْ بحياتي كضُعفي أمامك الآن , أنا أشعُر بأنَّ حُبنا يسمعنا الآن , أنا أشعُر بأن قلبك هُنا .. أتركي هذا العالم يبصقنِي بالجنون , لم يُنصف مُجتمعنا الشرقي الحُب يومًا فـ كيف يُنصف الجنون الآن ؟
عيناه تتأمل إتساع المكان وكيف يضيق به بذكرى " غادة " , أخافُ يوم لا ظلَّ إلا ظله أخاف أن يقف بيننا الجنةُ والنارْ , أخشى عليك و على نفسي .. هذه الدُنيا رديئة جدًا لذلك لم يكُن طُهرك ليجتمع معِيْ , لكن الجنَّة هي البقاء.
وعدٌ لن اتخلى عنه , وعدٌ لأجلك ..سأحاول بكل ما بيْ من قوَّة أن أفعل الخير بـ نيتيْنْ , نيّةُ الأجرُ لي حتى أفوز برضاه و نيةُ لأجلك حتى يجمعني الله بكْ.

,

تدفن رأسها بالمخدة وهي تبكِي بشدة , تتألم ولا أحد ينصتُ لها , قلبها يتآكل , شيءٌ من الحنين يأكله , يلتهم ماتبقَّى به.
مسكت رأسها تُريد أن ينتهي الألم , تضغط عليه من الجانبيْن , ألتفت للباب الذي يُفتَحْ.
وبصوتٍ مُثقل بالحُزنْ : يممه
والدتها : وش فيك جالسة هنا ؟ قومي خلينا نطلع وتغيرين جو
رؤى و تشكُ بوجودها الآن أمامها , تنظر إليها بضياع
والدتها رفعت حاجبها : رؤى وش فيك ؟
رؤى بهمس : يُمــه
والدتها : إيه أمك ! رؤى حبيبتي وش صاير لك ؟
رُؤى ولا تصدُق صوتها , مازالت نظراتها تُبيِّن صدمتها بوجودها
والدتها ودبَّ بها الخوف , أقتربت منها : رؤى حبيبتي طالعيني
رؤى وعينيها على الباب
والدتها : رؤى طالعيني
رؤى رمشت و دمعةٌ هاربة تلصق بخدِها
والدتها تضع كفوفها على رأس رؤى : فيك شيء ؟
رؤى أغمضت عينيها : مين أنا ؟
والدتها : شكلك مانمتي من أمس و جالسة تهذين
رؤى مازالت مُغمضة عينها وفي حوار الذات التي تجهله : مانمت
والدتها : رؤى
رؤى : مين أناا
والدتها : بسم الله عليك .. قومي رؤى لا تعورين قلبي عليك
رؤى تفتح عينيها على والدتها : يمممه
والدتها بقلة صبر : إيه أمك .. يالله يارؤى وش صاير لك ؟
رؤى : أشتقت لك
والدتها و لُجِمَت
رؤى ببكاء : وينك ؟ جلست كثير أنتظرك
أم رؤى مازالت مصدُومَة و تيقَّنت بأن رؤى ليست في كامل وعيْها.
رؤى وتتقطَّع ألمًا : ليه تركتيني ؟ ناديتك كثير ومارديتي .. يمه
أم رؤى وقد علمت بأن اللاوعي يُسيطر عليها : أنا هنا معاك ياروح أمك
رؤى أغمضت عينيها وهي تقترب من حضن والدتها , وضعت رأسها على صدرِ والدتها وتبكِي بوجَع : أشتقت لك كثيييرْ

,

يُفتِّش بالأوراق ويفتح بمواقِع النتْ , علّ خبرُ عن طلاب يسقُط إسمها سهوًا أو خبرٌ عن والِدها , أشياء كثيرة يبحث عنها بلا هويَّة , يحتاج إسم فقط كي تتصل هذه الأشياء في بعضها ويعرفْ من صاحبها ؟ يحتاج فقط أن يعرف من هي رؤى ؟
تنهَّد و أعيُنه بدأت بمدِّ ذراعِ التعبْ من تسليطها لضوءِ شاشة اللابْ توبْ.
مرةً أُخرى يدخلْ لبعثاتٍ لباريسْ , يقرأ الأسماء واحِدًا تلو الآخر , ولا ينذكُر إسمها.
سرحت ذاكرته بعيدًا , أم رؤى تلفُظ بلسانها " غـ. .. رؤى ؟ "
يكاد ينهار عقله من كمية التناقُضات التي يعيش عليها , أحيانًا أرى التناقُضاتْ تتغنَّجُ أمامِي حتى أنجذبُ نحوها فأصدقها لأن لم يكُن من حولِي صادقًا حينها.
يقرأ الأسماء مرةً أُخرى بإسمٍ يبدأ بحرف الغينْ .. غيداء سالم .. غيداء مسفر .. غيداء عبدالإله .. غلا خالد .. أين أنتِ يا رؤى منهم ؟
مسك رأسه يحاول التفكير بإتزان , عينه على الاوراق التي أتت بها أم رؤى في أوَّل يومْ رأى بها رؤى.
رؤى بنت مقرن بن ثامر السليمان , كتب إسم " مقرن بن ثامر السليمان " في مُحرِّك البحثْ.
لم يرى خبرًا له , يحاول الربط الآن .. مقرن منذ متى متزوج ؟
رؤى عُمرها الآن 26 هذا يعني أنَّ مقرن متزوج على الأغلب منذ 27 سنَة إذا قلنا أنه الحمل أتى بعد زواجه بعدة شهور و 9 شهور أخرى ..
نظر للأوراق مرةً أخرى " عُمر والدتها : 39 "
وليد فتَّح عيناه بعدم تصديق , وبنبرةٍ يُصبِّر بها حاله : لحظة لحظة ..
هذا يعني أنه عُمر والدتها عند ولادتها 13 سنَة .. لسنا في الجاهلية حتى أصدق هذه الخرافات كيف تزوَّجت بهذا السن ؟
يحاول أن يُجمِّع قوّاه حتى يُفكِّر ويربط مرةً أخرى , هذه ليست والدتها ؟ كيف تتجرأ بأن تنسب نفسها لرؤى ! الآن فهمت سبب هذه التصرفاتْ.
أغلق حاسُوبه وهو يتصِل على رؤى : يالله يارؤى ردِّي
في جهةٍ أخرى رؤى في إغماءة على صدرِ والدتها.
تنظُر هذه الأم لشاشة الهاتفْ التي تُضيء , أبتعدت قليلا ووضعت رأس رؤى على السرير وأتجهت لهاتفها لتقرأ " وليد "
تنهَّدتْ وأغلقت الهاتف و أخرجت منه الشريحة.
وليد يُعيد الإتصال ليأتيه " مغلق " , ضرب بقدمِه الأرض غاضبًا كل شيء يُشعره بأن هذه المرأة لا تُريد الخير لرؤى.
مدد إجازته حتى هذا اليوم فقط من أجل رؤى , والآن يُحبط من أجلِ تلك المرأة.
لن تأخُذ رؤى منِّي بأكاذيبها.

,
ساعات الظُهر الأخيرةْ
جالس بقربه عند رأسه , قرأ عليه القليل مما يحفظ من القرآن , يدعُو له بقلبه ولم يسكَن قلبه لثانية من ترديد الدُعاء , مرَّت ساعةٌ أخرى وهو بمثل موضِعه.
ألتفت للباب الذي يُفتح و نظر لسلطانْ.
سلطان بهمس : ماصحى ؟
بوسعود هز رأسه بالنفيْ
مع هذا الهمس بدأ يفتح عيناه التي ينتشرُ أسفلها من السوادِ هالاتْ
بوسعود وعينه لا ترمش من على أخيه
عبدالمحسنْ وحنجرتِه تفتقر للماء ويتوجَّعُ مع بلعه للريقْ
بوسعود فهم أنه يحتاج لماء , أخذ الكأس وملأه لربعه حتى لايشربه دفعةٍ واحِدة , أشربه الماء دُون إندفاعْ.
ما إن ألتفت عبدالمحسن ونظر لسلطان وكأنه يسمع لكلمات الجوهرة التي تطعنه مرةً أُخرى
سلطان و عينه تحكي و عين عبدالمحسن تُجيب.
بوسعود الغير فاهِم بأحاديث العيُون : الحمدلله على سلامتك طهور إن شاء الله
سلطان : ماتشوف شر
بوسعُود نظر لهاتفه الذي يضجّ : دقايق بس .. وخرجْ
سلطان أقترب وجلس بجانبه
عبدالمحسن ببحة صوتِه المُتعب : وين الجوهرة ؟
سلطان بصمت لم يُجيبه
عبدالمحسن وصوته يتقطع بتقطُّع كلماته : ضـ .. ضربـ.... لم يستطع أن يُكمل لأن صوته يضيقُ أكثر
سلطان فهمه تماما ومازال صامت يكتفي بالنظر إليه
عبدالمحسن : سلطان
سلطان يُقاطعه : لاتتتكلم وتتعب صوتك , أرتاح
عبدالمحسن : ماأبي إلا أنك تطلقها
سلطان ورجَع لصمتِه
دخل بوسعود بإبتسامة : هذا ريان .. جلس ليُردف : وش منّه تعبت ؟
عبدالمحسن هذه المرة هو من ألتزم الصمتْ
سلطان ويبتسم : مايدري أنه كبر والسفر بالسيارة ماعاد ينفع له
بوسعود : ماترجع الدمام الا بطياره لا تتعب نفسك أكثر بعد
عبدالمحسن : عطني الجوال
بوسعود : تبي تطمنهم ؟ لاتشيل هم انا كلمتهم
عبدالمحسن : أبي تركي
بوسعود ويضغط على زر الإتصال بتُركِي , أتاه الهاتف مغلق : مغلق
عبدالمحسن أكتفى بتنهيدة كادت تُعيده لإغماءةٍ أخرى , بتقطُّع صوتِه المُتعب وقلبه الأكثر ألما بما حدثْ.
سلطان وقفْ ويبدُو ان البراكين لم تهدأ بعد : أنا أستأذن
بوسعود : خذني معك فيه شغل كثير لازم نحكي فيه .. تآمرني على شي
عبدالمحسن هز رأسه بالرفض
بوسعود أنحنى ليُقبِّل جبين أخيه بتقدير وَ محبَّة : ماتشوف شر .. وخرَج مُتبِعًا سلطان
بوسعود : ماراح تقولي وش صاير لك ؟ منت على بعضك أبد
وهُما يخرجَان من المصعَد متوجهين للخروج من المستشفى
بوسعود مع صمت سلطان بدأ يدبّ في داخله القلق : يخص الشغل ؟ الجوهرة ؟ مين بالضبط !
سلطان بصوتِه الحاد : ريِّح نفسك وتطمن
بوسعود : طيِّب زي ماتبي .. تَرى أخترت من اللي راح يروحون للجزائِر
سلطان : أنا بكون مشرف هناك
بوسعود توقف في مكانه مصعوق : نععععععععععم !!
سلطان ألتفت عليه : وش فيك ؟ أنا ودِّي أدرِّب
بوسعود : 4 شهور ! كيف تترك الشغل فيه أشياء أهم
سلطان : وفيه مسؤولين يقدرون يمسكون الشغل وأنت منهم ! ماراح يضِّركم
بوسعود بشك : أنت تبي تبعِّد وبس ؟
سلطان : باقي لها فترة تونا بدري عليها بس تتم ساعتها بنكون مخلصين أغلب أشغالنا
بوسعود : بس كمبدأ أنت مسؤول عن أشياء أهم ماينفع تروح تدرِّب طلاب فيه اللي أحسن منك يدربون أما أنت لأ
سلطان رفع حاجبه : بتمنعني يعني ؟
بوسعود بحدة أكثر : عندي صلاحيات تخليني أقدر أمنعك وماراح تقدر تعترض
سلطان بصمتْ ينظر إليه و الآن بدأ غضب آخر يتولَّد به بفعل بوسعود
بوسعود : سلطان أنت عارف وش قاعد يصير ؟ الجوهي للحين مسبب لنا أزمة وخطره بدا يزداد ماينفع تروح كذا
سلطان : طيب عبدالعزيز بيروح بعد ؟ وش تفرق إذا هو أصلا أساس علاقتنا بالجوهي
بوسعود : عبدالعزيز غير ! إحنا من أول ماجاء وإحنا متفقين أننا نرسله للتدريب وخططنا لهالشي من زمان
سلطان : طيب وأنا أبي أدربه
بوسعود بعد صمت لثواني ليستنتج : مستحيل ياسلطان تدربه إذا إثنينتكم ماتتقبلون بعض كيف تدربَّه ؟ تبي تزيد حقده أكثر !
سلطان بغضب : ومين قال بزيد حقده !! يخي حرام أدرِّب !
بوسعود : أنا ماني فاهم تصرفاتك
سلطان : وأنا قلت لك أبي أكون من المشرفين هناك كذا بروح إستجمام وش رايك يعني ؟
بوسعود إبتسم من سخرية سلطان : طيب إستجمام أختار وقت مناسب
سلطان : لا أنا أبي مع الفترة اللي بيروح فيها عبدالعزيز !! إذا فيه قانون يمنعني قولي أخاف أنا جاهل بالقوانين بعد
بوسعود : أنت معصب من مين بالضبط
سلطان بعصبية كبيرة تجعل كل الداخلين للمستشفى يلتفتون إليه : يخي ماني معصب من أحد أنا كذا طقَّت بمزاجي بروح
بوسعود : طيب أدخل السيارة نتفاهم لا وصلنا .. وركب السيارة وهو من قاد لأنه يعرف سلطان في وقت عصبيته رُبما ينسى شي إسمه " مرور ".

,

رُغم التعب لم يأتيها النومْ , تنظُر لسقف غرفتها وشعرها المبلل يُبلل سريرها .. أشتاقت له .. يالله يا قلبي لاأُريد ان أضعف بإشتياقي له , مسكت هاتفها لتسترجع نشوة الفرَح عند قراءتها له , تُعيد قراءة رسائِله وكأنها للمرة الأولى , عيناها لا تكفُّ عن إلتهام الأحرفْ , حفظت كل كلمة و كل فتحه و كسرة و أيضًا سكونْ , تبتسم بسخرية على حالها كيف أنَّه وصَل لدرجةٍ أن تتعلق كـ تعلقها الآن به , باغتها بـ رسالة ظهرت فجأة بشاشتها لتضغط على عرضها " أشتاقُك "
وكأنها كانت بحاجة لسبب حتى تبكِي , بحاجة لكلمة تربتُ على كتفِها وتقُول لها : صبرًا .. بحاجة أن تُناقِض نفسها كما يُناقض مُجتمعنا نفسهُ بالحُبْ , نحنُ بحاجة مُلحِّة بأن نناقض أنفسنا.
كتبت له " عاطفتِي مُشبعة بغيرك "
لم تستغرق كثيرًا حتى أتته رسالةً مِنه " بغيرك ؟ يعني بغير قلبي فأكيد تقصدين عيني "
فتحت عينيها بدهشة , وَ قلبها على أشكالِه المُتناقِضة يقَع , " كيف عينك و انا ما شفتها ؟ "
أجابها وكأنه ينتظرها ومُجهِّز الرد " قلبك يعرفها "
" أحاول ألفظها بإعتدال , أنـا م ا أ ب ي ك "
أجابها " أحاول أن أقولها دُون أن ينقطع نفسي بشدَّة وقعُك على قلبي , أنا أ ح ب ك "
وعينا عبير شلالُ من الدمع , أصابعها تخشى الرَد , يُسكتها دائِمًا بطريقة مُستفزة لعقلها الذي يُقاوِم هذا الحُب.
كيف لشخصٍ أن يحُب شخصُ مجهول ؟ لا يعرفُ عنه شيء سوَى صوته ؟ رُبما أصواتِنا هي الأشدُ صدقًا في هذه الحياة
سأتجاهله . حاولي يا أنا أن تتجاهليه مرةً أُخرى.

,

يبدُو مشوشًا يحاول أن يفتح الموضوع دُون أن يجرح يُوسف بشيء , يعلم أنَّ يوسف صاحِب غيرة شديدة و أنني لو لفظت إسمها سيغضب وجدًا , كيف أقول له.
منصور : يوسف
يُوسف ألتفت عليه دُون أن ينطق حرفًا
منصور : بس بسألك كيف أمورك ؟
يُوسف وفهم مايقصد : تمام
منصور : مرتاح ؟
يُوسف : ليه تسألني ؟
منصور : بس بتطمن عليك
يوسف أبتسم : وش فيها الماما ؟
منصور ضحك ليُردف : صدق بتطمن
يوسف : طيب تطمن مرتاح ولله الحمد
منصُور : وش صار على سفرتك ؟
يوسف : هذا أنا أنتظر إذا ماجت قبل رمضان بضطر أكنسلها
والدهُم الذي في الزاوية الأخرى من المجلس , كان منشغل بالجريدة , طواها ووضعها على الطاولة : صب لي قهوة
يُوسف ولأنه الأصغر وقفْ ومدَّ الفنجان لوالده : سم
والده : سمّ الله عدوك ..
يوسف وجلس بجانبه ولحقه منصور ليجلس بالقرب من والده
منصُور : يبه ماكلمت المحامي ؟
والده : كلمته وقالي مانقدر دام تقفلت القضية
يوسف الغير فاهم : وش صاير ؟
والده : نبي نشوف مين قتَل أخو زوجتك بس قالي أنه مكتوب بالقضية أنه منصور معترف و أنتهت بالعفو
منصور : بس أنا ماأعترفت ولا قلت شي بس هالمحامي الغبي تصرَّف من كيفه
يُوسف بجديَّة : ليه تفتح هالمواضيع ؟ يخي فكنا يرحم الله والديك
منصور : بس أنا أبي أعرف مين اللي قتله ؟
يوسف : يخي وش تبي تدخل نفسك بمشاكل ثانية ! خلاص أنتهت القضية وقضينا
منصور : بس فيه ناس ماهم مصدقين مايصير نظلمهم
يُوسف وفهم مقصده جيدًا وبحدة : وش قصدك ؟
منصور : أنت فاهم قصدي كويِّس
يوسف : لا أنا غبي وعقلي صغير وماأفهم بالألغاز هذي
منصُور ويعرف بأنه يُريد أن ينطق إسمها ولكن مستحيل أن يفعلها , وبنبرة هادئة : وأنا عارف أنك فاهم
بومنصور : تذابحوا قدامي هذا اللي ناقص بعد !
يُوسف تنهَّد وألتزم الصمتْ
بومنصور : خلوا العالم عايشة ومرتاحة لاتجلسون تنبشون بالقديم
يُوسف : علَّمه أنا وش دخلني
منصور : لأني عارف أنك منت مرتاح
يوسف بسخرية على منصور : على فكرة بالتحليل النفسي أنت زيروو
منصور أبتسم : واضح من العصبية أنك مرتاح
يوسف : لا إن شاء الله بكرا بجي وأجلس عندك وألطم وأبكي وأقول *يُقلِّد صوت والدته* والله ألحق عليّ ياخوي قلبي بيتقطع ماذاق طعم الراحة
بومنصور وأنفجر ضحكًا : هههههههههههههههههههههههههههههههههه صدرك شمالي الله لايضرك
يوسف بإبتسامة لوالده ولأجل أن يُزيل الشك من صدرِ منصور : على أهل زوجتي
منصُور ولن يُكذِّب إذنه أبدًا حين سمع كلام مُهرة و ردِّ فعل يوسف.
,

صدرُها لايهدأ من إرتفاعه وهبوطه , بها من القهر الكثير , توَّد لو تنفجِر على يوسف بكل الكلمات البذيئة التي تحفظها والتي لا تحفظها كـ أن تقرأ عليه كل شيء سيء في الحياة و تنسبه له , عقلها ضجِر من كثرة التفكير , في أولِ محاولةٍ فعلتها بأن تخدعُ قلبه سقطتْ بـِ شرِّ قلبها.
أخذت نفسًا عميقًا علَّها تُريِح شيئًا من حقدِها , تكرهه و تكره أخيه و زوجته و تكره شقيقاته و تكرههم جميعًا بلا إستثناء.

,

بعد محاولاتٍ بائسة وقفتْ , لبسها بأكمله مُتقطِّع من ضربه .. نزعته ورمته جانبًا وهي عاقدةُ الحاجبين كارِهة لما حدثْ.
لبست أول مالمستهُ يداها في الدولابْ , بيجاما قُطنية بأكمامٍ طويلة , رُغم الحر هي تشعرُ ببرودة أطرافها أو رُبما الوحدة تُشعرها بالبردْ.
رفعت شعرها وتركت خصلة لتربُط بها بقية خصلاتها على شكل ذيل حصانْ , ومع كل خطوةٍ تخطوها تشعرُ بألمِ ظهرها .. أتجهت للحمام وغسَّلت وجهها نظرت إليه .. ليست هي أبدًا , ملامُحها تُشبه المُجرمين المُتعذبين , أسفلُ شفتِها جرح و جرحٌ آخر على جبينها , وجهها ممتلىء بالجرُوح الحمراء و الأخرى البنفسجية , وملامحٌ بيضاء مُصفَّرة .. ضربها سلطان ولم يُبقي لها شيئًا يضجُّ بالحياة على جسدِها أو يحملُ على الاقلِ لونًا طبيعيًا.
أغمضت عينيها لتتسلل دمعةٍ على خدِها , مسحتها بسُرعة وخرجت , نظرت للحزام الساقط على الأرض بالقُرب من جهة الحمام , لم تمنع نفسها من البكاء .. بكت وهي تراه كيف أنَّ تلك القطعة الحديدية البارزة بنهاية الحزام قطَّعت جسدَها , من يداوي جروحي الآن ؟ كل من قال له القلب داويني .. جرحني أكثَرْ من سابقه.
جلست والغُرفة تكتسيها الفوضى , كل شيءٍ في غير محله , كان سلطان جنونيًا في ليلة الأمس .. حطَّم كل شيء أمامه أفرغ كل مافي داخله و حتى بعد هذا لم يهدأ أبدًا.
تذكرت هاتفها , فتحت الدرج الذي بجانبها وأخرجته , أنهالت عليها الإتصالات الفائتة , تجاهلتها تماما ولكن لم تستطع تجاهل رسالةٍ رأتها " دوِّري على غيري عشان تحطين عليه ذنبك , شوفي مع مين مضيعة نفسك "
كاد يقف قلبها , لم تُصدِّق أبدًا ضميره الميِّت , يرسُل لها هذه الرسالة مع علمه تماما بأنه هو من ضيَّعها ؟
بكت بإنهيار هو لم يرسل إليّ إلا لأجل أن يراها سلطان و ينخدِع به , مسحتها برُعبْ و قلبها يئِّن , لن يتراجع مُجددًا , 7 سنوات يسعى لأن يُمدِّدها بأهوائِه .. يا تُركِي رفقًا بيْ والله كُلما حاولت أنّ أصفحُ عنك و أتجاوز عن ذنبِك كلما حاولت أن أتذكرُ حسنَة أنك عمِّي و كنت أخي بالماضِي جئت و نثرتْ كل هذا من عقلي , يا تُركِي لمرةٍ واحِدة فقط قُل أنك تُحبنِي بأفعالك لمرةٍ واحِدة دافِع عنِّي لأني إبنة أخيك لستُ بعاشقة تهواها ! أنا لستُ بضائِعة لأتشبثُ بحبك .. والله لستُ ضائِعة.

,

يكحّ من فُرط تدخينه , وهو يتحدَّث بصوتٍ مبحوح من حرامٍ يُدخِّنه : عاد صالح قال كذا
الآخر : والله ورجعت نفوذ صالح دامه قدر يعرف عن زواج عبدالعزيز العيد
رائد : هذا هو ماتغيَّر لا بغى المعلومة قدر يجيبها
الآخر : أنا ثقتي فيه كبيرة
رائد : وأنا أكثر حتى أفكِّر عقب روسيا نستغل علاقتنا فيه و نقنعه يساهم في موسكو وكذا بتقوى إمدادتنا
الآخر : بس لا تفتح له هالموضوع قبل لاتتم صفقتنا معه , خلها تتم و النار تهدأ ونبدأ نتوسَّع بشُركائنا
رائد الجوهي وينظُر لأوراق من يتعامل معهُم : الحين أُولدكا طرحت أسهمها لو نساهم فيها 20% و نترك صالح يساهم بـ 40% كذا السيادة بتكون لنا ونقدر نستغل إسمها في الدعاية و العروض برَا و بكذا ماراح يقدر لا سلطان ولا اللي أكبر منه يوقفنا لأن بنستعين في باريس اللي بتحمينا على أنَّنا مواطنين
ضحك بخبث من طريقة تفكير رائِد وهو يتوسَّع بإبتسامته : كيف جبتها ؟
رائد بإبتسامة : وعُمري ماجبتها يا حمد
حمد : بس يبيلها مخمخة شوي
رائد :لا مخمخة ولا غيرها , *وضع علبة السجائر الفاخرة على الطاولة , حركَّها يمينا* هنا إحنا مواطنين فرنسيين ومن حق السلطات الفرنسية تحمينا *أخذ علبة الرصاصة ووضعها يسارًا* هنا ربعنا *قاصِدًا السُلطات الأمنية التي ينحدِر منها سلطان وبوسعود* و هنا صالح وأُولدكا اللي بتعتبر شركتنا *وضع قارورة المياة في المنتصف مُشيرًا إليها*
حمد : إيه لكن لو طالبوا بأننا مواطنين سعوديين و تحركت السفارة هناك
رائِد : مين اللي عليه مشاكل و قضايا ؟
حمد : رائِد الجوهي
رائِد : وأنا الفرنسي وش إسمي ؟
حمد أنفجر ضِحكًا : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعني بحّ
رائد :بالضبط الجوهي بحّ .. و هجمة مرتَّدة لسلطان ههههههههههههههههههههه
حمد : مخي معلِّق من الداهية اللي بتسويها
رائد ويستنشق من دخانه وينفثه : كلها فترة وبعدها الكل بيقوم على سلطان و على عبدالرحمن ال متعب أنهم ماقدروا يسوون شي قدامي
حمد : أشرف لهم يتقاعدون ولا حيتنيِّلُو بستين نيلة
رائد : وأنت مصدق بيجلسون على كراسيهم !

في جهةٍ أخرى أحمد يحاول يُصلح العطل الذي يواجه أجهزة المراقبة أمامه
متعب ولم يسمع سوَى " من حق السلطات الفرنسية تحمينا " و " مين اللي عليه مشاكل و قضايا "
متعب بتوتُّر : قاعد يصير شي مهم
أحمد و يفصُل أحد الأسلاك ليُوصله بسلكٍ يخص أحد الأحياء المراقبة : حتى هذا مايشتغل البلا ماهو عند الجوهي بس
متعب وبالشاشة الحساسة يضغط بأصابعه عليها حتى يُدخل الرقم السرِي : مخترق
أحمد بصدمة : نعععم !!!!!!!!
متعب : برامج الحماية متدمرة !
أحمد : لحظة .. وَ فصَل أسلاك كثيرة حتى يتوقفْ عمل الكاميرات المراقبة المتوزِّعة في منطقة الرياض.
متعب ويخرج من هذه الغُرفة ليُبلغ قسم الصيانة و عندما رأى بوسعود و سلطان داخلين زاد توتُّره و أختفى من امامهم بسرعة ليُبلغ القوات الأمنية أن تخرج وتحِّل مكان الكاميرات المتعطلة لمُراقبة الأوضاع حتى يصلح هذا العطل.
أحمد المُتفنن بهذه الأمور يفِّك بعض الشفرات حتى يخترق من يخترقهم الآن , رُغم الحماية المعلوماتية العملاقة ولكن هُناك أختراق وواضح جدًا أنه الشبكة التجسيسة مُتمرِّسـة.
متعب : بلغت قسم أمن المعلومات
أحمد : ماني قادر أدخل على الملفات الرئيسية
متعب وزاد توتره وقلقه أكثر
بعد صمت لثواني , أحمد لفظ جحيم مايحدث : قاعدة تنقِّل ملفات
أحمد ترك مابيده , ليس هُناك حل أبدًا سوَى تدخُل من سُلطة تكبره
متعب والآخر جلس مكان أحمد ويحاول بمثل ماحاول من سبقه
أحمد يطرق الباب ثلاثا ويدخُل على سلطان
سلطان و بوسعود التفتوا عليه و الإستغراب يعتليهُم من طريقة دخُوله
أحمد و " على بلاطة " : فيه شبكة تجسسية أخترقتنا
وهذا آخر مايُريد سماعه , وقف ليتجه و معه بوسعُود.
دخَل وينظُر للشاشة المتوقفة التي تُخبره بأن كاميرات المراقبة مُعطلة .
بوسعود : بلغتوا الصيانة ؟
متعب : إيه طال عمرك بس قاعدة تنقِّل ملفات
سلطان ينظُر للخط الذي يُشير لنقل المعلومات و وصَل لـ 55%
جلس مكان متعب وهو الآخر يحاول فك بعض الألغاز حتى ترجع السيطرة لهُم.
بـوسعود : أنشأ مستخدِم جديد و أدخل عن طريقنا
أحمد و تذكَّر هذا الأمر : إيه صح .. جلس بجانب سلطان وهو يُبادر بتسجيل حساب يدخل عن طريق حساباتهُمْ
سلطان وينظُر لأسفِله وكان هُناك سلكٌ متصل , قطعه عن طريقِ قدمه وهو يلتفت لمتعب : أرحم عقلي شوي
متعب رفع حاجبيْه ببلاهةٍ مُضحكة
سلطان : أرسِل قوات لـ
قاطعه متعب : أرسلنا
سلطان يُشغِّل الأزرار المرتبطة بالشاشة المسؤولة عن الكاميرا الموضوعة عند الجوهي , لم تشتغل بعدْ.
إحدَى القوَّات يضجُّ صوتها عن طريق اللاسلكِي : حيّ الودَاد مقطوعة أسلاك كاميراته
سلطان و بوسعود نفس التفكير بوقتِ واحِد , تفكير بمن يسكنون بيُوتهم.
بوسعود يُمسك هاتفه ويضغط على زر الإتصال : مقرن روح لبيتي بسرعة
سلطان في حربْ لاذعة تُقام داخله .. خرج لمكتبه وهو يرفعُ سماعة الأمن الخاص ليرسُل حرَّاس شخصيين لمنزلِه.

,

أصواتُ الشرطة مُزعِجة جدًا , وضع سلاحه على خصره و غطاه بقميصه , أغلق أزاريره و خرج لينظُر ماذا يجري في هذا المساء ؟
توجه لمن يتسيُّدُون رأس الطريق : السلام عليكم
أحد رجال الأمن : وعليكم السلام
عبدالعزيز : خير ؟
رجُل الأمن : إجراءات روتينية
عبدالعزيز وشكّ بهذا القول : معاك عبدالعزيز سلطان العيد
رجُل الامن : والنعم والله
عبدالعزيز وعرف أنه إسمه لم يُجدي نفعًا , أشار له لقصرِ عبدالرحمن ال متعب : طيب وساكن هنا !
رجُل الامن وفهم مقصده : صايرة أعطال
عبدالعزيز : تخص ؟
رجُل الأمن بهمس : المراقبة
عبدالعزيز وفهم جيدًا , عاد ليركب سيارته دُون أن يجلب هاتفه و أشياء أخرى , توجه للعمَل و أنهُ مهما كرهت عملاً سيتلبَّسك الحُزن أن فكَّرت بأنه لوطنُك و أنَّك تكرهه فتشعُر بإستحقارٍ لنفسك.

في جهةٍ أخرى مازالت الأعطال متواصِلة و نقل الملفات يصِل لـ 69%
سلطان في جهةٍ يحاول الدخُول لملفاتِهم بشبكة وهمية و أحمد في جهةٍ يحاول إختراق الشبكة التي تتجسس عليهُم.
متعب : كل شي تحت السيطرة ومُراقبين الطرق ككل لكن حي الوداد القوات مشغلة الأصوات.
بـوسعود يمسح جبينه : سلطان مافيه غير حل واحد
سلطان رفع عينه له
بوسعود : ندمِّر الملفات قبل لا توصلهم
كيف نُدمِّر ملفات محشوَّة بموادِ قد تُساعدنا مستقبلاً ؟ قد نقبض على مُجرمين منها ؟ كيف نُدمِّرها بسهولة , هذا أمر شبه مستحيل وقد يُعرضنا للمسائلة.
سلطان ينظر للشاشة الصغيرة التي تخبرهم بأن النقِل وصَل 69%
أردف : باقي .. إن شاء الله يمدينا
وفي جهةٍ ثالِثة من المبنى فريقٍ يحاول فك شفراتٍ معقدة لحماية جهازُ أمن يخصُ الرياض و رُبما دُون مبالغة أنه يخصُ دولة بأكملها.

,

أنزعجت من الأصواتْ , طلَّت من شباكِها لاأحد تلمحُه , غريبْ أمر الشرطة في هذه الأثناء.
باغت عقلها فكرة مُجرمين في الحيّ الآن , لم تزفر ماحصَل لها بعد حتى تتقبَّل شيئًا آخر , مسكت هاتفها لتتصَل بوالِدها فخوفها هذه المرة كبير , لم يرُد.
رتيل خرجت من غُرفتها متوجِّهة لغرفة عبيرْ , دخلت ورأتها مستلقية على سريرها و يبدُو نائِمة.
رتيل : عبييير
عبير فتحت عينها لها وهي التي لم تنام و لكن كانت تحاول : هلا
رتيل أستغربت إحمرار عين عبير
عبير أنتبهت و مسحت دموعها : قريت قصة وتأثرت
رتيل : أدق على أبوي مايرد
عبير ولمحت الخوف في عين رتيل : تلقينها إجراءاتهم الدورية
رتيل : طيب ليه مشغلين هالأصوات المعفنة
عبير : مدري بس أكيد ..
قاطعتها رتيل : وأبوي مايرد بعد ! .. تُعيد الإتصال بوالدها وأيضًا لا رد.
عبير : وش فيك صايرة خوافة مررة ؟ بعدين حيَّنا مراقب ماهو صاير شي إن شاء الله
رتيل : بكرا يقتلوني بعدين أقولك ليه خوافة
عبير : يقتلونك !! و بعدها تقولين لي ! والله من الحشيش اللي تآخذينه
رتيل أبتسمت بين كومةِ قلقها : يختي تدريني لما أتوتِّر ما أعرف أصِّف الكلام
عبير : وتدريني هههههههههههههههههههههههههههههههه كملي بدليات بعد
رتيل بتأفأف : يختي أحر ماعندي ابرد ماعندك

,

ينظُر لبياض الجُدران من حوله , سكُون و هدُوء يجبره بالغوص في تفكيره.
كيف يُصدِق الجوهرة ؟ و يكذب أخيه ؟ كيف تقول منذُ 2005 ؟ كيف كل هذه السنين لم ألاحظ ؟ لم أنتبه لتصرفاتها و لتصرفات تُركي معها ؟ لم أناقشها في أسباب رفضها للكثير مما تقدّموا إليها , في رفضها إكمال طموحها في الماجستير وغيره , كيف لم أنتبه لكل هذا ؟ من الجنُون كل هذه السنواتْ تمُّر و الجوهرة صامِتة ؟ لم صمتت ؟ و تُركي ؟ كيف تُركي ؟ لا أُصدِّق بأنَّ تُركي يفعل بي غدرًا هذا الأمر.
دخل الدكتُور مُبتسمًا : إن شاء الله كويِّس ؟
عبدالمحسن : الحمدلله
الدكتُور يأخذ من الطاولة ملفِه ليقرأ فحوصات اليوم : لآ الأمور متحسنة مرَّة بفضل الله بس يبيلك تشد حيلك وتبعد نفسك عن الضغوطات و المشاكل و لو تسمع نصيحتي وتسافر كم يوم لمدينة قريبة تغيِّر جو وترتاح نفسيتك
عبدالمحسن : إن شاء الله ماتقصّر
الدكتور : وأدويتك تنتظم عليها عشان ماتصير لك مضاعفات
عبدالمحسن : ومتى الخروج ؟
الدكتور : على هالفحوصات أقدر أقولك بكرا إن شاء الله بس لازم نتأكد قبلها بفحوصات أدق
عبدالمحسن : مشكور
الدكتور : العفو واجبنا يا بوريَان .. وخرجْ تاركِه
أخذ هاتفه , أتصلَّ على رقم الجوهرة .. دقائِق طويلة تمُّر و الجوَّال على أذنه.
في جهةٍ كانت الجُوهرة بلاشعُور تنظُر لوضع الغُرفة بعد أحداث الأمس , شعرت بإهتزاز الهاتف , رفعت غير مصدِّقة بالإسم , والدها ؟ نعم والِدها يتصِل . . بأنفاس مُتعالية مُرتبكة وصلت لعبدالمحسن
عبدالمحسن ولم يسمع مِنها حرفًا سوَى ربكةِ أنفاسها : الجوهرة
الجوهرة أنحنت برأسها ودمُوعها تتسرَّب بتدفُّق من عينيْها , وصل صوتُ بكائِها لقلب الأبْ المتقطِّع.
أترانِي أبكِي ضُعفًا أم إنكسارًا أم حُزنًا . . أم جحيمًا ؟ وَ دمُوعي لا تنامْ ترميني مُنذ أمس و لم تمّل
يا ليتْ قولِي يخفف عنك يا أبي , ياليتنِي ألفُظها دُون قيود .. ياليتك تُصدِّق الحديثَ و تحسنُ بي الظنّ
عبدالمحسن بكسرِ الرجال : رُوحي
الجُوهرة بكلمتِه هذه شعرت بأن رُوحها تصعدُ لعنقها , شعرت بأن البُكاء الآن يقف عثرة في حُنجرتها.
ودَّت لو أنّها ترتمي إليه دُون أن تنسلخ أبدًا , لو انها لم تكبُر و بقيت طفلتِه الرقيقة , لو أنَّ أشياءً كثيرة تعُود لما كدَّرتُ صفو حياتِك يا أبي.
يصِلهُ أنينها , يصِلهُ الحُزن المحشوُّ في داخلها , يصِله كل شيء حتى أحاديثُ قلبها إلا صوتُها.
الجُوهرة بصوتٍ مجروح بالبحَّة : ما عصـ ..ـيتك
عبدالمحسن و الشيبُ تغلغل في شعرِه و مع ذلك تجمَّعت بعضُ الدموع في محاجره وأبت النزول.
الجُوهرة و كلماتٌ مُتقطعة بالبكاء : والله والله كل شي يهُون .. سوّ كل اللي تبيه فيني بس لاتضيِّق على حياتي بدونك
عبدالمحسن أخذتهُ التنهيدة لألمٍ لن يُدرك حجمه أحدًا , لن يُدرك إلا من جرَّب لسعَة الغدر و القهر.
الجُوهرة بنبرةٍ وجعُها تسرَّب بين شرايينها وهي تُناديه : يُــبــــــــه
عبدالمحسن و قهرُ الرجَال والله لا يرحم
الجُوهرة : لا تخليني .. والله و ربّ خلق بي هالروح أنه ماهو برضايْ و أني مافكرت لثانية أكون بهالطريق , والله يبه
عبدالمحسن بصمتْ عقله يفرض عليه هذا الصمتْ , يمُوت معنويًا وهو يسمع هذا الحديثْ.
الجوهرة بصوتٍ ضيِّق عجب أنه مازال يتنفس : ما عُمرك جيت بعكس دعواتي ولا الحين يبه بتجي
وهذه الجُملة كـ وجعٌ مُزمِن طرق قلب عبدالمحسن
الجُوهرة و بين هذا الإنهيار تلفُظ : أمس كنت أردد يارب كما سخرت القوي للضعيف و الجن لنبينا سليمان و سخرت الطير والحديد لنبينا داوود وسخرت النار لنبينا إبراهيم سخِّر لي أبِي و سهِّل اموري .. ماتجي عكسها يُبه ؟ ما تضيِّعني بدونك ؟
عبدالمحسن و فعلاً لن يأتِي بعكس دعوتها , لم يكسِر قلبها وهي طفلة بين أحضانِه , أيكسُر قلبها الآن ؟
هي تؤمن و جيدًا بأن الله ما أمرنا بالدُعاء إلا ليستجيب لنا , من يُصدِّق أنَّ والِدها يعرفُ بهذه المُصيبة ويقفُ معها ؟ من يُصدِّق سوَى أنّ الله هو من يُريد و سخَّر لها هذا , من تمسَّك بالله لم يخيب رجاءه أبدًا مهما أستعصت حاجته فالله قادِر أن يصنع المُعجزات لعبدِه.
الجُوهرة بهمس كاد لا يصِل من بُكائِها العميق : عمِّي أوجعني يا يبــه
كلماتها سيُوف تخرج من فاهٍ رقيق و لكن تُسقِطه في نارٍ من اللاتصدِيق لما يحدُث له و كأنه كابوس غير قادر على الإستيقاظ منه.
تعبت , صوتُها تعب و مات جُزئيًا .. كلمات قليلة فقط و شعرت بوخزٍ يسار صدرِها يُرغمها على التوقُف.
تعبت و أنفُها لا يكُّف عن مُشاركتها البُكاء دمـــًــا.
,

نظرت للساعَة بإرهاق , لم يتصِل إلى الآن ؟ لن تُصدِّق بأنه لم يرى رسالتها بعَد , رُبما يحاول تجاهلها ... هذه الصفة تكرهها وتكرهُ صاحبها دائِمًا , تُحب أن تُشعر بإهتمام من حولِها بها , تبكِي و تنهار إن رأت أحدًا يتجاهلُها .. تبكِي الآن لأن من وهبتهُ قلبها لا يسألُ عنها.
عاتبت نفسها كان من المُفترض أن لا تتطاولُ بحديثها و تُعاتبه أبدًا , تعرفُ بأمور عمله و تُقدِّر إنشغاله ولكن حاجتها و شوقها له تُمرِضها تمامًا.
فتحت الواتس آب لتنظُر آخر دخُول لـ عبدالرحمن كان ليلة الأمس , كتبتْ له : ما حنيت ؟

,

بمقعدين مُتقابلينْ في أرضٍ خضراء بين جبالٍ لا يُرى بها سوَى أخضرُها الزاهي , بينهُم طاوِلة ذات غطاءٍ مُشجَّر وبوسطِها زُجاجةٍ طُولية متناثِر بداخلها الزهرُ دون سيقانِه , الجوُ هادىء سوَى من نسماتِ البرد البسيطة رُغم أشعة الشمس التي تُغازل الأرض بإختفاءها دقائِق بين السُحب و سطوعها دقائِقٍ أخرى.
إنّـهُ الريف الفرنسِي.
الصمت ساد كثيرًا و أعيُنهم تُجيد التحدُّث دُون ملل.
قطعت هذا الصمتْ بصوتٍ خجُول وكفوفها تضّمها بجانب بطنِها : إييه وش الموضوع ؟
ناصِر بإبتسامة عريضة : عيشي هالهدُوء
غادة بضحكة خرجت مُتغنِّجة أردفت : بس كذا ! ماأصدق
أتت النادِلة الريفية بشعرٍ أشقَر مُنسدِل على أكتافها و قُبعةٍ مصنوعة يدويًا على رأسها و فُستانٍ ممتلىء برسوماتِ الزهر و مُطرَّز يصِل لمنتصف سيقانِها , واضِعة كأس عصير الفراولة بجانب ناصِر و آخر بجانب غادة , مُبتعِدة والإبتسامة لا تكفّ عن التمايُل بفمِها
ناصِر : وش رايك بالمكان ؟
غادة : هانت ساعات الطريق يوم شفت هالجمال
ناصِر : و وش رايك لو نمنا فيه ؟
غادة بإستعجال : مستحيل أبوي ماراح يرضى أنام برا و بعدين ماينفع توّ ماتم العرس
ناصِر : طيب وش رايك بعد أنه عبدالعزيز يدبِّر لنا عذر عند أبوك
غادة ضحكت : مستحيل ناصِر ماأحب أنام برا البيت
ناصِر : كلها ليلة !
غادة : ولو .. حتى لبس ماجبت !
ناصِر : كل شي موجود
غادة : واضح أنك مخطط للموضوع ومحضِّر له
ناصر بإبتسامة : إيه و عبدالعزيز بينام برا البيت عشان يقول لأبوك أنه معاك
غادة : يالله مستحيليين وتقولون كيدنا عظيم وماتشوفون حالكم
ناصِر : تضرَّك ليلة ؟
غادة : ماتضرّني بس كمبدأ ماأرضى أكون كذا وانا قدام الناس ماني زوجتك
ناصِر بحُب عميق وهو ينظُر للزهر الذي حولِه : الورود ماتفتِّن
غادة أبعدت وجهها للجهة الأخرى والخجل يكتسيها لتُردف : عارفة الورود ماراح تقول للناس لكن ما ينفع
ناصِر : ولي أمرك المتنقل راضي
غادة : عزوز لو هديل تتزوج ماراح يرضى لو أيش تطلع معاه كذا ! بس عشان رفيقه معطيك حريتك
ناصِر : بس حرية جائزة يا حضرة المفتية
غادة : عليّ ماهي جائِزة
ناصِر رفع حاجبه : عليك !!
غادة أبتسمت حتى بانت أسنانها : أثق فيك بس ماأثق بالشيطان
ناصِر بصوتِه الرجُولِي و في حضرة أغاني العصافِير الريفية : ما بيننا شياطين , كل اللي بيننا تحفَّه الملائِكة
غادة وتنظُر ليمينها بخجل حتى لا تقع عيناها بعينِ ناصِر
ناصِر و ينظُر للعصافِير القريبة جدًا من غادة
غادة وتبتسم عندما رأتهم بألوانهم المُبهِجة : يالله على أصواتهُم
ناصِر بصوتٍ أمتلى عِشقًا : تعرفين ليه تحب تغني عندِك ؟
غادة بضِحكة : ليه ؟
ناصر : يذكرون الله عليك
غادة تزداد عِشقًا له و لسانِها يُعقد دُون حديث سوى رسائِلُ عينيها
ناصِر : و ما تغنِّي العصافِير حولك إلا بتسبيحها .. سُبحانه من صوَّرك

بين يديه صُورة تُعيد له ما كان أمسًا , صورٌ كثيرة ألتقطها في الرِيف هُناك , كان يشعُر بأن شهر عسلِه قضاهُ في ليلة تسامَر بها مع قمرَه.
عضَّ شِفته السُفلية يمنع نفسه من سخطِه على القدَر , يمنع نفسه من أن يُعارض هذا القدر المكتوبْ , قرَّب الصورة لفمِه , قبَّلها بعُمق و كأن غادة أمامه , أغمض عينه ليعيش الوهَم.
لم يعرف بحياتِه أو حتى شاهَد احدًا بمثِل حُبهم , ليس تمجيدًا لنفسه و لكن لم يتصوَّر أنَّ الله سيأتِيه بُحبٍ طاهِرًا لا يجرُّ إلى المعصية أبدًا.
كان كل ماهو مُتشكِلٌ في رأسه أنَّ أغلب حُب المجتمعات الشرقية ينتهِي بمصائِب و أهواء و معاصِي و هذا ليس حُبًا.
الحُب أطهَر و أسمَى من أن يُقذف بقلُوب هؤلاء الراغبين و فقط يُريدون الأخذ دون العطاء.
كُنت أحبَّها حتى أنني رأيتُ بأن دُنيـا واحِدة لا تكفِي لحُبنـا , كُنت أقُول هذه الحياة لا تكفِي لحُبك هذه الحياةُ ضيِّقة كثيرًا من أن أتوسَّعُ بعِشقك .. نحنُ يلزمنا الجنَــــة حتى ننُشِد البقاءَ لحُبنــا.
تمتم بالنبرةِ المكسُورة : يالله إن نسيتُها يومًا فذكِّرني بأيامِي التي جمعتني بها وَ لا تُشقي قلبي بغيرِها و زِد بقلبي حُبِّك وثبِّت يقيني و أرزقنِي من بعدِ حُبك حُبًا لها يتكاثرُ ولا ينقُص .. يالله زدني بها حُبًا , يالله أني أحببتها فيك حُبًا عظيمًا فلا تجعل آخر لقائي بها في دُنيــاك.

,

أنفه ينزفْ و جرحٌ أعلى حاجبه الأيمنْ , تعارُكه معه كان شديدًا , أخرَج كُلَّ غضبِه عليه دُون أن يتعب.
ذاك يُناديه : مجنون وش سويت فيه ؟
هوَ الكئيبُ بحدِ قولِهم والقليلُ حديثًا حتى أنه يُشعرك بأن الكلام يخرج منه بـ " فلوس " : خله يمسك لسانه و يعرف كيف يحكي
: صدق أنك غريب الواحد مايعرف كيف يتفاهم معك
فتح ألوانِه و ويبدُو أنه سيبدأ بالرسم الآن
بغرابة ينظُر إليه : من جدِك !! هذا اللي فالح فيه ترسم ! الحمدلله والشكر يالله أرزقنا العقل
بدأ بتلطيخ اللوحة البيضاء بالسواد و بعضُ البنِي يُباغت هذا السواد
يُكمل رُغم تجاهل الرسَّام له : أنا أخبر الناس لا عصبت تجلس تصارخ تجلس ترمي تجلس تصيد تجلس تسبح لكن ترسم ! يخي مرهف الحس بقوة
وكأنه لا يسمع شيء
هوَ مازال يُكمل : ترى الحكي ببلاش أبد ماعليه رُسُوم
ألتفت عليه و نبرته الرجُولية الثقيلة : هه هه هه
الطرفُ الآخر إنحرج من ضِحكته التي من باب " التسليك " : أكلمك جد
يُكمل رسمه دُون هويَّة , يرسمُ نهرًا بُنيًا بين جبالٍ سوداء و لا وجُود للسماء .. رُبما لا يعترفْ بسقف البياض.
وقف أمامه : ماألوم صلاح لو بلَّغ أبوك بهاللي تسويه
هوَ عينه على اللوحة : طفّ النور كله وأترك بس النور اللي فوق راسي و سكِّر الباب وراك
طردَة مُحترمة له , أردف : طيب زي ماتبي وأرسم و إن شاء الله تموت مالنا دخل فيك بس بُكرا محد بيندم غيرك ...

,

دخل لهُم وهم بين ضوضاءِ تفكيك شِفرات وأشياء أخرى لا يفهمها.
عبدالرحمن أقترب من عبدالعزيز : الحرس كانوا موجودين عند الباب ؟
عبدالعزيز بصوتٍ خافت : كان موجود عسَّاف *حارس شخصي تم وضعه منذ حادثة الإعتداء على بيته*
عبدالرحمن القلِق على بناتِه
عبدالعزيز : والشرطة محاصرة الحيّ ؟ وش صار ؟
عبدالرحمن : حصَل إختراق للأنظمة الأمنية هنا
عبدالعزيز عقَّد حاجبيه مُستغرِبًـــا و نظر لشاشةٍ صغيرة هي المفتوحة من بين كل الشاشات , عليها مُستطيلٌ احمر و 75%
عبدالرحمن : قاعدين ينقلون معلومات .. ها أحمد ؟
أحمد : قاعد يجري تحقق من اليوزر .. وقف أحمد ليتجه للوحَة التحكُم الرئيسية و يضغط زر نقل المعلومات وبهذا الزر يُسرِّع عملية خرُوج الملفات منهم , رُغم جراءتِه بفعلته هذه إلا أن كانت غايته أن يتحقق المستخدم الوهمي بسُرعة , هي دقيقتين و أقفل النظام ليصِل نقل الملفات إلى 87% و يتأكد المستخدم الوهمي
بوسعود عرف بأنه كان المقصد أن يستعجل بعمليته فلم يُعلق أحدًا
سلطان ويسحب ورقة ليكتُب عليها مُعرفات الآي بِي المُتجسسَة
عبدالرحمن يأخذ الورقة منه ويُعطيها متعب : شف لنا وين أماكنهُم
سلطان و أستطاع أن يدخل لشبكتِهم ولكن عجز عن الدخول لنظامِه و يمنع نقل الملفات.
أحمد الآخر الذي كان يعمل على الدخول لنظامِ المعلومات التابع لهُم حتى يمنع هذا النقل
سلطان وضع الحاسُوب المحمول والذي يبدُو صغيرًا نوعًا ما
متعب و الذي أتى من فريق الصيانة والذين ثبَّتُوا الشبكات التجسسية و مصدرِها ولم يستطيعوا إيقاف النقل أيضًا
سلطان بدأ بضغط أزرارٍ كثيرة مفادُها تعليق النقِل ولكن عاد النقِل مرةً أخرى ليصِل إلى 30% : كويِّس
وقف ليتجه لأزرار التحكم الرئيسية و يفتح ماكان مُغلقًا حتى يُتيح لأحمد حُرية التصرف بسُرعة.
أحمد : الرقم التسلسلي
سلطان و الذي يحفظه : 70865023461 .. إيش آخر رقم ؟
متعب وينظُر لشاشةٍ أُخرى : 8
وصَل النقل مع فتح لوحة التحُكم الرئيسية إلى 55% و النقل يسير سريعًا.
دقائِق تلعبُ بالأعصابْ و جدًا , بوسعود يُراقب وضعُ الأمن في شوارِعٍ مُعينة التي تعطلت بها كاميرات المراقبة
في جهةٍ كان سُلطان يشعرُ بالدقائِق تنهشُ في عظامه و عينُ على نقلِ الملفات و عينٌ أخرى على أحمد.
أما عبدالعزيز ينظرُ لما يحدُث بغير إداركٍ حقيقِي و " متنِّح ".
أحمد : دخلنا
سلطان ويجلس بجانب أحمد وينظُر لملفاتِهم الضخمة الأمنية , ولكن ما كان صدمَةٍ فعلا أن ما يتم نقله الآن ليست الملفات السرية البحتة بل الملفات المُختصة برائِد الجوهي و جماعتِه فقط.
أحمد و التنقُل بمستخدِم ثانوي جدًا بطيء بعكس لو كان مُستخدم رئيسي : ننقلها ؟
سلطان : إيه بس لازم تتوقف عملية نقلهُم
عبدالرحمن الذي كان يُراقب جهةٍ أخرى ولكن عقله مازال معهُم : اليوزر الوهمي اللي سويته سلطان خله ينقِل ملف ثاني
أحمد : نسوي ملف جديد بفيروسات ونحوِّل النقل عليها
سلطان : بالضبط .. وقف ليتجه للحاسُوبِ الآخر ويدخل بمستخدمه الوهمي الذي مازال بشبكتهِم , وش سميت الملف ؟
أحمد بخبث : عيالك يا وطن
سلطان رُغم كل هذا و كل مايحدث الآن من توتر وشد أعصاب إلا أنه ضحك على الإسم المستفز لكل من هو عدوّ لوطنه : لازم نكافئك
بحث عن الإسم وبالطبع اللغة المعلوماتية تكُون بالإنجليزية البحتة وليست المُعربة فـ وجد الملف المحشُو بالفيروسات A'ialk ya wtan
ضغط عليه لينقلُه لشبكةٍ أيضًا وهمية لا حقيقة لها ولا مصدَر.
أصبح الآن النقل إثنان على الشبكة ويضغط على السرعة مما جعل النقل الأول الواصِل لـ 55% بطيئًا وبشدة.
أحمد : ينقلْ النسخ الإحتياطية لملفات الجُوهي بأكملها لجهةٍ أخرى أكثر أمانًا , وصَل به النقل إلى 10%
عبدالرحمن : لو ندمِّر برنامج الحماية الثانية النقل بيتسهَّل ؟
سلطان : بس نقلهم بيكون سريع !
عبدالرحمن : بس الحين صار نقليين ؟
أحمد : نحط نقل ثالث ؟
سلطان : و نبطىء أكثر من النقل بعد
أحمد و يفتح ملفًا آخر و ينقل إليه الفيروسات المُدمِّرة لأيّ شبكة
سلطان ثواني و لقي الملف الجديد إسمه nfdak_ksa
عبدالرحمن بإبتسامة عريضة له وهو يقرأ بجانب سلطان : لازم نجتمع نحدد مكافئتك
سلطان وهو ينقُل الملف : إستفزاز عدوِّك هذا أقوى سلاح
عبدالعزيز و ينظُر كيف أنَّ الإستفزاز ينتشِر بجميعهم دُون إستثناء من الصغير إلى الكبير , فكَّر لو أن أحدًا يكره شيئًا ويأتي آخرًا يقول له نفداك يا هذا الشيء .. سيشعُر بحقدٍ عظيم و لكن لأنه للوطن فالأكيد سيشعُر الطرف المُعادي بهذه الأسماء بالخجل و الخُزي والعار لأنه يقف عدوًا لوطنه , كم مخجل أنَّ شخصًا يقول لمن تخلى عن وطنه " أنا أفديك يا وطن "
أحمد و بقيَ القليل وصَل لـ 90%
سلطان تنهَّد : كم بقى أحمد ؟
أحمد : الحين 95
نظر لنقل الملفات من جهة الشبكة الأخرى المتجسسة عليهم و وصَل لـ 66%
يزداد قلقه إن تمت عملية النقل بذلك سيكونون مكشوفين للجوهي وغيره.
فريقُ الصيانة الذي يُرسِل المعلوماتِ طباعةً
متعب يقرأ : الخلية موجودة في حيّ الزمرُّد *الأحياء أسماء وهمية*
عبدالرحمن بأمر دون مناقشة سلطان : حرِّك فرقة 800 أو 870 لهُم وألقوا القبض عليهم الأكيد أنهم مُرسلِين من ناس أعلى منهم
سلطان و لم يُعارض أمر بوسعود.
أحمد : لكن لو دمَّرنا الملفات و فشل النقل بيعرفون أننا كشفناهم و ممكن يهربون !
سلطان بعد تفكير لدقائِق أردف : أترك النقل دامه بطيء إلى أن يوصلون القوات لهُم
عبدالرحمن بتأييد : يالله متعب مافيه وقت
متعب و بلَّغ قواتٍ أُخرى للذهابْ هُناك.
أحمد و بقيَ زِر واحد يضغطه و ستُدمِّر الملفات المحفوظة بعد أن تم نقلها جميعًا لشبكة ثانوية أخرى و آمنة.

,

عاقِد الحاجبينْ غاضِبًا , يقف عند الباب و أمامُه من أصبح يكرهها و بشدة : أبغى أشوفها
أم رؤى : و أنا قلت لك ماتبي تشوفك
وليد : طيب ماأبغى أستخدم معك أسلوب مبتذل لكن ممكن أتصل على مقرن و أسأل عن أخباره *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
أم رؤى تنهَّدت بضيق لتُردف : نايمة
وليد : صحِّيها الموضوع ضروري
أم رؤى : وش هالموضوع إن شاء الله ؟
وليد : مايخصِّك يخصَّها
أم رؤى رفعت حاجبها مُستغربة قلة ذوق وليد في الحديث معها : عفوًا ؟
وليد : اللي سمعتيه
أم رؤى : واضِح جدًا إحترامك لأم من تحبها
ولِيد : على حسب إذا كانت الأم متنكرة بملابس تكبِّرها و مدري هذي تجاعيد طبيعية ولا بعد مسوية شي بوجهك
أم رؤى الغير فاهمة لما يقصُد
وليد : أظن فاهمة قصدي زين والحين نادِي رؤى ولا والله وأنا عند حلفِي لأفضحك قدامها
أم رؤى دون أن تنطق حرفًا أتجهت لغرفة رؤى , أيقظتها : رؤى حبيبتي قومي
رؤى وتنظُر إليها بتعبْ شديد
أم رؤى : وليد برا و يبغى يكلمك
رؤى و لا تنطق شيئًا سوى التعبْ بملامِحها
أم رؤى : قومي يالله شوفي وش عنده
رؤى وقفت بمساعدة والِدتها , توجهت قبل ذلك للحمام لتُبلل ملامِحها وتُطهِّرها من سوادِ دمعها , نشفت وجهها و أخذت حجابها لتلفَّه على شعرها
وليد و ينظُر لعينها المُتعبة و أنفِها المُحمَّر و هالات السوادِ على جانبيّ أنفِها و رمُوشَها المُبتلَّه و شفتيها الشاحِبة و الحُمرَة التي ماتت من وجهها ولم يبقى سوَى البياض الشاحِب.
وليد : أبي أكلمها على إنفراد
أم رؤى : نعععم ؟ طبعًا لأ
وليد ينظُر لها بنظرات تهديد
أم رؤى تنهدت وخرجت لخارج الشقَّة نازلة للأسفَل.
وليد جلس بمُقابلها : كيفك ؟
رؤى بصمت الأمواتْ
وليد : رؤى !!
رؤى و غير واعية بأن من أمامها وليد , تنظُر إليه بأنَّهُ شخصٌ آخر , شخصُ هي تجهله و لكن قلبه يعرفه جيدًا : أشتقت لك
وليد و صدمته الكلمة رُغم أنه يعلم بأنها تُحبه
رؤى : وينك من زمان ؟
وليد أبتسم : موجود , أبي أكلمك بـ
قاطعته وعينها تبكِي : عارفة أنك زهقت من أوامر أبوي بس أصبر شوي
وليد وصدمةٌ ألجمته , عرف بأن رؤى تستعيدُ ذاكِرتها بلا وعي منها , سكَت ينظُر إليها بذهول
رؤى : وحشتني كثير
ولِيد وعينه بعينها , لمعةُ هذه العيُون تقتله.
رؤى بإبتسامة رُغم عذوبتها إلا أنها شاحبة جدًا : توبة أزعلك بشيء
ولِيد و أدرك نفسِه : رؤى حبيبتي ركزي معاي باللي بقوله
رؤى : عارفة وش بتقول
وليد ويُجاريها : أدري أنك عارفة بس بقوله مرة ثانية , هذي ماهي أمك و مقرن ماهو أبوك
رؤى : مين أنت ؟
وليد وتذكَّر إسمًا واحِدا : عبدالعزيز ..
رؤى تبكِي بشدة وهي تسمع الإسم , شعرت بأن روحها تتقطَّع : يا روحي خذوك منِّي
وليد : طيب رؤى مايصير تجلسين عندها
رؤى : مين رؤى ؟
وليد ولعن في داخله هذه المرأة التي أوصلت حال رؤى لهُنا : اللي صحتك قبل شوي مين ؟
رؤى : جارتنا
وليد و تأكد تماما بانها ليست أم رؤى : طيب هذي جارتكم ماتحبك ماتبي لك الخير , لازم تروحين بعيد عنَّها
رؤى ببراءة : وين أروح ؟
وليد : بُكرا الصباح تجهزين شنطتِك و بوديك لمكان ترتاحين فيه لفترة
رؤى هزت رأسها بالطاعة
ولِيد : رؤى لا تنسين
رؤى تلتفت يمينًا ويسرى : وين رؤى ؟
وليد : أنا أحب أسميك رؤى
رؤى : الإسم شين
وليد : وش إسمك ؟
رؤى هزت كتوفها : مدري
وليد و كانت رؤى بإذن الله ستعود ذاكرتها دون كل هذه المشاق لو أن والدتها المزعومة لم تفعل بها كل هذا , أعادتهم لنقطة الصفر : وش تبيني أناديك ؟
رؤى أبتسمت بين بكائها : عزوز نادني اللي تبي
وليد بإبتسامة : ما أعرف أختار لك , أنتي أختاري
رؤى : سارة
وليد : طيب يا سارة
رؤى : بس مايصير صح ؟
وليد : ليه ؟
رؤى : أمي إسمها سارة
وليد : عادي نناديك عليها
رؤى أبتسمت : دام كذا خلاص
وليد : بكرا لا تنسين
رؤى : لا ماأنسى أبد .. كررت هذه الكلمة 5 مرات
ولِيد لم يُشفق عليها ولكن تضايق من نفسِه ليته لم يتركها لحظة في بيت هذه القاتِلة , هي قتلت روح رؤى بتشكيكها في صحة عقلها.

,

أُطلقت صرخة خافتة عفوية من أحمد : أوووووووووووه .. الحمدلله
الجميع أطلق تنهيدات الراحة بعدما فشَل النقِل
سلطان : بس شركة الحماية تحدد لي أقرب موعِد لها وش هالفوضى بسهولة يتم إختراق النظام
متعب : أبشر طال عُمرك
سلطان : هالفوضى أبد ماأبيها تتكرر و الأنظمة دوريًا تتحدَّث برامج حمايتها ماهو كل مرة تسلم الجرَّة
متعب : إن شاء الله
عبدالرحمن وهو يتلقى خبر القبض على هذه الشبكة و كل ماوصل إليه أنها شبكة شبابية و لكن يملكون قُدرات ذكية هائلة وهذا أسوأ شيء قد يحصل أن تُستغل ماوهبنا الله إليه بمضرَّتنا.
عبدالرحمن : وكَّلت من يستجوبهم واضح أنهم معطينهم فلوس وقايلين لهم يخترقون مايدرون أنهم يخترقون نظام أمني ماهو منتدى *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
سلطان : أكيد ماراح يقولك الجوهي
عبدالرحمن : لأن الجوهي ماهو غبي يدخِّل إسمه بهالأشياء أكيد وكَّل أحد ما هو محسوب عليه يكلمهم
سلطان : قلت أنهم شباب ؟
عبدالرحمن : إيه
سلطان ويشعر بالشفقة حيال هذه الفئة : دامهم قدروا يخترقون اجهزتنا ليه مانستفيد منهم ؟
عبدالرحمن بإستغراب : مُجرمين !!
سلطان : طيب هم شباب أكيد بحاجة توجيه ؟ وأكيد لو نفهمهم أنهم يخدمون دينهم ووطنهم ماراح يعارضون , فيه أحد يرفض وظيفة زي كذا
عبدالرحمن : تبي تقابلهم براحتك
سلطان : ماأبي أقابلهم أبي نوظفهم عندنا بأمن المعلومات بدل هالشركة الأجنبية اللي مخلينها مسؤولة عن معلومتنا وبسهولة قدروا يخترقونا
عبدالرحمن بإقتناع : خلاص أجل بس أول يتم إستجوابهم و نتأكد

,

بعد هذا اليوم الشاق و الطويل , تسلل النوم لعيُون البعض في حين صدّ عن عيون الآخرينْ.
صلَّى الفجِر و توجّه لمنزلِه والساعة تقترب من الرابعة فجرًا , في داخله ينبذُ أن يبيت معها تحت سقفٍ واحِد , يشعُر بأن كُل شيء ينفره من الدخُول لبيته , كل مصائِب الكون تحدُث داخل قصره , كل شيء سيء حصَل في حياته بدأ هُنا , هذا المكان يبثُّ في داخله من التعاسَة أشكالاً و ألوانْ و طبعًا هذه الألوان لا ترتاح دُون رماديتها و سوادها.
تنهَّد وهو يضع المفتاح على الطاولة القريبة من الباب , صعد أول الدرجات حتى يسمع : قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ , وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ, وبدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ , فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ, قدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ , فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ, َأولم يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ , قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ , وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ.
وقف في الدرج و صوتُها يتغلغل في عقلِه , يسمعُ جيدًا تلاوتِها و يسمع أكثر بكائها بين الآيات وتقطُعها لثوانِي فتعُود بصوتٍ مُبكي للقراءة
دقائِق طويلة وجدًا وهو واقف مُتجمِّد في مكانه حتى فاق على " وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ "
يحاوِل بشدة أن يُصدِّق فيها قولا ولكن هذه المرة حتى قلبِه يُكذِبها
لا أحد يقف مع الجوهرة لا عقله و لا قلبه و لا مبادئِه تقول له أنها " مظلومة "
سكتت كل هذه السنين لأنها خافت .. لأنها فعلت مُصيبتها وخشيْت من والِدها.
و رُبما فاقت مؤخرًا و تابت إلى الله و حفظت كتابه والله غفورٌ رحيم و لكن أنا ؟ لستُ قادر أبدًا أن أغفر لها.
كانت تُبعدنِي عنها و انا أحسن ظنِي وأفكارِي بسذاجة تقول لي موقفٌ بالماضِي يؤلمها أو أنها خجولة أو أنها تعرضت لحرقٍ في جسدِها أو جرحٌ لا تُريدني أن أراه و أشياء ساذجة والله أني أستحقرُ نفسي لأنها " زوجتي ".
صعَد و لا مكان لملابسه سوَى هذه الغرفة التي من اليوم لن يقبَل بأن يراها بحجة ملابسه .. هُناك كثير من الغرف لها حُرية أن تختار أيّ جحيمٍ تُريده.
دخل و من شدَّة إستحقارهِ لها لم يضع عينه عليها ولا حتَى فكَّر بأن ينتبه لها.
الجوهرة أغلقت كتاب الله و أصابعها ترتجفْ , بُكائها لم يجف .. شعرت بقلبها ينفضُ نفسه و يتعالى بضرباتِه
خافت أن يقترب منها .. خافت كثيرًا
دخل لجهة دولابِه , أخذ بنطال بيجامته فقط *يُريد العودة لما قبلَ الجوهرة عندما كان ينام عاري الصدِر* .. ودُون أن يلتفت عليها وهو يسير خارج الغرفة وبنبرةٍ جعلت أنفاس الجوهرة تتعالى : من بُكرا تخلين الخدم يجهزون لك أي زفت تنقبرين فيه *أردف كلماته بعصبية لم يمسك نفسه عنها*
وخرج صاعِدًا للدور الثالِث و أولِ غُرفةٍ على يمينه , الغُرفة المُحرمة الدخول على الجميع.


,

صباحُ الرياض يتغنَّجُ اليوم من فاهِ رتيلْ , صباحُ الإثنين.
تتفطَّر بطاقةٍ كبيرة و مُفاخرة أيضًا : وركضت تقريبا من طلعت لين صار العصر
بوسعود : صدق ؟
رتيل : إيه والله ولا وقفت ولا أيّ ثانية , الحين لو تسابقني وأنت اللي صار لك سنين كل يوم تركض أفوز عليك
عبير : اللهم أني أعُوذ بك من الهياط
رتيل : بس للأمانة يعني وقفت مرة يمكن ماهو تعب بس زلقت من الأرض المبللة
عبير توسَّعت عينيها : الله يالكذب ! ترى رمُضان هاا بعد كم يوم بطلي كذب الله يغفر لنا بس
بوسعود : لآ مصدقِك
رتيل : إيه طيب وين المقابل
بوسعود : ههههههههههههههههههههههههههههههه أنا قلت بعطيك شيء
رتيل شهقت : لا تقولها يبه تكفى لا تقول أنك تلعب عليّ وأنا قايلة إن شاء الله أني هالسنة بتخرج و برفع راسك وأبوي يستاهل من يرفع راسه فيه
عبير : يختي كثر الله خيرك فكرتي بدراستك أنتي ومعدلك اللي يفشِّل
رتيل بفلسفة : أنا كانت نفسيتي تعبانة أيام الدراسة فعشان كذا ضيعت السنة اللي فاتت
بوسعود بسخرية : من زود ماهي تعبانة خذت نقاهة للشرقية
عبير التي كانت تشرب الحليب أبعدته حتى تُطلق ضحكاتٍ صاخبة
رتيل وفعلاً أنحرجت
بوسعود ضحك من إحراجه لإبنته بأفعالها : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بس دامك أنحرجتي يعني تحسين بتأنيب ضمير فأنا أقدِّر هذا الشي
رتيل : مارحت له بنص الطريق رجعنا
بوسعود : سواءً رحتي له أو لأ مبدأ انك ناوية تطلعين من الرياض بدون شوري هذا من أساسه كارثة
رتيل بتهرُّب : خلاص موضوع وأنتهى
بوسعود : عشان دايم تحطينه في بالك
رتيل : أنت تضيِّع موضوع المقابل حق ركضي أمس
بوسعود : لا ركضك لنفسك
عبير بضحكة طويلة وتتشمَّت : آآآآخ ياقلبي ركضت وركضت و طول يومها تقول هانت اهم شي بنهاية هالركض فيه شي حلو بيصير
رتيل برجاء : حرام عليك يبه
بوسعود : وش تبين آمري تدللي كم رتيل عندنا ؟
رتيل أمالت فمها لتُردف : آممممم أي شي أطلبه
بوسعود : بحدود المعقول
رتيل وتحاول أن تستغل هذه الفرصة : وترتني فيه أشياء كثيرة
بوسعود : شياطينك للحين ماتنشطُّوا
رتيل بدلع عفوي : يبــــــــــــــــــه
بوسعود : ههههههههههههههههههههه طيب يالله عندك 5 دقايق
عبير : وأنا مالي شي
بوسعود يبتسم : آمريني
عبير بإبتسامة : قررت أشتغل
بوسعود وتغيرت ملامحه
عبير تتدارك ضيق والدها الواضح : يعني أي شغل أنت تشوفه ! ماني مختارة شي مايرضيك
رتيل بحلطمة : وهذا وقته الحين راحت عليّ المكآفآءة
بوسعود لم يمنع نفسه من الإبتسامة في وجه رتيل
رتيل : أشوى الحمدلله أسمعني قبل عبير لا تنكِّد عليك
بوسعود : قولي
رتيل : بنت عبدالله اليُوسف هيفاء قبل كم يوم قالت لي بتطلع وكذا يعني ننبسط شوي وبصراحة ضايق خلقي و ودِّي أطلع معها
عبدالرحمن حز في خاطره أنَّ رتيل تطلب منه هذا الطلب و كأنه أمنية أو شيء شبه مستحيل.
رتيل : ها وش قلت ؟
بوسعود : طيب وين بتروحون ؟
رتيل : مدري ماقررنا بس يعني أهم شي وافق وأنا أكلمها وأرد لك خبر
بوسعود : طيب
عبير : زعلت مني ؟ بس والله يبه تمللت و مليت من أنه أحد يصرف علي كأني بزر يعني من حقي أشتغل و أفرح بمعاش من تعبي
بوسعود و يبدُو أن اليوم بناتِه يثقبون قلبِه بطلباتِهم العادية عند أشخاص آخرين و عنده وكأنها أشباهُ المستحيل.
عبير : أنت أختار لي أيّ وظيفة تبي وبأي مكان
بوسعود : طيب ياعبير بفكِّر بالموضوع
عبير أبتسمت
بوسعود : أنا مسافر الليلة
عبير و رتيل في لحظةٍ واحِدة شهقُوا و كأنهم سمعُوا خبرًا مؤسِفًا.
بوسعود : بسم الله عليكم ... مسافر أسبوع وراجع
رتيل : أسبوع يعني بداية رمضان ماراح تكون هنا
بوسعود : إيه
رتيل : طيب ليه و وين ؟
بوسعود : عندي شغلة ضرورية في باريس ولازم أسافر
عبير مستغربة حتى في سفراتِ عمله كان يأخذهم معه : دايم تآخذنا معك
بوسعود : إيه بس هالمرة مقدَر , المهم طيارتي الفجر اليوم
رتيل : توصل بالسلامة يبه و أنبسط هناك وفلّ امها ماوراك لا حُرمة ولا بنات
بوسعود ضحك ليُردف : مُخك مافيه الا الخراب
رتيل : هههههههههههههههههههههههههه بعدِك شباب يابعد عُمري عيش حياتك
عبير : وش يعيش حياته ؟ فاهمة الحياة غلط
رتيل تُقلد نبرة عبير : الشخص بالحياة لازم يمشي مستقيم مايفرح بالعكس عشان مايقولون عنه خبل لازم دايم عقل
بوسعود : رتيل تتطنزين عليها قدامي !
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه دُعابة وش فيكم أعوذ بالله الواحد عندكم ماينكِّت
عبير : يالله أرزقنا الصلاح بس
رتيل وضحكت على نرفزة عبير لينسحب والِدهُم مُتجِهًا للعمل.

,

لم تنام , تتأمل السقف و كأنها تعدُ أشياءً من خيالِها لا وجُود لها , ضاقت من تفكيرها و ضاقت أكثر من نفور سلطان مِنها ولكن تُصبِّر هذا التفكِير بوقوف والِدها بصفِّها هذا ماكانت تحتاجه , شعرت بالخجل أن تطلب الله شيئًا آخرًا والله سخِر والِدها لها , هو الآخر يحاول أن ينفيها من حياتِه ولكن يُريد أن يعاقبني ولا أعرف بأي عقابٍ يُريد .. تخافه الآن كثيرًا تخاف حتى من خطواتِه التي إن سمعتها توقفت أنفاسها لثواني طويلة , تخاف من صوتِه , تخاف من جسدِه , من عينِه .. آآه يا عينه هذه ما تُشعل في داخلها خوفًا لا ينتهِي , ليتهُ يحسن ظنه بي .. ليتهُ.

.
.

لننسَى هذا اليوم الذي كان في بدايتِـــه رُغم ما حدث في نهارِه الطويل و ليله أيضًا , لنقُل مرحبا لفجر الثلاثاء.
الساعة الرابعة والنصفْ فجرًا – بقِي القليل و رُبما الجمعة أو السبت رمضان.
لم يتبقى في داخلِه ذرة إحترام لأيّ أحد , القصر شبه خالي مادام بـوسعود ليس هُنا.
يقترب من خلفِها وهي تصفصف الأعمدة الخشبية في الحديقه الخلفية , فراغُها أتى بها هُنا.
شعرت بوجود أحدٍ وألتفتت برعب : بسم الله .. أنت وش جايبك
عبدالعزيز لم يُجيبها
رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي !!
عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
رتيل وصدرُها يهبط ويعتلِي بخوفْ : أنت
عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت ولا عشان أبوي ماهو فيه تـ
لم تُكمل وهو يضع ذراعه حول خصرِها و يشدُّها نحوِه لترتفع قليلا عن مستوى الأرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صدرُها ملاصِق لصدرِ عبدالعزيز.
رتيل وقلبها يسقُط في بطنها : يامجنون أبعد لا تخليني أصرخ و يجون الحرس
عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها ..

.
.


أنتهى
فيه مُقتطف ملوَّن :$$ كان مفروض في هالبارت لكن لأن البارت طويل جدًا فقسَّمته فـ راح يكون إن شاء الله بالبارت الجايْ.
اللي هو هذا المُقتطفْ ( ينظُر بإندهاش مما حدث للتوّ , أخذ نفسًا عميقًا ليُصدق و بفهاوةٍ شديدة توسَّعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس )

مُقتطف رمادي ( تشعُر بخُزيٍ و خجل شديد , تنتابُها رغبة في البُكاء ولا غير البُكاء وَ أن تبصُق عليه كل هذا الحزن الذي أتَى بِه , وعدَت نفسها بأن تُهينه كما أهانها )

أتمنى ينال إعجابكمْ و يروق لكمْ , و الحمدلله أنّ هذه الأعيُنْ تقرأنيْ جدًا ممنونتكم ()

نلتقي بإذن الكريم - الثلاثاء الجاي -
لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.

*بحفظ الرحمن.















 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !  
قديم 04-08-12, 07:17 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.

الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.



رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 35 )


قفي! فالليل بعدك من عذابي-

يضج.. و كان يطرب من مراحي

و أنكر حين ما تمضين حلمي

و أهزأ بالمدجج من طماحي

و أعجب كيف يغريني طريقي

و موتي فيه أقرب من نجاحي

قفي! فالكون لولا الحب قبر

و إن لم يسمعوا صوت النواح

قفي! فالحسن لولا الحب قبح

و إن نظموا القصائد في الملاح

قفي! فالمجد لولا الحب وهم

و إن ساروا إليه على الرماح

*غازي القصيبي.



تضحكٌ و الدماءُ على شفتيها و بعينِها رمادُ أسوَد تبكِيه .. بشرتُها داكِنة بعيدة عن بياضها المُعتاد ، واقِفة بالعُتمة و رداءٌ أسود فضفاضُ عليها ، جامعة كفيَّها و تنظُر إليه بإنحناءٍ مكسور ، تشعُر بأنَّ بعضُها بدأ يتبخَّر و لن يرَى من أمامها سوَى العدَم.
أقترب منها ليضغط على صدرِها و كأنهُ يُريدُ قتلها ، هي أختُه كيف يقتلها ؟ كأن عظامُها تلينُ بقبضته , كأنها تسيلُ الآن و يصعبُ جمعها.
فاق من نومِه متعرقًا وَ أنفاسه تتسارع برهبة : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشياطين ومن أن يحضرون
نظر للباب الذي يُفتح و نُور الشمس يتسلل مِنه , هو الآخر كالعادة قبل أن يتوجه للعمل يأتيه : عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز أخذ منديلاً ومسح وجهه وهو ينزع بلُوزتِه المتبللة , خرج لـ بوسعود
بوسعود : ليه نايم لحد الحين ؟
عبدالعزيز : ما أنتبهت للمنبه
بوسعود وينظُر لعُريِّ صدرِه : أبعد عن المكيف لا يدخلك هوا
عبدالعزيز رجع بخطواته للخلف
بوسعود : لا تتأخر
عبدالعزيز : إن شاء الله
بُوسعود تركه ذاهِبًا للعمل.
هوَ بقي واقِفًا ، مدهُوش من كابُوسِه ، غادة تبكِي الدماء و هو يقتلها بيديْه ، بداية صباح الإثنين كئيبة جدًا ويبدُو أن الضيق بدأ يرتسم بين ملامِحه و سيطُول فعلاً مزاجه السيء هذا اليوم.

,

يركُضْ تحت شمسٍ حارِقة على أرضٍ غير مستويَة ، فِكره متوقف لا شيء يُفكِر به , لاشيء سوَى الوحدة التي يراها أمامه ، لم يجيء في بالِه كم من الوقتِ مضى و هو تحتِ هذه الشمس ، لم يُفكِر بشيء مازال يركُض دُون توقِفْ ، لِبسه العسكرِي تبلل من ياقتِه و وجهه تغسَّل بعرقِه ، ملامِحه في هذه اللحظاتْ تنفُر كل شخصٍ أمامه " هيبةً ".
وقف و صدرِه يهبُط ويرتفع ينظُر لمن حولِه , بعيدًا جدًا بخطواتٍ عديدة بعضُ من يتدربُون بالتسلُق , نظَر لهُم نظراتٍ و هذه النظرات تسللتْ لنظرةٍ أخرى نظرَة للماضيْ.

في ساحةٍ بيضاء تخلُو من كُل شيء عدا الحيطان القصيرة للرميْ.
سلطان العيد : ركِّز معاي
سلطان بدر بتعب : مركِّز
سلطان العيد بحدة : ركِّز
سلطان بدر : مركِّز
سلطان العيد يوصل : لا منت مركِّز
سلطان بدر : مركِّز
سلطان العيد يهز رأسه بالنفي : ماش منت معاي
سلطان بدر : والله معاك
سلطان العيد : مين اللي مركِّز معي
سلطان بدر ببرود : أنا مركز معاك
سلطان العيد : أنت مركز ؟
سلطان بدر : إيه
سلطان العيد : طيب ... مع أني أشك أنك مركز شغَّل مخك وخله ويانا
سلطان بدر صمت لثواني يمتص بها غضبه ثم أردف بهدوء : مركِّز
سلطان العيد أبتسم إبتسامة عريضة :برافو هذا اللي أبيه تحط لإنفعالاتك كنترول
سلطان بدر أبتسم وهو ينظر للجهة الأخرى : مُستفز
سلطان العيد بإبتسامته : مين مستفز ؟
سلطان بدر : أنت
سلطان العيد : مين ؟
سلطان بدر : قلت أنت
سلطان العيد : ماسمعت
سلطان بدر ومسك نفسه من أن يحتَّد بصوته : أنت
سلطان العيد : هههههههههههههههههههههههههههههههههه أيوا بالضبط ماشي بالسليم
سلطان بدر وقف : قول أنه تدريب اليوم أنتهى
سلطان العيد : تدريب أيش ؟
سلطان بدر : والله أعرف أسوي كنترول لإنفعالتي وصعب أحد يستفزني و عارف كيف أضبِط نفسي .. قضينا من هالتدريب !
سلطان العيد : أيّ تدريب
سلطان بدر تنهَّد
سلطان العيد يُقاطعه بحدة : تدريب أيش ؟
سلطان بدر يصطنع البرود : تدريب اليوم
سلطان العيد ويتبدَّل وجهه لإبتسامة مرةً أُخرى : بكرا بتتعلق هناك *أشار له لبُرجٍ عالٍ*
سلطان بدر : أتحمل كل شي إلا تدريباتك النفسية
سلطان العيد بإستفزاز واضِح : تدريبات مين
سلطان بدر سار مُبتعدًا وهو يقول بصوتٍ عالٍ : سقى الله أيام عبدالله اليُوسف *والِد منصور عندما كان يمسك التدريبات قبل أن يترقَّى في عمله ثم يتقاعد*
صخب سلطان العيد بضحكته وهو يسمعه
أفاق من ذِكرى تدريباته و أولُ أيامه و كيفْ وصَل لمنصبٍ كان يُعتبر بالنسبة له مُحال و كيف أنه أعتلى من هُم أكبر منه سنًا ولكن – من هُم أكبر سنًا – رشحُوه و وافقوا عليه .. هذا بحد ذاتِه يُشعره دائِمًا بعظيم نعمة الله عليه.
توجَّه نحوَ دورات المياه ليستحِم و يعُود لمكتبه و يراقب أوضاع اليوم.

,

مدَّت ذراعها بإستقامة بعد أن تعِبت من حشوِ الأوراق البيضاء بالكتابة ، نظرت لأفنان الآتية لها
أفنان تضع بجانبها كُوب قهوة : وهذي القهوة سويناها لأحلى ضيووو
ضي أبتسمت : تسلمين
أفنان : إيوا كذا ورينا إبتسامتك ! هاليومين أبد ماغير مكشرة
ضي : لا بس كنت متضايقة
أفنان جلست على الطاولة أمامها : ترى أنا جمبك إذا أحتجتي أي شي
ضي : ماتقصرين والله
أفنان : على فكرة الكتمان يقصِّر العُمر
ضي : الأعمار بيدِ الله , مافيه شي مُهم أنا أحيانا أتضايق بدُون سبب
أفنان تنهَّدت : براحتِك .. *وقفت* فيه مُحاضرة بعد ربع ساعة راح تبدأ ؟ بتحضرينها ؟
ضي بتهرُب : لأ مالي مزاج
أفنان : زي ماتبين .. وأبتعدت عنها مُتجِهة لقاعة الإجتماعات.
ضي فتحت جوالِها للمرة اللاتدرِي هذا الصباح , كل دقيقة و ثانية تنظُر لشاشتِها علَّهُ رد عليها , على الرُغم من أنّ هاتِفها على الوضعِ العام و بمُجرد " رسالة " سيهتَز ويُصدِر صوتًا إلا أنها تفتحه بكل لحظة لتتأكد .. أترَى كيف أشتاق لك ؟

,
لا ضوء في غُرفتِها سوَى من شُباكَها الخجُول الذي يُغطِي ملامحه الستارة البيضاء الخفيفة ، على أُذنِها الهاتِف و بنصفِ عقلٍ تتحدَّث أو رُبما لاعقل : إيه
ولِيد : حطيتي أغراضك المهمة
رؤى : كل شيء
ولِيد : طيب حبيبتي عدِّي لين الثلاثين و بعدها أطلعي
رؤى : طيبْ
ولِيد : عشان أصرِّف جارتكم
رؤى : مدري ليه جالسة عندنا
وليد : ماعلينا منها , المهم لا تنسين عدي لين الثلاثين وبتلقيني تحت أنتظرك
رؤى : طيب
ولِيد أغلقَه مِنها ليُرسِل البائِعة بالدُكان القريب مِن شقتِهم على أمل أن تنزِل أم رُؤى و تختفِي هي الأخرى أيضًا
رؤى تعُد و عقلُها في جهةٍ مُخالِفة : 18 .. 19 .. 20 .. 21

ناصِر : 22 .. 23 .. 24 .. 25 .. 26 .. 27 .. 28 ..29 ..30 ههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. ويسحبُ الورقَة بين كفوفها
غادة : طيب عطني 5 ثواني يا بخيل
ناصِر : فاشلة ولا نقاش في الموضوع
غادة : كان ناقصني النبات .. وش فيه نبات بحرف الواو ؟
ناصِر : وردة
غادة : راح بالي للفواكه والخضروات جلست أعصر مخي أدوِّر بينهم بحرف الواو
ناصِر : لا ترقعين و المرة اللي طافت راح عقلك للفواكه و الخضروات
غادة بضحكة : لآ المرة اللي طافت كنت أدوِّر بلاد بحرف الهاء وماعرفت
ناصِر : سهلة الهند بس مخك مقفِّل
غادة بإبتسامة : مااعرف من الأوطانْ غير ناصر
ناصِر بضحكتِه الرجُولية اردف بعينيّ تتشكَّلُ بالحُب : و كل هالدنيا منفى إن خلَت مِنك

همست : ثلاثين
خرجتْ بخطواتٍ حادَّة و كأن قلبُها ينزف بكل خطوة ، نزلت من الدرَج وهي تسيرُ مُسرِعة وَ اللهفة تسكُنها لـ وليد
قالت بصوتٍ تحشرج به الشوق : وليد
وليد وهو يُحرِّك سيارته هادِئًا , موجُوع و رُبما أكثر مِنها يعرف معنى الضياع تمامًا و يعرف كيف تنطق إسمًا وفي داخلها إسمًا آخر , تعيش بين الحاضِر و الماضي
رُؤى : وليد
وليد ألتفت عليها لثواني ثم نظر للطريق : هلا
رؤى : وش قاعد يصير ؟
ولِيد : بس نوصل أقولك
رؤى تنهَّد وهي تنظُر لطريقٍ بين جنباتِه أرضُ خضراء : برا باريس ؟
ولِيد : بنروح دو فيل
رؤى توسَّعت محاجِرها بصدمة
وليد : يا رؤى أسمعيني صارت أشياء كثيرة بشرحها لك بس نوصل
رؤى : أنت ليه تآخذيني كذا !! وليد رجعني ماراح أبعد أكثر
وليد تنهَّد : بس أستحملي الطريق ساعتين وبعدها سوِّي اللي تبين
رؤى : ليه مطلعني برا باريس ؟
وليد : تتذكرين شيء من أمس ؟
رؤى تأفأفت : بعد أنت تشك في عقلي !
وليد : مو قصدي كذا بس أبي أعرف
رؤى تكتَّفت وهي تستند على المقعد بجانب وليد
وليد : رؤى
رؤى : صاير تضايقني زيّهم
وليد نطقها من أعماق قلبه , يُناجي : يالله رحمتك
رؤى : بعرف وش صاير من وراي ؟
وليد والطريقْ شبه فارغ في يوم لا يُعتبر عطلة للفرنسيين : أمك
رؤى : وش فيها ؟
وليد : وش تحسين إتجاهها ؟
رؤى : وش هالسؤال ! يعني أكيد أمي
وليد بصوتٍ مُتعب : رؤى ماهي أمك ! كيف أمك عمرها 39 ؟
رؤى : أمي عُمرها 47
وليد : كذب يا رؤى أنا بنفسي شفت الأوراق , هي ماتحبك تبي تضرِّك . . تدرين أنك أمس كلمتيني عنها وقلتي أنها ماهي أمك
رؤى : كذاب
وليد : والله قلتي أنه أمك أسمها سارا
رؤى : مين سارا ؟
وليد بوجع على حالها , ركَن سيارتِه جانبًا و مطرٌ خفيف يهطِل , ألتفت عليها : هي فترة و أنتِ تحددين طولها إما قصيرة أو طويلة .. بإيدك كل شيء
رؤى و دمُوعًا تُعانق خدها
ولِيد بحنيَّة يتقطَّعُ صوتِه : ماهي أمك يا رؤى .. ودِّي أقولك هذي أمك ولا تزعلينها بس ماهي أمك والله ماهي أمك
رؤى ببكاء تضع كفوفها على شفتيها و كأنها تمنعُ أن تنطِق الغصَّات مُتتابِعة
ولِيد : ماتبين ترجعين لرؤى قبل الحادث ؟
رؤى هزت رأسها بالإيجاب
وليد : خلاص أنسي كل اللي صار من قبل ، تصالحي مع نفسك و أبدي من جديد .... رؤى حبيبتي أنتي قاعدة تسترجعين ذاكرتك لكن بدون وعي منك ..
رؤى بهمس : يعني ؟
وليد وبنفس الهمس : خايف عليك من الإنفصام
رؤى و أخذت شهيقًا وكتمت زفيرًا مصعوقة من ما تسمع
وليد : عشان مايتطوَّر عِندك الوضع راح نبتعد عن باريس وكل اللي فيها , بنجلس هنا فترة و بترتاحين أنا متأكد


,
*الرابِعة عصرًا
في الصالَة الداخلية ، تتربَّع بصخب : عرسها قرَّب ومايصير تطلع للناس لازم تختفي وتفاجئهم بعرسها
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههه أنا من يوم الملكة بسوي مسيرة
هيفاء : يختي عليهم عادات وتقاليد تجيب الكآبة
رتيل : أنا مواطنة عندي حموضة من هالأشياء
هيفاء : والله أجلس قبل العرس زي الجربااء ماأطلع ولا أشوف أحد
رتيل : وش يحدِّني عاد الله أكبر يالعرس الأسطوري اللي بيصير
هيفاء : ثلث ساعة تدخل العروس ويجيها الكلب الثاني يقول طلعوا لي حُرمتي
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههه والله أنك جبتيها وتقعد تندبل كبدها بتسريحة ومكياج وطرحة وزفت
هيفاء : أنا خلاص عقب ماشفت تجهيز ريم قررت ماأسوي عرس وشو له أكلِّف على نفسي وآخر شي بجلس على الكوشة ماأتكلم وأسوي نفسي أستحي
رتيل : لآ غصبا عنك تستحين ولا بتطلعين قليلة أدب قدامهم
هيفاء : أذكِر عرس أخت صديقتي رقصت
رتيل بضحكة أردفت : أنا برقص في عرسي والله الناس رقصتي مارقصتي ماتسلمين من لسانهم
هيفاء : تخيلي ترقصين ولا فستانك وش طوله و حالتك حالة ماينفع أبد
رتيل : وتحسبيني بلبس فستان أبيض زي اللي نشوفهم لآ انا أحب فساتين عروس الأجانب يختي تحسينها عروس صدق و أنتي تمشين بدون ماتتعثرين مو فساتينا شوي 4 أمتار ورانا
هيفاء بصوت حزين : لا تفكرين بالزواج كثير يجيك هم
رتيل : ما أفكر فيه الا لما أشوف وجهك
هيفاء : وش قصدك يا كلبة
رتيل : وش أسوي تفتحيني أنا البريئة على الزواج ومدري وشو
هيفاء : يممه منك أنتي من تحت لتحت تعرفين اللي أشنع مني
رتيل : مُتعتي أقعد أقرآ سوالف المتزوجات هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

,

مقرن : بريئيين مررة والله كسروا خاطري وأنا أكلمهم عاد قلت ينحبسون يوم عشان مانتساهل معهم وبكرا نخليهم يجون هنا
سلطان : و الشركة كلمتها ؟
مقرن : إيه و أرسلوا خطاب إعتذار لكن أنا بشوف كيف نطلع من العقد
عبدالرحمن : خلهُم يجون بكرا
سلطان : إيه خلهم يجون هنا
مقرن : بس آ
سلطان قاطعه : عادي نسولف معهم شوي
مقرن : طيب زي ماتبون .. وخرَج
عبدالرحمن ينظُر من الزُجاج العريض المُطِّل على ساحة التدريب و هُناك عبدالعزيز
سلطان ألتفت لما ينظُر عبدالرحمنْ
عبدالرحمن : بس ينتهي موضوع روسيا وبينرسل هناك
سلطان ألتفت على عبدالرحمن
عبدالرحمن : لا تكلمني في هالموضوع واللي يرحم والديك ماينفع تروح هناك
سلطان : أنا أعرف مصلحتي و أعرف وش ينفع وش ماينفع ! و راح أروح
عبدالرحمن : لو عبدالعزيز ماهو فيها بتروح ؟
سلطان : إيه لأن أنا أبي هالتدريب
عبدالرحمن تنهَّد : باقي عليها كثير لا جت يصير خير
سلطان : حط في بالك أنه ماراح يردّني عنها شي .. وقفْ .. بروح أتدرَّب مع عبدالعزيز دام الدوام أنتهى
و خرَج مُتجِهًا لساحة التدرِيبْ الخاصَة.
عبدالعزيز تُغطِي كفوفه القفازات السوداء و حول خصرِ مُلتَّف حزامٍ أسود عريِض من الأمام تتدلى مِنهُ قطعة حديدية تربُط الحبل المتينْ فيه ليتسلق البُرج العالِيْ
سلطان يرتدِي هذا الحزامْ ويُثبِّت به الحبالْ ليتسَلَّق هو الآخر خلفْ عبدالعزيز ، كأنَّ الحقد بين أجسادِهُم يتحدَّث الآن.
عبدالعزيز وقفْ في مُنتصف البُرج وهو يُثبِّت كفِّه اليُسرى و يحاول أن يُثبِّت قفازُ الكفْ اليمنى ، وقوفه هذا جعَل سلطان يصِل نحوه و يقترب مِنه.
عبدالعزيز فلتت كفِّه اليُسرى من أعمِدة البُرج ليسقط مِن مُنتصفٍ يُعتبر إرتفاعٌ عالٍ جدًا ، تعلَّق في الهواء ليس قادِر على مُلامسة الأرض ولا قادِر على إمساك شيء يُصعده للأعلى.
سلطان واصَل تسلقه دُون أن ينظِر إليه نِصف نظرة ، يجب أن يعتاد كيف يُساعِد نفسه
عبدالعزيز مسك الحبل المُعلَّق فيه و تسلَّق عليه بصعُوبة و هو يسقِط كثيرًا ويتعثَّر ، وصَل للحبليْن اللذيْن يربُطان بُرجان في بعضهُم البعض ، مسكه لتسقطُ قفازتيْه على الأرض و الحبالُ ملمسُها خشنٌ ذات نتوءات حارِقة ، لم يُبالِي و سحب نفسه زحفًا ليصِل للبُرج الآخر في وقتٍ كان فيه سلطان على بُرجٍ ثانٍ.
عبدالعزيز عندما وصَل البُرج الآخر وقف عليه ينظُر لباطِن كفوفه الممتلئة بالدماء ، تجاهلها وهو يُثبِّت حبلاً آخر في خصِره ليصِل للبرُج الذي يعتليه سلطان ، قفز بقوة حتى تمسَّك بأعمِدة البُرج من المُنتصَفْ.
سِلطان و قفز مرةً أُخرى ولكن قوتِه لم تكُن كفايةً ليتعلق تماما كما تعلَّق عبدالعزيز قبل قليل ، تسلَّق على حبلِه ليصِل لمُنتصف البُرج السابِق ، صعده و كان عبدالعزيز للتوَّ وقف على قِمتِه ، بوقتٍ واحِد قفزوا ليتمسكُوا بأعمدَةِ البُرج الرابع ،
تسلقُوه ولا أحد يسبق الآخر ، وصلُوا لقمتِه و كان آخر بُرج ينتظِرهُم
بأنفاسٍ مُتعالية : لا تقفز أمش على الحبل
عبدالعزيز ألتفت عليه بإستغراب
سلطان يسبقُه و هو يسِير على الحبال الرقيقة بالنسبة لأقدامِه ، يحاول أن يتزِن في سيرِه حتى يصِل للبُرج الخامس.
عبدالعزيز ربط الحبلُ المُتعلق به في عمُود البرج الرابع حتى يتمدد وهو يسير على الحبال ، سَار وهو الغير مُعتاد و لا يعرف كيفية الإتزان .. سار لرُبع الطريق حتى سقط قريبًا من الأرض
سلطان ألتفت عليه من على قِمة البُرج الخامس بإبتسامة فيها من السُخرية الكثير
عبدالعزيز تسلق البُرج الرابع مُجددًا ، ووقف على قِمته ليُقف على الحبال مُجددًا و هو يخطُو الخطوة و إثنتين و ثلاث ، وصل للمُنتصف فـ سقط مرةً أُخرى و مازال سلطان واقِفًا ينتظُره.
تسلَّق و كفوفه تسيل دماءً حتى صعد لقمة البُرج للمرةٍ الثالثة ، وصَل لرُبع المسافة و أهتَّزت قدمه اليُمنى و تعثَّرت باليُسرى ليسقط بين الحبلين ليتجرَّحُ وجهه بـ وكزِ الحبل
سلطان بصوتٍ عال : ركِّز و أعتبره جسِر
عبدالعزيز يتسلق البُرج مجددًا ويقف على قمتِه ، أخذ نفسًا عميقًا و سَار على الحبلينْ بأولِ خطواته ثم على حبلٍ واحِد ، سَار 3 أرباع المسافة ولم يتبقى سوَى القليل ، أقترب جيدًا و لكن سلطان وضع قدمِه على طرف الحبل و هزِّه ليسقُط عبدالعزيز مرةً أخرى
سلطان : خلك رجَّال و عندِك قوة تحمل
عبدالعزيز ويبدُو على تسلُقه الغضب ، وصَل لقمة البُرج الرابع و سَار بخطواتٍ خفيفة على حبلٍ واحِد و أكمل خفةً حتى وصَل لسِلطان ، نزع الحبل حتى يعُود مُلتصِقًا في البُرج الرابع و ربط حبله بالبُرج الخامس
سلطان يربطُ حبله الآخر في إحدى أعمدةِ البُرج أيضًا و يقفز خلفْ عبدالعزيز الذي سبقه ليصِلان إلى المُكعبْ الصغير المصنوع من الخشبْ القوِي و طُولِه قصِير جدًا ، وقفوا عليه و نزعوا أحزمتهُم ليقفزون على الأرض.
سلطان بأمر : كل يوم تتدرَّب ماهو يوم و ترك
عبدالعزيز المُستاء : طيب
دخلُوا لدوراتِ المياه الخاصة بالتدريبْ ليستحِمَا.

,

أم ريـان : والحين كيفك ؟
من المستشفى يُحدِثها : بخير الحمدلله لا تشغلين بالك
أم ريان بضيق : يعني محد كلَّف نفسه يطمِّنا ! حتى الجوهرة مستغربة منها ماأتصلت ولا قالت وبعد ماترد على جوالها
عبدالمحسن : يابنت الناس قضينا سكري على الموضوع
أم ريان : متى بتجي ؟ ولا أنا أروح لك
عبدالمحسن : وش تروحين لي ؟ أنا طالِع اليُوم خلاص
أم ريان : عاد قِل لريان معزِّم يمشي الرياض اليوم
عبدالمحسن : أمسكيه ولا يجي
أم ريان : ولدِك وش كبره كيف أمسكه وأمنعه
عبدالمحسن : عطيني إياه
أم ريان كانت ستقُول غير موجود ولكن لمحته لتُناديه : ريااان تعال أنا مدري وش هالمصايب اللي تتحذَّف علينا
ريان يُحادث والِده : هلا
عبدالمحسن : أنا بكرا جاي ماله داعي تجي
ريان : لآ و
عبدالمحسن يُقاطعه بحدة : أنا أأمرك ماأخذ رايك
ريان تنهَّد : طيب يايبه تآمرني أمر .. وأعطاه لوالدتِه
أم ريان : والجوهرة وينها ؟
عبدالمحسن : مشغولة في حياتها يمكن جوالها طافي ولا خربان و أنا أمس مكلمها أصلا
أم ريان : أسألك بالله فيه شي صاير ؟
عبدالمحسن بعصبية : يعني وش بيكون ؟
أم ريان : خلاص خلاص أهدأ لا ترفع ضغطِك
عبدالمحسن معقُود الحاجبيْن : مع السلامة .. وأغلقه.
دخل عليه عبدالرحمن بإبتسامة : تروح بيتي وترتاح وبكرا من المطار لبيتكم إن شاء الله
عبدالمحسن : لآ أول بشوف الجوهرة
عبدالرحمن : الجوهرة لاحق عليها أنا اكلمها أخليها تجيك بس لا تتعب نفسك
عبدالمحسن : مافيني الا العافية بس أبي أشوفها
عبدالرحمن : أنا اكلم الجوهرة الحين وأخليها تسبقنا للبيت ! بس وشو له تعنِّي نفسك
عبدالمحسن بضجَر صمت
عبدالرحمن يُخرج هاتفه و هُم يسيرَان بإتجاه بوابة المستشفى : ماترد الجوهرة , أكلم لك سلطان
عبدالمحسن بمُقاطعة : لآ خلاص أنا اكلمها بليل
عبدالرحمن : براحتِك .. وأدخل هاتِفه

,

: طيب شوف لي حبيبي الله يخليك
دخَل على هذه الجُملة التي تخرجُ من شفتيها الزهريَة ، ألتفتت عليه وهي تُغلق الهاتف
يُوسف : مين كنتي تكلمين ؟
مُهرة : ماهو شغلك
يُوسف : ردي على قد السؤال ! مين ؟
مُهرة تجاهلته و هي تجلس
يُوسف أغمض عينه يحاول أن يمتص غضبه قبل أن يفلتَ مِنه , تقدَّم إليها يُمسِكها من زِندها ويُوقفها مُقابلاً لها وبحدة : لما أكلمك ماتلقين ظهرك وتروحين
مُهرة ببرود : مالك دخل فيني لك حياتك ولي حياتي
يُوسف ويغرِز أصابعه في ذراعِ مُهرة : أخلصي عليّ مين هذا ؟
مُهرة بإستفزاز واضِح له : أدوِّر عن رجَّال
يُوسِف و يصفعهَا ليسقِط الهاتِف من كفِّها , شدَّها من شعرها لينطِق في أذنِها : أنا أعلمك كيف تدورين زين
حاولت مُقاومتِه بأن تفلت من يداه ولكن تعثَّرت بالكنبة لتسقِط بجانبها ، يُوسف و في وجهٍ مُختلفْ ، صفعها مرةً أُخرى و لم يتردد بأن يضرِبها ، بُعنفٍ مسكَ جسدِها الرقِيقْ ليُسقِطه على السرير
وبلفظِ كأن الجحيمُ تُبصَر بين شفتيه الغاضبة : أنا أوريك أنه الله حق
مُهرة و والضعفُ يتلبَّسها من أطرافها حتَى رأسِها ، تحاوِل أن ترِّدُ هذا الجحيم الذي سيقبُل عليه ، ثبَّت كتفيْها بكفوفِه و جمَّد مُقاومتِها له !
كم من الحُزن يجب أن أتحمَّل ؟ لا أُلام أبدًا بـ أن أكره هذا الرجُل , لا يهمهُ أحدًا سوَى نفسِه الأنانية ، لا يرى سوَى نفسِه ، تُضحِكه أحزانُ الآخرين ، يتسلَّى بيْ كما يحلُو له و يتسلَّى بحُزنِي حتَّى.
قُلت أنَّ البُعد سيأتِي ، كيف يأتِي وأنت تلهتمُ جسدِي الآن ؟ أأبكِي على موتُ الوطنَ الذي كُنت أنتمي إليه أم أبكِي على قلبِي الذي كان يُشارك جسدِي وحدتِه.
أغمضت صدفَة عيناها ، و الألمُ يُرعِشها.
لوَ أنَّكِ أحترمتِي مابيننا حتى وإن كان لا يذكُر ، لو أنَّك وقفتِي على حدُودِك دُون أن تستفزِي غضبِي المُتجمِّد أمامِك ، صبِرت كثيرًا ولكِن ملّ الصبرُ مِنك ، لا تُريدين فِهم شيء إلّاك ، لو بذلتِي حسنةً في حقِي لمَا ترددت في الإستجابة لطلباتِك.
أبتعَد عنها و أخذ - الشرشفْ – ليُغطِي جسدِها الشاحِب.

،

مُرتبِكة نظراتِه ، للمجهُول الذي ينتظرِه ، للضياع يبكِي .. ينظُر , الضياع كيف يرسُمه ؟ هذا الضياعْ القبيح ينُظِر إليه برجفةِ يخلُّ بها توازنه.
رفع عينِه للأعلَى و قلبِه خاوٍ جافْ ينتظِرْ شيئًا من الخُرافة أن تحدِث.
أحبها كما لم أُحب من قبل و لن أحب ، الجُوهرة تتمركَزُ في قلبِي و تقفْ بين أهدابِي ، كيف يُغمض قلبِي عيناه لأخسرها ؟
لن يحبها أحدًا مِثلِيْ ، * تحشرج صوتِه و بكى حُزنًا علىيها و مِنها.
بعيُونٍ راجيَة يلفظُ في قلبه ماهو مُستحيل ، لو أننا نخرُج من هذه العُتمة و نقِف على ظلال الهوَى و نُجاهِر عن حُبِنا ؟ لمَ الحُب يكون عصيٌ علينا ؟ لِمَ الحُب لا يجيء إلا بالعذاب.
أنـا أحبك و أنتهتْ حياتِي السابقة لأبدأ حياةٍ سماويَة لا ألتفتْ بِها إلاك.
و أنتِ تُحبينني لِمَ نترِك لهُم مجال أن يقف أحدًا بيننا ؟ لِم نتركهُم يا حبيبتي ؟
سلطان لن يفهم معنى البياضُ في عينِك ؟ لن يفهم.
ضغط على الجرَسْ ، لتأتِي الخادمة مُتخصِرة : نأأأم *نعم
تُركي : ماما موجود ؟
عائشة : إيه فوق شنو يبي أنتاا ؟
تُركي : أنا عمها
عائشة : أخو بابا حق هيَا
تركي : إيه
عايشة وتفتح له المجال أن يدخل : يبي شاي قهوة ؟
تُركي ويُريد أن يُصرِّفها : إيه قهوة
عايشة أتجهت للمطبخ و تركته
تُركي ينظر للخادمة الفلبينية التي تخرُج من المصعد متوجِهة لغُرفة الجلوس ، أستغل الهدُوء وصعد بخطواتٍ تائِهة لغُرفتِها ، بابُها مفتوح قليلاً .. دخَلْ وعيناه تبحثُ عنها.
خرجت من الحمام و المياهُ تُبلل وجهها ، رمشت و كأنَّ قلبَها وقفْ في عُنقِها ، وضعت كلتَا يديها على صدرِها والخوفُ يُزرَع في وجنتيْها.
تُركِي وعيناهُ تهطِل دمعًا : قلتِي لهُم ؟
الجوهرة أبتعدت بخطواتِها للخلفْ لتلتصِق بالجدارْ , وضعت كفَّها الأيمن على شفتيها تخافُ " الشهقة " أن تسلِب رُوحها.
تُركِي بصوتٍ مخنوق : ليه سوِيتي كذا ؟ لا تقولين أنك ماتحبيني ! أنا أعرفك والله أعرفك أكثر من نفسك
الجوهرة والبُكاء يلتهِم صوتَها ، بإنكسار جلست على رُكبتيْها وهي تُغطِي سيقانِها بذراعِها
تُركي : سلطان !! حاطة أملك فيه ! تحسبينه بيسوي لك شي ؟ .. مايحبك والله مايحبك كيف يقدر يحبك أصلاً ؟
الجُوهرة أبعدت كفوفها عن شفتيها ليخرُج أنينها , وضعت يدها على إذنها لا تُريد أن تسمَع شيئًا مِنه
تُركي يقترب بخطواتِه منها : أحبببك ليه ماتفهمين ، أنا حياتك كلها .... *لم يُكمل و هو يبكِي أمامها.
الجُوهرة تتصاعدُ شهقاتِها ، قلبها يتآكل بِفعل الحزن.
تُركِي بصوتٍ هزيل : تعالي معاي أقدر أسوي لك جواز مزوَّر ونروح بعيد عن هنا ، أنا بمشي عن طريق الكويت ومن هناك بسافَر لبعيد . . . . بعيد عن هنا .. بس أبيك معايْ
الجُوهرة صرخت من جوفِها المبحوح : رووووووووووووووووووح
تُركِي سقَط هو الآخر على رُكبتيه بجانِبها و يجهشُ ببكائه : لآ تقولينها ، طالعيني قولي أنك تحبيني .. قولي
بغضب صرخ : قوووولي أنك تحبييييني قوووولي
الجوهرة : أكرررررهههك
تُركي ببكاءه يعُود طفلاً : أحببببك .. قولي أحبببك ماأسمعك ... قوليها
الجُوهرة لفظت جحيمها : آآآآآآآآآه ...
تُركي يضع كفوفه على إذنه , إلا الوجع لا يُريد أن يسمعه مِنها
الجُوهرة : قولهم الصدق قولهم ... روح لأبوي وقوله
تُركي بضُعف : أحببببببك
الجُوهرة وأنفاسُها تتعالى : ماتحبني ! تدوِّر أيّ شي عشان تضايقني .. أنت ماتحبني
تُركي : أبييك .. خلينا نروح والله بعدها مايصير الا اللي تبينه
الجُوهرة ويتحشرجُ صوتِها بالبُكاء : مجنوون أنا بنت أخوك
تُركي : سلطان ماراح يصدقِك ! ضربك صح ؟ أكيد ضربك .. أكيد بعدها بيطلقك ويرميك .. أهانك ؟ أكيد أنه بيهينك ! .. ماتقدرين تثقين فيه مين هو عشان تثقين فيه !! مقدَر يلمِسك و لا راح يقدَر .. أنتِ ليْ بس
الجُوهرة تجهشُ بالبكاء وهي تلتوِي حول نفسِها : أطلللع .. أطللللللللللللللللع
تُركي : ماهو زوجك ! أنا زوجك و حبيبك و حياتِك .. سلطان ولا شيء
الجُوهرة تضع يديْها على أذنيْها : خللاااااص حرام عليك
تُركي : أحبببك .. أنا بس اللي أحبك .. هُم لأ
الجُوهرة صرخت : يببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه
تُركِي : محد محد جمبك .. أنا بس ... أقترب مِنها ليضع كفوفه على شعرِها
الجُوهرة أبتعدت و أنفُها ينزف دماءً
تُركِي ينظرُ للدمّ و يضع باطن كفِّه على خدِها : أنا أحبك
الجوهرة ولا مجال أن تبتعِد أكثر فهي بالزاوية و تُركي يُحيطها بذراعِه.
تُركي : والله أنِي أحبببك .. خلينا نروح

عند الإشارة الأخيرة القريبة من بيتِه واقِف , فتح هاتِفه لينظُر لرسالة بـوسعود في الواتس آب " عبدالمحسن عندي في البيت شف الجوهرة وخلها تجي له "
تضايق و جدًا ، لن يسمح لها بان تخطُو خطوة واحِدة خارج المنزل ولن يسمح لنفسه بأن يُكلِمها.

تُركي يُمسك كفَّها الممتلئة بدماءِ أنفِها : خلينا نروح ونتركهم
الجُوهرة تنظُر إليه وعيناها تبكِي.
تُركي يُبادِلها البُكاء : مين راح يبقى لك ؟ أنا ولا سلطان ؟ ولا ريان ؟
الجُوهرة سحبت يدها مِنه ورفست بطنِه لتركِض تُريد الخروج مِن مكانٍ يجمعها معه
تُركي وقبل أن تفلِت خارجة من الباب شدَّها من يدِها ليُثبت كتفها على ظهرِ الباب ويقترِب منها اكثر
الجوهرة تُحرك وجهها يُمنةً ويُسرى لتمتلأ قُبلِاته على عُنقها ،
تُركِي يهمس في إذنها : لا تمنعيني منك محد بيصدقِك غيري أنا
الجُوهرة صرخت بقوة تُريد لو أن الخادمات يسمعونها ويأتون ليشهدُوا
تُركي وضع باطن كفّه اليمنى على شفتيْها : أبيك تعرفين شي واحِد أني أحبك .. وتركها خارِجًا للاعلى و سمع صوتْ سلطان من الصالة الخلفية , ركَض للباب الخلفِي خارِجًا للشارِع الآخر ، وركض دُون توقف ليبتعد عن البيت.
الجوهرة جلست بجانب الباب وهي تبكِيْ بشدةٍ تُليِّن الحديد.

دخَل وهو يرمي مفاتيحه على الطاولة القريبة ، صعَد للأعلى و لعَنها مراتٍ عديدة دُون أن يُعِي حتى ضميره الذي أستيقظ " لا يدخل الجنة لعانًا "
تنهَّد من أنها مازالت موجودة بالجناح ، فتح الباب بهدُوء وهي كانت قريبة منه , نظر إليها ومن منظرِها سأل : وش صاير ؟
وقفت بخوف وتتجه بخطواتٍها للخلفْ
سلطان ينظُر لرقبتِها المُحمَّرة في بعض الأجزاء : مين كان هنا ؟
الجوهرة ببكاء تحبسُ صوتِها
سلطان بصرخة : كان موجود!!!
الجُوهرة و رجفةُ تُصيبها من الداخِل والخارج
سلطان ويشدَّها من ذراعها : مين كان هنا ؟ مييين ياللي تعرفين الله
الجوهرة و لا صوتَ لها سوَى الأنين
يكاد يُجَّن يكاد يفقِد عقله من مايحدُث ، صفعها بقوة حتى لو صفعها لرجُل لسقَط كيف لو كانت برقَّةِ الجوهرة
كادت تسقِط على الأرض لولا أنه سحبها من شعرِها : ميييين تكلمي !!! لا تخليني أذبحك الحين
الجوهرة بصوتٍ مُتقطع : تـ .. تركــ .. . لم تُكمل من صفعةٍ أخرى نزفَت بها شفتيْها
أبعد يديه عنها لتسقِط على الرُخام البارِد ، ينظُر لها يحاول أن يستوعِب أن هذه الجوهرة ؟ كيف تتجرأ بأن تختلي معه ؟ وعينه الساقِطة على رقبتها مرةً أُخرى أوقَدت في داخِله براكين لن تهدأ.
أمسكها بكلتَا يديه ليضربَها بقسوتِه وهو يلفِظ : أشتقتي له ! مقدرتي تصبرين عنه !!!!! الله حسيبك الله حسيبك يالجوهرة عساه ما يسلمك يا *****
و هذه الكلمة أنصفَت قلبِها قطعًا ، كيف يلفُظها ببرود كيف يقذفنِي بسهولة دُون حتى أن يتحشرج صوتِه من هولِ مايقُول.
ما كانت تنطُقْ شيئًا ، ماكانت تجرأ أن تقُول شيئًا ، كُل مافي الأمر الآن أنها تبكِي و تُجيب على أسئلته بالأنين.
سلطان الغير متحكِم بغضبه ، مسكَها من شعرِها وهو يُقرِّبها منه : وين راح ؟
الجوهرة هزت رأسها بالجهِل
سلطان وغضبه و قهره جعله يضرِب رأسها بالجِدار وهو يتجِه لجوالِه الآخر الموجود هُنا ويرسِل بهاتِفه " تركي بالرياض شف ليْ أيّ زفت هو فيه " ... رجع للجوهرة التي سيُغمى عليها من ضربتِه على رأسها : خسارة خسااارة تكونون عايشين !! انتم الذبح يكرم عنكم .. أنتم نار تحرقكم و شويَّة بعد
الجُوهرة و عينها تبحثُ عن رحمتِه
سلطان و فيه من الغضب الذي يجعله غير قادِر على الصمُود دُون أن يضربَها : تحبينه ؟ تحبين عمِّك يا حقيرة !! و مبسوطة فيه وتنافقين عليّ ببكيْك و خايفة طبعًا أنه جاء هنا !! بس والله لا أحرق قلبك أنتي وياه و أعلمكم كيف الغدر يكون !
مسك ذقنها بكفِّه ويكاد ينطحِن فكَّها من شدةِ قبضتِه : أنا لو أذبحك ماراح تطفي النار اللي بصدرِي
الجوهرة وبإجهادٍ تنطُق : والله آآ
سلطان صرخ عليه صرخَة أوقفت قلبها لثواني : لا تحلفين !! إسم الله لا تجبينه بقذارتِك ,
أبتعد عنها بتقرُف على ملامِحه : تحسبنيي مبسوط أنك هنا !! أنتظر اليوم اللي تفارقين فيه .. وقريب بس قبلها نصفي حساباتنا و تذلفين لجهنم إن شاء الله .. خرج تارِكها تُلملم جِراحها.
بيومٍ واحِد يتسلَّط عليها سُلطان و تُركي ، أيّ عذابٍ هي بقادِرة على تفكيك شِفراته حتى تخرج مِنه.
و الحزنُ يتغلغلُ بين أطرافِها و يهوَى الإستقرارُ بِها ، تبكِي دماءً و ماءً مالِح يُحرقها أكثر
فهِم أنني راضِية ، بعد كُل هذا يظن أنني راضية .. كيف لعقله أن يتوقع أنني هكذا ؟
لستُ مُحتاجة بأن تُصدقنِي بعد الآن ، أنا محتاجة فقط أن أعيش بعيدة عنك.

,

في إحدَى أسواقِ الرياض.

رتيل : بنت الكلب وش زينها
هيفاء : أنا قلت لك من قبل ؟ أنك تنفعين عربجي يغازل !
رتيل وقفت مُتخصِرة في المحل : كل هالأنوثة و عربجي !
هيفاء : اقول شوفي الفستان هذا بس ولا يكثر
رتيل : ماأحب هالألوان أحب لون الفتنة
هيفاء : وش لون الفتنة ؟
رتيل : الأسود ياهو مغري يختي يحرِّك الأحاسيس
هيفاء : أنتي مشكوك في أخلاقِك .. وهي تسير مُتجِهة لجهةٍ أخرى من المحل
رتيل : ههههههههههههههههههههه لو عمليات التجميل حلال كان سويت لي غمازات يختي محلاها وأنتي تضحكين تطلع لك
هيفاء : يارب صبرك على الشطحات .. الحين مين اللي يبي الفستان أنا ولا أنتي ؟ أنا أدوِّر وأنتي تفكرين بالغمازات ومدري وشو
رتيل : أنا من شفت الحمارة ذيك أم غمازات تذبح و أنا مشتهية غمازة
هيفاء : يقولون أضغطي على خدِّك كل ماتصحين وبتطلع لك غمازة
رتيل : صدق ؟
هيفاء بضحكة : إيه والله كثرة الضغط تميت الخلايا أنتي جربي يمكن تطلع لك وتفكينا
رتيل : طيب مافيه شي ينعِّم الشعر بسرعة
هيفاء : إيه عاد هذي مشكلة
رتيل : ليه ؟
هيفاء : لأن فيه كثير بس لشعرك لأ
رتيل : حرام عليك والله أنه مع الخلطات يمشي بس نافش
هيفاء : شعرك جنون تحسين أحد مكهربة
رتيل : والله متعقدة حتى صايرة أربط كشتي أول ماأصحى ماأحب أحد يشوفني و لا عبير تجلس تتطنَّز
هيفاء : دوري لك من النت ياكثرهم عاد
رتيل : جربت كذا خلطة بس كلاب .. منهم لله حقين المنتديات طلعوا شينات جياكر يحطون حرتهم فينا يبون يخلونا شيون زيُّهم
هيفاء : بس تدرين شعرك حلو يعني ماهو حلو مررة بس يعني مقبول
رتيل : مين علّمك تجاملين ؟ حلو و ماهو حلو ؟
هيفاء بضحكة أردفت : يعني قصدِي الكيرلي حلو مانختلف ولونه بندقي وعلى بشرتك بعد التان صاير جميل بس مررة أوفر الكيرلي
رتيل : ههههههههههههههههههههههههه والله يا أنا صايرة غيورة بشكل ماهو طبيعي كل ماشفت وحدة شعرها ناعم أنقهر
هيفاء : أصلا اللي شعورهم ناعمة ودُّهم بالكيرلي
رتيل : ويسوونه
هيفاء بترقيع : إيه يسوونه
رتيل : طيب واللي شعورهم من الله كيرلي وودهم ناعم ؟ يقدرون يسوونه بعد
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه للأسف لأ


,

يُلصِق لصق الجرُوح على جرحِ وجهه من بعدِ تدريب اليومْ , ويدِه يلفُّها الشاش.
بوسعود : بتتعوَّد على هالإصابات
عبدالعزيز تنهَّد وجلس
بوسعود بإبتسامة خبث : ماودِّك تسأل عن شي
عبدالعزيز : دامك خططت وقضيت وش له أسأل !!
بوسعود : ولا راح تقدر تسأل
عبدالعزيز عض شفتيه و الغضبْ يتجمعُ في وجهه
بوسعود : أنت مين ودِّك ؟
عبدالعزيز بصمتْ
بوسعود و يُريد أن يستفِزه أكثر وبسخرية : لايكون ماتعرف أسمائهم ؟
عبدالعزيز بحدة دُون أن يُدرِكها : عبير ولا رتيل ؟
بوسعود : طيِّب وش رايِك لو زوَّجتِك وحدة من برا ؟
عبدالعزيز ولن يستغرِب هذا الفعل أبدًا : يعني ماراح أعرف
بوسعود : تمامًا
عبدالعزيز بقهر يتكلم : أصلا وش اللي أعرفه أنا ؟
بوسعود : لأنك أنت ماتبي تعرف
عبدالعزيز بغضب : إلا أبي أعرف ! ولا تبيني أذِّل روحي عندِك وأقولك تكفى قولي
بوسعود : لآ ترفع صوتِك عليّ
عبدالعزيز تنهَّد وهو يسنِد ظهره على الكنبة
بوسعود : كل أفعالك تعاندنا فيها طبيعي ماراح نقابل سيئاتك بالإحسان
عبدالعزيز : وأنتوا ماتعمدتوا تستفزوني !
بوسعود : لأ
عبدالعزيز : لا تكذب , كم مرة أنت وسلطان تستفزوني بتصرفاتكم ! كل شيء ماتعرفونه ماشاء الله !! أضحك على غيري ماهو عليّ
بوسعود بإبتسامة : مقتنع بنفسِك وأنت تكلمني كذا !!
عبدالعزيز شتت أنظارِه ولا يُعلِّق
بوسعود : قولي مقتنع !! تكلِّم واحِد كُبر أبوك بهالطريقة ؟
عبدالعزيز وفعلا تصرُفه مُحرِج بحق من هو يكبُره ولكن قهره يستولِي على قلبِه
دخل مقرن وَ طلال – رجُل أمن لا أكثر - ومعه الشيخ : تفضَّل حياك
الشيخ : زاد فضلِك ..
وقف عبدالعزيز و معه بـوسعود ليُصافِحُوه ،
عبدالعزيز و شعُور غريب يجتاحه ، إختناق أو شيءٌ يُشبهه .. أنظارِه على الطاولة التي بالقُرب من الشيخ ، شعَر بضيِقْ على حالِه هذا ، و صورتِه ترى ما كان ماضِي

يُسلِّم عليه وبضحكة : مبروووك يا عريس
ناصِر بإبتسامة : الله يبارك فيك
سلطان العيد : ألف مبرووك يا ولدي و الله يتمم على خير
ناصِر : آمين تسلم عمي
سلطان خرَج مع الشِيخ مودِعًا
عبدالعزيز : بروح أشوف حبيبة ألبي
ناصِر بلهفة : أبد مانمانع من نظرة شرعية ثانية
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههه أثقل حتى لو هي أختي خلها هي اللي تتعنَّى وتجيك
ناصِر : أحب روح الأخوة هذي
عبدالعزيز بضحكة اتجه للغرفة المجاورة عند غادة ليجِدها تبكِي
عبدالعزيز : الناس تبارك وهذي تبكِي ، يالله خلصِي دموع الفرح بسرعة
غادة تمسح ملامِحها المُحمَّرة بالمنديل : أنقلع
عبدالعزيز يمسكها برِقة ليُعانقها بِضحكة : ههههههههههههههههه وفديتهُم انا وفديت حرم ناصِر
غادة تبتسم بين دموعها : يالله أحس بشعور غريب
عبدالعزيز يُبعدها : وشو ؟
غادة بوصفٍ يخُونها : كأنَّه أحد يبشرني بالجنة
عبدالعزيز أبتسمْ : الله يتمم هالفرحة على خير

عاد مع سؤال الشيخ : وهل تقبلها يا ولدي زوجة لك ؟
عبدالعزيز وعينه على الورقة و كأنه يبحث عن الإسم ولكن مقرن مستنِد على الطاوِلة قد تكُون بعفوية ولكن عبدالعزيز متأكد بأن يدِه وضعت على إسمها ليس عبثًا : نعم
تمَّ العقدَ بهدُوء وقَّعوا الشهُود و وليْ أمرَها و عبدالعزيز.
هي دقائِق طويلة أو رُبما أكثر من دقائِق ليخرُج الشيخ ومعهُ طلال و مقرنْ.
أستوعب ، ما حدثَ فِعلاً وهو ينظُر بإندهاش مما حدث , أخذ نفسًا عميقًا ليُصدق و بفهاوةٍ شديدة توسَّعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس
عبدالعزيز : ما راح أعرف مين ؟
بوسعود بضحكة : معليش حبيبي بس عندي طيارة ومقدر أتأخر عليها بس أوصيك ببنتي إحسانًا .. أردف كلمته بسخرية لأنه يعرف تماما أنه لا يعرف أيّ إبنة وكأنه يتعمَّد إستفزازه.
خرَج تارِكًا عبدالعزيز في حيرةٍ من أمره ،

،

تغتسِل و المياهُ البارِدة تُبلل جسدِها ، ودمُوعها تختلِط على خدِها ، تُريد ان تتطهَّر من بقاياه .. من باقاياه في حياتِها أيضًا ،
لن تنسَى أبدًا يومًا كهذا و لن تنسى أبدًا كيف أحرق قلبَها ألمًا ، وَ كأنِي لستُ من البشَر حتى يرخصُني هكذا.
لفَّت المنشفَة حولها و أرتدتْ ملابِسها بالحمام وَ خرجتْ.
تنهَّدت بعُمق وهي ترَى الغُرفة بارِدة من التكييفْ و خاليَة لا أحد سوَى ظِلها , خالية من يوسف وهذا هو المُهم الآن.

هو الآخر في الأسفَل : بعد رمضان لو أنقلع للمريخ إن شاء الله راضي ولا هالسفارة المضروبة
منصُور : متلهف على السفَر مررة يخي بتخلص إجازتك وأبوي بيخليك تداوم غصبًا عنك
يوسف يُفرك عيناه : والله مليت ماعاد أطيق نفسي
منصور بنظرة لها معنى في نفسِ يُوسف : مليت من مين ؟
يُوسف : مليت من نفسي
منصور وواضح عليه عدم الإقتناع : آهااا
يُوسف : وش آهاا ؟ صدق أبي أسافر و أرتاح 3 شهور بعد عن الكآبة بالرياض
منصُور بجدية : يوسف اصدقني القول
يُوسف بعصبية : ترجع تفتح الموضوع من جديد ! يخي الله يرحمك لاتقعد تفتح لي اياه على الطالعة والنازلة
منصُور : لأني حاس فيك
يوسف : لآ منت حاس فيني لو حاس بتشوف عرس في قلبي
منصور : يوسف لا تتمصخر أتكلم جد أنا
يُوسف : أستغفر الله العليّ العظِيمْ ..
منصور : يُوسف
يُوسف : لحول خلاص أنا مرتاح كذا لا تشغل نفسك فيني
دخل والِدهم : قايمة حرب الخليج بينكم
يُوسف بإستهبال :أستغفر الله يايبه يعني أنا الحين معصب مقدر أتقبل السماجة وأضحك عليها
والده يرميه بالمخدة ويجلس :ماتستحي يالكلب
يُوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
منصور : يخي أستغرب كيف تمثِّل على الكل بضحكتِك
يُوسف بسخرية لاذعة : تعبت أمثل الضحكه وأعيش الوقـت بالنسيان
والِده يوجه حديثه لمنصور : وش لِك فيه ؟ خله
يوسف : أسمع من أبوك
والِده : بس وش فيك اليوم نفسِك قافلة ؟
يُوسف ويضع لومُ عصبيته اليوم على شيء لم يُعيره أيّ إهتمام : من الفيزا !! أنا شكلي بآخِذ زولية وبروح أصيِّف مع قرود الطايف
منصور أبتسم : يا أنك تلتوِي بكلامِك مدري على مين طالع !
يوسف : الله يسلِّمك يالواضِح
منصور : على الأقل ماني غامض بشعوري مثلك
يوسف : غامض وتمثل الضحكة .. والله أنك متأثر بشريط قناة الـ......
منصور ضحك ليُردف : والله أنك تطلع من الموضوع بسهولة
دخلت هيفاء : مساء الخير شباب
منصور : من وين جاية إن شاء الله ؟
هيفاء : طيب قول مساء النور يا احلى أخت يا أحلى زفت على الأقل
يُوسف : مساء الورد و الفُل و الياسمين و كل شيء معفن يا كلبة فيه أحد يرجع الساعة 9 ونص !!
هيفاء وطول حديث يوسف مبتسمة حتى تحولت إبتسامتها لشيءٍ آخر : يعني الناس ترجع متى ؟ تبيني من الساعة 7 أقابلكم
منصور : لا بس إذا كنتي طالعة بدون أمي ترجعين قبل 9
هيفاء : وإذا مع أمي ارجع الفجر عادي
منصور : لآ تراددين لا أتوطى في بطنك الحين
هيفاء : يبه شوفهم
أبومنصور : خليهم يتكلمون لين بكرا
هيفاء ضحكت : يسلم لي قلبك ويسلم لي هالشيبات
منصور : لآ والله يبه تقعد تهين كلمتنا قدامها
هيفاء : لأني مستأذنة من أبوي لا صرت ولي أمري ذيك الساعة حاسبني
منصور : أشوف لسانك طايل
يوسف : طايل ونص بعد !! هذا وأنا قايل خلني أحجز لي أنا وهيفا نسافر وننبسط وندخل بارات نتفرج بس خلاص خلاص لاتحاولين عقب اليوم !
هيفاء بتلهف : صدق !! آسفة والله خلاص مااطلع بس قول أنك بتسفرني
يُوسف يوجه حديثه لمنصور : قايل لكم الحيوانات أعرف كيف أربيها
هيفاء تحذف عليه علبة الكلينكس : أنا حيوانة يامعفن .. وخرجت حتى لا يلحقها
منصور : يبه لاتعوَّدها تطلع بدون أمي
بومنصور : طالعة مع بنت بوسعود
يوسف : بناته متزوجات ؟
بومنصور: لأ
يوسف بضحكة يحك ذقنه : شكلي بخطط على وحدة فيهم
منصور : وتقول مررة مرتاح
يوسف: أمزح لحول وش يزوجني بعد !! يخي الواحد صدق ماعاد يطيق نفسه


,

نجلاء : بس هذا حلو بعد
ريم : يالله أحترت وش ألبس ؟ يعني هذا ولا هذا
نجلاء : أنا أشوف اللحمِي أحلى يعني خصوصًا عروس وكذا ماينفع تلبسين أسود
ريم : أنا بحط حساب العزايم اللي بتصير هناك أخاف من النوع اللي جيران وماأعرف أيش
نجلاء : خلي هيفاء تسأل رتيل كيف نظامهم
ريم : لآ فشلة
نجلاء : وش فشلة !! عادي والله
ريم : لا مستحيل أسألها
نجلاء : ياماما هيفاء تسأل وكان الله غفور رحيم
دخلت هيفاء الغرفة : لحول لا يكون تسولفون عن العرس يخي راعوا شعور العزابية
نجلاء : ههههههههههههههههههههه أصلا هذي الأيام اللي قبل العرس تكون مقدسة
ريم : طيب أخاف هو من النوع اللي مايحب القصير
نجلاء : ماهو قصير ! يعني لتحت ركبتك بشوي
ريم : إيه بس ماأدري عنه
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه آآآخ متى أقول كِذا والله لعيونه ألبس عباية قدام الحريم
نجلاء : هههههههههههههههههههههههههههههههه أنا كنت أقول أنه كل اللي يحبه منصور بسويه بعدين أكتشفت ليه أقهر نفسي وأقعد ألبس على مزاجه ! هو يقتنع بلبسي وبكيفه
هيفاء تُخرج صوت الرفض المُستغرب من تصرف نجلاء *تؤ تؤ تؤ * : آفآآ هذا وأنتي ميتة عليه
نجلاء : بس الواحد له شخصيته ، أسمعيني ريوم ماعليك لاتخلينه من أول يوم يتحكم فيك حاولي تفرضين شخصيتك و لبسك وإن علَّق قولي أنا تعودت كذا
ريم : لا مايصير من أول يوم أجلس أعانده لازم أسايره
هيفاء : والله لو تسمعين نصايح نجول بتضيعين تراها كلبة لا تصدقينها ..كانت متخرفنه عند منصور يقولها قطي نفسك بالنار تقط نفسها
نجلاء : أنا كِذا !!
هيفاء : نعم نعم .. نسينا أيام أول و أيام المسجات و العيون اللي ماتنزل عن الجوال أبد كل شي وله شهوده
نجلاء : والله انتي اللي تشوفين على كيفك

,

من سوءِ تغذية و تقرُف و أشياءٍ كثيرة حزينة جعلتها تتقيأ ، فرشت أسنانِها وتمضمضتْ .. لتمسح وجهها بالماء , خرجت و الجرُوح على وجِهها لا تختفِي ، نظرت لعائشة مع الخادمة الفلبينية الأخرى و هُم يصعدُون للدُور الثالِث لغُرفةٍ أخرى حتى تستقِر بها الجُوهرة.
عائشة أتت إليها : فيه شيء تاني ؟
الجوهرة هزت رأسها بالرفض
عائشة بشفقة : طيب ماما يبي شي ؟ يبي آكل ؟ يشرب ! هرام مافيه يآكل شي من سُبه *صبح*
الجُوهرة ببحة موجعة : لأ ... أخذت هاتِفها و صعدت للدُور الثالث دُون أن تلتفِتْ لغُرفة سعاد التي لا تعلم عنها شيء سوى إسمها وبعض حكايا عائشة المشكوك في مصدرِها.
دخلت الغُرفة وتبدُو صغيرة و أصغر مما أعتادت ، ولكن البُعد جيِّد عن سلطان .. أنّ لا يرانِي فهو رحمة من الله.
أستلقت على السرير وكفِّها الأيمن أسفل خدِها ، دمُوعها تُعانق الفراش الأبيض ، تسترجِع بعض من الذكريات النادِرة بينها وبين سُلطان ، لا شيء بينها وبينه يستحق الذِكر ولكن رفعت سقف توقعاتِي به حتى أنهار بخيباتِه.

الجُوهرة : أفكِّر قد إيش ممكن تصبر عليّ ؟
سلطان أبتسم , هذه الإبتسامة تبدُو غريبة على الجوهرة .. هذه الإبتسامة شاحِبة جدًا
الجوهرة : جد أتكلم
سلطان أسند ظهره على السرير وعينيه على السقف : أنتي متأملة بأيش ؟
الجوهرة لا تعرف بأي إجابة تليق على هذا السؤال : مو كثير
سلطان ضحك وأردف : أحسني الظن

ليتنِي لم أُحسنه , من بعدِ كلمتِك هذه جلستُ أُخيط احلامًا واسِعة تجمعنا ، تأملتُ بِك كثيرًا.

,

في إنشغالٍ كبير ، تنشغِل به ,
في غُرفتِها المُعتمة تعدُّ تصرُفاتِها السيئة إتجاهه.
لو أنها لم تقُول كلمةٍ و لو أنها صمتت عن كلمة و لو أنها لم تُخبره بشيء .. و لو – كثيرًا تقولها حتى تعوَّذت مِنها و من باب الشيطان الذِي يُفتَح من بعدِها.
فتحت هاتِفها لتتصِل عليه حتى تجِدهُ مُغلق ، نظرت لآخر دخول له في الواتس آب كان الساعة 5 المغرب في توقيت باريسْ.
أرسلت له رسالة نصيَّة – أفتقدِك –
و سالتْ دمعتِها على الشاشة و هي تعلم جيدًا أنه قادِر بسهولة أنه يستغنِي عنها ، و لا تصرُف منه يُثبت عكس ذلك ، يزعلُ عليها بالشهُور و كأنه يبحث عن زلتها حتى ينقطِع عنها ويتحجج بذلك.
عبدالرحمن هو الوطنْ الذي ألتفتْ لغيرِي في أشدِ إحتياجِي لـِ واحِد يسقِي أرضِي.

,

في مزرعتِه الكئيبة ، يُصوِّب بإتجاه علبْ المشروبات الغازية الفارِغة : طيب وبعدين
الآخر يقف بجانبه : والله يابو بدر ماتركت مكان إلا وبحثت عنه حتى جواله يوم شفنا إحداثياته عندنا لقيناه في جدة
سلطان : والحين !
الآخر : شكله مطلِّع شريحة جديدة و يبي يضيِّعنا لأن مثل ماقلت لك الجوال مصدره جدة وأنت تقول انك متأكدة انه بالرياض هذا يعني أنه عنده جوال ثاني
سلطان ألتفت عليه وبنبرة غضب : ماهي مُشكلتي طلعه من تحت الأرض ! تراه ماهو مطلوب أمني عشان أقول والله صعبة نلقاه وأكيد مآخذ إحتياطاته , أقصاه كلب مايدري وين الله قاطه
الآخر سكت أمام غضبِه وملامِحه تميل للتوتَّر
سلطان : أنا أقدر أبلغ عليه و يوقفونه بسهولة بس ماأبي فضايح لأنه يقرب لي من بعيد
الآخر : فاهم وأدري انك تبيه بموضوع عائلي لكن والله أحاول أسوي كل اللي أقدر عليه
سلطان : طيب شف لك حل , بلغ ربعك اللي بالمطارات ولا أيّ زفت يعرفه
الآخر : إن شاء الله
سلطان : لا يطلع برا السعودية , فاهم
الآخر : إن شاء الله طال عُمرك .. تآمر على شي
سلطان وهو يصوِّب مرةً أُخرى و يغمض عينه اليُسرى : لأ
أنصرَف و ترك سُلطان يعيشْ عُرسًا من طلقات النار في ساعات مُتأخِرة من الليل.

,

على الشاطِىء جالِس معها تحت ضوءُ القمر و لا أحَد هُنا سواهُم ، فهذه المدينة بعد مغيب الشمس تهدأ وجدًا.
رؤى : الحين وش أسوي ؟
ولِيد : مدري أنا أحاول أتفاهم معك و أقدر لكن مع سارا مقدر
رُؤى بضِيق وبكلماتٍ مُتداخلة : طيب كيف أعرف أنا يعني كيف أحس أنه ماهي شخصيتي
ولِيد : صعبة يا رؤى ، لكن بس تداومين على الأدوية و ترتاح نفسيتك , كل شي بيصير تمام
رؤى : يعني رجعت ذاكرتِي , طيب قولي وش قلت ؟ عن أبوي و أمي و اخواني ؟
ولِيد : قلتي أشياء كثيرة
رؤى برجاء : قولي وشو طيب ؟
وليد : تسولفين عن عبدالعزيز كثيرْ
رؤى : وش أقول عنه
وليد و يتضايق أكثر مِنها وينظُر للبحَر وعيناهُ ضائِعة : تشبهينه بعيونك
رؤى و عيناها تهطِل الدمُوع وبلهفة : و إيش بعد
ولِيد بنبرة موجعة : أقرب لروحك .. قلتِي لي .. تصدق أني أشتقت لك .. تحسبيني عبدالعزيز
رؤى ببكاء و تنظُر للبحَر مرةً أُخرى : ليه مقدر أتذكَّر أشكالهم ؟
وليد : باقي كثير عشان تتذكرين هالتفاصيل
رؤى بعد صمت لدقائق طويلة : ليه سوَّت فيني كذا ؟
وليد : خسارة تكون أم !! ضيعتك بس باقي طريقنا طويل وماراح نستسلم , أستعيني بالله وإن شاء الله ماراح يخيب رجانا
رؤى : يارب

,

فجر الثلاثاء.
الساعة الرابعة والنصفْ فجرًا – بقِي القليل و رُبما الجمعة أو السبت رمضان.
شعرَ بأصواتٍ بالخارِج ، تقدَّم لشُباكه المُطِّل على الحديقة و نظَر إليها وهي تسيرُ خلف القصِر ، رُغم أنه لم يرى سوى ظهرها إلا أنه مُتأكِد أنها هِيْ من شعرها المعقُود و تخرُج منه الخصلات الملتوية مُتمرِّدة.
لم يتبقى في داخلِه ذرة إحترام لأيّ أحد , القصر شبه خالي مادام بـوسعود ليس هُنا.
خرَج وَ تبِعها للخلفْ ، ينظُر لها وهي تُصفصف الألواح الخشبية , أقترب قليلاً مِنها
قلبها يتسارعُ بنبضاتِه من الظل الذي تراه ، شعرت بأن احدًا خلفها ، يكاد يُقطَع نفسها من شدةِ رُعبها
ألتفتت بخوف : بسم الله .. أنت وش جايبك
عبدالعزيز لم يُجيبها
رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي !!
عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
رتيل وصدرُها يهبط ويعتلِي بخوفْ : أنت
عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت ولا عشان أبوي ماهو فيه تـ
لم تُكمل وهو يضع ذراعه حول خصرِها و يشدُّها نحوِه لترتفع قليلا عن مستوى الأرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صدرُها ملاصِق لصدرِ عبدالعزيز.
رتيل وقلبها يسقُط في بطنها : يامجنون أبعد لا تخليني أصرخ و يجون الحرس
عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها . . . . . قبَّلها و كأنَّ المكاتِيبُ و الرسائل تخرُج من شفتيه لشفتيها
رتِيل تحاول مُقاومتِه حتى خانتها سيقانها وجلست و مازال عبدالعزيز مُستمِر لتستلقِي على الأرض و تضربُه على صدرِه فيبتعِد.
أبتعدت وهي مصدُومة مما حدث , صدرها يهبِط ويرتفع بقوة غير مُصدقة تمامًا : حقييير
عبدالعزيز وقف و بإبتسامة خبيثة وشديدة الخُبث
رتيل أرتجفت فكوكها ، خشيت أن تُخسف الأرض بها مما يحدُث بينها وبين عبدالعزيز , وبأنفاسٍ مُرتبكة بحروفٍ تخرج متوتِّرة و تُقال سريعًا : تحسبني بسكت والله بس يرجع أبوي لأقوله عن حركتِك
عبدالعزيز : وأنا ماراح أقصر بعد
رتيل : تهددني !
عبدالعزيز يقترب بخطواتِه مُجددًا مِنها
رتيل أبتعدت للخلف : أبعد ... وأشارت للسلاح الذي بيدِها
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه أنتي أعرفي كيف تمسكينه بالأوَّل
رتِيل بعصبية : أبعععععععععد عن وجهِي
عبدالعزيز أبتسم : وإذا مابعدت
رتيل : أنت مجنون !! تجلس تحكي وتنافق وتقول الدين والله و تقرِّب مني في غياب أبوي
عبدالعزيز : ديني لا تتدخلين فيه ! على الأقل ما أرخصت نفسي لأحد
وكأنها تتلقَى صفعةً تحرقُ خدَها ، إهانتِه الثانية لها ، كأنهُ يهين حُبها , هو بالفعل يهين حُبها له و يذُّلها عليه أيضًا
رتِيل رمَت السلاح على الأرض وهي تسير مُتجهة للدخُول ولكن يدِ عبدالعزيز وقفتْ بالمرصاد و تمسكت بذراعِها وبصراخ : أتركني مالك حق تلمسني فاهم !!
عبدالعزيز : أشششششش ماهو زين عليك العصبية ... قبَّل خدها وهو يهمُس بإذنها .. تصبحين على خير
رتيل وقفت و خدَّها يتفجَّر بالحُمرة ، و دمعةٌ محبوسة في محاجرها ، ونبضاتِها ترتفع لحدٍ غير طبيعي
عبدالعزيز أبتسم بخبث : أدعي ربك يغفر لك قبل شهر الصوم
رتيل ضربت صدرِه بقوة ولكن هذه القوة تعتبر لا شيء أمام عبدالعزيز ولم تؤلمه ولو قليلاً حتى : أنت اللي أدعي ربك يغفر لك يا وصخ يا حقيير
عبدالعزيز ببرود : أنا قلت دامها خربتها أخربها زيادة
رتيل بغضب كبير : ماتخربها عليّ فاهم ! مين أنت أصلاً عشان تقرِّب مني .. صدقني إن حاولت تلمسني مرة ثانية ماتلوم الا نفسك يا معفن ..
عبدالعزيز : مافهمت كيف مفهوم اللمس عندك ؟
رتيل : تبغى تعرف كيف مفهوم اللمس !!!
عبدالعزيز يمسك ضحكتِه : علميني أخاف أني أجهل هالأشياء
رتيل وتشِّد على شفتيها لتُجمِّع ريقها وتبصق عليه : هذا اللمس
عبدالعزيز أنفجَر بضِحكته ليُردف : عسل على قلبي
رتيل و دمعتها المحبوسة سقطت
عبدالعزيز بطرف كمِّه مسح وجهه من بصاقِها
رتيل سارت مُتجهة للباب الداخلِي وهي تتفجَّر غضبًا ، تُريد أن تُكسِر كل شيء أمامها حتى تشفِي بعض غضبها
غير قادِرة على التخيُّل حتى أن عبدالعزيز يقترب منها بهذه الصُورة ، جسدِها يرتعشْ و أصابعها لاتتزِن بحركتها من هولِ صدمتها ، دخلت غُرفتها وهي تُغلق بابها ثلاثًا ، أرتمت على السرير وتدفن وجهها بالمخدة و تبكِي بصمتْ.
خيباتِها بدأت تتكاثَر حولها ، كيف يهيني هكذا ؟ تشعُر بخُزيٍ و خجل شديد , تنتابُها رغبة في البُكاء ولا غير البُكاء وَ أن تبصُق عليه كل هذا الحزن الذي أتَى بِه , وعدَت نفسها بأن تُهينه كما أهانها.
عاد لفراشِه و عينه على السقفْ غارق في تفكيره ، و لسانِ حالِه يقُول " بتشوف يا بو سعود مين عبدالعزيز "



في صباحٍ جدِيدْ , الساعة الثامِنة بتوقيت باريسْ.
أخرج هاتفه ليتصِل عليها وهو في طرِيقه سيرًا بين أرصِفة باريس ، أتاه صوتُها النائم : ألو
عبدالرحمن : صباح الخير
ضي فزَّت من فراشها وهي تنطق بلهفة : عبدالرحمن ؟
عبدالرحمن : صحيتك ؟
ضي بإستعجال : لا عادِي
عبدالرحمن : طيب ألبسي بسرعة قبل لا يبدأ دوامك وتعالي شارع فورسي اللي وراكم .. لا تتأخرين
ضي شهقت بصدمَة : أنت هنا
عبدالرحمن ضحك ليُردف : ماشفتي الرقم ؟
ضي أبعدت الهاتف عن إذنها لترى الرقم الباريسي يُزخرف شاشتها : ثواني وبكون عندِك
عبدالرحمن : أنتظرك .. وأغلقه
ضي ركضت للحمام لتستحِم في ظرفْ 7 دقائِق بالتمام ، أرتدتْ دُون وعِي وهي تُسابق الوقت وكأنه سيطِير عنها ، تعثرت في أغراضها بخطواتِها السريعة ، نشفت شعرها ولم " تُمشطه " رفعته بأكمله على هيئة ذيل حصان ، أرتدَت حذائها و اكتشفت أنها لم تلبس الجوارِب بعد.
نزعتُه مرةً أُخرى لترتدِيه ، نظرت لنفسها و تأفأفت وهي تنظُر لمعطفها المقلُوب , عدلته واخذت حقيبتها وخرجتْ وهي تعبر كل خطوتين بخطوة.
سَارت و تشعُر برغبة في الضحك المتواصِل ، هذه الفرحَة لا تُقدَّر بثمن عندما تشعرُ بشخصٍ واحِد يُغنيك عن الجميع ،
عبرت الطرِيق لتصِل للمُراد ، بحثت في عيناها عنه
من خلفها يمدُّ باقة الورد الباريسية البيضاء
أخذتها ضي وهي تُعانقه : أشتقت لك ,
لم يتعوَّد أن يقُول أيّ لفظٍ جميل لأنثى بعد وفاة أم عبير و رتيل
لذلك يصمُت دائِمًا أمام ضي.
أبتعد عنها : قولي لي وش أخبارك ؟
ضي تمسح بعضُ الدموع التي ألتصقت بخدِها : ماهي بخير دامك تسفهني ولا حتى رديت عليّ بحرف وطول الوقت أحسب أنك زعلان عليّ
بوسعود يسير معها ليجلسَا : أنشغلت كثير الأيام اللي طافت و ماكنت أرجع الا متأخر وأنام
ضي : على الأقل قولي أنك منت زعلان ! وأنا كل الوقت أفكِّر وأعاتب نفسي وأقول ليتني ماقلت له شي
عبدالرحمن بصمتْ يتأمل المارَّة
ضي بإبتسامة عريضة : ماعلينا المهم وحشتني حييل , وش هالمفآجئة الحلوة
عبدالرحمن أبتسم ليلتفت عليها : توحشك الجنة
ضي : ماوحشتك ؟
عبدالرحمن أخذ نفسًا عميقًا و عيناه تهرب مرةً أخرى
ضي بضحكة : طيب أدري أنه عيونك تقول وحشتيني حيل
عبدالرحمن أبتسم ليُردف بعد ثواني : متى دوامك بالضبط ؟
ضي : بسحب اليوم مستحيل أداوم
عبدالرحمن : لا ماينفع
ضي : وش اللي ينفع وش اللي ماينفع أنا اليوم كله بقضيه معاك ، جايين رتيل وعبير ؟
عبدالرحمن : لأ
ضي : غريبة ليه ما جوّ ؟
عبدالرحمن : لأن ماهي سفرة شغل وبطوِّل
ضي : أجل ليه جيت ؟
عبدالرحمن : عشانك
ضي غير مُصدقة : جد ولا تضحك عليّ
عبدالرحمن : إيه والله جيت عشانك أسبوع وبرجع
ضي : يابختي والله يابختي ... وين سكنت ؟ بشقتك ولا رحت أوتيل ؟
عبدالرحمن : لآ أوتيل
ضي بشوق : بجي معك
عبدالرحمن : هههههههههههههههههههه ودوامك ؟
ضي : أسحب هالأسبوع أنا من متى أشوفك والله أتقطَّع عشان ألقى لي وقت معك .. كيف عاد لو أسبوع !! مين داعي لي بس
عبدالرحمن و لهفتها تُسعدِه بمدَى لا ينتهي : و اللي معك بالشقة
ضي دُون وعي هي في إغماءة حُب : تولِّي

,
يُصحيه بماءٍ بارد : أصحى يالله أبوك يبي يكلمك
هوَ بغضب : فيه مليون طريقة عشان تصحيني ماني عبد عندك
الآخر ببرود : أقول لا يكثر و ترى لوحاتك رميتها في الملحق ريحتها صدَّعت راسي ولا أستخدم ألوان فلوماستر *أردف كلمته بسخرية*
تجاهله وهو يتجه للهاتِف ويرد على والِده : ألو ......... طيب .... لأ .... يبه بس .. ألووو .. الوو .. أغلقه بغضب : أنت وش قايله ؟
#: الله يعلم مين قايله
هوَ : تستهبل معي !! أخلص علي مين
#: روق لا تطلع الشياطين و تجلس ترسمهم
هو : أنقلع عن وجهي ولا تتدخل فيني فاهم !! .. دخل غرفته مُغلقًا الباب.
نظر لهاتِفه ، أشتهى أن يسمَع صوتِها ،
أتصَل عليها وهو يجلس بجانِب إحدى لوحاتِه الخريفية والتي من الفحم.
هِي تتقلَّبُ في سريرها من صوتِ الهاتف ، ردَّت بصوتٍ ممتلىء بالنوم : ألو
سكَت لم ينطِق شيئًا ويبدُو أنها لم ترى الرقم
عبير والمتأكدة أن لا أحد يتصِل عليها في وقتٍ مثل هذا سوَى أحدٌ يعرفها , رُبما حتى رتيل , تأفأفت : مين
بصوتٍ رجُولِيْ زلزل أعماقها : صباحي عبير
عبير فزَّت وهي تنظُر لشاشتِها , رقمه .. لعنت غبائِها كيف لم تنتبه.
تسارعت ضرباتِ قلبها , ترتجفْ أطرافها برعشةِ الحُب.
هوَ : مقدرت إذنِي تصوم عن صوتِك
عبير أغلقت هاتِفها لا تُريد أن تسمع حديثه الذي يُربكها.
طار النوم و هي تمسحُ على وجنتيْها , تلمسُ حرارتها كيف حرارة وجهها أرتفعت من صوتِه.

,

تكتبُ له " غادة هربت مع وليد "

.
.

أنتهى ، مافيه قفلة حماسية :P

أتمنى ينال إعجابكمْ و يروق لكمْ , و الحمدلله أنّ هذه الأعيُنْ تقرأنيْ جدًا ممنونتكم ()

نلتقي بإذن الكريم - الثلاثاء - *بجزئية بسيطة جدًا يعني بارت قصير وبعدها نوقفْ إن شاء الله

لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.

*بحفظ الرحمن.
























 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t186834.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ ظ…ظ‚ط¨ط±طھظٹ طھط±ظˆظٹ ط§ظ„ط­ظƒط§ظٹط§طھ ط£ظ† … - ط¹ط¯ظ„ظ‰ ظ…ظ†طµظˆط± ظ†ط§ط¦ظ… This thread Refback 17-03-16 06:19 PM
[ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط©] ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ ... | grosiralami.com | PinBB: 541310B9| SMS/WhatsApp: By Request This thread Refback 10-05-15 01:15 AM
Untitled document This thread Refback 08-03-15 01:41 AM
Untitled document This thread Refback 22-12-14 12:07 PM
Untitled document This thread Refback 20-12-14 09:56 AM
Untitled document This thread Refback 28-11-14 03:53 AM
Untitled document This thread Refback 28-11-14 03:49 AM
Untitled document This thread Refback 28-11-14 03:38 AM
Untitled document This thread Refback 19-11-14 12:20 AM
Untitled document This thread Refback 15-11-14 01:52 AM
Untitled document This thread Refback 14-11-14 12:56 AM
Untitled document This thread Refback 11-11-14 08:37 PM
Untitled document This thread Refback 10-11-14 12:04 PM
Untitled document This thread Refback 03-11-14 07:03 PM
Untitled document This thread Refback 22-07-14 03:55 PM


الساعة الآن 12:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية