-
السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"
سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.
الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.
لن أكرر جملي المعتادة فـ بعض الخجل بدا يعتريني لأنكم كنتم ألطف و ألطف بشدة مني :$$
رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 30 )
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي
فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي
صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي
مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ
سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ
*أبو القاسم الشابي.
..
عبدالعزيز أتجه لبيته .. ليس مضطرًا أن يتجه إلى بيته ولكن رُبما رغبات عبدالعزيز هي من تقُوده
وقف أمام الباب المغلق , قدم تُريد الدخول وقدم أخرى تردعه , شيء يشده إلى الخلف حتى لا يراها و هذا الشيء رُبما بقايا إيمانه الذي بات يندثر بسهولة تحت سقفِ حقده و كرهه , فتح الباب وعينيه تبحث ؟ الخادمة عندما رأته دون أن تنطق حرفا خرجت بسرعة متوجهة للقصِر متجاهلة رتيلْ , نظر إليها يبدُو التعب مخيِّم عليها , كانت مغمضة عينيها وأصابعها على الكنبة كأنها على بيانُو وهي تطرق بِها على الكنبة ..ثواني طويلة وهو ينظر إليها ويبدو أنها متوترة جدًا وخائفة , فتحت عينيها و كان سيقف قلبها من وقوفه أمامها لم تشعر بدخوله
أخفضت رأسها وهي تتنهَّد : بسم الله
عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عنها و عين هاربة تتلصص عليها , تقدم قليلا حتى دخل الحمام ويغسل وجهه من أثر الدماء
رتيل لا تعرف ماذا تفعل الآن , بربكة شفتيها : راحوا ؟
عبدالعزيز ولاينظر إليها و عينيه على الماء : لأ موجود سلطان وجالسين يفتشون البيت وأبوك الحين جاي
رتيل : طيب ممكن تنادي أي شغاله
عبدالعزيز رفع حاجبه من طلبها
رتيل : أقصد يعني أحد يجيب لي عبايتي وطرحتي
عبدالعزيز وإبتسامة كادت أن تتمدد ولكن صدَّها , مِثلها تماما دينها على أهوائها , تسير على ما كتبه الله لها إلا في حالة واحد يغلبها قلبها وهي حالة عبدالعزيز و هو الآخر بمثل حالها يحاول أن لا يعصي ربِّه ولكن مع رتيل تغلبه أهوائه
رتيل : ممكن ؟
عبدالعزيز : طيب .. أخذ المنشفة ومسح وجهه .. وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك
رتيل صعقت من سؤاله , أرتبكت .. أرتجفت .. حروفها لا تكاد تخرج , نظراتها بدأت تهرب في الزوايا , لم ينسى أفعالها الماضية وكلماتها الجارحة لرجولته .. لم ينساها أبدًا
عبدالعزيز : لا يكون غلطان ؟
رتيل تنهَّدت وهي تتشجع أن تنطق حروفها : مثل ما أنت تشوفه بعين نفسك
عبدالعزيز تنرفز , بدأ الغضب يظهر بين تقاسيم ملامِحه
رتيل أدركت أنه رُبما يكون الشيطان موسوسًا لرأس عبدالعزيز الآن وهي وحدها : أبغى أطلع .. وتقدمت قليلا إلى الباب
عبدالعزيز بحدة : أجلسي هنا لين تجيك الشغالة ... وخرجْ
,
تسير يُمنة ويُسرة .. تُحضِّر الأحاديث كيف تبدأ بالموضوع ؟ كيف تُخبره بطريقة لا تُغضبه ؟ سيغضب بالتأكيد !! مالحل ؟ أأخبره عن تركي بالبداية أم أحدِّثه كيف تم إغتصابي ؟ .. دمُوعها في هذه اللحظة تواسيها .. لا شيء يُعينها سوى الله .. تحتاج معونة الله .. تحتاج إلى توجيهٍ من الله .. مشتتة تُريد أن تُخبره لا حل لديها سوى أن تقول له .. لكن كيف تبدأ ؟ كيف ؟ شيءٌ ما يقف حاجزًا يهمس لـ قلبها " لن يُصدِّقك " لكن ؟ هذا آخر حل .. سلطان لم يعُد يطيق هذا الصمتْ , تزاحمت في صدرِي أحاديثٌ كثيرة حدّ أن الصمتْ و كتُمانها كان حادٌ جدًا مُزعِج يُبكيها و ليت كلماتها تسقط مع دموعها ؟ آآآه ليت.
,
أم رؤى : ما تطلقت من زوجها توفى
وليد : يعني ارملة ؟
أم رؤى : إيه
وليد : طيب ومقرن ؟
أم رؤى : هو فعلا سجَّل رؤى بإسمه
وليد : مايجوز في الإسلام نسب أحد لغير والده ؟ كيف قدرتوا تسجلونها بإسم مقرن ومقرن ماهو أبوها
أم رؤى سكتت لثواني ثم أردفت : كنا مضطرين
وليد : طيب وش السبب اللي يخليكم تضطرون ؟ وين أبوها الحقيقي ؟
أم رؤى : متوفي
وليد : أبغى شي يدخل العقل كلهم توفوا ماعداك ؟ *أردف كلمته بسخرية غير مصدق*
أم رؤى : إيه
وليد : طيب والحين ؟ متى توفى زوجها ؟
أم رؤى : هي فاقدة الذاكرة بس زوجها متوفي من قبل الحادث
وليد غير مصدق لحديثها وعينيه تُخبر بذلك
أم رؤى : والحين تقدر تتزوجها
وليد : و ولي أمرها ؟
أم رؤى : ماعندها
وليد : بس أبوي يقول أنه مقرن موجود ؟ كيف أتزوج وأنا ماأعرف أبوها واللي ناسبين لها عايش يعني مفروض أخطبها من مقرن
أم رؤى بإنفعال : لألأ .. مقرن لأ
وليد رفع حاجبه : وليه لأ ؟
أم رؤى : تبغى تتزوجها بدون مقرن إيه أما تدخله بالموضوع لأ
وليد بنبرة هادئة : ليه خايفة ؟
أم رؤى : أنا ؟ وليه أخاف ؟
وليد : ليه تكذبين علي وعلى رؤى ؟
أم رؤى بحدة : ماكذبت هذا اللي عندي
وليد : أبوي يعرف مقرن يعني لو يكلمه راح يقدر يعرف منه الموضوع كله بس أنا أبغى أسألك بالبداية
أم رؤى بنبرة تهديد : إن كلِّمه تنسى رؤى وتنسى إسمها بعد
وليد : ماهو من حقِّك !!! أنا ما ودِّي أبدأ علاقتي معها بدون شي رسمي ولا حتى بالحلال !! أنا كنت حاط في بالي مجرد ملكة والزواج نخليه لين تتحسن حالتها وترجع لها ذاكرتها ! لكن أنتِي منتي قادرة تساعدينا !!
أم رؤى تنهّدت : يا وليد قلت لك اللي عندي
وليد : ماقلتي لي شي ؟ وش قلتي لي ؟
أم رؤى تنهَّدتْ
وليد : بضطر أحكي مع مقرن ؟
أم رؤى : قلت لك إن حكيت معه ماراح تلمس طرف من غـ. . آآآـ .. من رؤى
وليد : من مين ؟
أم رؤى بلعت ريقها : من رؤى
وليد بعصبية : لا ماهو رؤى !! أنتي ليه تكذبين !
أم رؤى : ما أكذب بنتي رؤى إذا أنت تحبها يا أهلا لكن إن بتدخل فيها مقرن وغيره لأ
وليد : أبي أعرف البنت اللي بتزوجها من تكون ؟
أم رؤى : رؤى
وليد : طيب أبوها المتوفي وش إسمه
أم رؤى بصمت
وليد : أبغى أعرف إسم أبوها على الأقل
أم رؤى : مقرن
وليد بنرفزة : غير مقرن
أم رؤى : مالها أبو غيره
وليد بعصبية : تناقضين نفسك بنفسك !!! . .تركها بالمقهى وخرجْ
أم رؤى تُخرج هاتفها وتكتبْ رسالة " بو وليد يعرفكم "
,
: كل شي تمام نظفنا المكان
سلطان : ماتقصرون , تصبحون على خير
: واجبنا . . وخرجُوا رجال الأمن ومعهم المسعفينْ.
سلطان ألتفت لناصر : كيفك الحين ؟
ناصر : تمام
سلطان : أكيد ماراح تقدر تسوق !! بوصلك بطريقي
ناصر : ماتقصر بس ماله داعي
سلطان : وش دعوى !! بوصلك ولا فيها نقاش .. أخرج هاتفه ينتظر بوسعود , إلى الآن لم يصِلْ
ضغط رقمه وسمعة نغمة هاتفه من جهةٍ أخرى .. ألتفت : وينك تأخرت
بوسعود وعيناه تتأمل المكان وتسقط على ناصِر وبنبرةٍ متوتِرة : وين رتيل ؟
سلطان : تطمن مافيها الا كل خير .. وعز وناصر ماقصروا
بوسعود أرتاح تطمَّن قليلا فالأهم الآن هي رتيل , أردف : مين ؟
سلطان : عمَّار و*بسخرية أردف* شكل اللي جابهم أغبياء انفضحوا بسهولة
بوسعود بغضب : والله لا يدفع ثمن اللي سواه غالي
سلطان : كلهم أنمسكوا وفيه اللي هربوا لكن مسكنا 5 وبكرا نبدأ تحقيقات معهم ومسألة وقت وينمسك عمَّار
بوسعود : وين عزيز ؟
سلطان تذكَّر أمر المكتب : في بيته , *همس له* شكله شاف أوراق أو ملفات بمكتبك
بوسعود بصمت
سلطان بصوت واضح : على العموم بكرا نتفاهم بهالموضوع ..
بوسعود وبه من الغضب مايجعله لايتحمل للإنتظار للغد : بعرف كيف تجرأوا يدخلون ؟ إذا دخلوا اليوم يعني يقدرون يدخلون بكرا وبعده
سلطان : بنحط لك حرس محد يقدر يدخل إن شاء الله وأكيد هم قاصدين بس يهددونَّا
بوسعود ويُطلق الشتائِم واللعنات ممتاليًا
سلطان : بتخوف بناتك كذا ؟ خلاص بكرا نحل الموضوع من الساعة 6 أنا بالمكتب كذا تمام ؟
بوسعود تنهَّد : طيب ..
سلطان : يالله مشينا ناصر
بوسعود : أعذرني ناصر ماشكرتك
ناصر : أفاا عليك بس ماسوينا شي .. وعساها ماتنعاد
بوسعود : آمين .. بحفظ الرحمن
خرج ناصر ومعه سلطان ....... كان الصمتْ مسيطر بينهم بالطريق , وقفوا عند الإشارة القريبة من قصِر بوسعود
سلطان : كيف شغلك ؟
ناصر : ماشي حاله
سلطان : مرتاح فيه ؟
ناصر : عادي ماتفرق
سلطان : وماودِّك ترجع لشغلك القديم ؟
ناصر : في باريس ؟ لأ
سلطان : هناك ممكن تترقى بسرعة وتمسك منصب حلو
ناصر : بس أنا ماودي أسافر لبعيد
سلطان : جلست سنين في باريس ماابالغ لو قلت أكثر من الرياض
ناصِر أبتسم لذكرى باريس : بس الحين لأ
سلطان : لو أحد كذب عليك بشيء والشي كبير يعني نقول لو كان عندك إجتماع مهم وفيه راح تترقى وكذب عليك شخص وقالك الإجتماع بكرا وهو اليوم !! وماحضرت ولأنك ماحضرت كانت نقطة سودا في مشوارك الوظيفي ؟ تغفر له أسفه
ناصر ألتفت عليه بصدمة من سؤاله
سلطان ويقترب قليلا من بيت ناصر : سؤال طرى في بالي
ناصر : لآ بس أستغربته
سلطان : بس بعرف أنك إنسان تسامح بسرعة أو لأ
ناصر : لأ إذا كان متعمِّد ويشوفني مجتهد وأحاول أني أترقى ويجي واحد ويكون زي اللي يعيقني عن هالشي أكيد ماراح أغفر له لو يتأسف لي سنين
سلطان أبتسم : وش دعوى !!!
ناصر : أما إذا كان مايدري فهذا شي ثاني
,
الخامسة صباحًا
لم ينام أحدًا .. رتيل رغم تعبها لم تغفى عينيها .. عينيها على السقف , في حالة من الخوف الشديد رغم أنها تعلم بأن هناك حرس تم تعيينهم وموجودين عند باب بيتهم لكن بدأت اوهامها تُخيِّل لها أشياء لم تراها ولأنها لم تنام فـ بسهولة جدًا أن تتخيل أشياء ليست موجودة و الأرق دائِما مايُضعف العقل و التفكير.
دفنت وجهها في مخدتِها و يرن في إذنها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك " كل شي حولها يصرخ بهذه الجملة.
كانت تمنِّي نفسها بـ أنه يميل إليها أو حتى يشعر ببعض شعورها .. خيبة.
قلة نومِها تشدُّ أعصابها و تجعلها غاضِبة حتى في حضرة الهدُوء.
عينيها على السقف لا تستطيع النومْ , تلتفت على كُل شيء .. وتنتبه لأدق التفاصيِلْ .. ماذا لو أحدًا دخل من نافِذتها ؟ أرتعبت من هذه الفكرة .. دمُوعها سقطتْ .. خوفَها أو رُبما شيء آخر , تشعُر بأن همومًا تتراكم لا تستطيع البوح فيها أولها هذا المجهول.
توَّد نفسها أن تُخبر رتيل لكن لن تفهمها رتيل هذا مايدُور في بالها أن رتيل لا تأخذ الأمور بجدية ورُبما تُخبر والدها .. أحيانًا أراها أهلٌ للثقة ولكن مرَّات أشعر بأن من السهولة تكشف الأسرار.
عينيها تدُور على صوَرها تشعُر وكأنَّ عينًا ثالثة تراها , تتساقط دمُوعها كثيرًا .. بحاجة لحضن أحدهُمْ فقط لتبكِي عليه لن تتحدّث بشيء سوى البُكاء.
على الكرسيْ جالِسًا يشغُل باله بناته , رتيل و عبير لا يرضى بأن يُمَّس شعرة مِنهم كيف بـ رجالٍ من الإرهابْ يعتدون على بيتهم ماذا لو كان عبدالعزيز و ناصر ليسوا هنا ؟ ماذا حدث ؟ تعوَّذ من شياطين أفكاره و من " لوَّ "
رُغم حرصه الشديد إلا أن حرصه هذا لم يحميهم اليوم .. ليتني لم أترك رتيل ؟ كيف سمحت بأن تجلس لوحدها هُنا ؟
تفكيره مشتت ينتظر السادسة ليذهب لعمله لن يسمح بهذه الفوضى أن تحصل مرةً أُخرى في بيته.
تارةً يُفكِّر بأن لو أحدًا ذو نسبٍ مُشرِّف يتقدم للزواج من عبير و رتيل حتى يطمأن عليهم ولكن لا يثق بأي رجلٌ بأن قادر على حماية بنات رُوحه.
تقدَّم الكثير لعبير خاصةً وكان يرفض رُغم أنهم ذوي نسبٍ مُشرِّف و أخلاقٍ عالية لكن يُريد شخصًا يحميهم ؟ ولأنه رأى في حياته العجائِب أصبحت ثقته بمن حوله ضئيلة.
في مجلسِه لم يصعد لها , و لم يأتِيه النومْ .. وقَّت المنبه على السادسة صباحًا .. رُبما ساعة تجدي بأن ينام , تفكيره مشتت .. يُفكر بأمن بلادِه يُفكِّر بعبدالعزيز يُفكِّر حتى بناصِر يُفكِّر بالجوهي .. يُفكِّر بهمومٍ كثيرة .. آخرُها الجُوهرة .. يعرف بأن كان قاسيًا جدا عليها اليومْ لكن جنَّ جنونه وهو يراها هكذا دُون أن تهمس له بحرفٍ يُطمئنه .. من حقه أن يسأل .. لكن ما هي فداحة ماأرتكبته حتى تقف حياتها عنده ؟ ما دخل وليد ؟ ماذا فعل تُركي و ريَّان لها ؟ لم الجميع غاضب منها ؟ لماذا أنظر في عيونهم بأنهم غير راضيين عنها ؟ ماذا فعلت لهم ؟ البُعد جيِّد لي و لها .. فلا طاقة لي بأن أستمع لهذا الصمت المُزعِج.
شيءٌ ما يُخبره بأن الأمر متعلق بين وليد و بينها ؟ و لهذا ريَّان غاضب منها و تم فصخ الخطوبة بينهم و شيء آخر يُخبره بأن تركي يعلم عن شيء أرتكبته الجوهرة ولذلك هي تخاف أن يكشفها ؟ و شيء آخر يُخبرها بأن الجميع غاضب عليها لفعلٍ خاطىء أرتكبته بالماضي ؟ ما هذا الفعل ؟
مُتعب جدًا مستلقي على سريره و أطيافُ تتخذهُ مقامًا لتطُوف حوله .. ضحكاتٍ بين بكائهم .. كيف يضحكون من بكائهم ؟ أبتسم لرؤيتهم .. يعرف أنه وقعٌ من جنون لكن أريد هذا الجنون . . أرغب به ما دام الحقيقة مُوجعة.
ضحك .. هل احد من قبل ضحك من قهره ؟ رُبما نضحك لأننا الحقيقة أوجعت قلوبنا لدرجة خُيِّلت لنا أنها " نُكتة " لا تُصدق أبدًا . . ضحكة تتحدَّث وشفاه تتقوّس وهي تُخبره " عزوزي يا روح غادة أنت لو تطلب عيوني بقولك أن العمى خيرة "
إنحناءات مبسمه أستقامت يُرغب بالبكاء بشدة يرغب بمعانقتها .. قبحٌ على هذا القلب لا يحِّن أبدًا علي . . لماذا أصبحت دموعي تستصعي الخروج ؟ قبل فترة كانت تخرج بسهولة و الآن ماذا ؟ . . هل عُدت لحالتي السابقة ؟
ضحكةٍ على يمينه تتقوَّس بهمس " عزوز أخوي الأطخم أشتقت لك مررة مررة " مسك جانبي رأسه بكفوفه يُريد أن يخرج من خيالاتهم بدأت أصواتهم تتداخل عليه " أحبك " , " أشتقت لك " , " يمه عزيز أنتبه لصلاتِك " , " عزوز حبيبي أشتقت لك " , " عبدالعزيز ترانا ننتظرك " , " لا تتأخر " , " تدري أنك ماتستحي منتظرتك من الساعة 10 " , " باريس في غيبتك تنعاف " , " أشتقنا لك يا شين " , " ههههههههههههههههههههههه تدري أني أسبك من حبي لك " , " حبيبي عزوز أبعد عنهم " , " ماأحبهم كريهيين " , " يبون يقهرونك " , " تدري عاد أنك مستفز " , " أبعد عنهم " , " أشتقت لك " , " أشتقت لك " , " ننتظرك "
بنبرةٍ مُتعبة " كافي .. خلااااص .. ياربـــــــــــــــــــــــــــي
لم تغفى عينيها , لم يأتي إلى الآن .. يبدُو هذه المرة لن يحاول أن يغفر لي صمتي .. يبدُو الطلاق سهل جدًا على لسانه ولكن أنا ؟ . . عينا تُركي مازالت تتلصص عليّ تراني في كل جانب .. أشعر به بجانبي .. أشعر بالخيانة عندما أتذكره وأنا بين أحضانِك .. كيف له القدرة أن يقتحم تفكيري بهذه الصورة ؟ أريد الحياة بجانبك لكن الحياة لا تُريد ذلك . . أريد الحُب .. لكن الحُب لا يُريد . . أريد أن أبدأ حياة جديدة . . أريد أن أحب . . أريد أطفالا حولِي . . أريد أن أقول أنا أعيش .. لا أشعر سوى بإحتضار أنفاسي في كل مرةٍ أرى بِها تُركي واقفًا أمام قلبِي . . عقلي .. جسدي.
سؤال سلطان اليومْ جعله يُفكِر كثيرًا , لم السؤال ؟ ماذا سيفيده إن عرف أنني متسامِح أم لأ ؟ أشعر بنبرة حديثه أراد أن يُوصل لي شي ولكن لم أفهمه . . ماهو الشي الذي سيزعجني ولن أسامح من أقترفه عليه ؟ الأكيد أنه ليس سُلطان ولكن رُبما أخبر سلطان عنِّي . . تفكيره تذبذب مع نبرة سلطان و سؤاله ؟ . . لا بُد أن شيءٌ يتعلق بالعمل ولكن لم أطمح بعملي بعد وفاة غادة بشيء .. لا شيء مُجرد كسب رزق لا غير , آآه يا غادة الحياة كئيبة يابسة حامضة لا تُستساغ من بعدِك ! . . أشتاق إليك أكثر من شيء آخر .. أشتاق لضحكاتنِنا .. لأيامنا . .لمواعيدنا .. للحظات الهرب من والدِك .. لحججنا بالتأخير . .تصرفاتك الطائشة كانت جميلة جدًا .. كُنت أحب الحياة .. " كنت احبني يوم كنتي قدام عيني تحبيني ".
باريس – الرابعة فجرًا -
أحدٌ ينهُش بقلبها تشعرُ بأفواهٍ تقتلع رُوحها , أحدًا يُناديها و آخرًا يُبكيها .. هل الأموات لهم أصواتْ أم ماذا ؟ أصواتُهم مُزعجة جدًا و نبراتِهم كأنها تعضُّ عينايْ لتُبكيني .. تعضُّها بشدة , كأنها فاكِهة يستلذُون بِها .. أشعُر وكأنني فاكِهة كاذِبة ذات شكلٍ مُغري و داخلهُا فاسِد .. أشعُر أنهم يقتربون مِنِّي ثم ينتقمُون لفسادِ داخلي .. هذا الفسادْ تكاثَر بِيْ من الوحِدة .. الوحدة تجعلُنِي فتاة سيئة ذات طباع حادة تبكِي على أتفه الأسبابْ , أنا أبكي من أثر جرحٍ قديم أجزم بأنه حدث من سنواتٍ مضت و أنتهت , أشعُر بإشتياق و حنين لأناس لا أعرفهم .. أشعُر بإشتياق لأماكن أجهلها . . لا أعرفها .. أرى بعض ملامحها الشاحبة ولا أستطيع تذكرها . . أنا أفتقدك يا أنت يا من أجهله وقلبي يعرفه جيدا.
,
التاسِعة صباحًا.
يغلق الكبك في كمَّه متذمِّر منها كثيرًا
مُهرة : أحكي مع جدار ؟
يوسف لا يرد عليها
مُهرة : كلب
يوسف : والله ياهو الكلب بيجي يخنقك الحين يخليك تقولين اللهم نسألك التوبة
مُهرة : لأن الكلاب اللي زيِّك يسوون نفسهم مايسمعون
يوسف : بس ماخبروك انه الكلاب مايفهمون لغة الحمير
مُهرة بغضب وهي خلفه : كلمة وحدة جلسة هنا مع اهلك ماراح أجلس
يُوسف : طيب أنقلعي في أي زفت
مُهرة : ودني حايل كيف أروح يعني ؟
يوسف ألتفت عليها :أقطع نفسي ؟ كيف أوديك ؟ وين بيتهم أنتي حتى ماعمرك طبيتيها
مُهرة : أنا أقدر أتصرف هناك
يوسف : ماعندنا حريم يدوجون
مُهرة تنهَّدت : يالله صبر أيوب
يوسف : ويصبرني بعد . . وأرتدى شماغه وهو يعدِّل نسفته
مُهرة : يعني وش أسوي أنا ؟
يوسف: اكلي تراب
مُهرة عضت شفتيها : لا ياحبيبي ماأجلس أنا هنا وأنت تروح تنبسط
يوسف بسخرية لاذعة : وش قلتي ؟
مُهرة : قلت ماراح أجلس هنا
يوسف يمثِّل الهيام : لا قبلها فيه شي حرَّك قلبي و أحاسيسي
مُهرة : يا عساه ماعاد ينبض ويريِّحني
يوسف : اللهم أني أعوذ بك من دعوات الشياطين
مُهرة : محد شيطان غيرك
يوسف تنهَّد وأخيرًا تعطَّر وبإستلعان رش على عينيها
مُهرة وتشعر بنار بين أهدابِها , غمضت عينيها وحذفت عليه علبة الساعة الثقيلة وأتت على بطنه
يُوسف يقترب منها ليمسك كفوفها , فتحت عينيها .. ثبتها وظهرها مُلتصق بالجدار : أشوف إيدك يبيلها قص
مُهرة بصقت عليه .. لتبتعد عنه
يوسف أرتخت مسكته بتقرف وهو يمسح وجهه : أنا أوريك !! متعوَّدة على أسلوب عيال الشوارع يا بنت الـ... مسك نفسه من شتيمة لاذِعة قوية .. يابنت اللي مانيب قايل .. أتجه نحوها ولكن كانت ترمي عليه كل شيء قريبًا منها
يوسف : أنا أعلمك كيف تتفلين عليّ !!
مُهرة : أبعد عني وش تبي ؟
يُوسف ويمسكها من خصرها ليرفعها عن مستوى الأرض وهو يتجه بِها نحو السرير
مُهرة ترفسه بكل الجهات تحاول أن تتخلص من قبضته
يُوسف : أنا أخليك تمشين على الصراط
مُهرة : يا كلب أبعد عنِّي والله لاأصارخ وأفضحك عند أهلك
يوسفْ يُلصق ظهر مُهرة على السرير مُثبت كتفها حتى لا تتحرَّك .. وضع باطن كفَّه اليمنى على فمَّها حتى تصمتْ
مُهرة عضَّت كفَّه بقوة جعلت يوسف يبعد يده عنها متألمْ .. دفّته بقوة وهي تقف بجانبه
مُهرة بغضب : حقيييييييييييييييييييييير .. معفن ... كلببببببببببب .. وأكبر كلب بعد .. وركضت للحمام وأغلقته عليها
يوسف نظر لوشم أسنانها بكفَّه : الكلبة قوية ... هيِّن يامُهرة حسابك قريب
,
على الفطُورْ , شاحبة ملامِحها لم تنامْ جيدًا.
أم رؤى : مانمتي كويِّس ؟
رؤى : كنت أفكِّر
أم رؤى : بوشو ؟
رؤى : معقولة ماعندي عم ؟ خال ؟ أي أحد
أم رؤى تنهَّدت : رجعنا لهالموضوع ؟
رؤى برجاء كبير : يمه تكفين قولي لي عن أحد فيهم ؟
أم رؤى ألتزمت الصمت
رؤى ببكاء : طيب وريني صورته بس صورته يمه تكفين
أم رؤى لا تُريد أن تضعف أمام دمُوعها , شتت نظراتها
رؤى : بس صورتهم ؟ بس أشوفه تكفين يمه ... بشوف أبوي ؟ طيب أخوي ؟ طيب غادة أبغى أشوفها
أم رؤى وأهدابها ترتجفْ
رؤى : تكفين يمه .. الله يخليك .. يممه أشتقت لهم ... تكفييين بس ابي أشوف من هم اللي أشتقت لهم ؟ بس أبغى أشوفهم لو دقايق
أكملت ببكاء المقهور : طيب خلاص وريني بس أبوي ... يمه بس أبوي .. تكفين لا ترديني ... بس أبوي ..
أم رؤى : طيب .. وتوجهت لـ غرفتها
رؤى تمسح دمُوعها بأصابعها الباردة , و مسحَها لدمُوعها كـ من يُنظفْ أرضًا و الغبارْ يعصفُ بها .. تمسحُ من جهةٍ ودموعها تسقط من جهةٍ أخرى .. عيناها تفيض الآن .. نبضاتها تتسارع سترى والدها .. وقفت وأتجهت لغرفة والدتها وكانت قد أخرجت الصورة .. مدَّتها لرؤى
رؤى مسكتها بأصابعٍ مرتجفة لا تكاد تثبت الصورة بين كفوفها .. دمُوعها تستقر على هذه الملامح .. وقفت على ركبتيها لا تستطيع الوقوف بثباتْ ودمُوعها تنهار كـ مطرٍ من بعد جفافْ.
أم رؤى واقفة بجانبها .. تنظر إليها بعينٍ مكسورة.
رؤى بنبرة أختنقت جدًا : يممممه . . . ماهو أبوي
أم رؤى جلست بجانبها : تعوَّذي من الشيطان
رؤى تسقط الصورة من كفوفها وهي تضمُ نفسها : لآ ماهو أبوي .. ماهو أبوي .. وبجنون تردد . . ماهو أبوي . .ماهو أبوي
أم رؤى بصدمة تنظر إليها
يُقبِّل خدها : هالمرة سماح . . ماهو كل مرة تطلعين مع المجنون ذا
بضحكةٍ يُردف : بس عشان كذا ؟
همسة على طاولة الطعام : والله خوفي بكرا تتبرين مننا عنده
يُعانقها وبهمساتٍ بيضاء يوصيها على نفسِها
فتحت عينيها على والدتها : ماهو أبوي ؟؟ مستحيل
أم رؤى : ليه مستحيل ؟
رؤى أنهارت غير مصدقة , وبأحاديث لم تفهم منها شيء والدتها : ضمني أكثر .. ليتك مارحت .. يبهههه ..أبييييك
أم رؤى تقترب منها ولكن رؤى تصدِّها : اللي تسوينه في نفسك حرام
رؤى : ردُّوا لي أبوي .. ردوه لي .. ردوا قلبي اللي خذاه .. ردوووووووووووه
أم رؤى : بسم الله عليك من همزات الشيطان وأعوذ بك من أن يحضرون
رؤى تبكِي دماء .. دماء بيضاء .. دماء الشوق .. الحنين . .بعض من الذِكرى تقتل عقلها .. تجعل الصداع ينهش بِه .. ولكن هذا الألم جميل جدًا إن كان سيذكرنِي بوالدِيْ .. أريده .. أريد أن أعانقه .. أشعر به .. أشعر بأنفاسه .. أشعر بأن قلبه مازال بخير .. لماذا كل هذا ؟ لماذا الكذب ؟ لماذا لا يريدون لي الحياة ؟ لا أتكيف مع حياة المنفى ؟ لا أعرف كيف أتكيف ؟ ولا أريد أن أتكيَّف ؟ أريد فقط أبي . . أريده بشدة الآن وأن يحضر .. أريد أن أبصر إبتسامته
رؤى : أشتقت له .. وحشني .. وحشتنيييي .... يبهههه .... آآآآآآه .. آآآآه
والدتها بكت مع " الآآآه " الموجعة التي نطقت بِها .. بكت ليس بيدها حيلة
رؤى تغطي وجهها بكفوفها وتبكِي كالأطفال : جيبوا لي أبوي .. جيبوه لي ..
بضحكةٍ مُغلفة بالفرح ولا شي غير الفرحْ , عينين حادة سمراء البشرة أهواه و أنا والله أهوى والدِي , أردف بصوتٍ أضعتُ بِه قلبي : يا هنى ناصِر فيكْ
رؤى أبعدت كفوفها عن وجهها ودموعها تبلل قميصها و تنتثر على الأرض , همست بوجع : ناصر .. مين ناصر ؟
أم رؤى : يمه خلاص يكفي لا تتعبين نفسك وتتعبيني
رؤى بآآهات وصرخة مقهورة خرجتْ من باطن قلبها الضائِع : جيبوو لي أبوي .. جيبووه لي .. جيبوووه .. يممه تكفييين تكفييييين سوّ اللي تبينه فيني بس جيبي لي أبوي
أم رؤى : ما بإيدي شي
رؤى وتنظر لوالدتها بعينين تلمع بدموعها : طيب ناصر ؟
أم رؤى ببكاء : مقدر
رؤى و تنهارُ أكثر : ناصر زوجي صح ؟ هو زوجي ؟
أم رؤى : إيه زوجك يا يمه بس خلاص راح
رؤى : كنت أحبه ؟ طيب جاوبيني قولي لي كنت أحبه كثير ولا لأ ؟
أم رؤى : تحبينه يا روحي
رؤى : كان يحبني ؟
أم رؤى : إيه
رؤى أخفضت رأسها و الدموع تكتسيها : ناااااااااااااااصر .. آآآآآه .. يا يمه قلبي ضاع بينهم ؟ قولي لي بس مين أنا ؟
توجع جدًا أن يجهل الشخص نفسه , أم رؤى لا رد لديها
رؤى : الله يرحمه ويغفر له .. ليتني أتذكر وجهه ياربي ليتني أتذكره .. يمه أنا أشتقت لهم بس ماأعرفهم .. ماأعرفهم .. أشتقت لأبوي .. أشتقت له كثيييرْ
أم رؤى : الله يرحمه
رؤى تنظر في عين والدتها : أحيانا حتى أنتي ماأعرفك ؟ ماأحس أنك أمي ؟ أنا أحبك بس حتى انتي أجهلك
أم رؤى : هذا من الشيطان ياقلبي .. تعوذي من الشيطان
رؤى تمتمت بجنون : ناصر .. وين ناصر الحين ؟ .. أبغاااه .. أبغاه يمه ... *وبصرخة مبكية ترتجي* .. نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاصر
,
تقيأ كثيرًا هذا الصباح , يشعر بأن بلعومِه انجرح و يتقيأ الدماء فقط , قلبه يضيق به , قلبه الذي بحجم الكف ضيق جدًا , غادة تحضر في باله الآن .. تحضر بقوة .. نظر لنفسه بالمرآة .. عينيه متورمة , شفتيه جرحُها واضِح جدًا , ملامحه شاحِبة , لم يكُن بهذه الصورة أبد في حياة غادة , لم يكن هذا الشحوب موجودًا , كان كل من حوله يفيضُ بالحياة , بلل وجهه وهو يمسحه .. أرتمى على السرير .... أغمض عينيه .. مبتسمًا لطيف الذكرى القريب من قلبه الآن .. رُغم هذه الذكرى إلا أن هُناك شيئًا آخر يتألمُ منه قلبه .. ضاقت بعينيه من هذا الألم . . مازال مُبتسمًا لا يُريد تفويت ذكرى تمُّر بِها
أسفل ثلُوج باريسْ , في إحدى المقاعِد على الرصيف المغطى من الأعلى
غادة : أيوا وش بعد ؟ رحت " كَـانْ " مع عزوز وهدول جلسنا يوم ورجعنا
ناصِر : أسبوع غبت عنك ودوجتي لين قلتي بس
غادة : هههههههههههههههههههههههههههه وش أسوي الدراسة وقضينا ! وعزوز كان مآخذ إجازة
ناصر : طيب أسأليني وش سويت بالرياض ؟
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش سويت بالرياض ؟
ناصر : ولا شيء
غادة تداعب أنفه بأنفها : معقولة ولا شيء
ناصر : تقريبًا ما فيه شي يذكر
غادة : ولا شي حتى لو تافه
ناصر : هههههههههههههههههههههه كئيبة جدا الرياض
غادة رفعت كلتا رجليها على الكرسِيْ لتُلصق ظهرها بـ كتف ناصرْ أما ناصِر فـ ألتفت حتى تضع ظهرها على صدره ويغرق في شعرها
ناصر : أبوك يدري أنك طالعة ؟
غادة : لأ هههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له بروح أشتري كتاب وأجي .. وإن رجعت بقوله أني شفتك
ناصر يُقبل خدَّها البارِد : المشكلة ماراح تطيح الا على راسي
غادة : لآ أنا بقوله أنك ماتدري
ناصر : أبد أبوك يصدقك
غادة ضحكت وهي تلتفتْ عليه : مايصدقك أنت بس يصدقني
ناصِر يُباغتها بـ قُبلة : تدرين أني أشتقت لك
غادة بخجل : وتدري أني أحبك
ناصِر يُقرِّبها أكثرْ مِنه , لا يفصِل بينهُم شيء .. قلبها يلتصِقْ بقلبه .. و أحاديثْ تجرِي من نوع آخر .. بعضٌ من الحُبْ يتسلل مِن شفتيها له .. والبعضْ الآخر يتشبثْ بقلبِها .. هيْ أجمل من رأت عينيّ .. هي أولْ الحُبْ و هي آخره .. هي الحياة و بعدها الأرضِ لا تُطيقْ أن أسير عليها وحيدًا .. لا تطيق أبدًا .. تُريدني معك دائِما .. حتى أنها تلعنِي دائِما وتبرزُ أشواكها في وجهيْ .. أنا أحبك.
قاطعهمْ : ياسلام على المناظر الإباحية
غادة تزم شفتيها وهي تشتت نظراتها بإحراجٍ شديد
عبدالعزيز : يعني منتظريني !! وعارفين أني بجي وقدام الناس بعد !! صدق اللي اختشوا ماتوا
ناصِر أبتسم بحرج : شلونك ؟
عبدالعزيز : وش شلونك ؟ لحظة بستوعب أنها غادة
غادة وتوَّد أن الأرض تدفنها الآن
عبدالعزيز ويمثِّل الغضب : ماعاد تشوفك فاهم !! ولا قدام العالم والناس , مرة مفتخرين باللي تسوونه ماشاء الله
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو قدام الناس إلا اللي يدققون عاد زيِّك وعندهم طول نظر يشوفنا
عبدالعزيز : وبعد تضحك !! لا جد ماني مصدق ! يخي أستح على وجهك مابقى على عرسكم شي لاحق
غادة وتفجَّرت بالحُمرة
عبدالعزيز غمز لناصِر و أردف : وأنتي ماتستحين صدق غادة أتكلم ذا يخربك وأنتي معاه بالخراب ؟ فرضًا ماتم الزواج وش تبين الناس يقولون عنَّا ماعرف يربي أخته .. صدق مافيه عرب بس على الأقل أحسبي حساب الفرنسيين اللي يشوفونكم
غادة وهي تنظر للأسفل : طيب
عبدالعزيز : وش طيب ؟ جد أنصدمت والمشكلة شكيت في نفسي قلت معقولة ذي غادة ونويصر الكلب ؟ لا صدق هالمرة ماهو من أبوي مني أنا مافيه طلعة مع راس هالخراب
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. ويضع ذراعه على كفوف غادة .. زوجتي وكيفي
عبدالعزيز : كيفك إن شاء الله لا صار العرس بس الحين هي تحت أمرنا وأبوي ولي أمرها وأكيد ماراح يرضى .. آخخ لو أبوي شايفكم وش ممكن يسوي ؟ يعني بتخيَّل أنه بيعلقك على هالعمود وبيجرّ غادة من شعرها يخليها تلعن الساعة اللي شافتك فيها
غادة من الإحراج الشديد بدأت عينيها تنبأ بالدموع
عبدالعزيز عندما رأى دموعها انفجر بالضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص خلاص نمزح .. بس عاد لا تمصخونها ندري أنكم متزوجين بس كذا تفتنون العزابية اللي زيَّنا
غادة تمسح دموعها ورغم مسحها إلا أنها تسقط دون توقف
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الحين وش يسكتها !!
غادة دفته بغضب
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه وبعدين أحترموا الذوق العام مايصير كذا قدام الرايح والجاي !!
ناصر : مسكَّر المكان ماتشوف الطريق فاضي إلا من الكلاب اللي زيِّك
عبدالعزيز : أنا كلب يا حقير . . غادة خلينا نروح ههههههههههههههههههههههههههه
غادة مازالت تبكِي وجسدها بأكمله محمَّر
عبدالعزيز يسحبها ليضع رأسها على صدره : يختي أمزح بس صدق منظركم ماهو حلو بس يالله ملعيش وش نسوي بعد ؟ أحيانا الرغبة أقوى *أردف كلمته الأخيرة بإستهزاء شديد في ناصر*
ناصر : أشوف فيك يوم يا ولد سلطان
فتح عينيه المحمَّرة .. تسقطُ منه خيباته مِن هذه الدُنيا , الأرض تبكيه كيف أنه وحيدًا .. و آآه من الحنين .. ينهشُ بجسده .. يقتلع مِنه الفرح بشدة .. لا فرح يستحق دُونها . . أشتاق لك يا نظر ناصر.
,
بمكتبه و أمامه عبدالعزيز
بوسعود : ترجع تنام واضح التعب من عيونك
عبدالعزيز : مافيني الا العافية
بوسعود : أي عافية شايف وجهك كيف أصفر
عبدالعزيز ألتزم الصمتْ
بوسعود : سلطان تأخر .. أخذ جواله يتصل عليه .. لا مُجيب .. تنهَّد وهو يتصل على الجوهرةْ
جالسة على طرف السريرْ تنتظره يأتي .. لم يأتِي من أمس .. نبضاتُ قلبها ليستْ بخيرْ .. تشعُر بالضياع في غيابه .. بالحُزن .. رُغم حزنها منه إلا أنها تحزن عليه وعلى حديثه أكثر .. رغم أنها تضايقت منه ولكن الآن تريد أن تطمئن عليه .. لا يستحقها أنا أعلم أنني لا أستحقه لكن .. ماذا أفعل كي أرتاح و يرتاح ؟
مسكت جوالها الذي يضج بنغمته , رأت إسم عمَّها .. أنقبض قلبها من الخوف ؟ رُبما خبرٌ سيء , بصوت مُرتبك : ألو
بوسعود : صباح الخير
الجوهرة : صباح النور
بوسعود : شلونك ؟
الجوهرة : بخير الحمدلله عساك بخير
بوسعود : الحمدلله , الله يرضى لي عليك صحي لي سلطان شكل راحت عليه نومة
الجوهرة توتَّرت , نبضاتها تتسارع بشدة
بوسعود : دقيت عليه بس مايرد
الجوهرة بصوت جاهدت أن تُضبطه دُون ربكة : إن شاء الله
بوسعود : بحفظ الرحمن
الجوهرة : فمان الكريم .. أغلقته .. أين سلطان الآن ؟ .. نزلت للأسفل وكانت أمامها عائشة : شفتي سلطان ؟
عائشة : إيه فيه نوم بمجلس
الجوهرة تنهَّدت براحة .. تقدمت للمجلس وكان بارد جدًا والتكييف على أعلى مايمكنْ .. نظرت إليه مستلقي و بجانبه هاتفه ومفاتيحه .. جلست بقربه .. تأملته لأول مرة تتأمل تفاصيله وأدق تفاصيله دون أن ترمش عيناها أو تشتتها بعيدًا عنه.
بعد دقائِق طويلة وعينيها تحكي الكثيرْ
نظرت لهاتفه ويبدُو أنه على الوضع الصامتْ .. بهدُوء : سلطان
لا مُجيب .. يبدُو صوتها جدا هادىء
وضعت باطن كفَّها على خده البارِد جدًا .. لو أنها تنطق بكل ما ركنتهُ في صدرها من سنين .. لو أنها , رجفت كفوفها من خدِّه وأبعدتها
فتح عينيه بتعبْ , معقِّدًا حاجبيه . . أنتقلت أنظاره لـ عينيّ الجوهرة , تنهَّد وجسده مُتعب من النوم على الأرض , يشعر بأن ظهره كُسِر الآن من وضعية نومه.
الجوهرة برجفة : أتصل عمي وقال أنك ماترد على جوالك
جلس و هو ينظر لهاتفه وصُعق من الساعة القريبة من العاشِرة صباحًا
الجوهرة : ليه مانمت فوق ؟
سلطان تجاهلها تماما وهو يأخذ أغراضه ويقفْ
الجوهرة : طيب كان طمنتني
سلطان ألتفت عليها وهو يخرج : أطمنك على أيش ؟
الجوهرة أرتبكت و دموعها ترتجف على رمشِها : خفت أنك ماجيتْ , ماكنت أدري أنك هنا جلست لين الصبح أحاتيك
سلطان : شكرا على الإهتمام بس ماني بحاجته .. وصعد للأعلى
الجوهرة وسقطت دمُوعها أمام حديثه , بكت بضعفْ , بإحتياج , بحُب .. دخلت عائشة لتنظف المجلس وتجمدت في مكانها أمام بكاء الجوهرة الذي يُشبه تماما سعاد بنظرها.
الجوهرة مسحت دموعها وأنسحبت بهدُوء لتصعد للأعلى .. دخلت الجناح بخطواتْ ضعيفة , سمعت صوت الماء .. لا تكُن مثلهم .. " لا تقسى عليّ "
بجهةٍ أخرىَ
بوسعود : لين تخف عينك بعدين تروح له عشان مايشك
عبدالعزيز : إيه أكيد
بوسعود مسك هاتفه وأتصل على رتيل الذي رآها الصباح لم تنام بعد , أراد أن يطمئن , أتاها صوتها المُتعب : هلا
بوسعود : مانمتي ؟
رتيل : ماجاني نوم
بوسعود : حبيبتي ريحي بالك مافيه شي وحطيت حرس عند الباب
رتيل : ماني خايفة بس أنا أصلا ماجاني نوم
بوسعود : ماينفع كذا !! صار لك يومين مانمتي كويِّس بعدين راح تهلوسين .. يالله نامي
رتيل : متى بترجع ؟
بوسعود وتأكد أنها خائفة : برجع بدري إن شاء الله
عبدالعزيز ويسرح بنبرة بوسعود الخائفة المهتمة على إبنته الذي يجهلها رُبما عبير أو رتيل .. يُشبه والده حين يتصِّل عليه .. أشتاق كثيرًا لإتصالات والديه التي يكُن القصد منها فقط سماع صوته والإطمئنان.
بوسعود : رتيل
عبدالعزيز رفع عينه مرةً أخرى على بوسعود
رتيل : طيب بحاول أنام
بوسعود : أرجع ألقاك نايمة ولا تخافينْ
رتيل تنظر للباب الذي بدآ ينفتح , أخذت شهيق وتوقفت
بوسعود بنبرة خوف : رتيل ؟ رتيييييييييييل ؟
رتيل : خلاص يبه أكلمك بعدين
بوسعود : وش صاير ؟
رتيل تبكي : مافيه شي
بوسعود : لاتخوفيني قولي لي وشو
عبدالعزيز المنجذب ويستمع لكلمات بوسعودْ
سحبت من كفَّها الهاتف : يبه
بوسعود : وش فيها ؟
عبير : دخلت عليها وشكلها خافت .. أهتم بشغلك ياروحي ولاتشيل همّنا
بوسعود وبراكين من الغضب تثور في داخله كيف أنه بناته يعيشان بهذا الخوف لأجل حمقى سيُفجِّر بهم من غضبه وبنبرة حاول أن تكون هادئة ولكن أتت حادة : أتصلي علي لا صار شي ..
عبير : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن .. وأغلقتهْ
عبدالعزيز : صاير فيها شي ؟ .. أنتبه لسؤاله .. قصدي يعني عسى ماشَّر ؟
بوسعود : خايفيين
عبدالعزيز : دام سلطان ماجاء إلى الآن خلَّه يجيك في بيتك وأتفقوا هناك
بوسعود : ماينفع فيه أوراق هنا وبنروح نحقق معهم بنفسنا
بجهةٍ أخرى ,
عبير : خلاص أهدي لو أدري كان دقيت الباب بس حسبتك نايمة
رتيل ببكاء مُنهارة فعليًا
عبير : يابعد عُمري خلاص يكفي بكي
رتيل وترتمي لصدر عبير لتُعانقها بشدة .. تبكِي وتجهش ببكائِها .. مُتعبة جدًا متعبة.
,
في أطرافِ ليلٍ جديدْ ,
سلطان : لأنه جبان هرب .. بس بلغناهم إن شاء الله يمسكونه بأقرب وقت
بوسعود وقبضة كفِّه محمَّرة بعد أن ضربْ بِها أحد الممسوكينْ وهو يلفظ إسم بناتِه
سلطان تنهَّد بإرهاق وهو يسند ظهره على الكرسي : صار شي من الجوهي ؟
عبدالعزيز الذي يُحرك هاتفه ومفتاح سيارته على الطاولة كالشطرنج : لأ
سلطان ويتأمل ملامح عبدالعزيز وهو يُسلي نفسه , أردف : شكلك مو نايم كويِّس ؟
عبدالعزيز رفع عينه عليه : ماجاني نوم
بوسعود : محد جاه نوم
سلطان بإبتسامة : أنا قدرت أنام
بوسعود ضحك بعد يومٍ كان مشدود الأعصاب : عاد أنت حالة شاذة
سلطان : بس والله ما ارتحت .. ومن تعبه نسي أن عبدالعزيز بجانبه .. مدري وش أسوي فيه ؟
بوسعود : مين ؟
سلطان كان سيلفظ الإسم ولكن أنتبه لوجود عبدالعزيز
عبدالعزيز وعينه عليه , وقف : عن إذنكم
سلطان : لآ تعال
عبدالعزيز ألتفت عليه
سلطان : أجلس مافيه شي نخبيه عنك .. كنت أقصد الجوهي
عبدالعزيز جلس ويشرب من قاروة المياه وهو الآخر مرهق .. الجميع أُرهق من هذه الأجواء.
بوسعود وقف : أنا برجع البيت .. وأنت سلطان لا تلهي نفسك هنا وتهمل بيتك ...
سلطان ويسخر في داخله " الله والبيت " , أردف : ولا يهمِّك
بوسعود خرج تاركهُمْ
دار الصمت بينهمْ لدقائِق طويلة حتى كسره سلطان : ماقلت لي وش سويت مع الجوهي ذاك اليوم ؟
عبدالعزيز تذكَّر : إيه صح .. قال أنه يبغى يتوِّهكم
سلطان وثبت في جلسته ينظر إليه بجدية : وش قال بالضبط ؟
عبدالعزيز : أنه راح تكون الصفقة بباريس بس هي بالحقيقة بتكون بروسيا بس عشان تروحون هناك ويضيع وقتكم وهو يكون أصلا منتهي وخالص ويمكن يكون راجع السعودية
سلطان : عبدالعزيز تعرف وش ودي فيه الحين ؟
عبدالعزيز بعفوية : وشو
سلطان : أخنقك وأعلقك على هالمروحة !! توِّك تحكي
عبدالعزيز : طيب وش أسوي ماجت الفرصة
سلطان : يعني الحين بتكون في روسيا
عبدالعزيز : إيه بموسكو هذا آخر شي قاله لي
سلطان : وجاب طاريك ؟
عبدالعزيز :إيه ماعنده غير عبدالعزيز العيد
سلطان : ماراح يقدر يشِّك فيك وموضوعك نتصرف فيه نقوله أنه مات وينساك
عبدالعزيز : مات ؟
سلطان : مافيه غير كذا عشان يصرف نظره عنك
عبدالعزيز وذكر الموت له هيبة في داخله
سلطان : الله يطوِّل بعمرك .. مجرد كذبة عشان يبعد عنك
عبدالعزيز : طيبْ
سلطان وينظر من الزجاج كيف أنه الهدُوء يسكن هذه اللحظات : خلنا نمشي .. وقف
عبدالعزيز سحب جواله و مفتاحه و ذهب معه
سلطان يقفل مكتبه جيدًا ويضع المفتاح في جيبه أمام أنظار عبدالعزيز
,
هيفاء : وش فيك هادية اليوم بقوة ؟
نجلاء بحدة : وش تبيني أحكي فيه ؟
هيفاء : بسم الله طيب أسكتي عساك ماتكلمتي
ريم ضحكت وأردفت : يالله مابقى شي ويجينا عبود
نجلاء وأرتخت ملامحها المشدودة مع هذا الطاريْ
ريم : إحباط لو تجي بنت
هيفاء : صدق إذا كانت بنت وش تبون تسمونها ؟
نجلاء : مافكَّرنا , أنا أحسه ولد
ريم : اللي يجي من الله حياه بنت ولا ولد
دخل منصُور : سلام
: وعليكم السلام
جلس بجانب نجلاء
ريم سكبت له من القهوة : وينك صاير ماتنشاف ؟
منصور : دخلت أنا ويوسف نادي
نجلاء ألتفتت عليه : ليه ماقلت لي ؟
منصور : عادي ماهو مهم
نجلاء تجاهلت أمر هيفاء وريم : صاير ماتقولي ولا شيء
منصور : طيب هذا أنتي عرفتي
هيفاء تحاول قطع هذا النقاش : طيب وين يوسف ؟
منصور : راح الإستراحة
نجلاء بغضب تركتهم وصعدت للأعلى
ريم : لا تآخذ في خاطرك بس نفسية الحامل أكيد بتكون زفتْ
هيفاء : ماشاء الله مجربة
ريم : شي بديهي أصلا بس طبعا الدروج اللي زيِّك مايعرفون هالشي
منصُور تنهد ووضع الفنجان على الطاولة وصعد للأعلى .. , دخل وعندما رأته أنزلت بلوزتها التي كانت ستنزعها
منصور بإستغراب من تصرفها رفع حاجبه : وش صاير لك ؟
نجلاء : ولا شي
منصور : لا فيه شي ؟
نجلاء بعصبية : قلت ولا شي يا منصور
منصور يقترب منها وبنبرة هادئة : يا روحي أكيد ماني راضي على تصرفاتها معك بس وش أسوي ؟ تبيني أروح أضربها يعني ؟ وأكيد يوسف بيزعل لو عرف ويكفيه اللي فيه
نجلاء ملتزمة الصمتْ
منصور : ماله داعي تعصبين على كل شي , والنادي قبل 4 أيام يمكن مدري 5 سجلنا فيه
نجلاء وفعلا غاضبة وملامحها تبيِّن ذلك
منصُور يحوي وجهها بكفوفه : معصبة على أيش ؟ خلاص أهدي
نجلاء بكتْ وبعصبية أنفجرت :لأني ماني طايقة هالوضع .. خلاص أبغى أرتاح .. مليت جد مليت يعني من وين ألقاها أنا ؟ تعبت ونفسيتي تعبت .. ماأبغى أجلس هنا وهي تكون موجودة
منصُور : طيب
نجلاء بغضب : يعني أنا معصبة وحارقة دمي وتقولي طيب !!
منصور : وش تبيني أقولك ؟ نجلا بالعقل
نجلاء : تعرف شي ودِّني بيت أهلي ما أطيق أجلس هنا أكثر
منصور أبتعد عنها
نجلاء وتشعُر بآلام أسفل بطنِها , تشنجات كثيرة .. يبدو عصبيتها أثرت , نصحتها الدكتورة بأن تبعد عن كل مايغضبها ولكنها لم تستمع إليها
جلست على الكنبة وهي موجوعة
منصور ألتفت عليها وأنتبه لملامحها الواضح أنها تتألم : نجلاا
نجلاء تبكي من الألم : آآآه
منصور وفعلا لا يعرف بهذه الأمور , : طيب أوديك المستشفى ؟
نجلاء : لآ .. عضت شفتيها بقوة حتى لاتصرخ ومع عضَّتِها نزفت شفتها
منصُور بتوتر : أنادي لك أمي .. نجلاء ردي علي
نجلاء : ألم ويروح
منصور تنَّح : بتولدين ؟
نجلاء وصوتها يتقطع : لآ توّني مادخلت الثامن
منصور ويجلس على ركبتيه أمامها و لا يعرفْ أن يُدبر أمرها : طيب كيف يروح الألم ؟
نجلاء ولا تستطيع أن تنطق حرفًا آخر من الألم
دقائق طويلة تمر بصمتِهم وتأوهات نجلاء و منصُور لا يعرف يتصرفْ بمثل هذه الأمور جيدًا
منصور : بنادي أمي .. وقف
نجلاء : خلاااااص
منصور ويجلس بجانبها مرة أخرى وبعضٍ من الخوف والرهبة تنتابه , يبقى الطفل الأول ذو طابع خاص : راح ؟
نجلاء وأنفاسها تتصاعَد براحة , بدأ الألم يخفْ
منصور : متى موعدك الجاي ؟
نجلاء : بعد أسبوع
منصور : قولي لها تعطيك مسكن ولا شي !!
نجلاء بقهر : لأنك عصبتني
منصور : أنا ؟
نجلاء ببكاء : ياربي أنا غبية
منصور : مافهمت !!
نجلاء : هي قالت لي أنه حملي حساس ومفروض مأاعصب وأرتاح
منصور : طيب خلاص أهدي الحين لا تقهرين نفسك .. وبلحظاتٍ سريعة حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير .. الحين ناميْ
نجلاء وعينيها تنظر إليه بتمعُّن
منصور أبتسم على نظراتها الطفولية .. أنحنى ليُقبل جبينها : بجلس تحت شوي لين يجيني النوم .. تصبحين على خيرْ
نجلاء : وأنت من أهله
,
بوسعود يقرأ على رتيلْ , سيمر يومٌ ثالث ولم تنام جيدًا , النوم نعمة وقلة من يُبصر هذه النعمة , من لا ينام تُهاجمة هلوسة وظنون سيئة و رُبما يتخيل أشياء لا وجود لها بالحقيقة .. غير العقل الذي سيضعف شيئًا فشيئًا ونبضات قلبٍ غير منتظمة .. , أردف أخيرًا : بسم الذي لا يضر مع إسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .. حبيبتي خلاص نامي
رتيل وأنظارها على السقف , مازالت تشعُر بحدة نبرة عبدالعزيز وهو يُخبرها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك "
بوسعود : أنا بنام عندك اليوم لاتخافين
عبير دخلت من خلفهم ومدّت كآس الماء لوالدها
بوسعود : لايكون بتسهرين بعد ؟
عبير : لآ بنام الحين بس جيت أتطمن عليكم
بوسعود : نوم العوافي يارب
عبير الله يعافيك
بوسعود يشربْ من كآس الماء قليلا ويضعه على الطاولة : رتيل إلى متى ؟ ماهو زين .. وأفكار تقوده بأن يُعطيها حبة منوِّم فهذا الحل الأخير أمامه ..
رتيل عادت للبُكاء
بوسعود : بسم الله عليك .. الله يلعنهم واحد واحد .. بدأ الغضب يعتريه مجددا كيف أنهم سلبوا الراحة من بيته !!
رتيل تبكِي بشدة و تنظر لأعينٍ أخرى .. أعين من قتله ناصِر
بوسعود : لاحول ولا قوة الا بالله ... سحبها لصدره لتبكِي بشدة عليه وهي تحفر أصابعها به .. تخاف أن تبعد عنه
بوسعود مُتأكد بأن أحدهم تحرش بِها على الرغم من أن عبدالعزيز أخبره بعكس ذلك
بوسعود : وش سوو لك ؟
رتيل وتجهش ببكائِها
بوسعود : خايفة من وشو ؟
رتيل : محد
بوسعود : طيب أهدي .. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
,
باريس ,
في شقتها التي تُشاركها مع أخرَى , يبدُو الوضع كئيب جدًا , كل حماسها أختفى .. حبَّت أن تفتح حوار : وش رايك نتمشى برا بما أنه الجو حلو ؟
ضيّ : لا خلينا هنا
أفنان : طفشت مرة مافيه شي نسويه هنا
ضيّ : سولفي لي عنك
أفنان أبتسمت : ماأعرف أسولف عن نفسي
ضي : عن أهلك أي شي ؟
أفنان : أنا أصغرهم فيه الجوهرة أكبر مني ومتزوجة و ريان بيتزوج قريب
ضي : الله يحفظهم ويخليهم يارب
أفنان : آمين وأنتي ؟
ضي : بصراحة يعني ماهو مرة متحمسة لهالدورة بس عشان أنشغل فيها وعشان زوجي
أفنان : متزوجة ؟
ضي : بس بدون لا أحد يعرف
أفنان شهقت
ضي : وش فيك ؟
أفنان بحرج : لآ يعني قصدي .. أقصد يعني صغيرة
ضي : هو عنده ظروف وعشان كذا مايقدر بهالفترة فلما جتني هالدورة هو وافق
أفنان بعفوية : زوجك كبير ؟
ضي أبتسمت : ليه ؟
أفنان : مدري بس أحس اللي يتزوجون بالسر دايم كبار
ضي : إيه وعنده بنات
أفنان شهقت مرة أخرى
ضي : الشرع حلل 4
أفنان : وبناته كبار ؟ يعني كبير ؟
ضي : أنا أحبه وهذا يكفي
,
كانت تنتظره يأتي , ومع تأخيره .. أتجهت لمكتبه , طرقت الباب .. دخلت ورفع عينه عليها
الجوهرة تتشابك أصابعها فيما بعضها : مطوِّل ؟
سلطان : ليه ؟
الجوهرة بربكة : أبغى أقولك موضوع
سلطان : ماني فاضي
الجوهرة زمت شفتيها لا تُريد أن تبكي أمامه ولكنه يقسو عليها كثيرًا
سلطان : لو سمحتي .. وأخفض نظره على أوراقه
الجوهرة : ليه تعاملني كذا ؟
سلطان : لأن أنتي تبين كذا
الجوهرة بكتْ , ومع دموعها ترتجف حروفها : طيب أنا آسفة
سلطان : أسفك مايفيدني بشيء
الجوهرة : سلطان
سلطان بحدة يرفع عينه: نعم
الجوهرة ببكاء طفلة : لا تقسى عليّ
سلطان لا يُريد أن يحن عليها ولكن تُرغمه : طيب
الجوهرة : بس شوي أترك هالأوراق
سلطان : ماعندي وقت
الجوهرة : عشاني ؟
سلطان : ولا عشانك
الجوهرة وتحس بالإهانة الآن
سلطان : سكري الباب وراك
الجوهرة وإهانةٌ أخرى .. وقفت تنظر إليه : ليه تسوي فيني كذا ؟ أنت بعد ماقلت لي عن سعاد وسكت ماقلت شي ليه تعاقبني الحين
سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه
.
.
أنتهى موعُدنا - الخميس- إن شاء الله
لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه "
لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()
بحفظ الرحمنْ.