كاتب الموضوع :
Julianna
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: 35 - رواية أنثى لا تنسى تكتبها Julianna .. الفصل الثامن
الفصل الثامن
كانت الحياة كالحلم،، حلم جميل لا ينتهي حلم به اميرة تحتله بكل فصوله ولياليه ونهاره انها رهف!! اجل اميرته التي بات يتعلق بها كطفل رضيع،، كقطرة ندى على وردة جورية،، انه يعشقها ويعشق ابتسامتها الخجولة وتبعثر بصرها ان اطال النظر اليها دون ان يقصد،، يعشق يديها البيضاء الناعمة الصغيرة وهي تكتب،، يعشق مزاحها مع رؤى،، يهيم بما تحكيه له عن المرضى... ما اروع حلماً تراه واقعاً ترضى بما يقدمه لك وان كان القليل يكفيه فقط انه هنا الى جانب من يحب،، الى ان يحين وقتاً ما لن يعود يكيفه هذا القرب ليطالبها بالمزيد.
اعتاد في الاسابيع الماضية ان يصل مع قرب وصولها ان صادف ان يكونا سوياً صباحاً فقد علم منها انها لا تفضل العمل ليلاً لغاية في نفسها،، اقترب من المصعد لكنه انتظر قليلاً ينتظرها لتصل مرتدية لباس الممرضات، ابتسم بخفة اراد ان يتخيلها بملابس عادية كيف تبدو؟ جاءه صوتها ناعماً معلناً بخفة: صباح الخير
خفق قلبه لنبرتها نظر اليها فبدت جميلة، متفتحة كزهر الليمون رد عليها بصوته الاجش: صباح الخير رهف..
اه كم هو ممثل انه يحترق بها وفيها ويا له من برود يواجهها به ابتسمت له وهي تسبقه لتدخل الى المصعد اصبحا زميلان وصديقان ربما، انها تثق به وكم احب هذه الثقة.
بعد حين وهي مع رؤى تسمع تنهداتها نظرت الى السماء قليلاً فمنذ خطوبتها وهي هائمة بعالمها الخاص نظرت اليها: يا الهي حسناً ماذا؟؟؟
نظرت اليها رؤى بدهشة: ماذا ماذا؟
ضيقت رهف عيناها: حقاً الا تسمعين نفسك!!
سرعان ما احتضنت ذراع رهف اليمنى واسندت راسها على كتفها وقالت: اه يا رهف اني احبه!!
ضحكت رهف بخفة على صديقتها: جيد جيداً صديقتي كم انا سعيدة لاجلك..
رفعت رؤى راسها وهي تنوي ان تبوح بما يحوم في كبدها وان كانت ستغضب منها: حسناً وانتي؟
توقفت رهف عن المشي ولم تتكلم الا ان رؤى رات غيوم الكابة تتجمع فوق راسها: وانا ماذا؟
كانت رؤى ترى ما لا تراه ربما صديقتها انه عمر مغرم بها كيف لها ان لا ترى؟؟ هل اخذ منها يوسف الثقة بانه ممكن ان يقع احدهم بحبها؟ كيف لا تراه يسرح بها ان تكملت، ويبتسم ان ضحكت نظرت اليها وهي ترى احمرار خديها: انتي لا ترين كيف ينظر اليكِ؟
استدارت رهف رفرفت برموش عينيها وقلبها الخائن يخفق بين ضلوعها بقوة انها ترى وتعلم لكنها لا تريد!! : لا اعلم عم تتحدثين!!
احست رؤى بالكابة لاجلها: انك تعلمين، لمذا تحاربين اذا ما تشعرين به.
كتفت يديها ونظرت للاسفل ودموع خائنة تشكلت داخل عينيها: انا لا احارب شيئاً، ربما انا معجبة بشخصه لكن ما عاد قلبي يحتمل ما لا اريد ان اعيشه مرة اخرى وما عدت احتمل خذلاناً...
وضعت رؤى كفها على كتف رهف: انتي خائفة؟
ابتسمت بالم: ولم لا اخاف؟ تنهدت واكملت: انا بالنهاية امراة لكن ربما ما نراه انا وانتي الان صديقتي سيتحول الى شيء اخر غداً..
-ماذا تعنين؟
نظرت حولها تملأ رئتيها بالهواء: انه لا يعلم شيئاً عني...
تباً لرجل سحق الحب بقلبك احست بالياس اجل ربما انه لا يعلم شيئاً عنها ولكن هل هذا سيغيره؟ سيكون احمق مثله مثل يوسف!!
انتهى الحديث عند هذه الكلمات اثقل الحديث قلبها عادتا الى القسم كلا الى عملها وافكارها..اه انها تعلم ما ترسله عيناه اليها وان كافح بشهامة ورجولة الا تظهر مشاعره علانية اليها لكنه لا يعلم انها تحسن تفسير اتفه تصرفاته لكن هذا لن يدوم غدا سترى انه لن يدوم..
كان تكتب شيئاً ما مستغرقة بالتفكير لم تنتبه لوجوده قربها يتاملها بشغف، توقفت عن الكاتبة ورفعت راسها اليه اطالت النظر اليه وحديث رؤى يتردد صداه براسها وخوفها وحزنها يحوم حولها؟ ابتسمت وعادت للورق تجمع شتات نفسها..
جاء صوته بقربها سائلاً بلهفة لم يستطع ان يخيفها: هل انتي بخير رهف؟
تسارعت نبضات قلبها الصغير: اجل بخير..وانت؟
ابتسم وكشف عن اسنان كاللؤلؤ: انا بخير حال..
اومات براسها: جيد..
تحدث معها عن مريض ما... راى انها حزينة وبعيدة غارقة بفكرة ما اه لو تعلمين!!
فجاة تحول هدوء القسم الى عاصفة شحب وجهها وهي تسمع صراخ رجال هنا وهناك نظرت اليه متوترة وسئلته: ماذا يجري دكتور؟
نظر عمر بقلق: لا ادري انتظري هنا!!
اين رؤى؟ ذهبت تبحث عنها لكنها لم تجدها في غرفة الممرضات!! يا الهي اين هي!! ما ان حطت قدمها في الممر توسعت عيناها وهي ترى عمر يجري نحوها ويصرخ سرعان ما امسك بيدها مطالبا اياها بمجاراته يا الهي هناك مصيبة حتماً وكانت تسمع خلفها صراخ يعلو ويعلو الا ان صدرت طلقة رصاص اصمت اذنيها كادت ان تنهار لولا انه الى جانبها نظر حوله فراى غرفة صغيرة بها معدات تنظيف فدخلها واقفل الباب!!
سمع انفاسها المتسارعة ما زالت تمسك بيده تشدها تارة وترخيها تارى اخرى...قالت بصوت متقطع هامس: ماذا يجري!!
كان هناك ضوء خافت صادر من احد الانظمة الموجودة بالغرفة مبددة قليلاً الظالم الدامس اجاب عمر: انه رجل غاضب ومجنون توفى احد اقاربه واتى مهددا بقتل من كان مسؤولاً بنظره عن وفاته!!
ارتجفت رهف وهي تتصور ما يجري خارجاً: هل تقصد ممرضة؟
-اجل للاسف اجل..وها هو يبحث عنها وسلاحه بيده
رمشت قليلا: هل تعلم اين رؤى؟ لم اجدها يا الهي ان كانت خارجاً!!
رؤى؟ عند رؤيته ما راى لم يهتم الا بها جاء اليها مسابقاً الريح متصوراً ان يصيبها مكروه وهي تسال عن رؤى اراد ان يطمئنها: بالتاكيد هي مختباة، لا تقلقي!
ارتجفت وسمحت لدموعها الخائفة ان تسيل على خديها ارتعشت شفتاها قلقة على صديقتها خنقتها رائحة المطهرات حولها استنشقت هواءاً ليهدأ من روعها.
اقترب منها اراد ان يحتويها بين ذراعيه لكنه لم يستطع قال لها: لا تخافي انا هنا..
رفعت راسها تحاول ان ترى ملامحه من خلال الظلام: اعلم انك هنا
تهور اجل لقد تهور فقد اجفلت من انامله التي مسحت دموعها وارتدت الى الوراء رباه انه يحبها قال: اسف...لم..اقصد!!
خفق قلبها من لمسته احترقت من صوته الذي اعلن عليها الحب!! لكن هذا خطأ طالبته بهمس: عمر ....ارجوك!!
سمعت انفاسه العميقة: اجل اعلم ولكني ......أحــبــك!!
اعترافه لها بحبه احزنها وابكاها لم كان عليه ان يحبيني؟ وبعدها سيكرهني؟ لم تتكلم لاذت بصمت اخرسه اسندت راسها على الجدار لحين ان تزول العاصفة خارجاً ولكن العاصفة التي بداخلها لن تزول او تهدأ!!
لم يندم على قاله قلبه لها قبل عقله!! انه مجنون بها وهي تكاد تقتله!! قاطع الصمت الذي بينهما: ساخرج لارى ما يجري ابقي هنا!!
-لا لن تفعل!!
-علي ان يرى ما يجري فلا احد يعلم اننا هنا!!
-لكن...
-ساعود لا تقلقي فقط لا تتحركي من هنا..
راته يخرج اصابها القلق بالشلل عليه وعلى رؤى اغمضت عينيها بقوة تباً!! احميهما يا الله، انتظرت ربما لاربع عشرة دقيقة مزقتها الى ان رات الباب يفتح وعمر ينادي باسمها لتخرج!! تباً له ارادت ان تصفعه على وجهه لكن احست بالراحة لرؤيته سالماً نظرت اليه غاضبة: حقاً ربع ساعة تجعلني بها انتظر وانا اهاجس بكل فكرة سيئة!!
ابتسم لرؤيتها حسناً جيد ربما تشعر بشيء ما نحوي بعدما بحت لها عن حبي: اسف ولكني كنت...
لم تدعه يكمل فقد كانت فاقدة البصر من غضبها: اه كنت وانت من امرني بالا اتحرك من هنا.
كان ينظر اليها بحنان فزاد هذا من غضبها: كنت اتاكد من ان كل شيء اصبح بخير حتى انني رايت صديقتك وهي بخير..
-حسناً... شكراً
ابتسم حالما راها تدير ظهرها مهرولة لترى رؤى وتحتضنها مطمئنة عليها.
سمعت الفتاتان صوته: حسناً الحمدلله على السلامة..
شكرته رؤى واكثرت من الكلام اما رهف فهي ترسل اليه شرارات غاضبة ولكنها قالت: شكراً دكتور!!
رفع حاجباً وابتسامة ملتوية على شفتيه اه كم احبت ان تقول له دكتور!! قال: هذا واجبي رهف..
نظرت رؤى اليهما وهي لا تعلم ما يجري فهو يبدو في قمة سعادته وهي على حافة البركان وجهها اصبح قرمزياً من الغضب!!
لم تستطع ان تصمت اكثر ما ان رحل عمر حتى استدارت لصديقتها: ماذا ماذا جرى بينكما!!
اغمضت عينيها هذا ما ينقصني العملية السرية رؤى تبدا بتحقيقها قالت: لا شيء!!
-حسنا لا تتحدثي الان ولكنك ستتكلمين عاجلاً ام اجلاً ها ما رايك!!
- يا الهي فلتصمتي!!
*
*
بعد ما اعلنه عليها عمر منذ اسبوع مضى حاولت ان تتجنبه لكنه لم يسمح لها بذلك، قطعت ما بينهما من تواصل بالاعين فعيناه لا تخفيان شيئاً وكم ارهقها ما هي به فلا تعلم ما عليها ان تفعل او ان تامر قلبها بماذا؟؟
قالت لها رؤى ان تدع المياه تجري دون ان تعكرها فهي لا تعلم ما ينويه وما هي ردت فعله ان علم شيئاً عنها لكنه صدقاً لم يسالها اي سؤال خاص ربما ظن انها ليست متزوجة فالكثير من الفتيات بعمرها لم يتزوجن بعد!! اه لو يعلم!! انها...
كانت في يوم من الايام معه في المصعد تضحك لشيء ما قاله عن احد الاطباء الذي عمل معهم في لندن عندها فتح المصعد واذ هي بمواجهة ماضيها الاليم تجلى امامها بجبروت ساحق مؤلم!! يوسف اي داهية جاءت بك الى هنا صدمت واجفلت لكنها دون وعي منها اقتربت لتقف خلف عمر!! لم يعلم عمر ما بها ومن هذا؟ لكن هناك شيئ ما يجري هنا؟ يبدو انهما على معرفة ببعضمها فهذا الاحمق يكاد ان يلتهما بعينيه لكن غضبه هدأ عندما وجدها خلفه فاسحة المجال لهذا الدخيل بالدخول!! نظر اليه بغموض لم يرفع بصره عنها اراد ان يسحق وجهه الوسيم بقبضة يده!! وصلا اخيرا الى الطابق المنشود من المستشفى مسك عمر احد الابواب بيده لتمر رهف من امامه وبعدها لحق بها تاركين ذلك الابله تاكله غيرته عليها!!
مشيا سوياً لكن توقف منادياً باسمها: رهف..
التفت اليه ومشاعرها غامضة: نعم؟
سال وان كان السؤال يقطع اوصاله: من ذلك الرجل؟ هل تعرفينه؟
لاذت بصمت زاد من توتره نظرت حولها ولاح الم سرعان ما اخفته نظرت اليه مبتسمة بالم: لماذا تسال؟
رات الغيرة التي دغدغت قلبها تسحق عمر اجابها: ولم لا اسال؟
اقترب منها لدرجة انها رات انعكاس صورتها في عينيه السوداء وتلك التجاعيد حول عينيه اصبحت اعمق حتى دون ان يبتسم: تكلمي!!
-انت حقاً لا تعرف شيئاً عني اليس كذلك؟
رات تشتته ومحاولاته ان لا يثور بوجهها لاجماً ما اراد ان يتفوه به من كلمات اكملت: انه طليقي عمر!! فانا مطلقة !!
كما احزنتها الكلمة وكم تاقت ان تبتلعها الارض ولا تبقي منها شيئاً وهي ترى عمر يحملق بها كالصنم يا الهي لقد طعنته راته يرمش غير مصدق ما قالت تنهدت ولكنها وقفت مكانها.
اغمض عينيه وقلبه توقف لحظات وعاد ينبض مطلقة؟ اميرته مطلقة؟ من يطلق فتاة كرهف؟ ذلك الاحمق!! اجل هذا يوضح الكثير من الامور وكم ساءه سؤالها انه لا يعرف عنها شيئاً!! اكلته غيرته واحرقته..اه كم اراد ان يخطفها من هنا ويبقيها في قصره لا يراه احد سواه!!
رات عضلات فكه تنقبض تحت لحيته الخفيفة اخذ نفساً وقال: حسناً وماذا علي ان اعرف بعد؟
ان كانت تنتظر منه شيئاً خافت لوهلة ان يصفعها من غضبه، لكن ان يسالها ما عليه معرفته؟ نظرت اليه بصدمة وحال لون عينيها الى عسل صاف رمشت ونظرت للاسفل قليلاً ثم رفعت راسها وراى دموعاً تحاول بكل قوتها ان لا يراها..لن تستطيع ان تبوح له وهل تستطيع؟
استدارت ولم تجب عليه ما جعله يغلي من قهره نادى باسمها من بين اسنانه: رهف توقفي..
قالت له وهي تدير ظهرها اليه: ستعرف لكن ليس الان ارجوك...
تركته وذهبت حسناً هذا يغير الكثير من الامور!! لا باس اهدا يا عمر فقط اهدا!!
|