كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1141- زوجة لليلة واحدة فقط - دار نحاس
قال :"اعتذر كاترينا , عما قلته . فى الحقيقة لقد أسأت الحكم عليك عندما التقيك"
سألت بحذر :"ماذا تقصد؟"
اعترف قائلاً :"ببساطة , عندما وجدتك وحيدة فى الجبل من دون أى حماية اعتقدت أنك لا تهتمين لهذه الأمور . لكن أرى الآن أننى مخطئ. و فى الحقيقة هذه الأمور تهمنى تماماً كما تهمك...."
حدق بها باعجاب و هو يتابع:"...إذا أنت تؤمنين بالحب لرجل واحد تتزوجينه ؟ كم أحسده ,كاترينا , هل يعلم كم أنت غالية؟"
سألت مستفهمة :"من؟"
"صــديــقـــكـــ"
منتديات ليلاس
"صـــديــقـــى؟" قالت كايت مستفهمة , فلقد نسيت كل ما يتعلق بـ أندرو بعدها شعرت فجأة بالخجل , لقد كان فيليب صادقاً معها منذ اللحظة الأولى التى التقيا بها ألا يستحق منها ذات الصراحة؟
قالت ببرودة :"أندرو ليس صديقى . مع أنه شخص عزيز جداً لىّ . فنحن جيران فى بلدتنا التى تدعو نيو سوات ويلز , ولكن لا يمكن ان نكون اكثر من ذلك, لذا عندما قررت القدوم إلى أوروبا أردت زيارته فى نيسيا . لكن ليس هناك أى ارتباط عاطفى بيننا . قلت ذلك فقط لأتمكن من التخلص منك .آسفة أن خدعتك"
لكنه لم يظهر أى أشارة انه أنزعج من ذلك.
قال مدافعاً عنها:"كذبت من أجل سبب مهم , فكيف ألومك ؟ كما و أنى لا أستطيع الشعور بالفرح لعلمى أنك لن تتزوجى من ذلك الرجل العادى. لكن ألا دور للرومانسية فى حياتك؟"
قالت بسرعة :"لم أقل ذلك" تذكرت ليون فمرت مسحة من الحزن على وجهها و تابعت :"الحب مهم لى كما هو مهم لأى امرأة أخرى, لكننى لا أعتبره اتفاق عمل كما يبدو أنه كذلك بالنسبة لكم أو مجرد لعبة"
"مهما كان الأمر, لكن ماذا أفعل مع فتاة مثلك؟ فتاة تريد الحب لكنه حب مستحيل , ومع ذلك أراها تأسرنى"
كان صوته ناعماً و عيناه تظهران قوة كبيرة . للحظة شعرت كايت و كأنها ترتجف.
قالت بحزم :"واحدة تتحدث بالأعمال معها . عمل حقيقى . كصور لموقع أو إعلانات سفر , أو أى شئ من هذا القبيل"
قال :"هل هذه آخر كلمة لك فى هذا الموضوع؟"
"نـــعـــــم"
و بإرادة قوية , أمسكت حقيبتها و حدقت به :"العلاقة الوحيدة التى اقبلها هى علاقة عمل , لذا أما أن نتحدث عن العمل أو سأغادر"
وافق فيليب قائلاً :"حسناً , لنتحدث عن العمل. سأقدم على فتح فندق جديد فى ايوس ديمتريوس فى شرق ستوانيا الشهر القادم . و أسمه فندق ارايدان و هو لا يشبه هذا المكان بعدة نواحى . ليس فى البناء , لقد . لقد قمت ببناء عدة مبانى تقليدية قديمة حول مركز للتسلية....لكن المكان كله عمل متكامل لتأمين العمل للسكان المحليين على مدار السنة. من فخاريات و أقمشة , زراعة الزيتون , حقول العنب . هذا المشروع يمثل لىّ حلم حياتى لقد ولدت هناك حيث لا يملك أهل القرية ألا المناظر الجميلة و الفقر المخيف و الذى أريد القيام به ليس عملاً موسيماً , بل تنظيم اقتصادى بالنسبة لهم , و ذلك يؤمنون العمل طوال السنة و يأملون بحياة أفضل و مستقبل آمن لأولادهم . أنه يكلفنى الكثير لكنه يستحق كل درهم اضعه فيه .
معظم الصور لأجل الإعلان عنه قد أُخذت , لكننى أفكر بوضع صور خاصة للسواح و أريد من يفعل ذلك. كما أريد أن آخذ بعض الصور لليخت لشركة التأمين . اعتقدت أنك قد تهتمين للأمر . هناك غرفة مظلمة جاهزة لهذا العمل فى الفندق , أو بإمكانك أرسال تلك الصور إلى تسيالوينكى لتظهيرها.
تركت كايت حقيبتها فوقعت على الأرض و لم تلاحظها
قال متلعثمة :"ولماذا أنا؟ فأنا ليست مشهورة أو بالأحرى لا شئ"
رفع كتفيه و قال:"لا , أنت موهوبة . و أن كنت تعتقدين أننى أفعل ذلك لأسباب أخرى ففكرى بالأمر ثانية. لا أقوم بأعمالى ألا بعد دراسة . أنه عمل مأجور , بالطبع , لكننى سأعطيك ما يكفى من المال لتقومى بتصوير أنواع الصور التى ترغبين بها. مثل تلك الملاحات فى مايكونوس التى رأيتها فى صورك فى ايا صوفيا. و الآن , تريدين أن تعلمى بنود اتفاقنا . سأحتاج للصور لتكون جاهزة بعد أربعة أسابيع منذ الآن . يمكنك البقاء فى أحدى الفيلات فى ارايدان و أنت تعملين هناك, و سأدفع لك....."
ذكر رقما جعلها تشهق.
قالت :"لا أصدق ذلك .سأتمكن من العيش لسنة كاملة كما و أننى سأقوم بالتقاط الصور التى أحبها . المنحدرات الأرضية , الناس و تداخل الأنوار و الظلال. كما وأننى سأتمكن من شراء عدسات للتصوير التلفزيونى"
نظر إليها بمرح و تمتم :"هنا تتكلمين كفنانة, حسناً , هل ستقبلين بالعمل؟"
قالت و هى مبهورة الأنفاس:"نعم, متى تريدنى أن ابدأ؟"
"غداً أفضل ذلك . إذا كان الأمر يناسبك؟"
قالت و قد شعرت بالدوار قليلاً من تسارع الأحداث :"نعم, لقد انتهيت من العمل مع لجنة الحفريات , لذلك ليس هناك أى مشكلة . سأذهب فى أول باص ينطلق إلى هناك"
قاطعها فيليب :"ليس من داعٍ لذلك . سأتى و أخذك لكن هناك أمراً واحداً مهماً أريد أن أؤكد عليه معك"
"نعم , وما هو؟"
"أنه هذا : أقدر كثيراً خصوصياتى و تحت أى ظروف مهما كانت طارئة لا أرغب فى تدخل أحد فيها . هناك عدد لا بأس به يعمل فى الإعلام و جاهز لدفع الكثير للحصول على معلومات عن المشاهير و الأغنياء .لا أريد أن أجد ما هو ذوقى فى الطعام و النساء و السيارات أو أى شئ آخر من المواضيع التى تثير قراء الصحف . أى شخص يبيع هذه المعلومات عنى سيعانى كثيراً . هل كنت واضحاً؟"
لم يكن هناك أى شك بجدية ما يقوله. فقد كانت عيناه تلمعان بشدة و كانت يداه تضغطان بقوة على غطاء الطاولة .
قالت :"لأن أفكر أبداً بالقيام بمثل هذه الأعمال "
غادره التوتر و ابتسم و قال :"حسناً لننهى عشاءنا"
مرت الساعتان التاليتان بسرعة فلقد كان فيليب مضيافاً جداً حدثها عن المناظر الرائعة فى هالكيديكى و رقص معها . ومع ذلك لم يكن هناك أى أثر للكلام الذى تحدثا به فى أول الأمسية. كان من الصعب عليها أن تصدق أن فيليب اخبرها أنه يحبها . فلم يكن ذلك الحبيب . بل كان رجل الأعمال القوى و المسيطر على كل ما حوله
نهاية الفصل الثانى
قراءة ممتعة للجميع
|