كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال29 الرواية قمة في التميز
تنفســـي.. تنفســي..
طالبت نفسها محاولة السيـــطرة على لهاثها الذي لم يفعل سوى زيادة اختناقها وهي تشيح عن الجوهرة لأنها لو نظرت اليها الأن فسوف تفقد تعقلها وسوف تكسر رأسها بأي شيء أمامها..
-جوهرة..اصمتي.
هتفت من بين أسنانها المطبقتين بانفعال لتقول الجوهرة بهدوء:
-انا لاأفهمكم حقاً.. تقولين انك لاتريدينه..وحين أعطيك الطريقة لتتخلصي منه..هاأنت ترفضين؟
-تريدين مني اختيار عروس لزوجي؟؟
هتفت بجنون ثم أمسكت أنفاسها.. وهي تشعر بالاختناق للفكرة التي يبدو أنها تفسر كوابيس ليلتها الماضية.. شعرت بجسدها كله ينتفض.. يرتجف وكأنها خرقة في مهب الريح..
جلست لم تعد تقوى على الوقوف.. وهمست :
-أرجوكي اتركيني الأن ياجوهرة.
نهضت الجوهرة بحنق وهتفت:
-تطرديني؟؟
اغلقت عينيها بقوة وهتفت بعصبية :
-اذهبي لأخيكي جوهرة.. اذهبي قبل أن أحطم رأسك.
ارتسمت ابتسامة متلاعبة على شفتي الجوهرة قبل أن تلتقط عبائتها وطرحتها وهي تهتف:
-كماتشائين.. فكري واتصلي بي..
قالتها وانصرفت بينما بقيت سيادة على المقعد الوثير وهي تشعر أنه منجد بشوك حار.. ينخر جلدها بقسوة حتى كادت تجن.. نهضت تدور حول نفسها بحرقة..
تباً تباً.. هي لاتريد التفكير هكذا.. هذه الغيرة الحارقة.. هذا الألم.. هذا الغيظ .. ربااااااااااااه انها تغار .. لا لا .. لم تكن غيرة كان احساس لايوصف ينهشها كذئب متوحش من اعماقها..
كيف يمكن ان تسكت عن هذا؟؟ هذا الألم..
هي لاتريده بعد الان.. هي بالطبع لاتريده.. ولكن فكرة ان يكون لامرأة سواها..
سمعت تحطم الزجاج واتسعت عيناها وهي تدرك انها رمت بمزهرية قريبة عرض الحائط..بكل قوة لتهشمها لألاف القطع.. كانت تلهث بذهول.. حين جائت أمها لتحيطها بحنان وهي تحاول تهدئتها بسيل من الكلمات الفرنسية والتي لم تفعل شيئاً سوى ادرار دموع كالسيل وهي تغرق في حضن امها..
شهقت بألم ومرارة.. وهي تدمدم بألم لايتوقف:
-سأموت ماما.. سأموت..
ضمتها ايفا بقوة وهي تشعر بالضياع.. مالذي قالته لها الجوهرة لتحطم قوة ابنتها وتبعثرها بتلك الطريقة..!!
أما الجوهرة فقدد نزلت الى حيث السيارة تنتظرها بابتسامة واثقة.. كان عليها الأن ان ترمي بثقلها عليه هو.. كان على أحد أن يحرك المياه الراكدة.. وهي ستفعل..
دخلت السيارة بهدوء وأمرت السائق بنعومة ان يذهب بها للمركز التجاري .. الكثير كان ينقص قحطان من مواد غذائية واستهلاكية وهي تنوي ان تعوض ذلك النقص..
لم تسمع السائق الذي انطلق بالسيارة بخفة وكأنما تسير على وسادة هوائية.. نظرت له باستغراب.. لم يكن السائق نفسه ..اتسعت عيناها بذعر وهي تهتف:
-اوقف السيارة ودعني انزل الان.
-ولم تريدين النزول؟؟ ألم تقولي بأنك تريدين الذهاب للمركز التجاري؟؟
اتسعت عيناها بذهول وهي تنكمش في مقعدها وتتعرف على الصوت عميق النبرات.. وكيف تنساه..؟؟ الرجل الذي أخذها لرؤية جثة حسن؟؟ صديق قحطان ورئيس حراسته؟؟
-لم أتيت؟؟
هتفت بحيرة وهي تبتلع ريقها ليبتسم لها عبر المرآة الداخلية:
-السائق..تعرض لوعكة وقد كنت قريباً..ولم أمانع.
ابتلعت باقي تساؤلاتها وتراجعت في مقعدها وهي تكاد تمزق قماش عبائتها الحريرية بتوتر.. لم تتوتر..انه مثله مثل غيره.. مجرد حارس شخصي يعمل لدى أخيها.. لايجب أن يثير توترها بأي شكل..
كان الصمت يلفهما وهي تشاغلت بالنظر لمعالم المنطقة الجديدة التي يقطعانها باتجاه المركز التجاري.. رغماً عنها أُخذت بالرائحة العطرة التي تسللت الى أنفها.. رائحة رجولية لن تخطئها.. عطر خفيف ولكنه ثابت ومحرك للأعصاب.. استرقت نظرة للرجل الذي يقود السيارة بكل كفائة .. وتأملته خفية..كان طويل القامة بحق.. وكأن رأسه سيصل لسقف السيارة..كتفيه عريضين وجثته ضخمة مقارنة بأخوتها.. يده العريضة تحكمت بالمقود بسلاسة.. واصابعه الطويلة التفت حوله بإحكام..
لم تتبين ملامح وجهه جيدااً من مكانها ولكنها تتذكر ملامحه.. لم يكن وسيماً كأخوتها بالطبع.. ولكن كان هناك قوة تشع من عينيه الضيقتين..
نفضت عنها أفكارها الجريئة بنفس قصير مرتفع وعينيها تتسعان بذهول لماذهبت اليه أفكارها..
-هل من خطب؟؟
سمعت صوته الهادئ لتنظر له مذعورة..هل فطن ماكانت تفكر به..؟؟!!
-لاشيء مهم..
هتفت بسرعة ليبتسم ويعود بعينيه الى الطريق..
وصلا الى المركز وهناك رافقها بسلاسة لتنظر له باستغراب فقال مقرراً:
-انت ذاهبة للتسوق.. وأنا سأساعدك..لن تستطيعي حمل كل شيء وحدك.
-أستطيع تدبر نفسي جيداً..
اجابت بجفاء ليهز كتفيه بلااكتراث ويرافقها دون ان يلقي بالاً لاعتراضها.. وكان محقاً..
الاشياء التي اشترتها كانت تعبئ عربة التسوق بشكل كبير حين عادا الى السيارة وشعرت بالخجل وأكرم يضعها بصمت في صندوق السيارة دون أن يشتكي اويعترض.. لقد بقي معها طيلة فترة الصباح ولم يبتعد عنها الا لذهابه للمسجد عند أذان الظهر فقط..
جلست في السيارة بانتظاره ان يقودها للمنزل ولكنه انحرف لطريق جانبي باتجاه البحر واوقف السيارة تماماً..
-لما توقفنا هنا؟؟
تسائلت بتوتر ليزفر أكرم مطولاً.. وقبل أن تسرع بالقاء المزيد من التساؤلات فاجأها هو بقوة:
-لم رفضتنــي؟؟
نظرت له بحيرة في البداية.. لم تفهم مايعني..ثم اتسعت عيناها بذهول وهي تدرك مالأمر.. كان هو؟؟
-أنت؟؟!!
-ألم يخبرك قحطان عني؟؟
قالها متفاجئاً لتبتلع ريقها بصعوبة وتتلفت حولها بذعر:
-اعدني الى منزلي.. الأن..
-تقنياً هو منزل قحطان.. وهو يعرف تماماً انني الأن معك .فلاتتصرفي بهستيرية.
قالها بنفاذ صبر لتشهق بصدمة من تصرف أخيها المشين ليسارع أكرم:
-بيننا حديث يجب أن يتم.. أريد أن أعرف الأن لم تصرين على الرفض؟؟
-انا لاأريد مناقشة الأمر معك..واذا لم تقودني لمنزل أخي في التو فسأغادر وأخذ سيارة أجرة.
هتفت بغضب.. ليغلق امان ابواب السيارة بحركة واحدة جعلتها تنتفض مذعورة وهو يهمس بخفة:
-انت لن تغادري قبل أن اخبرك بمااريده.
-ماذا تريد مني؟؟
-انا أريد الزواج بك..
قالها بصراحة وثقة جعلتها ترتجف والعرق يتصبب منها بطريقة مخجلة وهي تحاول ايجاد سبيل للهرب بينماتصرخ بحنق:
-وأنا لاأريد الزواج بأحد.
-لماذا؟؟ أنت لاتزالين شابة..
تسائل بحنق لتنتفض بيأس وتصرخ:
-انا أم لطفلين..لايوجد رجل عاقل يقبل بعائلة جاهزة..
كانت تبرر مخفية حقيقة مشاعرها.. وقلبها يصرخ بوجع ان لايوجد رجل عاقل يقبل بامرأة تحمل ندوباً في جسدها أكثر بكثير من سنوات عمرها..
-أنا أقبل..
قالها ببساطة لتنظر له بذهول.. فيواصل بحنان وهو ينظر لها عبر المرآة:
-أناأعرف كل شيء .. ماحدث معك وزوجك السابق انا..لدي فكرة.
اتسعت عينيها بذهول وهمست بصوت مخنوق:
-كيف؟؟!!
-قحطان أخبرني..
-كيف يجرؤ..؟؟
انسابت دموع الخزي من عينيها وهي لاتقوى على ابعادهما من مغناطيسية عينيه عبر المرآة ليجيب بهدوء:
-لأنه رجل صادق.. حين طلبتك للزواج قبل ثلاثة أشهر تقريباً لم يتردد باخباري عماعانيته مع زوجك السابق.. أخبرني انك مجروحة ومتألمة ممافعله بك والله اعلم مافعل ولايعلمه سواك..
-ليس من حقه ان يخبرك..
همست باكية ليقول بحزم:
-قحطان يثق بي.. وهو لم يقل لي هذا الا لأنه يدرك ان رغبتي بالاقتران بك صادقة.. أرادني ان اعرف كل شيء قبل أن اكرر طلبي.. ورغم رفضك فأنا قد كررته اكثر من مرة ولازلت مصراً عليه.
-لماذا؟؟
همست بحيرة..واضافت بمرارة:
-لم تريد الاقتران بامرأة مثلي قد انتهى حظها في هذه الدنيا..
-لاتقولي هذا..
هتف بحنق..يارب الكون كيف تفكر هذه المرأة..كيف تظن انها خسرت حياتها بسبب تجربة فاشلة فقط..
-اسمعيني جيداً .. انا مررت بتجربة فاشلة بنفسي.. تجربة ارغب بمحيها من ذاكرتي ولكنني لااستطيع.. انها جزء من حياتي كما كانت تجربتك انت..
-لاشيء..لاشيء يقارن بماحدث لي..
هتفت بألم ليتنهد بحرارة:
-أعرف ان ماعانيته وأعرف انها تجربة بشعة..وكل ماحدث بعدها كان مؤسفاً ولكنني لست كحسن.
اغمضت عينيها بحرقة وهتفت:
-أرجوك خذني للبيت.
تنهد وهمس:
-عديني أن تفكري بالأمر مجدداً.. عديني ان تعطي لنا فرصة..
-لماذا؟؟ مالذي تريده بواحدة مثلي؟؟
تسائلت بمرارة ليتصلب قبل ان يهمس:
-لأنني أحبك..
نظرت له بذهول فابتسم لها بثقة وهو يواصل:
-حين رفعتي السكين بوجهي ذاك اليوم.. وحين أخذتك لرؤية جثة طليقك المشوهة.. كنت شجاعة للغاية ولم تخشي شيئاً وانا.. لم اقابل امرأة في حياتي بمثل شجاعتك ..حينها عرفت أنني وجدتك..
تجمدت مكانها وسمعت صوت محرك السيارة يعمل وهو يعود لينطلق بها .. ورغماً عنها شعرت بدموعها تجف..وقلبها يرتجف.. لأنها ولأول مرة منذ سنوات..
تسمع كلمة احبك.. بمثل هذا الصدق.. وهذه الثقة.
***
نيويورك.. الربيع..
انتشرت خيوط الشمس واخترقت الأغصان الباسقة للأشجار في السنترال بارك وبسطت صورة رائعة الجمال للأرض وكأنها توقظها بلمسات حانية.. استمع صوت الطيور المبكرة وهي تغادر أعشاشها بحثاً عن لقمة العيش وانتشرت روائح الزهور بشكل مكثف..
وعلى مقعد حدائق منفرد جلس ينظر لبعض الاوز البري يتنافس على فتات الطعام الذي يلقيه بشرود.. وحين انتهى من قطعة الخبز التي حملها معه من مخبز قريب كعادته اليومية نهض بخفة وتجاهل الألم الذي انتشر عبر ساقه وهو يتسند على عكازه بقوة ويتخذ طريقه لوجهته اليومية..تأمل المبنى المنخفض بسوره الأبيض وسقفه القرميدي المثلث ثم دخل ملقياً تحية مقتضبه للحارس الذي بات يعرفه .. وشق طريقه متسنداً على عكازه الى غرفة جانبية حالما دخلها واجهته رائحة المعدات ممتزجة برائحة العرق..
نفض سترته وترك عكازه وهو يتقدم الى كرسي طويل جلس عليه وسرعان مااقتربت منه فتاة طويلة القامة بابتسامة واسعة وأمريكية خفيفة:
-كيف حالك اليوم؟
-سيئة..
زمجر بخشونة لتتجهم ملامحها وتزم شفتيها:
-هل حدث شيء؟
-ساقي متشنجة ومنذ ليلة أمس والألم لايطاق.
تنهدت الفتاة واقتربت تكشف عن ساقه.. كان الجرح الطولي يمتد من منتصف الفخذ الى أسفل الركبة.. تعرف أن الرصاصة التي تعرض لها تسببت بكسور مضاعفة لعظمة الفخذ واحتاج الأمر لثلاث عمليات جراحية لاستعادة هيكل العظم السليم.. والان لايزال في بداية رحلة العلاج الطبيعي.. وهو غير متعاون البتة..
-سيف عليك أن تكون اقوى من هذا.. بعد كل مامررت به الألم الان يجب أن يكون أخف.
-ولكنه ليس كذلك وتلك الحبوب التي تصرفينها لي لاتنفع بشيء.
هدر بعنف لتنتفض الفتاة قبل أن تتمالك نفسها وتتكلم بحزم:
-انها الحبوب المناسبة لك تماماً وكونها لاتنفع فهذا لايعني سوى ان ماتشعره من ألم ليس هنا..
وأشارت لساقه .. ثم رفعت يدها لرأسه وهتفت برقة:
-بل انه هنا..
نظر لها بخواء..ماذا يعرفون عن ألمه؟؟!!
عن قسمه الذي تعهد به.. عن حبه الذي تخلى عنه..
ماذا يعرفون عن ألم القلب وحرقته..
أنه ينخره من الداخل ويتركه كمنخل قديم.. لافائدة منه ابداً..
-لم لانبدأ التمارين..
همهم ببرود فتنهدت المعالجة بصبر وبدأت تمارينه الخاصة.. استلقى هو دون حراك بينما تقوم بتحمية عضلات ساقه كالمعتاد قبل البدء بجلسة علاجه الطبيعي المؤلمة..
وشرد عقله بعيداً كالعادة حين يترك جسده المتضرر يسترخي..بعيداً عن الشد والعصبية التي غلفت وعنونت حياته الحالية..
شرد اليــها ..ومالذي حدث قبل ثلاثة أشهر؟ وأخر مرة رآها قبل أن يأخذونها بعيداً عنه بكل قسوة.. اغمض عينيه وتذكر بلحظة ذلك اليوم حين استيقظ على نهنهاتها التي مزقت قلبه.. كان كل جسده يؤلمه.. وكل المه اختفى حين سمعها تناديه حبيبي..
اراد ان ينهض من رقاده ليمسح دموعها ويضمها الى صدره ويطمئنها أن كل شيء سيكون بخير..
ولكنها رحلت..
فتح عينيه بعاصفة من الغضب وهو يتذكر مظهر ذلك العجوز وهو يأمرها بالرحيل..
كانت تلك أخر مرة يراها بها..
ابتلع غصة وهو يتذكر العجوز الذي سأله عمن يكون بكل قسوة.. وسأله عمايريد بكل وضوح..
"أريدها هــي"
همس برجاء.. لتشتد عينا الجد ويقبض على عصاه بقوة تكاد تحطمها قبل أن يأخذ نفساً عميقاً ويقول بصوت حازم:
-لقد فديت حفيدي بحياتك ونحن مدينون لك..
نظر له سيف بأمل ليحطمه لأجزاء وهو يستطرد:
"ولكن ماتطلبه هو المستحيل بعينه..ابنة الشيوخ محرمة عليك يا ابن السلطان, وطلبك هذا يتوجب عليه أن نقتلك ولكننا سنعفي عنك.. وستكون حياتك هي مقابل انقاذك لحفيدي"
"أنت..أنت لاتعني ماتقول"
همس متحشرجاً.. ليواصل الجد وكأنما لم يسمعه:
"غداً ستصل عائلتك كما أظن.. من الأفضل أن تبقي ماحدث لنفسك.. والا فإن عائلتك هي نفسها من ستقوم بماعفونا نحن عنه.. فهكذا دأب ذئاب الشيّب.. تأكل بعضها ان خرجت عن قوانين القبيلة.."
"لاتفعل بنا هذا.. أنا وسلمى نحب بعضنا"
صاح بألم ليشيح الشيخ بوجهه هامساً بصرامة:
"لاتقل مثل هذا الكلام مجدداً.. ان سمعك أحد أخوتها.. فسلمى نفسها من ستواجه مصير القتل.. نحن شيوخ لاتعترف بهذه التفاهات.. ولاشيء يبرر الخطأ عندنا ولايغفره الا الدم"
راقب حينها خروجه بذهول.. لم يجرؤ على ان يفعل شيء.. لم يجرؤ حتى على ان يتوسله.. شعر بقلبه ككتلة سوداء ثقيلة تجثم عليه.. وفعلاً..
وصل ابناء عمومه في اليوم التالي.. ودون أن يصلا معه لنتيجة حول من تسبب بماحدث له تركهم يرتبون أمر نقله الى الولايات المتحدة بأسرع وقت ممكن.. بطائرة مجهزة.. ليستكمل باقي علاجه تحت اشراف أمهر الأطباء..
ومنذ ثلاثة أشهر لم يسمع عنها شيء..
حاول الاتصال بها مراراً ولكن على الدوام كان رقمها مغلقاً..
حتى أصبح اليأس عنوانه.. وأدرك انها أصبحت المستحيل بالنسبة اليه وأن لاشيء يستطيع فعله ليحصل عليها.. لقد أصاب اليأس قلبه.. وويل لقلب سقمه اليأس.
-لنذهب الى المضمار..
سمع معالجته تهمس بهدوء وهي ترى استغراقه في أفكاره لينهض ببطئ.. ويتبعها بصمت..
|