كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال24 الرواية قمة في التميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ااسفة مررة لو اتأخرت عليكم
هااانت وباقي الا اقل القليل..
تفضلوا وقراءة ممتعة..
****
شيوخ لاتعترف بالغزل
الفصل الخامس والعشرين
***
جلست همس الى جوار نادين.. على المقعد الطويل المواجه للشاطئ.. تراقبان معاً أمواج البحر السوداء المتألقة تحت ضوء القمر..تنهدت نادين وهمست لأختها بحزن:
-لم أنظر للبحر بهذه الطريقة من قبل.
-البحر.. انه نعمة من الله لنا.. شيئ أسطوري لايمكن أن نفهمه او نستغني عنه.
-هل تظنين أن هذا حقيقي ياهمس..أنا وأنت؟؟
نظرت همس لوجه نادين المرهق.. تدرك انها قد عرفت الكثير خلال الايام الماضية وهناك الكثير لتتقبله وتفهمه .. والاكثر لتصدقه..
-انا وأنت حقيقة يانادين..معجزة ارادها الله لنا وتحققت والحمدلله.
غصة استحكمت حلق نادين.. لقد عرفت وأمنت أن هذه الفتاة الرقيقة هي شقيقتها حقاً.. الله وحده يعلم مقدار سعادتها ..الله وحده يعلم مقدار فرحها حين خرجت من ذهولها وصدمتها.. ولكن!!
هل ستكون همس بنفس درجة السعادة حين تعلم عنها؟؟ عن حقيقتها؟؟ انسابت دمعتها وهي تنظر لشقيقتها هامسة:
-انت لاتعرفينني همس..لاتعرفين حقيقتي..؟
شحب وجه همس للحظات.. قبل ان تأخذ نفساً عميقاً وتبدأ:
-وأنت لاتعرفينني كذلك.. لاتستبقي الامور نادين..هانحن معاً ولدينا العمر كله لنتعرف على بعضنا..
-أاناا..أا..أنا كنت.. سيئة..
همست نادين باكية لتسارع همس بضمها اليها ..تركتها تجهش بالبكاء للحظات قبل ان تهمس لها بصوت متأثر:
-كلنا لدينا العيوب والاخطاء يانادين.. لاأحد من كامل ياشقيقتي.. لدي انا الأخرى نصيبي من الأفعال السيئة..
ابتعدت نادين عنها وهتفت بمرارة:
-مايمكن ان تكوني قد فعلتيه لايقارن بمافعلت أنا..بماأجبروني على فعله..طيلة تلك السنوات..
-اششش..
أسكتتها همس وسارعت:
-لاأريدك أن تخبريني بشيء حتى تكوني مستعدة لهذا تماماً حبيبتي.. لاتتسرعي الان.. اريدك أن تفهمي وتدركي ماسأقوله لك.. "ثم أخذت نفساً عميقاً وواصلت:
-لقد فرقت بيننا الظروف وذهبت كل منا الى طريق.. هذا صحيح.. كنت أنا محظوظة للغاية.. وجدني فتى رائع وذهب بي لعائلته التي أصبحت عائلتي.. والتي أحبها بجنون.. أم رائعة.. والد حنون.. وأربع أشقاء غاية في القوة والحب.. ابداً لم أكن لأتخيل ان هذه العائلة ليست عائلتي.. وحينما عرفت كدت أجن.. شعرت بأنني سأموت وان لاأحد في هذا العالم قد يخرجني من بؤسي.. ولكن الله لم يتركني.. وأرسل لي يوسف..
وشردت عيناها وامتلأتا بالحب:
-يوسف كان عائلتي الجديدة.. كنا في حالة يرثى لها .. وهو الاخر قد نال نصيبه من العائلات السيئة.. علاقة محطمة مع والدته وأبيه.. اجتمعنا معاً وكأننا مشردان وجدا ملجأهما اخيراً..وشائت الظروف ان اجتمع بعائلتي مجدداً.. ويجتمع هو بعائلته بعد غياب طويل..
خفضت نادين عينيها.. هل تحسدها..لايعقل ولكنها تأسى على نفسها لاأكثر..
احاطت همس حينها بوجنتيها لترفع رأسها وتنظر في عينيها:
-أخبرتك نادين بأنني كنت محظوظة بحياتي والحمدلله.. واكتملت سعادتي يوم وجدتك..أنت..
-انا.. لم أحصل على عائلة..
همست نادين مخنوقة.. فشجعتها همس بنظرة من عينيها لتواصل:
-امــ...أعني.. المرأة التي أخدتني.. رحلت بي لمنزل اختها..كانت تلك..
واختنقت بعبراتها ولم تكمل.. فضمتها همس بحنان.. كانت تريد أن تعرف.. ان تفهم الكثير والكثير عماعانته شقيقتها ولكنها لم تجرؤ على السؤال.. نادين كانت بحالة يرثى لها.. أعصابها وهيئتها العامة كانت محزنة.. وكأنها كانت تقاتل لتعيش.. لذا التزمت الصمت ولم تقدم لها سوى الدعم..
-يجب ان اذهب .. فشقيقتي سارة لابد قلقة..
همست نادين لتتشبث بها همس برجاء:
-ابقي.. لاتذهبي وتعالي لتعيشي معي..
اتسعت عينا نادين وهتفت:
-لامستحيل.. لااستطيع ان ابقى عالة عليك هنا.
-انت لست كذلك.. انت شقيقتي..
اعترضت همس باستنكار وسارعت بالهجوم وهي ترقب تردد الفتاة:
-لقد تحدثت مع يوسف لوقت طويل.. واتخذنا معاً القرار انك يجب ان تعيشي معنا.. انت شقيقتي وهذا واجبي.
-ولكن..انا لا.. ليس لدي عمل..لااستطيع تحميلك عبئاً..
ترددت نادين بخجل..لتهتف همس بحمااس:
-هرااااء..ستأتين معنا الان لنجلب اغراضك.. وغرفتك فوق جاهزة.. الى جوار غرفة ليان..مارأيك؟؟
ترددت نادين لتحسم همس الموقف وهي تنهض:
-لامجال للتردد الان.. هيا.. سأخبر يوسف لننطلق ونجلب اغراضك..
-همس..
ترددت نادين للحظة فنظرت لها همس بتشجيع لتتسائل:
-شقيقتي.. اعني.. "وتلعثمت وهي تبحث عن اسم للصغيرة المعلقة بها فبادرتها همس بابتسامة:
-تعنين ابنة المرأة التي ربتك؟؟ ماذاعنها يانادين؟
-لااستطيع تركها خلفي..
قالت بأسى..
-لم يعد لديها في الدنيا سواي.. ولن أتركها ابداً لخالتها.
اومأت همس بتفهم.. واجابت:
-لابأس نادين.. تلك الصغيرة اختك.. مثلما ان حمزة ورائد شقيقاي..
خفضت نادين عينيها وترقرقت فيهما الدموع:
-أنت حنونة للغاية.. وأنا لاأستحق كل هذا أبداً..
ضغطت على كفيها بقوة وهي تقول:
-أنت تستحقين كل الحب الذي ستحصلين عليه.. كنت في مكانك نادين.. كنت منبوذة وغير قادرة على فهم الناس حولي.. أذيتهم .. أذيت عائلتي.. أحب المخلوقات لي.. كنت أنتقم منهم لما اقترفته بيدي.. ولكنهم أحاطونني بقدر وافر من الحب.. والتقيت برجل .. لااعرف أن أصفه سوى بكونه الرجل الأكثر حناناً وطيبة في العالم كله.. صدقيني نادين.. أحياناً يكون الحب هو الوسيلة الوحيدة للنجاة.
شردت عينيها للحظة تفكر بالرجل الذي تحب.. والذي في أوج لحظات احتياجها له.. نبـــذها!!
ولكنها سرعان مانفضت عنها هذه الأفكاروعادت لشقيقتها بالقوة وهي تتنهد و تضغط على كفيهما المتشابكتين وهمست:
-هل سنكون عائلة ياهمس؟؟
-اذا أردنا أن نكون..
أجابت همس بحنان لتناظرها نادين بتردد فتسارع:
-سنحتاج للوقت نادين كي تتأقلمي..ونتأقلم نحن معك حبيبتي.. ولكننا سنفعل أنا أعدك.
تنهدت نادين..وبدأت الأفكار تتدافع بها يمنى ويسار وهي تحاول استيعاب كل ماكانت تقوله همس.. تقنع نفسها بأنها تستحق الحياة.. حياة كرمة وسط عائلة متميزة وحنونة.. هل تقدر؟؟
***
تلمست طريقها للخروج.. للزحف من تلك الشرنقة التي احتوتها وبدأت تضيق عليها نهضت بقدمين مترنحتين تحار أتسند جسدها بيديها ام تتركه يسقط فروحها كانت تهوى السقوط.. تقدمت نحو باب الحمام بخطى مرتجفة حتى استندت بكفيها على حافة الحوض.. رفعت عينيها لترى بشاعة وجهها التي شوهته الدموع.. تقلصت أصابعها بقوة على حافة الرخام الأبيض .. لقد سئمت هذا الضعف الذي يطالعها عبر المرآة.. سئمته وكرهت تفاصيله التي تعيشها يومياً الأن.. أفلتت الحافة لتلقط كوباً رخامياً موضوعاً على الرف وبكل قوتها الواهنة هوت به على صورتها التي لم تعرفها لتتهشم الى ملايين القطع وتتناثر حولها بدويٍ لم تسمعه بفعل كل ذاك الطنين الذي هاجم خلايا مخها بلاهوادة..
مالذي حدث لها؟؟ لسيادة العزب.. المرأة القوية والتي تتحطم أمامها وبكل غرابة فهي لاتفعل شيئاً للحفاظ عليها او لاسترداد كرامتها المهدورة؟؟ كلمااتخذت قراراً لم تنفذه.. كلما عزمت على الوقوف والاعتراض تتضائل أمامه وتعتكف على نفسها ولاتفعل سوى البكاء والرثاء؟؟!!
لم يعد لها مكان هنا.. عليها أن تقرر وتلجئ لتفكير عقلاني بدل الانصياع لقلبها الذي سيودي بها الى التهلكة لامحالة.
اعتدلت بصعوبة تناشد ساقيها عدم الخذلان..أخذت نفساً عميقاً واغمضت عينيها تتلذذ بهجمات ذرات الاوكسيجين لخلايا رئتيها.. كطعنات صغيرة تخرجها من غيبوبة طال مكوثها بها حتى ضاقت..لم تعد سيادة التي كانت هذا صحيح ولكن يجب أن تعود.. هي أفضل من هذا ؟؟ هي أفضل من المكوث كمجرد خرقة بالية يعلقها ذاك الرجل على ناصية حياته بينما يمضي بها قدماً ويتركها هي للبلى..
فتحت عينيها فجأة.. وصممت على مافكرت به.. لن يستطيع رجل بعد الان السيطرة عليها مالم ترد هذا.. ولاحتى شيخ العزب بنفسه.. لن تقبل هذه الحياة بعد.. لن تقبلها قط..
عادت لغرفتها وغيرت ملابسها لتواجه العائلة الغريبة التي باتت جزءاً منها رغماً عنها..وتعرف سبب تلك الاعيرة النارية التي سمعتها قبل قليل..
ارتدت مايشبه العبائة لم تهتم لشيئ وضعت على رأسها طرحة ما وخرجت تتبع الاصوات التي ملأت الديوان الغاص بالنساء لسبب لم تفهمه.. اقتربت اكثر ووقفت على الباب كانت سلمى هناك؟؟
"سلمى؟؟!!"
همست بذهول.. لتلتفت لها الاعين.. جدتها الجالسة القرفصاء تضم سلمى بين يديها.. الجوهرة التي تجلس جوارها باكية بحرقة.. فتحية التي وقفت بجسدها بين هدية حماتها وبينه هو.. زوجها..
رأت عينا قحطان تحوطانها بنظرة متفاجأة.. نظرة غريبة وكأنها حيوان ضعيف دخل الى شرك منصوب بقدميه بينما رأت حماتها تنتفض.. وبحركة سريعة كانت تجاورها.. رأت الحقد يشع من عينيها وهي تناظرها قابضة على ذراعها بقسوة وتصرخ لولدها بأمر لارجعة فيه:
-هاهي قد أتت.. اعدها اليهم كمااعادوا شقيقتك..
نظرت لها سيادة بتوجس.. كلماتها تطوف حولها وتسبب لها صداع لاتعرف علاجه وهي حتى لاتستوعب كلماتها لتضيف هدية بجنون:
-هيا الان.. كما طلق شقيقها ابنتي .. طلقها وارجعها لأبيها.
اتسعت عينيها بذهول والتفتت اليه عينيها شعلة من نار لماتقوله حماتها المخرفة كمافكرت؟؟
مالذي تقوله؟؟ عن أي طلاق تتحدث هذه المرأة؟؟ حاولت تحرير ذراعها من قبضة عمتها القاسية والتفتت له بكل جسدها وعينيها تحملان استنكار وتشوش لم تستطع السيطرة عليه او تجنبه.. غاصت في عينيه لثوان طويلة شعرتها ساعات .. شيئ مافي عينيه مس شغاف قلبها.. ضعف ربما.. حيرة..؟؟ كان يواجه حقاً مايفوق استيعابه.. كان يواجه كل الأطراف.. يجب ان تحن عليه وتقف الى جواره ولكن؟؟ ان فعلت هذا فذلك يعني انها تضعف من جديد.. تنهزم من البداية.. وهي لاتنوي هذا لاتنوي العودة الى مناطقها الاولى.. ابداً..
لذا وبكل قوة تحررت من قبضت حماتها والتفتت لها تهتف بشراسة:
-أنت لن تتحكمي بحياتنا كماتريدين.. ليس من حقك فعل هذا. ولن أسمح لك أبداً.
اتسعت عينا هدية بذهول وهي ترى تلك الساحرة الفرنسية حمراء الشعر تقف امامها وتواجهها أمام الجميع بتلك الوقاحة.. حتى قحطان.. نظر لها بذهول وقد تسمرت كل العيون عليهم.. أما سيادة فقد هتفت بشحوب وهي تستجمع الباقي من شجاعتها:
-لست مجرد حقيبة تعيدينني الى ابي حال انتهائك منها ياعمتي.. انا زوجته ورغماً عنك وعن الجميع انا سأبقى زوجته مهماحدث وابني هو ابنه.. وحفيد شيخ العزب.
تراجعت هدية بشحوب بينما اعتدلت سيادة هاتفة بسخرية مريرة:
-ولعلمك فقط.. انا من يريد الابتعاد هذه المرة.. وامام الجميع أخبرك وأخبره هو نفسه..
والتفتت لقحطان المواقف بلاحراك يناظرها بصمت دون أن يتدخل بشيئ وهمست بتصميم:
-أنا سأذهب لأبــي قحطان.. ولن أعود لهذا البيت حتى يعرف الجميع أماكنهم الحقيقية ويلتزمونها..
رفع قحطان حاجبه ببطئ.. مالذي تقوله هذه المرأة هل جنت أخيراً؟؟ فكر بحنق؟؟
تقف وتتحداه أمام نساء عائلته وتنزل من هيبته وقيمته امام الجميع؟؟!! والأدهى انها تفعل ذلك بعد أن أهانت أمه في منزلها؟؟ كان يعاني الأمرين منذ قليل والاخبار السيئة تنهال عليه من كل مكان.. سفر حسن وطلاق شقيقته ثم قراراتها الغبية بالابتعاد والأن هذا؟؟!!
فكر باستنكار.. كان متعباً.. مرهقاً للعظم ولكنه كان قحطـان.. كان قحطان العزب والذي لأخر لحظة في حياته ولأخر قطرة دم سيقف شامخاً وبكل كرامة أمام من يعرفه ولايعرفه صغيراً كان أم كبير.. لذا فقد وقف مكانه.. يناظرها بعينين جامدتين وخير من تعرف معاني تلك النظرات كانت هي.. كانت نظرة ميتة .. قاسية..
-أصمتتي ولاتتفوهي بحرفٍ أخر.
كانت تنوي الرد.. الرد بقسوة وحنق بكل السخط في اعماقها ولكن شيئ ما في لهجته .. شيئ ماردعها وجعلها تتراجع بصمت بالعة لسانها بحرقة بينما يستدير هو لأمه ويهمس بثقل:
-أنت ربيتي رجل يااماه.. وليس من شيم الرجال ماتطلبين مني.. لن أعامل زوجتي كمافعل أخيها بشقيقتي ابداً وهذا نهااائي..
نظرت له أمه بصدمة قبل ان تهمس بحشرجة:
-هل يرضيك ماقالته لي؟؟ وكيف تكلمت معي اذاً؟؟
اغمض عينيه لثانية قبل ان يفتحهما بحدة وينظر لسيادة التي وقفت جواره بصمت.. وان حملت عينيها الكثير من التحدي رغم شحوبها..
-اعتذري عماقلته.. الأن..
ابتلعت ريقها بصعوبة.. كانت تتوقع ماقاله.. ولكنها لن تصغي له بعد الأن.. ابداً..
-لن اعتذر لامرأة كل ماتريده في حياتها هو التخلص مني وتحطيم عائلتي قحطان.. ابداً.
وقبل ان تسمع اعتراضه حاولت أن تستدير وتغادر ولكنه لم يمهلها بل قبض على مرفقها بقسوة وهزها بعنف وهو يصرخ بغضب:
-قلت لك أن تعتذري الأن..
نظرت له مصعوقة.. عينيها تدمعان بحرقة وهي تفكر أن هذا الرجل لن يتعلم من قسوته شيئ.. ابداً.. حاولت التخلص منه بلافائدة.. بل كانت محاولاتها الخرقاء تثير فيها الماً وهو يقبض عليها بقوة وقساوة كماشة من صُلب..
-أتــركني..
همست بألم ليقربها منه بعنف هامساً من بين فكين مطبقين:
-اعتذري لأمي صوتك العالي وكلماتك الحمقاء أولاً..
بادلته النظر لثوانٍ قبل أن تشيح بعناد وهي تهرب من خزي دموعها التي انسابت بقهر.. ليصرخ بها:
-هل بلعتي لسانك ياامرأة؟؟
التفتت له تصرخ بقهر:
-أنا أكرهك..
عم الصمت حولهما رهبة شملت الجميع.. قبل أن ترتسم السخرية على وجه قحطان ويلتفت لأمه الصامتة بترقب للحرب القائمة بين الاثنين وقال لها بصوت حنون:
-أعذريني ياوالدتي.. فزوجتي المصون تحتاج لتأديب.. يبدو أنها لم تتعلم شيئاً رغم الفترة التي قضتها معنا هنا..
وقبل أن تعترض احداهن كان يجذبها خلفه بعنف جعلها تتسمر بذعر وهي تقاومه:
-لن أذهب معك لأي مكان.. أناذاهبة لوالدي.
نظر لها بعاصفة من الغضب تشع من عينيه وهو يأمرها بزمجرة:
-هيا الان أمامي سيادة.. لن أكرر ماأقوله مرتين.
هزت رأسها بعنف وهي ترفض حتى التحرك.. ليتقدم متجاهلاً نظرات الجميع الذاهلة وشهقتها هي المتفاجأة وهو يحملها على كتفه كشوال من البطاطا دون أن يأبه لكونها حامل او لغضبها الصاعق وماسيؤول اليه.. تجاهل صراخها الغاضب.. ومضى بها تلاحقه شياطينه..
لتبقى هدية تواجه نظرات الاستنكار من الجميع واولهم ابنتها التي هتفت:
-امييي.. ماقلته لايغتفر كيف فكرتي بأن قحطان قد يفعل هذا؟؟
-انها عاداتنا...
همست بشحوب لتهتف الجوهرة باستنكار:
-انها ليست بالعادات أمي.. انها قسوة وجحود وقلة أصل.. وأخي لايحمل اياً منها.. لو كان اي شخص أخر ربما ولكن قحطاان؟؟ هل نسيتي ان سيادة حاامل؟؟
-يكفــــي..
صاحت هدية بحنق وغضب لاتستوعب مافعلته زوجة ولدها من معارضة مباشرة لما أمرها زوجها بالاعتذار لها وللجميع.. وازداد الغضب في اعماقها وهي توجهه نحو الشخص الوحيد بنظرها الذي استحقه عن جدارة.. سيادة..!!
أما سيادة فقد كانت تضرب بقبضتيها ظهره العنيد وهو يدخلها الى حجرتها وكاد ان يرمي بها على الكرسي لتتشبث هي بظهره بقوة وهي تجاهد السيطرة على الدوار الذي عصف بها بعد بقاءها على تلك االوضعية لفترة.. بينما كان قحطان يصفق الباب خلفه بعنف ولاتزال متشبثة به بيأس.. قبل ان تفلته وتستدير هرباً منه متسلحة بالقوة الجديدة التي تحلت بها..
-لم اعرفك هناك؟؟ وكأنني امام امرأة جديدة سليطة اللسان.
-انها المرأة التي سأكون منذ الأن فصاعداً قحطان.. سيادة الضعيفة التي صنعتها أنت لم تعد موجودة.
-سليطة اللسان وعديمة الأدب هذا ما أنت عليه سيادة..
نظرت له بألم وهمست:
-لأنني ادافع عن عائلتي؟؟ لأنني وقفت أمام والدتك الغالية ولم أعتذر منها على خطئها بحقي..؟؟
|