كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال21 الرواية قمة في التميز
كان يريد ان يعاقبها على عصيانها اوامره بان تعده هي ولكنه كان متعباً حقاً .. تنهد واشار لها ان تتبعه لتناول الطعام.. وفعلت بتردد.. ولكن ماان جلست الى جواره وه يفتح الاغطية عن الطعام الدسم حتى شعرت بالغثيان يهاجمها من جديد.. وبقبضة حديدية تعتصر معدتها.. لتنهض بسرعة وتسارع الى الحمام لتفرغ مافي جوفها..
اراد ان ينهض بعدها.. اراد ان..
ولكنه لم يفعل.. بل جلس بكل برود... يراقب الباب الذي اختفت خلفه ويسمع صوت تقيوئها المؤلم.. غادرته رغبته بالطعام ونهض مستغفراً.. ليراها تغادر الحمام وقد تصبب منها العرق دائخة.. تترنح..
كان من المفروض ان يلبى نداء الذراع التي مدتها تستعطف سنده وقوته.. ولكنه لم يفعل..
بل وقف بكل جبروته امامها.. ونظرة مشمئزة تطغي على وجهه وهو يهتف بقسوة:
-حين تتقيئين مجدداً أغلقي الباب خلفك.. لقد أفسدتي عشائي..
اتسعت عينيها بصدمة ووجهها يشتعل خجلاً.. لم تتوقع ان تكون هذه ردة فعله؟؟ ماذا عن وقوفه الى جوارها.. ماذا عن اسناده لها عند الحوض ومسح رأسها وتقبيل جبينها..؟؟ ماذا عن توعده لصغيره المسبب لأذيتها بالويل والثبور.. ماذا عن مغزلته الرقيقة لها بعدها.. واخبارها انها وفي أسوأ حالاتها تبدو جميلة.. مرغوبة.. ومثيرة..
نظرت له بذهول.. هذا الشيــخ.. هذا الشيخ لايعترف باي غزل.. هو لايعترف ابداااً.. حتى بأبسط المجاملات!!
شعرت بالقبضة المؤلمة تعود لتعتصرها.. ولكنها حاولت ان تكتم ألمها.. تكتم خيبتها وهمست بقهر:
-انه ابنك.. هو من أفسده وليس أنا.
اشتعلت عيناه بالغضب.. كذبها المتواصل.. يارب الكون الى أين قد تصل هذه المرأة.. ولكنه لم يرد ان يظهر غضبه.. لم يرد لها ان تكتشف ان ضعفه يكمن في الغضب..
ولذا ابتسم بسخرية.. ونظر لها من رأسها الى أخمص قدميها بنظرة احتقار صفعتها بألم وهي تكاد تصرخ من فرط وجعها الداخلي بسببه..
-ابني؟؟
قالها بترفع.. بنكران.. بتكذيب وصلها كاملاً.. لتتسع عينيها بذهول وهو يقترب منها ليهمس:
-أتظنينني حقاً أصدق حملك المزعوم سيادة؟؟
اتسعت عينيها بذهول.. وتعلقت بنظرته السوداء القاتلة.. وهو يهمس بصوت حمل مرارة كل ماعرفه وأدركه:
-لاأظن اانني مغفل لأصدق منك شيئ سيادة.. فأنت المرأة الاولى التي تحمل حتى قبل ان يمسها زوجها.. أليس كذلك؟؟
شحب وجهها .. وتراجعت خطوة وهي تعي بصعوبة مايلمح اليه:
-ما..ماا..
لم يمهلها حتى ان تكمل كلماتها المتلعثمة .. بل سرعان مااوقف تراجعها بقبضة ككماشة اشتدت حول مرفقها وهو يهزها بقوة:
-مالذي تتلعثمين به ياابنة عمي المصون؟؟ مالذي ستقولينه في الدفاع عن نفسك ياابنة سالم العزب؟؟
هزت رأسها مذعورة ليرفع لها قبضته ذات الخدوش وصرخ بها بعنف:
-كنت قلقة من الخدوش التي اصابت قبضتي.. وكأنك شعرتي بأنها من قضى على الرجل الذي بعتي عائلتك.. بعتي نفسك لأجله..
شهقت مصدومة وهو يهزها بقوة أكبر صارخاً:
-نعم ايتها العزيزة.. لقد اووسعت ذاك الحثالة ضرباً حتى أزهقت روحه..
-من؟؟ من؟؟
همست بشحوب وسط دموعها وهي لاتكاد تستوعب مايقوله.. ليصرخ بها بعنف:
-ابن السلاطين.. ابن........ الوغد الحقير.. الرجل الذي تركتني لأجله.. حبيبك ايتها.......
اتسعت عينيها بذعر وهي تهز رأسها نافية اتهامه البشع .. الفاظه التي قسمتها نصفين.. وبكل قهر هتفت من بين دموعها:
-لا لا.. عبدالعزيز..اااااااااااااااه
وقطعت صرختها المعذبة دموعها بفعل صفعته المدوية والتي رمتها ارضاً.. بعيداً عنه لأمتار.. وهو يسكتها بعنف.. قبل ان يسرع ليقبض على كومة شعرها رافعاً اياها اليه وهو يدمدم بعنف:
-لاتنطقي اسمه.. ابدااً ايتها............
بكت بمرارة وهي تحاول التخبط بين ذراعيه.. علها تتخلص من قبضته المؤلمة عليها ولكن هيهات.. كان كإعصار.. إعصار هائج لم تستطع التخلص منه ابداً.. حتى رماها على الفراش بقسوة شديدة.. شعرت معها ان رأسها يدور في دوامة ولايقف..
-انا لم اعلمك بعد ياسيادة.. لم أربيك بعد.. ولكنني سأفعل .. اقسم بالله انني سأريكي من يكون شيخ العزب.. سأجعلك تندمين على اليوم الذي فكتي فيه بخيانتي..
رفعت له رأسها.. لتقوى على الحفاظ على وعيها.. همست بصوت ثقيل:
-ااناا.. لم اخنك.. ابدااا..
اقترب يمسكها من كتفيها بقسوة.. قربها منه حتى اختلطت انفاسهما وهو يهتف بجنون:
-لقد قرأت رسالتك الملعونة تلك ياامرأة.. قرأتها بعد ان..
وتحشرجت الكلمات في حلقه وهو يرى اتساع عينيها.. مالذي سيقوله لها..
قرأى الرسالة بعد ان اكتشف معها مشاعر لم يعرفها مع أحد.. مشاعر مجنونة وثائرة .. لتعاقبه على تلك الكبوة بأقسى طريقة ممكنة.. لتهجره وتعلن ان قلبها لسواه...!!
كيف له ان يثق بها بعد الان؟؟ كيف له ان يغفر وينسى كيف؟؟
اما سيادة فقد نظرت له بذهول لاتستوعب اي شيئ.. لقد استعاد ذاكرته.. عيناه السوداوتان هما عينا قحطان القديم.. قحطان المتوحش.. الساخر.. قحطان الشيخ الغاضب.. الشيخ البدوي.. قحطان الذي كرهته.. قحطان الذي وقعت بحبه دون ان ترغب..
-ستدفعين الثمن سيادة .. ستدفعين ثمن كل شيئ.. وسترين كيف ينتقم شيخ العزب..
نظرت له بألم.. ووجع..وجع شق قلبها نصفين وذكرياتها الجميلة معه.. مع حبه وحنانه الذي لن تره بعد الان.. تنساب امام عينيها وتتهاوى مخلفة مكانها خرائب من الذكريات السوداء.. ألم.. ذُل..
-هل ستقتلني ياشيخ؟؟
"ااه كم اتمنى قتلك والارتياح من كل هذا العذاب ياسيادة"
فكر بقهر.. بألم..
" ولكنك أضعفتي هذا القلب.. لعبتي بمشاعره.. حركتي فيه مالم يكن بالحسبان ياابنة العم.. زرعتي فيه مشاعر لم تكن موجودة.. فكيف أقتلك.. كيف أقتل نفسي .. أقتل روحي التي سلمتها اياك؟؟؟"
نظر لها بألم .. لم تره سوى سواداً يطل عليها.. سواداً يحمل حقده وغضبه..
-لا ياابنة العم... لن اقتلك وأريحك.. ابداً..
ابتلت ريقها بصمت بينما لامس هو جانب وجهها بظهر كفه.. وراقب بأسى كيف اغمضت عينيها باكية استجابة للمسته الخشنة.. التي عصفت بمشاعرها بلارحمة.. وهمس بصوت جاهد كي يبقيه متماسكاً:
-ماسأفعله بك ياابنة عمي.. سيجعلك تتوسلين معه الموت رحمة..
فتحت عينيها بذعر.. ليهمس لها بشراسة:
-سأقهــرك..
شهقت بذعر.. لقساوة الكلمة التي أعادها بقسوة أكبر:
-سأقهر سيــادتك.. سأمرغ كرامتك في التراب .. سأجعلك مجرد امرأة لاتسوى حتى مجرد الاسم الذي تحمله.
-قحطااااان..
هتفت به مناجية حالما ابتعد.. ليصرخ بها:
-انت الان مجرد جارية في هذا الدار.. زوجة بالاسم.. تفعل كل مايطلب منها..
نظرت له بحرقة وهتفت بهستيرية:
-انا لن اعود لأكون خادمتك .. لن اعود الى تلك الفترة من حياتنا ابداً..
ضحك حينها.. ضحك ببرود جمد عروقها.. قبل ان يقول بتشفي:
-ماحدث وقتها لن يتكرر بالفعل.. فأنت الان لاتستحقين ان تكوني خادمتي حتى ياامرأة..
-ماااذاا.. ماذا تعني؟؟
همست بخوف.. ليقابلها بشراسة وهو يقول:
-انت لن تكوني خادمتي سيادة.. فأنا سأهجرك.. سأتركك هنا .. تخدمين امي.. تحت امرتها.. أمام انا .. فلاتحلمي حتى بأن تريني..
اتسعت عينيها وهويقترب منها ساخراً:
-ستبقين هنا وحدك.. وستتكفل والدتي الغالية بالباقي.. بينما يعرف الجميع.. انك مجرد زوجة مهجورة.. لاتطالين شيئاً بين السماء والارض.. معلقــة ..
هاجمتها الكلمة بقسوة..
يهجرها؟؟ لا لا .. هو لن يقوى على الابتعاد عنها.. هو لن يجرؤ..
-انت.. لن تستطيع..
همست بتخاذل.. بصوت متهالك.. ليرفع حاجبيه باستهزاء فصرخت بصوت شاحب:
-انت لن تقوى على الابتعاد عني قحطااان.
اشتدت عيناه قسوة .. وبكل جمود قال:
-انت مجرد امرأة.. أتفهمي.. مجرد امرأة.. مللت منها ومن خيانتها ونشوزها..
رفعت رأسها بشموخ وهتفت رغم شحوب صوتها من البكاء:
-انا لست مجرد امرأة .. انا سيااادة العـــزب.. وانت تريدني اناا.. تتوق لي انااا..
ونهضت بساقين مرتجفتين.. اقتربت منه.. تهمس راجية:
-انت تحبني أناا.. انا فقط وليس سوااي قحطااان.. لن تكون هناك امرأة لك سوااي..
ضحك حينها.. ضحك دون معنى فقط ليرى الالم الذي انتشر عبر ملامح وجهها وهو يهمس بقسوة:
-هناك الكثير من النساء غيرك سيادة..
تجمدت عينيها وهمست :
-انت .. لا.. انت لن تقدر.
رفع حاجبيه وهو يقول بتشفي:
-ومالذي يقهر المرأة.. سوى امرأة أخرى؟؟
-لاااااااااااااااا,,
صاحت بوجع ليتراجع هو بظفر وقد رأى القهر في عينيها.. رأى الوجع .. الألم.. رأى ماكان يتوق له..
-امرأة اخرى ياسيادة.. هي كل ماحتاجه بدلاً عنك .. وأنت..
ونظر حوله بهدوء..
-وانت ستبقين هنا.. وحدك.. مجرد جارية.. في منزل الشيخ..
قالها ببرود.. ذبحها كسكين.. قبل ان يستدير عنها ويغادر.. دون اي كلمة اضافية وكأنما قد قال كل مالديه.. تهالكت ارضاً.. وتهاجمها الكثير من الافكار..
لقد تذكر كل ماكان.. كيف ولماذا لاتعرف؟؟ قتل عزيز؟؟ فليذهب الى الجحيم لكل ماسببه لها..؟؟ ولكن الان هو يظنها خائنه؟؟ يظنها فعلاً تريد ذاك المخلوق البغيظ..
قحطان لم يكن يعترف بحملها؟. وفوق كل هذا كان يخطط لينتقم منها؟؟ وليس بأي طريقة.. كان يخطط لهجرها.. والاسوأ.. الزواج بسواها؟؟؟
اشتعل قلبها جمراً وهي تتخيله ينفذ مايقول..
تتخيله يتزوج.. تتخيل امراة اخر الى جواره.. تتخيل ان تكون له سواها.. تتمتع بقوته.. ببحبه؟؟
لااااااااااااااااااااا
صاحت بوجع.. افترشت الارض.. تبكي بحرقة.. وهي تدرك ان كابوساً جديداً قد بدأ..
وهي لمترى منه سوى الصفحة الاولى..
***
نهاية الفصل
|