لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-14, 09:23 PM   المشاركة رقم: 3276
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 19 رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 46 والزوار 0)
زهرة منسية*, ‏emilly, ‏الاميرة الاسيرة+, ‏زهرة سوداء, ‏سحايب خير, ‏Omima, ‏hanan_nona, ‏wafas, ‏Tamatoom, ‏ebru., ‏sara1411, ‏marmar228, ‏shahoda, ‏عبق فرح, ‏rosemary.ea, ‏هاجر صلاح, ‏nada alaa, ‏فرح سوريا, ‏Lol1992, ‏رودينة محمد, ‏one girl, ‏NJMTELMSA, ‏bella lola, ‏mando mano, ‏elizabithbenet, ‏رمــادِيـّـه !, ‏اميرة البحر, ‏&*لحن المفارق*&, ‏Mema Alhially, ‏n2006n, ‏اسيره البدر, ‏دموع الورد 2, ‏aya mahmoud, ‏دييجو, ‏غـــزلــ, ‏بعثرة حروف, ‏aseel al badr, ‏ران بيلا, ‏نور ال, ‏محمود أحممد, ‏مكاوية والخطوة ملكية, ‏راجية عفوالله, ‏yosra wahab, ‏تولين خلدون, ‏لميس88

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 01-06-14, 09:24 PM   المشاركة رقم: 3277
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 19 رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

-المهم انها تظن انها كذلك.. المرأة تكاد تموت ياعلي وممارأيته فالعملية حتى لن تصنع اي فارق.. ولكن وجود تلك الفتاة قد يخفف من عذاب المرأة بشكل كبير..
نهض علي وهتف بقهر:
-انا أسف دكتور ولكن تلك المرأة لاتستحق ان تعيش حتى لنحاول انقاذها صدقني.
تراجع يوسف في مقعده ونظر لعلي بعمق قبل ان يهمس:
-أسف حقاً دكتور لأنك تشعر بهذا .. فالطبيب ليس له الحق أن يقرر من يستحق ان يعيش ومن لا.. الطبيب عليه مهمة واحدة وهي بذل كل مابوسعه لتخفيف الام الاخرين .. والله وحده من بيده الاعمار.. أتفهم.
احتقن وجه علي بقوة بينما نهض يوسف وهو يهز رأسه بأسف..
غادر علي بعدها .. غادر يشعر بأكثر من الحزن على ماحدث معه.. يريد أن يعرف عن نادين وتقيده كرامته.. تحتجزه بقوة .. وتمنعه من اتباع دقات قلبه والبحث عنها في كل مكان كالمجانين..
مشى طويلاً .. مشى طريقه الى منزله بلاتوقف .. تجاهل المسافة الطويلة وتجاهل الام ساقيه حين وصل الى الشقة بعد مايقارب الساعتين الا دقائق معدودة.. جلس الى الاريكة مهدود القوى وكلمات يوسف تثور بين طيات عقله.. عليه ان يتجاوز المشاعر التي بداخله .. عليه ان يتخلص من الذنب الذي يصر على النخر باعماقه.. عليه ان يجد نادين.. ليس من أجله لا.. بل من أجل تلك المرأة التي قد تموت بين اللحظة والأخرى.. من أجلها فقط..
***
انتهت من توضيب الامتعة وتحركت بهدوء نحو النافذة المطلة على الحديقة.. كان الساعة تقارب الظهر.. والجو أصبح معتدلاً قليلاً عكس ماكان في الصباح البارد رغم ان هواء الجبال البارد يتحين اي فرصة ليقرص.. تنهدت وهي تحاول تجاهل الفطور الذي شاركت به رغماً عنها.. لاتدري مالذي جعلها تغص بكل لقمة تأكلها.. أهو منظر فراس العبثي في حضور مجموعة من الفتيات المائعات ام هو منظر ذاك الذئب الذي لم يدع عينيه عنها.. ولم يترك لها نفس الا تنشقه .. ولم يترك لها لمحة الا والتقطها.. لم تصدق متى انتهى ذاك العرض المثير للغثيان لتهرب وتحتمي بملاذ غرفتها .. شغلت نفسها بعد ان انصرف فراس مباشرة لممارسة تدريباته كماقال..
رأت حينها ومن مكانها ذاك الممر الحصوي والدغل المتشابك الذي اثار فضولها حال وصولها..
لم تكذب خبرا واستغلت الوقت قبل ان يحين موعد الغداء لتنزل وترضي فضولها.. كان القصر شبه خالٍ وعرفت ان لابد الجميع يستعدون للخروج حيث سيتناولون غدائهم في مطعم قريب كماقال سيد المنزل بعد الافطار..
وقفت امام الممر الحصوي بتوتر وهي تجيل بصرها حولها قبل ان تستجمع شجاعتها وتحيط عنقها بشالها وتتوغل فيه..
كان الممر رغم الجو الصحو .. مظلماً بسبب تشابك أغصان الاشجار فوقه مماشكل له سقفاً طبيعياً وظلاماً نسبياً لم تظهر له فجوة في الافق.. ولكنها لم تتوقف لقد عاشت مغامرات اسوأ من هذه في بلدتها وكهوفها المليئة بالحيوانات المتوحشة الصغيرة من الثعابين الى الثعالب والذئاب.. لم تخف يومها ولن تفعل الان.. تغلبت عليها طبيعتها الفضولية المجنونة وتقدمت متناسية انها في مكان غريب وبعيد ولاأحد حتى يدرك مكانها..
رفعت عينيها تنظر الى ابداع الله سبحانه وتعالى في تشكيل هذا الدغل وكيف اتحدت الاغصان للأشجار المتباعدة لتقربها بدقة هندسية مثيرة للتعجب والانبهار..
سبحاان الله الخالق هو كل مافكرت به وقتها وهي تتعمق بتوغلها غير آبهة بعدم معرفتها بالمكان.. والذي كان يشبه بتكوينه متاهة طبيعية مصممة خصيصاً ليتوه كل من تسوقه قدماه لاقتحامها!!
لم تعرف كم مضي عليها من وقت ولم يخرجها من انبهارها سوى لسعة البرودة مع الظلام الذي بدأ يزحف حولها بسبب تشابك الاغصان المحكم والذي عتم الشمس الساطعة فوقه.. توقفت برهبة تتلفت حولها .. ابتلعت ريقها وتيبست ناظرة الى مايحوطها من خيالات خلعت طابعها الجمالي وازدانت بالخيالات المفزعة والسواد الخالي من الرومانسية التي جذبتها في البداية ..
لم تحاول التفكير أكثر انها ابنة البدو والجبال وتدرك متى تقع في المشاكل وهذه كانت لاتبدو كمشكلة فقط وانما ورطة .. ورطة مريعة زجت بها نفسها دون تفكير..
استدارت بعينين متسعتين تدور على عقبيها لتسلك الطريق الذي جائت منه .. لتتوقف مذعورة بعد لحظات وتكتشف انها تواجه مفترق ثلاث طرق.. اتسعت عينيها وهي تحاول ان تتذكر من اي طريق جائت وكيف لم تفقه لهذه التفرعات قبلاً؟؟
حاولت التقدم لتؤخرها خطوة وتقدمها الأخرى .. التردد والشك يلعبان بداخلها لعبة حامية لاتقدر على اتخاذ قرار ولكنها ليست طفلة نهرت نفسها بعنف.. تستطيع ان تقرر بعد التجربة .. تقدمت للممر في الوسط بخطى متعثرة قلبها راجف ولاتكاد تدرك وجهتها حين توقفت مذعورة تستمع لوقع الخطوات المقتربة منها بسرعة .. تراجعت بجزع تتلفت عن مصدرها وقد بدت وكأنها تأتي من كل مكان حولها ولاتكاد تستقر في مكان.. ولااتجاه حتى.. تصلبت متسعة العينين وهي تتخيل كل مايمكن ان يحدث لها .. وهي وحدها.. في مكان غريب وبعيدة عن الاعين تبعد ملايين الاميال عن عائلتها؟؟!!
...
لم يتوقع ان تبتعد هكذا..
تلك الحمقاء فضولها سيقتلها يوماً كما القطط؟؟
كان يراقبها كعادته هائماً بتفاصيلها وهي تتهادى باتجاه الدغل الذي يصل بين حديقة البيت الريفي وبحيرة قريبة وكان مهملاً ومتروكاً فنمت عليه الاعشاب وغطته الاغصان بطريقة عشوائية وقد تكون خطيرة حتى انه لم يعد يذكر ان كان يفضي الى البحيرة ام ان الطبيعة غيرت خارطته كالعادة.. ولهذا لحقها..
كان يدرك انها ستضيع وقد تصاب بأذى ما..
راقبها من بعيد ولحقها بصمت كما ذئبٍ يتربص بفريسته ..
حتى رأى غابت عن عينيه في احدى دهاليز الدغل وهنا جن جنونه.. بحث عنها في اكثر من ممر وهي الغافلة التي تعبرها حتى دون ان تنظر خلفها وادرك انها كانت شاردة فيمالايعلمه سواها الا الله وحده..
حتى وقع اخيراً عليها ..
كان يركض تقريباً في احد الممرات التي افضت الى فرجة واسعة وراها هناك واقفة تناظره برعب الدنيا متجلياً على وجهها .. توقف يلتقط انفاسه اللاهثة بينما تناظره هي برعب وقلبها يخفق بقوة وبلاتوقف لاعنة غبائها الذي يوقعها في كل مرة بين يديه..
-مالذي تفعله هنا؟
صرخت بشحوب متناسية صلاتها ودعائها قبل ثوانٍ فقط أن ينجيها الله.. فكان ظهوره بمثابة استجابة لاتصدق لدعواتها الخالصة؟؟
-بل مالذي تفعلينه انت؟هل جننت لتغامري بنفسك هكذا ودون دليل؟؟ ودون حتى ان تخبري أحد بوجهتك؟؟
صاح بحنق وقلبه يزفر ارتياحاً لسلامتها الظاهرة اذا ماتناسينا خوفها المتجلي من حدقتيها المتسعتين.. واقترب منها نافثاً أنفاسها بادياً لها كثور هائج لتتراجع صارخة بعفوية:
-لاتقترب مني..
توقف بحدة وهتف بحنق:
-أنالن أؤذيك؟؟
كم مرة قالها لها؟؟ انه لن يؤذيها بأي شكل.. ورغم هذا تتصارع فيها مشاعر عديدة ..فهي تأمن جانبه في حين وبنفس الوقت فكلها ينتفض انذاراً لقربه.. وكأن كل اعصابها تستنفر حال وجوده.. وتهدد سلامها الداخلي بل ترفع نفير الحذر!!
اقترب اكثر وهمس:
-هل تأذيتي بأي شكل؟
نظرت اليه للحظات بحذر قبل ان تهز رأسها نافية ليتنهد ارتياحاً ويشير لها ان تتقدمه مضيفاً:
-اذاً لنعد .. فقد يتأخر الوقت ويحل الظلام وحينها سنكون في ورطة.
اومأت موافقة بحماس قبل ان تنظر للاتجاهات وتعود اليه بنظرات متسائلة ليشير نحو اليسار:
-من هنا..
عقدت حاجبيها بشك:
-اانت متأكد؟
-نعم مداام.. تفضلي..
قال بنفاذ صبر وقد اثارته عدم ثقتها به ولو قليلاً.. لتبتلع شكوكها وتتقدمه وغفلت عن تلك الابتسامة المتلاعبة التي زينت شفتيه وهو يلحقها بخطوات الشيّب الماكرة..
كانت تشعر به خلفها.. كظل جاثم على كتفيها..أقامت كتفيها وأحاطتهما بشالها بقوة وشمخت رأسها وهي تحاول عدم التعثر والسقوط على وجهها أمامه كالحمقى..
أماهو فقد ظل يتابع حركاتها الخرقاء.. تارة تعدل شالها حولها .. تشد من كتفيها والاخرى ترفع رأسها حتى ظن انها تود الطيران.. كان ينظر لكل هذا مفتوناً .. هذه المرأة تثير فيه كل احساس رجولي يملكه.. يود لو يحيطها ليخفيها عن كل العيون .. اقترب منها وكأنما يريد تنفيذ مافكر به حقاً.. لتنكمش بعيداً وتسرع من خطواتها شعر بطعنة توجهها اليه وغضب جاهد ليسيطر عليه بألايقترب أخذاً اياها بين ذراعيه مولياً بكل اعتباراته في الارض وساحقاً اياها تحت قدميه..
-اذهبي لليسار..
سمعت صوته الأجش يقودها للمر في الجهة اليسرى لتشتعل دواخلها بالقلق وتتوقف بتردد ناظرة اليه ليرفع ذراعه مؤكداً طريقه فتبتلع ريقها وتهمس مشككة:
-ولكنني واثقة بانني جئت من الطريق الاخرى؟؟!!
رفع حاجبيه بتعجب ساخر لتبتلع رأيها وتزفر حنقها وهي التي لاتعرف شيئاً كمايبدو.. تابعت السير كما أشار ربمالدقائق عشر او أكانت عشرين ربما .. توقفت متعبة ونظرت له هاتفة:
-الى متى؟؟
نظر لها دون أن ترمش عيناه حتى وهمس:
-قليلاً بعد..
نظرت حولها بيأس.. كانت تسير وسط غابة الان.. لم يعد الدغل الصغير يحوطها.. بل أصبحت عشرات بل مئات من الاشجار المتعالية للسماء..!!
-لقد ضعنا أليس كذلك؟؟
لم تتحرك عيناه عنها وهمس:
-لا لم نفعل.
بلى لقد ضعنا..
صاحت بعصبية واقتربت ترفع يدها صارخة:
-أخبرتك بأن علينا الذهاب لليمين.. ولكنك تعمدت هذا..
-حقاً!!!
تسائل بخبث باارد .. جعلها تصرخ بغيظ قبل ان تهتف بيأس:
-لما صدقتك يالهي لمااااذا؟؟
هز كتفيه بلامبالاة:
-لأنه لم يكن بيدك شيئ سوى تصديقي..
-هل كذبت علي؟؟
واجهته بعنفوان ليُقصـر المسافة بينهما وعيناه تغوصان في دُكنة عينيها:
-لم أحتج للكذب..
رفست بقدمها الارض وصرخت:
-أخرجني من هنا..
قهقه من اعماق قلبه وتراجع ليستند على جذع شجرة باسقة عاقداً ذراعيه على صدره وهو يهمس:
-انني ضائع مثلك..
شعت عينيها بالغضب لينتفض قلبه متجاوباً بينما تشيح عنه وتواجه الغابة التي بدت مخيفة ومظلمة وهي تخبط بقدميها الارض بحنق.. لتتوقف شاعرة بالضياع وانفاسها ثائرة.. لاتريد حتى تصديق مالذي يحدث لها.. انها ضائعة حقاً .. وهذا الوغد..
شعرت بالغيظ وعادت تتجه اليه بسرعة وهي تصيح:
-افعل اي شيئ.. أخرجنا من هنا..
ابتسم ببطئ.. ابتسامة أظهرت خبثاً في عينيه أرادت محوه بقبضة يدها لولا الباقي من تعقلها وهو يهمس:
-قد لااعرف.. وقد نبقى هنا حتى الصباح.
اتسعت عينيها وشحب وجهها وهي تفكر بمايقوله.. وهو يضيف هازاً كتفيه ببرود:
-انت لم تخبري أحد بخروجك وانا لم اجد بداً من اتباعك مباشرة..
واتسعت ابتسامته:
-لاأحد قد يفتقدنا للصباح مدام..
كشرت بغيظ وصاحت:
-زوجي سيفتقدني..
لم تعرف مالذي حدث وقتها.. ربما شيئ مالدغه او رأى ماقد يثير الرعب او الغضب.. ولكن.. فجأة تخلى عن الاسترخاء الذي احتله منذ البداية .. حتى ابتسامته الساخرة تبخرت وبدا وكأنه على مقاعد جمرٍ تشتعل به وتنفث النار من عينيه وتتقد.. تخلى عن وقوفه المسترخي وانقض عليها ليقبض على معصميها النحيلين بقوة موجعة وهو يهمس بحفيف جمد الدم في عروقها:
-وهل افتقدك يوماً من قبل؟؟
شهقت بذعر وتراجعت محاولة التخلص من قبضته ليكشر عن أنيابه كمالذئاب وهو يضيف بحرقة:
-هو أبعد مايكون عن التفكير بك حالياً فمابين يديه يشده أكثر ويستولي على عقله.
رأى وجهها يشحب.. شعر بيديها تتجمدان ليس من البرد بل من الفكرة التي أراد توصيلها ولابد انها فهمتها بكل وضوح فقد تحشرج صوتها وهي تسأله بشحوب عما يقصده ليتأكله الندم فقط لرؤية ماعانته.. وتراجع يشيح بوجهه هاتفاً:
-تحضيره للحفل الذي سيقدمه ليلة غد ماذا تظنين؟؟
سمعته يقولها بتوتر ولم تصدق.. لوهلة ترائت لها رؤية زوجها بأحضان امرأة سواها كمارأته قبلها وانتابها الحقد الاعمى والكره..عرفت انه قصد ذلك ..ولم تجرؤ على سؤاله اكثر.. شعرت بالحريق يتصاعد بداخلها ولم تجرؤ على الافصاح.. بل تراجعت وهمست بخواء:
-أرجوك أعدني الى البيــت..
التفت لها بحدة وعيناه تلمعان.. البيت؟؟ مالذي تعنيه بالبيت؟؟ بيتها هي؟؟ أم بيته؟؟
اقترب منها ينظر الى ملامحها الخاوية هامساً بخشونة:
-أأنت بخير؟؟
-لالست بخير.
همست باكية.. ليتآكله الندم للحظات:
-لاتبكــي..
تنشقت دموعها بقوة .. صدتها عن الانهمار ونظرت له بعنفوان هاتفة:
-انا لن أبكــي.
نظر لها بمشاعر متناقضة بين الاعجاب والغيظ للقوة التي لازالت تتشبث بها.. وترفض فكاكها.. راقب ابتعادها عنه لاحد الطرقات فصاح:
-الى أين تذهبين؟
هتفت بقوة تخفي اهتزازها الداخلي:
-لن أقف مكتوفة الايدي.. سأتخذ اي طريق ربما كان هو الصحيح..
-وربما كان خاطئاً وقد تضيعين مجدداً..
هتف بحنق لتجاوبه بسخرية:
-انا ضائعة على كل حال..
زفر بضيق وصاح بها:
-توقفي..
لم تنصت له بل واصلت سيرها ليدمدم بغضب عن عنادها ورأسها الثخيــن.. ولم يجد بداً من الاسراع خلفها وهو يفكر بطريقة مُثــلى لعقابها.. كان يعرف بأنها تسير في الطريق الخطأ ولم يكن وارداً ان يدلها على خطئها .. ليس الان على كل حال فكر بخبث..
شعرت به يلحقها.. فلم تخفف من حدة خطواتها ولم تخفض سرعتها بل على العكس.. كانت تهرول تحاول استباق الظلام أو ربما الهروب من ذاك الرجل الذي يلحقها كظلها.. ولم تقدر.. كان الممر الذي اختارته يبدو خاطئاً لبعيد.. فهو ضيق والاعشاب النامية تغطيه بشكل يستحيل معه المشي دون خدش نفسك او اصابتها بجروح سطحية حارقة.. كانت تدرك خطئها وتدرك انها لو تعمقت أكثر ربما وقعت بمشكلة أكبر.. لذا توقفت.. زافرة بيأس وهي تلتفت اليه بحرقة:
-انه الطريق الخطأ..
رفع حاجبيه باندهاش وصاح بلوم:
-اهااا وأخيراً اعترفت السيدة المعصومة ببعض خطئها..
ناظرته بكره و مشت بسرعة باتجاه العودة وهي تصرخ:
-لم أطلب منك أن تتبعني فلاتلمني على شيئ.
زفر بحنق وعاود اتباعها صارخاً:
-ربما اذا أنصتي لي لدقيقة ونفذتي مااقوله لماكنت ضائعة هكذا.
توقفت بحدة حتى كان أن يرتطم بها والتفتت له بحذر هامسة:
-هل تعني انك تعرف طريق الخروج وظللت صامتاً طيلة الوقت؟؟
لم يشأ ان يخسر تقدمه عليها .. لم يشئ ان يظهر كمراهق عنيد ويصلب رأسه كمافعلتها منذ دقائق ولكنه كان يتوق لرؤية الغيظ في تلك الجبال التي تلوح في عينيها.. وتغلب عليه احساسه بالغيظ وصرخ بتشفي:
-بالطبع اعرف ايتها الحمقاء.. ولم اتركك الا لأمتع نفسي بتخبطك المضحك هذا.
اتسعت عينيها بألم ورأه خلف المقلتين فلم يفهمه وهي تخفض عينيها للحظة قبل ان تقول رافعة رأسها باباء:
-شكراً لك مسيو.. لقد قلت مافيه الكفاية.. ومادمت تعرف الطريق تفضل بالذهاب ارجوك.
اتسعت عيناه بدهشة وهو يعترض:
-لم أقل هذا لتطلبي مني الرجوع وحدي.. سنعود معاً.
رفعت حاجبيها وكادت للحظة ان تنصت لتهورها وقلبها الحانق عليه وترفض اتباعه ولو لأي مكان ولكنها حكمت عقلها .. وبكل هدوء همست:

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 01-06-14, 09:25 PM   المشاركة رقم: 3278
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 19 رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

-أرني الطريق.
نظر لها بتوجس ولم يستدل من دكنة عينيها الغريبة اية افكار ولم يحاول.. بل زفر بضيق وقادها نحو طريق الخروج بخطى متصلبة واثقة.. كرهته عليها.. كرهته بقوة لدرجة انها رشقت ظهره العريض بنظرات سوداء حارقة لوكانت فقط تقتل... جزت على أسنانها بقوة كادت تحطمها وهو يقودها بكل سلاسة عبر طريق مختصر الى خارج الدغل.. حيث انسبغت عليهما شمس الغروب الساحرة في طريقها للاختباء خلف قمم الألب..
ليستدير اليها فارداً ذراعيه:
-هاقد عدت سالمة..
نظرت له حاقدة وهتفت:
-طبعاً والشكر ليس لك..
اتسعت عيناه باندهاش وكاد يعلق على قلة امتنانها لتفاجأه بتقدمها السريع وقبل ان يخطو اي خطوة كانت تمد يدها بقوة وتنزل بها على صفحة وجهه الذي استحال لونه الابيض الى أسود حارق بالغضب والذهول وهي تصيح بحرقة:
-هذا لأنك تعمدت السخرية بي..
نظر لها بعينين سوداوتين بالغضب أرسلت قشعريرة خوف على طول عمودها الفقري وهي تستوعب للوهلة الاولى مافعلته لتتراجع مذعورة من وجه الشيطان الذي استفحل في عمق ملامحه وقبل ان يخطو نحوها كانت تهرول هاربة وهي تصرخ بفزع..
كاد يلحقها.. بل كان من الاحرى له ان يلحقها ويعلمها الادب على مافعلته به هو .. سيف الشيّب بجلال قدره.. ولكنه توقف.. يحاول ان يخفف من غليانه الداخلي والذي استفحل به بقوة وكفه تلامس موضع الصفعة بحنق.. قبل ان يبتسم بسخرية ويهمس لنفسه بوعيــد:
-ستدفعين ثمن هذه الصفعة غالياً ياجميلتي.. ستدفعينها رغماً عنك..
ثم شد من جسده وانطل خلفها بخطوات متأنية باتجاه قصره الذي بدا يرزخ تحت ظلال المساء الوليد.. بصمت.
***
انتهت من حمامها المعطر بسرعة قياسية وسارعت للخروج الى خزانتها الواسعة والتي احتوت الكثير من الاثواب التي لم ترتدي بعضها بعد وهي تبتسم باتساع وتلتهم التفاصيل التي غابت عنها لشهور .. كفيها تلامس الحرار والاقطان والفرو بشوق ليس له مثيل لقد اشتاقت لحياتها الماضية.. لن تكذب .. هي تريد كل شيء.. تريد حبيبها وتريد ان تعود حياتها كما كانت وأفضل.
تنهدت وهي تنتقي ثوباً من الحرير الماريني للعشاء وناسقته مع حذاء بكعب عالٍ بلون اللؤلؤ..
وبعد ارتدائهما وقفت امام المرآة تعدل من زينة وجهها الخفيفة لتلاحظ وقوفه في مجال المرآة بتحفز.. عاقداً ذراعيه على صدره يظهر الحزم كالعادة في خطوط وجهه الوسيم.. شعرت بقلقه وعدم ارتياحه وخصوصاً بعد علمه بسفر سلمى وفراس..
ولكنها لن تستسلم عليها ان تحاول ان تلين قلبه لايمكنها الاستمرار بالعيش في تلك الصحراء.. يجب ان تحاول ابقاءه هنا معها..
نهضت واقتربت منه هامسة:
-ماذا بك حبيبي؟؟
نظر لها بخشونة لم يقصدها.. انه المكان ربما.. يشعر بأنه مقيد..... كوحش أدخلوه الى حلبة سيرك ضخم ويأمرونه بتسلية المتفرجين..!!
-لما أنت غاضب..؟؟
همست وهي تندس بين ذراعيه.. تقبل ذقنه بحميمية.. ليتنهد ويقبض بكفيه على كتفيها تحت القماش الناعم:
-لاشيء سيادة.. كل مافي الأمر انني استئت لعدم وجود شقيقتي.. فقط.
عبست هاتفة:
-ولكنها مع زوجها.. أليس هذا مؤشر جيد.. وانها ربما تقضي أجمل أيام حياتها حالياً.
زم شفتيه مستنكراً الفكرة ولايدري مالسبب.. ولكنه قلق بشأن شقيقته الصغيرة وحقيقة انهما لايجيبان على الهاتف لاتعجبه ابداً.. تنهد وهو يعود لزوجته الفاتنة التي همست باغراء شديد وهي تحيط عنقه بذراعيها:
-بصراحة الفكرة تراودني انا نفسي.. لنترك باريس..
همست قريبة منه ليذوب كلياً في زمردتيها:
-لنترك المدينة ونذهب لمكان وحدنا لايعلم به سوانا..
لم يملك سوى نسيان كل شيئ.. والغرق .. الغرق دون سبيل للانقاذ وهو يهمس:
-والى اين نذهب يامليكتي..
ابتسمت بفرحة لم تتمالكها للفظ التحبب الخاص جداً .. وأسندت رأسها على عضلات صدره هامسة:
-الى اي مكان..
رفع وجهها اليه.. يحيط ذقنها باصبعيه ورأسه ينحني يريد امتلاك شفتيها المغريتين وهي تهمس:
-أي مكان معك.. هو الجنة..
وغابت حروف جنتها في شفتيه.. ولكن سرعان ماابتعدا بحدة حين تصاعد طرق من الباب نظرت له مدهوشة ليرفع حاجبيه بسخرية لم تدرك سببها ..توجهت للباب وفتحته لتظهر امها..
شعرت بنظرات أمها الغاضبة تستقر على منظرها المشعث لتعتلي وجنتيها الحمرة وهي تهمس:
-ماذا هناك ماما؟
-تأخرتما.. جعلتماني انتظر كالحمقى..
قالتها بغيظ لتتعمق حمرة وجنتي سيادة وتخفي ضحكتها هاتفة:
-سننزل في الحال حبيبتي..
هزت امها رأسها بغيظ واستدارت مغاضبة لتهز سيادة كتفيها بضيق قبل ان تلتفت لقحطان الذي كان يقترب منها والبرود يعتلي وجهه فهمست:
-لاتبدأ أنت ايضاً قحطااان..
رفع حاجبه باستنكار:
-وماذا قلت..
زمت شفتيها بحنق:
-لاتحتاج لقول شيئ فهذه التقطيبة تكفي وتزيد.
زفر بحنق لتشيح عنه وتسرع الى تعديل مظهرها قبل ان ترافقه الى الاسفل.. كان العشاء بارداً ومريعاً .. ولم يكن الامر متعلقاً بالطعام قط..
فقد بدأ الامر منذ نظر قحطان الى الطاولة قبل حتى ان يجلس اليها وبنظرة جليدية لحماته المسيطرة قال:
-لاأجلس الى طاولة عليها خمــر..
اتسعت عينا سيادة وشحب وجهها وهي تنظر الى امها التي لايمكن ان تتناول اية وجبة دون نبيذها الغالي.. ولم يسبق لأحد قط ان اعترض منهم..
-انه نبيــذ..
جاوبته ايفا بهدوء شديد.. ليلتزم وقفته دون ان يحرك ساكناً والنظرات بينهما تصيب كل من حولهم من سيادة والخادمتين الفرنسيتين بالقشعريرة.. قبل ان تتنهد ايفا وتأمر احدى الفتيات بازالة زجاجة الشراب المسكر واحضار الصودا بدلاً عنها .. وحالما فعلت جلس قحطان..
بابتسامة مقتضبة .. وتولت سيادة الحديث بمرح.. حاولت والله يشهد انها فعلت حتى لا ينتصب الطير بينهم.. ولكن لافائدة وبعد لحظات من الصمت كانت تزدرد طعامها بصعوبة بالغة لاتكاد تطاق..
حتى تفجر الوضع من الجديد..
-سنقيم احتفالاً بعودتك حبيبتي.. لابد ان الجميع متشوق لرؤيتك.
قالتها ايفا بهدوء.. لتتسع عينا سيادة بفرح وهتفت ببساطة:
-وانا كذلك اشتقت للجميع ماما..
-ليس هناك من داعٍ للاحتفالات.
نظرتا معاً لقحطان المكفهر .. واحدة بكراهية تكاد تقتل والاخرى برجاء صامت قابله بجبين مقضب ونظرة زاجرة:
-مالذي تريدينه من هذا احتفال.. الاستعراض امام الجميع؟؟ ولابد ان العديد من اصدقائكم الرجال سيكونون هنا.
-بالطبع.. هناك أصدقائي واصدقائها.. وافراد عائلتنا..
هتفت امها بحنق ليضحك قحطان بهزء:
-شكراً لك سيدتي فزوجتــي لاتظهر على رجال.. ابدااا..
-مالذي تقوله؟؟
-قحطااان..
همست برجاء بينما صاحت امها بقوة وهي تهب من مقعدها:
-هل ستحبسها بعيداً عن الجميع جارية لك؟؟
نظر لها قحطان من مكانه وهتف ببرود:
-انها زوجتي وان اردت حبسها فسأفعل..
اشتعلت حماته بالغيظ بينما تجاهل هو رجاء سيادة الصامت ونهض مزيحاً كرسيه بفوضى:
-زوجتى لن تشارك بايٍ من احتفالاتك يازوجة عمي.. افعلي ماتريدين ولكنها الكلمة الاخيرة.
نهضت سيادة هاتفة:
-امااه لاداعي لهذا .. قحطاان..
ووجهت عينيها المتضرعتين اليه راجية:
-لاتقلق حبيبي هذا لن يحدث..
نظر لها بتصميم وهو يتخذ طريقه لخارج غرفة الطعام:
-ممتاز جداً أفهميها هذا الامر.
راقبته يخرج بقلب راجف ثم أغمضت عينيها بقوة تستعد لمواجهة غليان امها التي شعرت به من خلفها يثور كبركان وايفا تصرخ بجنون:
-لما لاتقبلين يده وقدمه ايضااا..
فتحت عينيها بنفس طويل والتفتت لأمها محاولة الهدوء قبل ان تفقد اعصابها كلياً:
-امي مالذي تحاولين فعله؟
-احاول استعادة ابنتي..
هتفت باستنكار ثم اقتربت منها وهتفت بارتياع:
-انظر اليكي سيادة ولاأكاد أعرفك.. انت امرأة اخرى لاتمت لسيادتي بصلة.. مجرد امرأة تابعة لذلك الرجل البغيظ.
-ذاك البغيظ هو زوجي ماما.
واجهتها سيادة بحرقة..
-من أرغموك على الزواج به.. خدعوك لتتزوجيه..
صرخت امها لتتسع عينا سيادة برعب وتسارع لايقاف سيل الكلمات الغاضبة من فم والدتها هاتفة:
-اششش اصمتي ماما .. اصمتي لاتقولي هذا.
تخلصت ايفا من يدي ابنتها وهتفت:
-مابالك سيادة هل تخافينه الى هذه الدرجة؟
-أنا لاأخافه أنا أحبـــــه..
هتفت صادقة ثم اقتربت تهمس بدموع تغرق مقلتيها:
-وهذه الامور ماما تؤذيني قبل أن تؤذيه..
طالعتها امها غير مصدقة تهمس بذهول:
-وعبدالعزيز؟؟؟
اتسعت عينا سيادة بذعر وتلفتت حولها .. خشية ان يكون قحطان قد سمع او ربما قريب كفاية لتلتقط أذناه الاسم الذي كاد يقتلها يوماً لسماعه منها هي شخصياً وعادت تلتفت لأمها متضرعة بخفوت:
-لاتذكري اسمه بتاتاً.. لاشيئ يجمعني بذاك الرجل بعد الان لاشيء امي انا امرأة متزوجة وأحب زوجي ولن أسمح لأحد بالحؤول بيننا ابدااا..
راقبتها امها بصمت وعقلها يدور بعنف.. لاتصدق انها تواجد ابنتها الصغيرة لاتفهم سر تعلقها بذاك البدوي الذي اختطفها من وسط عائلتها وحياتها المثالية ورمى بها في صحراء جرداء.. وكأنها مسحورة او منومة مغناطيسياً.. هذه المرأة لاتشبه سيادتها بشيئ.. وكان عليها فعل شيء ما.. كان عليها استعادة ابنتها مهما كلفها هذا الامر.
-حسناً سوسو.. لابأس عليكي..
همست بهدوء نزل على سيادة كماء بارد هدأ من روعها وامها تواصل ببرود:
-سوف لن نتحدث عن عزيز ابداً.. ولن احاول الدخول بينك وبين زوجك.
تفائلت سيادة وابتسمت وهي تستسلم لامها التي جذبتها اليها ملامسة خصلات شعرها المتوهجة قائلة بحنو:
-انظري اليكي سيادة.. انت باهتة وشعرك استطال بطريقة بشعة..
اتسعت عينا سيادة وامها تواصل بلوم:
-اطرافه متقصفة وانظري الى هذا..
صاحت تشير ليديها :
-منذ متى لاتعتنين بأظافرك حبيبتي.. اااوه انت بحاجة لجلسة تجميلية باسرع وقت..
واضافت بحماس:
-سأتصل بسيزار ليحجز لنا موعد مستعجل غدا ونقضي اليوم كله في استجمام خااص بنا نحن النساء مارأيك..
ابتسمت سيادة بفرحة وهي تتذكر نشاطها الخاص وامها في منتجعات العناية بالجسم والشعر كل اسبوع وفقرات من تدليل النفس المبهج.. ولكنها عادت وتجهمت وهي تقول:
-قحطان لن يسمح لي بالذهاب.. سيزار رجل.. وهو..
عقدت امها حاجبيها لوهلة حالما نطقت اسم رجلها ولكنها حاولت ان تتغاضى وهي تعترض:
-ولكنه مجرد خبير تجميل.. اعتبريه كطبيب فقط...
هزت سيادة رأسها بلطف وهي تتخيل ردة فعل قحطان لو طلبت اذنه للذهاب لمنتجع سيزار .. ثم اشرقت ابتسامتها وهمست:
-لنذهب لمنتجع غاادة..
-لااااااا هو ليس الجودة نفسها..
اعترضت امها بحنق لتضحك سيادة وتصر:
-بل هو كذلك.. غادة صديقة قريبة مني ومكانها مذهل وهو للسيدات فقط.. سيعجبك ماما..
تنهدت امها ورضخت رغماً عنها لتضحك سيادة بسعادة أكبر وتقبلها بحماس على وجنتيها وهي تؤكد لها انها ستتصل بالمرأة نفسها وتاخذ لهما الاثنتان موعد غداً.. وأسرعت الى غرفتها منتشية بالمصالحة او الهدنة الجديدة مع أمها..
في حين راقبتها ايفا بعينين ضيقتين.. حتى اختفت من امامها قبل ان تتحول ملامح وجهها المسترخية الى غيظ شديد ودون ان تفكر كانت تسرع الى حجرة المكتب وتجري اتصالاً طال تأجيلها له بمايكفي...
***
تململ في وقوفه على قدميه.. الحر والشمس تدني على رأسه حتى قبعته الرياضية المزجاة على وجهه لم تساعده في التقليل من قوة الشمس التي لم تعر بالاً اننا في مشارف الشتاء وانتصبت مشرقة بكل سطوع ..
كان يقف مراقباً الفتيات الصغيرات بحذر لايريد ان تفوته رؤيتها.. لايريد ان يفقد وصلته التي فطن اليها في خضم تفكيره المضني ليلة امس.. حتى وصل الى قرار المساعدة ليس رغبة منه في مساعدة تلك المرأة ولكنها انسانيته التي لم تفارقه بعد..
سيجد ناديــن.. وسيأخذها لرؤية امها المريضة التي تكاد تموت.. وأجره عند الله.
وبعد التفكير ادرك ان الوسيلة الوحيدة للوصول الى نادين هي عبر شقيقتها الصغيرة والتي كان يعرف الى اي مدرسة تذهب.. وهاهو يراقب بوابة الخروج للمدرسة منذ ساعتين .. بانتظار خروج الفتيات .. كان سيتتبعها ويعرف اين تعيش.. ولكنه قط لم يجهز نفسه لتلك الصدمة..
لم يتوقع ان تكون ردة فعله بتلك القوة حين يراها بل هو لم يخطط لرؤيتها من الاساس لخبطت كل اوراقه حين ظهرت امامه فجأة تبحث عن شقيقتها وسط فوج من الفتيات الصغيرات كانت تضع نقابا على غير العادة ولكنه عرفها وكيف لايفعل كانت امرأته ... هاجمته كلمته بقوة صفعته بلارحمة هاجمه مع صورتها تتمايل بذاك الثوب المثير بين ذراعي ذاك البغل ..
لتغيم عيناه وسط بركان من الثورة الحمراء أعماه.. جعله ينفث النار من بين أوداجه ويستدير مشيحاً بوجهه عنها لايقدر على السيطرة على موجة الغضب التي اعترته وكادت تكلفه اعصابه التي جاهد للحفاظ عليها باردة اراد الهروب من هنا والابتعاد.. ولكنه لم يقدر.. كلمات يوسف أوقفته كسد حصين ومنعته من التحرك.. بل انه استدار عائداً لينظر اليها.. رآها تستقبل الصغيرة وتحيط بذراعها بقوة قبل ان تجدا المسير بكل هدوء..
حرك ساقيه بصعووبة.. يريد اللحاق بها لايريدها ان تغيب عن ناظريه ولايستطيع ان يتوقف ولايستطيع البقاء بعيداً أكثر.. تعثرت خطواته وهو يسرع خلفهما لاتكاد عينيه تحيد عن تلك المرأة التي حطمت كل قناعاته تلك التي استولت رغماً عنه على كل تفكيره .. المرأة التي أحب يوماً.. وأصبحت عقدة حياته..
رأها تدخل الى شارع جانبي فحث السير خلفها.. كانت تبطئ.. فحاول مجاراتها.. ابطئ هو الاخر.. محاولاً عدم اثارة انتباهها او احد من الشارع حولهما..
لم تعرف سبب الوخز الذي اصاب عنقها وانتشر كالهشيم عبر مؤخرته نزولاً عبر عمودها الفقري مثيراً قشعريرة باردة على طول ظهرها.. ولكنها ارتجفت.. وشعرت بالوخز يصل لأطراف أصابعها التي التفت بقوة حول كف شقيقتها الصغيرة التي تأوهت ونظرت لها ببراءة هامسة:
-نادين انت تؤلمينني..
انتفضت تنظر اليها متفاجأة وتخفف من ضغط كفها معتذرة:
-اسفة حبيبتي..
زمت الصغيرة شفتيها وعاودت مسيرها بينما خشيت نادين مجرد الالتفات خلفها.. شعرت بمن يتبعهما.. شعرت به وكأنما نظراته مسلطة وبقوة عليها تكاد تخترقها.. وارتجف قلبها بقوة.. انها تعرف من هو.. لابد انه هو ولااحد سواه.. ابتلعت ريقها بصعوبة.. وأسرعت بخطواتها بقوة تجذب اختها خلفها.. حتى كادت الصغيرة تركض فعلياً لمجاراتها.. ونادين ترتجف وتحاول السيطرة على اعصابها.. تحاول الهروب والاختباء..
رأها تسرع فجأة..
تكاد تلف عبائتها بيدها وتركض في وسط الشارع.. وادرك انها كشفته.. توقف لبرهة ثم قرر المضي قدماً.. أسرع خلفها وحالما رآها تهرب الى منعطف جانبي توجه من فوره خلفها.. كانت تركض تقريباً.. ولحقها..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 01-06-14, 09:25 PM   المشاركة رقم: 3279
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 19 رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

شعرت بدنوه منها .. شعرته يهيمن عليها بقوة ويده تقبض ككماشة على معصمها الرقيق .. لتصرخ مذعورة وهي تلتفت تواجهه ..
ويتجمد كل ماحولها وهي تغرق في عينيه..
" علي..!! "
همستها بذهول ليصفعه صوتها المبحوح الذي اشتاقه بلاهوادة.. وينزل كغيث بارد على حرائقه المشتعلة ليل نهار فتطفئها.. وانهارت كل الحواجز بينهما وبات الكون لايحوي سواهما.. نسيا المكان.. والرفقة.. لم يعد يرى سوى ذاته.. روحه الغارقة في عمق عينيها.. وذاب.. ذاب في ذاك السيل المترقرق فيضاً منهما الى وجنتيها..
اغتمت الدنيا امامها.. وبات وجهه الذي لم يفارقها ليلاً ولانهاراً يترائى لها وسط غيوم دموعها.. لوهلة ظنته زوج امها هو من يتتبعها.. لوهلة ظنته هو من يلحقها ولذا هربت.. ولكنه كان علي..!!
شهقت باكية رغماً عنها ليفلتها بحركة حادة ويبتعد.. وتتراجع هي تضم اليها اختها ومعصمها الموسوم بلمسته..
لم يتحدث أحدهما لفترة طويلة .. ظلت تنظر له بصمت تحاول السيطرة على دموعها بينما هو يحاول الخروج من افتتانه بعينيها .. ياالله كم يعشق عينيها..
تنهد بقوة وخفض عينيه هو.. أشاح ببصره وهو يستغفر بقوة عله ينجو بنفسه.. يهرب بها من سيطرة هذه المرأة الموجعة عليه..
-بحثت عنك طويلاً..
همس بشحوب.. لتتسع عينيها ويجتاحها امل لم تستطع تحجيمه.. وقفز يصارع الحياة عبر عينيها ليقتله هو بحدة:
-من اجل أمك وليس من اجلي..
ضربتها كلماته في الصميم.. هاجمتها بقسوة وجعلتها تهتف بحدة:
-ليس لدي أم..
نظر لها بدهشة لتتراجع قائلة بخفوت:
-تلك المرأة لاتمت لي بصلة ولااريد أن اعرف عنها شيئ.
نظر علي لأختها الصغيرة والتي كانت ترتجف متشبثة بها بقوة قبل ان يعيد عينيه اليها.. كانت دموع عينيها قد اختفت وحل الجمود مكانها.. ليزفر مطولاً ثم يحاول:
-تلك المرأة على وشك الموت.. سيقومون باجراء عملية خطيرة لها يوم غد.. واذا لم تتحسن نفسيتها المتدهورة فهي ستموت لاريب.
سمع شهقة الصغيرة ورأى نادين تسرع لتغطية أذنيها بيدها بقوة وهي ترد:
-قلت لك ان امنا قد ماتت.. وتلك المرأة لاتمت لنا بصلة.
اقترب علي منها وهتف بحنق:
-لاترتكبي المزيد من الاثام نادين.. اذهبي لأمك.. فهي ستموت في كل الحالات.. ولكن لديك الفرصة لمساعدتها وربما تخففي بعضاً من عذابها..
وتراجع هامساً بقهر:
-ربما يخفف من عذابك انت ايضاَ..
ارتجفت بقوة.. وبادلته النظرات الزائغة قبل ان تهمس:
-وهل هناك شيئ مايخفف مافعلته بي؟؟
شعر بعذابها.. حين اهتزت نظراتها الجامدة وادرك انها تكاد تقع من طولها.. ولكنها لم تكن تستحق شفقته التي كاد يصبها عليها.. هاجمته صورتها وهي تتمايل بغنج في تلك الشقة.. هاجمته واعمته ولم يعد يرى سواها.. تراجع وحملت عينيه احتقاره وهو يهتف بها:
-مافعلته بك ليس بعيداً جداً عمافعلته بنفسك..
اتسعت عينيها بقوة ليضيف باستهزاء مرير:
-هي باعتك يوماً نادين.. وانت بعت نفسك بعدها كل يوم..
جحظت عينيها برعب وهي تراقبه يتراجع متعثراً بخطواته قائلاً بصعوبة:
-انها تموت نادين.. فلاتحملي عبئاً أخر.. اذهبي اليها .. خففي بعض من ذنوبها...
تفجرت دموعها بقوة من عينيها الجاحظتين.. ليضيف هو مخنوقاً:
-والبعض من ذنوبك أنت..
وقبل ان يفقد سيطرته على نفسه أكثر كان يستدير بقوة متجاهلاً صرخات قلبه الموجوع وأفرغ كل مشاعره في خطواته التي حفرت أثارها في طريقه بقوة.. كان يقاوم رغبة عنيفة في البقاء قربها.. مواساتها .. ورغبة أكبر في الهروب.. الابتعاد.. وربما رغبة أقوى منهم جميعاً بالعودة وهزها بقوة ثم خنقها بكلتا يديه انتقاماً لكرامته الجريحة..
ونادين بالمثل.. حاربت ربة جامحة بالركض خلفه.. الارتماء بين ذراعيه والصراخ له بكل الحقيقة.. بكل ماوراء الستار القبيح.. البوح بمايثقل قلبها ويجرجر روحها ويمرغها بالارض.. تدفقت دموعها بلاحساب وهي تنشج بصوتها.. فقدت السيطرة على ساقيها فالتوتا تحتها لتسقط وهي تضم اختها اليها .. باكية بحرقة.. تحت نظرات المارة الفضولية.. كانت ممزقة.. ممزقة حتى النخاع.
***
انتهى اليوم الخاص بها وامها بطريقة خيالية كانت سعيدة جدا بتواجدها معها سعيدة للتفهم الذي لاح لها في عينيها..
سعيدة لانها عادت ولو لساعات قليلة تعيش حياتها القديمة مع واقع انها ستعود لتجده هناك بانتظارها..
ظهرت السعادة جليا في عينيها وهي ترتدي ثيابها استعدادا للعودة للمنزل تتامل قصة شعرها الجديدة المثيرة وكيف التف حول وجهها بخصلات ناعمة ملتوية تحيطها وتظهر جمال بشرتها الناصعة المنتشية..
وتالقت زمردتيها وهي تهمس لامها:
-سيجن قحطان لرؤية شعري هكذا.
-هو لايستطيع ان يتحكم بكل شيئ يخصك سيادة, عليكي ان تتحكمي به ..
نظرت لامها وكانها معتوهة وهي تنطلق بضحكة عميقة تتخيل كيف يمكن لها ان تسيطر عليه او تفكر حتى بالامر !!
-من يسيطر على قحطان اماه انه شيخ العزب هو المسيطر الوحيد.
تأففت امها ولم تجادل بل استمرت بالنظر الى ساعتها كلما مرت دقيقة او ماشابه لتهمس سيادة بفضول:
- اتنتظرين احدا ماما ؟؟
توترت عينا ايفا وهزت كتفيها نافية وهي تحث ابنتها على التحرك للخارج قائلة:
-لابنيتي كل مافي الامر انني لااريد التأخر.
ضحكت سيادة بمرح وهي تسبق امها نحو باب الخروج لتواجههم شمس الظهيرة المنعشة وتنعكس على ابتسامة سيادة وعينيها حين هاجمتها نوبة مريعة من الدوار لفتها بقسوة كادت معها ان تسقط على الارض ... لولا ان امسكتها ايفا بسرعة استجابة لصرخة صغيرة انطلقت من بين شفتيها وهي تسألها بذعر عن مصابها...
استندت على امها بضعف وتمتمت:
- ماما اريد العودة اريد زوجي.
تشبثت امها بها بقوة وهتفت بقسوة :
-مالذي فعله بك ذاك الرجل؟؟
لم تحاول سيادة المجادلة بل رافقتها بخطوات بطيئة صغيرة نحو السيارة المنتظرة حين توقفتا معاً على صوت هامس باسمها..
"سيـــادة؟؟"
كان يشعر بالزمن وكأنه عاد للوراء.. لشهور خلت.. ربما كانت سنوات.. فهو لم يشعر بقلبه يدق بكل هذه القوة والعنفوان منذ رحلت عن حياته.
منذ أخبروه انها لغيره.. منذ أخذوها منه.. منذ تلك الليلة التي عرف انها تزوجت سواه!!!
لم يصدق نفسه حين أخبرته ايفا عن عودة ابنتها.. لم يصدق انها رجعت الى باريس.. الى مدينته.. عادت اليه.. ليفاجئ انها جائت معه هو.. ذاك الوغد الذي اختطفها منه..
عاش ليلة سوداء وهو فقط يتخيل انها على بعد حجر منه ..
كل ماعليه فقط ان يركض الى قصر العزب.. يقتحمه ويأخذها من بين يدي ذاك البدوي القذر..
وكم التزمته من قوة ألا يفعل.. أن يلتزم بخطة ايفا ويبقى في مكانه..
اااه كم اخذت من اعصابه.. لم يذق النوم ولو لدقيقة واحدة.. وهاهو منذ الصباح ينتظر خروجهما من محل التجميل.. لم يتأخر هو فقط انتظر وانتظر دون كلل او ملل.. ليراها.. وحالما فعل.. وقف هناك فقط.. يتأملها دون حراك .. هي تغيرت..
فكر بغصة خنقته.. شعرها الجميل اختفى تحت طرحة سوداء قاتمة.. رشاقتها القاتلة احتجبت تحت عبائة بلون القشطة.. شعر بها بعيدة عنه كل البعد.. شعر بها .. أخـــرى !!
رأها تبتعد.. وشعر بساقيه تتحركان بعدها.. لايريد ان يفقد الاتصال القصير الذي يربط بينهما.. وان كان على مسافة.. وحالما اقترب لم يصبر..
"سيـــاادة؟؟!!"
ملئَ بالشوق المعذب.. غارقة بالحنين .. كعاشق مغدور وقف ينظر لها بعد استدارتها لتواجهه..
اتسعت عيناها بالمفاجأة.. وتراجعت خطوة محاولة الابتعاد لأميال بعد.. لم تستطع اخفاء نظرة الاستحار التي قفزت لعينيها وهي تراه.. لم يهمها ماذا كان يفعل ومالذي كان يريد كل ماكان يهمها ان يبتعد..
-ابتعد عني..
صاحت بحقد.. بكراهية لتتسع عيناه بقهر ويهمس:
-لاتفعلي هذا سيادة..
-لاتنطق اسمي.. لاتقترب مني والا أودعتك السجن ..
نظر لها بذهول فالتفتت لأمها صارخة بحرقة:
-انت من جاء به؟؟ لن تتوقفي عن هذا اليس كذلك؟؟ لن تتوقفي حتى أكرهك انا بالمقابل ماما..
شهقت امها لتتركها وتتجه نحو احدى سيارات الاجرة متجاهلة صرخاتها الغاضبة وأمرت السائق بأن ينطلق بها عائداً الى المنزل بأسرع طريقة...
كانت غاضبة .. دوارها يزداد وهي تجاهد للحفاظ على وعيها.. رأت سيارة عائلتها تتبعها فزفرت بضيق وقهر وهي تحاول تمالك نفسها.. تحاول عدم الاستسلام لمشاعرها الراغبة بشدة بالخروج من السيارة وقتل ذلك المدعو عبدالعزيز امام الكل.. تكرهه.. لاتصدق انها وفي يوم ظنت انها تحبه او تكن له بعض المشاعر..؟؟
..
وصلت السيارة الى المنزل لتغادرها مسرعة وهي تحاول اخفاء غيظها وضيقها..
رأته أمامها.. كان بانتظارها.. شعرت بالامان .. وكأنه وصفة سحرية غريبة لاتصدق.. شهقت بانفعال وهي تسرع للارتماء بين ذراعيه..
-سيادة مالامر!!
تسائل بقلق وهو يحوطها بين ذراعيه لتزفر بتوتر:
-لاشيء انا فقط متعبة..
نظر لعينيها ورأى شيئ ما.. شيء اخر تخفيه عنه.. قبض على ذقنها ورفع وجهها اليه مثبتاً نظراتها عليه:
-مالأمر ؟؟ مالذي يزعجك مليكتي؟؟
ذابت مجدداً.. وبضعف تشبثت بذراعيه هامسة:
-انا .. انا اريد العودة ..لااريد البقاء هنا مجدداً.
عقد حاجبيه بتساؤل لتندفع:
-لم اعد اطيق المكان هنا حبيبي..
-ولكننا اتفقنا ان ننتظر عودة فراس وسلمى وكذلك والدك.
زفرت بعصبية:
-فراس وسلمى لابد يقضيان شهر عسل بعيداً عن كل شيء.. ووالدي سيعود للبلدة بعد شهر فلما ننتظر كل هذا الوقت دون فائدة..
رفع حاجبه الايسر مستنكراً لتسرع برجاء:
-قحطااان... اعدني للبلدة ارجووك.. لم يعد هنا شخص مايهمني.
"سيااادة..!!
هدر الصوت خلفها بصدمة .. لتلتفت مسرعة وتطالع وجه امها الشاحب وقد سمعت ماقالته ابنتها بوضوح..
-كيف تتخلين عني؟؟
شحب وجه سيادة وهي تلاحظ ان امها لم تكن وحدها .. تسمرت وبردت اطرافها وهي ترى عبد العزيز يقف الى جوارها.. يكاد ينقض على قحطان .. عيناه مسمرتان عليه.. قاسيتين.. جامدتين كعيني شيطان..
في حين فعل قحطان المثل.. لم يأبه لشيئ سوى الرجل الذي رافق حماته المجنونة.. ويقف يناظره وكأنما يعرفه منذ سنوات.. وايقن ان زوجته تقف هنا.. معهم.. وتفجرت لديه مشاعر لم يفهمها.. كنمر.. أســد جبلي يدافع عن امرأته.. أنثاه.. جذبها بقوة حملت بعض القسوة لتقبع خلفه بينما يقف بمواجهة ايفــا وضيفها الغريب عنه..
-ربما نستطيع حل هذه المشكلة فيما بعد يازوجة عمي..
وثبت عيناه على عيني عبدالعزيز وهو يقول بقوة:
-بعد ان نكرم ضيفك.. ونتعرف عليه.
اتسعت عينا سيادة برعب في حين تبادلت امها وعزيز النظرات بتوتر..
-مابالكم.. هل قلت مايسيئ؟؟
قالها قحطان بتوتر هو الاخر وقد استشعر مايدور حوله من ارتباك.. لتجاوبه ايفا باضطراب:
-انه صديق..صديق العائلة..
زم قحطان حاجبيه وتقلبت شفتاه بامتعاض من نوعية الحياة التي يعيشونها والتي كانت تعيشها زوجته.. والتفت لها هاتفاً بغلظة:
-اصعدي لفوق ولاتنزلي حتى يغادر ضيف والدتك.
تراجعت مبتلعة ريقها بصعوبة.. تتحاشى الالتقاء بعينيه .. تخشى ان تصعد ويقع مالاتحمد عقباه.. وتخشى ان تبقى ويطير صواب قحطان ويفعل ماقد تندم عليه بحق..
وقفت هناك تنظر حولها لاتعرف ماتفعل.. قدم تؤخرها والاخرى تقدمها..
-هيا اذهبي لاداعي للتلكك..
سمعت عبارته الفظة وارتجف قلبها.. سيشك بها.. سيشك بها وهي ليست مستعدة ابداً ان يفعل..
كادت دموعها تطفر من عينيها حين سمعت عبدالعزيز يهتف به بحنق:
-لاتحدثها بهذه الطريقة..
توقف الهواء حولهم في تلك اللحظة.. ارتجفت وبقوة للبرودة التي صفعتها بلارحمة.. والتي تجلت في نظرات قحطان وهو يواجه عبدالعزيز بكل عنفوان.. يفوقه طولاً .. يفوقه قوة.. يفوقه سلطة.. بدا الفتى وكأنه جُـرذ بحضرة أســد..!!
-ومن الذي سمح لك بالتدخل بيني وبين زوجتي.؟؟

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 01-06-14, 09:26 PM   المشاركة رقم: 3280
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 19 رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

ابتلع عزيز ريقه.. لقد سمع الكثير عن شيخ العزب.. سمع الكثير عن الرجل الصغير الذي يحكم قبيلته بيد من حديد .. سمع وسمع.. وكرهه في كل لحظة.. تمنى قتله في كل دقيقة منذ اختطف حبيبته..
وحلم بهذه اللحظة.. لحظة ان يراه.. ثم يوسعه ضرباً.. ولايفلته الا بأنفاس مقطوعة..
ولكــن..
حين فعلها أخيراً ووقف امامه تجمد..
شعر بنفسه يقف امام سيف.. وانما بقوة تفوقه الف مرة ..
كان يقف امام شيخ.. وهو لم يعتد مواجهة الشيوخ..
لن ينكر الرهبة التي اجتاحته.. لن ينكر التوتر الذي شمله من رأسه لأخمص قدميه.. لن ينكر انه اراد التراجع خطوة.. اراد مسح العرق الذي تصفد عنه جبينه.. والهوة التي وقع بها قلبه حين وقعت عيناه بعيني الشيخ أمامه..
ولكن كرامته لم تسمح له.. كرامة رجل عنيد.. عاشق متهور..
-انا اعرف سيادة قبل ان تسمع عنها حتى..
همس بشحوب لتشتعل عينا قحطان.. تشتعل بالغضب والثورة وهو يسمع اسمها من فم هذا الغريب..
رفع يده بقوة.. ليقبض على كتف الرجل أمامه فاجأة الجميع.. تراجع لها الفتى وقحطان يثبته مكانه بقوة وهو يهمس:
-لاتذكر نساء الشيوخ ابداً.. لاتذكر اسم زوجتي على لسانك.. لاتفكر به حتى اتفهم يافتى؟؟
ابتلع عزيز ريقه وحاول التراجع ولكن قبضة قحطان كانت قاسية ومتمكنة والرجل يضيف:
-والان ستغادر هذا البيت دون اي تأخيير.. والا فاني سأحرص على اخراجك منه بنفسي.
-لايحق لك..
هتفت ايفا معترضة ليحدجها قحطان بنظرة صاعقة جعلتها تبتلع لسانها وتصمت.. بينما افلت عزيز من قبضة قحطان وهتف بصوت متحشرج:
-ليس من حقك طردي.. المنزل لإيفا.. وهي ترحب بوجودي..
نظر له قحطان ببرود وهتف:
-انه منزل سالم العزب.. ولاأظن ان عمي يسمح بوجود من هم مثلك..
ضحك عزيز باضطراب.. وشعت عيناه بالكره.. مفكراً انه لم يعد يأبه بالخطط.. لم يعد الامر يهمه..
كل ماكان يريده هو رؤية وجه قحطان وتلك الكرامة والقوة والاباء التي تشع من عينيه حين يعرف من يكون هو.
-عمك سمح لي بالكثير من الاشياء ووجودي في منزله ليس سوى تحصيل حاصل.
اتسعت عينا سيادة بقوة وارتج رأسها بقوة وهي تسمع مايقوله هذا الوغد في حين اشتعلت عينا قحطان اكثر وزفر بغضب وهو يلتفت لزوجته هاتفاً بحقد:
-اصعدي لفوق..
شهقت متفاجأة وتراجعت بحدة وهي تسمع اعتراض عزيز الحقود:
-لالا.. لن تصعدي الان سيادة ويفوتك المرح.. لايزال الكثير بيننا لنناقشه.. الكثير لنقوله ونحكيه..اليس كذلك؟؟
همست بشحوب:
-لاشيء بيننا .. ابدااً..
عقد قحطان حاجبيه بقوة وهو يغرق بدوامة بين التيار الذي انبثق بين الاثنين.. ورأى النظرة التي يرمق بها ذاك الرجل زوجته.. وبالكاد تمالك نفسه ليرى نظرتها المذعورة وهي تناشده بصمت.. حتى تحول صمتها لحروف مبعثرة.. وهي تحاول الاقتراب منه بخطوات متعثرة..
-قحطااان.. لاتصدقه.. قحطااا... ااا.. اااه..
وقبل ان تصل اليه.. كانت الجدران العالية تسقط وبقوة.. والارض تحتها تهوي.. وتهوي..
سمعة صرخة أمها.. وشعرت بذراعيه القويتين تتلقفانها.. صرخت باسمه بلوعة.. عله ينقذها من الظلام الذي سقطت فيه.. ولكنها لم تنجو..
كانت تغرق اكثر واكثر.. حتى فقدت كل احساسها بمن حولها ..تمامااً...
...
" انها تحتاج لراحة فقط.. "
نظر قحطان للطبيب الخارج من غرفة المشفى بنظرة سوداء..
قالها الرجل بالانجليزية.. فهمس له قحطان:
-مابها؟؟
-انها حامل.. ولابد انها اجهدت نفسها بصورة كبيرة هذا اليوم..
"حاااااااااامل؟؟؟"
صاحت امها بجنون.. دفع الطبيب لينظر لها بحيرة بينما قال قحطان بهدوء:
-ألم تخبرك انها حامل؟؟ هذا غريب؟؟
نظرت له ايفا بشراسة واقتربت تصرخ:
-مالذي فعلته بابنتي.. ؟؟ مالذي فعلته بها؟؟
كان الصداع يفتك برأسه ولم يكن في مزاج قط ليتحمل كلام تلك الافعى الرقطاء.. رفع كفه بسرعة وهتف:
-اصمتي.. لاتتحدثي معي.. فقط غادرينا.. سأبقى انا معها حتى الصباح..
نظرت له بكراهية بحقد اعمى قبل ان تقرر انها فعلاً قد فقدت ابنتها .. على الاقل .. حالياً..
استدارت بسرعة وتركت المكان.. في حين تراجع قحطان وهو يحمل رأساً مثقل بلألم .. ألم غريب عصف به وجعله يرى الدنيا أمامه بلونين.. أبيض وأسود..
وكأنها صورة فوتوغرافية قديمة.. ماحدث اليوم.. لن يترك ذاكرته قط..
سقوطها ذاك بين ذراعيه... جعله يدرك حقاً انها تعني له الكثير.. كم يخشى عليها ويخاااف عليها حتى الموت.. وكأنما ماتت بين يديه.. باردة كالثلج..
اغمض عينيه للحظة.. رباااه لو خسرها..
ماذا حدث لك ياشيخ.. ماهذه المشاعر التي أضعفتك..
مالذي يسيطر عليك ؟؟
تنهد وهو يدخل اليها.. يقترب لرؤيتها ممدة وسط الاغطية البيضاء وشعرها بالقصة الجديدة يحيطها كشمس غاربة.. ابتسم بحنق.. هذه الصغيرة.. سيعاقبها وبشدة على قصتها هذه..
كان يحاول الخروج من دائرة الشكوك التي هاجمته وبقسوة.. نفض رأسه يحاول ا ينسى ذاك المخلوق الذي لم يعرف حتى اسمه..مالذي كان يجمع بينه وبين.....
لم يقدر حتى على التفكير بالاحتمالات.. كانت الاحتمالات مرووعة..
تنهد وهو يلامس وجنتيها ليدرك انها مبللة بالدموع..
كانت تبكي..!!
"سيادة؟؟!!"
همس وهو يمسح دموعها بأصابع مرتجفة رغماً عنه.. سمعها تشهق.. ورأسها يتحرك بقوة على الوسادة.. كانت ترى كابوساً.. حاول تثبيتها بيديه.. وهو يهمس لها مطمئناً.. يهمس لها ان تتعوذ من الشيطان وتستيقظ..
بل حتى جرب ان يقترب ليقبل رأسها.. وجنتها.. حتى شفتيها..
ولكنها كانت كالمحمومة..
تتقلب بين يديه وترتجف.. نهض حينها ليستدعي الطبيب عله يستطيع مساعدتها.. اشاح عنها بتوتر يحمل الكثير من خوفه.. قلقه..
"ااه..."
هاجمته تأوهاتها.. محملة بفيض من دموعها ..
"لاااااا.. لاتتركنيي...."
"لااااااا..."
صاحت باكية.. تشوح بيديها.. ليعود نحوها .. يمسك بيديها ويهمس لها بدفئ:
-لاتبكي سيادة.. لاتبكي ولاتخافي انا هنااا..
"لاااا"
هتفت بضراعة.. لاهثة وكأنها تركض في سباق محموم.. لن تنتهي منه ..
"لاااا.. "
"عبدالعزيز... لااااااا"
حينها توقف .. توقف عن المواساة.. عن القلق..
توقف عن الاستماع لها والدنيا تحيطه بظلام لم يُخلق له نور بعد.. تراجع .. متخلياً عن كفيها وكأنما يلامس حية رقطاء.. توقف وهو يناظرها بذهول.. تناجي ذاك الرجل.. عبدالعزيز..
عبد العزيز؟؟؟ من...؟؟؟ عبدالعزيز..!!
هو؟؟ لابد انه هو..؟؟؟
شعر بالصداع يجتاحه أقوى.. وأقوى..
لفته صاعقة لاترحم.. لفته وضربت بجسده وعقله عرض حائط .. صاعقة انفجرت في اعماقه.. صرخ لها بوجع.. حاول ان يتماسك ولكنها كانت اعنف مماقد يتحمله بشر.. سقط على ركبتيه.. يحاول احتواء الالم بين صدغيه ولكنه كان يتفجر بلارحمة..
"-عبد العزيــز ..
همست بجنون .. بخفوت .. بالكاد غادرها صوتها .. ممتزجاً بدموعها .."
"كان يغلي .. داخله يثور كبركاان ..
لو قتلها الان .. لن يشفي غليله ..
لن يطفئ تلك النار التي تستعر بداخله .. ابداً .. ابداً ..
صرخ مجدداً .. وضرب الجدار بقبضته .. بقوة كادت تحطمها"
"اذا ماكنت تظنين انني سأتركك لتعودي لذلك الرجل .. فأعيدي حساباتك ايتها السافلة الصغيرة .. سأقتلك قبلها سيادة .. سأقتلك واطعم جثتك القذرة للكلاب .. أتفهمين؟؟"
هاجمته الذكريات بقووة ..
لم تتركه .. بقيت تصارعه بلاهوادة ...
"لم يعد يراها تلك المرأة الفاتنة كما كانت بل أصبحت مجرد وساخة .. لايقدر على أن ينظر اليها دون تغضن وجهه بالامتعاض منها .."
"سيــادة ..
ياالهي كم أسقطت كل معاييره .. كم حطمت تلك الحصون حول مشاعره .. فكت قيود أحكمها حوله لدهور .. بسطها أمامها كي تدوسها بقدميها كما تشاء..!!
وقد فعلت ..!!
تلك المجرمة ال... فعلت بلااستحياء..
حطمت كل شيئ .. دمرت كل ماحلم به .."
...
اااااااااااه..
صرخ بوجع وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما .. والذكريااات تعاود صفعاتها بلارحمة..

"ليس الشيخ قحطـان العزب من يفقد نفسه للشيطان .. وليس لاجل امرأة مثلها ..
عاد شعور الغثيان يجتاحه .. كم كرهها في تلك اللحظة .. كم أثارت فيه من اشمئزاز .. كم رغب بغسل قذارتها عنه بأي طريقة"
"أنا لن اعشقك ياابن عمي ولو كنت أخر رجال الأرض.. "

"أنا لن اعشقك ياابن عمي ولو كنت أخر رجال الأرض.. "

"أنا لن اعشقك ياابن عمي ولو كنت أخر رجال الأرض.. "

"حااامل ...؟؟؟
حاامل ...
اتسعت عيناه بذهول صرف .. والاصوات كلها حوله تختفي .. والمناظر كلها تختفي .. ويحتل السواد عالمه .. ويسيطر عليه بالكامل ..
زوجته حاامل؟؟
زوجته التي لم يمسها قط .. حااامل ؟؟!!!"

...
فتح عينيه برعب..
صداعه يتحول لمعركة .. كل شيء يتزاحم امام عينيه..
كل الذكريات تعود وكأنها هجوم ضارٍ لمفترس متوحش..
...

"تصاعدت في عقله اللعنات وهو يصب جام غضبه عليه ..
تغويه ..
الفاسقة الصغيرة تنوي انهاء مابقي من تعقل وصبر في عقله وفعلت المستحيل لتغويه ..
ولكنك أقسمت قحطاان .. أقسمت ألا تمسها ..
تصارع العقل والعاطفة بداخله .. كاد يتركها .. خفف ضغطه عنها .. يريد أن ينتزعها منه .. من عقله وقلبه .. يريد أن يشفي رغبته المجنونة بها بقدر مايريدها خارج حياته الأن وفي التو ..
ولكنه لم يقدر..
ازداد تشبثه اليائس بها .. كانت زوجته بحق الله .."

"أحاطت وجهه بكفيها وهمست باكية:
-لم يكن هناك أحد من قبل...
لم تتلعثم وهي تنطقها .. لم تشعر بالغضب والألم وهي تدفع ببرائتها أمامه للمرة الأخيرة .. لم تشعر بالحقد ولا الكره .. كانت تتوسله أن يصدقها .. في كل حرف من حروفها .. كانت تتوسله ان يصدقها .."

"ساحرته الصغيرة .. كانت بريئة!!!"


" ساحرته الصغيرة .. كانت بريئة!!!"

" ساحرته الصغيرة .. كانت بريئة!!!"
...

فتح عينيه بلون الدماء.. نهض بصعووبة.. واقترب من سريرها..
كانت قد عادت لنومها.. لم تكن تتقلب في كوابيسها بعد.. كانت هادئة.. ومن عينيه المشتعلة كالجحيم.. رمقها بنظرة كادت تمزقها لقطع.. وهو يهمس من بين شفتين ممزقتين بالألم..
-كابوسك لم ينتهي بعد سيادة..
وأخذ نفساً عميقاً .. كتمه بأعماق صدره وزفره بتهديد ارسل قشعريرة باردة الى اطرافه :
-لقد بدأ للتو..

كان يكلمها.. وعيناه غارقتان بين سطورجهنمية لرسالة كتبتها في غمرة يأس..
رسالة حطمته مرة ..
ويبدو انها تعود لتحطمهما معاً.. وهذه المرة.. لاسبيل لمحو كلماتها المسمومة..

لاسبيل لها ابداً...

***
الى اللقاء في الفصل القادم ان شاءالله



 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصريات عبق الرومانسية, روايات عبق رومانسية, شيوخ لا تعترف بالغزل, عبير قائد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185816.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 28-08-17 10:22 PM
Untitled document This thread Refback 29-09-16 09:12 AM
Untitled document This thread Refback 03-11-14 03:16 PM
Untitled document This thread Refback 04-09-14 02:34 PM
(ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ) ط±ظˆط§ظٹط© "ط´ظٹظˆط® ظ„ط§طھط¹طھط±ظپ ط¨ط§ظ„ط؛ط²ظ„" .. ط¬ط¯ظٹط¯ظٹ … | Bloggy This thread Refback 14-07-14 06:53 AM


الساعة الآن 09:16 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية