كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 18 رواية قمة في التميز
كان دفئاً عائلياً .. افتقدته وقتها سلمى وبشدة ..
جلست ومضت تنظر للشاي والبسكوت بنظرات زائغة تحمل الكثير من التعاسة ..
-لاتجعلي تجربة واحدة تفقدك إيمانك بالحياة عزيزتي..
همست ريهام لتنظر لها سلمى بألم ..
-انت لازلت شابة ياسلمى .. وأمامك الكثير والكثير لتقدميه لنفسك.. لاتقعدي بعد تعثرك للمرة الاولى.. لاتقعدي ابداً .. قفي وواجهي وانطلقي..
هتفت المرأة بحماس لتهمس ريهام بألم:
-انا خائفة.. أشعر بالألم والخيانة ياريهام..
تنهدت ريهام وهمست:
-ألم تعرفي اسبابه؟؟
-وهل تهم؟؟
صاحت بائسة لتهز ريهام رأسها نافية وسلمى تواصل بقهر:
-لو علم أحد اخوتي بمافعله.. سيعيدانني لمنزل على الفور.. سيعلمانه معنى ان يخون العهد..
-اهذا ماتريدينه؟؟ ان تُعلمي أخوتك بمافعل؟؟
اتسعت عيناها بذعر وهمست:
-لا لا ...
ثم نظرت لنفسها .. وقد تنازلت عن حجابها.. وخلعت عنها رداء الحشمة .. وانساقت خلف رغبات رجل قميئ لم يتردد لحظة واحدة في خيانتها..
-سيرونني هكذا.. سيقتلونني قبل ان يرفعا اصبعاً عليه.
-لاتقولي هذا حبيبتي..
-بل هذا ماسيحصل..
صاحت سلمى .. ثم همست:
-أنت لاتدركين كم خالفت من اعراف وتقاليد بخروجي هكذا.. لن يهتموا بمافعل فراس بقدر ماسيهمهم التخلص من العار الذي جلبته لهم..
اختنقت بغصة وهي تواصل:
-انا جلبت لهم العار ريهام.. لو علم احد.. لو رآني احد من اهلي بهكذا شكل سيقتلني بلاتردد.
-هل تعجبك نفسك هكذا ياسلمى؟؟
سألتها ريهام بتعاطف لتهز الفتاة رأسها نافية فشجعتها ريهام:
-اذا عودي كماكنت..
-وفرااس؟؟
تسائلت سلمى بخوف.. قبل ان تسارع بالقول:
-قبل ان اخلع حجابي كان لاينظر لي حتى.. أما الان .. فهو على الاقل يهتم..
-وهل تنتظرين اهتمامه بعد مافعل؟؟
سألتها باهتمام لتتسمر سلمى بعض الوقت قبل أن تهز كتفيها شاعرة بالضياع وعينيها تلمعان بالدموع الحبيسة .. لتحيط ريهام بكفيها حول فنجان الشاي الثقيل وتهمس:
-يجب أن تعرفي ياسلمى.. يجب أن تتخذي قرارك.. هل تبقين مع الرجل الذي خانك في اولى مراحل زواجكما .. هل تغفرين له أم تواصلين حياتك بعيدة عنه؟؟
-انه ابن عمي..
همست سلمى بشحوب.. واضافت مرتجفة:
-لايمكنني الخلاص منه ابدا..ابداً..
-هذا هراااء..
هتفت ريهام بقوة.. واضافت:
-تستطيعين الخلاص منه وقتما اردت بقوتك وحدها سلمى.. فقط ان كان هذا ماتريدينه حقاً.
-انا لاأعرف..
همست خائفة..
-فكري اذاً .. فكري ولاتتسرعي .. ابداً.
تراجعت سلمى في مقعدها وعقلها يسرح في البعيد.. يأخذها لدوامات لم تدرك لها اي قاع..هل تغفر وتسامح وتعطي له فرصة أخرى .. أم تواجه عائلتها كلها .. وتنفض عنها خنوعها واستسلامها..
هل تنفض عنها ضعفها واستسلامها؟؟ هل تقف وتطالب بحقوقها في حياة خالية من الخيانة .. وتجبر الجميع على مواجهة حقيقة ابن عمها الخائن؟؟ هل لديها القوة لتفعل كل هذا؟؟
في وقت متأخر خرجت من عند صديقتها الجديدة .. وعقلها زخم بالكثير والكثير من الافكار .. حتى بات الصداع يقتلها ..
وكعادتها في الأونة االاخيرة كانت تقود السيارة وحدها.. احدى الحسنات القليلة التي علمتها اياها ايفا.. كان المطر قد توقف الان وان ظلت السماء مظلمة بشدة .. والطرقات المزدحمة عادة فارغة بسبب الاجواء ..
قادت السيارة لعدة كيلومترات فقط شاردة في مشاكلها الخاصة حين أصدر المحرك حشرجة غريبة أخرجتها من أفكارها .. نظرت للمقود بقلق .. سرعان ماتحول الى ذعر بالغ والمحرك يصدر الصوت الغريب مجدداً قبل ان تسارع بايقاف السيارة تماماً الى الرصيف .. وتتسمر مكانها بلاحركة.. وبعد لحظات من التردد حاولت تشغيل السيارة من جديد.. ولكنها لم تستجب..!!
زفرت مطولاً ..ولعدة مرات قبل ان تشغلها من جديد.. ليجابهها صمت .. عقدت حاجبيها بحدة وضربت المقود الهامد بباطن كفها بقوة وصاحت :
-لما لاتعمل؟؟
بالطبع كان الصمت لايزال مسيطراً .. لتصرخ من جديد وهي تضربه بقوة أكبر:
-هيا تحركي.. هيااا ..
ولكن لاشيء..
تجمعت الدموع خلف مآقيها ..وزررت أطراف معطفها للعنق وأحكمت قبعتها الصوفية على رأسها وكذلك الشال حول عنقها وفتحت الباب.. ترجلت بصعوبة وموجة صقيع تهب ضاربة وجهها.. وقفت تواجه المحرك الضخم وهي حتى لاتجيد فتح غطاءه .. وصاحت بحنق:
-لما لاتعمل ايها الاحمق..
واستخدمت رجلها لتركل العجلة الامامية بقوة ألمتها قبل ان تحرك السيارة العنيدة قيد أنملة ..جزت على أسنانها بقوة وهي تحاول السيطرة على اعصابها التي بدأت تفلت من زمامها.. وبعد أن خبطت السطح بقوة أخرجت هاتفها من حقيبتها وحاولت الاتصال برقم المنزل ..
اتصلت مراراً .. ربما عشر مرات .. وفي كل مرة كان الرنين يتواصل حتى يتبعه ذلك الرنين المتقطع المزعج الذي ينبئ بعدم رد أحد..!!
حاولت مرة أخرى وأخرى .. تكاد تبكي.. بقهر.. لاتريد الاتصال بفراس.. فهي لاتزال تقاطعه ولاتريد حتى أن تنظر بوجهه.. تلفتت حولها والقفار يسخر مواجهاً لذعرها بوقاحة .. فركت كفيها بقوة تستجدي بعض الدفئ.. ثم حاولت الاتصال من جديد ليقابلها الرنين المستفز .. حينها طفرت تلك الدمعة من عينيها .. بقهر وهي ضائعة ولاتجيد التصرف.. تذكرت ريهام وبدأت تطلب الرقم بأيدٍ مرتجفة لتسمع حفيف الاقدام خلفها..
التفتت بسرعة بعيون متسعة لتتسمر امامه..
مالذي يفعل هنا؟؟ كتمت أنفاسها .. وضمت يديها اليها وهي تترقب اقترابه الهادئ .. الريح تعبث بأطراف معطفه والظلام حوله يزيده هيبة وإجلال.. غار قلبها من قوة شخصيته التي هبطت عليها فجأة .. وبدا له أنه كالظلام .. حين يطبق على كل ماحولها.. يحوطها بسحره وقوته..
توقف ينظر لها بذهول لايصدق ماتبدو عليه ... شعرها الغجري يلتف حولها بتموجات ساحرة يلامس حرير وجهها بفعل الريح التي بدت وكأنها تحوطهما بخصوصية وتفصلهما عن العالم كله نسي كل ماكان يريد ان يفعله وكل ماكان ينتوي قوله لقد تبها منذ غادرت منزل ذلك السياسي المصري .. انتظرها هناك مطولاً وكاد ييأس من طول الانتظار ولكن تجددت اماله باللقاء حال نزولها وانطلاقها بلسيارة ثم كان التوقف المفاجئ.. لم يحتمل رؤيتها ضائعة كما بدت .. لم يتخيل ولم يجرؤ ابداً على تجاهل مابدت عليه من ضعف ووحدة ولهذا قرر الكشف عن نفسه والاقتراب وان قرر التزام الحذر وعدم الاندفاع اللامسؤول وخصوصاً بعد نجاح خطته الاولى ورؤيتها لزوجها بالطريقة التي أراد ..!!
جالت عيناه بقوامها الرشيق والذي لفه معطف جلدي أنيق يصل لركبتيها ويظهر من تحته بنطلون من الجينزالضيق تغطيه حذاء برقية طويلة وكعب عالٍ أضاف لطولها المميز هيبة واجلال .. لم يقدر ألا يقترب.. وقف يتأملها وقد جاورت عيناه عينيها اللامعتين بحذر وهي تهمس متسائلة:
-أنت؟؟!!
-مرحباً بك مدام..
همس بثقل لتخرج حروفه مثقله بالبخار البارد ليرسل الى أطرفها قشعريرة تجمعت لتمطر مشاعر جياشة اغرقتها لتقف حائرة لاتقدر على الرد .. كيف تقف قبالته عاجزة حتى عن الرد او التحرك أو حتى الهرب بعيداً يأسرها ويقيدها تصبح في حضوره عاجزة عن اتخاذ قرار او حتى تفسير مايجري لها ..
-مالذي تريده مني؟؟ لما تلحق بي؟؟
همست بشحوب لتختلج عضلة في فكه ويهمس:
-انا احاول الاعتناء بكي.
لم يحاول ان ينكر او يبعد عنه الاتهام الصارخ في عينيها بالطبع لم يفعل فهو لايبحث عن أعذار ليس هو من يفعل ليس هو بهذا الضعف وقلة الحيلة هو أكبر من هذا هو أقسى من هذا .. لايزال يستغرب طيلة البال التي يعاملها بها بينما في العادة يكون أكثر اندفاعاً .. أكثر شراسة أعنف توجهاً وأكثر تصميماً ..
لايزال يعاملها بلين .. بتؤدة وصبر .. شيئ ليس من صفاته ابدا!!
-لم أطلب حمايتك ياهذا..
همست بشحوب ليعقد حاجبيه ويتقدم خطوة نحوها .. كانت كافية لتثير كل شكوكها وتشعل فيها كل ماكانت تكبته من احساس عارم بالخوف والتوجس من.. تراجعت بخشية وعينيها تتسعان برعب بينما كان يهمس:
-ليس من الداعي ان تطلبي يكفي ما اراه بعيني..
-ليس من شأنك.
هتفت بخوف وهي ترى الكيان الاسود والذي تعاظم أمامها ويكاد يختزن الكون كله من حولها فيه فقط .. ملأ عينيها وتعلقت بعينيه اللتين استحكمتاها بلافكاك منه ابداً ..
-ليس من شأن من؟؟
هتف بثورة وان جائت مهزوزة النبرات .. متلعثمة الحروف ومضطربة المشاعر .. ولكنها وقعت عليها بقوة ارادها وتعمدها ..
-انت بحاجة لمن يعتني بكي.
شعت عينيها بالغضب لما قال ولما شعرت به من اختلاجة في نبضات قلبها استجابة له وكأنها ستستجدي منه تلك العناية التي يلوح بها والتي كانت بأمس الحاجة لها ولن تنكر .. ولن تطلبها منه ابداً ولو عنى ذلك موتها .. فهي ورغم كل الذي تمر به فهي لاتزال ابنة شيخ العزب ..
شمخت برأسها ورمقته من رأسه الى أخمص قدميه .. بطريقة مهينة لم تجد لها منه رداً سوى اختلاجة في عضلات فكه وعقدة لحاجبيه أرسلت قشعريرة على طول عامودها الفقري .. جعلتها تعقد ذراعيها حولها وتتراجع بخشية .. وفهم خوفها منه.. وادرك انه يجب ان يخفف من اندفاعه .. لذا أخذ نفساً عميقاً.. وخفض عينيه وهمس:
-دعيني القي نظرة على السيارة..
فقط حينها تذكرت مصيبتها .. وأشاحت عنه تنظر للجسد الحديدي الهامد خلفها .. عاودت نظرها اليه وهمست:
-هل ستصلحها؟؟
تجاهل السؤال واقترب من المحرك ليرفع غطاءه .. راقبته من بعيد ..يدفن رأسه تحت الغطاء .. تضم كفيها اليها بقوة .. تحاول ان تخفف من قفزات قلبها المضطرب.. ثم راته يعتدل ويقف ينظر لها قبل ان يقترب منها بتؤدة .. ظهر الخوف رغما عنها على وجهها ..
-لاتقلقي المشكلة البسيطة .. سأصلحها لك.
ابتلعت ريقها وراقبته وهو ينزع معطفه .. قبل ان يناولها اياه قائلاً بصرامة:
-أمسكيه ..
التقطت المعطف الذي رماه نحوها بحركة خاطفة وهي تحدق به غير مصدقة وقد شمر عن ذراعيه وعاد لينهمك في المحرك المكشوف امامه ... وتسمرت رغماً عنها وهي تضم ذراعيها اليها بقوة تقي نفسها الاحساس القارص بالبرودة .. حين شعرت بتلك الرجفة الغريبة تعاودها من جديد ودفئ خجول يتسرب الى مساماتها ليحيطها بحنان .. دفئ له رائحة الليل .. وأشجار الصنوبر .. وعبق مثير لم تشتمه من قبل .. أخذت نفساً عميقاً واغلقت عينيها .. يالله كم تذكرها الرائحة بليال الصيف الدافئة .. واشتعال الحطب في المدافئ العتيقة .. كانت رائحة اشتعال النار .. وانطفائها !!!
كانت رائحته هو .. رائحته التي تسللت لها عبر قماش معطفه ..!!
فتحت عينيها بسرعة دون ان تعي السبب لتجد عيناه .. قريبة .. قريبة حتى الجنون..
شهقت بقوة متراجعة ليحد من تراجعها وخوفها برفع كفيه قائلاً :
-انتهينا .. سيارتك جاهزة الان..
حاولت المستحيل لنقل عينيها من عينيه وحكمهما المستبد ولم تفلح..
-بهذه البساطة؟؟
سألت متحشرجة ليبتسم .. ويهوي قلبها بين قدميها وهو يقول بابتسامته الدافئة البطيئة ..
-بهذه البساطــة فعلاً..
ابتلعت ريقها وتراجعت بصعوبة عن مجال مغناطيسيته المدمرة .. ليمد ذراعه بسرعة معترضاً فتجفل ويسرع هامساً بإيضاح:
-لا أريد سوى معطفي..
شهقت بقوة وهي تكاد ترمي المعطف اليه وصاحت بارتباك:
-أنا أسفة ... حقاً اسفة..
ضحك ببشاشة وهتف:
-لاتقلقي .. لاداعي لكل هذاِ الارتباك .. والان شغلي ِالسيارة.
أسرعت الى سيارتها وكأنه أفلتها بتعويذة ما .. وجلست خلف مقودها تدير المفتاح ليثلج قلبها صوت المحرك الهادئ.. نظرت له بارتياح وهمست من كل قلبها:
-شكراً لك..
اتسعت ابتسامته المذوبة واقترب هازاً رأسه:
-لاداعي لأن تشكريني..
نظرت له بحيرة .. اقترابه يعيد الاضطراب لها ولكنها لاتعرف سوى الامتنان له لمافعله معها الان...
-مالخطأ فيه؟؟
تسائلت بفضول هدفه الخروج من احراجها.. ليبتسم ويهز كتفيه:
-لاشيء مهم .. ثقي أنه لن يتكرر .. فقط احرصي على الحصول على رقم السائق للحالات الطارئة او على الاقل على رقم خدمة سيارات الاجرة ..
اومأت بحركة سريعة قبل ان يميل على النافذة ويهمس ببطئ:
-أو بإمكانك الحصول على رقم هاتفي انا .. وسأكون تحت خدمتك.
اتسعت عينيها بذعر وتشبثت بالمقود بكلتا يديها وحركت رأسها بعنف ترفض اقتراحه الغريب ليبتسم بحنق رغماً عنه ويتراجع عن النافذة فتسارع باغلاقها قبل ان يراقب ساكناً من بعيد كيف سارعت بالابتعاد..
قست عيناه وقتها .. قست بطريقة مرعبة وهو يفكر بكل طريقة ممكنة ليجلبها الى دائرته .. أكثر وأكثر لتغرق ويستمتع هو بغرقها..
***
-توقفي..
تسمرت مكانها ضغطت بيديها بقوة على الصينية بيديها والتي حملت بقايا فطور تقريباً لم يمسه .. شعرت بالبرودة تجتاحها .. برودة ثلجت أطرافها وأرسلت ارتجافتها الى موطن نبضها .. توقفت وعينيها مغلقة لاتريد ان تلتقي عيناه .. صوته الشاحب اخترقها في مقتل حطم قلبها قبل ايام بقسوته وقلة مراعاته والان ينزل عليها كسكين بارد يُكمل مابدأه ؟؟!!
منذ تلك الليلة تغيرت الحياة بينهما للنقيض .. منذ انفجاره والقاءه اللوم عليها فيما تقاسماه من هوى وهي تعيش في كابوس .. بالكاد تقدر على حضور محاضراتها .. مشاركة زميلاتها الطاولة بانتظار انتهاءه من دوامه ثم مشاركته رحلة السيارة المريرة .. والتي لولا وجود هبة معها لكانت تحولت الى كارثة فعلية..
وفي البيت يعود الجليد مسيطراً .. لاتكاد تكلمه .. تعد له طعامه .. وملابسه ولاتكاد تتبادل معه حتى السلام ..!!
لقد جرحها بعمق ,, جرحها بطريقة لايمكن أن تفهمها سوى أنثى .. وبطريقة واحدة لاغير .. انه لايريدها ولم يفعل قط من قبل..
-غــزل ..
عاد الصوت يداعب أذنيها .. وهي تجاهد ألا تتذكر مامدى جمال حروف اسمها من بين شفتيه وأنفاسه تداعب بشرتها الناعمة في غمرة العاطفة المجنونة التي أخذتهما على حين غرة..
-غزززل ..
عاد يكرر بعصبية لتلتفت له صائحة:
-مالذي تريده الان؟؟
بهت لعصبيتها وهو يغرق في ملامح وجهها الحبيب الذي غاب عنه رغم تواجدها معه في كل وقت .. غاب في نظرة عينيها المشتعلة والعروق النافرة في عنقها دليل غضبها العارم منه .. يعرف مااجرمه في حقها ولكنها لن تفهم.. يقسم بالله ان لاأحد سيفهم ابداً..
خفض عينيه هرباً من نظراتها اللائمة دون شك.. زفر بتوتر وهتف:
-سأتأخر اليوم في الكلية .. ربما الى العصر او بعده لدي مناقشة مشروع مهمة ولابد لي من حضورها..
رفعت رأسها وأشاحت عنه مكملة طريقها للمطبخ ..
لاحظ اابتععادها .. فاشتعل غضبه هو الاخر وسارع باللحاق بها هاتفاً بحنق:
-غزل أنا أكلمك ..
-والمطلوب؟؟
قلتها بنفاذ صبر وهي تضع مابيدها على الطاولة وتستدير لتنظر اليه عاقدة ذراعيها حولها ليزفر بتوتر مجدداً:
-لو لم تكن لديك محاضرات مهمة فلاتذهبي .. لا أريد أن تبقي لوقت طويل بلا فائدة..
|