كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 18 (1) رواية قمة في التميز
دخل على جده وعلى شفتيه ابتسامة ويخفي خلف ضلوعه قلباً اختنق بمشاعر يكبتها بعنف .. بكل برود وثقة .. تنهد واقترب من شيخه يقبل كفه ورأسه ويتربع جالساً الى جواره قائلاً بمرح:
-مالذي يوقظك حتى الساعة ياشيخ؟؟
رفع الشيخ عينين مثقلتين بالهموم جعلتا قحطان يخرج من حالة المرح التي جاء بها ويعتدل بقلق:
-جدي مالأمر... هل حدث مكروه؟؟
تنهد جده وهمس بصوت كسير:
-أولاتسمي ماحد لجوهــرة لعزب بمكروه؟؟
تراجع قحطان زافراً بضيق .. انه يجاهد الا يفكر بماحدث.. يجاهد كي ينسى انهيار شقيقته وهو يبلغها بطلاقها.. يجاهد كي ينسى مافعله بابن عمه الذي كاد يلوث سمعة العائلة .. وكاد يدمر أخته بلارحمة..
-ماحدث كان لابد منه..
همس بتوتر ليهز الشيخ رأسه:
-ماحدث لم يكن يجب ان نصل اليه من الاساس..
كيف .. كيف يقوم ابن عمها بضربها واهانتها؟؟ ابن عمها عليه ان يكرمها؟؟ ان يرفعها وان يضعها على رأسه بني..
همس الشيخ بألم .. ليشيح قحطان برأسه وغصة تستحكم حلقه:
-لاتقلق ياشيخ .. الجوهرة مكانها محفوظ على الرأس.. ومن لم يعزها ويقدرها سأدوسه بقدمي.. انها شقيقتي وحقها علي ان ارفع غلاها وقدرها .. وان أحافظ على حقوقها ولن يوقفني شيء..
أسند الشيخ ذقنه على عكازه وهمس ببؤس:
-مايقهرني هو انه ابننا .. ابن عمها .. ابن عمك ياقحطان .. اذا لم يأمنها ابن عمها ويحافظ عليها فلمن نأمن.. وكيف؟؟
-ماعاش من ينزل رأسك ويوطئه .. ماعاش من يقهرك ياشيخ.. حسن مصاب بأمراض نفسية وعقد وحين لم يجد من يفرغ عقده فيه اتخذ الجوهرة متنفساً له .. ولاتقلق .. لقد عالجته بنفسي..
قالها قحطان بشراسة ليتنهد الشيخ وهو يدرك ان حفيده لابد قد أذاق حسن الويل والثبور.. ولكن شيء في قلبه يضن عليه ..
-ولكنني اخشى ماأخشاه ألايكون هو الوحيد..
-ماذا تعني جدي؟؟
تسائل قحطان بحيرة ليهتف جده بجزع:
-سلمى يابني.. سلمى تزورني في المناوم ..
اتسعت عينا قحطان وهتف:
-مالذي تقوله لك جدي..؟؟
حرك جده رأسه بحيرة:
-لاأفهمها بني.. انها ترطن بلغة غريبة .. ولاتكف عن البكاء وأنا لاافهمها..
عقد قحطان حاجبيه بحدة .. ومضى يفكر.. هو لايتذكر من زوج اخته اي شيء.. هو حتى لايتذكر شكله .. تنهد بحنق وهو يضغط على راسه .. هل من الممكن أن يكون مثل حسن؟؟
نظر لجده الغارق في حزنه وعقله يرسم خططاً واسعة وشاملة .. قبل ان يسمع جده يهتف:
-اتصل بفراس واطلب منه ان يأتيا هو وسلمى .. اريد أن أرى حفيدتي واطمئن عليها.
اومئ قحطان للحظة قبل ان تلمع عيناه ويفكر:
-ربما لدي شيء أفض جدي..
نظر له جده بحيرة ليواصل:
-سيــادة تريد ان ترى امها .. يبدو انها غاضبة عليها لأنها لم تزرها منذ زواجنا.. فلم لاأخذها لتراها وبالمرة أطمئن بنفسي على سلمى وزوجها.
-هل حقاً ستفعل؟؟
صاح الجد بلهفة ليبتسم قحطان ويربت على كتفه هامساً:
-بالتأكيد جدي لاتلقى بالاً .. سأذهب لأبرق الخبر لتلك الغاضبة واتصل بعمرو واجعله يرتب لي السفر بنفسه.. مارأيك..
ضحك جده ودعا له من كل قلبه فتبسم قحطان وقبل رأسه وهو يستأذن ..
توجه الى جناحه وحالما وصل وجدها تستلقي في مكانها كما تركها .. تزم شفتيها بغضب .. وتناظر السقف فكتم ضحكة تفجرت في اعماقه ورسم الوقار على وجهه وهو يقترب ليجلس جارها ويهمس بمكر:
-أين كنا؟؟
نظرت له بعتب.. ثم اشارت لأرنبة انفها بصمت ليفلت ضحكته دون ارادة منه ويميل نحوها هامساً:
-مارأيك أن نبدأ من جديد؟؟
هزت كتفيها تدعي عدم الاكتراث .. ليلامس وجنتها بكفه بنعومة ويهمس/
-اتريدين البدء من هنا ..
ومرر بأصبعها على جبينها مروراً الى انفها ببطئ..
-أم هنا..؟؟
وتلكأت اصابعه على طرف شفتيها لتنفرج بدعوة صريحة.. قبل ان يضحك محيطاً عنقها بكفه ومغرقاً انفاسها بعبق انفاسه وهو يفكر ان هناك وقت طويل ليخبرها عن السفر الوشيك.. وقت طويل للغاية ..
***
اغلقت ايفا الهاتف بحرقة ..
كانت تغلي .. كلها تلتهب .. وجاء من يزيدها اشتعالاً ..
-ايفا هل أنت بخير؟؟
-عزيز؟؟
نظرت للرجل الذي اقترب منها بقلق وهمس:
-اانت بخير؟؟
-كلمت سيادة للتو..
هتفت بتوتر لتتسع عيناه ويقترب متسائلاً:
-ماذا قالت؟؟ متى ستأتي؟؟
ضحكت المرأة بمرارة وهتفت:
-انها لاتريد المجيئ.. الفتاة يبدوا انها تقع في غرام البدوي..
شعت عينا عزيز بالغضب وصرخ:
-سأقتله..
اشاحت عنه ايفا بحنق وهتفت:
-كف عن المبالغة ولاتسرف بالتهديدات.. يبدو انني قللت من قيمة ذلك البدوي.. قللت من قيمته كثيراً .. انا لم اعد عرف ابنتي حتى.
-سيادة ستعود الي .. وسوف اقتل ذلك الرجل وسأريك..
هدد عبدالعزيز بعنف قبل ان يغادر وهو يرغي ويزبد .. في حين ترك المرأة تدير الخطط في عقلها دون توقف ..
كان يقود بسرعة عالية حتى وصل الى منزل عائلته .. ترجل من سيارته واندفع للمنزل الساكن.. ووجد سيف هناك ..
-الى اين ؟؟
تسائل بسخرية وهو يرى ابن عمه في قمة الشياكة ليشيح سيف ويهمس:
-ليس من شأنك..
ضحك عزيز بسخرية قبل ان يسأله:
-اخبرني هل انتهيت من البدوية؟؟
نظر له سيف نظرة صاعقة كانت لتجمد الدم في عروقه لولا البركان الهادر الذي تفجر بداخله:
-لاتتجرأ وتفكر بالاقتراب من سلمى .. أتفهم؟؟
اقترب عزيز من سيف بتهور:
-ومالذي ستفعله بهذا الشأن ياابن العم؟؟
واجهه سيف بقوة ويده تقبض على عنقه بقسوة جعلت عزيز يشهق من المفاجأة:
-تعرف جيداً مااقدر على فعله عزيز فلاتستفزني..
تحشرج صوت الرجل وهدد محاولاً التخلص من قبضة ابن عمه:
-انت لاتسطيع .. ليس ان اخبرت جدي بماتقوم به.. ومافعلته ابنة العزب بكبير السلاطين..
-اصمت ..
هدر سيف وهو يفلته بقسوة ليرتد الرجل للوراة يسعل بقوة .. يحاول التخلص من الم حنجرته القوي .. وهتف ب سيف:
-انت لن تجرؤ على الوقوف امام السلطان سيف.
نظر له سيف بحدة جعلته يبتلع باقي عباراته ويتراجع بصمت قبل ان تعاوده الشجاعة:
-سأنتقم من شيخ العزب .. وسأجعله يندم على الاستيلاء على حبيبتي..
-افعل مابدالك .. ولكن سلمى خط احمر ياعبدالعزيز .. إياااك أن تقترب منها أتفهم؟؟
تجاهله عزيز وسخر بحركة من يده قبل ان يختفي خلف احد الابواب .. ليزفر سيف بتوتر ويسارع بالاتصال برقم ما وحال سماعه صوت محدثته حتى حدثها بعصبية:
-الى متى التأخير.. لقد انتظرت طويلاً .. اريد الامر ان ينتهي بأسرع وقت.. أتفهمين ..
وبعد سماع الرد اغلق الهاتف بقوة .. وقلبه يخفق مدوياً .. فالآتي يجعله يقف على الحافة الضيقة التي توصله للقمة .. إما أن يصل او يقع وتكسر رقبته...
***
لايعرف الى متى ظل يجوب الشوارع ..
حتى صلاة الفجر لم يقدر عليها .. فهو على جنابة كبرى .. كان يمشي ويمشي ..ك تائه .. أو مجنون.. مالذي فعله .. تشعث شعره .. احمرت عيناه .. وكاد يقع في عدة حوادث ..
وفي النهاية قادته قدماه المنهكة الى كورنيش خالٍ في تلك الساعة والتي قاربت الضحى ..
جلس بانهاك ينظر للبحر..
مالذي فعله .. ؟؟ زاغت عيناه .. لقد انتهك زوجة اخيه .. أمانته التي وضعها في عنقه ..
انتهك جسد امرأة نذرت نفسها لعشق شقيقه.. ؟؟
رباااه كم انه قاسٍ .. سافل .. مجرم ..
تيبس حلقه .. واشتد خطبــه وهو يغمض عينيه بقوة يمنع دموعه .. كانت عذرااء؟؟!!
ربااااه ماذا فعل؟؟
وكأنه ذبحها بيديه.. انتهك عرضها ..اغتصب ماليس له ..
ااااه .. ااااه
صاحت روحه بعذاااب .. قلبه يدوي بعنف ويديه تضغطان جانبي رأسه بقوة .. بلارحمة .. يخفف من قهره وعذابه .. ولايقدر..
لقد ارتكب اثماً لايُغتفر.. لن يغفره لنفسه ابداً ..
لقد خــان شقيقه..
خان ثقته ووعده .. خان أمانته..
نهض بتخاذل.. لايكاد يرى حتى امامه .. قادته قدماه المنهكة الى منزله .. وصعد الدرجات ببطئ..
....
كانت تدور في المكان بقلق .. أين ذهب..؟؟
لقد ترك هاتفه في المنزل فلاتستطيع حتى الاتصال به ومعرفة اين هو؟؟ قلبها يؤلمها عليه ومااكتشفته وقتها.. تحبــه؟؟!!
ربااه مااروع هذه الكلمة ..
|