لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-13, 01:38 PM   المشاركة رقم: 2616
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260174
المشاركات: 9
الجنس أنثى
معدل التقييم: تاليا تارا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 92

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تاليا تارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 

بيرو اشتقت لك ولسيوخك كثيرا اعد نفسى بليلة ممتعة معهم ولكن استفسار هل تننتظمين كما فى السابق ام اليوم نستمتع لننتظر طويلا مرة اخرى شكرا بيرو

 
 

 

عرض البوم صور تاليا تارا   رد مع اقتباس
قديم 06-12-13, 01:38 PM   المشاركة رقم: 2617
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 
دعوه لزيارة موضوعي

.. ويضع بصمته على ذاتها المذهولة .. يحطم رقتها تحت عضلات صدره الصلب .. يغرقها في رائحته الرجولية .. دفئه الغريب .. واستسلامه قبلها .. لمشاعره المحمومة ؟؟!!
أخذتها المفاجأة .. على حين غرة .. وكجندي وحيد فاجأه العدو وكبله دون حول ولاقوة .. أوقعت أسلحتها واستسلمت للأسـر تهاوت مقاومتها التي فكرت بها لوهلة.. وسقطت ذراعيها الى جوارها كأمـة مطيعة بين يدي سيدها .. تنتظره أن يعود لرشده .. وهو يسلم مقاليد عقله كلها لقلبه .. لم يعد يسيطر عليه عقلــه .. كله أصبح تابعاً لقلبه العنيد .. والذي لن يودي به الا للهاوية ..
استشعر استسلامها .. شعر بها تصبح دمية بين يديه.. احاطها بذراعيه .. قربها لدقات قلبه الهادرة .. حتى ماعاد يعرف اي قلب ينبض .. واي واحد توقف من فرط صدمته .. اعتصرها بين يديه ..يغرق شوق سنوات قضاها بين كبت لمشاعر لايد له فيها .. وبين خيبة وألم .. انها زوجته ..
حقه .. امرأته.. تأوه اسمها بين قبلاته المحمومة .. كم يحبها .. كم يعشقها .. منذ ولدت ونظر لأول مرة في وجهها .. شعر بأنه يطفو ويغرق في سواد عينيها .. وقبل ان يفتح فمه .. كان الكل يهتف ان عروس محمد قد أتت الى الدنيا .. وتقوقع هو .. لايعرف السبب انهم خطبوها لأصغر اخوته وهو أحق ان تكون هذه اللعبة ذات الشعر الاسود له .. كان اخاه الاصغر ينظر لمن حوله بصمت وهو لايدري مايقولون .. وهو يتراجع بصمت وقد كبت مشاعره وحنقه الغاضب تحت ستار العصبية والقسوة ..
كانت ل محمد .. وهو كان كسارق الحلوة .. يتلصص مراقباً لماهو ليس له من بعيد .. يشتم اريج عطرها في كل مكان ويكتمه بداخل ضلوعه خوفاً ان يفقده ..ويفقدها .. يعرف انها لم ولن تكون له ولكن .. ظل هناك في القلب .. مضغة عنيدة تأبى الا ان تغرقه في أحلام وأمنيات ظنها مستحيلة ..
والأن ..
هاهي بين يديه ..
"غــزل"
اااه كم تغزلت باسمها دقات قلبه .. كم ناجتها في وحدته .. كم تقلب على جمر بعدد سكون اسمها بين حنايا الليل .. كم تمزق وهو يراها عروس لأخيه .. وكم كتم مشاعره في اعماقه ... حتى ماعاد يشعر بها .. الا كلفحة برودة حين يمر قرب منزلها .. يرى بضع أثاراها .. يسمع اسمها ..
كانت كشبح يفرض نفسه على حياته .. لايحق له حتى الانفراد باسمها .. ولاترديده بين شفتيه ..فكلما فعل كان يخطئ بحقها ..وحق أخيه وحق نفسه قبلهما .. كان عاشقاً .. ويدفن عشقه تحت التراب ..
ولكنها الان لهُ..
ملكه .. فكيف يصبر القلب العاشق منذ نعومة أظفاره على الصبر..
كيف يصبر .. اراد ان يصرخ بحبها .. أن يهمس الان انه عاشق .. انه مغرم بها .. مهووس بعشقها .. كيف يقول لها انه يهوى انفاسها .. دقات قلبها .. رموش عينيها ..
ثم وحينها .. شعر بتلك الرطوبة تبلل وجنتيها .. وطعم ملوحتها في قبلته لعينيها .. ففتح عينيه ببطئ ليرى وجهها الشاحب .. نظرتها الشاخصة للسقف .. ودموعها التي تجري على وجنتيها دون توقف .. لم يجرؤ على الابتعاد ..لم يقدر ..
عرف مابها .. وعرف مايبكيها .. ولكنه لم يعد رعاد العاشق الصامت بعد الان .. شيء مافي عمقه تغير .. شيء ولده استسلامها له .. جلس معتدلاً .. وجذبها معه .. ليغرقها في حضنه ويغرق وجهها الباكي في تجويف عنقه .. ليشعر بارتجافة انفاسها مع كل نفس يتنشقه .. ويسمع شهقاتها الخافتة بالبكاء .. قبل ان يضمها اليه بقوة وبصمت وكأنه يشاركها العزاء .. على ذاك الجفاء الذي كان بينهما .. فكل شيء الان اختلف ..
فهو تقدم خطوة .. وهي استسلمت خطواات ..
"ششششش"
همس لها بنعومة .. ومع شهقة بكاء أخرى .. أخفض رأسه يقبلها بنعومة .. ويكتم شهقات دموعها .. لم تقاومه ايضاً .. وانفرجت شفتيها .. وهي تستسلم لمشاعره العاتية .. قبل ان يبتعد بارادته .. وينظر لوجهها المسجى على كتفه بانبهار .. وقد انتبه لتوه .. انها في غمرة مشاعرها .. احاطت بذراعيها .. بقوة تتشبث به باحكام .. حينها أدرك انه لم يتقدم خطوة فحسب .. بل قفز قفزة كبرى .. دون ان يحسب لها حساب.. !!!
...
***
لم يكن في مكان كهذا من قبل؟؟
تنحنح بتوتر .. واعتدل في جلوسه .. رأسه منكسة على الأرض وعرقه يكاد يتصبب منه .. يديه مقبوضتان الى جواره وانفاسه بالكاد تغادره بكل هذا التوتر الذي يشع منه .. مالذي جاء به الى هنا؟؟
تنهد بضيق ورفع عينيه بتردد الى المرأتين قبالته.. احداهما كانت والدتها .. رغم الفارق في الشكل فقد تعرفها على الفور .. بعد مجيئها اليه في المشفى ذلك اليوم .. والأخرى لم يتعرفها واخبرته أنها خالتها.. ولكن هي ؟؟ أين هي ناديـــن؟؟
سألهما بوضوح لتنظرا لبعضهما بتوتر قبل أن تقول امها بقلق:
-انها تبقى عند رفيقتها .. فهي متوترة بعدماحدث لها ماحدث دكتور..
تنهد وخفض عينيه متوتراً وهمس:
-حاولت الاتصال بها مراراً ولكنها لاتجيب..
تاملته امها بامعان .. كان انيق الملبس .. فارع القوام .. يبدو العز في كل ملامحه وصفاته والاحترام من كل تحركاته .. ابتسمت وشعرت بأن ابنتها تجيد اللعب .. وليس هذا فحسب .. لعبها هذه المرة اوقعها واقفة .. طريدة سمينة .. دسمــة .. ستكون صيداً مربحاً..
لذا تصنعت الاهتمام وقالت:
-لابد انها خائفة .. بنيتي المسكينة تعيش هذه الايام بحالة رعب..
شعر بذاته تشتعل .. يريدها بجواره لكي يحميها وهي تهرب منه.. قبض اصابعه بقوة وهمس:
-اريد ان اراها واطمئن عليها سيــدتي.
تنهدت ونهضت لتجلس الى جواره:
-لااعرف .. صدقني دكتور قد تغضب منا كلنا لو أخبرناك عن مكانها.. انت لاتعرف نادين؟؟
ومالت نحوه بشدة سمرته مكانه تضع كفها على ركبته هامسة:
-انها عنيــدة .. ولاتتراجع فيما تقرره ابداً ..
تنحنح علي وتراجع عنها مجبراً اياها لتبعد يديها عنه وهي تبتسم بخبث:
-ولكنني لااعرف سبب عنادها هذا فأنا يجب ان اطمئن على جرحها..
تدخلت خالتها ضاحكة بمكر:
-لاتقلق عليها دكتور.. فابنة أختي كالقطط ..تجيــد لعق جراحها بنفسها لتشفى تماماً..
اتسعت عيناه بصمت وهو يستنكر التشبيه الغريب بينما تدخلت امها بارتباك قائلة:
-يالهي اختي.. لاتأخذ لها بالاً دكتور هي تحب ان تمزح.. أليس كذلك نجاة؟؟
اضافت بقسوة لتتسع ابتسامة السخرية في عيني نجاة اختها وهي تنهض قائلة بمكر:
-بالطبع .. بالطبع .. اعذرنا دكتور فلم نحضر لك ضيافة بعد .. أتشرب الشاي او القهوة؟؟
نهض علي بارتباك ورفض بتوتر:
-لا لا .. لاداعٍ ابداً.. سأنصرف..
قاطعته خالتها ضاحكة بصوت عالٍ فاجأه وهي تصيح:
-مستحيل .. لن تخرج من هنا قبل شربك شيئاً .. أخبرني..
وغمزت عينها هامسة:
-اتريد شراباً بارداً يهدئ اعصابك المتوترة هذه؟؟
تدلت شفته السفلى ببلاهة ولم يصدر صوتاً بينما نهضت والدة نادين بحدة تقول بصوت عالٍ:
-سأحضر الشاي بنفسي تفضل دكتور اجلس .. لايجوز ان تغادر هكذا؟؟
تراجع محمر الوجنتين وبقوة .. جلس يغالب شعوره بعدم الارتياح والرغبة بالفرار..يحاول الابتعاد عن النظر الى المرأة الغريبة التي عادت تجلس امامه تعقد ساقيها غطاء رأسها يكشف عن مقدمة شعرها المصبوغ بلون اصفر بشع لم يلائم سمار لونها الشديد .. ولا ابتسامتها الخبيثة التي لم يرى في حياته اكثر منها ازعاجاً ..
عقد ذراعيه على صدره .. ومضى يتأمل السجاد المفروش تحت قدميه وكأنه الشيء الأهم في الكون .. وهي نهضت بعد لحظات واستأذنت بطريقة ساخرة .. تاركة اياه وحده..
زفر بضيق .. اعتصر كفيه ببعضهما وهو يستند بمرفقيه على ركبتيه .. يشعر بالاختناق من هذا المنزل .. به رائحة تخنقه .. تكبل أنفاسه .. ثقيلة .. صحيح هي جميلة .. بخور ربما او نوع من العطور الثقيلة ولكنها تقيد انفاسه .. وتضيق عليه صدره..كيف تعيش ناديــنه الرقيقة هنا.. في جو خانق .. محمل بالسوء؟؟
زفر بضيق وقرر النهوض والانصراف مهما كان ..حين رأى والدتها أمامه بالشاي وهي تقول باندهاش:
-الى أين دكتور..؟؟ اشرب الشاي اولاً..
اعتذر بكلمات سريعة غير مترابطة ولكنها لم تمهله.. وضعت الصينية على الطاولة جوار كرسيه وضحكت بارتباك وهي تقبض على مرفقه بين يديه وتعيده للجلوس هامسة:
-لن تتحرك قبل أن تشرب شيئاً تفضل..
جلس مرغماً .. تناول الكوب وحدق في السائل الاسود الثقيل .. لايحب الشاي.. عقد حاجبيه ورفع عينيه لتصطدم بتلك الاخرى !!!
كانت فتاة صغيرة في السن .. ربما بعمر نادين .. سمراء بشعر اسود فاحم يصل الى خصرها .. اتسعت عيناه بذهول لمرأى ثيابها .. بيجاما قطنية خفيفة ..تكشف عن ذراعيها وساقيها من الركبتين .. تفصل ملامح انوثتها ببجاحة لم تطقها عيناه .. أما عينيها فقد استولت عليهما نظرة حادة .. غريبة .. أشعرته بالغثيــان ..
ودون تفكير .. كان يعيد الفنجان الى الصينية ويهب واقفاً وهو يقول:
-شكراُ لك سيدتي.. يجب ان أنصرف..
نظرت له بدهشة وتراجعت وهي ترى اندفاعه العاصف للخارج لتسد شقيقتها عليه طريق الخروج قائلة بابتسامة:
-الى أين دكتور؟؟ ألن تتعرف على ابنتي؟؟
نظر لها بوجه محتقن ليشعر بتلك خلفه تهمس بصوت خفيض:
-مرحباً دكتور..
لم ينظر .. يكفيه احساسه الغريب بالاشمئزاز شعر بها .. تقترب بلزوجة خلفه وشعر بيدها تكاد تمتد لتلامس كتفه ..حدج أمها بنظرة قاسية .. جعلت ابتسامتها تختفي وليس هذا فحسب .. رجفة شملتها وهي تقابل تلك النظرة الســوداء تراجعت مما أفسح الطريق أمامه وبســرعة كان يشق طريقه للخارج ..
غافلاً عن عينين رقيقتين .. سوداوتين بحدقتين متسعتان تنظران له ببرائة من خلف ستارة خفيفة .. ماان غادر حتى ركضت صاحبتهما الى غرفة خلفية .. أخرجت من تحت الاغطية هاتفاً محمولاً رخيصاً.. وضغطت زراً واحداً فقط .. ومضت تنتظر اجراء المكالمة بقلب راجف وعينين متسعتين تنظران لباب الغرفة الموصد بذعر..
....
لم تعي أن هاتفها يرن الا بعد أن لفتت صديقتها نظرها له .. كانت قد سئمت من الاتصالات المتكررة من علي ليس لسأمها منه هو .. بل لوجعها الذي لم تفهمه كلما ناظرت اسمه على شاشة الهاتف .. لاتدرك السبب ولكنها تشعر بالضيق والألم كلما اتصل .. وليس هذا فحسب .. بل الذنب ايضاَ ..!!
ولكن هذه المرة لم يكن علي.. كانت شقيقتها الصغرى..
فتحت الخط بسرعة وهمست:
-ماذا حدث سارة؟؟ هل هناك مكروه؟؟
-لقد جاء..
همست الصغيرة بخوف لتتسع عينا ناديــن بذعر وهتفت:
-من جاء؟؟؟ تكلمي؟؟
كانت تخشى ماتخشى ان يكون ذاك الوغد قد عاد ..فبعد مافعلته به وقد اختفى تماماً .. ولاتعرف اين ذهب..
-الطبيب...
تبلد ذهنها للحظة .. للحظة فقط توقفت عن التفكير وهمست بشحوب:
-أي طبيب؟؟
-اووف يانادين .. طبيبك الوسيم..
همست سارة بحنق .. خافت .. رفع دقات قلبها لتعانق السماء أرخى ركبتيها فتهالكت تبحث عن مأوى .. جلست تضمهما كي لاتهرب منها شجاعتها وتتسرب منها .. همست بشحوب:
-كيــف؟؟ لماذا جاء؟؟
-كان يبحث عنك..
همست اختها بخفوت .. وناظرت الباب وعادت لتهمس:
-ولكن خالتي وسمر اغضبتاه..
عقدت حاجبيها تحاول استيعاب ماتقول الصغيرة والخروج من حالة الذهول التي انتابتها ..
-لماذا؟؟
-لاأدري.. رأيته ينظر لخالتي بطريقة افزعتني .. لاأعرف ولكن أمي تشاجرت مع خالتي حال انصرافه..
صراع الاناث التقليدي..
فكرت بسخرية ومرارة.. شعرت بالسوء.. المرض .. غثيان احتكم نفسها وارادت ان تخرج كل مافي جوفها بسببه علها تهدأ .. علها تخرج السموم التي تقتلها يوم بعد الأخر..
اغلقت الخط وهي تهمس لأختها انها ستتصرف والا تقلق..
ماذا ستفعل؟؟ لماذا ذهب لمنزلها؟؟ لما يريدها ان تقلق عليه الان.. فخالتها لابد ستنتقل لمحاولة الايقاع به.. مادامت سمر قد دخلت الى اللعبة.. فهو لن يكون بخير.. مالم تتصرف هي .. وتعلن ملكيتها له ..
شعرت بالغيظ .. بالغيرة .. تكاد تموت ..
نهضت بعصبية .. ارتدت عبائتها تحت نظرات صديقتها وكلماتها المحذرة ولكنها لم تهتم هتفت بقوة:
-سأذهب لأمي لبعض الوقت.. لن اتأخر فلاتقلقي علي..
قطعت المسافة بين البيتين بسيارة أجرة في وقت قصير .. حالما وصلت تأملت الشارع الساكن وخشية تجتاحها أن يكون مختبئاً في مكان ما .. يراقبها وينتظر لحظة لينقض عليها .. ابتلعت ريقها وطلبت من السائق ان ينتظرها لبضع لحظات ..
لم يكن لديها مفتاح للمنزل لذا طرقت الباب بسرعة وانتظرت بصبر ان يفتح ..
وحالما فُتح رات سمر ونظرات الدهشة على وجهها الملطخ بالأصباغ:
-ناديـــن؟؟!!
دفعتها نادين ودخلت بسرعة:
-أين أمي؟؟
سرعان ماكانت امها وخالتها تركضان نحوها:
-نادين بنيتي مالذي جاء بك؟؟
نظرت لها نادين بحدة وصاحت:
-ألم أطلب منك الابتعاد عن علي..
اتسعت عينا امها بدهشة في حين تغلبت خالتها على المفاجأة بشكل اسرع ومضت تقهقه بسخرية:
-هل اشتكى لك بهذه السرعة؟؟ ياله من رجل؟؟
حدجتها بنظرة صاعقة وهتفت:
-ابتعدوا عنه كلكم .. لاتقتربوا منه فهو ليس من نوعكم ولايجيد كل هذه الألعاب التي تلعبونها..
-نادين..
هتفت امها بحذر ولكنها لم تسمع بل اقتربت من خالتها التي ناظرتها بدهاء وهتفت:
-ابعدي مخالبك عن علي ياخالتي.. انه ملكي انا..
رفعت خالتها حاجبيها بخبث وهمست:
-أنت لم تري نظراته لابنتي .. ولوفعلت لأدركت ان...
-كاذبة..
هتفت بحدة وثقة جعلت خالتها تنظر لها بتوتر وهي تواصل:
-علي لاينظر لأي امرأة ..وبالذات لابنتك وبالطريقة التي تلمحين بها...
توترت خالتها ولم ترد في حين اضافت هي:
-اني أحذركن .. ثلاثتكن ..
ونظرت لأمها بحدة:
-وأنت بالذات امي.. لاتحاولي التوفيق بيننا .. لاتحاولي جره الينا .. دعيه وشأنه.. دعينا وشأننا معاً ..
التمس صوتها الرجاء .. في عبارته الأخيرة .. لتقترب سمر وتقول بحدة:
-أنت لاتملكينه يانادين فلاتتصرفي كزوجة غيور..
نظرت لها نادين بحقد وهتفت:
-انت بالذات .. لاتفكري بالاقتراب منه.. فهو سيلفظك كخرقة قذرة ماان يعرف حقيقتك ..
احتقن وجه لافتاة وبات اسوداً .. ولكنها اطلقت ضحكة ساخرة مقيتة وصاحت:
-وماذا تظنينه سيفعل حين يعرف حقيقتك انت أيتها الفتاة الشريفة؟؟؟
تجمدت ملامح نادين وسمر تقترب منها وتقول بحقد وغل:
-ماذا تراه سيفعل بك عندما يعرف انك لست خرقة فقط .. بل خرقة ممزقة وبالية .. مجرد فتاة مهترئة لاتصلح لشيئ سوى تنظيف القذارة ..
-اخرسي..
صاحت بألم وكفها يستقر بحدة على وجنة الفتاة التي ناظرتها بذهول ..
تسمر الجميع ينظر لها.. حتى سمر التي فاقت من ذهولها وصاحت بجنون:
-أتضربينني انا ايتها القذرة ال......
واندفعت تهاجمها بعنف وتعالى الصراخ من الفتاتين وامهاتهما اللتان حاولتا فك الشجار .. وسمر تشد من شعر نادين بقسوة وتوجه لها الضربات بكفيها وساقيها .. في حين تكورت نادين على نفسها تحاول حمايتها من الهجوم الشرس للفتاة الغاضبة ..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-12-13, 01:39 PM   المشاركة رقم: 2618
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 
دعوه لزيارة موضوعي

-توقفا الان ..
صرخت امها واندفعت خالتها تسحب ابنتها الساخطة بعيداً بينما جلست نادين على الارض تحمي رأسها بذراعيها وتهتز ببكاء عنيف.. اندفعت اليها امها مذعورة:
-ابنتي..
-اتركيني..
نفضتها صارخة بجنون .. ونهضت على ساقيها صائحة:
-اتركوني جميعاً بحالي.. لاتتدخلوا بحياتي بعد الان..
-اسمعيني جيداً ..
جائت الصرخة من خلفها لتلتفت وتجد خالتها تواجهها بعنف:
-هو من جاء الى هنا بقدميه .. ألم يخبرك بهذا؟؟ هو اتى الينا فلاتلومينا ابداً اتفهمين؟؟ واخبرنا انك تبتعدين ولاتهتمين برد حتى اتصالاته لك..
-لاشأن لك بنا خالتي..
هتفت بمرارة لتضحك خالتها وتهتف بها:
-اذا لم تكوني تريدينه يافتاة .. فنحن بحاجة له..
واشارت بيدها لابنتها الغاضبة لتهتف نادين:
-هو ليس كالبقية .. فلاتخطئي خالتي .. والا دفعتي الثمن غالياً..
رفعت خالتها حاجبها بتحدٍ وهمست:
-سنرى..
عدلت نادين وضع طرحتها وهتفت بعنف:
-لقد حذرتك..
ودون اضافة .. غادرت ..
تبادلت حينها خالتها وامها النظرات والاولى تقول بحنق:
-يبدوا ان ابنتك عاشقة ياعزيزتي..
ارتجفت بخوف على ابنتها واختها تضيف بسخرية:
-ألاتدرك ان من هم مثلنا لايجوز لهن العشق والهوى؟؟ وانها لن تجني سوى الألم والموت؟؟
-دعيها ..
-الى متى؟؟
صرخت بحدة ..
-حتى تدمرنا كلنا بطيشها .. انها لاتفهم ولاتعي ان الحب ليس لنا ابداً .. وليس مع رجال كذاك.. أخبريها هذا.. اشرحي لها من تكون وماهو الفرق بيننا وبينهم .. والا فلن تجدي منها سوى الخراب..
قالتها واسرعت تجذب سمر من يدها الى غرفتها في حين تسمرت الاخرى تنظر للباب المغلق خلف ابنتها بحسرة .. وهي تدرك صواب ماقالته اختها .. كله ..!!
***
اعتيادي على غيابك صعب
واعتيادي على حضورك اصعبُ
كم أنا أحبك حتــى
أن نفسي من نفسها تتعجبُ

*نزار

***
لاتعرف متى عشقت ؟؟!!
متى أحبت تلك التفاصيل الصغيرة .. لاتدرك انها ملَّكت قلبها لمقلب القلوب .. فكأنما غربلت مشاعرها وابتدعت غيرها .. ولكنها تدرك انها عاشقة .. أدركت حين غرق في النوم بين ذراعيها ..استسلم لألامه ولمسات يديها واغمض عينيه واستسلم .. ثقلت أنفاسه على صدرها فلم تبتعد .. أحاطته بذراعيها واقتربت اكثر وكانما تعوض غياب سنوات.. اغمضت عينيها واسندت ظهرها للوسائد خلفها بينما استلقى هو بثقله في حضنها نظرت له مطولاً ..وجهه شاحب ومرهق .. عيناه مطبقتان بشدة وحزم وكأنما يرغمها على ذلك .. ابتسمت بخفة وجعلت اصابعها تمسد جانب رأسه ليسترخي أكثر.. تململ في رقاده .. قبل أن يدفن رأسه كلياً في حضنها.. واحدى ذراعيه تحيط بوسطها ..!!
تيبست تناظره بذهول .. انه مكانه.. بين ذراعيها هو مكانه.. تجولت اصابعها بخشية على صفحة وجهه الخشنة .. ذقنه النامية .. وخصلات شعره القصيرة..وتجمعت مشاعرها هناك في جانب صدرها الايسر واحتقنت به ضلوعها .. تكاد تتفجر منها ولاتقدر عليها.. متى تسلل اليها بكل تلك القوة..
متى أصبحت له.. لهذا الجلف .. القحط؟؟
تنهدت وانسابت دموعها بلاحول ولاقوة منها.. انتابتها مشاعر عديدة لم تفهمها وهي ترى دمعتها تسقط لتنساب على وجنته وتبلل شفتيه.. شهقت بخفوت وهي ترى تحرك شفتيه لتلعقا الدمعة بخفة قبل ان يعود لسكونه.. خفق قلبها بعنف.. ومضت تمسح دموعها بسرعة .. لاتعرف مماتخاف.. ربما.. ان ينهض وينظر الى دموعها ويضحك .. او ربما يرمقها بتلك النظرة المشمئزة مجدداً .. او يعود فيتذكر خداعها له.. هروبها منه.. لاتعرف .. هي فقط .. تخاف وتخشى .. أن يضيع منها مجدداً ..!!
اشتدت يديها حوله اكثر.. فقط لتتمتع بقربه الذي لم تذقه الا للحظات معدودة واجتثت منه كنبتة خبيثة!!
مضت تدعوا بصمت .. علها يجاب لها .. ان تبقى معه الى الأبد .. هي لاتريد ان تفكر.. ليس الان وقت التفكير سيادة .. همست لذاتها .. دعي الامور كماهي .. اتركي كل شيء.. ليتولى الله تصريفه ...
أرادت اسناد رأسها على صدره والاجهاش بالبكاء .. تشعر بأنها ضائعة وتريد ان تجد ملاذها .. تشعر بأنها مشتتة .. موزعة بين هذا وذاك.. تتقلب بين أمر وأمر.. تريد أن تريح رأسها على صدره والاستماع لدقات قلبه..تنهدت بشوق .. ومالت بجسدها لتضع وجنتها على صدغه وتغمض عينيها .. بينما تسللت يدها لتضع كفاً على جانب صدره الايسر .. وتحت مداعبات ضربات قلبه الخافق بقوة .. استسلمت للنوم..
....
استيقظ كعادته ..عند أذان الفجــر ..
عادته ولن تتغير سواء كان فاقداً لذاكرته أم لا.. فُتحت عيناه بقوة .. ليطالع المنظر الغريب أمامه.. كان يطالع السقف وضوء النيون الابيض ساطع ..هناك شيء ماغريب عليه..
حينها تململت .. وانتفض هو كالملسوع..
اتسعت عيناه بشدة وهو ينظر لمن تتوسد ذراعه وتتكئ برأسها الى صدره بوداعة.. وكأنه مكانها منذ الازل انتفض عقله بقوة مؤلمة جعلته يغلق عينيه بوجع .. ويمسد رأسه المتعب بحنق.. قبل ان يهدئ من مشاعره المتخبطة بحزم.. انها تلك المرأة .. ابنــة عمه .. زوجته!!
نظر لها بذهول .. زوجتــه!!
لما تبدو الكلمة غريبة عنه الى هذه الدرجة.. لماذا يستعجبها وكأنه لم يتوقعها لتناسب هذه المخلوقة بين يديه.. عقد حاجبيه ومضى يتأمل ملامحها النائمة باستكانة .. كانت جميلة جداً ..
انتفض قلبه .. وجف ريقه وهو يتمعن في وجهها المحاط بسلاسل من اشعة الشمس وقت الغروب .. وتسللت يده لتمسد شعرها بخفة .. وتبعد خصلاته الكثيفة عن وجهها لتظهر ملامحه الفتانة بوضوح .. رقة بشرتها العاجية .. رموشها الداكنة تستكين بارهاق على وجنتيها .. بينما تكنتز شفتيها كثمرتين ناضجتين..
لم يفكر يوماً بالتغزل بامرأة.. ليس لجمالها ولالأخلاقها .. لم يفكر أبداً بالمرأة التي سيتزوج منها يوماً .. لم يشترط الجمال .. الجاذبية .. ابداً .. كان الشكل هو آخر مايفكر به.. اراد امرأة خلوق.. ملتزمة بدينها .. تعطه الاولاد وتسهر على رعايته ورعايتهم .. فقط لاغير.. لم يخلق للغزل .. لما تزوج بامرأة لاتستحق الا شاعراً يتغزل ليل نهار بجمالها ونعومتها ..!!! عقد حاجبيه بقوة .. مالذي يقوله؟؟ ماهذها الهراء الذي يفكر به..
جف حلقه واراد الابتعاد عنها .. بسرعة قبل ان يفقد عقله .. حين فتحت عينيها.. وليتها لم تفعل؟؟!!
اتسعت عيناه هو نفسه بذهول .. وهو يغرق بالزمرد المشتعل .. يغرق بشذرات الذهب المتألقة .. بين جفنين ناعستين .. تألقتا بقوة حال انصهارهما بسواد عينيه .. واندفع اسمه من بين شفتيها كتعويذة سحرية انتشلته من ذهوله ..
رأى اتساع عينيها .. واعتدالها لتشرف عليه .. وتتدلى خصلات شعرها النارية حوله .. وتعزلهما في دوامة مشتعلة ويديها تستندان على صدره بينما تلتصق به بجنون هامسة:
-هل أنت بخير؟؟ هل تشعر بألم؟؟
مالذي تقوله هذه المرأة؟؟ الألم هو ماتفعلينه بي؟؟
فكر برعونة .. قبل أن يقبض على كتفيها بقوة .. وسرعة .. ويرفعها عنه وينهض معها .. لتشهق بذعر وهي تواجه نظرته العاصفة ..
هل تذكر؟؟
فكرت بخوف .. وهي تجلس امامه على ركبتيها وتناظره بعينين متسعتين .. وعيناه تتألقان بنظرة غريبة عنها:
-لقد أذن الفجر ألم تسمعيه؟؟
تدلى فكها بذهول .. وراقبته يفلتها وبخفة ينزل عن الفراش:
-سأتوضى ونصلي معاً ..
راقبته بذهول وهو يغيب خلف باب الحمام.. قبل ان تنظر لنفسها وجلستها الغريبة كتلميذة شقية مذنبة .. تأملت بنطالها وبلوزتها المكرمشة.. وفكرت كيف انتقل رقادها الى بين ذراعيه بتلك الطريقة دون أن تحس وتشعر؟؟
نهضت بسرعة وعدلت ثيابها .. زمت شعرها كله خلف رأسها ليتدلى كذيل حصان أصهب .. وانتظرته ليخرج.. وحالما فعل بعد دقائق قال دون أن ينظر اليها:
-سأنتظرك فلاتتأخري ..
اومأت وغابت خلف الباب نفسه .. ليعقد هو حاجبيه بتوتر.. ماذا به.. لما لايعاملها بطريقة عادية.. انها زوجته بحق الله فلما كل هذا الاضطراب وكأنها ليلتهما الاولى؟؟ ولكنها بالفعل كذلك بالنسبة اليه.. فهو لايتذكرها حتى؟؟
تنهد وبدأ يطوي اطراف بنطاله ليعلوا كعبيه .. ثم ارتدى قميصاً نظيفاً وبقي ينتظرها حالما خرجت وقفت تنظر اليه .. اقترب وقال لها بسرعة:
-سنصلي الفجر في جماعة بماانني لااستطيع الخروج للمسجد..
رفعت حاجبيها وتلعثمت:
-لا.. لاأعرف كيف؟؟
زوى بين عينيه وهمس:
-مالذي لاتعرفينه؟؟
رفعت اليه نظرة مذعورة وهمست:
-صلاة الجماعة؟؟
رأت ذاك العرق على جانب صدغه ينبض بقوة ففهمت انه غاضب .. ولكن ملامحه لم تشِ بمدى غضبه ابداً .. على العكس كانت هادئة تماماً وهو يسألها:
-أتصلين فروضك؟؟
ابتلعت ريقها وهزت رأسها مرتين ... مرة بنعم والاخرى بلا .. فتنهد بصبر وهمس:
-وماذا كنت اتوقع.؟؟
-اصليها ولكن..
هتفت تبرر ليزفر بضيق ويهمس:
-نعم نعم .. اعرف ليس بانتظام ..
تجلت نظرة الذنب في عينيها وهمت بالتبرير اكثر ليقول بحدة:
-أتعرفين مانفعله بالولد حين يتجاوز العاشرة ولايصلي؟؟
اتسعت عينيها وهزت رأسها نافية ليضيف بحدة:
-نعلقه من قدميه في احدى اشجار النخيل ونتركه للاطفال الاخرين ليعلموه معنى ترك صلاته..
شهقت بذعر وتخيلت الموقف للحظة ليضيف هو بسخرية:
-وانت اخبريني .. كم تجاوزتي من العمر ؟؟
رفعت عينين دامعتين اليه فتسمر للحظة قبل أن يتراجع بتوتر :
-سأشرح لك بسرعة حتى لاتفوتنا الصلاة وبعدها نتفاهم..
سارعت لوضع عبائتها عليها واستمعت بانصات لشرحه البسيط.. قبل ان تقف خلفه وهو يأمها بالصلاة...!!
وبعد لحظات من انتهائهما .. كانت تناظره بذهول ..
.....
مارست معهُ كل شيئ.. اختبرت كل انواع المشاعر..
ولكنها فقط اليوم صَلَّتْ خلفهُ ..
عشقته قبلاً ..
والان عشقته أكثر .. بذهول منبهر .. وخشوع لايَضِل..!!
سماعه يتلو أآيات ربه بصوت خشن مُرتل أصابها بغصة وكادت تبكي وهي تغرق رغماً عنها في تأمل الكلمات الربانية المتمهلة .. !!
نظر لها من فوق كتفه .. وتسمرت عيناه على الذهول في مقلتيها .. والارتجاف على شفتيها .. ابتلع ريقه بصعوبة.. ثم اشاح عنها ..يعقد حاجبيه ويستغفر بهدوء.. وذاك الصــداع يعاوده.. كيف لايتذكر امرأة مثلها؟؟!! كيــف..؟؟
زم عينيه بقوة ونهض بسرعة .. طوى سجادته وتجاهل تحركها حوله وهو يعود الى فراشه ويقول بصوت مقتضب:
-سأنام..
راقبته بصمت .. كيف أشاح عنها الى الجهة الأخرى وغرق في نومه.. لوكانت امرأة طبيعية في علاقتها بزوجها لاقتربت بكل بساطة وتوسدت كتفه.. وغرقت في النوم.؟.. ولكنها ليست كذلك.. ليست طبيعية ولاشيء بينهما طبيعي..
تنهدت وجلست الى المقعد جوار النافذة وقضت الوقت وهي تطل على الشارع الساكن والذي دبت فيه الحياة ببطئ..
لم تعرف كم انقضى من وقت .. ولكن لابد انها غفت في مرحلة ما.. فحين استيقظت كان النور يغرق الغرفة والشارع دبت فيه الحياة بشكل كبير .. سمعت طرقات على الباب وادركت انها ماأيقظها فنادت بصوت رقيق سامحة لمن يطرق بالدخول وهي تمسح عينيها بطفولة .. لتقاطعها زمجرة عنيفة طالباً ممن كان يطرق ألايدخل حالياً.. و جعلتها تقفز واقفة تنظر باتجاهه.. كيف لم تدرك انه استيقظ مثلها ..
-غطي شعرك ووجهك..
اتسعت عيناها بذهول وهي ترى النظرة الصاعقة العنيفة في عينيه وهي لاتكاد تفهم لينهض من فراشه ويتوجه لها بخطوات غاضبة ويهمس بعنف:
-انت مكشوفة الرأس وتدعين اين كان للدخول؟؟
-أأاا...
حاولت رص كلمات ما ولكن النظرة في عينيه الجمتها فلزمت الصمت بقهر وهو يأمرها بحنق:
-اذهبي للحمام وانتظري هناك الان..
تبلمت ناظرة اليه ليزجرها بقسوة:
-الأن تحركي مابالك..
نهضت بسرعة واستجابت لأمره دون ان تفهم.. سمعت صوت رجولي بعدها في الغرفة ونقاش محتد بين قحطان وبين مهماً كان برفقته وهي تقف كالبلهاء في الحمام .. كانت تريد ان تغضب ان تحتد ان تخرج وتسلط عليه لسانها بكلمتين ولكنها لم تفعل.. فكرت بحنق.. لما يعاملها بهذه الطريقة حتى وهو لايتذكرها .. وكأنها طفلة مشاغبة لابد ان تعاقب يومياً .. لا لا.. عادت تفكر..
انه يغار عليك ياحمقاء.. تغلب ولهها على الحنق وغامت عينيها بنظرة حالمية وهي تفكر..
نعم هو يغاار .. لايريد ان يراها سواه .. تبسمت ببلاهة ثم مضت الى المرآة ووقفت امامها واتسعت عينيها وشكلها المضطرب يظهر لها عبر الزجاج الابيض بطريقة أفزعتها ..
يبدو ان اليومين اللذين قضتهما في السفر والتوتر العصبي قد نالا منها وبقسوة ..
الظلال السوداء شوهت عينيها .. بشرتها شاحبة وباهتة .. حتى شعرها فقد بريقه وأصبح خشناً .. ومنكوشاً .. مطت شفتيها باشمئزاز .. انها تحتاج لحمام دافئ .. وراحة .. حسناً .. فكرت بعزم الراحة ستتأجل .. والحمام بامكانها التصرف والذهاب لزيارة سريعة ل شفا الشهري وهي واثقة ان ماتريده ستلقاه عندها ..
غسلت وجهها وأسنانها وحاولت تسريح شعرها بماتوفر.. قبل أن تقترب من الباب وتحاول استراق السمع .. بعد بضع لحظات سمعت الباب الخارجي يغلق فأدركت انهم غادروا .. رتبت شعرها بيدها وفتحت الباب فرجة صغيرة تنظر خلالها .. ورأته ..
كان يجلس على طرف السرير وقد نزع ضمادة رأسه .. همست:
-هل أخرج الأن؟؟
نظر لها بحدة قبل أن تلين ملامحه ويشير لها ان نعم.. فابتسمت باشراق وتقدمت نحوه .. رأته ينظر لها بامعان فهمست:
-أنا اسفة .. ماكان علي ان ادعوهم للدخول دون التأكد منهم..
نظر لها بعتب .. لم يعرف ماجرى له وهو يراها بذاك الشكل وتسمح لأيٍ كان بالدخول .. شعر وقتها بحريق يشتعل في جنباته ..رأى عينيها المشتعلتين وتلكأت نظرته عليها بشكل مستفز جعلها تحمر خجلاً وتخفض عينيها هرباً منه ليبتسم مرغماً .. ثم يتنحنح ليقول بعدها بحزم:
-سنعود اليوم الى البلدة..
-اليــوم..!!
صاحت متفاجأة وهي ترفع عينيها له باندهاش ليومئ فتعترض:

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-12-13, 01:41 PM   المشاركة رقم: 2619
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 
دعوه لزيارة موضوعي

-ولكن اصابتك؟؟ رأسك.. ذاكرتك؟؟!!
رفع حاجبه بتفكه وقال:
-اذا كان الطبيب نفسه من أذن لي بالخروج, أنت من ستعترضين؟؟
احمر وجهها للمرة المأئة ولكنها لم تتراجع بل تمسكت برأيها وعقدت ذراعيها بعناد:
-ولم لا ربما يريدون التخلص منك فقط؟؟
انفجر ضاحكاً بوجهها لتتسع عينيها مبهورة بكل تلك التغيرات التي انسابت بنعومة على خطوط وجهه المشدودة وغيرتها مائة وثمانون درجة .. كان حقاً يضحك..!!
ابتسمت بتلقائية رداً على ضحكته العميقة .. والتي ارسلت ملايين الشرارت العذبة عبر عروقها بطريقة لم تشعرها قط من قبل..!! ازداد احمرار وجهها وهمست مخنوقة بمشاعر تفوق قوة احتمالها:
-لاتضحك..
حاول السيطرة على ضحكاته ولكنه لم يقدر .. من يرها .. للوهلة الاولى يظنها امرأة غريبة محنكة.. امرأة لاتملك برائة من اي نوع .. ولكن الان .. وهو ينظر لاحمرار وجهها.. لايرى سوى برائة طفلة جزعة على .. ربما والدها !!
نهض يشرف عليها لتتراجع خطوة للوراء ويعترضها هو بذراعه ويقربها خطوتين فتصبح عينيها مزروعة في عينيه وراحة يديها تعانق عضلات صدره المفتول وابتسامة ساحرة تحتل شفتيه وهو يتسائل بنعومة:
-ألهذا الدرجة تظنينني مريضاً شقياً يسعون للتخلص منه؟؟
اتسعت عينيها وهي تغرق في ابتسامة عينيه التي اخذتها لعالم لم تصل له من قبل وهمست:
-لم .. لم أقصــد ..
-ماذا قصدتِ اذاً؟؟
همس باصرار فحاولت الهرب من ابتسامته .. من ذراعيه .. من هالة القوة التي قيدتها بلافكاك الى حصار حضوره الطاغي ولم تقدر .. كله يُكبــلها .. كجنزير غليظ.. استسلمت وهمست تنظر اليه بوله:
-أنا.. أنا فقط خائفــة عليك..
عقد حاجبيه بخفة وارتبكت نظرته وابتسامته وتسائل:
-خائفة؟؟ علي أنا؟؟
اضطربت دقات قلبها بجنون .. حتى لم تعد تقوى على احتمالها وهو يقربها اكثر ويمحو حتى كفيها اللذان فرقا بينهما وتدلتا بطيعــة على جانبيها وهي ترفع رأسها باستسلام وتهمس:
-أنت زوجــي.. بالطبع سأخشى عليك..
"زوجي"!!
يالها من كلمة أثارت فيه مالم يقدر على احتماله .. لما تحتوي حروفها على كل هذه القدرة على الاغواء؟؟!! أخذ نفساً سريعاً أراد به فقط ان يخفف من ارتباكه لتفاجأه تنهيدتها الحارة وهي تذوب بين ذراعيه ليستسلم لفيض مشاعره ودون ارادة منه كان يقترب لينهل من رحيق شفتيها الشهي.. لتستسلم هي الاخرى وترتمي بقوة ضعفها الى قوته الهائلة والتي لم تخذلها يوماً .. تشبثت بكتفيه بيأس ليضمها اليه حتى كادت تختفي بين يديه.. تذكرت اول قبلة لها معه .. وكم تختلف هذه .. تختلف لأنها تريــدها .. تحتاجها .. تاقت اليها منذ ايام طويلة .. احاطت عنقه بذراعيها واقتربت منه أكثر .. ليعمق قبلته أكثر واكثر ..
حتى كاد يشعر بأن روحه ستزهق من فرط قوتها .. شعر بأنها عنيفة .. رغبته بها كانت متطرفة .. وكلما قربها أكثر .. لم يرغب بالبعد عنها قط .. رغبته بها كلما أشبعها .. زادت اشتعالاً ..
ولكنه بشر .. ويحتاج للتنفس .. وكأن ابتعاده عنها كابتعاده عن نفسه .. كانقسامه نصفيـن .. شهق بقوة .. وفك أسرها لتشهق هي متهاوية على صدره .. ويسقط رأسها على عنقه .. بأنفاس حارة متلاحقة .. جعلته يضمها أقوى وكأنها قد تتهاوى تحت قدميــه .. !! وبخفة لم يعرفها عنه رفع وجهها اللاهث اليه ليقع تحت أسر عينيها المغيبتين بالنشوة ويُحنى رأسه دون مقاومة ليغرق في جنون شفتيها .. هذه المرة بعذوبة ورقة .. بتمهل وكأن الكون كله ينتظره .. غيبها العناق كلياً .. وكأنها تطفو على موجة هادئة .. تثور بلحظة وتعود لمسلكها الراسي .. بنعومة .. احاطت ذراعيها بظهره واتكأت عليه تحمله ثقلها فساقيها لو تركت لهما المهمة لتكومت أرضاً بلاخجل ..
ياللهول مايفعله بها هذا الرجل .. بلمسة منه فقط يذيب حتى عظــامها..!!
تنقلت قبلاته على صفحة وجهها بنعومة وجنتيها .. جسر أنفها .. بين عينيها وحتى جفنيها المطبقين .. قبل ان يبتعد ويراقب انفراجهما بأنفاس ثقيلة .. لتطل عليه زمردتيها بشكل يخطف الانفاس ليهمس بثورة مشاعره التي لم تهمد بعد:
-أنت ..أآنتـ...
رفعت حاجبيها .. بأمل .. ليمسك نفسه بلحظة .. ويعقد حاجبيه وهو يتنحنح بقوة ليجلي عن حنجرته ذلك الضعف الذي انتابه ويبعدها عنه بخفة .. هل كان ينوي التغزل بها؟؟؟!!
-قحطاان..
نادته بضعف وقد كسر قلبها ابتعاده الغريب ليهمس بخشونة:
-لنجهز اغراضنا للعودة بعد الظهر ..
شهقت بخفوت ليواصل بحشرجة:
-سأتصل بأخوتي .. لم أعد أطيق هذا المكان ..
تأملت ظهره المبتعد بجمود.. مالذي أصابه .. لما تراجع عنها هكذا وكأنها مرضٌ معدٍ لايطيق الاقتراب منه؟؟ ابتلعت ريقها بصعوبة محملاً بخيبتها العريضة .. وعضت شفتيها بغصة وهي تنفذ ماأمرها به .. بكل سكون..
***
لم تصــدق عينيها ..
فتحتهما على وسعهما وتدلت شفتيها وهي تنظر للمكان حولها !!
-أاعجبـك؟؟!!
سمعت التساؤل لترى حماتها تقترب منها وعلى شفتيها المطليتين بحمرة الشفاة بسخاء.. ابتسامة ناعمة لم ترتح لها وهي تكمل:
-انه من أفضل مراكز التجميل في باريس..واكثرها رقياً .. تعالي معي ..
وقبل ان تعترض كانت تجرها من ذراعها كالنعاج .. الجميع كان ينظر لها بتعجب .. لتلك الفتاة المغطاة من رأسها لأخمص قدميها بالاسود وتجرها تلك المرأة الفرنسية ذات الصيت الشائع والشخصية المعروفة..
كانت تكاد تركض خلفها تقريباً حتى وصلتا الى غرفة خاصة أجلستها على مقعد مرتفع وقالت:
-سيوافينا في الحال..
تلفتت سلمى العـزب حولها بذعر:
-من؟؟
-من سيظهر كل ماتحملينه من جمال وقوة..
قالتها بسخرية لتناظرها سلمى بخشية.. لاتعرف مايجب ان تفعل ولكنها ليست مطمئنة لهذه المرأة ابداً .. ولكن عليها ان تمضي قدماً بما قررت القيام به من اجل الاستحواذ على قلب زوجها واعادته اليها بأسرع وقت..
ولذا صمتت واستمعت بانصات لعمتها وهي تلقي عليها التعليمات انها يجب ان تنفذ كل مايطلبه منها الرجل الغامض والذي لاتعرف من يكون .. وانها يجب ان تكون مطيعة وان تتركه يفعل كل مايريد !! حتى تصبح بمستوى من الجمال مايعيد فراس اليها جاثياً ..
نظرت سلمى لها بتوتر .. لم تعتد ان يوجه لها أحدهم التعليمات بهذه الطريقة ولكنها الان تحتاج لهذه المرأة لتعيد لها زوجها .. ولن تستسلم ..
تنهد بصبر وراقبت الباب الذي فتح ليظهر لها ذاك الشاب؟؟
أين رأته قبلاً .. ؟؟! ضاقت عينيها وهي تحاول تذكر اين لاقته قبلاً؟؟
طوله متوسط .. شعره يصل لرؤوس كتفيه حالما وقعت عيناه عليها حتى ابتسم ملئ شدقيه واقترب منها.. وبكل غريزية تناولت طرف طرحة رأسها لتغطي نصف وجهها وتتسع عينيها لجرأته وهو يمد يده اليها مسلماً:
-عبدالعزيز الشيِّب..
ظلت تنظر الى يده الممدودة باستغراب وكأنها ستعضها وتنقلت عينيها منها الى وجهه بطريقة مضحكة جعلته يقهقه بصوت عالٍ وينظر لإيفــا بعبث هاتفاً بالفرنسية:
-سيكون الأمر ممتعاً للغايـة مدام .. فترويض هذه النمرة سيكون حدثاً هائلاً..
ضحكت ايفا لتنظر لهما سلمى باستغراب قبل ان يعود كل شيء مماحدث بتلك الليلة الكالحة لذاكرتها وتهب هاتفة:
-أنت من تشاجر ذلك اليوم مع عمي سالم؟؟
عقد عزيز حاجبيه وقال بابتسامة خفيفة:
-وتملك ذاكرة مميزة ايضاً..
عقدت حاجبيها وهتفت بحنق:
-مالذي يحدث هنا؟؟ انا لم اعد اريد شيئاً ..اريد المغادرة
امسكتها ايفا من ذراعها بقوة وهتفت بها:
-لاتتسرعي سلمى انتظري..
نظرت لها وهتفت بثورة:
-لن ابقى هنا ابداً ..
اشارت ايفا لعزيز ان يبتعد بسرعة ثم احاطت بالفتاة وهمست:
-لاتتسرعي بنيتي وتذكري لما أنت هنا.. عبدالعزيز يمتلك سلسلة من اشهر محلات التجميل وليس بالضرورة ان يبقى بالامكان الاستعانة باحدى مساعداته..
نظرت لها سلمى بحنق وهتفت:
-انا اعرف من يكون سيدتي .. انه الرجل الذي كانت سيادة زوجة اخي على علاقة معه..
ضاقت عينا ايفا لتقول سلمى بحنكة:
-سيادة قالت لي .. كما أنني سمعت ماقاله لعمي يوم عدنا انا لست غبية ولن أسمح لكما بالتلاعب بي مهما كانت نواياكما..
قبضت ايفا عليها بقوة ألمتها ولكنها لم تظهر ذاك الألم ابداً عقدت حاجبيها وانصتت لإيفا التي صاحت بها:
-لاتكوني حمقاء.. عزيز صديق للعائلة منذ زمن .. كما أن مابينه وبين ابنتي قد انتهى وهو يعرف هذا جيداً .. انت الان من تهمنا .. ألايهمك فراس؟؟
ارتجفت سلمى لذكر زوجها الغائب واحتقن وجهها وايفا تعاود بحنق:
-انت تنسين ان مانفعله هنا هو لأجلك انت .. ماضي عزيز وسيادة لايهمنا الأن أتفهمين؟؟
نظرت سلمى لعزيز وهو يراقبهما ببرود وقلبها يخفق بقوة .. تعرف ان سيادة تحبه.. ومما رأته يوم وصلت لباريس ملأها يقيناً ان الرجل ليس سهلاً ابداً ابداً ..شعرت بالضيق وعادت تنصت لعمتها التي واصلت التشجيع لتخوض هذه التجربة بشتى الوسائل .. وفكرت .. ربما ..
-لاأريده بالقرب مني..
هتفت بعصبية .. لتسرع ايفا:
-سيغادر.. لاتقلقي ولن تكون لك صلة به..
تنفست سلمى باضطراب وهمست:
-فقط ابعديه عني..
اومأت ايفا وأشارت لعزيز الذي ابتسم بغموض قبل أن يومئ بالمقابل ويدير ظهره ويغادر.. وحينها التفتت ايفا لسلمى وسألتها:
-ارتحت الأن؟؟
نظرت لها سلمى بتوجس قبل ان تهز رأسها ب نعم لتضحك ايفا وتشير لها:
-اذاً تعالي معي .. لدينا الكثير لنقوم به..
وبعد تردد قصير لحقت بها.. لاتعرف انها تخطو بقدميها الى شَرَك حُبكت شباكه بمهارة .. لتحويلها من حال .. الى اخرى .. لاتمت لها بصلة ..
***
لم يتوقف لحظة عن اللف والدوران .. لم يصدق متى أشرقت الشمس حتى انطلق الى المشفى عله يشفي غليله ويعرف ماحل بابنته .. طيلة الليل يبحث عنها .. اتصل بكل من يعرفهم ليكتشف اين ذهبت وكيف سافرت دون زوجها ولم يصل لشيء.. حتى زوجته لم تكلف نفسها عناء الرد على مكالماته العديدة ..
كان عقله يلف ويدور بلاتوقف .. دون أن يعي ماعليه ان يفعل وكيف يتصرف حتى؟؟ ..
حالما وصل الى المشفى توجه الى جناح قحطان وبعد طرقات سريعة على الباب دخل ..
كان قحطان يرتدي قميصه حين فاجأته الطرقات السريعة وقبل حتى ان يتقدم خطوة فُتح الباب ودخل ذلك الرجل .. شعت عيناه بغضب وهو ينظر باتجاه سيادة التي كانت ترتب حقيبته الصغيرة وتفاجأت مثله بالرجل يقتحم الغرفة دون استئذان .. وبعد لحظة فقط سمعها تصرخ بابتهاج:
-بابا...
توقف سالم العزب بذهول ينظر لابنته التي سارعت بالارتماء بين ذراعيه وهي تهتف:
-اشتقت اليك ابي.. اشتقت اليك حبيبي..
ضاقت عينا قحطان وهو يعي ان الرجل لم يكن سوى عمه الذي التقى به منذ فترة وجيزة فقط .. لايعرف لما شعر بالنفور منه حال رؤيته من جديد والاكثر حالما رأاها تتمرغ بين ذراعيه .. شعر بحنق غريب واقترب منهما ليجذبها من ذراعها بحدة فاجأتهما معاً وهو يرحب بعمه بضيق ظهر واضحاً على وجهه:
-السلام عليكم عمي.. كيف حالك؟؟
نقل سالم بصره بين الاثنين وقال بتوتر:
-بخير بني .. الاهم هو أنت كيف اصبحت؟؟
-بخير .. سنغادر بعد الظهر باذن الله..
-بهذه السرعة؟؟
اعترض باستنكار لتسارع سيادة:
-أخبرته بابا .. اخبرته ان علينا البقاء للاطمئنان ولكنه لم يرضى..
نظر لها والدها باستغراب .. والاكثر ذراعها التي امتدت بسخاء تحيط بزوجها وذراع الاخير الملقاة على كتفها ليقول:
-ماذاقال الطبيب؟؟
تنهد قحطان قبل ان يرد بحدة:
-انه قراري انا وليس لأحد دخل به .. انا بخير وسأكون بحال افضل ان غادرت هذا المكان..
رفعت رأسها اليه لينظر لها بحدة رسمت الابتسامة على شفتيها بصورة تلقائية وهي تهمس باغاظة:
-عنيــد ..
رفع حاجبيه بتسلط لتزفر حانقة وتنظر لأبيها:
-انه لايسمع لأحد بابا..
عاود سالم نقل بصره بينهما بذهول .. يشعر بأنه ضائع كلياً .. كيف سافرت ولايجدونها وهي الان هنا؟؟ كيف؟؟ اراد سؤالها ولم يجرؤ.. بل همس:
-يجب عليك الاستماع لأوامر الطبيب قحطان .. بني اصابتك لم تكن طفيفة..
-أنا بخير عمي لاتقلق علي سنغادر بعد تناول الغداء مباشرة حتى نصل قبل صلاة العصر..
اراد عمه ان يعلق الا أن الباب فتح مجدداً لتدخل السيدة هدية هذه المرة ترافقها الجوهرة وساد الهرج للحظة وهدية تنظر لسيادة بحدة والتي انكمشت للحظات بعيداً عن زوجها الذي عانق امه بحنان بالغ مقبلاً رأسها وكفيها وهو يجيب عن اسئلتها المتلاحقة مطمئناً اياها بابتسامة احتلت وجهه وجعلتها هي تذوب واقفــة .. لتفوق على حركة عنيفة من والدها لجذبها عنهم ..
اتسعت عينيها وهي تلتقي عينيه القاسية:
-الى أين ذهبتي؟؟ كيف اختفيتي وسافرتي دون أن يعرف عنك احد؟؟
شحب وجهها للحظة وغارت منها الدماء .. لم تفكر ان احداً قد يعرف ولكن والدها على مايبدو لديه فكرة ما عما حدث.. تلعثمت ولم تجد ماتقوله الا انه اضاف:
-أنا لاأفهم شيئاً ممايحدث سيادة؟؟ مالذي يحدث بينك وبين قحطان؟؟ هل تشاجرتما؟؟
ابتسمت بتوتر وهمست:
-لا بابا لاتقلق.. لم نتشاجر بالتأكيد كماترى؟؟
-لما رحلتي اذن؟؟
كرر بعصبية لتبتلع ريقها بتوتر ..وهي تفكر بكذبة جديدة .. تخرجها من تلك الورطة.. قبل ان تسرع بقول:
-ماما.. ماما قالت ان آتي .. ووافق قحطان..
نظر لها بشك فأضافت بسرعة:
-انا حتى لم أكمل رحلتي ابي.. عدت قبل أن التقي بها..
-امك تريد افشال زواجك ..
همس بعنف لتشير له أن يصمت وهي ترجوه:
-لاتقل هذا بابا .. ارجوك.. لن أسمح لأحد ان يفعل؟؟
عقد حاجبيه لايصدق ان من تقف أمامه هي ابنته وهتف بشك:
-مالذي حدث وتغير؟؟
غامت عيناها وهي تسرق نظرة لذاك الغائب كلياً عنها بعائلته وهمست:
-كل شيء أبي.. كل شيء تغير..
-سيــادة ..
همس بتحذير لتنتفض وهي تنظر اليه .. الشك والخوف والتوتر يملأ عينيه .. ولكن خلفها كان يكمن قلقه عليها .. كانت غاضبة منه .. وبشدة فكل ماحدث لها كان بسببه هو ولكن .. لم يكن للغضب مكان في اعماقها كانت تقف حائرة فوق حافة تصعد بها الى قمة الفرح وتفصلها عن هاوية الضياع..
كانت تتأرجح بلاتوقف وتبحث عن ارض صلبة تسندها ..
-ساعــدني بابا..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-12-13, 01:43 PM   المشاركة رقم: 2620
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 
دعوه لزيارة موضوعي

همست تترجاه .. لتتألق عيناه بتاثر وهو يهمس:
-أنت تحبيـــنه..
انسابت دمعة بطيئة على وجنتها سارعت لتمسحها بظهر كفها وهي تشهق بألم ليغمرها بين ذراعيه هامساً:
-لاتقلقي بنيتي.. لاتقلقي..
-انا خائفة بابا..
شكت بصوت مخنوق وهي تخفي وجهها في تجويف كتفه باحثة عن الامان الذي طالما ارتجته من والدها ولم تجده:
-لاتخافي سيــادة.. انت في كنف ابن عمك الان .. مالسوء الذي ممكن أن يحدث؟؟
قال ببساطة يقاوم فرحة غامرة تجتاحه وهو يرى ان مخططه يسير بأفضل مماتخيل .. ولكنها لم تهدأ .. وخوفها لم يكن .. بل اضطرم بقوة ..وخفقات قلبها زلزلت انفاسها وباتت ترتجف مغادرة صدرها بشهقات خافتة وهي تتخيل ان يعرف والدها مافعلت.. ماقالته ومايعرفه عنها ابن عمها ورحمها به ربها فأنساه !!
ااه فقط لو يدرك ماتعانيه صغيرته المدللة .. وماذا يفعل الحب بها ..
أبعدها عنه لينظر في عينيها التائقتين للدموع والمغروقتين بها وهو يضيف:
-ستكونين بخير .. طالما يسكن قلبك وعقلك..
اومأت بصمت فليس الان وقت الشكاوى ولا اخذ النصائح ..
ابتسم لها بابتهاج وربت على وجنتها بحنو حين جاء صوت زوجها من خلفه يقول بتوتر:
-هل انتهيتما من تبادل الاسرار؟؟
رفعت اليه عينين تائهتين التقطتهما عيناه بتسلط واحتجزتهما بقوة جعلت كل قواها تخور .. لتستسلم لذراعه التي احاطتها باحكام وهو يهتف بعمه :
-هل ستعود معنا الى البلدة عماه؟؟
نقل عمه نظره بينه وابنته بسعادة لم تخفى عليه ونفى :
-لابني .. لقد اطمأن قلبي عليك وابنتي ولم يعد لوجودي اي معنى..
-بابا..
اعترضت بتخاذل لتتسع ابتسامة ابيها وهو يهتف:
-سأعود الى عائلتي بنيتي.. لاتنسي ان امك وسلمى هناك..
عقدت حاجبيها وتسائلت بخشونة:
-وفراس؟؟!!
تجهم وجه والدها .. وللحظات رفت عيناه لايريد لذلك الصقر التقاط ارتباكه لذا قال بطريقة حاول قدر الامكان صبغها بالاعتيادية:
-سافر لأميركا في عمل .. سيعود قريباً..
زوت بين حاجبيها اكثر في حين شعر قحطان للحظة بالضياع.. اخته اين؟؟ اراد السؤال ولكن.. قد يفضح امر فقدانه للذاكرة بحماقة .. نظر لها .. لتستجيب لعينيه مباشرة .. وبحركة واحدة من جفونها ادرك انها ستشرح له كل شيء.. ولكن ليس الان ..
ابتسمت له فشعر بذاته كلها تستجيب .. جف ريقه وتيبست حنجرته وحاول ان يجليها بسعال متحشرج وهو يستدير نحو عائلته قائلاً لهم عن قرار العودة المبكرة ليجد مشاعر متناقضة بين الفرح والقلق... دون أن يؤثر ذلك على قراره ..
وفعلاً .. بعد انتهاءهم من الغداء كانت السيارات تقلهم عائدة الى البلدة بعد اتصال طويل بين قحطان وعمرو الشهري حيث طمأنه الاخير على سير الامور وانه سيأتي اليه بنفسه ليطلعه على سير التحقيقات خلال الايام القادمة ..
لم يستغرق الطريق وقتاً طويلاً على العكس كانت السيارات تنهب الاسفلت نهباً.. وفي السيارة التي تقلهم كان قحطان يجاور الشيخ والى جواره شقيقه علي الذي أصر ليرافقهم خشية على أخيه .. وفي الخلف والدته وسيادة ترافقهم الجوهرة .. لم تحاول سيادة الدخول في معمعة الحديث مع هدية التي كانت تتجنبها بحذر غريب وكأنها لاتريد خلق مشاكل في غمرة فرحتها بعودة ابنها سالماً ..!!
كان من المفروض ان يكون وصولهم هادئاً .. فقد شدد قحطان على هذا .. ولكن هيهات .. فحالما أصبحوا على مشارف البلدة بدأت الأعيرة النارية .. بشكل كثيف ارسل ذعراً مروعاً اليها فاتسعت عينيها وتيبست على رأسه .. وكأنما وقعت عيناها على مجسات استشعار لديه .. وجد نفسه ينظر للخلف ليلتقي عينيها المذعورتين فعقد حاجبيه واقترب هامساً:
-ماذا؟؟ ألم تسمعي الاعيرة النارية من قبل؟؟
تشبثت بذراعه الممتدة على ظهر الكرسي وهمست:
-ليس بهذه الكثافة ياقحطان..
اختلجت نظرته للمستها الخفيفة .. ووجد نفسه يطيل النظر لشفتيها المرتجفتين رعباً .. ورغماً عنه كانت حرارة لاتطاق تتصاعد من ملمس أصابعها أجبرته ليعتدل مبعداً اياها قائلاً بتوتر:
-لاتخافي انه مجرد ترحيب بعودتنا ..
تراجعت بخيبة تضم اليها ذراعيها مرسلة عينيها للخارج عبر النافذة المظللة .. لو كان الى جوارها الان لارتمت بين ذراعيه .. سعت الى دفئه وأمانه ..
مطت شفتيها بحنق وعقد ذراعيها حولها قبل ان تزم فمها بأسى وتحاول السيطرة على انفعالها بفعل الاعيرة المستمرة بطريقة مخيفة وكأنها تدخل ساحة حرب ...
لاتعرف كيف انتهى ذاك اليوم .. وهي تجلس برفقة كل نساء البلدة اللاتي قدمن للتهنئة بسلامة الشيخ .. كانت تستشيط غضباً .. كلها ينتفض .. انها متعبة بعد ليالٍ طويلة من الارق والارهاق .. والادهى كان قحطان..
كان منذ وصوله في مجلس الرجال .. لم يرتح للحظة واحدة .. وكأنه لايوجد في قانونهم ان الرجل مصاب ووجبت له الراحة ..
كانت تريد النهوض من مكانها الى جوار الجوهرة والانقضاض على مجلس الرجال ونزعه من بينهم .. وتعود لتتخيل ماقد تكون ردة فعله .. فتجلس رغماً عنها زامة شفتيها بحنق تنظر الى النسوة بحقد ..
لم تصدق ان بعد كل هذا قُدم العشاء.. والذي كان سلسلة لاتنتهي من الذبائح والطعام الدسم .. نظرت لجوهرة بحنق وهمست:
-الن يعدن الى بيوتهن؟؟
نظرت لها الجوهرة مصعوقة وهمست:
-اصمتي يامجنونة .. لو سمعتك أمي او جدتي سيقتلنك..
مطت شفتيها بحنق مشيحة برأسها وهي تفكر انها من تود قتل حماتها التي تبدوا كأسعد نساء الارض..
ومن مكانها رأتها تهتم بشكل زائد عن الحد بتلك الفتاة التي كانت تنوي خطبتها لقحطان !!
عقدت حاجبيها بشدة وهي تراقب تصرفات هدية الغريبة وهي تعامل الفتاة بطريقة مثيرة للشك.. مالذي تنتويه ياعمتي.. فكرت بحقد .. قبل أن ترفض بلباقة دعوة الجوهرة لمشاركتها العشاء وهمست:
-لا اريد شكراً ..
-سيادة أنت لم تأكلي منذ الصباح .. حتى الغداء رفضت تناوله..
اعترضت الجوهرة لتتنهد سيادة وتهتف بسأم:
-انا لااشعر بالجوع .. سأكل شيئاً خفيفاً قبل أن أنام لاتقلقي علي..
-كما تشائين..
صرحت المرأة بلاهتمام وهي تنشغل باطعام ابنتها الصغيرة .. راقبتها سيادة بابتسامة .. كانت الصغيرة جميلة جداً .. تتمتع بشعر والدتها الغجري الطويل.. بالاضافة لعينيها الواسعتين .. كانت تحبها .. وتدرك ان قحطان يحبها كذلك..
قحطاان ..!!
عاد قلقها لتنهض بسرعة وتتجه لحماتها الضاحكة ببشاشة للفتاة التي نسيت اسمها ووقفت الى جوارها هاتفة:
-عمتي..
التفتت الانظار اليها ووجدت الفتاة الصغيرة تناظرها بحدة جعلتها ترفع رأسها بتعجرف وتشيح عنها هامسة لهدية:
-قحطان عليه ان يرتااح .. انه مجهد منذ الصباح الاتعتقدين عمتي..
واصبغت رجاءاً على نبرتها دغدغ قلب العمة بقلق على ولدها وهمست تشق طريقها تلحقها كنتها:
-معك حق لقد تأخر الوقت.. لقد نبهت علي الا يتركه على هواه وان يصر عليه ليعود الى غرفته..
-انه لايسمع لأيٍ منا ابداً ..
اعترضت سيادة بحنق لتضحك هدية:
-انه شيخ العزب .. مالذي تظنين؟؟
تجاهلت سيادة حنقها وتبعتها الى الممر الموصل بين المنزل الرئيسي ومجلس الرجال الخارجي .. وراتها تتصل بعلي وتسأله عن قحطان .. وبعد لحظات صمت اغلقت الهاتف قائلة:
-سيغادران في الحال فقحطان نفسه قد تعب..
-هل هو بخير؟؟
تسائلت بجزع لترمقها هدية بحاجبين مرفوعين وحدة هاتفة:
-بالطبع هو بخير.. سيأتيان في الحال .. غطي شعرك..
سارعت بتغطية شعرها واسدال جزء من غطاءها على وجهها وهي تقف لاستقبال زوجها الذي ظهر بعد لحظات برفقة علي ..
-ستغادر الليلة؟؟
-بعد صلاة الفجر ان شاءالله .. لدي محاضرة مهمة علي اللحاق بها..
-بالتوفيق اخي.. سأراك عند الصلاة..
قالها بابتسامة يخفي بها علامات الارهاق والالم الذي عصف به منذ ساعات .. والذي تحمله بجلادة وهو يقف الى جوار جده في المجلس الى جوار عائلته واهل بلدته .. وكان اتصال امه السبيل الوحيد لنجاته من السقوط ارضاً.. وكانت هناك بانتظاره .. وهي الى جانبها ..
خفق قلبه رغماً عنه بشكل أقوى وهو يرى هيئتها المستورة والتي اقتربت منه حالما رأته قائلة بلهفة:
-هل انت بخير؟؟
رفع حاجبيه وهمس:
-نعم انا بخير لما القلق؟؟
نظرت له من تحت غطائها ولم تفتها النظرة المرهقة لعينيه ولااحمرارها .. امسكت بذراعه بين يديها وقالت بحدة:
-انت مريض وتحتاج للراحة ولم يكن عليك ان تتعب نفسك بهذه الطريقة..
اراد ان يسحب ذراعه.. يعنفها ويخبرها ان اكرام اهل بلدته اهم عنده من اي شيء اخر .. ولكن .. نبرتها المخنوقة قلقاً عليه ألجمته .. وجعلته يبتسم بصمت ويقترب من امه ليقبل كفها متمنياً لها ليلة سعيدة يطمئنها بها على نفسه ..
كانت سعادتها لاتوصف وهي تتآبط ذراعه وتسير واياه بصمت الى جناحهما .. كانت قد نظفته بمساعدة الجوهرة والتي لم تبخل عليها وقامت بتعطيره وتبخيره بطريقة مذهلة.. .. وكانت ردة فعله تشرح القلب.. اتسعت ابتسامته وهو يدخل ليجد الجناح المكيف ذو الرائحة الطيبة والاضائة الخفيفة .. شعر بارتياح غامر حال دخوله .. لطالمـا قال له جده ان الرجل السعيد حقاً في حياته هو من يجد راحة عقله وقلبه حال اغلاق باب بيته عليه .. وهو الان .. يشعر بشيء من تلك الراحة !!
رفع بصره الى تلك المرأة .. سبب راحته حالياً.. رآها تنزع عنها غطاء رأسها وتلحقها بالعبائة .. وتسمرت عيناه عليها .. كانت ترتدي ثوباً ناعماً الى ركبتيها وشعرها الاحمر الناعم مكوم اعلى رأسها .. رأها تقترب منه.. ساعدته على نزع سترته الخفيفة .. وابتعدت لتعلقها في مكانها ..
راقبها بحذر .. متأنياً يحاول الاحتفاظ بكل حركاتها في رأسه كيف تلتوي عنقها الطويلة اعلى كتفيها المرمريين وكيف يتهادى خصرها على ساقين طويلتين من العاج .. اشاح برأسه مرغماً .. لايكاد يطيق ماتفعله مراقبتها به ودقات قلبه.. دمدم بشيء عن استخدام الحمام .. فراقبته يشق طريقه برأس شامخ لايكاد ينظر اليها .. شعرت بالخيبة واقتربت من المرآة تراقب ثوبها الناعم وانسداله الملفت حول قوامها الرشيق المغري.. ألم اعجبه؟؟!! فكرت بألم .. لم ينظر لي حتى ..
لاتيأسي سيادة ..
فاجأها صوت من اعماقها .. لتأخذ نفساً عميقاً وتحزم امرها لن تجعله يحطم أملها بأن تسيطر على مشاعره وتجعله يتمرغ في غرامها ..
سارعت لتغيير ملابسها مستغلة غيابه .. وبعد لحظات قليلة كان يعود الى الغرفة وقد اتردى ملابس نومه ليتسمر وهو ينظر لها ..
كانت تجلس شبه مستلقية على كرسي حب منجد تنتظره وقد اسدلت شعرها حولها كهالة شمسية غشت بصره للحظات قبل أن يستوعبها بصعوبة ..ابتسمت بسخاء لتظهر اسنان لؤلؤية لعبت بأعصابه رفعت ذراعها تدعوه اليها باغواء .. ولم يستطع السيطرة على ساقيه اللتي قادته اليها بضعف التقطت اصابعه كفها الممتد اليه بقوة قبل ان تجذبه هي ليجلس في الحيز الضيق جوارها وبخفة عقدت ذراعيها حول عنقه وهمست:
-هل تشعر بأنك بخير؟؟
غرقت عيناه بسحر عينيها بسهولة بذلك الزمرد اللامع تحت أشعة شمسها الذهبية وفتنة رائحته العطرية المنعشة تذكر الرائحة على الفور .. رائحة الليمون الحاذقة .. التي تسربت الى اعماقه وجرته الى اغوائها الصامت بنعومة ..
شعرت بذراعيه تحيطان وسطها وتقربانها اليه بخفة قبل ان يميل رأسه ليدفن شفتيه الى التجويف خلف اذنها متنشقاً عبق رائحتها المجنونة .. اغمضت عينيها مستسلمة لمشاعرها التي رقصت بداخلها بجنون وهي تتخلل خصلات شعره الكثيف بأصابعها .. همست باسمه بنعومة .. شاعره بمداعبة طرف أنفه الحاد كالسيف الى جوار نبضها الخافق بقوة ..
-رائحتك زكيـة ..
همس بخشونة لتبتسم وتحيط وجهه بكفيها وتبعده لتقع عينيها في عينيه هامسة:
-رائحتي فقط؟؟
غشيه صوتها الناعم بالنبرة الفرنسية المغوية وعينيها تلمعان باغراء لم يفته .. واستجابت له كل خلاياه بعنف جعله يتأوه من اعماقه .. ارادها وبقوة .. ارادها بين ذراعيه كما ولابد كانت له من قبل.. ولكن شيء ما.. شيء ما جعله يرفع ذراعيه عن خصرها ويحيط بعنقها .. يبعدها عنه ويحدق مطولاً بتلك الزمردتين .. رأى اضطرابها وخيبتها فلم يجازف بخسارة التماسك الذي اجتاحه للحظات .. تنحنح وقال بصوت اراده قوياً .. صلباً .. فخرج مهزوزاً بطريقة مؤسفة:
-انا أشعر بالصداع سيــادة .. لنخلد للنوم ..
أزاح خوفها عليه كل مشاعر اخرى قد تفكر بها وصاحت بجزع:
-هل أنت بخير؟؟ هل اكلم علي؟؟
عقد حاجبيه بعنف لسهولة ذكرها اخيه امامه .. سهم احمق مشتعل بنار حامية اراد تمزيق شفتيها بعنف لذكرها اسم رجل اخر بتلك الطريقة ... وكأنها اعتادت مناداته من نعومة اظافرها.. ورأت هي التغيير .. اصابتها نظرته المتوحشة بالذعر لتهتف:
-قحطان ماذا دهاك؟؟
أشاح عنها ونهض من جوارها بسرعة هاتفاً بصوت مكتوم:
-لاشيء.. ولااريد ازعاج احد بشيئ تافه.. انه مجرد صداع .. وحالما ارتاح سيخف..
نهضت خلفه .. تراقبه ينزع قميص البيجاما ويتمدد على الفراش ويغلق الاضواء دون كلمة اضافية .. لم تفهم مالخطأ الذي ارتكبته ليغضب ويتغير مزاجه هكذا !!! ربما فعلاً هو متعب وهي لم تراعي هذا!!
تنهدت ونزعت معطفها الحريري لتبقى بثوب نوم ناعم يصل لكاحليها .. اقتربت لتستلقي الى جواره بتردد قبل ان تحسم ترددها وتقترب لتسند رأسها على ظهره وتحيط وسطه بذراعيها .. وصلت اليها نبضات قلبه الهادرة وحرارته تجتاحها بسهولة لتهمس:
-اشعر بالبرد ..
تنهد بصمت .. اغمض عينيه بقوة يحاول السيطرة على انفعاله .. لايريد السقوط في فخ لاتتحكم فيه به سوى غرائزه .. ليس قحطان العزب من يركض خلف رغباته كالبلهاء ويستسلم لها بتلك الطريقة .. ولكن نعومة الجسد الذي التصق به كطفل لم تترك له الخيار ..
وجد نفسه يستدير اليها .. ودون كلمة منه او منها كان يحيطها بذراعه لتستوطن دفئ صدره .. في حين يفترش شعرها فوقه وهو يهمس بثقل:
-اخلدي للنوم..
ابتسمت بفرح .. واحاطته بذراعيها بقوة .. وهي تجاهد لاغلاق عينيها والخلود للنوم كما قال.. كانت مجهدة وجاء سقوطها في غيبوبة النوم المريحة سلساً دون منغصات ...
أما هو .. فلم يقدر على اغماض جفن ..
وجودها بين ذراعيه بتلك الطريقة .. دفئها .. نعومتها .. ثوبها الحريري الذي لم يشعر بمثله قط .. رائحتها التي اثارت فيه كل عصب .. كل شيء نزع النوم من عينيه وجعله يحملق بالسقف .. دون أن يقدر على التحرك .. كم من قوة استلزمته ليحجم رغباته ويمنع نفسه من اخذها بين ذراعيه.. واطفاء تلك النار التي استعرت به .. منذ متى هو هكذا؟؟
أيعقل ان يكون هذا هو سبب زواجه منها؟؟ هذه الرغبة المهولة التي تمزقه ..؟؟
اغمض عينيه بقوة وهو يعاود التفكير.. ليس من الخطأ مايفكر به؟؟ انها زوجته وليست امرأة من الشارع..
تململت في رقادها .. وتكورت الى جواره اكثر .. لتقترب منه اكثر واكثر .. فهمس لنفسه بالصبر .. عله يعينه على قضاء الليــل.. !!
...
....
بعد ساعات كان يعود برفقة جده الى المنزل بعد صلاة الفجر.. متعب ومرهق من ليلة ارقه.. لم يغمض له فيها جفن .. حالما سمع اذان الفجر انتفض الى الصلاة موقظاً اياها .. تذكر بابتسامة كم كانت خيبتها حين عرفت انها ستصلي وحدها .. ولايعرف لما ملئه ذلك بالسعادة ..
حالما اجلس جده في مجلسه سأله الشيخ:
-هل ستفطر معي بني؟؟
ابتسم قحطان ولم يرد جده قط:
-بالطبع ياشيخ .. سأدع امي تحضر لنا الفطور..
ابتسم الشيخ بفرح ودعا له بقلب راضٍ..
واثناء الافطار الذي تكون من الخبز التقليدي المطبوخ بالتنور والقهوة الساخنة برفقة العسل البلدي والتمر سأله جده:
-ماذا فعلت في عدن قبل اصابتك بني؟؟ هل انجزت ماذهبت بشأنه؟؟
عقد قحطان حاجبيه وهو يحاول التأكد ممايقول جده وقصده .. قبل ان يقرر مجاراته بحذر:
-لاتقلق جدي كل شيء على مايرام..
-له الحمد ياولدي.. وهل قالت الطبيبة شيء عن موعد الولادة؟؟
زوى قحطان بين حاجبيه ونظر لجده باستغراب .. ليعاود سؤاله:
-مابك ياشيخ...؟؟ ألم تسأل عن موعد وصول حفيدي الاول؟؟ ام أن الامر لايهمك؟؟
معقول؟؟؟!!
نظر لجده بذهول .. معقول مايقوله جده؟؟؟
-قحطااان بني مااصابك؟؟
تسائل الجد بقلق.. ليخرج قحطان من ذهوله ويتلعثم:
-لا .. لاشيء جدي.. كلمافي الامر اننا لم ... لم نسأل..
ضحك الشيخ وقال:
-انتم الشباب .. لابد انكما سألتما عن كل شيء الا الاشياء المهمة..
خفض قحطان عينيه وهو يفكر بذهول.. حامل ؟؟ زوجته حامل؟؟ معقول؟؟
لما لم تخبره؟؟ كيف لم تقل له؟؟
ولكن؟؟
فكر بحنق.. لابد انها تعتقده يدري..
ولكنها تدرك فقدانه لذاكرته..
ربما لم يخطر لها .. او ..
نفض رأسه بقوة .. وسارع بانهاء الفطور وودع جده وهو مصمم على معرفة الامر بحذافيره..
كانت بداخله لهفة غريبة .. كلها شوق وتأمل .. قلبه يخفق بقوة ..
ذهب مباشرة الى الجناح .. وهناك كانت تنتظره ..
حالما راته يدخل انتفضت واقفة اليه وقبل أن يقول شيئاُ كانت ترتمي بين ذرعيه هاتفة بشوق:
-لما تاخرت قحطان... ؟؟ قلقت عليك؟؟
اضطرت مشاعره وهو يغرق في احساس قدها الغض الذائب بين ذراعيه .. خفض بصره نحوها وقبل ان يفتح فمه .. كانت تقبله بيأس.. بشوق ..
تفاجأ للحظة .. ولكنه سرعان مااستلم المبادرة الجريئة .. ليتحكم بكل مافيها ..ويغرقها في ناره المشتعلة بلارحمة .. شوق الامس كله .. صبه الان .. تهاوت بين ذراعيه وهي تحاول التشبث به .. ليعفيها من مجهودها ويحملها بين ذراعيه بخفة يقودها للفراش .. وحالما وضعها على الوسادات الناعمة .. ابتعد عنها .. بنفس مخطوف .. ومشاعر ثائرة .. نظرت اليه ..
كان صدره يكاد يحطم ضلوعها بأنفاس قوية هائجة وهو يسألها بشحوب:
-أنت حامل؟؟
اتسعت عينيها لوهلة .. وغرقت في عينيه .. تتأمل نظرته الغريبة التي زلزلتها .. ظل ينظر لها بعينين متقدتين .. لهفة أنفاسه وصلتها دون جدال ..ارتجفت مقلتيها وهي تتخيل أن تخذل ذلك التوق الشاحب في عينيه .. تتخيل ان تحطم أملاً امتلأت به أنفاسه واشتعلت .. ترددت الكلمة في حلقها وباتت غصة صعب عليها التخلص منها ..خفضت عينيها لتشعر بأصابعه تحيط عنقها وترفع رأسها اليه لتجبر عينيها على الالتقاء بعينيه وهو يهمس:
-أجيبيني سيــادة.. أأنت حقاً حامل..
كيف لا ..
همست ذاتها واتبعتها شفتيها بارتجافة .. ليستقبل اجابتها بابتسامة .. رائعة خطفت أنفاسها بقوة قبل أن يعيدها اليها بنعومة .. وهو يميل ليطبع عليها قبلته المخدرة الرقيقة ..
تأوهت من اعماقها وهي تذوب .. تذووب دون أمل .. ارتخت ككائن هلامي لاتعرفه بين يديه .. شعرت بيده تضغط بخفة على بطنها الضامرة قبل أن ينزل بشفتيه عبر عنقها .. ببطئ مثير .. أفقدها صوابها .. لتعض شفتيها بقوة كي تكتم صرخة اعتراض مدوية على مايفعله بها ..
كيف يقودها الى الجنون .. ورأسه يستريح قرب بطنها .. وينظر لها بعبث حاجبيه مرفوعان باستغراب وهو يهمس:
-أتعنين أن عمرو قحطان العزب يرقد هنا؟؟
واصابعه تضغط عليها بخفة ليحتقن وجهها وتدمع عينيها رغماً عنها..وهي تفكر الأن .. الأن ستخبره ان الامر كان مجرد خطأ .. وأن الطبيبة في عدن قد ابلغتهما بعدم وجود حمل قط .. ابتلعت ريقها بصعوبة .. الان يجب ان تدمر هذه الفرحة العامرة في عينيه.. الان عليها ان تمزق ابتسامته .. وتبعثر دفئه وتعود لتلتفح ببروده وقسوته .. !!
لا لا .. تصارعت المشاعر بداخلها وبات كل واحد منهما بضراوة لبوة جائعة .. حانقة تخشى على احد أطفالها .. لاتستطيع أن تحطم الرجاء في عينيه .. النبض الضارب خلف ضلوعها يتلهف الى هذا الحنان والدفئ.. لاتقدر ان تحرم نفسها من قوة عاطفته من لهفته .. لقد أدمنت .. ولاسبيل لأن تعالج ابداً ..
ارتجفت ابتسامة على شفتيها والتمعت عينيها بعاطفـة لم تقدر على السيطرة عليها ابداً .. همست:
-هل أنت موقن انه صبي؟؟ وأسميته ايضاً ؟؟
تيبس للحظة .. وغرق في ابتسامتها الشاحبة قبل أن يأتيه تأكيدها المبطن .. ورغماً عنه شعر باحساس يفوق أي وصف يداهمه ويغرقه كموجة عنيفة لاقرار لها .. ليضحك بقوة واضطراب .. ثم يقبلها على بطنها بعمق وقوة أرسلت ارتجافة قوية عبر جسدها كله .. قبل أن يستند على ذراعيه ويشرف عليها هامساً امام وجهها:
-الطفل الاول لشيخ العزب صبي .. انه قانون الوراثة ولاجدال فيه ..
حبست انفاسها برهبة لقربه المثير .. رائحته المسكية تغرقها في نشوة مثيرة قبل أن يختم كلماته وهو ينحني ليضمها اليه في عناق جامح .. جعلها تتخبط في مشاعر قوية بين احساسين متناقضين كلياً .. فكلها يهتف انها قد أحكمت السيطرة .. وبكل قوة على هذا الأسد القوي .. واحساس مزعج .. ينبض فيها بكل شراسة انها وبالمقابل .. قد فقدت سيطرتها على نفسها .. فقدت السيطرة كلياً ..!!
***
نهاية الفصل

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصريات عبق الرومانسية, روايات عبق رومانسية, شيوخ لا تعترف بالغزل, عبير قائد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185816.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 28-08-17 10:22 PM
Untitled document This thread Refback 29-09-16 09:12 AM
Untitled document This thread Refback 03-11-14 03:16 PM
Untitled document This thread Refback 04-09-14 02:34 PM
(ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ) ط±ظˆط§ظٹط© "ط´ظٹظˆط® ظ„ط§طھط¹طھط±ظپ ط¨ط§ظ„ط؛ط²ظ„" .. ط¬ط¯ظٹط¯ظٹ … | Bloggy This thread Refback 14-07-14 06:53 AM


الساعة الآن 11:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية