كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال
-ولكن اصابتك؟؟ رأسك.. ذاكرتك؟؟!!
رفع حاجبه بتفكه وقال:
-اذا كان الطبيب نفسه من أذن لي بالخروج, أنت من ستعترضين؟؟
احمر وجهها للمرة المأئة ولكنها لم تتراجع بل تمسكت برأيها وعقدت ذراعيها بعناد:
-ولم لا ربما يريدون التخلص منك فقط؟؟
انفجر ضاحكاً بوجهها لتتسع عينيها مبهورة بكل تلك التغيرات التي انسابت بنعومة على خطوط وجهه المشدودة وغيرتها مائة وثمانون درجة .. كان حقاً يضحك..!!
ابتسمت بتلقائية رداً على ضحكته العميقة .. والتي ارسلت ملايين الشرارت العذبة عبر عروقها بطريقة لم تشعرها قط من قبل..!! ازداد احمرار وجهها وهمست مخنوقة بمشاعر تفوق قوة احتمالها:
-لاتضحك..
حاول السيطرة على ضحكاته ولكنه لم يقدر .. من يرها .. للوهلة الاولى يظنها امرأة غريبة محنكة.. امرأة لاتملك برائة من اي نوع .. ولكن الان .. وهو ينظر لاحمرار وجهها.. لايرى سوى برائة طفلة جزعة على .. ربما والدها !!
نهض يشرف عليها لتتراجع خطوة للوراء ويعترضها هو بذراعه ويقربها خطوتين فتصبح عينيها مزروعة في عينيه وراحة يديها تعانق عضلات صدره المفتول وابتسامة ساحرة تحتل شفتيه وهو يتسائل بنعومة:
-ألهذا الدرجة تظنينني مريضاً شقياً يسعون للتخلص منه؟؟
اتسعت عينيها وهي تغرق في ابتسامة عينيه التي اخذتها لعالم لم تصل له من قبل وهمست:
-لم .. لم أقصــد ..
-ماذا قصدتِ اذاً؟؟
همس باصرار فحاولت الهرب من ابتسامته .. من ذراعيه .. من هالة القوة التي قيدتها بلافكاك الى حصار حضوره الطاغي ولم تقدر .. كله يُكبــلها .. كجنزير غليظ.. استسلمت وهمست تنظر اليه بوله:
-أنا.. أنا فقط خائفــة عليك..
عقد حاجبيه بخفة وارتبكت نظرته وابتسامته وتسائل:
-خائفة؟؟ علي أنا؟؟
اضطربت دقات قلبها بجنون .. حتى لم تعد تقوى على احتمالها وهو يقربها اكثر ويمحو حتى كفيها اللذان فرقا بينهما وتدلتا بطيعــة على جانبيها وهي ترفع رأسها باستسلام وتهمس:
-أنت زوجــي.. بالطبع سأخشى عليك..
"زوجي"!!
يالها من كلمة أثارت فيه مالم يقدر على احتماله .. لما تحتوي حروفها على كل هذه القدرة على الاغواء؟؟!! أخذ نفساً سريعاً أراد به فقط ان يخفف من ارتباكه لتفاجأه تنهيدتها الحارة وهي تذوب بين ذراعيه ليستسلم لفيض مشاعره ودون ارادة منه كان يقترب لينهل من رحيق شفتيها الشهي.. لتستسلم هي الاخرى وترتمي بقوة ضعفها الى قوته الهائلة والتي لم تخذلها يوماً .. تشبثت بكتفيه بيأس ليضمها اليه حتى كادت تختفي بين يديه.. تذكرت اول قبلة لها معه .. وكم تختلف هذه .. تختلف لأنها تريــدها .. تحتاجها .. تاقت اليها منذ ايام طويلة .. احاطت عنقه بذراعيها واقتربت منه أكثر .. ليعمق قبلته أكثر واكثر ..
حتى كاد يشعر بأن روحه ستزهق من فرط قوتها .. شعر بأنها عنيفة .. رغبته بها كانت متطرفة .. وكلما قربها أكثر .. لم يرغب بالبعد عنها قط .. رغبته بها كلما أشبعها .. زادت اشتعالاً ..
ولكنه بشر .. ويحتاج للتنفس .. وكأن ابتعاده عنها كابتعاده عن نفسه .. كانقسامه نصفيـن .. شهق بقوة .. وفك أسرها لتشهق هي متهاوية على صدره .. ويسقط رأسها على عنقه .. بأنفاس حارة متلاحقة .. جعلته يضمها أقوى وكأنها قد تتهاوى تحت قدميــه .. !! وبخفة لم يعرفها عنه رفع وجهها اللاهث اليه ليقع تحت أسر عينيها المغيبتين بالنشوة ويُحنى رأسه دون مقاومة ليغرق في جنون شفتيها .. هذه المرة بعذوبة ورقة .. بتمهل وكأن الكون كله ينتظره .. غيبها العناق كلياً .. وكأنها تطفو على موجة هادئة .. تثور بلحظة وتعود لمسلكها الراسي .. بنعومة .. احاطت ذراعيها بظهره واتكأت عليه تحمله ثقلها فساقيها لو تركت لهما المهمة لتكومت أرضاً بلاخجل ..
ياللهول مايفعله بها هذا الرجل .. بلمسة منه فقط يذيب حتى عظــامها..!!
تنقلت قبلاته على صفحة وجهها بنعومة وجنتيها .. جسر أنفها .. بين عينيها وحتى جفنيها المطبقين .. قبل ان يبتعد ويراقب انفراجهما بأنفاس ثقيلة .. لتطل عليه زمردتيها بشكل يخطف الانفاس ليهمس بثورة مشاعره التي لم تهمد بعد:
-أنت ..أآنتـ...
رفعت حاجبيها .. بأمل .. ليمسك نفسه بلحظة .. ويعقد حاجبيه وهو يتنحنح بقوة ليجلي عن حنجرته ذلك الضعف الذي انتابه ويبعدها عنه بخفة .. هل كان ينوي التغزل بها؟؟؟!!
-قحطاان..
نادته بضعف وقد كسر قلبها ابتعاده الغريب ليهمس بخشونة:
-لنجهز اغراضنا للعودة بعد الظهر ..
شهقت بخفوت ليواصل بحشرجة:
-سأتصل بأخوتي .. لم أعد أطيق هذا المكان ..
تأملت ظهره المبتعد بجمود.. مالذي أصابه .. لما تراجع عنها هكذا وكأنها مرضٌ معدٍ لايطيق الاقتراب منه؟؟ ابتلعت ريقها بصعوبة محملاً بخيبتها العريضة .. وعضت شفتيها بغصة وهي تنفذ ماأمرها به .. بكل سكون..
***
لم تصــدق عينيها ..
فتحتهما على وسعهما وتدلت شفتيها وهي تنظر للمكان حولها !!
-أاعجبـك؟؟!!
سمعت التساؤل لترى حماتها تقترب منها وعلى شفتيها المطليتين بحمرة الشفاة بسخاء.. ابتسامة ناعمة لم ترتح لها وهي تكمل:
-انه من أفضل مراكز التجميل في باريس..واكثرها رقياً .. تعالي معي ..
وقبل ان تعترض كانت تجرها من ذراعها كالنعاج .. الجميع كان ينظر لها بتعجب .. لتلك الفتاة المغطاة من رأسها لأخمص قدميها بالاسود وتجرها تلك المرأة الفرنسية ذات الصيت الشائع والشخصية المعروفة..
كانت تكاد تركض خلفها تقريباً حتى وصلتا الى غرفة خاصة أجلستها على مقعد مرتفع وقالت:
-سيوافينا في الحال..
تلفتت سلمى العـزب حولها بذعر:
-من؟؟
-من سيظهر كل ماتحملينه من جمال وقوة..
قالتها بسخرية لتناظرها سلمى بخشية.. لاتعرف مايجب ان تفعل ولكنها ليست مطمئنة لهذه المرأة ابداً .. ولكن عليها ان تمضي قدماً بما قررت القيام به من اجل الاستحواذ على قلب زوجها واعادته اليها بأسرع وقت..
ولذا صمتت واستمعت بانصات لعمتها وهي تلقي عليها التعليمات انها يجب ان تنفذ كل مايطلبه منها الرجل الغامض والذي لاتعرف من يكون .. وانها يجب ان تكون مطيعة وان تتركه يفعل كل مايريد !! حتى تصبح بمستوى من الجمال مايعيد فراس اليها جاثياً ..
نظرت سلمى لها بتوتر .. لم تعتد ان يوجه لها أحدهم التعليمات بهذه الطريقة ولكنها الان تحتاج لهذه المرأة لتعيد لها زوجها .. ولن تستسلم ..
تنهد بصبر وراقبت الباب الذي فتح ليظهر لها ذاك الشاب؟؟
أين رأته قبلاً .. ؟؟! ضاقت عينيها وهي تحاول تذكر اين لاقته قبلاً؟؟
طوله متوسط .. شعره يصل لرؤوس كتفيه حالما وقعت عيناه عليها حتى ابتسم ملئ شدقيه واقترب منها.. وبكل غريزية تناولت طرف طرحة رأسها لتغطي نصف وجهها وتتسع عينيها لجرأته وهو يمد يده اليها مسلماً:
-عبدالعزيز الشيِّب..
ظلت تنظر الى يده الممدودة باستغراب وكأنها ستعضها وتنقلت عينيها منها الى وجهه بطريقة مضحكة جعلته يقهقه بصوت عالٍ وينظر لإيفــا بعبث هاتفاً بالفرنسية:
-سيكون الأمر ممتعاً للغايـة مدام .. فترويض هذه النمرة سيكون حدثاً هائلاً..
ضحكت ايفا لتنظر لهما سلمى باستغراب قبل ان يعود كل شيء مماحدث بتلك الليلة الكالحة لذاكرتها وتهب هاتفة:
-أنت من تشاجر ذلك اليوم مع عمي سالم؟؟
عقد عزيز حاجبيه وقال بابتسامة خفيفة:
-وتملك ذاكرة مميزة ايضاً..
عقدت حاجبيها وهتفت بحنق:
-مالذي يحدث هنا؟؟ انا لم اعد اريد شيئاً ..اريد المغادرة
امسكتها ايفا من ذراعها بقوة وهتفت بها:
-لاتتسرعي سلمى انتظري..
نظرت لها وهتفت بثورة:
-لن ابقى هنا ابداً ..
اشارت ايفا لعزيز ان يبتعد بسرعة ثم احاطت بالفتاة وهمست:
-لاتتسرعي بنيتي وتذكري لما أنت هنا.. عبدالعزيز يمتلك سلسلة من اشهر محلات التجميل وليس بالضرورة ان يبقى بالامكان الاستعانة باحدى مساعداته..
نظرت لها سلمى بحنق وهتفت:
-انا اعرف من يكون سيدتي .. انه الرجل الذي كانت سيادة زوجة اخي على علاقة معه..
ضاقت عينا ايفا لتقول سلمى بحنكة:
-سيادة قالت لي .. كما أنني سمعت ماقاله لعمي يوم عدنا انا لست غبية ولن أسمح لكما بالتلاعب بي مهما كانت نواياكما..
قبضت ايفا عليها بقوة ألمتها ولكنها لم تظهر ذاك الألم ابداً عقدت حاجبيها وانصتت لإيفا التي صاحت بها:
-لاتكوني حمقاء.. عزيز صديق للعائلة منذ زمن .. كما أن مابينه وبين ابنتي قد انتهى وهو يعرف هذا جيداً .. انت الان من تهمنا .. ألايهمك فراس؟؟
ارتجفت سلمى لذكر زوجها الغائب واحتقن وجهها وايفا تعاود بحنق:
-انت تنسين ان مانفعله هنا هو لأجلك انت .. ماضي عزيز وسيادة لايهمنا الأن أتفهمين؟؟
نظرت سلمى لعزيز وهو يراقبهما ببرود وقلبها يخفق بقوة .. تعرف ان سيادة تحبه.. ومما رأته يوم وصلت لباريس ملأها يقيناً ان الرجل ليس سهلاً ابداً ابداً ..شعرت بالضيق وعادت تنصت لعمتها التي واصلت التشجيع لتخوض هذه التجربة بشتى الوسائل .. وفكرت .. ربما ..
-لاأريده بالقرب مني..
هتفت بعصبية .. لتسرع ايفا:
-سيغادر.. لاتقلقي ولن تكون لك صلة به..
تنفست سلمى باضطراب وهمست:
-فقط ابعديه عني..
اومأت ايفا وأشارت لعزيز الذي ابتسم بغموض قبل أن يومئ بالمقابل ويدير ظهره ويغادر.. وحينها التفتت ايفا لسلمى وسألتها:
-ارتحت الأن؟؟
نظرت لها سلمى بتوجس قبل ان تهز رأسها ب نعم لتضحك ايفا وتشير لها:
-اذاً تعالي معي .. لدينا الكثير لنقوم به..
وبعد تردد قصير لحقت بها.. لاتعرف انها تخطو بقدميها الى شَرَك حُبكت شباكه بمهارة .. لتحويلها من حال .. الى اخرى .. لاتمت لها بصلة ..
***
لم يتوقف لحظة عن اللف والدوران .. لم يصدق متى أشرقت الشمس حتى انطلق الى المشفى عله يشفي غليله ويعرف ماحل بابنته .. طيلة الليل يبحث عنها .. اتصل بكل من يعرفهم ليكتشف اين ذهبت وكيف سافرت دون زوجها ولم يصل لشيء.. حتى زوجته لم تكلف نفسها عناء الرد على مكالماته العديدة ..
كان عقله يلف ويدور بلاتوقف .. دون أن يعي ماعليه ان يفعل وكيف يتصرف حتى؟؟ ..
حالما وصل الى المشفى توجه الى جناح قحطان وبعد طرقات سريعة على الباب دخل ..
كان قحطان يرتدي قميصه حين فاجأته الطرقات السريعة وقبل حتى ان يتقدم خطوة فُتح الباب ودخل ذلك الرجل .. شعت عيناه بغضب وهو ينظر باتجاه سيادة التي كانت ترتب حقيبته الصغيرة وتفاجأت مثله بالرجل يقتحم الغرفة دون استئذان .. وبعد لحظة فقط سمعها تصرخ بابتهاج:
-بابا...
توقف سالم العزب بذهول ينظر لابنته التي سارعت بالارتماء بين ذراعيه وهي تهتف:
-اشتقت اليك ابي.. اشتقت اليك حبيبي..
ضاقت عينا قحطان وهو يعي ان الرجل لم يكن سوى عمه الذي التقى به منذ فترة وجيزة فقط .. لايعرف لما شعر بالنفور منه حال رؤيته من جديد والاكثر حالما رأاها تتمرغ بين ذراعيه .. شعر بحنق غريب واقترب منهما ليجذبها من ذراعها بحدة فاجأتهما معاً وهو يرحب بعمه بضيق ظهر واضحاً على وجهه:
-السلام عليكم عمي.. كيف حالك؟؟
نقل سالم بصره بين الاثنين وقال بتوتر:
-بخير بني .. الاهم هو أنت كيف اصبحت؟؟
-بخير .. سنغادر بعد الظهر باذن الله..
-بهذه السرعة؟؟
اعترض باستنكار لتسارع سيادة:
-أخبرته بابا .. اخبرته ان علينا البقاء للاطمئنان ولكنه لم يرضى..
نظر لها والدها باستغراب .. والاكثر ذراعها التي امتدت بسخاء تحيط بزوجها وذراع الاخير الملقاة على كتفها ليقول:
-ماذاقال الطبيب؟؟
تنهد قحطان قبل ان يرد بحدة:
-انه قراري انا وليس لأحد دخل به .. انا بخير وسأكون بحال افضل ان غادرت هذا المكان..
رفعت رأسها اليه لينظر لها بحدة رسمت الابتسامة على شفتيها بصورة تلقائية وهي تهمس باغاظة:
-عنيــد ..
رفع حاجبيه بتسلط لتزفر حانقة وتنظر لأبيها:
-انه لايسمع لأحد بابا..
عاود سالم نقل بصره بينهما بذهول .. يشعر بأنه ضائع كلياً .. كيف سافرت ولايجدونها وهي الان هنا؟؟ كيف؟؟ اراد سؤالها ولم يجرؤ.. بل همس:
-يجب عليك الاستماع لأوامر الطبيب قحطان .. بني اصابتك لم تكن طفيفة..
-أنا بخير عمي لاتقلق علي سنغادر بعد تناول الغداء مباشرة حتى نصل قبل صلاة العصر..
اراد عمه ان يعلق الا أن الباب فتح مجدداً لتدخل السيدة هدية هذه المرة ترافقها الجوهرة وساد الهرج للحظة وهدية تنظر لسيادة بحدة والتي انكمشت للحظات بعيداً عن زوجها الذي عانق امه بحنان بالغ مقبلاً رأسها وكفيها وهو يجيب عن اسئلتها المتلاحقة مطمئناً اياها بابتسامة احتلت وجهه وجعلتها هي تذوب واقفــة .. لتفوق على حركة عنيفة من والدها لجذبها عنهم ..
اتسعت عينيها وهي تلتقي عينيه القاسية:
-الى أين ذهبتي؟؟ كيف اختفيتي وسافرتي دون أن يعرف عنك احد؟؟
شحب وجهها للحظة وغارت منها الدماء .. لم تفكر ان احداً قد يعرف ولكن والدها على مايبدو لديه فكرة ما عما حدث.. تلعثمت ولم تجد ماتقوله الا انه اضاف:
-أنا لاأفهم شيئاً ممايحدث سيادة؟؟ مالذي يحدث بينك وبين قحطان؟؟ هل تشاجرتما؟؟
ابتسمت بتوتر وهمست:
-لا بابا لاتقلق.. لم نتشاجر بالتأكيد كماترى؟؟
-لما رحلتي اذن؟؟
كرر بعصبية لتبتلع ريقها بتوتر ..وهي تفكر بكذبة جديدة .. تخرجها من تلك الورطة.. قبل ان تسرع بقول:
-ماما.. ماما قالت ان آتي .. ووافق قحطان..
نظر لها بشك فأضافت بسرعة:
-انا حتى لم أكمل رحلتي ابي.. عدت قبل أن التقي بها..
-امك تريد افشال زواجك ..
همس بعنف لتشير له أن يصمت وهي ترجوه:
-لاتقل هذا بابا .. ارجوك.. لن أسمح لأحد ان يفعل؟؟
عقد حاجبيه لايصدق ان من تقف أمامه هي ابنته وهتف بشك:
-مالذي حدث وتغير؟؟
غامت عيناها وهي تسرق نظرة لذاك الغائب كلياً عنها بعائلته وهمست:
-كل شيء أبي.. كل شيء تغير..
-سيــادة ..
همس بتحذير لتنتفض وهي تنظر اليه .. الشك والخوف والتوتر يملأ عينيه .. ولكن خلفها كان يكمن قلقه عليها .. كانت غاضبة منه .. وبشدة فكل ماحدث لها كان بسببه هو ولكن .. لم يكن للغضب مكان في اعماقها كانت تقف حائرة فوق حافة تصعد بها الى قمة الفرح وتفصلها عن هاوية الضياع..
كانت تتأرجح بلاتوقف وتبحث عن ارض صلبة تسندها ..
-ساعــدني بابا..
|