كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل 12 رواية قمة في التميز كل ج
-تكلمي ياغزل..
-أريد استكمال دراستي..
قالتها بسرعة لينظر لها باستغراب وهو يحاول ان يترجم ماقالته .. اهذا ماتريده؟؟!!
-ماذا قلت؟؟
ابتلعت ريقها وهمست وهي تنكمش برعب:
-اريد استكمال دراستي .. تعرف انني انهيت ثانويتي بمجموع مرتفع وقد فاتتني سنة دراسية كاملة في الجامعة بسبب ماحدث .. ولكنني الان اريد العودة للدراسة..
دعك جبينه بتوتر .. لم يكن ابداً ممن يعارضون دراسة المرأة .. على العكس كان هو الوحيد الذي وقف امام سلمى حين قررت التوقف عن الدراسة والبقاء في المنزل .. ولكن الان .. لما يشعر بأن وراء طلب غزل شيءأخر .. شيء لن يعجبه...
-ومنذ متى تفكرين باستكمالها؟؟
سأل بحيرة لترد بسرعة:
-أخبرتك انني لم افكر ابدا بتركها .. كنت أنوي اكمالها مع ...
وتحشرج صوتها وصمتت ليفهم هو .. ويجتاحه احساس عارم بالألم والمرارة .. ابتلع ريقه وقال :
-ليس لدي مانع غزل..
-حقاً ..!!
هتفت بذهول .. لم تكن تعتقد ان الامر سيكون سهلاً .. ابداً ليومئ هو :
-انا لن اقف امامك بشأن الدراسة .. أخبريني ماتريدين من تخصص لأكمل اجرائاتك .. لاتزال السنة الدراسية في بدايتها وبامكاننا الحاقك ..
ابتسمت بسعادة وهتفت:
-شكراً لك رعااد .. شكراً ..
حرك كفه بلامبالاة وهو يسأل:
-أي تخصص تريدين الانضمام له..
فكرت لثوانٍ ثم قالت بحزن:
-كنت انوي الالتحاق بكلية الحقوق كالمرحوم...
انقبضت يداه بقوة لتكمل هي بأسى :
-ولكنني لااعتقد بأنني استطيع الذهاب هناك وحدي .. وافكر انه...
واحتقن صوتها لينهض هو بتوتر هاتفاً بخشونة:
-هناك الكثير من التخصصات ياغزل ..وكما اذكر فمجموعك في الثانوية يحقق لك الدخول لأفضل الكليات .. اختاري ماتريدين ..
نظرت له بضع لحظات وهمست:
-اريد أن أكون معك ..
نظر لها بحدة فاحتقن وجهها وهمست بخجل:
-اقصد .. اعني بدراستك .. صحيح انك تسبقني بثلاث سنوات كاملة ولكن بهذه الطريقة نستطيع ان نذهب معاً .. ونعود معاً وخصوصاً ان موقع الجامعة بعيد جداً .. ثم انني استطيع الاستفادة منك بخبرتك ..
اتسعت عيناه وهو ينظر اليها قبل أن يسألها بذهول:
-تريدين الدراسة برفقتي..
اومأت بحرج وهمست:
-اذا لم يكن هناك مانع لديك..
-بالتاكيد ليس لدي مانع..
هتف بسرعة وهو يقترب ليجلس الى جوارها ويقول بحماس:
-حضري كل اوراقك وسأقدم لك منذ الغد ..
اتسعت عينيها بلهفة وهمست:
-حقاً ؟؟
اومأ بابتسامة لتصيح بانفعال شاكرة له وهي ترتمي بين ذراعيه:
-شكرا.. شكراً رعاد ..
تسمر بذهول وهو يشعر بالتجائها اللطيف الى صدره .. بالكاد لامست ذراعيها كتفيه وحط راسها على صدره لتقفز متراجعة ووجهها محترق من الخجل .. نظر لها بصمت وه تهمس:
-ااسفة ..
خفض عينيه وتراجع واقفاً ..ياللسخرية .. فهاهي زوجته تعتذر من ملامسته بعفوية ..
-لابأس ..
قال متحشرجاً لترفع عينيها اليه بسرعة قائلة قبل ان يبتعد:
-هناك شيء أخر..
توقف دون أن ينظر اليها لتتنحنح بحرج:
-أريد ان نغير هذه المكان..
عقد حاجبيه ونظر اليها باستفهام لتحمر وهي تفسر:
-انت هنا لاتأخذ راحتك بالمرة .. الشقة صغيرة ولاتحوي سوى غرفة نوم واحدة .. حتى التكييف لايوجد..
رفع حاجبيه لتكمل:
-غرفة المكتب غارقة بالحر وانت تنام بها يومياً .. انت لاتكاد تهنأ بليلة واحدة..
-لقد اعتدت عليها لاتقلقي بشأني.
همس باحراج لتلمع عينيها بتصميم:
-لا.. انت تتضرر منها ولاتتكلم رعاد.. لما لاتجد لنا شقة أكبر وقريبة من الجامعة؟؟
فكر للحظات قبل ان يقول:
-حسناً .. سأبدأ البحث منذ الغد لاتهتمي ..
ابتسمت بسعادة ونهضت قائلة بارتياح:
-ممتاز سأتركك لتكمل مذاكرتك واذهب لأجهز اوراقي حسناً ..
اومأ لها ببسمة صغيرة شقت شفتيه وهي تنطلق من امامه .. لايعرف لما وقتها فقط احس أن الايام القادمة قد تشهد تطوراً ما .. ليس وكأنه ينتظر هذا التطور او يبحث عنه .. ولكنه يريد .. يحتااج .. فقط لأمل .. لايفهمه هو شخصياً .. !!!
***
كان الصمت مخيماً على الفيللا .. توجه مباشرة كعادته الى غرفة الصغيرين .. وابتسم بحنان وهو يلقي نظرة على الملاكين النائمين بهدوء .. علياء المتوسدة دميتها المفضلة .. وقد تخلصت من غطاءها وقحطان النائم بوداعة في مهده .. قبل جبين ابنته الكبرى .. وداعب وجنة صغيره الاخر بحذر كي لايوقظه .. قبل أن يتسلل للعودة الى غرفته بعد صلاة الفجر ..
رآها على سجادتها .. ترفع يديها بدعاء صامت .. جعل قلبه يخفق بقوة .. وكأنما يراها للمرة الاولى .. كيف كان يظن ولو للحظة انه قد يسأم منها .. قد يمل او يشبع من رؤيتها وحبها؟؟!!
ابتسم بحنان واقترب بحذر ودون ان ينتظر التفاتتها احاطها بيديه بقوة واغرق رأسه في جلالها الابيض ذو الرائحة العودية القوية الغارقة بالبخور .. شهقت بذعر واغلقت عينيها وهي تسمع يأخذ نفساً عميقاً ويهمس:
-كم تبدين شهية ..
اغلقت عينيها تصطبر تصرفاته المجنونة والتي لن تعقل ابداً .. وهمست محذرة:
-اسمع ياابن الشهري .. ابتعد عني الأن والا ستنال مني مالايرضيك..
ضحك بحب وهو يغرق في الرائحة القوية هامساً:
-كل مااناله منك يرضيني حتى التخمة ياجنوني .. ولكنه لايزيدني الا جوعاً لك ..
ابتسمت رغماً عنها ولكزته بمرفقها وهي تهمس:
-تحشم ياشيخ .. انا على سجادتي ..
-وهل مااطالب به حراماً .. انت حلالي ياجنوني .. حلالي وملكي .. هل من اعتراض..؟؟
همس بشغف وهو يديرها لتواجهه لتغرق في ضحكة ناعمة وهي تهز رأسها نافية بينما يحل هو عقدة الجلال ليفك اسر خصلاتها السوداء الغجرية وهو يغرق وجهه في عنقها هامساً:
-أعشق شعرك الاسود ..
ابتسم وهي تلف ذراعيها حول عنقه .. تعشق اسلوبه بجرها لمايريد دون ان تقاوم .. همست تناجي اسمه بنعومة ليضحك وهو يقربها منه .. قبل أن يشق صوت هاتفه المكان ويبعده عنها بشتيمة حانقة ترافقها ضحكتها المجلجة ..
ابتعد عنها زاماً شفتيه لتنهض هي هاتفة:
-لاتتأخر حبيبي,,
أخرج الهاتف بوجه مكفهر ليطالعه رقم قحطان ؟؟!!
عقد حاجبيه وهو يتسائل عن سبب اتصال صديقه به في هذا الوقت..
-السلام عليكم..
قالها بسرعة وهو يفتح الخط ليسمع الصوت المرتبك:
-شيخ عمرو؟؟
نهض من مكانه بسرعة وعقد حاجبيه:
-من معي؟؟
-انا جمال .. العامل الخاص بفيللا الشيخ قحطان..
قبضة مؤلمة تلك التي تكونت في طيات صدره وهو يسأل:
-لما تتصل من هاتف الشيخ ياجمال مالذي حدث؟؟
سمع الزفرة المتوترة من الرجل قبل أن يجيب بسرعة وارتباك:
-لقد وجدنا الشيخ مرمياً امام السيارة ياشيخ عمرو .. وهو غارق بدمه..
لم ينتظر للرجل ان يكمل .. سارع للانتفاض خارجاً .. يركض بسرعة وهو يصيح:
-لاتحركوه من مكانه انا قادم في الحال ..
سمع صرخة شفاء تناديه ولكنه لم يتوقف .. سارع بالانطلاق خارجاً ويداه احداهما تقود السيارة بسرعة والاخرى تفتش عن رقم وحدة الاسعاف القريبة ..
اخترق الاف القوانين وهو يسرع الى رفيقه وصديق عمره.. لم يعرف كيف قطع المسافة التي تفصل بيتهما عن بعضهما في اقل من خمسة دقائق والعادة يقطعها في اكثر من ربع الساعة بقليل ..!!
رأى تجمع الرجال حول صديقه .. اندفع بسرعة وهتف:
-مالذي حدث؟؟
تبادل الرجال النظرات المرتبكة بينما سقط عمرو على ركبتيه امام جسد قحطان المسجى بلاحراك .. اتسعت عيناه وهو يرى بقعة الدم الصغيرة التي تجمدت تحت رأسه:
-هل حركتموه؟؟
-لا ياشيخ .. لقد وجدناه هكذا قبل ان نتصل بك..
قالها جمال بذعر في حين قال احد رجال الحراسة:
-لقد ذهبنا كلنا للصلاة وحين عدنا ذهبنا للنوم مباشرة فالشيخ قال لنا انه لن يخرج قبل الظهر .. وبعدها سمعنا ضوضاء قوية من الفيللا .. وحين خرجنا وجدناه هنا .. كان ينزف ولكنه يتنفس ..
شعر عمرو بالقهر وهو يرى ان صديقه قد فاجأوه من الخلف كما تدل الضربة النذلة .. تحسس نبضه .. كان النبض قوياً ولكن قحطان نفسه كان شاحباً وبقوة .. سمع وقتها صوت سرينة الاسعاف فصاح بالرجال:
-افسحوا لهم الطريق.. واتصلوا بشقيقيه في الحال ..
واملى للرجال اسم المشفى المتخصص .. وحالما وصلت الاسعاف نقلوه بحذر بعد وضع واقي العنق حوله .. ساعدهم عمرو وهو يقول بعصبية:
-سألحقكم بسيارتي..
اومأ له المسعف بينما ضغط عمرو على يد صديقه بقوة وهمس:
-تماسك ياشيخ .. انت أقوى من ضربة حقيرة كهذه,..
وكاد يبتعد حين رأى انفلات قبضة قحطان المضمومة بقوة .. وراقب الورقة التي انسلت الى الأرض .. عقد حاجبيه وهو يلتقطها وقبل أن ينظر لماتحويه سمع جمال يناديه:
-ياشيخ ..
التفت له بسرعة ليقول الرجل بارتباك:
-هناك أمر أخر..
قبض عمر على الورقة واقترب من الرجل الذي نقل بصره بين عمرو ورئيس طقم الحراسة الذي كان يقف جوارهما بتوتر:
-تكلم يارجل مابك.. لاوقت لدي؟؟
زمجر عمرو ليسرع جمال هامساً بتوتر:
-السيدة .. السيدة ليست هنا..
عقد عمرو حاجبيه وهو يفطن لشيء جوهري للغاية .. زوجة قحطان.؟؟ زوجة قحطان كانت معه؟؟
-هل بحثتم جيداً؟؟
همس بخفوت ليومئ له الرجلان ويصرح الرجل الاخر:
-المنزل بالداخل مقلوب رأساً على عقب .. وبالذات غرفة النوم فوق .. هناك من حطم كل ماتحويه .. والسيدة ليست موجودة .. ربما خطفت؟؟
شدد عمرو من امساكه بالورقة بين يديه ونظر لجمال قائلاً بحزم:
-اعطني هاتف قحطان.. مهما كان من فعل هذا فاذا خطفت فسيطالبون بشيء.. وارايد عهداً قاطعاً منكما..
واشتدت عيناه صلابة:
-لاأريد لهذا الامر ان يسمع اتفهما؟؟ مهما كان من سيسألكما ..السيدة بأمان في منزلي أتفهمان؟؟
تبادل الرجلان النظرات المرتبكة ليهتف عمرو بقسوة:
-الا تفهمان ماقلته للتو..؟؟
-مهما كان ياشيخ؟؟
تسائل جمال بارتباك ليصرح عمرو:
-مهما كان .. حتى وان كانا اخويه .. اتفهمان ماقلته؟؟
اومأ الرجلان بارتباك ليشدد عمرو على ماقاله بقوة فيومئا مجدداً .. فيعود هاتفاً:
-والان اتصلا برعاد وعلي واخبراهما ماحدث للشيخ وانه معي في المشفى.. وانا سأذهب خلفه..
ودون انتظار رد .. وكرجل اعتاد من رجاله الانصياع لأوامره دون نقاش اندفع بسيارته خلف الاسعاف بقوة وسرعة ليسمع هاتفه يرن ويرى رقم مجنونته ينيرها .. فتح الخط وشرح لها بكلمات مقتضبة ماحدث .. ثم ودون ابداء اسباب قال لها:
-سأطلب منك شيء ياشفا..
عقدت حاجبيها بتساؤل ليكمل:
-اريدك ان تجيبي عن كل من سيسألك عن سيادة زوجة قحطان .. اريد الكل ليعرف انها معنا وانها تتعافى معك من صدمة ماحدث لزوجها أتفهمين؟؟
شحب وجه شفا وعشرات الافكار تجتاحها وهي تحاول الفهم قائلة:
-لم افهم شيئاً .. ولكن الان ليس وقت الشرح .. سأفعل وتفهمني لاحقاً..
ابتسم باختصار وهمس لها:
-سأذهب الان وارجوك ان تدعي لقحطان بالنجاة لأنه لو لم ينجو فالله وحده يعلم اي قيامة قد تقوم ..
دعت بقلب راجف ليغلق الخط وينطلق للحاق برفيقه وعيناه تسترقان نظرات وجلة للورقة المجعدة بين اصابعه وعقله يخبره ان فيها مايمكن ان يجلي بعض من الغموض .. !!
....
بعد ساعتين ..
في المشفى المتخصص الضخم في أطراف المدينة ..
كان عمرو يجلس يناظر الفراغ امامه بشرود وذهنه لايكف عن الغليان .. في حين جاوره رعاد الذي بالكاد جلس من فرط قلقه وعصبيته.. في حين كان علي بالداخل .. ليخرج حينها ويواجههم بقلقه هو الأخر:
-طمئننا ياعلي..
هتف به عمرو ليزفر علي ويجلس بتوتر:
-انه في غيبوبة ..
تراجع عمرو مصدوماً في حين صرخ رعاد بقهر وعلي يواصل بألم:
-الضربة كانت قاسية .. واصابته بارتجاج في المخ .. الحمدلله النزيف كان بسيطاً .. ولكنه دخل في غيبوبة الله وحده العالم متى يستفيق منها وبأي حال؟؟
-ماذا ان سفرناه الى الخارج ؟؟ هل لديهم فرصة؟؟
تسائل عمرو بشحوب ليهز علي كتفيه:
-لايوجد حل سوى الانتظار .. هو لايعاني من اية كسور او نزيف بداخل الجمجمة او الدماغ .. كل مانقدر على فعله هو الانتظار ..
-أيمكننا رؤيته؟؟
تسائل عمرو بلهفة ليجيب علي باقتضاب:
-ليس الان ..
جلس عمرو بشرود في حين قال رعاد بغضب:
-يجب ان نعرف من فعلها .. يجب ان يدفع الثمن..
نظر علي لعمرو وقال:
-انت اقرب الناس اليه ياعمرو ؟؟ هل تعرف من قد يفعل به هذا؟؟
|