لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-13, 09:07 PM   المشاركة رقم: 1791
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل 11 رواية قمة في التميز كل ج

 
دعوه لزيارة موضوعي

منووووورين

جاهزيييييييييييين للفصل ..

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 73 ( الأعضاء 73 والزوار 0) ‏عبير قائد, ‏دورونا+, ‏aya mahmoud, ‏ebru., ‏ensho, ‏راما**, ‏أم رهام, ‏yosra wahab, ‏دموع الورد 2, ‏منيتي رضاك, ‏Hamsat, ‏so.so, ‏نداء الحق, ‏smsma111+, ‏BLACK-WOLF, ‏وردة فلسطينية, ‏مها القصيم, ‏remona, ‏ست أبوها, ‏Cadi, ‏نشوي ابوالقاسم, ‏حياة..., ‏عائشة احمد, ‏nahla_nour, ‏amira70, ‏ايمى مشعل, ‏vanissa+, ‏princess of romance, ‏moly80, ‏sounata, ‏البرنسيسة موني, ‏yoda10, ‏taeyeon, ‏amonashiha, ‏حواء بلا تفاح^, ‏ضحى222, ‏sasogamal, ‏sara1411, ‏واحدة من عباد الله, ‏لميس88, ‏the rafeek, ‏الخامسة, ‏sara elgazzar, ‏nawara2000, ‏Meme_jood, ‏souma souma, ‏جروح غامضه, ‏سارة18, ‏sara32, ‏مخروشة, ‏مكا, ‏سراب الصحراء, ‏dada19, ‏nabooosh, ‏soma samsoma, ‏عبق فرح, ‏سهم البحر, ‏rosemary.ea, ‏fatima2011, ‏Aloosh~, ‏ياباني, ‏Solafa El Sharqawey+, ‏elizabithbenet+, ‏حكايه}.., ‏ديـ*M*ـوم, ‏توليب المرج, ‏فتاة 86, ‏rahph, ‏amol, ‏sariota, ‏luz del sol, ‏ريماس مصطفى+, ‏hanan_nona

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-13, 09:08 PM   المشاركة رقم: 1792
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل 11 رواية قمة في التميز كل ج

 
دعوه لزيارة موضوعي

بسم الله نبدأ .. جبتو دوا الضغط ؟؟

شيوخ لاتعترف بالغزل
الفصل الثاني عشر
***
تسوقنا تلك الليـالي الى مستقبل غامض فنقف أعلى قمة تل .. مليئين بالترقب!!
....
انطلقت السيارة بقوة تقطع الطرقات عبر المدينة المزدحمة وهي ترسل نظرات عينيها المتحمسة بعيداً حتى لايرى .. لايلاحظ .. لايقرأ ماتخططه ولايفهم ماسر تشوقها وتقافز النبض المجنون في ثنايا عروقها .. ولكنها لاتستطيع احتواء فرحتها .. لاتستطيع اخفاء الترقب والنشوة من انتصارها البسيط .. مقدمة لانتصاراتها التالية والتي هي قادمة بلاشك وستكلل بشيء واحد فقط لاغير .. الهروب منه .. من عالمه المتخلف .. من الظلم والقهر .. اااه كم ستتوق لرؤية وجهه بعد هروبها .. تريد فقط ان تظل مختبئة وتشاهد تعابيره وهو يواجه خبر انفلاتها من أسره .. فقط لتضحك وتقهقه ..
أخذت نفساً عميقاً ونظرت له .. أخيراً .
كان يقود السيارة لجهة غير معلومة بعد أن وافق على بقاءهما .. همست بصوت ناعم:
-الى اين سنذهب؟؟
رأت قبضته على المقود تشتد .. وتلك العضلة على جانب فكه تنتفض .. قبل أن يرد بصوت بارد النبرات:
-الى منزلنا.. والى أين تظنيننا ذاهبين؟؟
-هل لديك منزل هنا؟؟
تسائلت بدهشة ليومئ بصمت فعادت تسأل بحماس:
-وهل هو بجمال منزل صديقك؟؟
رفع حاجبه وهمس:
-لا بالطبع .. عمرو وزوجته يعيشام في ذلك المنزل طيلة الوقت .. اما أنا فلاأتي لمنزلي سوى بضع ايام في العام ..
ظهرت الخيبة على وجهها وهمست:
-من ينظر لمنزلكم لايشي بمدى ثرائكم .. عائلتك متقشفة ..
قالتها ساخرة ليضحك بصورة مفاجأة فنظرت له مندهشة وهو يوضح:
-ليست المسألة مسألة تقشف .. اننا نعيش في بلدة صغيرة يقل فيها عدد الاثرياء وغالبية سكانها من البسطاء الذين يعدوننا بمثابة مثل وقدوة .. نحن شيوخ قبائل ياسيــادة .. والتفاخر بما نملك امام بسطائنا لايمكن ان يدر علينا سوى الحقد .. وعدم الوفاء.. صحيح اننا نمتلك من المال مايكفي ويزيد .. والحمدلله .. ولكن التفاخر امامهم له نتائج وخيمة..
مطت شفتيها بعدم اقتناع ..
فابتسم بسخرية وهو يدخل بالسيارة بمهارة عبر طريق محفوف بالاشجار كانت مناورة مفاجأة جعلتها تفقد توازنها للحظة وتقترب منه بشكل خطير .. رفعت يدها شاهقة لتدعم جسدها وتشبثت بذراعه بسرعة ..
كانت قريبة منه بصورة لاتصدق .. تشبثت بقماش قميصه الناعم وأخذت نفساً عميقاً ..
تباً لتلك الرائحة .. ابتلعت ريقاً متحجراً .. واستسلمت لرجفة امتدت عبر جسدها كاملاً والرائحة العابقة بالعود تتغلغل الى أنفاسها وتنتشر كنار مستعرة في هشيم .. شعرت بانقباض حلقها فرفعت عينيها اليه بضراعة لترتطم بجانب وجهه القريب جداً عنقه الأسمر الطويل ..فكه المربع القوي .. ذقنه الخفيفة الناعمة .. حتى خصلات شعره السوداء الفاحمة وقد تدلت باهمال من تحت كشيدته الملتفة بقوة على رأسه ..
أخذت نفساً حاداً وقد اجتاحتها حرارة منبعثة منه بقوة.. تريد التراجع والابتعاد ولاتقدر حتى على الحركة!!
شعر بها تفقد توازنها مع انعطافته الحادة .. وشعر بكتلة نعومة ترتمي على جنبه .. تسقط عليه ككتلة حريرية مشتعلة .. سمع شهقتها المنفعلة .. وشعر بضغط وزنها على ذراعه ..واحساس بالخدر يجتاحه لهبوب انفاسها الساخنة على نبض عنقه.. نظرة خاطفة تلك التي رشقها بها .. لتحتكمه عيناها .. تأسره زمردتيها كتعويذة سحرية .. كانت قريبة .. كتلك المرة !!
ابتلع ريقه وعاد ينظر للطريقة بحدة جعلته تحتقن وتتراجع الى مقعدها بسرعة وهي تحاول التخفيف من الحرارة التي اجتاحتها بدون انذار.. عضت شفتيها بقوة وهي تحاول السيطرة على موجة من الذكريات هاجمتها بعنف وبلارحمة .. ذكرى ضغط ذراعيه عليها .. حرارته وهي تحتويها .. شفتيه وهي تحطم شفتيها !!
اغمضت عينيها تستجيب لرجفة اجتاحتها بقوة ..احاطت ذراعيها وانكمشت في مقعدها تهرب من احساسها المهول والذي تضاعف لحدود غير طبيعيه لوجوده قربها .. تباً له .. مالذي يفعله بها؟؟
كاد يحطم عجلة القيادة بقبضته..
اعتصرها بقوة حتى كاد الجلد الذي يغطيها يخترق مسام جلده هو .. ابيضت مفاصل اصابعه السمراء وشعر بالالم الذي اخرجه وبقسوة من نشوة احساسه بها .. اخذ نفســاً عميقاً .. جاء لسوء حظه مشبعاً برائحتها الليمونية .. قافزاً بمشاعره لسقف لم يعرفه سوى مرة من قبل .. حين احتواها !!
"استغفر الله العظيم "
تمتم من بين شفتين مطبقتين ..وهو يدفع بالسيارة نحو المنزل الذي لم يسكن به منذ اشتراه في الفترة التي لازم فيها عمرو صديقه فترة صراعه مع عمه .. قادها بصمت محاولاً الخروج من الشرك الذي وقعت فيه مشاعره .. كان تائهاً ولايعرف كيف يسيطر عليها تجتاحه كريح قوية وتعصف بدواخله ..
عاد يأخذ النفس العميق .. ولوهلة فقط أغمض عينيه والليمون الشــرقي يتغلغل في اعماقه .. و..
-قحطاان ..
فتح عينيه بحدة وهو يعدل مسار السيارة التي انحرفت عن الطريق ..
أخذ نفساً سريعاً غاضباً وهو ينظر لها .. عينيها المتسعتين وهي تناظر الطريق .. كم هو أحمق ..
لولا ندائها الخاطف لكان اودى بهما الى التهلكة ..
مد يده ليفتح اولى ازرار قميصه ويتحرر من قوة ضغطه الخانق عليه وهو يهمس بصوت متحشرج:
-أآســف لقد شردت ..
اومأت بشحـوب .. كانت غارقة في تأملاتها .. حين رأت تلك الشجرة على جانب الطريق تقترب .. وبسرعة .. نادته بلاتفكير .. نظرت له بسرعة وهي تتسائل .. ترى أين كانت تجنح به أفكاره .. وانتابها احساس مزعج .. أرسل شرارات على طول عمودها الفقري .. أن تفكيره كان يأخذه هو الأخر لتلك الليــلة ..
لتعاود انكماشها .. وهي تفطــن أنها وحدها معه .. وحدها تماماً ..!!
-وصلنا ..
سمعت القوة المتحكمة في نبرته .. وعادت بعينيها من أحلامها لحيث هما الأن .. كان يدخل عبر طريق ترابية قصيرة الى مدخل واسع لفيلاا صغيرة بجدران حجرية مضلعة .. وسقف مفتوح .. تملأ الجدران الشبابيك الخشبية .. وشرفات حجرية محاطة بشبابيك من اارابيسك .. كان المبنى الصغير رائعاً .. تباينت فيه الحجارة الرصاصية والخشب البني اللامع والأخضر ..
حديقتها صغيرة بالكاد تتكون من ممر عشبي وبضعة اشجار ولكنها كانت نظيفة ومرتبة ..
رأت احد مايقترب بسرعة .. رجل بزي شعبي .. حالما رأى السيارة اندفع يسلم بحرارة على سائقها الذي ترجل مبتسماً .. تنهدت واسدلت غطائها عليها .. قبل أن تترجل هي الأخرى ..
اقترب منها قحطان بسرعة .. وشعرت بقبضته تحيط ذراعها بتملك وهو يقودها الى الداخل .. تعثرت ملايين المرات .. وسمعت دمدمته الغاضبة ..
-انا لست معتادة على هذه الاشياء كلها فوق رأسي..
هتفت بحنق ..
-اصمتي ..
همس بحدة فعلت الاعاجيب بها .. من ناحية كانت تغلي من الغضب .. ومن الاخرى كانت تستجيب وتنكمش كهريرة صغيرة بالقرب من عملاق ..وكرهت نفسها لهذا..
رافقته عبر الباب الخشبي الثقيل الى ردهة واسعة .. مفروشة بسجاد عجمي ثقيــل .. كان ديكور الردهة ثقيلاً .. بمفروشاته قديمة الطراز .. وجدرانه الحجرية .. حتى اللوحات المعلقة على الجدران .. كانت قديمة العهد تصف مراحل من العهود العثمانية .. اضائة صفراء معتمة .. واثاث من خشب ثقيل .. محفور باليد .. غالية .. أثرية ولكنها كئيبـة ..
أنزلت غطائها وأدارت بصرها في المكان وهمست بعينين مستائتين:
-من فرش هذا المكان؟؟
زوى قحطان بين حاجبيه وهز كتفيه:
-اشتريته بكامل أثاثه .. مالمشكلة فيه؟؟
نظرت له بعينين حادتين وقالت بعبوس:
-تبــدو وكأنها غرفة دفعت صاحبها للانتحار..
ضاقت عيناه ولم يرد لتتركه وتتجول في المكان .. كان حقاً كئيباً ومثير للقلق .. لن تستغرب حقاً ان كان صاحبه قد مات منتحراً .. رأت سلماً يقود الى الطابق العلوي .. ورأت ابواباً تفضي لغرف اخرى بهذا الطابق .. نظرت نحو قحطان الذي قال:
-لم تحضري معك اية ملابس فكيف ستدبرين امرك؟؟
ابتسمت باشراق وقد نسيت الجو حولها:
-ومانفع السوق .. سأشتري مايلزمني من هنا...هل نستطيع الاتصال بشفا والاتفاق معها.. ربما غزل ايضاً..
هز كتفيه لايمانع فاتسعت ابتسامتها .. رأته يخرج هاتفه وهو يقول:
-سأتصل بأخوي اولاً ..
اومأت وراقبته يتحدث مع أخويه اولاً علي .. ثم رعاد .. ورأت الابتسامة تزين شفتيه .. رأت وجهه كيف استرخى وهو ينطلق في حديث سلس معهما .. وشعرت بتقلص في معدتها قبل ان تستدير عنه وتعود لرؤية المكان .. كانت تغطي المفروشات طبقة لاتكاد ترى من الغبار .. لابد ان هناك من ينظف البيت باستمرار..
-سيأتيان بعد قليل ..
سمعت ماقال فسألته بفضول:
-من يعتني بالمنزل؟؟
-زوجة جمال .. الرجل الذي استقبلنا..
اومأت بتفهم ليعاود:
-سأدعها تجهز لك غرفة .. فالغرفة الوحيدة الجاهزة للاستعمال فوق هي لي..
احمرت لاتدرك لما وأشاحت عنه .. تزم شفتيها بحنق طفولي شعرت به .. ربما لأنها توقعت ان يعرض عليها الغرفة .. ولكنه لم يفعل .. بل جلس الى أحد المقاعد يتابع اتصالاته باهتمام .. كانت متعبة .. وتشعر بارهاق شديد .. كانت الساعة قد تجاوزت الخامســة عصراً .. تركته وصعدت تستكشف الطابق العلوي ..
ثلاث غرف للنوم .. وصالة استقبال واسعة .. بالاضافة لديوانية واسعة ..
دخلت احدى الغرف .. كانت مفروشة بالكامل ولكن السرير كان عارياً .. والأخرى كانت جاهزة بشكل مفرح .. دخلت الى الغرفة الزرقاء وشعرت بالسرور لمنظر السرير بأغطيته النظيفة .. لابد أن المراة المسؤولة تغير الفرش باستمرار .. نزعت عنها تلك العبائة الضخمة وازاحت عن الفراش غطائه المخملي الثقيل وااستلقت مسرورة لنعومته .. انها متعبة وهو لاينوي الاستفادة من غرفته فلتفعل هي .. تكاد تقع من فرط تعبها وارهاقها بعد ليلة جافاها بها النوم .. نزعت حذائها وفكت أسر شعرها ووضعت رأسها على الوسادة .. واغمضت عينيها لتغيب في عالم النوم دون اية مقدمــات..
***
انتهت بوقت قياسي .. تأملت ثيابها المكونة من تنورة طويلة بلون الدخان وبلوزة وردية عارية الكمين بجاكيت قصير من الدانتيل .. وحلية بسيطة من الذهب زينت جيدها وأذنيها .. وعقصت شعرها بخفة بنية ان تتركه منسدلاً فيما بعد ..ثم ارتدت عبائتها وطرحتها والنقاب وخرجت لملاقاة رعاد الواقف بصبر بانتظارها:
-انتهيت ..
-أخيراً ..
دمدم وهو يشيح عنها لتعبس وهي تلحق به الى السيارة التي يقودها علي .. والذي جلس رعاد الى جواره بينما جلست هي بالخلف .. وسمعت علي يحييها بابتسامة لترد سلامه بخجل ..
-هيا نذهب تأخرنا ..
قالها رعاد بحدة أجفلتها وجعلت علي يبتسم بصمت ..
الطريق لفيللا الشيخ كانت سلسة .. وصلوا في أقل من نصف الساعة وعلى الباب استقبلهم قحطان معانقاً اخويه بمحبة .. قبل أن يقودهم لديوانية أرضية ويقول لغزل:
-سأنادي سيــادة في الحال..
اومأت له بخجل ليشق طريقه باستغراب بحثاً عن تلك التي قالت أنها ستلقي نظرة على المكان فقط .. قادته قدماه مباشرة لغرفته التي راى بابها موارباً .. وتسمر في مكانه ينظر اليها .. شعر باحتقان انفاسه والتي تصاعدت بقوة لتنحشر دفعة واحدة في سقف حلقه !! لم يشعر بساقيه التي تقدمت به نحو السرير الذي احتواها ..
كانت نائمة !! تفترش الملائات البيضاء بجسدها الرقيق وقد اانتشرت خصلاتها الحمراء حول وجهها كأشعة شمسية .. نارية تحيط بوجه شاحب.. مرهق ..
تسللت أصابعه لتلامس النار المستعرة .. ناعمة .. مخملية.. كورق الورد..ابتلع الريق المتحجر ووجد نفسه ينحني ليشتم عبيره الأخاذ.. تباً لم يظن أن رائحة الليمون قد تثير فيه أعصاب حسية لم يدرك وجودها يوماً .. اقترب بوجهه منها لتلفحه أنفاسها الحارة .. كان قريباً لدرجة ان يلاحظ تلك النمشات القليلة التي قبلت اعلى وجنتيها وجسر أنفها ..كان قريباً لدرجة ان يلاحظ ان رموشها لم تكن سوداء بالكامل .. كانت لها اطراف حمراء برتقالية .. كشعرها تماماً !!
كان قريباً لدرجة ان تهزه من الاعماق تأوهاتها وهي تنقلب على جهتها اليسرى وتصبح في محاذاة وجهه .. لايكاد يفصله عنها سوى .. ذرات من هواء عبق بشرارات كهربية مثيرة .. استاتيكية غريبة عن عالم الفيزياء حركت كفه وجذبته ليلامس نعومة وجنتها .. يزيح عنها خصلاتها النارية التي انتشرت تحميها من عينيه الفضوليتين .. شعر بجفاف فمه .. وارتباك اصابعه وهي تكشف عن انفراج شفتيها المثير .. رأى احمرار وجنتيها .. وكأنها تنظر اليه بملئ جفنيها .. وترى بأم عينيها رغبته التي عصفت بعقله وتوازنه .. وجعلته كغر .. مراهق فقد عقلانيته امام امرأة .. ليست كأي النساء..
تنهدت .. فأرسلت مع كل نفس .. دعوة تقبلتها حواسه بشكل مثير للجنون .. لم يدرك انه قد ركع على ركبتيه امامها .. لم يدرك انه قد احتوى وجهها بين كفيه .. كانت كنداهـــة .. سحر وغموض .. احساس غامض من وراء الستار .. وكان هو ذلك الفلاح القروي البسيط الذي وقع بين براثن دعوتها المميتة ..
لم يعرف انه قد يغرق فيما هو فيه أكثر .. حتى فتحت عينيها .. حينها فقط فقد زمام الأمور كلياً ..
رآى الزمرد يشتعل .. يصطلي وسط النيــران .. وسمع ندائها البعيد .. يحمل حروف اسمه .. ليغيب ..
كشهاب محترق على سطح الشمس المشتعلة .. اجتاحته الحرارة القوية وهو يقربها منه .. وشفتاه تمتلكان بتسلط شفتيها .. ابتلع شهقتها .. واحتكم انفاسها .. بقوة وسيطرة لاتمت لقرويته البسيطة بشيئ.. كل ماكان يفكر به هو انه يريد ان يشعر بها من جديد .. حرارتها .. نعومتها .. ارتجافة انفاسها بين انفاسه .. اختلاط رائحتها الليمونية بذرات الهواء .. هو يريد ان يسحق هذه النعومة .. ان يستولي على الرائحة .. يريد ان يحول تلك الارتجافة لانتفاضة حب .. اجتاحته هو قبلها ..
كان أسوأ ماحدث له في حياته ..
كان أجمل ماحدث له في عمره .. ..
كان يقف على طرفي نقيض .. المرة الأولى كانت قسوة .. وغضب .. ولكن الأن ..
ربااه مايحدث له .. مايشعر به وهو يتذوق ثمرته المحرمة .. مايصارع ليكم عقله .. مايدفعه من ثمن كي لايغرق .. وكي لايهرب بعيداً عنها .. لم يعرف انه حتى بحاجة للهواء .. حتى شعر بصدره يضيق .. كان يكتم انفاسه .. لايزال يحتفظ بأنفاسها التي التقطها محملة بعبق من رائحتها .. ولايرضى حتى بزفرها ..
كاد يبعدها .. يتخلص منها وتأثيرها السام عليه وعلى بدنه ..
كجنون .. جنون خطر وجب التخلص منه .. ولكن هيهات .. حتى شهقة للهواء لم تسمح بها .. وحالما قرر الابتعاد .. كانت ذراعيها تحيطان به .. تعانقان كتفيه .. تنغرسان بين خصلات شعره الداكنة .. كانت تستولي عليه .. تفرض سلطتها .. بكل قوة ..
كانت تحلم .. بالتأكيــد هو حلم ..!!
كانت ضائعة في وسط صحراء قحط .. حلقها جاف .. والشمس تكاد تكون على قمة رأسها .. كلها حار وينتفض من التعب والارهاق .. كانت تصيح بحثاً عن النجدة .. يمنى ويساراً بحثت عمن يمكن ان ينجدها ويجدها وسط ذلك القفار .. ولكن لاأحد ..
كانت وحدها تائهة ..
مشت ومشت حتى كادت قدميها تصرخان باعتراض .. تتوسلان اليها التوقف والجلوس .. لبعض الوقت فقط .. حتى تنجلي كل تلك الألام .. أو تخف حتى دون فائدة .. مشت ومشت .. وحين ظنت انها لم تعد تقدر على الاستسلام .. سقطت .. حتى دموعها جافة ..
رفعت عينيها للسماء .. لتقابلها شمس حارقة .. صرخت بألم ووجع .. ولم تسمع رداً على صراخها سوى صوت النسور اللاحمة .. شعرت بالاختناق .. اختناق مؤلم استحكم حلقها وجعلها تبكي دون دموع .. بصوت يمزق نياط القلوب .. افترشت الرمال وقد استسلمت لواقع انها ستموت .. ضائعة وسط الصحراء!!
حينها فقط سمعت همسه ..
شعرت بأنفاسه القريبة .. لمسته الحانية كندفات ثلج في يوم قيظ الحرارة .. رفع عينيها اليه .. وهمست اسمه بصعوبة .. ليبتسم في عينيها ويجذبها الى ذراعيه ..
اتسعت عينيها بذهول وهي تشعر ببرودة حضنه .. ثم قوته .. تلك المشاعر التي هاجمتها وهي تتنهد باسترخاء بين ذراعيه ..وهو يغيبها في عناق افلتها من زمام أمورها ..وجعلها تتأوه برغبة لم تشعرها لرجل قبله .. وحين أراد الابتعاد .. لم تسمح له !!
لفت ذراعيها حوله .. لاتريد اأن يحرمها أحد من الأمان الذي تشعره بين ذراعيه ..همست باسمه مجدداً .. وفتحت عينيها .. لترقى قربه المهلك .. عينيه .. يالهول عينيه .. بركتا سواد .. احتوتا نظرتها المتوسلة .. اغرقت عينيها ولم تفلتهما .. افلت شفتيها بتنهيدة .. لايصدق .. لايصدق مايحدث له .. ولاتكاد تفهم مايحدث لها .. تمتمت باسمه ..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-13, 09:10 PM   المشاركة رقم: 1793
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 56820
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: dada19 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dada19 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل 11 رواية قمة في التميز كل ج

 

احنا جاهزين و ربنا يستر من مفاجأتك

 
 

 

عرض البوم صور dada19   رد مع اقتباس
قديم 06-09-13, 09:10 PM   المشاركة رقم: 1794
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل 11 رواية قمة في التميز كل ج

 
دعوه لزيارة موضوعي

قحطاآآآن ..!!
تساؤل وهي تشعر بالذعر وقد عاد اليها وعيها .. تدريجياً .. لتكتشف انها بين ذراعيه حقاً .. تعانقه وتتشبث بكتفيه كغريق .. تعانق اصابعها خصلاته السوداء بجنون .. وتحمل انفاسها حرارة قبلتهما .. التي فجرت بداخلها مالم تشعره لأحد من قبل .. اتسعت عينيها بذهول وهي تعي ماتفعل .. وتسمرت بين يديه ..
نظر لعمق زمردتيها .. تحمل احساساً بالارتباك .. احساس عامر بالغرابة .. نظرت له مشتتة .. فنظر لها بظلمة عينيه .. تصلب فكه .. اشتداد شفتيه لخط رفيع قاسٍ .. ثم ذلك الاحمرار الذي غزا وجهه .. امتدت يداه يفك أسره من ذراعيها .. بقوة وحزم وثبات .. لايشي بما كان يشعر به قبل لحظات بين ذراعيها ..
همست باسمه بتردد لينهض بحدة ويهمس بصوت فقد ثباته :
-اخوتي وغزل بالأسفل .. لاتتأخري..
اتسعت عينيها بذهول وهو يتركها ويستدير بعيداً .. ارادت أن تصيح .. ان تناديه ولكنها عادت لرشدها .. مالذي تفعله ؟؟ هل جنت؟؟ ألا تكفيها النظرة المظلمة المحملة بالاحتقار والتي لاحت في عينيه حين ابتعد عنها؟؟ اجتاحتها الحرارة وهي تشعر بما فكر به؟؟
تباً له ..
فكر بحقد .. كيف انساق وراء رغباته بكل تلك السهولة كيف؟؟ كيف استسلم لاغواءها وهو اكثر من يعرف انها لم تكن له من قبل ولن تكون الأن ؟؟ تنهد بضيق استحكم صدره .. انه يريدها ..
قبض كفيه بعنف تباً لكل رغباته .. تباً لجنون مشاعره التي كادت ترمي بعقلانيته وراء ظهره وتتركه يستسلم لجنون رغباته ويخضع لسلطان تلك المرأة التي مرغت كرامته يوماً وفعلت المثل قبلها لكرامة واسم عائلتها .. كيف له ان ينسى .. كيف له أن يخاطر بها تفكر بغيره وهي بين ذراعيه ؟؟ كيــف؟؟
تنهد بحرقة .. واندفع الى الحمام الملحق .. يريد فقط ان يتخلص من تلك الغشاوة حول عينيه .. غسل وجهه عدة مرات .. بدون توقف .. ليتغلل الماء لثنايا عقله .. وربما يخلصه من جنونه ..!!
وهي نهضت ببطئ .. توجهت الى المرآة ووجدت أثار مافعله بها .. شعرها المشعث.. شفتيها المتورمتين .. وجنتيها المحترقتين .. بشرتها المتوهجة .. رفعت يدها تحيط بعنقها بشحوب.. رباااه ..
مالذي حدث لتوه .. !! كيف لها ان تفعلها من جديد .. كيف لها أن ترضى بعينيه والاحتقار يملؤها .. شعرت بالغصة تقتلها وهي تشعر بخروجه العاصف من الحمام .. مر من خلفها فاستدارت اليه .. بسرعة تقبض على مرفقه .. تتشبث به ولاتعرف لما ..
توقف بحدة والتفت اليها ..
لا لا .. همس قلبها بوجع لاتدري له سبباً .. لاتنظر لي هكذا ..
-لماذا؟؟
تسائلت مخنوقة .. لاتعرف غرض السؤال حتى هي نفسها .. أتتسائل لما تركها ؟؟ أم لما بدأ معها من الأساس .. عيناه تتقلبان بين الاستحقار .. والرغبة المشتعلة والتي لم تهمد بعد.. رفع حاجبه باستعلاء .. ورمق كفيها المتشبثين بذراعه بقسوة جعلتها تجفل مبتعدة .. لاتعي التوسل المخزي الذي انسكب من عينيها وهي تنظر اليه .. والذي استقبله بكل غروره الذكوري الفظ ونفضه عنه كرماد سيجارة وخطايا فاسق لاتغتفر ..
-اخبرتك ألف مرة قبلاً .. أنا لاأرضى ببقايا غيري..
اختار ان يفسر سؤالها كما يريد .. واختار اجابة تقضي على نبضات قلبها .. وتحطم مشاعرها .. كشيء قذر سئم منه .. كرهته وقتها ..
كرهت هذه النظرة وكل هذه القسوة وهو ينفضها عنه ويغادر ..جلست بلاحراك لدقائق طويلة تنظر عبر المرأة .. وكأنها تسأل نفسها دون أن تجد من يجيبها.. مالذي تريدينه منه؟؟ وأنت نفسك من زرع هذه الفكرة السوداء في رأسه؟؟ مالذي تريدينه منه ؟؟ وهو ان أقسمت بالكتاب وربه لن يصدقك؟؟
ورفعت لنفسها عينين مرتجفتين..
لما تريده أن يصدقها ..!! فليذهب للجحيم .. فبعد ايام لن تكون هنا؟؟ ولن تضطر بعد الان لسماع مايقوله لها ولاكيف ينظر لها .. ستنجو بنفسها منه.. سترحل وتتركه يتخبط في دنيته القاحلة وحده ..
انسابت دمعتها تبلل وجنتها بحزن لاتدرك سببه .. ولكنها تركته .. يغسلها للعمق ..
***
الصباح التالي ..
كان يقودها الى العيادة لمقابلة المختصة النسائية .. وبعد الغداء كانت على موعد مع شفـا وغزل للسوق .. ليلة امس كانت الامسية هادئة .. هي في عالم من الاحتقار للنفس والحزن .. اضافة للتعب والارهاق .. وغزل كعادتها هادئة وصامتة .. كانتا تسمعان الضحكات من المجلس المجاور .. هي ترتجف لعمق صوته ونبرته المتسلطة .. والأخرى تجفل كلما سمعت صوت زوجها يزعق بأسلوبه الفظ الغريب ..
بعد انصرافهم .. رأته يتوسد المجلس .. لم تجرؤ على سؤاله ان كان سيقضي ليلته هناك ولكنها فهمت انه سيفعل .. وصعدت لغرفته .. اغلقت الباب عليها بقوة .. واستلقت على الفراش تناظر السقف .. وهي تحاول الاستغراق في النوم .. ولم تفعل حتى ساعات الصباح الأولى ..
حين وصلا كانت المختصة بانتظارهما .. اعتذرت بلباقة وهي تواجه نظرات قحطان العاصفة لعدم تواجدها ليلة أمس .. اجلستهما امامها ونظرت للفحوص باهتمام قبل ان تنظر لقحطان وتقول:
-زوجتك ليست حاملاً سيد قحطان..
-أعرف هذا ..
هتف بغلظة أجفلت المرأة التي التفتت لسيادة ورأت المرارة على وجهها .. عقدت حاجبيها وهمست:
-انتما لاتزالان شابين والعمر كل...
-اسمعي ..
هدر بنفاذ صبر وهو يلوح بكفه:
-لاداعي لكل هذه النصائح اخبريني مابها زوجتي لتعاني من كل هذا الارهاق والتعب ودعينا ننصرف من هنا.
عقدت المختصة حاجبيها بحنق ونقلت بصرها بينهما .. ورأت انكماش سيادة الواضح والشحوب على وجهها قبل أن تغلق الملف الطبي بيدها وتواجهه بحدة:
-اسمعني ياسيد .. زوجتك وللأسف تعاني من سوء تغذية حاد .. بالاضافة لنقص في المناعة .. والحديد .. وكأنني اراقب فحوصات مريض من المهمشين وليس سيدة من عائلة محترمة وزوجة لشيخ قبيلة .. اخبرني ماتفعله بها؟؟ تحبسها؟؟!!
صرخت به بغيظ .. وهي تراقب انفعالاته المصعوقة وهي تخبره النتائج .. لتفاجئ بضحكة ساخرة طويلة من الجهة الأخرى ..
التفتت لسيادة التي لم تقدر على التماسك .. لم تقدر على ان تمسك نفسها وهي تسمع ماقالته.. سوء تغذية حاد ؟؟ نقص حديد وغيره؟؟
ضحكت بهستيريا .. هي .. سيــادة العزب بجلالة قدرها .. تعاني كما يعاني المساجين...
-لما تضحكين سيدتي هل أخطأت بشيء..؟؟
نظرت للمرأة المستغربة وهي تحاول السيطرة على ضحكاتها بلافائدة:
-لا .. لاشيء..
دمدمت ضاحكة .. ياللسخرية .. نظرت له وسط ضحكاتها لتراه يناظرها بعنف ..فازدادت ضحكاتها وهي لاتقدر حتى على السيطرة على نفسها وهي تهتف به:
-أخبرها قحطان .. هل تحبسني في زنزانة ما ؟؟
ازداد انعقاد حاجبيه .. اشتعل غضبه وانقبضت كفيه بقسوة كادت تحطمها .. لاينكر انه شعر بحقارة مافعله بها وقذارته حالما أخبرته المختصة بماتعانيه .. لاينكر احساسه العارم بالارتياح وهي تؤكد له حسن ظنه بها وأنها لاتحمل طفل رجل سواه .. ولاينكر ماشعره من اسى لمنظرها وهي تضحك بتلك الطريقة ..
حتى جاء سؤالها الساخر .. محملاً بنبرة اتهام قاسية سمرته مكانه وغضبه يتصاعد .. بالخصوص لمرأى دموعها التي انسابت بحرقة على وجنتيها دون أن تعي هذا ..
رأى الطبيبة تسرع اليها وتساعدها على مسح دموعها والتي تحولت لشهقات متتالية وهي تحاول السيطرة عليها دون فائدة .. انتزع نفسه مماهو فيه ونهض يجذبها بعيداً عن المرأة الأخرى وهو يهمس بحدة:
-توقفي عن البكاء..
خفضت عينيها بحرقة وشهقاتها تزيد .. ترتفع لحدود السماء ولاتعرف كيف تسيطر عليها .. لاتدرك حتى ماسبب انفجارها بالبكاء وهي كانت تغرق في الضحك !! كلما أدركته انها تريد البكاء والصراخ والعويل .. ااهٍ منه ومن كل مايفعله بها ؟؟
-قلت توقفي..
صاح بها لترفع عينين حادتين اليه وتصيح بحرقة:
-لاشأن لك ... هل ستحاسبني على البكاء كذلك؟؟
اتسعت عيناه بذهول وهو يراقب كيف التمع الزمرد خلف ستار الدموع .. كحجر كريم .. غارق وسط محيط .. رفع كفه يمسح دموعها عن وجنتيها لتبتعد بحدة وهي تصفع يده .. ازدادت عقدة حاجبيه وغصته التي استحكمت صوته وكلماته التي اراد ان ينزلها على رأسها كالسياط .. ووجد نفسه يجذبها اليه بكل سلاسة .. لتغرق الباقي من دموعها على صدره ..
اووه .. كم ان حضنه دافئ ..
فكرت بجنون .. كم كانت صلابة صدره كفراش من ريش النعام تحت وجنتيها .. انهمرت دموعها بشكل اقوى وهي تتشبث به بقميصه وتسمع هدير دقات قلبه .. في حين كانت يده تمسد ظهرها بنعومة وحنان .. والأخرى تشدها اليه .. بقوة وتملك ..
نظر للطبيبة التي وقفت تراقبهما مصعوقة من غرابتهما وهمس بخشونة:
-شكراً لك سيدتي .. ولاتقلقي عليها سأفعل اللازم لتستعيد قوتها..
اومأت المرأة بشرود .. بينما كان هو يساعد سيادة على النهوض ويوجهها للباب .. لم تكن قادرة حتى لعى شكر المرأة .. كانت تلتجئ لدفئ ذراعه التي أحاطتها بقوة وتسلط .. مستسلمة .. لاتعرف لمتى؟؟
فقط لتستعيد توازنها .. حمقاااء .. الى متى يأسرك بتصرفاته العفوية التي تفاجئك انت قبله هو؟؟
الى متى تقفين متفرجة له وهو يلعب بمشاعرك ويحكك كالدمى؟؟
تخلصت من ذراعه حولها بحركة سريعة وهمست بتوتر:
-استطيع المشي وحدي.
نظر لها بغرابة .. قبل ان يفتح لها باب سيارته.. عم الصمت بينهما .. هو غارق في احساسه بالذنب الجديد عليه وهي تفكر بطريقة لتفسر مشاعرها الغريبة نحوه.. أخذها لمطعم هادئ راقٍ .. وكان اهتمامه يعكس تفكيره بالذنب الذي يأسره ..
كلي هذا .. تذوقي هذا .. لاتشربي الشاي .. خذي العصير ..
نظرت له حانقة وهتفت بحرقة:
-لست طفلة ..
لم يعرها اهتماما وهو يقدم لها طبقاً من كبد الطيور المشوية قائلاً:
-ان بها نسبة عالية من الحديد .. كليها كلها ..
شهقت ونظرت له عابسة:
-لقد أكلت مايكفيني لسنوات ..لن أكل لقمة واحدة بعد.
نظر لها بصبر .. يحاول معه السيطرة على غضبه هو قبلها :
-تناوليه سيــادة والا جرعتك اياه غصباً ..
شهقت وزمت شفتيها بعناد وهي تعقد ذراعيها على صدرها وتتراجع في مقعدها .. رافعة احد حاجبيها لتلمع زمردتيها بتحدٍ وهي تهمس:
-حاول ماتقدر عليه ياشيــخ..
شعت عيناه بغضب وهو ينقل بصره بالطاولات حولهم والتي نظر لهم روادها بتسلية وقد ورد اليهم بضع مما قالته .. جز على أسنانه وهمس بصوت حديدي:
-لاتناقشيني ياسيادة والا فعلت مايجب لتأديبك أمام الجميع .. والأن كلي ولاتتصرفي كالأطفال.
شعرت بكتلة تكتم على انفاسها وهي ترى غضب حقيقي في عينيه .. خوف ربما ؟؟!! خوف أحنقها وجعلها تكتم غيظها وتتوعد في سرها ان انتقامها منه سيكون مدوياً ..
أكلت ماطلبه منها بصعوبة .. بالكاد تقدر على ابتلاعه .. وهي تنظر له بصمت .. عينيها محتقنتين .. تكاد تنفجر بالبكاء .. ولكنه لم يأبه لها ..
حين غادرا كانت هي على موعد مبكر للتسوق مع شفا وغزل .. ومع اتصال امها الذي طال انتظارها له .. رمقته خفية .. مالذي سيفعله لو عرف انها تنوي الهروب منه؟؟ جف فمها وهي تتخيل ردة فعله .. لماتخطط له وانتقامها .. منه .. احساس بشع بالخوف اجتاحها .. وشيء اخر .. شيء لم تفهمه سيطر على اعصابها وتسارعت معه دقات قلبها وهي تفكر .. لو رحلت الأن .. سيتأكد من كل شكوكه .. سيتأكد من أنها مجرد رخيصة وانها سلمت نفسها لذاك الرجل ؟؟ ستترسخ الفكرة في رأسه.. وعندها سيتيقن ولايمكن ان يصدقها بعدها؟؟
تباً تباً ..
اتسعت عينيها بحنق .. لماذا تفكر بماسيقوله وماسيظنه .؟؟ فليذهب للجحيم .. ولما تفكر اصلاً بتبرير نفسها له؟؟ لايهمها الأمر .. لايهمها ولايمكن ان يهمها..
اشاحت عنه بحدة .. ثبتت عينيها على الطريق وتركته يقود بصمت .. قلبها يرجف .. بخوف وقلق .. ترقب واحساس عامر بشيء على مشارف اليوم يقترب .. ولاتعرف ماهو .. لاتجرؤ حتى ان تسأل؟؟
***
ارتدت عبائتها وصندالها الرقيق وتوجهت للخارج وهي تحكم اغلاق حقيبتها .. انها المرة الأولى التي تخرج بها للتسوق منذ وصلت الى عدن..
ابتسمت بفرح لم تملك سوى الشعور به .. وتقدمت من غرفة المكتب حيث يقضي رعاد فترة بعد الظهر ..
وحال اقترابها من الباب سمعت ضحكته المجلجة ..
عبست وهي تفكر انها تسمع ضحكته تلك للمرة الأولى منذ سنوات؟؟ اقتربت اكثر وسمعت الصوت المألوف يقول بحماس:
-بالطبع سنتمكن من الفوز تلك مسألة لاشك فيها.؟؟
"يتحدث عبر الهاتف؟؟" فكرت بحيرة...!!
-لاتقلقي .. ستكون المنافسة شريفة وسنتمكن منهم جميعاُ مادمنا معاً..
ارتفع حاجبيها مجحظت عينيها مصعوقة..
يحادث امرأة .؟؟؟ من هي تلك التي سيفوز ماداما معاً؟؟؟
-رانيا لاتقلقي .. خوفك لامبرر له؟؟
تصلبت حواسها وهي تسمع ...
-لن يفرقنا أحد اطمئني ..
ابتعدت كالميتة .. كل اطرافها متيبسة .. جامدة عينيها جاحظتين تناظران الباب الموارب والذي حمل من جديد ضحكة زوجها المجلجلة في حديثه مع امرأة سواها .. تراجعت بخوف شلّ اطرافها وجعلها تسقط على طرف الكرسي ناظرة للفراغ ..
هناك امرأة أخرى؟؟؟ فكرت بخواء .. امرأة تبسط طريقها لقلب رعاد؟؟ بل انه هو من يفرش لها الطريق .. ويعدها ويطمئنها؟؟ بردت اطرافها .. باتت كالثلج وهي تنظر بهلع لكفيها المتشابكتين في حظنها .. لماذاا؟؟ لقد وعدها رعاد ان يظل بقربها وألا يتركها قط ..
سمعت الباب .. رفعت عينيها تنظر اليه ..
رأت حاجبيه ينعقدان بتوتر .. وسرعان ماكان قربها:
-غزل هل أنت بخير؟؟
نظرت له خرساء من هول ماسمعت وماتفكر به ليعود بحرارة:
-هل أنت مريضة ؟؟ انظري لك انت شاحبة للغاية؟؟
جلس الى جوارها .. التقط كفيها .. دعكهما بيديه بقوة عله يبعث لعض الحرارة والحياة لكفيها الباردين كالثلج:
-غزل تكلمي معي ماذا أصابك؟؟
أشاحت عنه .. لاتقوى على النظر اليه ..
كل شيء من حقه .. رعاد رجل .. بكامل قوته وحيويته؟؟ من حقه البحث عن امرأة يختارها بنفسه.. تشاركه حياته .. تعطيه من الحب والحنان مالم تستطع هي تقديمه ...
فكرت بذهول .. قبل ان تستولي عليها المرارة وتفكر.. "هو قد قالها قبلاً .. هي مجرد امانة .. أجبر على الاعتناء بها بعد وفاة أخيه... ليست من حقه وليس من حقها!!" شعرت بالأسى يجتاحها .. ربما هي غيورة منه .. لأنه يستطيع ان يعيش حياته بينما هي .. هي لاتقدر..
ابتلعت ريقها بمرارة قبل ان تجتاحها رجفة عميقة وهي تشعر بأصابعه الطويلة الخشنة تقبض على ذقنها وتدير وجهها اليه:
-ماذا بك ياغزولة؟؟
همس بحنان .. صوت عذب ارسل شرارت قوية الى اطرافها .. جعلها تفتح فمها بغباء تنظر لعينيه الصافية وهو ينظر اليها .. بنظرة لم تقدر ان تفسرها.. اشعلت بداخلها جمرة لم تفهم معناها ..
-سنتأخر ..
همست وهي تحاول التخلص من نظرته التي حطمت شيء بداخلها .. سد ضخم جرف ماخلفه بقوة .. اغرقها ولم تعد تقدر على الصمود في وجهه ..نهضت مرتبكة .. سمعت تنهيدة اليأس التي غادرت شفتيه .. ولم تتوقف لتنظر وتسأل عن السبب .. غادرت قبله .. وبقي هو هناك خلفها بنظرة غريبة تلمع في عينيه ..كاد يجزم انه رأى بعض الاهتمام في عينيها .. ولكنها تعود وترفع حصونها امامه ..
تنهد بقهر ونهض خلفها .. سيوصلها .. ثم يعود الى دراسته .. فليس له وقت ليحكم عواطفه على عقلانيته الان .. حتى تعود هي .. وربما وقتها .. ربما ..
وصلا بعد دقائق الى السوق الضخم .. وبعد اتصال قصير عرف اين ينتظره اخيه ..
حالما التقت النسوة الثلاث .. انطلقن في طريقهن .. في حين غادر رعاد .. واصطحب عمرو قحطان الى مكان مجهول ..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-13, 09:11 PM   المشاركة رقم: 1795
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل 11 رواية قمة في التميز كل ج

 
دعوه لزيارة موضوعي

كانت رحلة التسوق ممتعة .. باستخدام بطاقة قحطان البنكية اشترت ماارادت وأكثر .. كانت صحبة شفا الشهري ممتعة بانطلاقتها ومعارفها تقريباً في كل انحاء السوق المغلق من مالكي المحلات للبائعين .. ضحكت سيادة في سرها وفكرت .. هي كانت هكذا قبل أن يخطفها ذلك الشيخ ..
غزل كانت شاردة معظم الوقت .. ولكن هذا لايمنع انها قد استخدمت حسابها البنكي باسراف كذلك .. كانت ترى ضحكتها من وقت لأخر .. ولكن بمعظم الوقت كانت صامتة ...
حين قررت الفتيات الجلوس في مقهى وتناول المثلجات ادركت سيادة ان الوقت قد حان للاتصال بأمها .. وبخجل طلبت هاتف شفا التي ناولتها اياه بلاتردد ..
نهضت عنهما وابتعدت معتذرة.. كانت ترتجف .. تتلفت حولها بعينين متسعتين وكأنها ستجده خلف عنقها بلحظة .. سمعت الرنين القصير قبل ان تفتح امها الخط وتناديها بلهفة:
-سيــادة؟؟
-امااااه ..
نادتها باكية لاتعرف السبب ..
-هل أنت بخير؟؟
تسائلت ايفا بجزع لتحاول سيادة السيطرة على نفسهاوهي تهمس:
-نعم .. انا . اانا بخير..
-هل نفذت ماقلته لك..؟؟
-نعم امي .. الان انا بالخارج واحتاج لمساعدتك لاغادر من هنا اماه ... لقد تعبت..
همست كلمتها الأخيرة بتهدج اصاب عقل امها بالجنون .. فنهضت عن كرسيها قائلة بحزم:
-أين انت بالضبط .. سأدع رجل القنصلية يقابلك لاتمام كل مايلزم ياسيادة..
القت لها سيادة اسم السوق مرتجفة .. فهمست امها/
-لاتقلقي بنيتي .. أقسم ان اخرجك من هناك وبعدها سأنتقم منهم جميعاً ..
اغمضت سيادة عينيها وهمست بألم:
-لو عرف قحطان امي .. سيقتلني..
شعت عينا ايفا بالغضب وصرخت:
-سأقتله ان تسبب لك بالأذى بنيتي .. سأقتله..
اجتاحها أسى هائل لم تدرك سببه وهي تهمس:
-فقط أخرجيني من هنا .. اريد الابتعاد عنه أمي..
دارت ايفا حول مقعدها وهمست بحرارة:
-لاتخافي بنيتي .. لاتخافي .. سيادة ..
همست بتردد لتجيبها ابنتها:
-ماذا هناك امي؟؟
-هناك من يريد التكلم معك بنيتي..
عقدت حاجبيها قبل أن تسمع الصوت المالوف ..
-حبيبتي ..
انتابها الغثيان ..
لم تعرف لماذا او كيف .. ولكن .. حال سماعها صوت عبدالعزيز تصاعد شعورها بالغثيان ليجتاحها ويصيبها بغضب وحنق تجلى في صوتها وهي تتذكر كل ماعرفته انه قاله لوالدها :
-ماذا تريد؟؟
احتقن وجه عزيز وهو يسمع صوتها .. ايام طويلة مرت وهو يعين نفسه على الصبر كي يسمع صوتها من جديد اراد ان يدفع عمره كله فقط ليراها ويغرقها بين ذراعيه من جديد ..
-اريدك انت حبيبتي..
همس كعاشق ولهان .. لتصرخ بيأس وتصرخ غير مبالية بمن سيسمع:
-اسمعني أيها الحقير .. لم أنس مافعلته .. ماقلته لوالدي .. كذبتك الحقيرة التي أدفع ثمنها الان بكل قسوة.
-سيادة اسمعيني ..
هتف بترجي وهو مصعوق مماتقول ولكنها لم تسمع بل اندفعت تهتف بحرارة:
-بسببك انت .. بسببك انت هو يظنني فاسقة مرغت اسم عائلتها بالوحل .. بسببك انت هو يكرهني ويحتقرني .. انت هو سبب كل ماحدث لي .. انت سبب كل مصائبي..
-من هو هذا؟؟
صرخ بجنون .. لتجيبه بحقد:
-انه زوجي ايها الأحمق .. زوجي الذي يكرهني ولايطيقني..قحطااان .. الرجل الذي اجبروني على تحمل كراهيته وقسوته .. انه الرجل الذي تسببت انت بوجوده في حياتي..
-سأقتله .. سأمزقه الى قطع ..
صاح بعنف لتضحك باستهزاء وهي تتخيل مواجهة بين عبدالعزيز وقحطان ..ليصرخ اسم الأخير بجنون معلناً فوزه دون مقاومة من الاول .. لم تكن تريد ان تقارن .. فكما هي تكره قحطان .. الان هي لاتطيق عبدالعزيز ولاترغب حتى بسماع صوته:
-اعطني امي .. الان..
هدر بقوة وهو يضغط على الهاتف:
-اسمعيني ياسيادة .. انت لي وحدي .. انت من حقي ولو ان ذاك الرجل مسك بسوء .. سأحطمه.
-قلت لك اريد امي..
صاحت بعصبية .. لتسمع امها تهدئ من روعها وقد استولت على الهاتف من ذاك الغبي الذي يكاد يفسد كل شيء بعصبيته:
-انا هنا معك حبيبتي..
-امي انا لااريده ان يبقى .. اريده خارج حياتي حال عودتي .. لااريد سماع حتى اسمه.
صاحت بحرقة لتهدئها امها وتهمس لها:
-اطمئني حبيبتي .. اطمئني كل شيء سيكون على مايرام .. والان اسمعيني لقد تكلمت مع رجل القنصلية .. وهو في طريقه اليك في الحال .. بعد ساعة واحدة اريدك ان تتصلي به .. احفظي رقمه واتصلي به وهو سيتكفل بكل شيء بنيتي..
حاولت سيادة السيطرة على غضبها .. حاولت السيطرة على تدفق الدم بقوة عبر دماغها ..
حاولت حفظ الارقام التي ملتها لها امها .. ورددتها بصدرها عدة مرات حتى حفظتها .. ثم ودعتها باختصار .. وحاولت تمالك نفسها لتعود لرفيقتيها ..
حالما اغلقت الخط .. التفتت اليه:
-هل جننت .. أتريدها ان تكرهنا نحن كذلك..
-ابنتك لم تعد كما كانت ..
همس بشرود .. عيناه تغيبان في الافق عبر النافذة الزجاجية لتعقد ايفا حاجبيها وتهمس:
-ماذا تعني؟؟
-هناك ماتخفيه ...
-انها غاضبة منك؟؟ ليس الا ..
-لا ..
همس وهو ينظر اليها ثم يواصل بقهر:
-سيادة تعلق اهمية كبيرة على ابن عمها .. انها مقهورة من نظرته نحوها كفاسقة كما تقول ..هي تكره انه يظنها عشيقتي .. تكره هذه الفكرة وتكرهنا لها..
-ماذا تعني؟؟
صاحت ايفا بنفاذ صبر ليجيبها ببرود:
-ابنتك تتعلق بذلك البدوي .. انها تتعلق به ..
اتسعت عينا ايفا بذهول وصاحت:
-انت مجنون ..
هز رأسه بيأس:
-انه واضح تماماً .. مهما كانت رغبتها بالهرب منه فهي تقاوم مشاعرها الجديدة ياايفا .. انها تقاوم ولكنها تتعلق به لااعرف الى اي مدى ولكنني اخاف ان تركناها لمدة اطول ان نفقدها..
اتسعت عينا ايفا مصعوقة ليستمر:
-علينا ان نعيدها لباريس بأسرع وقت ممكن والا سيطر ذلك الرجل على سيادة وحصل عليها؟؟
-لا لا .. ليس ابنتي ..
همست ايفا بشحوب .. ثم قالت بعصبية:
-سأتصل بالرجل ليسرع الامور .. اانا اريد ابنتي ..
عقد عزيز حاجبيه وهمس بقسوة:
-علينا ان نعيدها بأسرع مايمكن .. لايعقل ان نتركها اكثر ..
ثم ضاقت عينيه وهو يتذكر ماقالته عن ذلك الرجل ...قحطاان ..!! الشيخ القروي الذي استولى على امرأته .. قبض على كفيه بقوة .. يقسم ان ينتقم منه .. ان يوجع قلبه كما فعل هو به ..
-في هذه الاثناء .. سأخذ انا بثأري من ذلك الشيخ ..
عقدت ايفا حاجبيها بتساؤل ليبتسم عزيز ويهمس بسخرية:
-الا تدركين مدام ان للشيخ نقطة ضعف هنا بيننا .. وانا وأنت .. سنستمتع بكل هدوء .. بانتقامنها منه عن طريقها ..
اتسعت عينا ايفا وعزيز ينظر لها مبتسماً:
-تريدين التخلص من كل افراد العزب الذين شتتو عائلتك .. انا لها يامدام ..
-مااذا تنوي ان تفعل عزيز؟؟
همست بتوجس ليبتسم بسخرية متشفية وهو يفكر بقحطان :
-سأفسد له حياته .. سأفسد له شقيقته .. وأجعلها خاتماً في اصبعي .. قبل أن احطمها تماماً ..
رفعت ايفا حاجبيها بذهول .. وهي تكتشف جانباً جديداً في عبدالعزيز .. جانباَ شيطانياً .. للغاية ..!!
***
فعلت كما طلبت منها امها ..
بعد ساعة .. اعتذرت من رفيقتيها للذهاب للحمام .. وتركتهما امام احد المحلات مع وعد اللقاء بداخله .. وتراجعت تبحث عن محل اتصالات عام .. عضت شفتيها برقة وهي تتلفت يمنى ويساراً .. بحثاً عن واحد .. كانت في الطابق الثاني من السوق العام .. وهناك وجدته ..
طلبت الرقم .. بأصابع ترتجف ليرد عليها الرجل الفرنسي .. كانتقلقة وتكاد تموت من الرعب وهي تصف له مكانها .. ووقت انتظارها له كانت تموت من الرعب ..تتلفت حولها باستمرار بانتظار ان يفاجئها قحطان .. !!
كانت تقف وهي تحاول السيطرة على غطائها الذي لم يكن يستقر على رأسها للحظة .. حتى راته من بعيد .. تعرفته على الفور .. رجل طويل القامة .. اسود البشرة .. تقدمت منه وهمست باسمه بتوتر:
-مسيو باري؟؟
التفت الرجل لها وتأملها باستغراب لمنظرها بالغطاء وهمس بالفرنسية:
-مدام سيادة..؟؟
تنفست الصعداء وقالت هامسة:
-نعم انها انا..
قادها الرجل لركن قصي وهمس لها:
-هل انت وحدك؟؟
-لا ولهذا علي الذهاب الان بأسرع وقت .. ماما قالت بأنك ستساعدني على الخروج من هنا..
همست بضراعة ليقول :
-بالطبع مدام .. لقد شرحت لي مدام ايفا طريقة زواجك وكيف ارغمت عليها .. ولكنني لاافهم سبب رفضك الالتجاء للشرطة؟؟
اتسعت عينيها وهتفت:
-لا لا ليست الشرطة .. انا لااستطيع .. انها عائلتي ..
همست بضعف وهي لاتستسيغ حتى تبريرها في حين نظر لها الرجل باستنكار لتهمس له:
-اخبرني كيف ستساعدني؟؟
-لقد وجدت نسخة من جواز سفرك في القنصلية .. وسأستخدمه لاستخراج جواز جديد لك .. وبهذا نستطيع اخراجك دون الحاجة لجوازك الذي اخفاه والدك .. انا فقط بحاجة للوقت.
-وانا ليس لدي الوقت .. لااعرف كم سنمكث هنا ولكنها مدة قصيرة حقاً ..
هتفت بيأس ليومئ لها وهو يخرج من جيبه هاتفاً محمولاً:
-حسناً حسناً لاتقلقي .. خذي هذا ..
نظرت للهاتف باستغراب فقال بحسم:
-اخبرتني امك انك لاتملكين واحداً .. وانا بحاجة لأن اتصل بك وابلغك بكافة الترتيبات .. لذا اشتريته لك .. سأتصل بك غداً في المساء.. وأطلعك عليها كلها.. اتفقنا؟؟
نظرت للهاتف بشك قبل ان تومئ بتوتر ..
حينها ودعها الرجل .. وانصرف بهدوء..
أخفت الهاتف بحقيبتها وعادت لرفيقتيها .. تكملان رحلة التسوق وهي تفكر .. مالداعي لشراء الملابس .. مالداعي لكل تصرفاتها المتماسكة وهي ترتجف من الاعماق .. مالداعي ان تقف وهي لاتريد سوى الانهيار باكية ولاتدرك مالسبب ..؟؟؟
***
-لقد أحضرت الأوراق المطلوبة ..
قالها عمرو الشهري بهدوء وهو يناول قحطان مجموعة من الاوراق التي حالما نظر لها تبدل الهدوء في وجهه لعاصفة من الغضب وهو يهتف:
-الحقير ..
-اهدئ قحطان ..
قالها عمرو بهدوء ليعصف صديقه:
-لاتطلب مني الهدوء وهذا الوغد يريد ان يحطم سمعتنا في السوق بتصرفاته اللصوصية .. ساعلقه من قدميه اقسم على هذا حال عودته ..
-انه في تايلاند واعتقد انه يحضر لصفقة جديدة ..
قالها عمرو ليغرق قحطان بالتفكير .. كيف له ان يواجه كل هذا .. ابن عمه .. زوج شقيقته .. يهرب أسلحة الى داخل البلاد .. وليس هذا فحسب .. بل هو يستعمل تجارته كغسيل اموال لكثير من تجار السلاح في المنطقة .. كيف سولت له نفسه فعل هذا؟؟ كيف خرج عن طوع قبيلته .. !! لو عرف الشيخ .. لو عرف مايخفيه حسن العزب لقتله بيده ...
-ماذا تنوي ان تفعل؟؟
نظر لعمرو بحنق وهمس:
-لن افعل شيئاً الان حتى يعود .. وحينها أقسم انه سيفكر مليون مرة قبل ان يخطو خطوة واحدة دون مشورتي..
اومأ عمرو ونظر في ساعته:
-الا تعتقد ان نسائنا قد قضوا مايكفي في التسوق؟؟ اخاف ان تعلن ارصدتي نفاذها قريباً..
لم يستجب قحطان لمزاح عمرو .. بل اتجهت افكاره بجنون لزوجته التي تعد احدى مصائبه الكثيرة .. وشعر بالمرارة وهو يتخيل ماكان سيكون عليه الأمر لو انها كانت زوجته حقاً ...
دون منغصات .. يعاملها ببساطة وحرية كما يفعل صديقه .. لينتفض بقوة وهو يهب من مقعده.. تباً له أيفكر بعلاقة عادية وبسيطة مع تلك المرأة ..
خفق قلبه بجنون وهو يصرخ مجيباً بنعم .. ليجبره على الصمت بعقلانية .. وسيطرة مهولة على النفس ..وهو يقود سيارته ليعيدها للمنزل ..
لم ينظر اليها .. تركها تتكلم مع غزل التي اعادها هو الى بيتها .. ورافقها الى شقتها بصمت حتى سلمها ليد شقيقه الذي شكره بابتسامة مقتضبة .. ثم رفض دعوته له على العشاء وعاد لتلك في السيارة ..
كانت منكمشة على نفسها .. تفكر للحظات .. لو نظر لعينيها لعرف ..
ذعر انتشر بداخلها وهي تكتم انفاسها وهو ينسل الى مقعده بجوارها .. تحيط حقيبتها بيديها بذعر .. خائفة لو انه اكتشف الهاتف ... والخطة باكملها ..
لا لا .. كيف له أن يعرف كيف ..؟؟
فكرت تطمئن نفسها .. في حين كان هو يصارع مشاعره التي تحاول السيطرة عليه ..
انظر اليها فقط .. اشبع عينيك من رؤيتها ..
قبض على مقود السيارة ورفض الانصياع لتلك المشاعر والافكار العقيمة والتي دوت في خلايا مخه باصرار..حالما وصلا الى المنزل لملمت سيادة اغراضها وتمتمت بتحية صغيرة قبل ان تركض الى غرفتها ..
كانت تجاور غرفته التي باتت فيها ليلتها وقد رتبتها زوجة الحارس ونظفتها وفرشتها..
حالما دخلت .. سارعت باخفاء هاتفها وسط اكوام الملابس التي اشترتها ..
ووقفت تلهث..
لن يعرف .. كيف له ان يعرف ..
واست نفسها .. وهي تجلس على سريرها .. يجب ان تتخلص من هذا الخوف .. كلها ايام وربما ساعات قليلة وترحل .. تهجره .. تفر منه ..
كلها ايام وترى هزيمته امامها ..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصريات عبق الرومانسية, روايات عبق رومانسية, شيوخ لا تعترف بالغزل, عبير قائد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185816.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 28-08-17 10:22 PM
Untitled document This thread Refback 29-09-16 09:12 AM
Untitled document This thread Refback 03-11-14 03:16 PM
Untitled document This thread Refback 04-09-14 02:34 PM
(ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ) ط±ظˆط§ظٹط© "ط´ظٹظˆط® ظ„ط§طھط¹طھط±ظپ ط¨ط§ظ„ط؛ط²ظ„" .. ط¬ط¯ظٹط¯ظٹ … | Bloggy This thread Refback 14-07-14 06:53 AM


الساعة الآن 12:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية