كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
رد: 48- زهرة النار "بقلم زهرة سوداء "الفصل الخامس
قصص الهوى قد أفسدتك فكلها
غيبوبةٌ .. وخرافةٌ .. وخيالُ
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوج الأبطالُ
لكنةُ الإبحارُ دون سفينة
وشعورنا أن الوصول محالُ
هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ
وعلى الشفاة المطبقات سؤالُ
هو جدولُ الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حولة وغلالُ
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً
فنموت نحنُ .. وتزهر الآمالُ
هو أن نثور لأيّ شيءٍ تافةٍ
هو يأسُنا .. هو شكنا القتالُ
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكفَّ التي تغتال ..
لاتجرحي التمثالَ في إحساسة
فلكم بكى في صمته .. تمثال
قد يطلع الحجر الصغير براعماً
وتسيل منه جدالٌ وظلالُ
إني أُحبكِ .. من خلال كابتي
حسبي وحسبك .. أن تظلّي دائماً
سرّاً يمزقني .. وليس يقالُ
نزار قباني
الفصل السادس
كانت الشمس تملا السماء بنورها تمايلت برو على ظهره حصانها تحاول ان تجلس بشكل مريح لان الألم بدا يعاودها لا بد ان مفعول المخدر بدا ينحصر نظر ت إلى الخلف لترى ويليام يسير متمهلا على فرسه لم يحاول ان يكلمها منذ ان بدأت الرحلة أي قبل ثلاث ساعات لا بد ان ريك قد عنفه لانها ترى في عينيه انه مغلوب على أمره
"هلااسرعتي"جاءها صوت ريك من الإمام فأعادت نظرها إلى الطريق طلب منها ملازمته كظله وهكذا فعلت كان يسير في المقدمة مع لينا التي تجاوره بتملك وهي خلفهما تستمع لهمساتهما المزعجة وضحكات لينا السخيفة
زفرت بقهر منزعجة وتابعت بصمت كان عليهم ان يستريحوا للغداء الآن
ترجلت عن حصانها متغاضية عن الألم الذي تحس به وسارت متمهلة محاولة ان تخفي عرجها عن الأنظار متجهة إلى التجمع الذي بدا بالتشكل الجميع يعمل بنشاط و همة نصبت عدة خيام واشعلت النار
"سنستقر هنا حتى نجمع القطيع ونسوقه إلى المخيم "أوضح ريك مما جعل الرجال يقومون باختيار مكان بين الشجر وربط الحبال بين جذوعها ليصنعوا سياجا طبيعيا سيتم تجميع ما يمسكون به من القطيع بينما قامت لينا وبرو وأندي النساء الوحيدات ضمن المجموعة بتحضير الطعام
2
"اذهبي لتحضري الماء "أمرت لينا برو بنزق مما جعلها تنظر إليها بغضب
سارت تدك الأرض بقدمها متجاهلة الألم الذي يعصف بها رآها هاري فتقدم إليها
"إلى اين "
"أمرتني الآنسة لينا ان احضر الماء وأنا لا اعرف اين اذهب "
"ومع ذلك فانت تسيرين غضبى بلا هدف ،إلا تعلمي ان هناك جدولا قريب ثم ان الماء والأدوات الأخرى ستأتي قريبا مع العربات "
"لم يخبرني أحد"
"أتبعيني"سارت بخطواتها الثقيلة خلفه
"اسمعي لا تجعلي لينا ترهبك "
"أنها تذكرني بمصاصي الدماء في النهار لطفاء وفي الليل وحوش بينما لينا تتحول عندما يغيب ريك "
قهقه ضاحكة من خلفهما لفتت انتباهها
"لا اصدق كم كان وصفك دقيق "
علق ويليام
"ظننت انك لن تحدثني "قالت برو
"لقد ارهبني السيد ريك وطلب مني ان ابتعد عنك ولكن في وجود هاري أظن انه لن يمانع لست افهم لو لا معرفتي به لقلت انه يغار "
"انه ماذا يال طيبتك انه يخاف عليك لقد منعني من الاقتراب من اي شاب هنا فانا امثل له كل ماهو سيء. ولكن مادمت ملتزمة ومطيعة سيسمحلي قريبا ان اختلط بالآخرين وأكون جزءا من مجتمعكم "
"لا اعرف لم يسيء السيد ريك الظن بأحد إلا انت لا ادري أراه دائماً يفسر تصرفاتك بشكل خاطئ "
"أنها هبة من الله "قالت برو باسمة
"نظر لها الرجلان بعدم فهم
"أعني ان افهم بشكل خاطيء هذه منه من الله لا احد يفهمني "قالت تضحك بسخرية مما جعل هاري ويليام يبادلنها الضحك
"آنسة برو انا أفهمك جيدا انت إنسانة رائعة" قال ويليام ببسمة صادقة
"لكن الاورع من الآنسة برو هو ان ننهي عملنا لانه ليس لدينا وقت"جاء صوت ريك الغاضب
"انا كنت ساحضر الماء عندما لحقا بي " أوضحت برو تدافع عن نفسها
" إحضار الماء من الجدول مهمة شاقة بالنسبة لها وكوني طبيبا اطلب منكم اراحتها فاصابتها لم تشفى بعد "
"اعتقد انك طبيب بهائم ولا أظن ان برو تشبهها بشيء لذا اطلب منك ان تهتم بعملك "
"سأعتبر هذا مديحاً"قالت برو
"اعتبريه ما تريدين "أجابها بصبر نافذ "تعالي "سحبها ورائه
ابتسم هاري لويليام وبادله الآخر إياها
"حسنا لم اقصد إغضابك "
"لست غاضبا"
"حقاً "
"تعالي قال بتنهد
"لينا واندي باقي المواد ستحضر مع العربات لذا لا تزعجا نفسيكما بتحضير الطعام فلستريحي حتى يأتي عملك وتهتمي بولادة القطيع قال ينظر للينا بود انا لا أريد ارهاقك قبل الأوان "
ابتسمت لينا "أردت ان أساعد "
لا باس اقدر جهودك "شعرت برو بالغثيان للابتسامة المثيرة التي منحتها لينا له لما هو لطيف معها بينما يعاملها هي بنزق
ما هو العمل المتوقع مني "سالت برو
"لا شيء لا اعتقد انك تعرفين الكثير عما نقوم به "
"جربني"
"حسنا يمكن ان تساعديني "
"ما زلت لا تثق بي لتتركني أساعد الآخرين"
عندما صمت علمت انه لن يجيبها مؤكدا كلامها
تبعته بصمت
ناوليني الحبال اذا شعرت بالإرهاق أخبريني "
"حسنا "
وتابعا العمل في صمت قضته برو تتامله
بكل حركاته وسكناته حفظت كل زاوية في جسده كل خط رسم على ملامح وجهه حتى باتت تفهم تعابيره قبل ان يتكلم
وصلت العربات مما يعني وصول الطعام ووقت الاستراحة جلس الجميع حول بعضهم يتناولون طعامهم بجو اسري جميل جلست بجانب وليام من جهة وأندي وجورج من الجهة الأخرى "لن تتمكني من الجلوس على الأرض انتظرني ساحضر لك شيئا "قال ويليام متجها إلى العربة
تابعته بنظراتها كان يجلس بعظمة حتى وهو يفترش الأرض بدا مسيطرا وكأنه زعيم معتليا عرشه مال إلى جانبه الأيمن مرهفا سمعه للينا التي امتدت يدها تحيط برقبته تحدثه فيما بدا الحديث خاصا وحميما جعله يبتسم بمحبة لعيني لينا التي لم تفارق ملامحه
"هييه ما بك أكلمك منذ دقائق "قال ويليام الذي احضر لها صخرة لتجلس عليها
"ليست جيدة جداً لكنه افضل ما يمكن توفيره "أوضح لها
"اذا وضعنا عليها لوح خشبي ستصبح مثل الكرسي "اقترح جورج
"لكن لا تتحركي حتى لا تنزلقي إلى الخلف "نصحتها اندي وهي تجلس عليها بحذر ابتسمت لهم "شكرًا على اي حال أنها افضل من الأرض "قالت برو بامتنان وتثبت جلستها انتهى الطعام وكان الجميع يشربون القهوة ويتبادلون الحديث الودي عندما نهض ريك تتبعه لينا وعينا برو التي تراقبه لا تعرف لما ولكنها لا تستطيع ان تفارق ملامحه تجد نفسها لا إراديا تراقبه تتبع حركاته وسكناته حتى ابتساماته تلك ودية وهذه مجاملة والأخرى صادقة وهي نادرة أما تلك فهي مثيرة وقد منحها للينا مرتان اليوم مما جعلها تمتعض اه ....اين ذهبا لما انسحبا معا أتراه لا يستطيع أبعاد يده عنها فكرت برو بمرارة اكتسحتها لا تعرف سببها إنما أنها ليست سعيدة بل تشعر بالغضب الغير مبرر
حاولت تتبع مسيرها الذي انتهى إلى مكان ليس بعيد إنما مخفي قليلا بدا لها الأمر كأنهما عاشقين أردأ الاختلاء بعيدا عن الأنظار
لكن ليس نظرها هل هذه يد لينا التي تحيط برقبته هل سيعانقها الآن أرجعت نفسها إلى الخلف لتتمكن من رايته لكن حركتها هذه جعلت توازنها يختل مما جعل اللوح ينزلق وتسقط رأسا ً على عقب مصدرةً صرخت الم دوت في المكان كان ويليام الأقرب إليها حملها بين ذراعيه متجها إلى إحدى الخيم
3
"هل انت بخير "
"اه كان ذلك مؤلما تأوهت
"اين مصدر الألم "
"ظهري "قالت تغالب الصرخة المتألمة التي ستخرج منها بينما تقدمت اندي وجورج منها أمسكت اندي يدها تساعدها على الاستلقاء في كيس النوم "لا باس "قالت اندي تخفف عنها
"اشعر بألم فظيع "قالت برو باكية
"دعيني أرى "طالب ويليام
ساعدتها اندي في رفع قميصها كان ظهرها قد تعرض لبعض الخدوش وهناك رضة قوية في المنتصف قضب ويليام حاجباه
"أنها إصابة صعبة برو يجب ان أضع لك ضمادة عليها ويجب ان تتناولي مضادا حيويا لكي لا تلتهب الخدوش التي يجب ان تنظف لانها مليئة بالتراب سأذهب لاحضر علبة الإسعافات "
غادر ويليام وجورج بينما بقيت اندي إلى جانبها تخفف عنها
سمعت أصوات همهة وكان ويليام يجيب على أسالت الآخرين عنها
"كيف سقطتي "جاءها صوت سبب مشاكلها
"كان ذلك حادثا "قالت بصوت متالم
"دائماً تحدث هذا الحوادث عندما أتركك لا ابتعد عنك دقيقة حتى أراك متورطة بشيء ما ماذا افعل بك أربطك إلى جانبي "لامها بغضب عضت برو على لسانها حتى لا يهرب الرد منها كانت ستقول لا يكفي ان تربط الآنسة لينا لكنها زفرت ونظرت إلى اندي التي قالت "سيد ريك أرجوك "
كان سيجيب لولا دخول ويليام في تلك اللحظة وتقدم بسرعة ليباشر علاج جراحها
"دع هذا ويليام اذهب انت والباقين لاستكشاف القطيع انا ساعتني بها"
ولكن سيد ريك "
"ويليام سأهتم بالأمر "قال ريك بشكل حازم
"هل أبقى معكما سيد ريك "سالت اندي
"لا لا داعي سيحتاجك الآخرين "
"اذا كنت ترى ذلك سيد ريك أتمنى ان نعود باكرا "قال ويليام وهو يسلم ريك علبة الإسعافات ويرحل كان عليهم ان يتبعوا القطيع قبل غروب هذا اليوم حتى يتمكنوا من الإمساك به في اليوم التالي ويسوقوه إلى الجدول ثم يفصلوه ويأخذوا الإناث إلى الحظائر بدا الجميع بحزم أمتعتهم الخفيفة وترك المخيم بغد ان اطمانوا على حال برو توجهت لينا إلى الخيمة حيث كان ريك يباشر بتعقيم جراحها
"سأبقى هنا "قالت وهي تدخل الخيمة
"لا داعي لينا ستساعدي هناك أكثر "أجاب ريك محاولا إبقاء تركيزه على ما يفعل انّت برو بألم جعلها تنسى خجلها لكون نصف جسدها مكشوفا أمام ريك ولينا
"لا باس كدت انتهي كيف سقطتي "
"لا اذكر اختل توازني "
"إلا ترى أنها دائماً تتعرض للحوادث لست ادري بعض الأحيان أظن أنها تتعمد ذلك لتجذب الاهتمام لقد اعتادت ان تكون محط أنظار الجميع "قالت لينا بلؤم
"لا اعتقد ان أحدا يحب ان يتألم لا أسعى لان يهتم بي احد كل ما أريده هو ...اااااااااه "قالت برو بغضب وصاحت بألم شحب لونها شعرت بان المكان يدور بها كأنها تلهو بإحدى ألعاب الملاهي دوامة غير متناهية إحاطتها وبدا كل شيء حولها يغرق في هوة مظلمة سحيقة تسحبها إلى اسفل صوت من بعيد نادى باسمها بقلق قبل ان يعم السكون المكان وتهبط هي في الظلام سقطت رأسها إلى الخلف تلقفها ريك بين يديه التي شعر بلزوجة بين أصابعها تفحصها ليرى الدماء تغطيها كان الجرح في مؤخرة رأسها ليس عميقا ولكنه نزف دما كثيرا دون ان يلاحظه احد والرضة حوله كانت بحجم البيضة
نداءات عديدة باسمها ويد رقيقة تربت على خدها برو افيقي ناداها الصوت بحزم رائحة نفاذة اجتاحت انفها جعلتها تتنبه انتفض رأسها بثقل فتحت عينها لوهلة لم تكن ترى بوضوح "لا لا لا تغمضي عينيك أمرها ريك أبقى معي برو هيا انه جرح بسيط
"راسي هتفت بصعوبة
"برو أبقى معي "جاهدت لتفتح عينها. طالعتها عينيه كانت بلون الدخان رأت شعلة دافئة تتوسطها كم بدت رقيقة قلقة تبحث في وجهها باهتمام ويد حنونة تمسح وجهها
"خذي هذة ستخفف الألم "فتحت فمها لقرص الدواء بطريقة آلية محاولة تذكر ما حدث
"ما الذي حدث "سالت بصوت مهزوز
"لقد سقطتي كالعادة واذيتي نفسك ل4
ست ادري هل هناك لعنة تحيط بك دائماً ما تتعرضين للحوادث الغريبة " قال باسماً تذكرت الآن ما حدث دائماً ما تتعرض للحوادث عندما يتعلق الأمر به ردت له الابتسام بضعف "هل غادر الجميع "
"اجل لايمكن ان نأخر الأمر أكثر "
"انا أسفة "
"انا لا ألومك برو قال عندما لاحظ كيف انزوت كقطة جريحة أصبحت لهجته أكثر رقة سيأتي الطبيب غداً ليطمئن عليك "
"لا داعي انا بخير "
"لا باس يجب ان نطمئن عليك لا يمكننا ان نخاطر بخسارة فنانة مثلك "بحثت في صوته و وجهه عن اثر للسخرية لكنها رأت لمحة ود صادقة جعلتها تشعر بالأرتياح وتبتسم له بإشراق
"لقد عالجت جراحك أنها خدوش صغيرة لكنها مؤلمة لانها كشطت الجلد حولها يجب ان ترتاحي حتى اعد لك بعض الحساء المسكن سيأخذ مفعوله قريبا أستغلي ذلك بان تنامي قليلا "
"سأحاول "إجابته واغمضت عينيها تحاول الاستسلام لموجات الهدوء التي يؤمنها لها الدواء كالعادة فهي لولاه لا يمكنها النوم
كانت الرائحة الشهية تملا المكان فتحت عينها بصعوبة وعندما حاولت رفع رأسها شعرت بألم ودوار يجتاحها
"ابقي كما انت " اسرع ريك إليها ورفعها بتمهل "لا زال الجرح حديثاً "ساعدها على الجلوس "كيس النوم ليس بالمكان المثالي لشخص مصاب ولكن هو ما يمكن ان نوفر لك الليلة في الغد سيحضر الطبيب سريرا للتخييم "
"لا باس انه مريح لكن الم راسي هو ما يجعلني أصاب بالدوار "
"هذا بسبب الرضة ...بما انك استيقظت في الوقت المناسب سيمكننا تناول العشاء الان "
"العشاء ؟؟! كم الساعة الان "
"لقد هبط الليل اعتقد أنها تجاوزت الثامنة "
"ألن يعود الآخرون "
"ليس الليلة سيعودون بعد شروق شمس غداً "
"لما "
"سنكمل هذا الحوار ونحن نتناول عشاءنا "قال ريك مبتسما
"حسنا "وافقت برو كان العشاء عبارة عن حساء الدجاج وقطع من لحم العجل مع الخضار وقدم لها عصير برتقال طازج بدل القهوة تناولت الطعام بشهية أكثر مما توقعت ربما بانه لذيذ وربما بسبب الاهتمام والرقة التي أحاطها بها كان يراقبها بصمت وعندما تلتقي عيناهما كان يبادرها
"يجب ان تنهي كل هذا انت بحاجة للغذاء تبدين نحيلة للغاية "
"سأحاول "إجابته
"ليتك تكوني دائماً مسالمة هكذا يبدو ان لهذا الحادث فوائد "
ابتسمت برو موافقة "لم تخبرني ماذا
سيفعلون اليوم "
تناول الأطباق الفارغة من أمامها وحمل اطباقه ووضعها في في دلو مخصص لتنظيف الأواني وشرع ينظفها ثم جففها وأعادها إلى مكانها مع باقي الأواني
"انت تجيد الأعمال المنزلية "
"عندما تعيشين بمفردك لفترة طويلة يكون عليك الاعتماد على نفسك فقط لذا عليك تعلم كل شيء "
"انت لا تحب ان تتكل على احد"
"لا وأنا لا احب ان احتاج لاحد "
"ولكن في بعض الأحيان نضطر ..مثل اليوم انت لم تستطع المغادرة بسببي "
"ليس هناك الكثير ليفعلوه هم سيكتشفون مكان القطيع عادة نحن نطلق القطيع قبل مواسم التزواج لتتمكن من فعل ذلك بحرية كما أنها في بعض الأحيان تتزاوج مع أفراد من خارج القطيع مما يجعلنا نحصل على نسل قوي يبقى القطيع مجتمعا تحت قيادة الرئيس ويتنقل بجماعات نادرا ما تبتعد الأنفار عن بعضها ولكن عندما نحاول تجميعها فإنها تأخذ موقفا دفاعيا لانها ليست مهجنة بالكامل لذلك نخرج لنحاول حصرها في مكان معين ثم سحبها إلى هنا بالطبع هناك بعضا منها يحاول الفرار ولكننا نعود ونمسك به أتمنى هذه المرة ان لا يفر الكثيرين وخصوصا الإناث "
"يبدو لي عمل شاق "
"كان في الماضي شاقا أكثر أما الان هناك طرق حديثة فنحن نعلق في عنق الرئيس شريحة نحدد بها موقعه في بعض الأحيان وهي نادرة نقدها لكن هذه المرة لم يحدث كما أننا نلاحق الأنفار الهاربة حاليا بالطائرة "
"طائرة!!"
"أنها طائرة هيلكوبتر تتسع لشخصين فقط "
"انه التطور "
"اجل لقد أفادنا هذا التطور كثيرا ...لقد عرفتي الان كل شيء يجب ان تنامي لترتاحي "
"لكني ...."لم ترغب بقطع لحظة التفاهم النادرة بينهما
قاطعها "يجب آن ترتاحي لتشفي سريعا إلا تريدين ان تتابعي معنا هذه الرحلة"
"بلى بالتأكيد أجابت بحماس "
"إذن كوني مطيعة ونامي "
"حسنا سأبذل جهدي ولكني في العادة لا أنام بسهولة إلا اذا أخذت دوائي المنوم "
"هذه عادة سيئة عليك التخلي عنها "
تنهدت لكني ساعاني من اضطراب في نومي دونه "
"لا تقلقي سأبقى إلى جانبك "حمل كيس نومه "انا أمام الخيمة اذا احتجت لشيء "اطفا المصباح اليدوي الذي كان ينير الخيمة وتمنى لها ليلة سعيدة وخرج شعرت بسعادة تغمرها لهذا الاهتمام كان حقيقيا لأول مرة ترى فيه ريك الذي يحبه الجميع الشخص المحب الطيب الذي يراعي الجميع ويهتم بهم ولكن هذه المرة كانت هي محط هذا الاهتمام كان كل اللطف والرقة لها وحدها ابتسمت بفرح تشعر ان غداً سيكون يوما رائعا ستكون معه وهذا يكفي ستحاول ان تنام سأنام قالت لنفسها مع أنها تعلم ان ذلك صعب لكن إصابتها والتعب الذي رافقها جعل ذلك سهلا أسبلت عينها لتحاول الاستسلام غفت لوهلة عندما بدأت تغرق في النوم العميق كانت أصوات همهمة الليل تتناهى لسمعها
وضع كيس نومه واستقر عليه يحاول ان ينام لكن صورتها هاجمت أفكاره كم بدت ضعيفة لا حول لها كم بدت بشرتها رقيقة كبتلات الزهور وكم كانت فاتنة عندما أغمى عليها بين يديه كان يمكن ان يبقي ويليام هنا ويهتم هو بها لكنه لم يستطع ان يتصورها بين ذراعيه خصوصا وهو يعلم الطريقة التي ينظر بها ويليام لها كانت عيناه تبرق بالعشق يعرف هذه النظرة جيدا ولكن وان احبها ويليام لما يهتم هو ما بك ريك صحيح انه بعيدا عن النساء في هذه الفترة ولكن هذا ليس مبررا لما يشعر به لينا تحاول بأقصى جهودا ان تتقرب منه لكنه لا يشعر أبدا في اي رغبة اتجاهها أنها لا تحرك به اي إحساس بينما برو لا يعلم مجرد رايتها يجعل الدم يغلي في عروقه ليس رغبة بها لا يدري عندما يراها يتمنى ان تأخذها ويضعها في مكان بعيد عن أعين الآخرين مكان لا يراها فيه احد يشعر بالغضب عندما يرى نظارات من حولها لها ولا يستطيع إيجاد تفسير منطقي لذلك وضع ذراعه على عينيه كانه يحبس تلك الأفكار بعيدا عنه أغمض عينيه يحاول النوم عندما سمع صراخها هب مسرعا إلى الداخل كانت تصرخ ويدها تضرب يمينا ويسارا كأنها تبعد أشباح وهمية تهاجمها لااااااااااا صرخت وسط نسيج هستيري حاول التقدم أمسك يدها فما كان منها إلا انها هاجمته بضراوة
وبكل قوة صرخ بها "برو "
أرجوك لاااااا لااااا "كانت تستغيث عندما سمعت صوتا من بعيد ينادي برو من برو رأت تلك البسمة الساخرة السن الذهبية التي برقت تحت شعاع القمر الضئيل لاااااا شعرت بوجهها يحترق بعد الصفعة التي تلقتها برووو هدر بها الصوت انا هنا انت بأمان افيقي فتحت عينها لا ترى سوى الظلام وانفاسها تتلاحق كأنها كانت تعدو لمسافة طويلة
"برو ...برو انت بخير انا ريك اهدئي "همس لها
"ريك قالت بانفاسها المقطوعة لا تتركني أرجوك قالت باكية
مسح دموعها برقة "انا هنا انت بأمان "
كانت قد استعادت وعيها الكامل عندما قدم لها كوب حليب دافيء
"هذا سيهدا أعصابك "
"أسفة لقد أزعجتك "قالت بحرج
"لا باس كان ذلك كابوس وقد انتهى الان "
"ليس كابوسا ...أني أعاني من الرهاب "
"ماذا ؟؟"
"الرهاب انه خوف مرضي"شرحت
"اعلم ما هو الرهاب لكن مما تخافين"
"الظلام الهمهة تصيبني بالجنون "
"لكن لا بد انك تعرضتي لحادثة ما لتصابي بهذا الرهاب "
اضطربت نظرتها وتجمدت على يدها التي تكورت في حضنها
"يقول طبيبي أن العقل أحيانا يحذف الذكريات السيئة حتى لا تبقى تثير فيه مشاعر غير مرغوبة لا استطيع التذكر تماماً لكن كل ما اذكره أني كنت أخاف كثيرا عندما كانت عمتي تحسبني في خزانة صغيرة مظلمة في العلية "
"يا الهي لما كانت تفعل هذا "
"أنها ذكريات لا احب الحديث عنها ...هل استطيع ان اطلب منك شيئا "
"بالطبع "
"هل يمكنك ان تبقى هنا حتى أنام أرجوك "
ينام إلى جوارها ليست فكرة جيدة مطلقا خصوصا وهي بهذا الضعف كطفلة صغيرة تحتاج لمن يهدأ روعها
أنها تحتاجه ولا يمكنه ان يصدها "حسنا سأبقى حتى تغفي "مدت يدها له فتقدم منها
"أبقى بجانبي أرجوك "هز راسه بموافقة
"ستنام هنا أرجوك توسلت عندما رأت تردده "
"حسنا ساحضر كيس النوم "يعلم أن ما يفعله خطا فادح لكن لا يمكنه تركها زفر أنفاسه وحمل كيس نومه عائدا إليها وضعه على بعد كافي منها استدارت تنظر اليه بينما استلقى هو ينظر لسقف الخيمة
مدت يدها لها تمسك بيده كانت باردة ذابت في دفء راحته يا الهي إلا تعلم ما تفعل نظر لها فرأى النظرة المتوسلة في عينها فغمر يدها بأصابعه ابتسمت بامتنان واغمضت عينها
كان الفجر قد بدا يلوح في الأفق عندما فتح عينيه شعر بثقل على كتفه كانت يده تستريح على خصرها النحيل بينما رأسها تتوسد صدره الذي انحصر قميصه عنه بدت مستخرية كانه مكانها الطبيعي أنفاسها الدافئة تداعب شعيرات صدره الكثيفة إحدى يديها تطوق خصره متى اقتربت منه تحركت تقرب نفسها أكثر تصلب جسده باستجابه لقربها كان شذا شهرها يداعب حواسه برائحة كندى الصباح أنها تثيره قربها منه يحرك به أحاسيس كان يظنها ميتة تسارعت أنفاسه يا الهي انه إنسان وجد نفسه يطبع قبلة دافئة وهو يغمر راسه في شعرها همست باسمه وكأنها إشارة انتظرها فالتفت إليها وغمرها بين ذراعيه يجذبها اليه وكأنه يزرعها بين ضلوعه ولا يريدها ان تبتعد شعر بها تدفن نفسها أكثر وتتمسك به كأنها هي أيضاً تعلن موافقتها عن هذا القرب أغمض عينيه وترك نفسه يشعر بقربها يحس بانفاسها ترتطم بجدار صدره تحطم ذلك الحاجز الصخري الذي بناه حول قلبه عرف حقيقة إحساسه عرف أنه من اليوم تغيرت خارطة الكون بالنسبة له قرب وجهه من وجهها طبع شفتيه على خدها أحنى رأسه أكثر يحاول امتلاك شفتها لكنه جفل فجأة كيف يفكر بهذا كيف استطاع ان يخطر بباله ان يستغل ضعفها ويضعف امامه اجفاله جعلها تستيقظ
للحظات خلت كانت تشعر بالامان اا الان شعر بالحراج لاقترابها منه
"اسفة اجابت باول رد خطر لها
"هل تستطيع النهوض "
|