كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
رد: 48- زهرة النار "بقلم زهرة سوداء "الفصل الثالث
هل تعلمون ان الحب عاطفة مرتبطة بالالم
لكنه الم لذيذ ذلك الذي تحصل عليه ممن تحب بقدر ما يوجعنا بقدر ما نتحمله مهما كا نقاسيا
عندما نحب ترانا نقدم على افعال غريبة وتشوش عندنا الحقائق وتتغير معالم الكون
الغيرة مرض يصاحب الحب هو كالفايروس يكبر وينمو على حسابه متى ما ضعف هذا الحب كبرت ومتى كبر وازهر تلاشت
ان كنت تغار فانت تحب ولكن انصح بان تسارع لمن تحب وتخبره فهي الجرعة الفعالة لذلك الفايروس
الفصل الرابع
سار بعيدا يرى الشمس تولد فوق القمم يحب هذه الأرض مسقط راسه ويعشق شذاها البريء أشعة الشمس وهي ترسل اول خيوطها تتلألأ على ذرات الرمل تشبه راقصة شقراء فاتنة تناثر شعرها بإغراء .....زفر لصورة الوجه الباسم الذي ترسم أمامه لما يرى صورتها هي دون باقي نساء العالم ربما لانها تشبه موطنه ثائر وجامح وعذري هز راسه وأسرع ليلهي نفسه بتحضير الجياد قريبا سيتجمع الرجال
طرقات على بابها وصوت لوسي جعلها تفيق بسرعة لابد أن الوقت حان لمغادرة الجميع
غمرتها ماريانا بحب "كنت أتمنى أن تكوني معي " قالت بصدق
"لا باس ربما في المرة القادمة " أجابت برو وسرعان ما تقدم منها الجميع الباقين يتبادلون عبارات الوداع.
جلست على مائدة المطبخ لم تكن الشمس قد أشرقت بعد فقط ضوء الفجر الخافت كم هو جميل هذا المكان وبدائي وكأنه يحتفظ بكل أسراره فقط لم يستحق بداية ظهور اول أشعة الصباح. بدت كولادة حياة جديدة فكرت برو مبتسمة وكان الحياة تعطيها موافقتها على ما قررت بالأمس وقفت ترصد اختفاء الظلام وتحول الكون لشعلة ضياء بابتسامة أمل على شفتيها دخل المطبخ هو بحاجة لفنجان قهوة جهز الأحصنة مع بعض الرجال الذين سيرافقونه
"مستيقظة" سال ريك
" أيقظتني لوسي لاودع المسافرين"
بدا يحضر القهوة
"قهوة" سألها أومات بالإيجاب
"هل المكان في هيوستن كبير أعني أنهم عدة عائلات"
"كبير مجمع شاليهات"قال وهو يجلس أمامها
"هل هي لك "
رفع نظره لها دون أن يحرك راسه فظهرت نظرته حادة
"لا يعوزني الثراء "
" لم اقصد هذا إنما أعني انك ثري فلماذا تستغل أموالك هنا "
" أنها بلدتي هنا ولدت وعشت صباي أنا مدين لهم بذلك مدين بمساعدتهم "
انتماء" تمتمت برو "
صحح لها ريك " الولاء"
" جميل أن تشعر بانك تنتمي لمكان وتكن له هذه المشاعر تحس أن هناك أشخاص يعطوك محبتهم وتبادلهم إياها "
نظر لها مطولا يحاول أن يفسر ما قالت بينما هي غارقة في أفكارها ومشاعر مختلطة ترسم على محياها بين الحيرة والألم والحزن ما سبب هذا الشعور تساءل أتراها الشهرة التي تبعدها عن من تحب لا يعلم لما أراد أن يمحو هذا الشعور عن وجهها لما شعر بها ضعيفة ووحيدة تحتاج لمن يخفف عنها انتبه لنفسه وهو يقرب يده من يدها اراد امساكها مواساتها رغب بان يزيل ذلك الحزن عن محياها
ما به تخونه خطاه اليها امراة واحدة فقط من شعر اتجاهها بالعطف وتمنى ان يبعد عنها الالم ولم تعد موجودة ومعها رحل احساسه كيف استطاعت برو ان تحرك تلك المشاعر
"لقد فكرت بالامس بحديثنا قالت وهي مخفضة راسها "بتردد"افكر ان اتبرع بثيابي انت تعلم هناك خمس حقائب ممتلاه بمقتنياتي وليس لها مكان افكر ان ابيعها بالمزاد العلني ليذهب ريعها لمشروع قرية المحبة
وقد نزعته من افكاره "لما تفعلين "قال مندهشا
""انها خطوة للتغير ربما كنت على حق علي ان ...ان افكر بما اقدم "قالت تراقب ردة فعله هل سيفرح بقرارها هل سيغير نظرته لها سيقول لها احسنت كنت اعلم انك انسانة جيدة ابتسمت لذلك وانتظرت تسمع منه
"هناك مؤسسات خيرية يمكن ان تتبرعي لها لما تقدمين هبتك للمشروع "
"لانني اعيش هنا الان ولاني احببت الجميع لما لا اساعد "
"اظن ان علينا الرحيل الان لا نريد ان نتاخر ساجري اتصالاتي بخصوص ادواتك وملابسك "قال دون اهتمام ولكن هناك ارتعاشه في صوته هل حقا بدا صوته مهزوز ام ان الاحباط شوش سمعها
ببلاهة كالعادة دائما يظهرها بلهاء نظرت اليه ماذا الان حسنا ما بك انت تفعلين ذلك لنفسك ولجماهيرك وليس من اجله
حسنا هناك جزء من اجله لكن في النهاية انت تريدين التغيير لتحترمي نفسك قبل اي شيء اقنعت نفسها وسارت خلفه تجر اقدامها وكانها فقدت همتها
"اين سنذهب "سالت وهي تسير خلفه
"هناك مخيم سنذهب اليه لقد باتت الاناث على وشك الولادة ويجب جمع القطعان وفصل الذكور حتى نتمكن من العناية بها "
"وهل هو بعيد"
"ليس كثيرا" اجاب وهو يتقدم مجموعة رجال
"هذا السائس نيك وبالطبع تعرفين هاري وجيمس وريكارد سنتوجه الى المخيم وهناك سنلتقي بال شيرالد وال سوير المسؤولين عنه ..هل تجيدين ركوب الخيل "
"وقت جيد للسؤال ...اجل اعرف "تهكمت وهي ترى الاحصنة المسرجة "ما المطلوب مني في هذه المهمة احب ان اعرف ما انا مقدمة عليه "
"ستساعدينا بجمع القطيع "اجابها ريك بلامبالاة سيقتلها بروده لا يكفي احباطها منه ها هو يعاملها بجمود
"انت تمزح صحيح لا يمكن ان اركض خلف الثيران الهائجة انا لا استطيع "قالت برعب حقيقي
"لن تركضي فقط ابقي قريبة منا وتصرفي كما نفعل ولن يحدث شيء اطمئني "هدئها هاري مبتسما
وشجعها جيمس وريكاردو "لا تقلقي لن نتركك وحدك "اكدا لها
رائع لم تبدا الرحلة بعد وها هي تستحوذ على الجميع فكر ريك كنت اعلم ان مجيئها فكرة سيئة
"هيا لا نريد ان نتاخر "قال بصوت خرج فظا دون قصد منه بدا الجميع بالتحرك
بقيت هي تنظر الى الحصان الذي من المفترض ان يكون لها
"هل هذا حصاني "سالت بتردد
تنهد بصبر فارغ "اجل "
"محال انه كالجحيم انت متاكد انه غير مفترس "نظرت اليه كان لونه مائلا للرمادي وفي عينيه نظره شريرة وفتحات منخريه تتحرك باضطراب دلالة غضبه
"انت لا تريد ان تصنع مني افطار له "قالت بخوف "لا استطيع الاقتراب منه "
"الم تقولي انك تستطيعين ركوب الخيل "
"بلى الخيل الطبيعي الاليف وليس اكل لحوم البشر هذا "
"الن تتوقفي عن مزاحك هذا سنتاخر "
لا يبدو انه سيستجيب لمطلبها بتغييره ولا يبدو ان احدا سيساعدنا اذن عليها التصرف ماذا علمها سائسها مابك برو لقد نشاتي في مزرعة وبعد ان اصبحت مغنية تلقيت افضل الدروس على يد اشهر السائسين شجعت نفسها ابدئي بلمس شعر العنق بهدوء ثم اقتربي ببطء اهمسي له شرعت تنفذ زفر بغضب في البداية وبدا يحرك راسه بعصبية ولكن سرعان ما بدا يهدا عندما همست له واخفض راسه كانه يستمتع بصوتها
راقبها من تحت قبعته بريئة جميلة وبرية هذه الفتاة لغز غريب بالنسبة له
أنها تحيره أحيانا يشعر بانها جنية من جنيات الغابة بشقاوتها وطلاقتها ومرة أخرى يراها طفلة وحيدة ثم تكون متمردة وعنيدة هي كل تلك الشخصيات معا ممزوجة دون تساوي ترى ما الذي جعلها هكذا هل هي الشهرة وتلاعب ذوي النفوذ بها كم كان عمرها عندما أصبحت مغنية لابد أنها كانت صغيرة لا تدرك شيئا من أقوالها يبدو أنها لم تعش طفولة سوية لم يكن لها احد صهيل الحصان جعله يشتت أفكاره رآها تعتلي صهوته مبتسمة منذ قليل كانت تقاتله بكل قوتها والآن هاهي تسحر حصانه إلاكثر جموحا وتجعله يلين كحصان خشب بين يدها كان محقا بوصفها جنية فهي تترك اثرها على الجميع بما فيهم هو شخصيا*
"سنتاخر"قال بصوت فظ معلنا وجوب الانطلاق ولكز حصانه لينطلق به وتبعه الباقي بينما بقيت برو مع هاري الذي يرعاها كالدجاجة الأم "ابقي بالقرب مني "
"حسنا*ً"إجابته سعيدة أنها لن تبقى تواجه مصيرها وحدها*
كانت الشمس قد أكملت قرصها وملا نورها المكان عجيبة هذه الأرض فيها السهل والجبال والصحراء عندما أقبلت الشمس من خلف قمم جبالها متلالاة فوق الرمال وباسطة نورها الحي فوق أوراق الشجر وعلى صفحة الجداول منتهى السحر الغبار الذي كانت تثيره حوافر الاحصنه يشعرك بانك قادم من الزمن الغابر بالفعل هناك سر خالد في هذا المكان لا تستطيع معه إلا أن تحبه بل تعشقه بكل تفاصيله بعد أن قطعوا مسافة لا باس بها وصلوا إلى جدول ترجلو لترتاح الأحصنة وتشرب الماء كانت الشمس في أوجها والحرارة عالية جعلتها تتوق لان تلقي نفسها في مياة الجدول
|