كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
رد: 48- زهرة النار "بقلم زهرة سوداء" الفصل الـ 11
2
قال وتركهامنضما للآخرين ليتناول عشاءه
أغمضت عينها في صلاة صامتة تطلب ان تتحلى بالقوة لتبقيه بعيدا عنها
سرعان ما عادت لتنخرط معهم هي الاخرى متجاهلة وجوده موزعة اهتمامها لما يقوله هاري والسيد شيرالد عن العمل ولما يرويه أليكس من طرائف ولم يغب ويليام عن الساحة هو وماريانا التي حاولت ان تضحك برو بشتى الوسائل
انقضت السهرة بسرعة وذهب الجميع للنوم انسحبت برو مسرعة مع ماريانا وويليام افترقوا كل الى خيمته جلست برو رافضة فكرة النوم فهي لا تزال تعاني من التوتر في الظلام ومع تشوش أفكارها التي تتمحور حول ريك ماذا تفعل تحبه ولكن جرحه لها كان كبيرا لقد تعبت حقاً منذ البداية وهي تقاتل لتحظى بحبه ولكن كان دوما عنيدا قاسيا حتى في الفترات القليلة التي عم الهدوء بينهما هو لم يعطها ثقته لم تحظى بالأمان معه أبدا كان عليها دوما ان تدافع عن نفسها ان تكون موضع اتهام ولقد تعبت من كل هذا لطالما ظنت ان الحب قوة لكنه حبه يضعفها يجعلها محطمة لقد تعرضت بخيبات كثيرة طوال حياتها ولكنها قاومت لانه كان هناك أمل لديها لكن معه ألا حتى الان وهو يحاول ان يعيد ما كان لا زالت لديها شكوك لا يزال هناك شك في داخلها ماذا لو عادت له تلك الأفكار السوداء عنها لا اعلم صرخت برو في نفسها لا تعلم انها مشوشة للغاية وضعت رأسها بين يديها تحاول عدم التفكير ..صوت همهمه في الخارج جعلها تتنبه هل هناك صوت حقاً ام انها تتخيل قطعت أنفاسها محاولة ارهاف سمعها كان هناك حركة بالفعل بتردد تقدمت من مدخل خيمتها ازاحة الغطاء محاولة تمييز مصدر الصوت لكن الظلام كان داميا والنيران الخافتة للمخيم لم تمنحها رؤية واضحة لكن صوت حركة بطيئة جعلتها تنتبه ان هناك احدا قرب الأحصنة لم تميز برو الشخص تماماً لكن ماذا لو كان لصا فكرت برعب عليها اخبار احد ولكن من ؟ دون ان تطيل سأتوجه للخيم الأقرب حدثت برو نفسها وهذا يعني خيمة ريك هذا ليس وقت التردد شجعت نفسها عليها ان تخبره تسللت بهدوء تام وبخفة الى الخيمة نادت "ريك بهمس لكن لا مجيب عادت مرة اخرى ولا استجابة ربما هو نائم قالت حانقة رفعت الغطاء ودخلت متقدمة من السرير الصغير "ريك عاودت النداء تلمسا أسرير لتجده باردا خالياً يا الهي ربما سمع هو أيضاً الصوت وخرجت ماذا لو تعرض للأذى ماذا لو ان اللص قد أصابه او قتله وهو الان ملقا في مكان ما ينزف كل الأفكار السوداء تجمعت أمامها عليها ان تجد مساعده اخرى هبت مسرعة لتخرج لكن صوت خطوات تهز مهاميز حذاء القادم كانت تقرب من خيمة ريك حبست أنفاسها أتراه اللص قد رآها وأتى ليقضي علي عليها هي أيضاً ماذا تفعل ريك مصاب او قتيل في الخارج واللص قادم اليها شعرت بإطرافها تتجمد هي لم تتغلب بعد على رهابها تصلبت في مكانها لا تسطيع الحراك حتى الصراخ لم تتمكن منه شعرت بان احبالها الصوتية قد شلت رفع غطاء الخيمة وكان ظله يقترب شعرت بالانهيار وارتدت أوصالها للحظة رأت كل شيء ينهار أمامها "برو "هتف الصوت بقلق
مما جعلها تصرخ بخوف تقدم منها وضمها اليه "اهدئي انه انا ريك اهدئي "حاولت ان تبعده بحركات هستيرية وصرخات ها المتقطعة لكنه أمسك يدها بحزم "اهدئي برو كل شيء بخير "همس لها برقة ضاما رأسها الى صدره ليسكن صراخها التي تحول لبكاء ونشيج
"اييش اهدئي لا يوجد ما يدعو الى الخوف انا هنا معك "
"لص هناك لص ....ظننتك...ميت ..أتى ليقتلني "قالت بكلمات غير مترابطة وصوت مختنق تحت الدموع
"اسف حبيبتي لم اقصد إخافتك لم يكن هناك لص انه أنا والفريد كنا نتفقد الجياد "
وبهمساته المهدئة وتربيته الحنون على ظهرها استعادت بعض هدوئها
"كدت أموت خوفا عندما لم أجدك ظننت ان مكروها قد أصابك "
"هل خفت علي برو ؟"همس برقة بينما هي لا تزال بين يديه
"يا الهي بالطبع ....."لم تكمل جملتها غابت تحت ضغط شفتيه عندما عانقها بلهفة مذيبا اي اعتراض منها كانت بحاجة له بحاجة لهذا الدفء الذي يزرعه بها لحظات الخوف التي عانت منها جعلتها ضعيفة تشعر بأنها فارغة لكن عناقه بث بها الحياة من جديد لم تملك القدرة لإبعاد او انها لم ترد ذلك كانت تلك لحظة صادقة بينهما خوفهما المتبادل جعل لقائهما نكهة اخرى دفء نعومة و رقة و حنان يده بعناية قربتها اكثر كأنها زهرة يخشى عليها ان ان تخدش بتلاتها وهي دست أصابعها الباردة في شعره تشعر بحرارته الحية انتقلت شفتيه الى عينها وجهها تمحي اثار دموعها نعومة قبلاته جعلتها تقترب منه اكثر أوقفت عقلها عن التفكير لا تريد ان تفكر باي شيء سوى انه هنا حي ويضمها
أمسك وجهها بين يديه ناظرا لعينيها كان الظلام يلف المكان لم تريا بعضهما بوضوح اقترب من وجهها يحاول ان يرى تعابيرها أنفاسه الحارة داعبت بشرتها مما جعلها ترتعش بين يده
"احبك برو وانت تعلمين ذلك دعني أقترب منك عندها لن يخيفك شيء سأكون دوما الى جانبك أحميك أعطيك الأمان لن تبقى وحيدة في الظلام سأكون معك لن تكون لياليك فارغة سأكون هناك نملاها حبا تزوجيني برو "قال بصدق بهمس جعل كل أحاسيسها تستيقظ وهي تتخيله معها يضمها يغمرها بحنان وحب اضطربت دقات قلبها ربما فقد احدى خفقاته يتزوجها هل طلب يدها فكرت برو تسارعت أنفاسها رغبت ان تصرخ نعم ....اجل ....أوافق
"ثقي بي برو "قال يغمر رأسها بصدره
ثقة !!هذه الكلمة بدت كلعنة انتفضت ورفعت رأسها بعيدا عنه ثقة عن اي ثقة يتحدث
"اثق بك ؟؟تساءلت باستنكار كيف ..كيف لي ان افعل ريك كيف أعطيك ثقتي بينما انت لم تحاول يوما ان تفعل ....ابتلعت غصة في صدرها وهي تتذكر كلماته لا اثق بها ..فاقد الشيء لا يعطيه ريك لن أمنحك شيئا اضنيته علي "قالت بحزم رغم صوتها المرتجف فكرت كم هي غبية لتجعله يقترب منها كانت تعلم انها ستندم على ما فعلت
تصلبت ذراعه التي تحيطها
"ماذا افعل برو سال بحيرة اعلم أني اخطأت بحقك كثيراً ولكني احبك وانت تحبيني ومعنا سنصلح الأمور ونتجاوز عن اي خلاف بيننا فقط لو انك تمنحينا فرصة اخرى '
'لا ....لا اعترضت تهز رأسها بشدة وبينما هو مندهش من ردة فعلها استغلت ارتخاء يده حولها وابتعدت عنه لا ريك لقد اكتفيت فقط دعني بسلام لآني قد تعبت بالفعل ولن أتحمل نزاعا اخر لك حياتك ولي حياتي ودروبهما لا تلتقي لا اريد شيئا سوى ان أحيى بهدوء سئمت القتال دون فائدة "
"معنا يمكننا ان نحيا بسلام برو "
"لا ستبقى كلماتك تعذبني وستبقى تحلل كل تصرف لي لن نثق ببعضنا أبدا ريك أتذكرك دائماً انك لا تثق بي وأنك تبرأت من حبنا كان ذلك قاسيا وانا لن أنساه أبدا "قالت وخرجت مسرعة عائدة الى خيمتها قبل ان تخونها دموعها و تنهار جلست على سريرها وبكت كل دموعها تحبه اجل ولكنها لا يمكن ان تنسى قسوته والاهم عدم ثقته لو انه فقط صدقها لكانت أخبرته بكل شيء يعلم انها تحبه ومع ذلك صدق انها عشيقة جون حتى لو ان جون قال ذلك كان عليه ان يتأكد منها ومن مشاعرها
أتى الصباح عليها وهي منهكة من قلة النوم خرجت تستقبل أشعة الشمس بانزعاج
"احدهم قد استيقظ منزعجا "علق أليكس الذي ابتسم لها
وسرعان ما تقدم منها راؤول وكي جي نظر ريك بانزعاج المرافقون الدائمين نظرت الامتعاض التي بدت على محياه أسعدت برو التي انخرطت معهم وهم يتناولون إفطارهم بصخب قبل ان ينطلقوا ليجمعوا القطيع قبل ان يعيدوه للقرية حاولت ركوب الحصان وتقدم ريك لمساعدتها
"لا تزعج نفسك بي "قالت بحزم
زم فمه بحنق "كما تريدين "قال لها وكأنها أعطته الإشارة التي كان ينتظرها ليبتعد عنها يومان مرا وهم يعملون بنشاط ليتم الجمع كان هو دوما في المقدمة بعيدا وهي متأخرة مع مرافيقها فكر ريك لن يشغل نفسه بها الان عليه ان يدرس الخطوة القادمة بروية
كانت عودتهم لمقهى المخيم حيث يعمل ال سوير والدي أندي التي لاقتها بترحاب مع خطيبها جورج اثر مريح في نفس برو فبقائها مع المجموعة ومشاركتها الغرفة مع أندي جعلها تنام قريرة العين مع انها أفكارها عن ريك المتباعد قضدت مضجعها تراه مل منها ولم يعد يريدها فهو لم يقترب منها منذ ذلك اليوم في الخيمة لا بل منذ قالت لا تزعج نفسك بي نفضل أفكارها مستمتعة بسورها مع المجموعة حيث تبادلا المزاح والغناء والرقص كانت تراقص أليكس وراؤول وويليام بالتناوب على أنغام الغرب السريعة ثم اصطف الجميع لرقصة رعاة البقر وجدت برو صعوبة في مجاراتهم في البداية حتى لاحظت انها اقرب للرقص النقري وعاوتها الحماسة لمشاركتهم
دخل ريك عليهم وتابع خطواتهم الراقصة بمرح ملاحظا تعمدها تجاهله وملاطفتها لاليكس وراؤول دون ابداء اي اثر للضيق وكأنه فهم محاولتها لأثارته
فكر ريك تريد ان تعلمه الثقة بها وهو سيقدم لها درسا في ذلك
تعب الجميع بعد جولات الرقص المتتالية وجلسوا يتبادلون المزاح عندما سال ويليام
"أعياد الميلاد على الأبواب هل تفكرين بعمل حفلة برو سيكون ذلك رائعا وانا أكيد اننا سنحظى بكثير من النزلاء "
"لست ادري ان الامر محتاج لتنظيم "
"لا تقلقي من جهة التنظيم "قال كي جي وأيده راؤول
"السيد كلارك مسئول الفندق لديه خبرة واسعة بهذه الأمور سيساعدنا "علق هاري بينما ريك لم يقل شيئا وكان الامر لا يعنيه
نظرت اليه برو تلقائيا فرفع حاجبيه وهز كتفه كأنه فهم سؤالها الصامت "الامر يعود لك اذا اردتي سأعمل على توفير اللازم "
يال البرود فكرت برو عرفته ريك القاسي المحب والغاضب لكن ريك اللامبالي هذا جديد عليها
"لا مانع لدي "أجابت بتحدي
"جيد والآن أفضل ان ننال بعض الراحة لدينا عمل كثير غداً لا تطيلو السهر برو ستجمعين البيض غداً لنحظى بافطار رائع اذكر انك بارعة في ذلك "هل هو طلب ام امر فكرت برو لقد قال ذلك بطريقة حيادية ما الذي يحاول فعله
"اجل انا اجيد الطهي لكن لا اجيد جمع البيض وعلاقتي مع الدجاجات ليست ودودة أبدا "
ضحك الجميع متذكرين حوادثها مع الدواجن وعلقت لوسي "ليس عليك سوى التزام الهدوء وعدم إيقاظهم "
نظرت برو متشككة "لم أعرفك جبانة برو "علق ريك مبتسما ان كان يتحداها فهو مخطأ تماماً
"لست خائفة ساج معها غداً وستحظون بافطار ولا أشهى "قالت بثقة ابتسم لها ريك وربت على خدها "هذه برو التي اعرفها "قال قبل ان يتركهم ويخرج تاركا برو محتارة لا تعرف بما تفسر تصرفاته الغريبة بينما ابتسم هاري ولوسي بتسلية وشاركهما الباقين بإيمان لم ترها او تدركها برو
استقلت على سريرها تفكر او تحاول ان تفسر ما الذي يفعله ريك هل تراه استسلم وانتهى ما كان بينهما انه يحيرها حسنا قالت لتنفيذها لقد تحداها وهي سيكون على قدر التحدي أغمضت عينها لتناول مصممة على الاستيقاظ باكرا وخوض تلك المغامرة وليساعدها الله اذا هجمت تلك الدواجن عليها مرة اخرى بل ثالثة
مع اول خيوط الفجر خرجت من غرفتها متجهة الى القن بتصميم وشجاعة عززت نفسها بها مع اول خطوة خطتها داخله تسربت كل مظاهر الأقدام منها واجتاحها شعور بالخوف حاولت السيطرة عليه بكل قوتها
|