كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
4 – نمرة في المتاهة
  
بعد عودتها إلى غرفتها في وقت متأخر من ذلك المساء استلقت نيكول على سريرها وراحت تحدق بالمصاريع الخشبية التي لا تسمح إلا لكمية قليلة من النور بالتسرب خلالها . ولم تستطيع أن تجعل دماغها يهدأ .
موعد الزفاف بعد أقل من أسبوعين و هي لا تعلم بعد كيف ستتخلص من هذه الورطة . ماذا لو لم تتمكن من مغادرة بَرَكة ؟ ماذا لو لم تستطيع فسخ الخطوبة في الوقت المناسب؟ لا مجال على الإطلاق لأن تمضي قدماً في هذا الزواج ...حتى لو كان ذلك من أجل إنقاذ ليلي . لكن صوتا صغيراً في رأسها أيقظها فتنهدت و أغمضت عينيها . إنها تدرك أنها سوف سوف تتزوج بطائر اللقلق إذا كان ذلك سينقذ ليلي. لكن ...آه , ليتها تجد سبيلاً آخر ...لابد أن هناك سبيلاً آخر ...
مرة أخرى استيقظت نيكول و هي في مزاج سيء . إنها تكره الكذب و تمقت النفاق. وها هي ستمضي يوماً آخر مدعية أنها شخص آخر . كانت علياء قد حضرت لها الفطور في الفناء الخاص بغرفتها . وبعد أن ارتدت أحد الأثواب الحريرية الطويلة من خزانتها خرجت نيكول لموافاتها و قد ربطت شعرها على شكل ذيل حصان في أعلى رأسها .
جلست علياء معها و هي تتناول فطورها ثم قالت لها و هي تتأمل مفكرتها :"سيكون هذا اليوم مليئاً بالمشاغل, دروس في اللغة , دروس في الثقافة , ثم الذهاب من أجل قياس ثوب الزفاف...."
ــ كلا.
منتديات ليلاس
رفعت علياء بصرها عن المفكرة في يدها قائلة :"هل تودين تناول الغداء قبل الذهاب لقياس الثوب؟"
ــ كلا , كلا . لا أريد الذهاب من أجل القياس....
ــ لن يستغرق الأمر سوى ساعة واحدة.
غطت نيكول وجهها بيديها ثم فركت جبينها . كم تكره ذلك الصداع الذى يبدو أنه لن يفارقها هزت رأسها قائلة :"أنا فقط أتمنى....أعنى....لِمَ لا نؤجل ذلك القياس؟"
لا فائدة من التذمر فـ علياء ليست من وضعت جدول مواعيدها و لا يمكنها أن تغيره.
تمكنت نيكوليت من تحمل الدروس الصعبة و شعرت بالسرور عندما تحول موضوع الدرس إلى الجغرافيا . وضعت فاطمة أمامها خريطة بَرَكة و المناطق المجاورة لها و اهتمت نيكوليت بالتعرف على مختلف المعالم الجغرافية الهامة كسلاسل الجبال ,الأنهار , و الصحاري الكبرى. وما لبثت فاطمة أن طوت الخريطة فجأة وسألتها :"ما الذى تعرفينه عن حفلات الزفاف عندنا؟"
فأجابت نيكول :"لا أعرف سوى القليل"
تابعت فاطمة تقول باقتضاب :"يجدر بك أن تعرفي عنها . فهي ذات أهمية كبرى كما أنها باهظة التكاليف"
ثم التوت شفتا فاطمة إلا أنها لم تبتسم . وعادت تقول :"يستمر حفل الزفاف بصورة عامة لمدة أسبوع. بحيث تدوم الاحتفالات لأيام عدة . وحفل زفافك سيدوم على الأرجح لثلاثة أيام , وسوف تتلقين كل يوم المزيد من الهدايا المكونة من الذهب و المجوهرات من قبل مالك . وأخيراً عندما يحين موعد الزفاف سوف تُحملين على هودج وضعت فيه المجوهرات التى أهداك إياها"
شعرت نيكول بالذعر, وما لبثت فاطمة أن قالت بنبرة قوية :"أنت محظوظة. لابد أنك سعيدة بما ستحصلين عليه من ثروة, أليس كذلك؟"
|