كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
انتصب رأس الملك ذو الشعر الداكن و تصلب فكه ثم ردد ببطء :"ممسحة للأرجل ؟ أجد هذا الوصف مهيناً جداً . أنا أكن الكثير من الاحترام للنساء . و النساء فى حياتي مدللات و مصانات و إذا كان لديك اعتراض على تعلم لغتنا...."
ــ المسألة ليست تعلم اللغة يا جلالة الملك.
قالت ذلك وهي تشير باتجاهه فيما تجمع السخط والإحباط في داخلها فلم تعد تستطيع السكوت و تابعت :"أنا لا أمانع في تعلم لغتكم , لكنني لا أستطيع الانغماس في دروس اللغة مباشرة بعد وصولي إلى هنا . الناس في بلادك يتكلمون لغتين , فالجميع في بَرَكة يتكلمون اللغة الفرنسية و كذلك الأمر في بلادي . فنحن نتكلم الإسبانية و الفرنسية"
شبك مالك ذراعيه فوق صدره قائلاً :"لكن اللغة الفرنسية هي جزء من ماضينا الاستعماري فيما اللغة العربية هي لغة المستقبل"
وقفت نيكول في مواجة السلطان و شبكت ذراعيها كما يفعل هو تماماً مقلدة وضعيته بهزء و قالت :"لِمَ ترغب إذن بالزواج من امرأة أوروبية يا جلالة الملك ؟ لابد ان هناك العديد من الأميرات العربيات , طالما هذا هو مستقبلك"
لم يُجيب عن سؤالها إلا أنه انحنى باتجاهها و قد عقد حاجبيه معاً , أما نيكول فحبست أنفاسها بصورة غريزية ما إن اقتربت شفتاه من أذنها و هو يقول :"لم يفت الأوان بعد على وضعك على متن أول طائرة و إعادتك إلى بلادك"
صرت نيكول أسنانها و ضاقت عيناها
ــ ربما يجدر بك أن تفعل ذلك. إذ يبدو أنك لست مستعداً لمواجهة المعنى الحقيقى للزواج يا جلالة الملك فجأة شعرت نيكول بيده تمسك بمؤخرة عنقها و بأصابعه تلتف حول بشرتها الدافئة الحساسة , فسرت في جسمها ارتجافة . وقال :"لا يمكنك إلقاء اللوم كله عليّ أيتها الأميرة , فأنت تغيرت كثيراً . منذ شهر كنت أكثر حماساً لهذا الارتباط . ومنذ أسبوعين أبديت توقاً و رغبة كبيرين للزواج"
منتديات ليلاس
قربها منه إلى أن شعرت نيكول بدفء جسده , بطاقته المكبوتة , بقوته الداخلية . هذه المرة لا يمكنها الهرب منه إلى أن يقرر بنفسه متى سيتركها . وسألها :"ما الذي غيرك بهذا الشكل شانتال ؟ تبدين سيئة الطباع اليوم"
ــ أنا لست سيئة الطباع بل أنا صريحة فقط .
إنه يسيطر عليها برجولته محاولاً التحكم بحياتها كما أن غطرسته تثير سخطها . فلا داعي لتقييدها و حشرها بالقرب من جسمه كما يفعل الآن , جاعلاً إياها ضعيفة و تابعت تقول :"يبدو أنه من غير المسموح لي أن أبدي رأياً"
راحت أصابعه تمسد عنقها . أحبت نيكول لمسته . لكنها كرهت قوة سيطرته عليها .
أجابها بهدوء :"بل من المؤكد أنه يسمح لك بإبداء الرأي , لكن حتى الآن لم تظهر آراؤك سوى التأفف و الانزعاج...."
ــ وهل أنت معتاد على إجبار الآخرين على إطاعتك بالقوة يا جلالة الملك؟ أفهم جيداً أنك السلطان هنا , لكن من المؤكد أن الآخرين ...أفراد أسرتك و من هم حولك , يُسمح لهم بالحد الأدنى من حرية الكلام , أليس كذلك؟
رد الملك و هو يضغط بأصبعه على شفتيها :"ما ترمين إليه يفوق مسألة حرية الكلام , وفي الواقع سمعت كل ما أرغب بسماعه منك"
ــ حسناً ! أنا لن أهدأ!
قالت ذلك بالرغم من إصبعه الذي يسكتها . تكلمت كي تدفعه إلى قول المزيد و لكي تحمي نفسها من الضياع . التوتر الذى ساد بينهما بدا كاسحاً , ولم تشعر نيكوليت في حياتها بمثل هذا الخوف.
ــ ألن تفعلي؟
أخذت نفساً سريعاً ضحلاً في محاولة لاستعادة السيطرة على نفسها و قالت :"كلا"
و كأنها سمعت صوت شانتال في رأسها سمعت عدم موافقتها على موقفها هذا. فـ شانتال لم تقم و لا يمكن أن تقوم بتحدي رجل على هذا النحو , إنها تؤمن باللباقة , و الدبلوماسية , والهدوء . لكن نيكول الآن أبعد ما تكون عن الهدوء .
|