كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
شعرت فاطمة بالارتجاف و قالت:"كانت تلك غلطة فادحة . عرفت ذلك لحظة قيامي بمحاولة الانتحار و لذلك طلبت المساعدة."
لم يستطيع مالك إقفال الموضوع دون معرفة السبب . لا يمكن لشخص أن يبتلع زجاجة دواء بأكملها دون وجود سبب عظيم . فما الذى دفع بـ فاطمة إلى الهاوية؟
ــ لكن لماذا ؟فاطمة كوني صادقة معي . أنا أصر على ذلك.
نظرت إليه قليلاً ثم أبعدت نظراتها عنه و قد غدت خالية من أي تعبير , ثم قالت:"كان يفترض بك أن تتزوج بي"
تجمد مالك في مكانه و احتبس الهواء في رئتيه . ماذا؟
حدق إلى وجهها و هي تحاول تجنب النظر إليه فتمكن من رؤية ألمها. كان وجهها ما يزال شاحباً و فمها ذابلاً و عيناها خاليتان من البريق . شعرت بأنها ترتعش من الخوف و الغضب و الألم و الارتباك و بدا ألمها حقيقياً . قال لها بلطف و هو يحاول إظهار هدوء لا يشعر به في الحقيقة:"أشرحي لي الأمر"
حاولت جاهدة تجنب النظر إليه و قالت :"أخبرني والدي أنك ستصبح زوجي و قال أن علي أن أنتظرك"
ــ لم أسمع بذلك من قبل
هزت كتفيها و قد بدا عليها الارهاق و قالت :"أخبرني والدي أن والدك وافق على زواجنا لأنه سيُبقى الثروة داخل الأسرة و يسهل تقسيم الميراث"
ــ أمن أجل ذلك تناولت جرعة كبيرة من الحبوب المنومة؟
هزت كتفيها مجدداً و انحنى ظهرها ببطء ثم قالت :"لم أفهم لما قررت أن تفتش عن عروس لك فيما أنا لازلت عزباء أنتظرك هنا؟"
منتديات ليلاس
و فجاة فهم مالك ما تمر به , إنه ليس الألم فقط و إنما الخجل أيضاً . في الغرب تعتبر المرأة في مثل سن فاطمة شابة فهي في منتصف العشرينات . لكن في بَرَكة يعتبر هذا سناً متأخراً لامرأة لم تتزوج بعد . فالرجال لا يصدقون أنها ظلت عذراء طيلة تلك السنوات . وعذرية العروس أمر بالغ الأهمية فى بَرَكة كمهرها تماماً . أما الاحتفال بالزواج فمهم للتأكيد على عذرية العروس.
جلس مالك على الكرسي بجانب السرير و أخذ يديها بين يديه . بدت يداها باردتين و أصابتها قشعريرة عند ملامسته لها.
ــ لم أكن أعلم....
لقد جرح مشاعرها و كبرياءها من غير أن يدرك ذلك . لا عجب أنها تشعر بالغضب و الامتعاض من نيكول . شعرت بأنه رفضها و استبدلها بأخرى . لم تستطيع فاطمة النظر في عينيه و هي تقول :"ما الذى قلته لأسرتي؟"
ــ إنك مريضة جداً و عليهم ان يحضروا إلى هنا بسرعة.
أبعدت فاطمة يديها عن يديه بلباقة تاركة مسافة بينهما و قالت :"آه , متى سيصلون؟"
ــ في وقت متأخر من هذا اليوم.
ــ و هل ستخبر والدتى ما حاولت أن أفعله بنفسي؟
كان مالك قد طرح هذا السؤال على نفسه من قبل . ما الذى يجب أن يفعله في هذه الحالة ؟
ــ كلا, ولكن عليك أن تعرفي بأن تصرفك هذا ليس مقبولاً أبداً . والخيار الذى أتخذته لم يكن خياراً صحيحاً . فأنت محبوبة من الجميع و حياتك ذات قيمة كبيرة....
قاطعته فاطمة و الدموع تنهمر من عينيها :"أرجوك...أرجوك كفى. لن أقوم بذلك مجدداً. لن أجرب القيام بأمر مماثل مرة أخرى . لقد شعرت..بالخجل... بالكره لما حدث في السوق بالأمس . لم يكن في نيتي التسبب بالأذى للأميرة...."
احتضنها مالك بين ذراعيه , إن الألم الذى يصيب أحد أفراد أسرته يؤلمه هو أيضاً.
ــ الأميرة تمكنت من العودة بسلام. لا تقلقي أو تلومي نفسك و الآن عليك أن ترتاحي و تهتمي بنفسك.
|