كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: أسافر وفي حقائبي ذكرياتنا ، حصرياً على ليلاس فقط
( 2 )
إقرئيني .. كلّمافتّشتِ في الصحراء عن قطرة ماءْ
إقرئيني .. كلّ ماسدّوا على العشّاق أبوابَ الرجاءْ
أنا لا أكتبُ حُزْنَ امرأةٍ واحدةٍ
إنني أكتُبُ تاريخَ النساءْ ...
][ نزار قباني ][
بدت على وجهك علامات من البؤس لم أعهدها بك فارس حينما دقت الساعه ..
تلك الساعه الي أبت أن تحتضن لحظات أتفاقنا على زواجك ... ترفض ذكره
وهاأنا أجبرك على تذكره .. ذاك الأتفاق الذي حلفت عليه اليمين لعدم ذكرك له ..!
وأذا بك تسير نحو تحقيقه ..
ترفع حاجبيك بشراسه لي وكأنها تحدثني عن شئ من السبات سيعود
لشوارع أسطورتنا يوما ما ...
أمتلئت عيناك بغضب مزق شراييني في مساء مسعور ..!!
أتظن أننا قادرون على المضي قدما في حياة كأرض بور يافارس...
أتظن أننا قادرون على السير في شوارع الزمن وأزقه الفرح كما لو أننا ضوء في عتمة ظلام دامس ..!!
كيف لنا أن نفعل ذلك وأنا أجلس بجنبك .. أندب أحلامي البسيطة تلك التي حلقت بعيدا
وتلاشت عني لأنني فقط فتاة بقلب ضعيف ..
أحبك فارس كثيرا وأحبك أكثرحين أشعر بحجم مشاعر
من الحنان تجتاحك لرؤية أولاد أخوتك ..
قلت لك ذات يوم وأنت تبعد خصلات من شعري عن وجهي بيداك الدافئتان ...
في حديثنا المعتاد عن أبناء أخوتك وأخواتك ..
( الرياجيل ألي يحبون هالبزارين أحسهم صادقين في كل شي .. )
تجيبني مبتسما وكأنك تمازحني ..
( والله غريب كلامتس يالعفرا .. هو في أحد مايحب هالبزارين ..!!)
عانقني الصمت حينها .. لا أعلم لما شعرت أنك أستخدمت صيغك الغامضه لتحولها لــ ( أحد ) ..!!
بينما هي فالحقيقه جملة هاربه تتحدث بها عن نفسك ..
حينما أجلس بجوارك .. أتمنى لو أن حبنا هذا يتوج بصلة لن تنقطع .. بطفل يأخذ صفاتك
الرجوليه ... يأخذ منك نظرتك الجادة للمشاكل والخلافات كانت صغيره أم كبيره ...
أبتسمت يوما حتى أنفجرت ضاحكا حين ذكرت لك أنني سأطلب من أبني أن يصبح محامي كوالده ..
لا أدري لما تعثرت أمنياتي هذه بضحكاتك حينها ... لكنني لم أهتم وأكملت لك أني أيضا
أتمنى أن يكون طويلا كما أنت .. وسيما فزدادت ضحكاتك حتى قاطعتني بقول
( ماتخلينه .. كوبي بيست لي بعد وترتاحين مره وحدة ..!! )
صمت وأنا أرمقك بنظرات حارقه .. كنت أتحدث بحماس وقتها وهذا أعتقد مادفعك لضحك ..
لم أشعر سوى بيدك تربت على رأسي ...تهدأ من صرخات الأماني المبعثره ..
تمسح عليه بحنان
( دام حبيبتي بهالجمال .. بنتي ماهيب طالعه ألا على أمها ..)
ماأجمل تواضعك فارس .. جمالي يكمن بين عينيك .. في قلبك ...
ثمة لحظات كنت أركض بها مسرعه نحو المرآة ..
أتفحص ملامحي التي تنهمر بها مديحا .. لست جميله .. لكنك تحب أن تضمني بصوتك وتحلق
بي بعيدا .. حتى أجد نفسي أنجذب لك أكثر فأكثر ..
كنت ولا زلت أحلم بأطفال منك ... لم يمت شعوري هذا ولن يموت لأنني رسمته بحطامي ..
.. سأعطي طفلي الذي أنجبته منك أشياء لم أستطع فعلها ..
الغريب أن سقف أحلامنا أرتفع فارس سنة تلو الأخرى ... أرتفع حتى طال النجوم ... حلق بين الغيوم ..
ولاشئ بعدها سوى أنني متعبه ..
وصلت لمرحلة من اليأس أصبحت أرى بها أنهزامك وصمتي ..
أنا أختنق فارس .. أختنق بينما أنت تمضي قدما كأن شئ لم يكن ..
تعيش بداخلي ألالاف من الأسئله لم تمتلك يوما جواب ..
شعرت بيديك تحتضن كفي .. تسحبها دونما تردد نحو صدرك يختفي غضبك بين كم
من الأوجاع .. أوجاع لا تتنفس ألا في صدري ...
تخرج من شفتيك كلمات
أحسست بقوتها نحو قلبي .. شعرت بنبض قلبي الصغير يتباطأ .
. والدم يندفع مسرعا في شراييني ..عذرا .. أقصد شرايينك يافارس هي من يندفع بها دمي ..
تسكنني منذ ألتقينا أول مرة ..
_ عفرا .. أنا أحبتس ...أنتي هالحين وش عليتس من أتفاقنا .. أنسيييه هالأتفاق ..
.. هي لو واقفه علي ببلع الأمر دامتس راضيه وأسكت ..
( أرتفع صوته قهرا حتى أرداني قتيله ..!! ) أفهمي . أنا تسيف بعلق وحدة على ذمتي وانا مادانيها ..
أتعتقد أنني قاسيه حين أجبرك على مالاتريده ..؟!!
حين أمارس الصد لترضى ..!
لاتلمني ..فحوارنا في الأونه الأخيره أصبح ضربا من قطيعة عاطفيه ..
لقد أصبحت رؤيتك وجعا لا يهدأ .. والحزن يتسرب مع الهواء فارس.. أراه يتسلق الجدران ..
يتعلق على ستائر الغرف .. يحبو على الأرضيه .. في كل مكان أراه..
نظرات عيني أصبحت عطشى واللحظات أعيشها تعيسه ... والعمر في قلبي الضعيف لم يعد
سوى حزمة من أسفار لن تقف .. فماذا تنتظر ..؟
أنزلقت أصابعي من بين كفيك .. لامجال للمحاولة .. لن أتردد في تنفيذ هذا القرار فارس
.. قلت له وعيناي لاتفارق ملامحه برجاء ..
_ أنت ليش توجعني وتوجع نفسك .. ليش جاي هالحين .. اليوم يوم نظرتك الشرعيه لروان ..
زفر أنفاسه بغضب .. ليبعد نظرات عينيه بعيدا عني .. أكمل حديثي
كما لو أنني ألفظ أخر أنفاسي
_ أنت ليش مانتب مستوعب أني أبي سعادتك ...
قلتها لأقترب من جسده وألتصق به .. رفعت رأسي نحوه وهو يشيح بنظره عني واضعا
يديه في عمق جيبه .. أمسك بذراعيه وأشدها لتقترب مني .. وأتمنى لو لدي تلك القدره
لفتح صدره والنوم به .. أريد أن تسير القافله لأنسى .. أريد ذلك
_ فارس رجيتك .. روووح كمل ألي بديت فيه .. رب العالمين مو رايد لي
أكون أم عيالك الدكاترة قالوا الحمل شي مستحييل .. يا أنا يالجنين لو حملت ..
( قلتها لأشعر بحجم هائل من الألم يمزقني ) .. لاتوقف روووح.. ماعندي هينا شي لك
لحظة صمت مخيفه حتى يرفع حاجبيه مستنكرا ما أقوله .. باتت صراحتي مميته وجارحه منذ أن شعرت
بأنني مفلسه يافارس من كل شئ ..
هي بقدر ذلك الوجع الذي أستنزف أخر قطرات قوتي .. أدار ببصره نحوي
_ ماعندتس شي لي .. عفرا .. تراي تحملت شين فوق طاقتي منتس ..!!
_ ليه وش سويت لك ..
صرخ ثائرا بوجهي وهو يلوح بيديه التي أخرجهما بأندفاع ..
_ طاقن كل هالمسافات وتاركن أهلي ينتظروني حتى أروح لتس ويكون هذا ردتس لي ..
ماعندي شي لك ..!!
_ وش تبيني أقولك ... أنت ألي تاركهم .. أنا ماجبرتك تجي هنيا لحد عندي يوم أنك تصرخ بوجهي تسذا .
( قال وهو ينظر لي بغضب ): أنتي مريضه بهالرد.. تصدقين بالله ..!
( رددت ببرود ) : ماجبت شي والله جديد ... الكل عارف أني مريضه ياربي لك الحمد
ظل يتأملني بغضب لأبادله حديث عيون واثقه ..أحاول أن ألملم بها أشياءي المتناثره ..
يحق لك فارس أن تشكك بأني مريضه لدرجه بات أكتشافه مستحيلا ..
فامرأة تغرم برجل يشبهك .. يحبها كأمه التي
فقدها منذ سنوات .. كأبيه الذي يرقد تحت التراب .. يحبها كما لو أنها أنفاسه
وتعيش سنوات الحلم بين أحضانك ..
ودون أن تتشبث بك .. تفعل المستحيل لأرسالك عبر الأقدار لامرأة أخرى .. هي مريضه ...
مريضه حقا ..
_ تراتس بتندمين على هالمكابره .. تسني شاكي لتس عن حالي .. كم مرة قلت لتس شيلي
هالخرابيط من بالتس ..!
_ مو لازم تشكي يكفي ألي أحسه ... مشكلتي أني أعرفك أكثر من حالي وعيونك تراها تكشفك !
_ لااااااااااااااا .. ذي ألي ودها .............
لم يكمل وأكتفى أن يضم شفاته ليقطع الحديث الذي كان ليفجره أمامي كما فعلت أثير قبل لحظات ...
ينطلق فجأة من أمامي دون أن يتحدث بشئ كان له أن يضع
حدا لكلماتي ... حينما خرج شعرت بضجر غريب يحاصرني ... يضع يديه حول عنقي ليخنقني ..
فأنفجر باكيه بحرقه ..رددت .. أنا قويه .. قويه .. وسأبقى قويه ..
.. أن كان هناك ثمن سأدفعه بقراري هذا لن يكون أكثر من ثمن رؤيته عاجزا أمامي ..
لاتبكي ياعفرا ..
ستصبحين أسعد حين يعود يوما بين أحضانه طفلا لم تنجبيه ..
طفلا سيقدم له ماعجزتي أنتي عن تقديمه ..!
لكن
لماذا لا أسمع سوى حفيف أنفاس العجز متعبا داخلي ...!!
ولا أشعر سوى بصوت رفضي لتلك التحديات الخرافيه ...؟!!
أقف بسرعه وأركض نحو حقيبتي .. أفتحها كما لو أني أريد تمزيقها ... أخرج منها كيس أدويتي لأرميه دون تردد على الأرض ...
لا لن أسمح له بالهروب مني .. سأحقق له مايريد بنفسي ... سأنجب له أنا ذاك الطفل ..
دون أن يعلم بأنقطاعي عن تلك الأدويه المميته ... لم تقتل قوتي سواها ..
أتحرك مهروله نحو مخرج الباب لأكمل خطواتي نحو الممر .. أنزل
من الدرج لصالة المنزل الواسعه لكنني وقفت حين صفق الباب أمامي من والدي الذي أتسعت عيناه
لمنظري هكذا .. بدا الخوف يسيطر على نظرات والدي الحنونة ..
_ وش بلاه زوجتس .. طلع حتى ماقال فمان الله ..!!
شعرت بزالزال لم يتوقف تحتي حين أندفعت بهذه السرعه نزولا من الدرج ...
كانت رؤيه والدي منفذا أستطعت من خلاله أستعادة قدرتي على البكاء لأجهش أمامه بالبكاء المر ...
( فارس راااح يبه ... بعته يبه بيديني بعته ...!!)
.. قلتها لأجده يلمني بقوة بين ذراعيه يقودني نحو غرفة
تعاني الظلام كما غرفتي فالطابق العلوي ..
الظلام يحاصرني .. يستمتع ببعثرتي وخوفي ..!!
أناملي ياوالدي .. أنفاسي .. وحتى مسام بشرتي تصرخ بأنه لي وحدي ..
لكنني أعيش الألم .. قد تجرد فارس أمامي من الحب لألبسه أنا الوجع بهيئة تدميني ..
حينما أصر على تناولي للأدويه ..
حينما أمرني بقتل أمنياتي في حين أنني أود فعل المستحيل له ...
_ ويتنس عن صلاتس ...؟!!
قالها والدي وأنا أجلس بجانبه ورأسي يستريح على كتفه ... حينما أصبح جسدي كتله من التعب متنقله ..
حينما أفرغت كل مافي قلبي أمامه ..
صلاتي .. أبعدت رأسي عنه وأنا لم أستطع فهم مايقصده بالصلاة ..
لم أترك قط صلاتي .. ولم أتهاون يوما في أدائها ..يعلم والدي ذلك جيدا ..
_ أستخرتي ربتس وشفتي وين راحتس فيه ولا على هواتس درعمتي وقمتي
تحملين الرجال شين مايبيه .. ها ..؟!!
( يتبع )
|