كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: أسافر وفي حقائبي ذكرياتنا ، حصرياً على ليلاس فقط
( 3 )
(حين تغضب
تعلق ضحكتك على المشجب
تترك للهاتف مكر صمتك ..
وتنسحب
وتغتالني في غيبتك أسئلتي
أبحث في جيوب معطفك
عن مفاتيح لوعتي
أود أن أعرف .. أتفكر فيَ؟
أيحدث ولو لغفوة
أن تلامسني أحلامك قبل النوم ؟
أن تبكيني ليلا وسادتك؟ )
][ أحلام مستغانمي ][ ..
ظللت أتأمل وجه أبي بشئ من الدهشه ... أتأمله حتى أحسست بأني أمامه أصبحت غير مرئيه ...!!!
أفتش في ملامحه عن شئ آخر .. شيئا لن يكون بذلك الأمتداد ليومي الكئيب ..
لم أجد في سؤال أبي سوى أشارة من القدر ..
باتت أحرفي أمامه تتبخر من عمق السردايب المخيفه ... تتبخر من أثر تلك التشققات التي تدفع
أشعه غريبه للظلام ..!!
تشبه أشعة الشمس لكنني لم أشعر يوما بالدفئ ينبعث لجسدي الهزيل يوما منها ..
لم أشعر بالحرارة تغتال برودة الدم بي ..
_ عفرا .. تراتس أغلطتي بهالشور يابنيتي ... وخوذيها نصيحتن والله لا تذكرينها باتسر .. لو فارس
يبي الضنا ولا متشفقن عليه بتلقينه بيروح يخطب ولاهوب ماخذن شورتس .. روحي صلي صلاتس
وأستخيري ربتس بدال لاتخسرين زوجتس بليا نفع ...!!
شعرت بأحزان مبهمه تجتاحني وكأنني أستيقظت للتو من حفنة أعوام رحلت ..
كبف أصبحت غريبه مع نفسي لدرجة أن المأذآن في كل يوم تناديني .. خمس مرات
تخبرني بأن الله ينتظرني لأنثر أحزاني على سجادة ..!!
وهاأنا أندب حظي وأحلامي العقيمة من أجلك فارس ...
لم أستطع يوما أن أنشد النسيان لحنا تسمعه جوارحي لأرتاح من حبك ... كوني فتاتك ذات القلب
الضعيف جعلك أكثر تعلقا بي .. أذكر يافارس أنني في كل مرة أسقط غائبه عن الوعي وأدخل
على أثر ذلك للمستشفى ...تبقى معي طوال المدة التي يقررها الأطباء من أجلي ..
في المرة الأولى التي دخلت على أثرها المستشفى ..
شعرت بيدك تحتضن جبيني ..تتأكد جيدا من أن جسدي لم ينهكه ضعف قلبي ...
لن تصدق حجم سعادتي برؤيتك تبتسم لي حين فتحت عيناي ..
_ عفرا تسمعيني .. الحمدالله أنتس بخير .. شلعتي قلبي ياشيخه .. مصير قلبي يوقف
من قلبتس هالضعيف ..!!!
أبتسمت رغم أجهادي .. رغم أني أشعر بجسدي يعيش تحت وطأة مخدر غريب .. يمنعه من الحركة ..
أغمض عيناي من جديد .. لتتكرر الحكايه ..حينها
شعرت بحجم المبالغه الغريبه بالأهتمام بقلب ضعيف كــ قلبي فارس ..
آه يافارس لو تعلم بأن هذا الضعف أنتقل لمشاعري ومزاجيتي .. أصبحت هشه .. كعود خيزران
قابل للكسر ..
أتذكر جيدا حين فتحت عيناي لأراك تنام على الأريكة أمامي ... أجهشت بالبكاء حينها ..
تلك المبالغه تصهرني .. تسحق عظامي فارس .. تشعرني أنك تشفق علي .. تشفق علي لا أكثر ..!!
تحركت بفزع نحوي .. تضع يدك الكبيرة على صدري ..
_ بسم الله عليتس عفرا .. وش فيتس .. تعبانه ..!!
لم أستطع التحدث وأنت تنظر ألي بعينان متعبتان .. لم أستطع فارس ..أبعدت يدك عن صدري
لتلتقط أصابع يدي .. تجمعها بين كفيك
_ الحمدالله على سلامتس
_ أنت ليش هنيا .. أبي أهلي يجوون
_ أفا .. تبينهم ..؟!! وأنا وش بالنسبه لتس
_ فارس .. أبي أبوي دق عليه قوله أني بالمستشفى .. خله يجيب أثير معاه
_ أنتي وش بلاتس تبتسين هالحين ..؟! تونسين شي
قلتها فارس وأنت تضع أصابعي على صدرك .. حينها شعرت بدقات قلبك متسارعه ..!!
ظننت لوهله أن هذا النبض سيدفع بيدي بعيدا عن صدرك ...
_ تعبانه
_ الدكتور طمني .. نوبه عاديه هالي فيتس وأن شالله ماعليتس خلاف ..
( ماعليتس خلاف ) جملة أستنزفت كل طاقاتي فارس .. وكأنك تريد مني أن أصدق
أنني أتعافى يوما بعد يوم .. أستيقظت من ذكرياتي لأشعر بيد أبي تربت على كتفي
_ يلا يابنيتي .. دقي على زوجتس وأستسمحي منه ..
ها أنا أعيش الوجع ذاته . لم يتغير شئ طوال مدة بقائنا معا .. أومأت برأسي حتى أرسم أبتسامة
خفيفه على شفاتي وأتحرك مبتعده عنه ... أخرج من الغرفه وأتوجه نحو الدرج أصعده ...
لا أدري كيف غاب عن ذهني أن أصلي صلاة الأستخاره ... كيف لي أن أنسى أمر كهذا ..
توجهت لغرفتي بعد أن توضأت حتى أندفع بجسدي نحو السجادة النائمة على أريكة متهالكه ..
ألتقطعها بسرعه .. أضعها على الأرض وأستقبل القبله لأكبر وسط ظلام غرفتي الغريب ...
تكرارا صليت .. ولم أشعر سوى بعدم الأرتياح لقراري هذا ..
مشاعر من الضيق تجتاحني لعدم راحتي ... أسلبت مني خياراتي فارس ..
أباتت متعلقه بك أنت لا بي أنا ...!
هل سافرت نحو أرضائك لأعود بعد سفري هذا حزينه ..؟ّ!
توجهت نحو سريري لألتقط هاتفي .. أتصل بك ولا تجيب .. أعاود الأتصال بك مرات عده
وترفض فتح الخط .. أجلس بخوف وعيناي تختلس النظر الى النافذه بصمتها الغريب ..
والنور لم يهدأ بأندفاعه نحوي ..ينسكب حولي ...يغرقني هذا السكون ..
هل بدأ الأضراب العاطفي على سماعة تليفون في مسائي هذا ..؟!
_ دخيلك فارس رد علي .. أبي أكلمك بموضوع . رد علي لا تسفهني مثل سواتك لي في كل مررة تززعل
كتبتها رساله أليه وأرسلتها .. لكن هذا الأضراب العاطفي الذي أشعرر به أمتد لدقائق طويله ...
ولم يعد بوسعي الأنتظار .. أنحنيت بسرعه ألتقط أشياءي وأرجعها لحقيبتي .. سأعود للمنزل
وأنتظره هناك ..
كم من الوجع يافارس كان بمقدورك أن تبعده عني ... كم من التحديات رفضت خوضها أنت لأحقق حلمي ..
أنا ضعيفه فارس فالحب .. كنساء العالم أجمعين .. غبية أنا مثلهن ...
حينما نحب نتوقع من الحياة ألا تهدينا سوى هذا الحب .. لاتهدينا سوى الأبديه ..
سمعت كثيرا يافارس أن الرجل كما يقال ( ماله أمان )
أنه كثير النسيان والخيانه .. كثير التنصل ممن يحب .. لكنني لم أشعر معك أن تلك الأقاويل كان
لها أن تنطبق على رجل كما أنت ..
حتى أمي رحمها الله قالت لي ذات يوم أن الرجل كطائر في قفص .. أياك وترك القفص مفتوحا له ..
لأنه حين يطير لن يعود ..!!
هل أنا يافارس من فتح باب القفص بكامل أرادته لتطير دون عودة ..
هل حلقت فعلا في السماء .. بعيدا عني ...
ألتقطت أشيائي جميعها وعدت ألى المنزل يافارس
.. الساعه 1 فجرا ... ظللت أقف أمام النافذه مسنده رأسي أليها ..
أراقب حديقة منزلنا بصمت يلهب أحزاني .. حينها سمعت صوتك فارس فالحديقه تسعل بقوة ومالبثت
أن صمت .. عقدت حاجباي أريد أستيعاب أنك فعلا فالمنزل وأنا لوحدي أنتظر وصولك ..
أتصل بك ولا يجيبني الهاتف سوى بالقطع ..!
أرسلك لك رسالة تلو الأخرى أريدمنك أن تسمعني .. ولا مجيب ..
تحرك بخطوات متهالكة .. أفتح باب منزلي وأخرج للحديقه أبحث عنك .. وجدتك يافارس فعلا تجلس
تحت شجرتنا الكبيره على مقعد من خشب .. تجلس متكتفا على غير العادة ..
دائما ماكنت أحلامي .. لكن أحلامي كلها ماتت .. ماتت يافارس ..!!
تقدمت نحوك .. جلست على مقربه منك وحضنت كفك البارد بيداي ..
_ من متى أنت هنيا .. من زمان وأنا فالبيت أنطرك
أجبت بخشونة
_ من جابتس
_ أبوي
_ وليش جايه ..؟!!
أبتسمت تلقائيا من سؤالك هذا .. ( ليش جايه ..!! )
أكان هذا جزائي طول مدة بقائي في منزل والدي وأنا أنسج حوارات خياليه من أجلك .. أجهد جسدي
وقلبي من أجلك فارس ..
أيعقل أنك أعتدت غيابي لتقول لي ( ليش جايه ) ..!
نظرت أليك ومالبثت أن أملت برأسي نحو صدرك أنصت لنبض قلبك ..
كم كان لصدرك الواسع أنجذاب أتوق أليه كل يوم ..
_ جايه لبيتي
_ حلو والله أذا حتى الجوامد صرتي تجين لها ...!
أبعدت رأسي لأنظر أليك .. كم كانت ملامحك تغريني فارس .. كبرياء وثقه ..
لكنك في هاللحظة أشعر بملامحك ستنفجر غضبا مني من أجل شئ لا أعلمه
أشعر به كحجم السماء لكنني أجهله .. حقا أجهله ..
_لا جيت أقولك أني أستخرت .. أستخرت ولا حسيت براحة لزواجك ..
رفع حاجبيه ليقول
_ لا على كيفتس أنا
_ أنت وش فيك تحتسي معي بهالطريقه
_ لأني ملكت على ألي تبينها زوجة لي .. خلاص أرتاحي يالعفرا .. أرتاحي
قالها صارخا في وجهي وكان هذا أخر عهدي به وبالحياة ... الحبل السري الذي يربطني
بحجم قلب ينبض من أجله أنقطع دون سابق أنذار ..
أزدادت نبضات قلبي من صرخاته المجلجله ولم أستطع .. لم أستطع تحملها .. لدرجة أنني أحست
بضعف قلبي يقفز متتاليا لكل عظام صدري .. أختنق فلا أجد من ينقذني ..!
وحيدة أنا بقلب ضعيف ..
ساعات أم أيام لا أعلم .. كل ماأدركه أنني أفقت منها وأذا بصوت رنين غريب يدق داخل رأسي .. يخترق أذني
مسببا لي شيئا من الضجيج .. فتحت عيناي لأشعر بالبرودة تكسوني ..
تعريني من قوتي نحو العجز ..
أغمضها وأفتحها من جديد لأرى ملامح تقترب مني .. تبتسم لي ..
_ الحمدالله ع سلامتك عفرا .. العمليه نجحت وبشروا أهلتس فيها .. كلهم برا ينطرونتس متى تصحين ..؟!
.. تحركت عيناي بعيدا عنها ثم مالبثت أن عدت أتأملها .. قلت بصوت
كاد يختنق داخلي ..
_ عم .. عمليه ..!
_ لا تتكلمين كثير
خرجت بينما لم أكمل حديثي .. بل لم أستطع التحدث ... أغمضت عيناي لفترة طويله والرنين
يقتلني .. يبث في جسدي وروحي الخوف ... صوت باب يفتح .. لحظات هي لأشعر بأنفاس حار
تلهب خدي .. ويد مرتجفه تمسح على وجهي ..
_ عفرا .. الحمدالله ع سلامتس ..
كنت أسمع هذه العبارة مرات ومرات .. أحيان أشعر بسعادة غامرة حين أراك تقذفها نحوي ..
وأحيان أجهش بالبكاء لفرط حساسية غريبه تجتاحني ..
فتحت عيناي نحو ملامحه .. غرقت عيناي بالدموع حين أصبحت أسمع صراخه يعود
من جديد .. تزوجت من أمرأة أخرى غيري .. هل فعلت ذلك فارس حقا ..؟
أهتزت شفاتي وأنا أحاول كبح جماح عبرة ستنفجر أمامه ..
هل حان وقت رحيلك .. لأسافر أنا وفي حقائبي ذكرياتنا ؟؟!!
لكنني يافارس لا أريد السفر ولا الذكريات .. أريد أن أكون أمرأتك دوما وأبدا ..
أحبك فارس .. ولا أريد أخرى تشاطرني السعادة بك والحب والكبرياء ..
لم أعد أريد ذلك .. لا أريده الأن .. ليس الأن فارس ..
_ أنت .. أنت ...
شعرت بجسمي يتحرك نحوه .. ينحني ليقترب مني أكثر .. يدفن ملامحه على كتفي ..
يتحدث والحروف تختنق ... من أجلي تختنق وهو يقبل شعري وكتفي
_ أنا ماملكت على أحد .. هذي نصايح أختي حنان وأختس الله لا يبارك بهالنصيحه
ألي بغت تخسرني زوجتي .. قالت لي حط روحك بتروح تزوج وخلها تعيش الجو .. !!
خارج الغرفه ..
_ أخبارها هالحين ..؟
_ لا الحمدالله صحتها أحسن .. ألف الحمدالله ع سلامتها ..
ترمي بجسدها المتهالك على المقعد لتجهش بالبكاء
_ كنت بخسر أختي ياحنان ..
تجلس حنان بجانبها لتمسك بعبائتها الساتره
_ أختتس بخير .. والله هالبنت ماعرفنا لها ..
_ كله منتس ومن شورتس
_ شسوي أنا شفت أخوي كل مادخل علي ضاايقتن فيه الوسيعه .. عاد طق براسي ذيتس الفكرة
وقلت له يطبقها لاتسان زوجته دبلت تسبده بسيرة هالزواج
رفعت رأسها لتنظر أليها نظرة عميقه ..
_ لا وأنا مع الخيل ياشقرا .. أبوي من أمس مستلمني تهزئ وحلف لساني مايطب لسانه يومين
على هالسواة وزين ماكوفني حتى فارس أبوي هزأه ..!! وطرده
_ هونيها وتهون يابنت الحلال ... دام أنها بخير خلاص
_ مدري لا شفتها وش بقول لها .. أني تركتها أيام ومخليتها على عماها تحترق وماتدري أنتس
والثور أخوتس لا رحتوا ولا جيتوا
_ هههههههههههههه .. تذكرين يوم أختتس على بالها أنا رايحين نملك .. ههههه .. قاعدين
فالبيت نتقهوى ويوم ترس كرشته قال بروحها بشوف وش مسويه وهي على بالها اليوم بملك ..
والله أنها ثور .. أخوي طاقتن الديون ظهره وش يبي بزواج وحرمة وضيقة خلق
_ أقول ماشفتي أخوتس تسيف يطالعنا قبل يدخل لزوجته ..
_ هذي وأنا أختتس من مفعول الطرده .. أحس أنه ماسك نفسه عني .. أنا قلت أنفض البنت
شوي وشكلنا نفضناها وطيرناها ..
_ هههههههه .. حنان أسكتي مالي خلق أضحك والله
_ وسعي صديرتس وأنا أختتس ودقي على أبوتس خليه يضفنا قبل لا يطلع فارس
ويورينا نجوم الظهر أشوف نفسه ماهيب زينه علي ..
_ و أخوتس وش سوى فيها ماهوب ألي صرخ بوجها ..!
_ ألا أنبطت تسبده منها .. على باله بتفهم وهي ماسكه الشور
أمسكت أثير بيد حنان حتى تقف وتنطق بصوت تعب
_ قومي بس خلينا نختفي عن هالمستشفى لين الله يفرجها وقهوة العصريه عندي دام أن الله
فرجها وأرتحنا من هم هالعفرا وزوجها
_ بدون ماتقولين بسنتر عندك اليوم كله ..
تمت .. ...............................
|