انا مابقرأ اي رواية الا لما تنتهي بس قرأت الأجزاء وانا فاكرة انه الرواية منتهية ووقعت في الفخ وطلعت بتجنن بالله عليك ما تتأخري بالأجزاء صارلك زمان غايبة بكفي اجازة عيدنا وانبسطنا وهلق وقت الشيهانة > استحملي المعجبين شو بدك تعملي
في انتظار ابداعك

السلام عليكم ورحمة الله

قصه مشوقه وفي غاية الروعه سلمت اناملك الجميله على هذا الابداع

بطل الروايه مشرف ماعجبني ابد احس انه مغرور وشايف نفسه

الشيهانه خلاص ماعاد بقا في العمر مثل ماراح عيشي حياتك وردي لمشرف والله يعينك عليه

وسم فهمت زوجها خطأ هي ظنت انه طلقها الانه شك ان الفلبيني سوا شي فيها

وعلى طول قبت فيه

سمو والمعجب الخفي مدري يمكن يكتب له الله نصيب وتكون من نصيبه

نجلاء ومادراك مانجلاء تعجبني ذا الانسانه هههههه. كذا من الله الاعجاب خليها ويا فهيدان هههه

في انتظارك عزيزتي طيبة قلب وكل عام وانتي بخير

السلام عليكم ورحمة الله


البارت غدا بأذن الله ..
تحياتي لكم ..

﷽


______________

أفتح جهازك و أحذف ما يغضب الله و أنظر للسماء و قل : ربي أني تركتها لأجلك و لاتنسى من ترك لله شيء عوضه خيراً منه .


______________

[ 21 ]
______________


.. اخبرها صباح هذا اليوم ان تستعد لاخلاء البيت من الاشياء المهمه ..
ونقل بعض الاثاث في غرف المُلحق ..
فقد عزٓم على ترميم المنزل واجراء تعديلات على بعض الغرف والممرات ودورات المياه ..




المهندس اخبره انه بامكانه الحاق دورة مياه خاصه بغرفته بدلاا من المشتركه مع غرفة اُخرى ..
وايضا من الممكن ان يستدخل غرفة وسم الملاصقه لغرفتهما لتكون صالون خاص بهما
والممر الجانبي الذي يحيط بغرفة وسم من احد حوانبها سيكون كاونتر صغير لاعداد
وجبات سريعه وكـ مقهى صغير ..
سيكون لهما عالمهما الخاص والمريح ومزيدا من الحريه ..



في المقابل ..
ربما يكون ضيق الخناق قليلا على ابناءه ..
فـ غرفة وسم الجديده تشترك مع سمو في دورة مياه واحده ..


ومثنى سينتقل لغرفة اُخرى بالقرب من مصعب
بعد ان اصبحت غرفته ملكا لوسم ..
مصعب لم يتبدل وضعه كثيرا ..
فقط اضاف لغرفته ذاك المستودع الصغير المخصص لاغطية الضيوف وبعض ملابس الشتاء ليكون مكتبا صغيرا له ..
والصاله العلويه سيجعل نافذتها اوسع واكبر
لتنير الطابق باكمله بضوء الشمس ..



كان التخطيط حماسيا كما وصف له المهندس ..
.. سيكون للمنزل وجها اخر وشكلا جميلا



.. استاجر شقه لابأس بها ..
واحضر شركة تنظيف متخصصه بالتنظيف والتعقيم ومن ثَم بدأ بفرشها وجلب بعض اثاث بيته فيها ..
سيستقر فيها مالا يقل عن 6 اشهر ..
سبب التأخير التعديلات الجذريه في الطابق الاعلى ..
اما الاسفل فلم يتغير كثيرا ..
فقط زاد من اتساع النوافذ ..
بدل اشكال المداخل ونقوشها ..
استبدل وضعية بعض الابواب ..






.. انتقلو جميعا للشقه المستأجره باسرع مايمكن ...
فـ هو اذا عزم على شيء يحب ان ينجزه سريعا ..
عند المساء وبعد ان استقرت اوضاعهم في مسكنهم الجديد اخبرهم بانهم في ضيافته الليله ..
وجعلها وليمه مختصره ..
فقط والدي شيهانته واهلها واخواه محمد وفهد ..
كانت وليمه خفيفه محفوفه بخاصة الاهل ..
ومايثير في الامر .. ان وسم بدت طبيعيه ..
او تحاول ان تبدو كذلك ..
فكانت ليست كمن هي بالامس ..
تتجاذب معهم اطراف الحديث بمرح ..
وتتناول الطعام بشهيه .. وتتابع برامج التواصل الاجتماعي وكأن شيئا لم يكن ..



الجميع فرح على تجاوزها لمحنتها في وقت قصير ..
بالكاد تكمل شهرا على ماحدث ..
لكن والدتها لم تكن سعيده بهذا التغير المفاجيء ابدا ..
تشعر ان هناك انتكاسه قريبه .. او ان حالتها تلك ردة فعل عكسيه لما يحدث لها ..





بعد انتهاء العشاء اخذتها والدتها جانبا علّها تجد عندها تفسيرا لحالتها ...
لكن وسم رفضت النقاش في الامر تماما ..
وبترت اي اخذ ورد في الامر .... لتجيب والدتها منهيه الموضوع ..
/ يمه رجاءا ..
سيرة راجح مابي اسمعها قدامي
ماضي وانتهى ..
ومابي احبس نفسي في قوقعته ..
مسألة وقت بس واتطلق منه وانساه ...




غضبت والدتها كثيرا ..
هي صغيره ولاتقدر الامور ولاتزنها بموازين العقل ...
تظن الامر سينتهي عند طلاقها من راجح وكفى ..
تظن ان الرجال ستمطرهم السماء بعد طلاقها وهي من يختار ..
تظن ان البديل سهل وميسر ومتوفر ..
تظن ان السنة الناس ستنخرس عن الكلام عنها ..
تظن الحياه بعد الطلاق تعني حريه اكثر ...





هي اُنثى مثلها ...
ولاتزيد عن ابنتها الا بتجربه مريره دون رجل ..
نعم كان في حياتها اجمل الرجال ..
والدها واخوتها .. لكن ليسو في مجال مقارنه مع شريك وتوأم روح يشعر بانفاسها
قبل ان تخرج ..
برجل تستند عليه ولاتخجل ان اثقلت عليه الإتّكاء ..
رجل ترمي عليه همومها واثقالها ليحملها عنها وتنام خفيفه قريرة عين ..
رجل يفرح لفرحها ويحزن لحزنها ..
رجل يندى جبينه من العمل وكسب الرزق ليوفر لها لقمه هنيه وكساءا مترف لم تتعب فيه ولم تشقى ..
رجل يحتضنها بين جسده وروحه ليغرقها حنانا وحبا ..
.. رجل يرقب نظرة عينيها ليستشف مايخفيه خاطرها ..






راجح يملك الكثير من خصال شرف ..
ويزيد عنه بالتريث وعدم العجله ..
ويستحق الحزن على ماحدث له .. وانتظار مايؤول اليه مصيره ..
اخذتها باللين وهي تحاول ان تقرب لها مدى حاجة الانثى لرجل ..
لكن وسم رفضت الانصات وهي تؤكد ان ابيها وحنانه يكفيها عن الرجال اجمع ..
يئست من اقناعها لتهزها بعنف وغضب وهي تتوعدها ...
/ ان سمعتك جايبه سيرة الطلااااق ياويلك
قبل سنه ع الاقل اووووص لاتتكلمين ..


بذات الغضب اجابتها وسم وهي تظهر شيئا من انتقامها منه ..
/ بقول لابوووي
وبيطلقني غصب عنه والا طيب ..



فقدت شيهانه الكثير من سيطرتها وحلمها وهي ترى ماضيها يُعيد نفسه بابنتها
لتفقد اتزانها وهي تمد يدها لتكمم فم الوسم بيدها عن الكلام ..
ودموعها تسيل فجأه وبغزاره .. وكأنما سد سيل انفجر دفعة واحده ...





احتقن وجه وسم بالحمره وضاقت انفاسها
لتحاول ابعاد يد والدتها التي لم تبدو في وضعها الطبيعي ..
بخطوتان فقط اختصر شرف المسافه بعد ان تتبع صوت الضوضاء ليمسك شيهانه بكلتا يداه ويبعدها بقوه عن وسم ..
حضرت سمو لترى مايحدث فاشار لها والدها ان تبعد وسم عن انظار والدتها ...
موقف لم يخطط له ولم يتوقع حدوثه ..
دفعها معه وهو لازال يحتضنها بيد وبالاخرى يدفع الباب بقوه ..
ادخلها واغلقه خلفهما ليحتضنها لصدره بصمت ..
احتضن انهيارها ليحاسبها فيما بعد ....
بكت وبكت وبكت حتى هدأت ..
شعرت بخجل يعتريها .. بدت امام زوجها وابنتها كطفله مشاكسه تعتدي على الاخرين بلا سبب ..
اطرقت نظراتها ارضا .. تتهرب من ان تلتقي عينها بعينيه ..
.. اما هو فـلا يستنكر اي فعل متمرد منها ..
فهي بنظره لازالت صغيره ينقصها الكثير ليكتمل عقلها ..
وان كانت الحياه وتجاربها انضجتها قبل اوانها ..
الا ان كونها اُم وابنائها بطولها واطول منها لايعني ان من المفترض ان تعيش بعقل من يتقدمها سنا ..
هو اكتملت رجولته ونضج عقله في اوانه ..
فمن واجبه بما انه الاكمل ان يتحمل تهورها وزلاتها وفلتات لسانها ...



وايضا ان يقومها ويصحح اخطاءها ..
ابتعدت عنه ليجذبها بيدها اليه ..
زاغت بابصارها عنه ليثبت رأسها بين كفيه ويرفعه للاعلى ...
بغلظه رغم انخفاض صوته همس لها ...


/ عقدك ابعدي بناتي عنها ..
انا عندك انتقمي مني وسوي فيني اللي تبين ..
لكن بناتي لاااا خطوط حمرا توقفين عندها ..




احتقن وجهها من جديد لتغرس اضافرها القصيره في كفوفه التي تحيط وجهها ..
شدت على اسنانها كي تمنع نفسها من الصراخ والانهيار من جديد ..
.. اذن هذه هي نظرته لها بعد كُل تلك السنوات
وبعد ذاك الكفاح من اجل ان توفر حياة كريمه وبيئه خصبه لابنائه ليعيشو بلا عُقد ..
اصبحت هي المعقده النفسيه الغير سويه ..
ازدرت ريقها وهي تبحث في عقلها بسرعة خاطفه عن اي كلمة موجعه تجرحه بها ..

/ هالمعقده سوت اللي ماقدرت تسويه انت يالعاقل ..
ربت رجالين باشنابهم اطول منك واثقل ..
وربت بنتين من احسن البنات ..
ربتهم يوم انك مهملهم ولاهي بوناستك وسعة صدرك وراحتك ..
سهرت عليهم وبكت واهتمت وانت في حضن الحبيبه ولاتدري عن هوى دارهم ..
تجي تتأمر وتنتقد وتطلب من خدامة سيادتك وعيالك تسوي لهم كذا وكذا ..
وانت مالك الا النتيجه النهائيه تكون مرضيه لحضرتك ..
اذا انا بنظرك فيني كل هالعقد ..
اوك .. انا سلمت لك الامانه ومسؤليتهم
بشيل يدي وكأني ضيفه بهالبيت وبعطيك كل الصلاحيات
عيالك وانت حر فيهم ..
لو اشوفك راميهم بالشارع ماراح اتكلم ولا اقولك ليه ولالي دخل ..
ووسم تصرف معها .. تعلق تطلق ماراح اتدخل فيها ابد ..



انتهت ولم يعد لديها ماتضيفه ..
ستنسحب وتقف مكتوفة الايدي لترى تربية الخالي من العقد كيف تكون ..!
حاولت الابتعاد .. لكنه لازال ممسكا برأسها وزاد من قبضته حين حاولت الابتعاد ...
ابتسم ابتسامة جانبيه كرد على انفعالها وكلامها الجارح والمتمرد ...
ادناها منه وقبل جبينها بهدوء ليضيف ...
/ الله لايخلينا منك ياام مصعب ..
هو انتي احيان يجي منك شطحات ..
بس الشكوى لله ..
امسك مجنونك لايجيك اجن منه هههه



حتما ستجن منه ...
لديه قدره خارقه على التلاعب بالاعصاب وافقادك توازنك ..
.. تحادثه في شيء ليتركه جانبا ويدخلها في امور اخرى ..
او يتجاهله وكأنها تحادث نفسها ...!




دفعته بقوتها بغفلة منه ليتقهقر خطوتان للخلف ..
رفع حاجبه مستنكرا ليرد ببرود وحاجبه الايسر يرتفع قليلاا ...
/ قدها ....!
قد هالحركه ...!



بسرعه خاطفه اقترب منها يريد ان يكتفها ويحملها عاليا لتعتذر له ..
لكنها بذات فطنته جثت ارضا لتلاصق الارض وهي تتوعده ...
/ ابعد عني احسن لك ..
انا طفشت منك ترى ...



ابتعد قليلا حين احس ان مداعبتها هذا الوقت غير مجديه ..
تبدو اعصابها فعلا تالفه ..
تحتاج لخلوه وهدوء ...
.. خرج بهدوء تاركا لها مساحه من الحريه وحدها ...
اخبر ابناءه ان والدتهم تشكو صداع وحذرهم من ان يطرق احدهم باب غرفتها ..
اما هو فقد اتخذ من غرفة الجلوس مرقدا له ...









.. مافعلته والدتها بها آلمها كثرا ..
هم يظنون انها قاصره لاتقدر المسؤوليه
ولاتعي ماهو الزواج وماذا يحتاج ..
وماذا تعني عشره وموده بين الزوجين ..
رغم قصر الفتره التي عاشتها مع راجح الا انها تحن له كثيرا ..
ورغم جلافته الا انها عشقت رجولته ..
ورغم احساسها انها لم ولن تملأ عينيه الا انها ملأ قلبها قبل عينيها ..



لكن هي الكرامه الكريهه التي اجبرتها على التخلي عنه ..
مرغمه لا راغبه ..
كانت ستتحمل منه احساسها فقط بنفوره منها .. وستعيش معه ممتنة له ..
لكن ان يصرح بذلك في وجهها ..
ويقدحها في عرضها ..
فذلك امر محال معه التغاضي والتهاون ..
طلبه للطلاق كان صريحا ..
لم يطلبه عبثا ولا لاجل ماهو عليه ..
بل بالتأكيد لعدم ثقته بها .. وظنه بها الظنون ..
ستبادر هي امام الجميع بطلبه ..
حتى لو نعتوها بابشع الصفات ..
انانيه .. قليلة اصل .. ليس لها صاحب .....
وما الى ذلك من شتائم ..
ستتحملها جميعا من أجل ان تثأر لكرامتها امامه ..
تلك الكرامه التي جعلت السلاله العربيه في كثير من المآزق ..
.. اتصلت بها والدته لتدعوها للعشاء بعد غد ..
بدت خجله منها .. فهي منذ مايقارب اسبوعان لم تهاتفها ولو للسلام والاطمئنان عليها ..
لكنها وجدت تلك الدعوه فرصه مناسبه لتخبرها عن رغبتها بالانفصال عن راجح ..
سئمت المجاملات الغير مجديه ..







هناك بين القضبان كان فكره مشغولا بها اكثر من اي وقت مضى ..
تسيطر دوما على عقله حتى لو حاول التشاغل عنها ..
.. كان سيطلقها دون اي عوائق وبييسر ..
فهو يكره المماطله والاقسار واستضعاف الطرف الاخر ..
.. لكنها تحتاج تربيه واعادة تأهيل اولا ..
وتحتاج لتأديب وتهذيب كي تحفظ لسانها من فلتاته ..
وتعرف ان عواقب اطلاق اللسان وخيمه ..
وان تقدر مكانة من امامها وتحترمه ...
تمنى لو يُفك عنه القيد ولو ساعه .. فقط ساعه ستكون كافيه ليشفي حرقة قلبه منها ..
طلب من والدها زيارتها مرات عده ..
لكن في كل مره يعتذر والدها بلطف بحجج واهيه ..
يعرف انها ترفض مقابلته والحديث معه ..
شهر ولم تتذكره ولو بمكالمه ..
او حتى توصل له سلامها مع احد ...





خرجو جميعا لتناول الطعام ..
لكنه يكآد يتقيأ من رائحته .. فحالته النفسيه جدا متعبه ..
ابتعد قليلا ليشعل سيجارا ذا نوعيه رديئه ..
حصل عليها من احد العساكر بعد ان تفضل بها عليه ..
ليُسكت بها صداعه فقط ..
.. مالبث ان رماها ارضا ليطأها بقدمه ويتمتم لنفسه ..
/ كله بسبتك وسم .. رجعت ادخن ....


لكنه كان شجاعا وهو يواجه عقله ويرد على نفسه ..
/ اوووف لاوالله ماهوب بسببك ياوسم
الا بسبب ضعفي رجعت للدخان ..


نقص وزنه مالايقل عن 5 كيلو هذا الشهر ..
ومما يزيد الامر سوء هو رجوعه للتدخين ..
يذكر ان والدته كادت تصفعه حين اشتمت رائحة الدخان عالقه في ملابسه ..
فهي قد عانت من تدخينه ورائحة الدخان معه حتى تركه قبل زواجه باشهر ..


لكنه برر لها بكذب انها علقت بملابسه
من زملاءه المدخنين ...
.. اخبرته ان وسم واهلها بعد غدٍ سيكونون في ضيافتهم ..
معتقدة ان وسم لازالت على علاقة به وتزوره ..
فرغبت في توطيد العلاقات اكثر ..
والتقرب لوسم اكثر واكثر كي لاتترك ابنها في ازمته تلك .. فتزود الامر سوء ...
وايضا تفاتحها بامر ما يشغلها ...
.. اما هو فقد كان كتوم على علاقته بها ..
فلم يخبرها انها قطعت علاقتها به نهائيا ..
يعلم ان هذا الامر سيحزن والدته
لذلك اخفاه بنفسه ولم يحدثها بشيء ..
بل علق بمجاراة لوالدته ...
/ ماشاء الله ماقالتي وسم شي يوم زارتني ..!


والدته بسرور ..
/ ماتدري يبوي ..
انا كلمت امها ووافقت ولابعد كلمتها هي ..
قلت بزورك اول ثم اكلمها عشان اعطيها علومك واخبارك ..
الا هي متى اخر مره زارتك ..!


ابتلع ريقه الناشف ليرد بهدوء ..
/ قبل يومين ..
انا قلت لها لاعاد تجي الا كل شهر مره
تعب على عمي ولا ابيها فرجه للزوار والعساكر والضباط وكل من هب ودب ..
خلاص تكلمني يكفي ..



بدت والدته متردده والكلام يقف في حلقها ..
خجله مما ستقول ..
لكن لابد مما ليس منه بُد ..
يجب ان تناقشه في الامر وتُصر على مرادها ...
.. ابتسم لها وهو يراها تدعك كفاها بعضهما ببعض ..
وكأنها ستتجمد من البروده ..
ونظراتها ساهيه مشتته حائره ...
سألها وهو يمسك بكفيها ويبعدهما عن بعض ....
/ يمه ....!
وشفيك عندك شي ...!!
بحلقك حكي واقف صح ..!!




مسحت على خديها وجبينها علّها تبدد الخجل ..
فرغم انها الام والكبيره الا ان تخجل مما ستقول في حضرة رجل ولو كان ابنها ...
لكن للضروره احكام ..
والضروف تحكم عليك الجرأه والحديث في امور لايصح الجهر بها ...
نطقت اخيرا بعد تردد ودموعها تسابق حروفها ...


/ يابوي انت قدر الله عليك وكتب لك هالامر الجلل
ماندري متى الفرج من ربي ..
لكن وقفة حالك كذا ماتسر عدو ولاصديق ..
ماندري تطول بك الدنيا والا تقصر ..
لاولد ولاتلد وشبابك ان ماكله ضيق السجون
كله حد السيف جعله مهوب لك فال ...



تنهد بوجع وهو يقاطعها ...
/ يمه لاتشلين همي وهم شي مابعد صار
كل هالحكي سابق لاوانه ..
مابين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال ...


قاطعته بشراسه ..
/ اسكت واسمعني ...
ابوك يقول يسمحون لك تمسي مع مرتك لو انك مسجون ..
يخلونكم بغرفه مقفله ومايشوفكم الا ربكم ..
ابي لك ذريه تحيي ذكرك وتبر فيك حي والا ميت ..
لاتردني ياولدي ..



انتفض واقفا حين فهم مرادها ..
لو كان من طلب من ذلك غير والدته فسوف تكون ردة فعله عنيفه ..
لن يضمن عواقبها ..
كيف له ان يختلي بزوجته في دار غير داره ..
وفي اقبح مكان كهذا ..
ومكان لايضمن ان يكون مجهزا بكاميرا مراقبه ..
لااا بتاتا لن يرضى ان تخلع ملابسها في غير بيتها ..
وفي مكان مهين كهذا ...
لن يرضاها لزوجته ولا لاخواته ...





انهى الموضوع وهو يحاول ضبط صوته كي لايرتفع على والدته ..
ليرد بنبره لم تخلو من الغضب ...
/ امي الله يرضى عليك
لو غيرك قالي هالكلام غلطت في حقه
لاتخلين اعصابي تفلت وتضيقين صدري بهالسيره ..
هذا شي محااال وخلاص انتهى مابي اسمعه مره ثانيه ....



بانفعال اشد ..
وكعادة الامهات اخذت تستثير نقطة ضعفه
بكاء والدته وانهمار دموعها ..
اخذت تهذي وتهذي وتستضعف حيلها وقوتها
وتنثر له شوقها ولهفتها لحفيد من صلبه قبل ان يجور عليه الزمان
ويسري العمر بطرفة عين ...



اسكتها مؤقتا ودموعها وامنيتها توجع روحه كثيرا ..
سيطلب من والده اقناعها ومنعها ..
فهو لايستطيع الحديث معها اطلاقا ..
ولايستطيع قبول طلبها البته ولايرغب في جرح فؤادها بالرفض ...
سيطلب مقابلة وسم للضروره ليطلب منها ان ترفض هي ..
فان اتى الرفض منها لن يكون مؤلما لوالدته كما لو كان منه ....
ليس له طريق الا هذا الطريق .....









.. بدت في مزاج صعب هذه الايام ..
تثور على اقل سبب وتفلت لسانها على الجميع بلا ذنب ..
تراودها رغبه بالبكاء دون سبب ..
فقط .. تشعر بضيق وشيء ما يخالجها تريده ان يخرج ..


تجاهله لها يجرحها ويخنقها ..
اتصلت به ذات مره ومجرد ان ارتفعت النغمه
اغلقتها .. حجه واهيه تذكره بها وستتدعي لاحقا ان اتصالها كان عن طريق الخطأ ..


لكنه لم يتصل .....!


وكأنه كان ينتظرها ان تبتعد عنه لينساها ..
مرارا وتكرارا اكدت لنفسها انها لاتُحبه ..
ولايهمها مطلقا .. لكنه لاتطيق ان يتجاهلها احد خصوصا اذا كان اقل منها قدرا ...



دخل اخاها نايف ليأمرها ..
/ فهد بالمجلس جهزي القهوه وجيبيها ..


وكأنه الفرج قد اتاها ..
وقفت بتثاقل وما ان اختفى نايف عن ناظريها حتى حثت خطاها تجاه المطبخ ..
اشعلت النار على القهوه واوقدت على الفحم
وضعت كسرةً من العود بجانب المبخره
ثم بخفه اخذت تُعد الفنجانين والتمر وبعضا من حلوى القهوه ..




انطلقت تصعد الدرج بخفه تأخذ العتبتان بقفزه واحده ..
صعدت للاعلى وهي تلهث ..
اتجهت من فورها لتستحم .. دقائق معدوده كانت كافيه ....
اخذت تقلب في ادراج ملابسها على عجل ..
تأففت بعجز ..
لاشيء جديد .. لاشيء مميز .. لاشيء ملفت ماذا تلبس اذن ..!
استقرت اخيرا على فستان اقحواني بنظرها هو افضل الموجود ..

.. تركت شعرها مبللا ..
تعلم كم يثير منظره وهو مبلل اعجابه ..
وضعت حمرة شفاه لامعه وكحل داخلي حدد عيناها لتبدو اجمل ..
لونت خديها بحمره مقاربه للون شفتيها ..
اخيرا سكبت الكثير والكثير من عطرها الذي امتدحه ذات مره ...
قبل ان تنزل ... تداركت الامر ..
هذه دعوة سافره للعفو عنه والترحيب به ..!
ستكون مثيره للشفقه ان استقبلته بهذا المنظر ..
وكأنها تتوسل رؤيته وعودتها اليه ..
عادت بسرعه خاطفه لتغسل جهد دقائق من وضع كل هذه الزينه على وجهها ..
نظرت لفستانها .. يبدو مبالغا فيه ..
وقد يحرجونها اخوتها بتعليقهم على لبسها ..
استبدلتها بجلابيه خضراء بلون العشب ..
ستتظاهر بالامبالاه وبعدم معرفتها بوجوده الا بمحض صدفه ..




.. عادت للمطبخ لتسكب القهوه في الابريق
وتضعها بجانب التمر وتحملها ..
تذكرت المبخره لتعود وتحملها بيد بعد ان وضعت العود باهض الثمن ..
احتارت من تحمل اولا .. العود ام القهوه ..!
قررت ان تضع العود بالقرب من المجلس ثم تعود لتحمل القهوه ..
ثم تدخل العود لاحقا في المجلس ...
لتجدد حجه لتبخيره وانها ايضا محض صدفه ...



خرج نايف ووالده خلفه وهما يستنشقان رائحة العود المُسكره ويعلق ..
/ اااااه حي ذا الريحه ..
ياخي هالعود يعطيني احساس اني معرس ولابس بشت ومستحي ..


وكزه والده من خلفه وهو يبتسم ..
/ هات الشهاده وتوظف وابشر بالعود والبشت
وهالحين فكنا من حياك واحساسك ..
مابه عرس ولابشت ولاعود ..


عقد ناظريه بيأس ليردف ..
/ اجل انطر ياحمار لما يجيك الربيع


والده بتأكيد ..
/ وش ورى الحمار ..
خل ينتظر الربيع هههه



قاطع مزاحهم دخول النجلاء الخجول وهي تحمل القهوه بين يديها ..
نظر لها نايف بتعجب ليسخر منها ويحرجها ..
/ كككككككااااااككككك جايبه قهوتها والاخ معطيها اشكل ..!
راح ولاسأل عنك حتى خخخخخ
اوووم الفشششله .. شوفي وجهك بين الفناجيل ضفيه ههههه



لم يعلم انه اصابها في مقتل ..
وسخريته ماهي الا قشه قصمت ظهر البعير ..
اطلقت الآنيه التي تحمل القهوه والتمر والحلوى من بين يديها لتقع ارضا ..
اتبعتها ببكاء عال وهي تختفي من امامهم بسرعة البرق ..
تاركة خلفها فوضى من اواني محطمه وطعام اختلط بالزجاج والقهوه الساخنه ...




منذ تركها وهي تتمنى البكاء بوحدتها لتفرغ فيه طاقتها السالبه التي تضيق عليها جسدها ..
ولكن دموعها ان لاتخرج الا بفيلم مزيج من الاثاره والدراما الحزينه في ان معا ..
والا تخرج الا بحضور جمهور وشواهد على فضيحة الضغط والالم الذي تعانيه في غيابه ..



كان لنايف عقاب صارم من والده ..
لم يعنفه لفظيا فقط ..
بل اجبره ان ينظف ماتسببت النجلاء ببعثرته وتكسيره ..
والاعتذار لها لاحقا حين تهدأ ...

..




__________

اعذروني على التقصير ..
فألم الاسنان لايكاد يفارقني ..
شفاني الله واياكم .. ولا اذاقكم الله المه ..


بحفظ الرحمن ..
البارت القادم سيحدد لاحقا ..