" هل أنت خائف من أن أكتشف الحقيقة ؟"قالت ساخرة وغاضبة من سلوكه , فيما أدار روس محرك السيارة وأنطلق بها , ثم أستدار نحوها .
تألق الازدراء في نظرات عينيه الباردتين وأصبحت نظراته أكثر قساوة وجدية . ابتلعت جيمسي ريقها بتوتر وهي ترى العنف واضحا في العصب النابض في فكيه المطبقين .
"هل هذا ما تعتقدينه ؟"تساءلت بخشونة .
" الحقيقة التي تحاولين الكشف عنها , تزعجني ؟"صاح وشرر الغضب يتطاير من عينيه , وأصبحت جيمسي خائفة قليلا .
"أليس كذلك ؟"نطقتها بحدة , وهي ترد عليه بسرعة .
تأوه قبل أن يجيب .
"إن الموقع خطر ."قال وهو ينظر الى فمها المطبق .
" خطر جدا , ولهذا لا أريدك أن تذهبي الى هناك ."قال بصوت عال .
تململت جيمسي في مقعدها , ورفعت يديها تلقائيا لتغطي أذنيها .
" عديني , يا جيمسي , عديني بأن لا تذهبي الى تلك الانقاض ."
أصر وقد دفعها الى الخلف في مقعدها , مغرزاً أصابعه الطويلة في كتفيها . ابتلعت ريقها وشبكت أصابعها وطأطأت رأسها .
"قوليها ."طلب منها ذلك وهو لا يزال ممسكا بها .
"أنا أعد ."قالت غير صادقة , ورأسها يضع الخطط للعودة الى الانقاض بأقرب فرصة ممكنة .
لقد كان من الصعب عليهما كلاهما التمتع بنزهة ذلك اليوم . لقد تكهرب الجو بينهما , وعادا الى الحذر كل منهما تجاه الاخر .
كما أن الاحوال الجوية لم تساعدهما , فلا النسور ولا العقاب ظهرت . حياة البرية كانت ممتعة بشكل كاف , ولكن لا شيء غير عادي . عادا باكراً , ومضى اليوم ساكنا بسبب النزاع الذي حدث بينهما عند الانقاض .
منتديات ليلاس
لم تستطع جيمسي الانتظار لرؤية سام , فقد كانت مقتنعة بما رأت , سلوك روس وحده عقد أفكارها . استمع سام بعناية وهز رأسه موافقا :
"يجب أن ألقي نظرة بنفسي ."أخبرها . لقد أمضيا بقية المساء يخططان لموعد الذهاب .
"ونحن لا نستطيع الذهاب خلال وقت النهار , فقد يلاحظ وجودنا ."قالت جيمسي متذكرة تعابير روس المتجهمة .
"في المساء لا نستطيع رؤية شيء حت مع وجود المصابيح ."قال سام بحساسية , ولكن جيمسي لم تكن صاغية ولقد كانت مصممة على الذهاب إلى هناك في تلك الليلة مع سام أو بدونه .
بدا الليل طويلا لجيمسي , أحضرت مصباحاً قوياً , كم أحضرت حبلا يمكنهما من إيجاد طريق العودة عندما يربط أوله عند المدخل . لاحظ روس كم كانت هادئة خلال العشاء وتطلع إليها باهتمام .
"هل من خطب ؟"سأل مرات عديدة , وشعرت جيمسي أن الاحمرار اعتلى وجنتيها , هل هو يعرف بخططها ؟ فكرت بعصبية , إذا كان عالماً بما تخططه فلابد أنه سيوقفها .
"تعبة , هذا كل ما في الامر . أعتقد بأني سأخلد الى النوم باكراً ."
قالت , وتظاهرت بالتثاؤب . ضاقت عينا روس ولكنه طأطأ رأسه موافقا . عندما تركت جيمسي الغرفة بعد الساعة التاسعة .

ضبطت المنبه على الساعة الحادية عشرة تقريبا, حينها يكون الجميع في فراشهم , وباستطاعتها أن تنطلق في طريقها .
استفاقت من النوم ببطء , ولا يزال رأسها يفكر بمخاطرة الليلة . كانت متعبة , لكن نعومة السرير اللطيفة ساعدتها على الاسترخاء .
استيقظت وهي ترتعش , وأسرعت كي تخمد جرس المنبه خوفا من أن يسمعه أحد . أنسلت من السرير ونظرت من النافذة , كانت ليلة هادئة جافة , والبدر يرسل نورا أكثر مما تأمل . تمنت أن يأتي سام معها . ولكنه كان احتمالا بعيدا ."لا روح للمخاطرة ."تمتمت لنفسها وهي تتفحص حقيبتها .
وصلت الى قميص النوم , ربما محاولة أخيرة مع سام , قد تدفعه الى المجيء , فكرت وهي تضع روب النوم الرقيق فوق قميص نومها الشفاف وفتحت الباب بهدوء . سارت ببطء في الممر , قلبها ينبض بسرعة . توقفت فجأة , كانت متأكدة من أنها سمعت أحداً ما يتحرك . أضيء النور فجأة , كان مستندا الى الحائط بكسل . أنه روس .
"أذاهبة إلى مكان ما ؟"
صاح وهو يتفحص جسدها ومحدقا في كل مكان من جسدها الذي لا يغطيه سوى قميص النوم الشفاف .شدت جيمسي قميصها نحو جسدها . كأنها تدافع عن نفسها , وفركت عينيها من أثر الضوء القوي .
"حسنا ؟"
تابع روس بابتسامة كشفت عن أسنانه البيضاء الحادة ,إنه الان يبدو خطيرا بشكل غريب . هذه الابتسامة جعلت دمها يبرد وأحست أنها وقعت في الشرك وغير قادرة على الحراك فيما هو اتجه نحوها . تجمدت بلا حراك بفعل نظرت الفولاذية .
تورد لونها وهو يتفحصها بصمت وعيناه تراقبانها وهي تحاول البقاء هادئة .
"هل يتوقع مجيئك ؟"سأل وهو يقترب ويقف أمامها .
منتديات ليلاس
ارتفع حاجباها بدهشة ."كلا."أجابته بصراحة مستغربة هل أنه من الحكمة الادعاء بأنه ينتظرها .
"اذاً ما هذه المفاجأة السارة له ؟"قال وصوته القاطع دافئاً .
"لماذا لا تزوريني ؟"سأل بصوت مزعج , رفع احد حاجبيه وهو يقترب أكثر منها . شعرت بأن ركبتيها ترتجفان .
"روس..."
بدأت الكلام وهي تبتعد ونظرات الخطر في عينيه , أخافتها . وتراجعت إلى الوراء حتى التصقت بالحائط ولكنه وقف قبالها محطما كل أمل لها بالهرب .
"أتعتقدين بأنني لن أرحب بك ؟"
اقترب منها أكثر وأخذت يده تداعب شعرها الطويل بقبضة ثابتة . وقفت جيمسي غير قادرة على الحراك . لم تجب جيمسي وعيناه مثبتتان عليها .
"إنك جميلة ."همس بهدوء . نظر إليها وكانت هناك لحظة صمت طويلة .
"جيمسي ."همس بقوة وعيناه مغمضتان للحظة .
"روس ."نظرت إليه بقلق محاولة أن تدفعه بعيداً عنها وبدأ جسدها يضعف .
"ألا تفهمين ؟"قال وأسنانه مطبقة وعيناه أصبحتا أشد عمقاً.
"جيمسي ."قال بصوت مرتجف وأخذها بيديه بقوة. لم تستطع المقاومة , عانقته وتحركت بقوة نحوه , وهو يشعر بها قريبة منه .
"هل هذا مشابه لما يجعلك سام تشعرين به ؟"همس في اذنها . لم تستطع جيمسي أجابته , فجميع أعضاء جسمها ترتجف بالالم الذي سرى فيها .
"أليس كذلك ؟"
سألها ثانية بصوت مرتجف وهو يلثمها "كلا " أجابت وجسدها يرتجف.
"أبداً" أقرت بصدق .
"هل تحبينه وتريدين الزواج منه ؟"سألها ويداه تحيطان بها بقوة وعيناه في عينيها .
هزت رأسها بارتباك .
"لا ,لا "أخبرته وقد تقوس ظهرها .
"اذاً لماذا تذهبين إلى غرفته وليس غرفتي ؟"صاح فجأة ودفعها بعيداً عنه والاشمئزاز في عينيه .
"روس ."بدأت جيمسي , ولكن العنف في عينيه أخافها ولكنه أبتعد عنها غاضبا .
راقبته جيمسي بأستغراب وصمت وعادت الى غرفتها . بقيت جالسة على السرير لوقت طويل تحاول السيطرة على عواطفها المضطربة .
جمعت حقيبة ثيابها وارتدت ملابسها وقررت أن تغادر , إنها تريد الذهاب الى الانقاض لمعرفة هل يوجد أي شيء مهم , وبعد ذلك ستكون في طريق العودة الى بلدها .

نهاية الفصل التاسع

وصباحك اسعد زهوري
وهو قاسي بس بـ.......ههههههههه

يلا حبيبتي الحين انزل الفصل الاخير
منورة حبيبتي الرواية بتواجدك بردودك

الفصل العاشر ....
والأخير ....

تركت جيمسي غرفتها بقلب مثقل . توقفت لحظة أمام الباب وحقائبها في يدها وألقت نظرة أخيرة . تنهدت وقد بدا عليها الاسى والتحسر , الأذى الذي تحسه في الظهور , أصبحت عيناها حارتين من البكاء وتبلل أنفها بالدموع . ابتلعت مشاعرها , واغلقت الباب بهدوء .
كان البيت ساكنا , فيما عدا غطيط النائمين , الذي تناهى إلى سمعها . تجمدت جيمسي عندما طقطقت السلالم تحت وقع أقدامها , لأنها لا تريد أن يعرف احد برحليها . لم تشعر بالأمان ألا عندما أصبحت في الخارج وعبرت المدخل الى الاسطبل . هناك قررت ترك حقائبها . ستأخذ آمبر الى الانقاض وتعود قبل الصباح لأخذ حقائبها ثم تنطلق في رحلة العودة .
لم تكن تعرف تماما ماذا يشدها نحو الانقاض , ولماذا تذهب الى هناك ولكنها شعرت بالرغبة لرؤية أطلال منزل عائلتها حتى ولو لم يثمر بحثها بالعثور على الممر السري .
أسرجت الحصان , لتجري بأقصى سرعة وبأصابع شبه متجمدة من قسوة البرد في هذه الليلة .
بدا الجواد لطيفا جدا غير منزعج من هذه النزهة المتأخرة . قادته جيمسي الى خارج الاسطبل وأخذ قلبها ينبض بسرعة عندما قرعت حوافره على الساحة المرصوفة , مخترقة سكون الليل . ألقت نظرة سريعة نحو البيت لكنه بقي مظلما , لم يسمعه أحد . امتطت الحصان , بعد أن وضعت الحبل والمصباح على السرج وانطلقت في الظلام . خطف برد الليل أنفاسها , كانت السماء صافية وملايين النجوم تشع والبدر ينير السماء .