تسلمى ريحانتى الرواية ممتعة جداً
موفقة حبيبتى و فى أنتظارك

الله يسلمك حبيبتي
منورة الرواية بمتابعتك
وانا بعد مستمتعة بقراءتها معاكم

الفصل السادس.....

استلقت جيمسي على السرير و دموعها تنهمر . لماذا ,ما عرفته عن تاريخ عائلتها , كان صدمة بالنسبة لها , ونالها الاذى بسبب ذلك . لقد ظنت إنهم أسياد معروفون وأتخذ روس من ذلك حجة كي يذكرها بسمعة عائلتها , وبدا عليه السرور في كل مرة يفعل ذلك . على الرغم من ان عائلته ليست فوق الشبهات . تذكرت ما قيل لها عن كيفية تدمير منزل عائلتها وأحست بالقرف .
حملقت في سقف الغرفة . لم تشعر من قبل الان بالوحدة والضياع كما تشعر الان . للمرة الثانية , تشعر وكأنها فقدت عائلتها , مما سبب لها ألما عميقا . لم يكن مرحبا بوجودها في ذلك البيت , وعلى الرغم من ذلك تملكها شعور غريب بالانتماء إليه .
قرع الباب , فوقفت على قدميها ومسحت الدموع عن وجهها , آملة ان لا تكون عيناها محمرتين .
"أدخل ."نادت آملة ان لا يكون روس قد عاد .
"مرحبا , كيف حالك ؟"
سألت سارة وهي تدخل وتضع رزمة بنية كبيرة على السرير .
"أشعر بتحسن قليل الان , إن كل شيء قد أصبح معقدا فجأة ."
شرحت بصدق , أومأت سارة برأسها موافقة بصمت .
إنهما تتشاركان في القاسم النسائي المشترك . ولا داعي لإضافة أية شروحات أخرى .
"ماذا في الرزمة ؟"
سألت جيمسي بلهفة .
"هدية ."
"لي؟"
"نعم , انها تعبير عن شكري , لأنك كلمت روس بشأني , على كل حال , انك بحاجة لها الليلة ."
منتديات ليلاس
أضافت وهي تشير بيدها الى الرزمة .
"أحتاج ماذا ؟"
سألت جيمسي وهي تمزق الورقة عن الهدية وبعد أن فتحت الهدية نظرت بأعجاب .
"تنورة!"
"إنك بحاجة لها , الليلة ستكون رسمية جدا ."
"هل ستكون كذلك ؟"
سألت جيمسي وشعرت بألم في داخلها.
"اذا , سوف أختفي ."
"لا مفر , يجب ان تستمتعي , إضافة الى إنك ستكونين صحبة ممتازة لي , والا فأن سوزان المرعبة ستكون بصحبتي طوال الليلة ."
"هذا القدر أسوأ من الموت !"
ضحكت جيمسي , وهي تلحظ نظرات الرعب في عيني سارة .
"إنهم جميعا , مجموعة فاسدة ولكن روس على استعداد لأن يفعل أي شيء من أجل مشروعه التراثي . إنه فعلا متعلق به وبأمكانك أن تساعديه ."
"أنا؟"سألت جيمسي باشمئزاز.
"كيف يمكنني ذلك ؟"
"إنك سائحة , وبأستطاعتك ان تتكلمي عن حسنات هذا المشروع , معظمهم لا يفكر سوى بجمع المال , إن لدى روس أسبابا أسمى من ذلك , بالطبع ."
قالت ساخرة وهي تبتسم باستمتاع .

"هذا ليس عدلا .أعتقد أنها فكرة رائعة . قد توجد فرص عمل كثيرة في المنطقة , وكذلك فرص تعليمية , إن لدى اسكوتلندا الكثير لتقدمه وأعتقد أنها لا زالت مهملة ."
قالت جيمسي وهي تنتقل فورا للدفاع عنها .رفعت سارة حاجبيها .
"يجب أن تكوني هناك ."
قالت بنشوة النصر :
"ألم أقل لك إنك قد تقدمين المساعدة ."
ضحكت جيمسي وهي تهز رأسها :
"إنني حقا لا أملك الرغبة في ذلك ؟ فرأسي يؤلمني ."
قالت ذلك وهي تفرك صدغيها برفق.
"إنني ممثلة هل تذكرين ؟"
ردت سارة , وابتسمت جيمسي .
"لماذا لا تذهبين لركوب الخيل ؟ خذي جوادي ,أمبر ,أنه في الاسطبل, فإن نزهة قصيرة على صهوته سوف تنعش رأسك ."
"هل أستطيع ذلك ؟"
منتديات ليلاس
سألت جيمسي على الفور , وفكرة ركوب الخيل بعثت فيها النشاط .
"بالطبع , طالما تعدينني بالحضور الليلة , مرتدية التنورة ."أجابت سارة .
المساومة بينهما ضارية , لكن جيمسي المتلهفة لركوب الخيل , ذهبت الى الاسطبل , وكان هناك روس بانتظارها , جالسا على حصان رمادي عداء, وقد أثار غطاء رأسه المزين بالريش ,أعجابها . بنطال الجينز الذي يرتديه يلائمه تماما , يبدو أنه يريحه بدرجة كبيرة , وكان باهت اللون لدرجة أوحت لها أنه غالبا ما يرتديه عندما يمتطي الجواد .
رأت الى جانب جواد روس حصانا كستنائيا سمينا , من الواضح إنه أمبر . ألقت نظرة سريعة على ثياب الركوب المستعارة : سترة الركوب القصيرة والسروال , الذي بلون الكريم الخاص بركوب الخيل , وجدت انها تلائمها جيدا , حتى حذاء الركوب النحيل الاسود يبدو انه صنع لها خصيصا .
"مضى وقت طويل منذ أن ركبت الخيل للمرة الاخيرة ."
قالت ذلك وهي تمتطي جوادها .
"ستكونين بخير . من علمك الركوب ؟"
سأل وهو يراقب الطريقة الممتازة لأمتطائها .
"في العطلة , منذ وقت طويل , فكرت جدتي بأن تبقيني منشغلة , لذلك دفعت لدروس التمرين كل يوم بعد الظهر بينما تكون جدتي في غفوتها اليومية ."
"اذا كان هناك وعي لجنونها ."ضحك روس وكان لا يزال غير مبد أية محاولة للأنطلاق , لاحظت جميسي وهي مسرورة في داخلها .
"هل كنت بأنتظاري ؟"
سألت جيمسي وتسارعت نبضاتها .
"نعم , إنها فكرة جيدة ."
توقف قليلا , ثم أضاف وهو مستغرق في تفكير حالم :
"إننا بحاجة لأن نتكلم ."
التقطت الاشارة , مستغربة من الشعور البارد الذي سرى فيها .
سار الجوادان , يجرجران قوائمهما في حقل وفير بالعشب . التلال المرتفعة , والاودية العميقة الزاخرة بالغابات الكثيفة والمياه المتوارية . دخلا غابة مظلمة وباردة . رائحة الصنوبر العطرة تملأ الهواء ومن أعماق الغابة استطاعت جيمسي سماع نواح الحمام . إنه يشبه دخول الكنيسة , هناك شيء ما , في هذا السكون , الامان والهدوء , بحيث أن آيا منهما لا يريد أن يقطعه بمحادثة تافهة.

"أشعر أني صغيرة جدا ."
همست جيمسي وهي ترفع رأسها نحو السماء من خلف الاشجار الباسقة .
ضحك بصوت رنان وكأنه دعوة . الظلال تغطيهما والغابة تخفت أصوات حوافر الجوادين , في أيقاع خافت مبهج .
"إذا ." قالت بهدوء "كل هذا لك على ما أعتقد ."
"نعم , وأكثر في الجوار ."
"كم من الاراضي تمتلك حقا ؟"
تابعت بفضول , لكنه تجمد على الفور .
جوابه فيه شيء من السخرية "تعنين قبل أن تؤخذ أراضي آل ماكدونالد ؟"
التوى فم جيمسي وهي تمتص الطعنة "كلا لم أعن ذلك ."
وهي تعرف أن وصول المحادثة الى هذا المستوى قد يتحول الى الغضب . ولذلك حولت المحادثة سريعا .
"قلت إنك تريد التحدث معي , عمّ؟"
سألت وهما يتابعان نزهتهما أعمق وأعمق داخل الغابة . بقيت عينا روس مثبتتين على الطريق أمامه مثلما إبتدا .
"أفضل , في الحقيقة , أن اقدمك على إنك من آل ماكدونالد , بلباقة , الى أصدقائي ."قال بهدوء واللوم واضح في صوته .
تتبعت جيمسي طوله المديد , على الرغم من جلوسه على الحصان , فهو لا يزال كبيرا . ولديه سمات قوية , ذقن عنيد , تبدو الان متجهمة . سمح لحصانه بأن يعدو أسرع نحو الامام , عندما تحرك لم تستطع جيمسي سوى أن تلحظ فخذيه النحلتين وتموج عضلاته تحت قميصه .
وشجعت حصانها في محاولة للحاق به .
"أنا آسفة , لقد كنت على خطأ."
منتديات ليلاس
أعترفت بصدق وهي تتذكر كيف تصرفت بفظاظة , حمرت الندم غمرت وجهها . شد روس حصانه للوقوف بقربها والتفت للنظر اليها . شعرت بالغضب والاثارة , إزدادت نبضاتها عندما نظر إليها .
أرسل تنهيدة مسموعة , لقد حيرته , تارة تريد الانتقام , تارة أخرى تصبح هي النادمة .
"كنت أنا كذلك ايضا ."أجاب وهو يحملق فيها وجعلها ترتجف , لادراكها عمق نظرته .
"كان يجب أن أحذرك ."قال بشهامة "من المحتمل ان تكون سوزان أزعجتك بعض الشيء ..."
"نعم يمكن أن تكون ."
قاطعته وهي لا تريد ان تربكه أكثر . ضحك , إنها المرة الاولى التي تسمعه يضحك فيها , بعمق . وترددت أصداء ضحكته حول الاشجار وكأن الطبيعة نفسها كانت مبتهجة لهذا المرح المشترك .
استرخت , وتنهدت بارتياح . لديه جاذبية عندما يضحك , جانب من شخصيته لم تتخيله . إنه رجل ملفت للنظر , صعب حتى الاعماق . مع ذلك فهو حتما يقضي اوقاته بسعادة , فكرت باستياء , إنه رجل من الصعب ان يفهم , وردة فعله نحوها تبدو انها تختلف في كل مرة يتقابلان , من السخرية الى البرودة , من الصداقة الى البغض وكل ذلك في لحظات .
تابعا نزهتيهما , وخرير المياه المندفعة في الجوار وأصوات تغريد الطيور المتناثرة , كانت موسيقى كافية .
بينما يسيران في الغابة كانت التلال المكسوة بأزهار الخلنج ترتفع حولهما , فاتنة في ردائها الارجواني . الهواء عابق بعطر الزهور , فيه شذى أنثوي يقابل المناظر الذكورية لغابات الصنوبر .