كاتب الموضوع :
Eman
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 225 - أريد حياتك .. فقط ! - ميشيل ريد (الفصل الرابع)
تبتهج؟ سيطر عليها الغضب. كانت متعبة، منهكة فقد عاشت اليوم أسوأ ساعات حياتها.فكيف يطلب منها أن تبتهج.
همست:"لو كان لدي مثقب أوراق يستحق الرمي، لرشقتك به"
تنهد لويس تنهيدة عميقة وجذبها إليه، فبدا عليها الانزعاج لسمحاها له بضمها إلى صدره. وقال لها: "إنه على خير مايرام وسيبقى كذلك ما دمت أرعاه، أظنك فهمت ذلك"
-إنه مدمن لويس يالويس، والمدمنون لايشفون بين ليلة وضحاها.
قال بهدوء: "أعلم هذا"
قالت بحدة: "هل يعلم بهذه الاتفاقية التي عقدناها لتونا؟"
-يعلم أنك هنا معي، وهذا كل شيء تقريبا.
وهذا يعني أنه مازال أمامها مشكلة عليها مواجهتها، فكرت في ذلك بقلب مثقل، ثم خرجت من بين ذراعيه، فضاقت عيناه لأنه رأى جانب وجهها المرهق، لكنه لم يحاول تأخيرها, وبدلا من ذلك عاد إلى الباب حيث وقف عنده ينتظر منها أن توافيه. وانضكت هي إليه دون أن تنطق بكلمة وعندما سارا إلى الصالون الرئيسي، جنبا إلى جنب شعرت بالتوتر.
-هل لي أن أعرف هؤلاء الناس قبل أن أقابلهم؟
سألته ذلك دون أمل كبير في تلقي الجواب.
-هل أنت متوترة الأعصاب؟
-نعم
-لاحاجة بك لذلك إذن, لأنك ستقابلين أسرتي وليس عصابة مسلحة.
أسرته؟ ونظرت إليه بعدم تصديق: "لكنك أخبرتني مرة أن لا أسرة لديك"
ابتسم ابتسامته الغريبة تلك وقال: "هذا صحيح"
اقشعر جسدها وهي ترى وميض عينيه المفاجئ فقالت ببطء: "أراك غامضا كالعادة"
أجاب بابتسامة مختلفة: "إنه سلاحي السري"
لكنه ليس سلاحه الوحيد. فكرت في ذلك ويده حول خصرها بينما يده الأخرى على مقبض الباب. وكان للمسته سريان الكهرباء في كيانها فأجفلت.
جعلته ردة فعلها هذه يتوقف وجعلت ملامحه تقسو, وقال متجهم الوجه يقول: "تذكري من أنت وماذا تعنين لي عندما ندخل إليهم، من المهم جداً لي أن توحي بأنك عروس سعيدة لا عروس بالإكراه"
بقيت صامتة دون أن تنظر إليه. لكنها رفعت رأسها طائعة ورقت أساريرها عندما فتح باب الصالون الرئيسي.
أول ماتحولت عيناها إليه هو مائدة القمار الخضراء، فشعرت بالراحة لأنها رأتها الآن مغطاة بغطاء أبيض ووُضع عليها شراب الورد المثلج ووقف مدير اللعب الذي كان سابقا يرص الفيشات، يلمع الأكواب ببراعة اي نادل.
ثم نظرت إلى الغرفة التي تعج بالضيوف، فمن رأت فيهم وجوها غائمة بدوا الآن أشخاصاً أسبانيين.
أصالة وغطرسة، هاتان هما الصفتان الساخرتان اللتان تبادرتا إلى ذهنها وهي ترى الطريقة الذي ينظرون فيها إليها، وفكرت إن كانت صلة قرابة تربط هؤلاء بلويس؟ إن كان الأمر كذلك فهو إذن من سلالة نادرة للغاية. رأت بعضهم شاباً، وبعضهم عجوزاً، بعضهم فضوليا بشكل آخر، هو أمواج النفور والكراهية التي فاضت منهم، مع أنها أحست بهم يحاولون جهدهم لإخائفها.
أدركت أنهم لايحبون لويس . . قد يكونون هنا في بيتهـ يستمتعون بضيافته، لكنهم يكرهونه لسبب ما.
وهذا مازاد الوضع تشوشا.
ثم رأت أخيرا أباها، واقفا بعيداً قليلاً عن الآخرين ولايبدو عليه السرور أبدا، كان ينظر أمامه عاقدا الجبين ولم يزعج نفسه بالنظر إليهما، كما فعل الجميع عندما انفتح الباب.
علمت مايفكر فيه، إنه يفكر كيف يمكنه اللعب وكل هؤلاء حوله، فهذه هي طريقة تفكيره عندما يستولي عليه جنونه.
حسناً، إنه على وشك أن يتلقى مفاجأة سيئة نوعا ما! لقد تخلى عنها هذه الليلة، تخلى عنها كليا بحيث صعب عليها الصفح عنه هذه المرة.
هذه المرة؟ كم عدد (هذه المرات) التي مرت بهما في السنوات العشر الماضية؟
وكم عدد تلك التي ستحدث مستقبلا؟ عددها سيكون كبيرا على الرغم من وعود لويس.
ثم رأت امرأة بدينة نوعا ما، ترتدي ثوبا ملوكيا من الحرير القرمزي اللون، وقد انبرت لتخترق هذا الصمت بتعنيف متغطرس: "لويس، أنا أكبر من أن أحضر حفلات ساهرة، هل رأيت الساعة؟ هل أدركت مدى فظاظتك وأنت تجمعنا هنا تم تتركنا ننتظر مسراتك؟"
|