كاتب الموضوع :
Eman
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 225 - أريد حياتك .. فقط ! - ميشيل ريد (الفصل الثاني)
الفصل الثالث: امرأة بين نارين
فندقه ..؟ وهزت كارولين رأسها، ثم قالت:
-ولكن هذا أحد مجموعة فنادق "الملاك".
و"مجموعة الملاك" ضخمة.لم تشتهر لما تملكه من فنادق فخمة في أنحاء العالم وحسب، بل لأنها تملك مصالح أكثر أهمية على شكل صفقات واتفاقيات دولية.
رفع رأسه ونظر إليها، فعم قلبها الذعر، ذلك أن "مجموعة الملاك" اقتنت حديثا مصرفا في لندن تتعامل أسرة نيوبري معه كثيرا . . أخيرا ظهرت لها الحقيقة، فهمست :"آه، ياإلهي، هل أنت الذي استدعانا إلى ماربيا من أجل الديون"
لم يُجب ولم يكن بحاجة إلى ذلك فالاثبات مكتوب على وجهه، ولم تستطع هي سوى الوقوف لترى كل صورة نسجتها في خيالها عن لويس فازكيز، تتصدع ببطء ثم تتحطم أمامها حتى لم تعد ترى فيه لويس الحبيب أو حتى لويس المخادع القاسي الذي احتال ليسلب أباها عشرات الألوف من الجنيهات.
همست بضعف:"ماالذي تريده؟"
أخذت تفكر في أن لويس الحاذق المتمرس البارد كالثلج قد ارتفع عاليا في العالم،أما هي وأبوها فانحدرا إلى القاع.
-أريد منك أن تجلسي فليس لدينا وقت كافٍ، والآن بعدما فهمت سبب وجودك هنا فلنبدأ العمل. . . .
العمل ، غمرتها هذه الكلمة بموجة باردة، وعندما تقدمت نحوه على ساقين مرتجفتين لتجلس على كرسي أمامه، جلس لويس وفتح الملف، ثم أخرج منه ورقة دفعها باتجاهها.
-أخبرني إذا كنت توافقين على ماهو مكتوب هنا.
جاهدت لتركز ذهنها فقلبها يكاد يتوقف لثقل ماستراه أمامها، مدت يداً مرتجفة تجذب الورقة ترغم نفسها على القراءة.
كانت قائمة دقيقة للغاية تحصي كل قرش يدينان به، إضافة إلى مبالغ كثيرة،كثيرة لاتعرفها.. لكنها لا تشك في مصدقيتها لأنها ترى أسماء كل الأماكن التي كان أبوها يزورها في لندن مكتوبة أمامها.
الرقم الأخير كان مفزعا إلى حد أنها اقشعرت عند رؤيته، وقالت بصوت خافت :"هل لي بجرعة ماء، من فضلك؟"
نهض لويس بصمت، ثم أحضر لها كأس من ماء فيه ثلج وضعه أمامها، ثم عاد إلى كرسيه، أما هي فرفعت الكوب ترشف منه، وتقول:" لا يمكننا أن ندفع لك دينك هذا..يالويس..ليس كله على كل حال"
-أعلم هذا.
رشفت مزيدا من الماء قبل أن تستطيع المتابعة:"إذا رفضت ملاعبته الليلة، فيسكفي المال الذي ربحه في الكازينو، والمبلغ الذي أملكه لسداد قسم صغير من هذا"
ولكن ليس كله.. أضافت ذلك لنفسها بصمت وكآبة.
-اللعبة المخطط لها..وهذه الديون موضوعان منفصلان، وأنا لا أمزج العمل بالمتعة، كارولين، هل تفهمينني؟
تفهم؟ لا لم تفهم، وصرخت وهي تلقي القائمة عليه.
-ولكن لدينا وسائل ترد بها قسما من هذا المبلغ،يالويس,, وأنت تريد أن تلعب القمار من أجل متعة جهنمية، فأين حس العمل في هذا؟
لم يتنازل لويس بالنظر إلى القائمة التي انزلقت على المكتب لتستقر في حجره بل كا وجهه جامدا وهو يسألها:" من أين حصلت على ذلك المبلغ الخاص بك؟"
-لا شأن لك بهذا.
تمتمت بذلك ثم وقفت وسارت مبتعدة عن المكتب.
-إذا كنت تأخذين من شخص لتدفعي لشخص آخر، فهذا يجعل الدين أسوأ وليس أفضل.
قالت كارهة:"ورثت مالا عن أمي"
-لا ، لم ترثي.
-ماذا؟
والتفتت إليه، ورأت في عينيه علمه بالحقيقة.
-أموال أمك ذهبت منذ سنوات سدادا لدين، وبعد ذلك أمضيت أنت الأعوام القليلة التالية في بيع أملاك الأسرة قسما بعد آخر، حتى لم يتبق لديكم سوى القليل مما يستحق البيع، ثم جاءت فترة هادئة تحسن فيها سلوك أبيك مدة سنتين,, أو هذا ما اعتقدته أنت، وعندما ابتدأ كل شيء مرة أخرى، عدت لفرز قطع أرض واقعة في أطراف مزرعة الأسرة بعتها لرجال أعمال أثرياء كانوا يبحثون عن أماكن يبنون بيوتا للمتقاعدين, لكن المجلس التشريعي منع ذلك أخيرا محافظة على التراث الريفي أو شيء كهذا, فماذا بقي لديك للبيع، كارولين؟ بيت الأجداد، وهو مرهون؟ أم مابقي من ميراث الأسرة.. الذي أصبح ملك المصرف على الورق أقل؟ أو ربما تفكرين في سداد ديني من العمولة التافهة التي تتقاضينها من مصممي الديكور الداخلي في لندن، الذي يطلبون معرفتك بالفنون الجمالية وتذوقها للبحث عن قطع فنية يزينون بها بيوت زبائنهم الأغنياء.
|