اخيراً اعطاه الموظف المفتاح فاتجه الى الدرج, وعندما اخذ يصعد , جارّاً إياها خلفه , قالت بصوت مختنق:" لا اصدق انك تفعل هذا "
لكنه لم يزعج نفسه بالجواب, فقد كانت ملامحه من العنف بحيث شعرت بالخوف وهو يقودها الى فسحة السلم ثم يفتح باباً ويدفعها الى داخله.
كان الفندق صغيراً وبسيطاً, ولم يكن في الغرفة أكثر من سرير و منضدة وكرسين, ولم يكن هناك مكيف يلطف الحر الخانق, ولكن ما إن انغلق الباب خلفهما , حتى فقدت الاهتمام بمظهر الغرفة , إذ كانت مخطوفة الأنفاس.ريحانة
سألته وهي تخلص يدها من يده اخيراً " ماذا أصابك ؟"
لم يجب ولم يكن بحاجة الى ذلك, لأنها علمت ماحدث له , فقد كان ذلك مرتسماً على وجهه.
وقفت مبهورة الأنفاس , تنتظر ما سيحدث , وهي ترى النار و الثلج يمتزجان فيه .. النار في عواطفه المحمومة , والثلج كوسيلة يتحكم فيها في نفسه , كل ذلك حرك في كيانها مالم تكن تعلم بوجوده .
- لويس , هذا ليس...
لكنه امسك بمعصميها يقطع عليها حديثها, ثم وضعهما حول عنقه , كان يتصرف بعنف وقوة في المشاعر لم تعرف معه ما إذا كان شعورها بالإثارة سببه هذا, أم الخوف المجرد. لكنها لم تحاول الهرب منه , وكان في ذلك الجواب على حيرتها.
- لويس..
همست بذلك بعجب .. فهي لا تفهم هذا الرجل مقدار ذرة. فهو, احيانا , بارد للغاية , قاس في مطالبه , لكنه الآن مختلف , وكأنه يبدو مرغماً.
- أنا بحاجة اليك .
منتديات ليلاس
كان هذا كل ما قاله قبل ان يحني رأسه ليعانقها بنهم , وبعد ذلك لم يعد أي شيء مهماً.
كان السرير ينتظر , وعندما استلقيا عليه , عبقت رائحة الملاءات النظيفة المنشأة حولهما .. رائحة زادت , بشكل ما, في بهجة كل شيء , رغم ان كارولين لم تفهم السبب.
مرّ بهما الوقت بسرعة , ونسيا الى اين كانا ذاهبين .. او ربما تناسيا , فهذا لم يبد لهما مهماً.
بقيا في الفندق طوال العصر وقد ناما فترة , في احد الأوقات جرؤت على السؤال " لماذا , يا لويس؟ لماذا نحن هنا بهذا الشكل؟"
اجاب متذمراً" انت دوماً تسألينني (لماذا)"
- هذا لأنك دوماً تفاجئني بأمور لا اتوقعها.
قال مكشراً" حسناً, أليس الجواب هذه المرة واضحاً ؟ فأنت , من الجمال , بحيث لا أتمكن من مقاومتك .. ومن الإغراء بحيث لا استطيع ضبط نفسي في رحلة معك دون التوقف اثناءها ..."
وانحنى يقبلها , لكنها تعلم ان قوله هذا وإن كان يرضي غرورها ليس هو السبب الحقيقي لوجودهما هنا.
لقد أثارت شيئاً ما اثناء الغداء حين ألمحت الى افتقادها إياه الليلة الماضية . وتمنت لو بإيمكانها ان تفهم ذلك الشيء , لأنها , عند ذلك, قد تستطيع فهم لويس.
واخيراً قررا كارهين , ان يستأنفا المسير ليصلا قبل حلول الظلام . خرجت للاستحمام , وعندما عادت وجدت الشمس قد تحولت عن هذه الناحية من المبنى ففتح لويس النافذة ليدخل الهواء النقي , وكان يقف بجانب منضدة عليها صينية تحتوي على طبق شطائر و إبريق ماء مع الثلج.منتديات ليلاس
- همم.. أرى ان صاحب الفندق شغل نفسه.
التفت اليها باسماً وهو يملأ كوبي ماء , وقال " لم نكمل الغداء , في الواقع, وبما ان العادة في اسبانيا ان يتأخر العشاء , فقد فكرت في طلب طعام خفيف قبل الرحيل "