كاتب الموضوع :
فضاء ..
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: رومانسية قلوب متوحشة
ليَس لِـ آلفرَح أيـآم ..
إنّمآ نحنُ مَن يجلِبُ آلفرَح لِـ آيّـامنـآ ..
و نحنُ مَن يضيّعهَآ بِ أيدِينآ
صباحكم فرحّ يملاء الفضاء
عن التنزيل البارت و الله كان جاهز و احدهم استعار و لاااااااول مرة لاب توبي ..
فشيلة اطلبه و استعجله جلست على اعصابي انتظر متى يمل منه و للاسف نمت و هو سهران عليه ..
تعليقات سريعة ..
كثرة الشخصيات .. أنا من محبي الروايات ذات الشخصيات القليلة .
الا ان " رومانسية " شيء مختلف عبارة عن رواية تضم ثلاث روايات لكل رواية ابطال و احداث و فكرة ...
و لان هذه غالبا ستكون اخر ظهور لي ككاتبة احببت ان تظهر رواياتي بقالب واحد ..
عن رواية ذات نهايات سعيدة ... هنا لا اعدكم بشيء ..
و الغوالي اللي طالبين اكثر من بارت ..فديتك .. طلبكم لو بيدي و الله ما اقصر لكن بارت واحد با الاسبوع و لا استطيع اكثر ..
بارت و مسبب لي ضغط و ازمة لا طاقة لي بأكثر ..
و اخيرا .. فقدتك صَدِيقَتي ســـــــرمــــــديـــــة .. و اشتقت لك مووووت ...
و صفحات روايتي تطلبك بعودة و لو بتعليق بسيط ..
انتي اكثر من شجعني ان ابداء رواية ثانية فلماذا الغيبة ..
░▒▓░▒▓░▒▓♥ ×♠♣× ☠ + ☠ ×♣♠× ♥▓▒░▓▒░▓▒░
رومــانــســيــة قــلــوب مــتــوحــشــة
الكـــاتــبــة : فــضــاء
_22_
░▒▓░▒▓░▒▓♥ ☀ ♣ ☠ + ☠♣ ☀ ♥▓▒░▓▒░▓▒░
بَعْضُ الجروح ان جت مِنْ اغراب عَادِيَّ
الْجُرْحِ مَــــوْتَ الْج،ـــرحِ لَا جا مِنْ احباب
.×.
مـــلـــيــــت ادور لَــــكَ عُـــذرَ يــا وِدَادَي
مـِثـْلُ الـضَّـرِيــرَ اللي وَرَى النَّوَرِ طَـلاَّبَ
.×.
لَـوْ كَـنَـتْ انـا الْـغَـلـَطـَانِ لَـوْ كــَنَـتْ بـادِي
مَـا طـَابَ لِـي نُوـَمٍ وَ لَا خَـاطِـرَي طَـابَ
.×.
مــقـســاك يــا سَــبّـَةً عِـنــَّاي وَ جِــهَــادَي
يـا مَـحـْمِــلَ الْقـــُلَّـبِ الْـعَـمـى لَـوْمَ وَ عِـتَابَ
.×.
شبـيــت نَــارِيَّ و انــطـفـت فِــي سُـهـَادِيِ
اللــَّيْــلِ نَــامَ وَ طَــارَي الْــجــُرْحِ ما غــــــاب
.×.
مــا كــــل هُـــــمْ يُسْــكــِنُ الـــْقُـلَّــبُ غَــادِي
رَاعِــي الْــهــَوًى مَـا يَــسْـتـُرُ هـمـومه ثِيابَ
█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█
عبدالله
الاجواء هادئة بشكل جميل ..
الحياة العائلية تلائمه .. يشعر ان تعريف السعادة هو ما يعيشة الان ..
دخل لغرفة النوم ليجد جواهر ترتب ..
بداء جسدها يتغير منتفخ نوعا ما .. لكنها تظل جميلة ..
ترتدي فستان خفيف بلون نيلي يصل لنصف الساق ..
هي ربما جميلة با البناطيل لكنها ساحرة با التنانير و الفساتين القصيرة ..
اكثر ما يعجبه بجواهر هو جمالها .. انوثتها .. اناقتها ..
هي زهرة ناعمة عطرة و جميلة ..
لكنها لا تشبه ذوقه " فـــضـــة " .. الحب الاول ..
و الجرح الاول .. أول من علقه من قلبه هي فضة ..
الفتاة القصيرة ذات الشعر القصير البني و الانف الحاد و البشرة البرونزية ..
فضة .. كما اضحكته ابكته ..
فضة .. الم لن يخف مع الايام ..
فضة .. أول امرأة تمناها و من يومها و هو يقيس النساء بميزانها ..
فضة .. السذاجة و الهشاشة و الرقة ..
فضة .. أول لطمه وجهتها له الدنيا ..
استلقى على السرير و فيما جواهر اطفئت الاضاءة و استلقت بجواره ..
و حتى عندما اغلق عينيه با الظلام حضر طيف مما يذكره لــ " فضة "
و لأنه يريد ان ينسى قرر دفن نفسه با الانثى التي بجواره ..
اقترب منها .. و استقبلته مرحبة ..
و هو منغمس .. و بين الواقع و الخيال .. بث مشاعره بشغف : فـضــة .. فــضــة ..
شعر بان قلبها توقف .. بينما قلبه نبض بسرعة .. هو لم ينطقها بصوت عالي ..
لا هو ذكرها في خياله ..
لا هي لم تسمع .. انتظر رد فعلها ..
ركلة ترميه من فوق السرير ..
أو صفعة لن يحاول حتى تلافيها ..
لكنها لم تأتي بحركة ..
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®✒» «✒®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
منتهى
من اعراض مرض سرطان الجلد الكدمات .. سرطان .. لا يمكن ان تكون مريضة به ..
الضعف العام و السخونة و التعب السريع .. يجب ان تذهب للمستشفى و تخضع للفحوص ..
لكنها خائفة من الخبر تظاهرت ان شيء لم يكن ..
ربما هي في بداية المرض و لو اكتشف مبكرا امكن علاجه و تتماثل لشفاء بعد فترة قصيرة ..
و ماذا لو كانت في حالة صحية ميئوس منها ..
ماذا إذا كانت تحتضر ..؟!
هل هي على وشك الموت ..
لا تريد ان تمر بعلاج مؤلم قد يطيل بعمر المها عدة اشهر فقط ..
لا تريد اخر ايامها موصلة با الأجهزة و بين اروقة المستشفيات الكئيبة ..
هل هذا عقاب لأنها تكتمت على الحقيقة ؟
هل هذا جزاء لأنها اتهمت شخص بريء .. هل هي دعوة مظلوم مستجابة ..
السر النتن الذي تحمله اثقلها .. إن باحت ربما يصب اسامه جام غضبه عليها و ان صمتت ضميرها الميت الحي انبها ..
تصلي و تقرءا القران و تتصدق لكنها تحس بان جميع عباداتها لا تشفع لها ..
تخاف من ان تخسر اخرتها مقابل دنيا فانية ..
تداوم للجامعة و تتواصل مع صديقاتها و لا تظهر ما بصدرها الا بوسط الليل عندما تصلي وسط ظلام الغرفة باكية ..
بخيت حصل على رقم هاتفها الجوال و ارسل لها رسائل يستأذنها في التعرف عليها ..
و عرفت من احلام ان اسامه كان يتحدث با الجوال مع خوله اثناء فترة الخطوبة ..
و با القياس يمكنها مكالمته لكن لتطفيش بخيت رفضت الرد عليه ..
إلا عندما ذكرت عمتها ام اسامه بأحد المرات : بفترة الخطوبة لــ اسامه .. كانت خوله تتصل عليه بنصف الليل يستقبل اخوها با المطار .. أو يساعد ابوها لان عنده معازيم و اخوها غايب .. يا هي سحبت في اسامه و عذبته ..
كانت تنزل هي و امها محلات الذهب و تحجز طقم الذهب و ترسل له عشان يحاسب ..
و من هنا خطرت لها الفكرة .. نزلت السوق هي و عمتها و بأحد محلات الساعات " الركن السويسري " اختارت ساعتين ثم حجزتها تحت اسم " بخيت " ثم ارسلت له رسالة لتخبره ..
و انتظرت رد فعله .. بمساء اليوم التالي وصلت علبة الساعتين ..
و نجح بامتحان التحمل .. بعدها بفترة احد صديقاتها تدرس ماستر و مطلوب منها كمية من الكتب .. و التي لم تجدها با المكتبات العادية ..
و لأنها فعلا تريد المساعدة و بخيت يظهر جاهز للمساعدة قررت استخدامه .. ارسلت له قائمة الكتب و طلبت منه احضارها ..
با اليوم التالي و بسرعة غير معقولة حضر مساءا .. و من احد النوافذ رأته و هو يهبط من السيارة بكيس كبير مملوء با الكتب السميكة .. ضحكت بفخر و هي تراه ..
للأسف بخيت تسعى لكسب قلب ذابل لا حياة فيه ..
و لان لا اسامه و لا متعب موجود كما في المرة السابقة هبطت تنتظر اخذ الكتب من والدها الذي لا يعرف ما القضية ..
لكن وجدت عمتها و احلام يجلسان بصالة ..
و كأن اسامه حضر بما يشبه مداهمه و تبعه متعب .. و رأيا ما احضره بخيت ..
كانت دقائق قبل دخول اسامه الساخط و هو يرمي الكتب لتتمزق بعضها بسبب اصطدم با الارض : بــذمــتــك ما استحيتي و انتي تطلبينه الكتب ؟ .. ليه لا أنا و لا متعب مالين عينك ..
لسلامتها قررت الهرب .. لكن اسامه هدد : راح احرق الكتب .. اصلا حتى كل ها الكتب مالها علاقة في تخصصك .. ليه طلبتيه يشتريها ..
قاطعته : وليه تحرقها .. هي لي ما هي بلك ..
بينما متعب ركز على نقطة اخرى : ليه انتي تكلمينه ؟
مع انها لم تكلم بخيت .. اجابت : اسامه كان يكلم خوله بفترة الخطوبة ..
صرخ بها اسامه : لا تقارنين نفسك .. انتي غير .. ثم وش حركت يشتري لك كتب .. ليه ما تطلبينها من ابوك أو مني أو من متعب .. فشلتينا في الرجال وش يقول اهلها مقصرين عليها ..
ردت بثقة : ليه خوله اهلها كانوا مقصرين عليها ؟!
استوعب مقارنتها و رد بسخط : منتهى لا تستنفذين حظك معي .. اقسم با الله امسح فيك الارض ..
ردت بدموع لا تعرف كيف هبطت : ليه انا وش سويت ؟!.. هو ارسل لي لو محتاجة اي شي اطلبي ؟!.. و طلبته كتب نادرة حتى المكتبات العادية ما تحصلها فيها .. لو قال ما اقدر .. عذرته ..
و كأن النار المشتعلة المهددة قبل قليل بــ" امسح فيك الارض " احدهم سكب فوقها الماء .. ليحدثها بعطف فجاء الجميع و كأنه يكلم طفلة : هو اكيد لو طلبتيه عيونه اعطاك .. لكن عيب انتي مسئولة منا اذا صرتي زوجته وقتها يكون مسؤوليته ..
نظر متعب بدهشة للمشهد .. منتهى تبكي و اسامه يتحدث بتفهم ...؟؟
منذ متى تطور الوضع بينهما ..
خرجت و هي تهز رأسها موافقة متكتمة على معلومة شرائه لساعتين .. ناقمة على عينيها الحقيرة منذ متى يا منتهى تهتزين بسبب كلمات اسامه ..
فيما عندما اختلى متعب مع اسامه : كذابة .. لعوب .. تمثل .. و لها مليون لون ..
نظر لها اسامه بصمت .. فيما اضاف متعب : مسكين بخيت .. إذا فيه ناس هوايتهم جمع طوابع أو جمع عملات .. فـــ منتهى هويتها جمع قلوب مكسورة ..
ثم غادر ليترك اسامه ينظر له بقرف ..
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®✒» «✒®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
ارجوان
فتحت عينيها لتجد نفسها بغرفة بيضاء ..
مستشفى ... تحركت لتشعر بشيء بجانب رأسها وتحت شعرها يغزها ..
وجدت حسام و الذي اخبرها بصوت هادئ : خياطة ثمان غرز .. ضربتي بطرف طاولة .....
تنفست براحة لتعود ذكرى ككابوس .. ماذا حدث ؟.. و لماذا حدث ؟؟ ..
قطعها صوت حسام من جديد : حجزت لنا بفندق .. لان ما يحتاج تنامين اليوم با المستشفى ..
نظرت له و بعينين مفتوحة استوعبت .. هي لن تعود للمنزل .. لماذا هذا الشعور با الخوف
همست : كيف سلمان ؟! .. عمر دخل معصب .. ما دري ليه ..؟
رد حسام مسيطر على صوته : و للحين معصب .. و لو لا تدخل أمي كان ذبحكم الاثنين ؟! .. سلمان عند عماد .. و أنتي ..
فتحت فمها بدهشة و بفم جاف سألت : ليه ؟.. وش مشكلته ؟
حسام بتروي : يفكر بينك و بين سلمان شي ؟
اجابت بعدم فهم : بيني و بين سلمان !!
فهمت ببطء ثم شعور الغضب و النفور و السخط تفاعل بداخلها لتهمس بحقد : عمر .. عمر ..
اغمضت عينيها بشعور مؤلم : و ليه شك ؟
اجاب حسام بزفرة متضايقة : ارجوان .. احسن لك ما تعرفين ..
ردت بإصرار متألم : ليه ؟.. حسام قول .. وش اكثر من اللي صار ممكن يصير ؟
رد بثقة حسام : لا ممكن يصير ..
سألت بتخوف : وش صار ؟
اخذ نفس ثم رد : حلف ما ترجعين البيت .. اتصل في أهلك .. و بتحديد أبوك .. و قال له يجي ياخذك ..
صرخت بغضب عاجز متناسية اصابتها : مو على كيفه .. عمر انهبل .. أكيد انهبل .. كيف يتصل برجال ما يدري حتى ان عنده بنت ؟..
شعرت بدموعها تتساقط لتسأل : ماما وش ردها .. بابا عرف عن اللي صار ؟.. اكيد .. أكيد راح يحاسب عمر .. أكيد راح ..
حتى صوتها و هي تدعي بأنهما والديها كان مزيف ... قطعها حسام بجدية : أنا قلت لهم هذي اختي .. و أنا المسئول الوحيد عنها ..
بــ حقد و غضب ارجوان : ليه عمر يسوي كذا ؟.. عمري ما اسامحه ..
با الايام ألاحقة انتقلت مع حسام لسكن .. لم يتركها حسام ابدا ..
اصبح يذهب للعمل و يعود مبكرا .. رفضت الذهاب للمشغل.. أما الجامعة تحضر و تفوت معظم المحاضرات ..
الالم والحزن و الشعور با الظلم كبتت بصدرها .. حتى يوم ملكت عمر ..
حسام لم يكن في نيته الذهاب للحفل .. و عذره لا يستطيع ان يتركها وحيدة ..
و عندها اقترح : احضري معي ..
نظرت له غير مصدقة : لا .. عمر طردني من البيت .. و احضر ملكته ..
اجاب : اجل راح اقعد معك .. كيف اتركك وحدك .. حتى أمي تقول ابدا لا تتركها وحدها ..أما تجي معك أو ..
سألت بتردد و اشتياق : ماما قالت عادي احضر ؟
كانت كلمت والدتها " أمنة " بعد الحادثة لتطمئن عليها .. لكنها ابدا لم تتحدث عن عمر أو سلمان ..
أجاب بجدية : أية ..
و هكذا قررت الحضور مرتدية لفستان احمر من الموسلين بيد طويلة و هي اليد اليمين فيما الكتف الايسر عاري تماما يلتصق بجسدها بنعومة و شريطة مخملية و كلوشات على الاطراف ..
بما ان الكتف الايسر عاري يمكن رؤية النقش على العضد و الذي يشبه وشم اسود ..
الماكياج عينان محاطة با الاسود واللؤلئي تحت الحاجب مع تحديد با الاسود داخل العينين و طبقات كثيفة من الماسكارا و خدين ابيضين و شفتين بلون أحمر بلون الدم لامع ...
بمجرد اوصلها حسام لمنزل خطيبة عمر حيث الملكة و هبطت من السيارة حتى ندمت على الحضور ..
لكن لا وقت لتراجع ..
دخلت لتجد أمنة " تستقبل المعازيم و بمجرد رأتها حتى استقبلتها با الاحضان ..
كراهية عمر زحفت مضاعفة لو لا حماقته لو لا تفكيره الفاسد لم يكن ليحدث شيء ..
حاولت ابعاد موجات الالم و الحزن .. و مقاومة الدموع لا هذا ليس وقت الدموع ..
وقفت بجوار والدتها .. ارتدت قناع باسم .. و رقصت .. رقصت كفتنة قتلها الواقع بأكثر من طريقة ..
مجسدة معني ان تكون حائر .. ضائع .. تائه .. غريب روح ..
لا تعرف كيف سيكون مستقبلك ..
هم ليسوا عائلتها مهما حاولت ان تقنع نفسها .. ربما " أمنة " غاضبة لان ارجوان تسببت بشقاق بين شقيقان ..
لكنها لا تفصح .. ربما لأنها تعرف ان ابنها مخطئ ..
و حان وقت دخول العريس ليلبس العروس الشبكة و يتصوران سويا ..
دخل بثوبه الابيض الناصع و شماغه المنشئ .. يمشي بخطى بطيئة بينما يسمع التبريكات ..
دخل لمجلس واسع فيما عروسه جالسة ترتدي فستان بلون الورد و تسريحة بسيطة لكن جميلة ..
رأى والدته تقف الى جوارها تبتسم له بفخر و كذالك ام العروس موجودة و عدد من النساء المرتديات للعباءة ..
اكمل تمثيله المتقن و هو يبتسم حتى لمح عيون واسعة بين الحضور ..
كاد يتعثر بطرف ثوبه .. و يسقط على وجهه ..
هـــــــي .. و ليس من احدا سواها يمتلك عينين بصفاء البلور و اهداب طويلة يحيط بها بشرة بيضاء ناعمة ..
و لأول مرة العينان تنظر له بألم و مرارة ..
ارجـــــــــوان ...
كسر النظرة المتبادلة بينهما , و هو يكمل طريقه
جلس تحدث و ابتسم و التقط عدة صور ..
كان شريط غنائي يعمل بالخلفية و المفترض ان يكون المقصود به العروس لكن عمر شعر بأنه بقصد ارجــــــــوان فقط ...
كَانَ هالليلة بهاكي ماهو عَادِيَّ ..
كُنْتِي اُنْتِي وَ اُنْتِي لَمَّا تُكَوَّنِي اُنْتِي ... ما هو عَادِيَّ
كُنْتِي إعجاز وسـحـر
كُنْتِي دنيا مِنْ طُـهـْرِ
كَانَ نَوَرُكَ فِي جُبِّينَ الْكَوْنِ بـادِي
كَانَ فِي صُمَتِكَ طربَ
كَانَ فِي عُيُونِكَ شَـغــ‘ــَبَ
كَانَ حُسْنُكَ لِلَحَّسْنَ يُرْسِي مبادي
كُنْتِي فِي أَجُمَلِ حُضورِكَ
كُنْتِي فِي أَعِدْلِ غَـــرُورِكَ
وَلَمَّا طافت بي عُيُونِكَ وَاِسْتَقْرَتْ فِي فُؤَادِيِ
كَانَ إحساسي مَهِيبَ
كَنَتْ أَحِسَّ اني مَهَاجِرَ أَوْ غَرِيبَ
و َأُنْتِي يا عمري بِلادَي
آهٍ لَوْ باكِرَ لِأَمْسِي يلتجي يَتْرُكُ اللَّيْلَةُ لَيَالِي و ما يجي
آهٍ أَنَا مِنْ غَدَرِ باكِرِ كَمْ أَخَافَ ياخذك مِنْي وَأَنّْتِي لِقُلَّبِيِ شَغَافِ
آهٍ أَنَا مِنْ غَيْرَكِ أَنّْتِي وَشِ وُجُودَي ؟
آهٍ أَنَا كَمْ أَبِي باكِرِ لَوْ تَعَوُّدَي
آهٍ مِنْ ذِكْرَى بتشعلبي سُهَادَي
يا مَلاَذَي وَمُنْتَهاِيِ وَأُولِي
إيهِ أَحُــبَـــكَ فَوْقَ ما تتخيلي
و لَوْ جروحي مِنْكِ ما ودي تَطَيُّبَ
رآها و هي تقترب من والدته لتهمس لها بعدة كلمات و هي لا تزال ترتدي اللثمة ..
أطمئن صحتها جيدة و هي بخير .. بعد اخر لقاء و ما حدث اخذها حسام , و عماد رافق سلمان ..
و كما رآها اختفت ..
لم يبقى كثير مع العروس .. خرج ليوصل والدته فيما والده و بقية اخوته سبق و غادروا للمنزل ..
دخل ليسمع صوت البكاء .. مشهد الطفل و الفتاة الحزين ..
ارجوان و اخيه الاصغر يمسك بعباءتها و هي تحاول تركه ..
محظوظ يا ابراهيم تستطيع ان تعبر عن مشاعرك دون خجل ..
امسك حسام بعنف بأخيه و هو يدفعه : ابراهيم مو وقت دلعك ..
همست ارجوان : حسام اصبر عليه ..
بهذه اللحظة لمحا الداخلان عمر ووالدته ..
ليفسر حسام وجوده مع ارجوان : مرينا البيت عشان ناخذ بعض اغراض ارجوان لكن ابراهيم ماسك فيها و لا تركها ..
تصرفت والدتها و كأن شي لم يكن و هي تعلن : أنا تعبانة و داخلة انام .. و لا اسمع صوت ..
تبعها أبو عماد ..
تجاهل أم عماد لوجودها بعثر تماسكها المحكم ..
نكست رأسها فيما حثها حسام : لو انتهيت من جمع اغراضك خلينا نمشي ..
رفعت رأسها لتقع عينيها في عينيه .. وهذا النقاب يغطي الزمام و ملامح اشتاق لها ..
سألت بصوت ميت : راضي عمر عن اللي صار ؟!
للحظة لم يرد .. لم يتوقع ان يكون لها الجرأة و التحدث معه ..
راضي لا ..لكن هي و سلمان من اضطره هل توقعت ان يسكت عن ما يحدث ..
نظر لها بتجرد كانت لازالت ترتدي عباءة و نقاب : لا ماني راضي .. لكن وش بيدي .. كسرتي ظهري انتي و سلمان ..
جميع أخوته حضور .. عينيها تلمع ربما بدمع ردت بصوت مرتجف : كسرت ظهرك ؟!.. من كسر ظهر الثاني عمر ..!
همس حسام : أمشي ارجوان الكلام معه لا يودي و لا يجيب ..
لكنها لم تستمع .. سألت بغم : بس بعرف وش تهمتي ؟!
نظر لها و الغضب و التقزز بصوته : لا ابد ما سويتي شي .. انتي و سلمان ...
قطعته قبل ان يكمل بينما حاولت تجنب سماع اتهاماته : ليه على اي اساس بنيت استنتاجك ؟..
نظر حوله بسخط : لاحظت .. سمعت و شفت بعيوني .. با الفترة الاخيرة .. رسايل و مقابلات اخر الليل .. كلام بسر .. بمجرد دخولي تسكتون ..
صرخت به : سلمان اخوي .. اخوي غصب عنك .. با الفترة الاخيرة .. رسايل و مقابلات اخر الليل .. و كلام بسر .. على قولك لاننا كنا نصلح لك مفاجئة ..
مشت ببطء حتى احد الغرف لتخرج بثلاث علب بحركة ناقمة بعثرتها على الارض : هدايا بمناسبة ملكتك ..
علبة الجوال .. و طقم بسبب قذفها له فتح و تناثر و ساعة ..
بينما اكملت و اخيرا سقط بعض الدمع : هذي هدايانا لك .. و شكرا على هداياك ! ثمان غرز براسي و قلب عمره ما يسامحك .. من و أنا صغيرة يا عمر كنت .. و دايم اقول مسموح .. ما يقصد .. لكن توصل لشك بشرفي ..
صمتت لتبتلع غصة و تكمل : كنت خايف على سلمان مني ؟.. ليه ؟..
كان ينظر بدهشة و بذهول ..
ثم رد بسخط : لا تتعذرين با الهدايا .. و لو لا معزتك ما اهتميت لكن .. كنتم..
مسحت بظاهر يدها دمعها : هذا و أنت تعزني هذي سواياك اجل لو كرهتني وش تسوي ؟... دام معزتي هي اللي وصلتنا لكذا الله لا يردها .. تكفى لا تعزني ..
همست لحسام : خلنا نمشي ..
بينما سأل عمر بصدمة حسام : لحظة .. حسام كنت تعرف ..
رد صوت موسى الصغير الواقف با الخلف : كلنا نعرف .. ارجوان و سلمان قالوا يشترون لك هدايا .. و لازم انت ما تعرف ..
بصوت مرتجف ارجوان : كنت اتمناك عون .. كنت اتمناك سند .. كنت اتمنى لو احد شك بشرفي تقص لسانه .. ترد عليه هذي اختي و اعرف اخلاقها ..لكن انت .. أنت من بين كل الناس تشك فيني ... ليه شايفني راميه نفسي .. أو مضايقتك بأخلاقي .. أو ناقد على تصرفاتي .. تكلم رد ليه ساكت ؟
كانت جميع المعطيات قلبت على رأسه فيما اكملت هي بحقد : فلنفترض اخذتك الظنون ما فكرت تجي تسألني ؟.. حكمت و نفذت حكمك .. من انت عشان تحكم علي أو تقيم تصرفاتي ؟.. ليه تتصل باهلي ؟.. من اعطاك الاذن ؟.. لهدرجة مضايقتك ..
قطعها باسترضاء و هو يقترب بلا ارادة عتبها مؤلم : مضايقتني ؟!.. ارجوان ..
صرخت بعنف : لا تنادي اسمي .. شكيت بشرفي .. ضربتني .. و طردتني من البيت و فوقها تتصل في ..
و بدموع تساقطت ارجوان : خربت حياتي ..من تحسب نفسك ..
هو محب متفاني احترق بغيرته
رد حسام بما يشبه محاوله للمصالحة وهو يرى اخيه الاكبر في موقف حرج : أخوك و كان خايف عليك .. و
قطعته بصوتها المرتعش الغاضب و هي تنظر لحسام بحقد و كأنه اتهمها بجريرة : لا ما هو باخوي .. اخوك انت .. أما أنا لا ..
و بصوت باكي : انا شبه يتيمة .. لكني اقوي نفسي و اقول عندي اخوان .. لكنه عمره ما عدني اخته .. ذبحني .. وش ترك للغراب .. انا لو قالوا لي عمر اخطأ اكذبهم .. ادخل بعينهم و اغلطهم و اوقف بصفه .. لكن هو مستخسر فيني يسأل .. يستفسر .. يتأكد ..
نظر لها بدهشة لأول مرة ارجوان تنفي قرابته لها فيما اكملت هي و هي تعد على اصابعها الحادة بصوت مهتز : اخواني عماد و حسام و سلمان و موسى و عيسى و ابراهيم .. عمر لا هو اخوي و لا اعرفه .. و يوم ضربني و شك بشرفي هو اخر يوم اعتبره اخوي .. أنا لو طحت من طولي تكفى لا تسندني ..
قطعها بسخط رجالي عمر : لحظة الحين انا الغلطان .. و انتي و سلمان عداكم العيب .. سلمان قال ....
قطعته بصوت ابح بسبب دمعها : اترك سلمان على جنب .. سلمان ماهوب مثلك .. لكن " كلا يشوف الناس بعيون طبعه " ..
الجمته .. الصمت حل .. تجمد .. تحول لتمثال .. هي تعرف .. ارجوان تعرف بمشاعره .. منذ متى ..
عندما استقلت السيارة مع حسام تحدث حسام برقة : زدتيها على عمر ..
لم ترد لكنها فكرت "َبعْضُ الجروح ان جت مِنْ اغراب عَادِيَّ
الْجُرْحِ مَــــوْتَ الْج،ـــرحِ لَا جا مِنْ "؟!
شعرت بصداع يضرب بقوة .. روحها ثقيلة و حزينة .. ستبتعد و ربما للأبد فهل ترضى يا عمر ...!؟
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®✒» «✒®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
باسل
صباح جديد .. اوصله للمدرسة يعقوب , و للمرة الثانية رياض اعطاه ثمن افطاره ..
بمجرد ان وصل للمدرسة قابل خلف المتلثم بشماغه و تقريبا لازال نائم حضر للمدرسة بثوب غير مكوي و مغبر هو كان نفس ثوب الامس , جلس بجواره بانتظار الطابور الصباحي ..
عندها لاحظ ..
بكل مدرسة شلة " مجموعة شباب " يجمعهم غالبا التصرفات او الميول و الاتجاهات أو القبيلة او .. المهم كانوا شلة ..
هنا كانوا ستة أو ربما ثمانية موزعين بين الصف الاول ثانوي و الثاني ثانوي و الثالث .. يجلسون سويا و يخرجون سويا و عندما تعادي احدهم أنت تعادي الباقي كتحصيل حاصل
لاحظ ريان و هو يتحدث مع احدهم ثم انضم للبقية ..
علق خلف : لا تخاف على ريان ..
سأل على مهل باسل : و ليه ؟
خلف بفم مفتوح و هو يتثاءب : ولد عمه واحد من هذول الشلة ..
علق باسل براحة : زين بداء يتعرف ..
سخر خلف : يحاول .. لكنهم ماخذينه مسخره .. ما يقدر حتى يجلس معهم الفسحة .. و اخر الدوام يطلعون في سيارته يفحطون ..
بغضب باسل وقف و توجه لمكان جلوسهم استدعى بطريقة هادئة : ريان ..
سمع احدهم يعلق : أبو اربع عيون .. خير وش عنده ..
كان يقصده لأنه يرتدي نظارة .. تغاضى عما سمعه حتى اخذ ريان ..
هنا كان وقت الطابور .. فيما حذر ريان : اتركهم ريان ... البعد عنهم غنيمة ...
انضم خلف و بصوته رنة تهديد : من كان يقصد لما قال "ابو اربع عيون "؟
رد باسل بغضب : ناوي على المشاكل انت ووجهك ..
رد خلف بسخط : يعني تسكت له ..؟!
بطرف عينيه الغاضبة نظر و رد باسل : مشها بمزاجك ... ما كل من ينبح ورانا نلتفت له ..
دخل لصف حضر معلم الرياضيات ..
الاستاذ " فراس " شاب متخرج حديثا ذكي و عبقري يحتقر كل من لا يقدر العلم .. هو يحتقر كل من هو متدني الذكاء و يجد حياتهم مضيعة للأكسجين لا اكثر ..
طويل بعظام سميكة مزاجي و عصبي مرعب
اعلن مباشرة بعد دخوله : الدرجات تدل ان التعليم في امثالكم حرام .. طالب وحيد اخذ الدرجة كاملة .. و الباقي .. لا تعليق .. محتاجين تفاهم مع الحمراء ..
الحمراء " هو اسم للعصى المتواجدة دائما معه " يبدوا ان الاستاذ حاضر من حقبة منقضية و لم يصله حتى الان قرار منع الضرب ..
و مع انه قال لا تعليق إلا انه علق : اسئلة سهلة لو حاولتم و ذاكرتم و شغلتم التنك المصدي اللي شاغل حيز بداخل راسك انت و ياه كان ممكن و براحة تحل ..
قطع سخريته و هو يسأل : وين ذياب ؟
الطالب الغشاش " لص الورقة " نعم الطالب المجاور هو ذياب و الذي رفع يده بتوجس ..
بينما اثنى عليه المعلم : ذياب .. درجة كاملة .. ممـــــتــــاز .. و لو ان اعطاء الناتج النهائي مباشرة كان ممكن ينقص درجتك .. و مع ذالك انت الوحيد اللي حل جميع الاسئلة ..
نظر الطالب بوقاحة لــ باسل .. فيما اضاف الاستاذ : ذياب .. حافظ على مستواك ..
لم يعلق باسل .. بوقت الفسحة ... خرج من الصف .. لاحظ ان الشلة التي يحاول ان يتقرب منها ريان احد افرادها الغشاش " ذياب " ..
الى جانب شاب مسمى بــ " مبارك " من الصف الثالث ثانوي ادبي ..
لم يجد خلف بساحة الخارجية .. حدثت فوضى .. مــشــاجـــرة بين طلاب الصف الثالث ثانوي ادبي ..
عندما دخل بوسط الزحام متخوف .. ليجد " خلف " يتشاد و يتشابك با الايدي مع شابين من شلة " ذياب " كانوا مثل ضباع صغيرة تدور من الخلف الى الامام لتستفزه بينما هو مسيطر و بقوة
لم يتدخل باسل " خلف " يستطيع تدبير نفسه من دون تدخله ..
لكن دخل طرف ثالث .. شاب نحيل ذو رقبة رفيعة ربما با الاول ثانوي و عن بعد اطلق سباب قذر : يا *** ****** ...
لم يكن ليتحرك لو لم يمس الشاب القذر بألفاظه أم خلف .. الشاب هو المسمى ب" سيف " ..
كان باسل بجانب الشاب و لم يتوقع الشاب ان يأتيه الهجوم من جانبه .. قبل حتى ان يلتفت " خلف بغضب مستعر ..
كان الشاب ملتصق با الارض و باسل قبل ان يستوعب اي احد قد وجه له عدت ركلات قوية لا ترحم ببطنه و هو يتلوى عند قدميه ..
تدخل المدرسين لفك المشاجرة .... و خاصة الاستاذ " فراس " الذي اصبح مندفع و غاضب لان سيف هو اخيه و الواضح مريض بما يشبه الصرع ..
صرخ بغضب مجنون و هو يمسك بطلاب المتفرجين : من ضربه ؟.. من ؟!
جميع الأعين توجهت لــ " باسل " بشك فهو الاقرب .. استغل الوضع المشوش ..
لــينفى باسل ببراءة متقنة : ما ضربته هو طاح ..
نظر له الاستاذ نظرة متوعدة قاتلة ..
ثم بغضب متفجر : من سبب المضاربة ..
اخذ خلف و الشباب الاخرين للإدارة .. وبنظراته هدد باسل ..
الحصة السابعة كان مدرس الفيزياء .. يشرح الدرس بتفاني و أخلاص لأحد زوايا الفصل الفارغة أو لسقف الفصل ....
و يعيد الفقرة و يناقش قانون مع شيء تحت أحد الطاولات !!.. الفيزياء اطاحت بعقله ...
حمل باسل بعد انتهاء الحصة حقيبته و توجه للفصل المجاور ..
ليسأل : وين خلف ؟
و يكون الرد سريع من احد الطلاب : مافي احد هنا باسم خلف ..
هو يعرف مسبقا ان اسم خلف هو اسم مستعار .. الاسم الحقيقي يبدأ بحرف " م " .. و لذالك كان يرمز لنفسه ب " خ . م " .. هل هو محمد أو مروان أو مازن أو مستور أو مرزوق أو مشبب ..
ظل واقف حتى عاد " خلف من مكتب المدير .. سمع احد الطلاب و هو يحدثه : ماجد زميلك ينتظرك ..
إذن اسمه " ماجد " .. اقترب منه فيما ابتسم ماجد بمشاكسة و هو يتحدث بصخب : سنايدي باسل ..
رد باسل بسخط : أنا قلت لك بدون مشاكل ..
رد ماجد " خلف " بمحاولة لتهدئة : ياخي هم الباديين .. يعني اهرب أو كيف ..
ثم ابتسم : بس طلعت نفسك .. حريف كذب .
كانت ازرار ثوب خلف ممزقة .. فيما اضاف بتكشيرة : و الاخ ريان .. هرب .. ما فكر يفزع ..
دافع باسل : ما دري عن السالفة .. بعدين ما يكفي انت تتورط و تورط غيرك ..
عندما خرجا كان يترصد لهم شلة ذياب و سيف و مبارك .. و ريان ؟؟
تغاضى باسل فيما خلف اعترف بغضب : شايف صديقك الجبان ..
باسل بمحاولة لاختلاق عذر : أنت قلت واحد منهم قريب لريان .. يقاطع ولد عمه عشانك ..
فيما اضاف خلف بسخط : و الحيوان ابو لسان للحين كلمته ترن باذني ..
أجابه باسل بلؤم متآمر : افــــــا عليك .. خليته يبلع لسانه و للحين علامة رجلي بوسطه .. خليته ينصرع ..
وقف مع خلف ينتظر سيارة رياض .. لكنه تأخر حتى وصلت سيارة سوداء افالون 2012
باسل ابتسم و هو ينظر لها بفرحة : يــا لــبــيـــه ..
ثم اندفع غير مبالي با المجتمعين امامه ..
هبط من السيارة شاب اقترب منه باسل ثم وقف على اطراف اصابعه ليقبل رأسه : السلام عليكم طلال... متى جيت ...؟
اجاب طلال و هو ينظر للمدرسة بعدم رضا و التي خرج منها عدد مهول من الطلاب
و ينظر بشيئ من الفرح المكبوت لشخص الواقف امامه : الحين واصل قلت الحق اخذك و نطلع نتغدى بمطعم .. كلمت رياض و دلني المدرسة .. اركب خل نمشي
طلال لحق به باسل .. ثواني حتى فتح الباب الخلفي ليدخل " خلف " و هو يعلق بثقة : سلام طلال .. لا هنت ارفع تبريد المكيف ..
نظر طلال و باسل للخلف .. هذا المتطفل الواثق ..
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
وقف بابتسامة و هو يلوح با المفتاح بيده ..
فيما هي تراجعت لتهرب للحمام .. اغلقت الباب و جلست على الارضية مرعوبة ..
هي دقائق حتى عم الظلام المكان ,,
هل اغلق هو الاضاءة حتى يحثها على الخروج ..
لا فمفتاح اضاءة الحمام بداخل الحمام ..
إذا هو اغلق اضاءة الفيلا كاملة حتى يجبرها على الخروج ..
لا تستطيع ان تبقى في الظلام و با الحمام ..
هل ينتظرها با الظلام ليوقع بها العقاب ..
فتحت الباب و خرجت .. ادارت عينيها التى اعتادت الظلام و لم تجد احد با الغرفة ...
مشت حتى السرير ثم جلست ..
لــــــــكــــــــن ..
هناك با الزاوية شيء مظلم معتم ضخم احتل الزاوية ليصدر صوت مرعب ..
جميع شــعــــر جـــســــمـــهــــا وقف و هي تنظر بدهشة منقطعة النظير ..
لتهمس : يـــ. ــــحــــ.ــــيـــ,ــى ؟!
يحيى
كان يريد اخافتها و معاقبتها .. تستحق فهي ..
لكن فجأة انطفئ الكهرباء ..
جلس على الارض .. الامر ليس ممتع .. و يتحول لكابوس ..
زحف بحركة دفاعية لا شعورية لركن الغرفة ..
شخص مثله يمتنع عن النوم با الليل و يتعمد التواجد في مكان مضاء و مزدحم لان رعبه الاكبر هو الاماكن المظلمة و المغلقة ..
اغمض عينيه و جسده يعطي رد فعل مباشر متمثل برجفة يديه و العرق المتصبب من جسده ..
هل هي تمتلك قوى خارقة أو ان الاقدار تقف بصفها كلما نوى بها سوء ظهر طرف ثالث لإنقاذها أو حصل شي ليعيقه , لازال لم يجد تفسير لما حدث ليلة الزفاف من تعب و ارهاق له و من ثم نوم ..
تنفس بقوة و فتح عينيه ثم عاد لإغلاقها في محاولة لسيطرة على مخاوفه ..
فتحت باب الحمام ثم خرجت بوسط الظلام مشت حتى السرير..
اصدر صوت في محاولة لطلب منها ان تفتح الاضاءة كما اغلقتها لكن ما صدر كان صوت مقطع حزين ..
التفتت له ثم همست برعب : يـــ. ــــحــــ.ــــيـــ,ــى ؟!
حاول التركيز و التفكير بحث عن هاتفه و لم يجده .. حاول مرة اخرى الكلام لكن لسانه ثقيل و كأن ربط ..
في الظلام دائما يعود ذاك الطفل الصغير الخائف المرعوب ..
يكره الاماكن المظلمة و يستحيل ان يتواجد بها حتى نومه بمكان مضاء ..
احس ببعض الشجاعة على الاقل سيقترب من مايا .. زحف على يديه و ركبتيه .. لكن رد فعل مايا القوي اوقفه ..
حيث صرخت برعب من حركته المفاجأة و قذفته بشيء صلب وقع على عينه اليمين ..
تجمد متألم فيما صرخت هي بذعر : لا تقترب ..
تأوه مرعوب .. احساس الخوف هو المسيطر حتى هواء الغرفة اختفى منسحب مع النور .. الى متى سيبقى وحيد با الظلام ؟
وضع يديه على اذنيه و اخفض رأسه ......
الطفل الصغير بداخله ناح بخوف في الظلام تتجسد اسوء كوابيسه ..
الطفل الصغير نادى .. اخرجوه .. اخرجوه .. لا تتركوه وحيد بظلام .....
انحرف فكره ان خارج هذه الغرفة المرأة التي حبسته و اغلقت دونه الابواب و اطفأت الاضاءة ..
سيخرج من هنا و سيمزقها .. سيعذبها حتى تتمنى الموت و لن تجده ..لن يتركها ..
تحدثت مايا جاذبة لانتباهه : لو ضربتني راح اقول لابوي .. وراح يضربك .. راح يكسر عظامك ..
لم يكن مركز و لا فهم ما تقول .. هو لم يعرف من هي .. غارق في ماضي قديم ..
تلفت حوله برعب ثم عاد الى الركن
رأت حركته بفضل الضوء الخافت و النافذ من الستائر الطويلة ....
هل هو يريد ارهابها و بث الرعب الكبير بقلبها .. نجح و هي الان يكاد يقف قلبها من الخوف ..
لو هو هجم مباشرة لم يكن ليتلاعب بأعصابها كما هي الان..
ردت : وقف يحيى .. خلاص
مجرد فكرة عابرة و غير منطقية مرت بذهنها ..
هو خائف .. حركة تقوقعه با الزاوية و زحفه على الارض و صمته الغريب .. ليس لإخافتها ..
سألت بوضوح موجهه كلامها لظل الاسود القابع بزاوية : يحيى .. خـايـف ؟!
لم يجب لكن الاجابة اتضحت .. هو فـعـلا خائف ..
السادي المتوحش القذر ألا أخلاقي خائف من الظلام ..
هو من كان له القوة على سلب حلم حياتها بزواج من امير احلامها ..
وقفت و لم يعد ينفضها الخوف ..
حركها الحقد و رغبة في الانتقام ..
دموعها المسكوبة و امانيها المسلوبة و احلامها المقتولة تحثها ..
تتذكر موقفها عندما ترجت سعود ليسمعها لتبرر له ما فعله هذا القذر ..
تذكر بكاء والدتها و تفسيرها لناس سبب ترك سعود لابنتها قبل الزواج بشهر ..
تذكر حزن والدها و خيبة أمل اخوتها ..
تذكر بشرى و التي توفيت نتيجة حقارة هذا الكائن و اصدقائه ..
تذكر جراح ارجوان ..
تذكر كيف حاول الاعتداء عليها بمنزل والديها ..
تذكر كيف اذلها هو ووالدته ..
بإمكانها الان القصاص منه ..
جلست أمامه و هي تسأله لتتأكد : خايف يحيى ..
لم يرد فيما ابتسمت هي بتشفي : الظلم ظلمات .. سبحان الله كل ظلمك و جبروتك و قوتك .. بظلام ما تنفعك ..
امتدت يدها لتمس خده لينتفض محاول للفرار .. لتمسك بشعره بطريقة قويه .. شعره الاسود الناعم شدته للخلف مستمتعة بسيطرتها : وين ؟.. وين !.. تو بدينا .. راح احكي لك قصة .. قصة قصيرة .. كان فيه رجال حقير اسمه يحيى .. يحسب نفسه كبير نسي ان الله اكبر منه .. قرر يلعب بعرض بنات الناس .. ساعد في اختطاف سيارة نقل بنات .. وكأن ما يقدر يدور بنات من نوعه .. خرب و دمر و تسبب في ضياع شرف ..
دفعته بعنف للخلف حتى اصطدم رأسه با الجدار : و فيه بنت اسمها مايا .. مايا عمرها ما اذت احد .. و لا تعرف طريق الحرام .. تدري أنا لما اكلم عامل التوصيل لطلبات المطاعم أو شركة الاتصالات أو حتى موظفين البنك اخجل و اكره نفسي و اتلعثم .. و احس نفسي خطاء ..
بفم مرتجف و هي تنشب اظافرها بيده : خطيبي سعود و بعد الملكة كشفت له عن وجهي و شعري و بس .. لكن انت ..أنـــت .. افسدني .. شوهتني .. لوثتني .. كلي لوثتني .. سمعتي .. افكاري .. جسمي ..
اطبقت بيديها على رقبته : رد لي مايا القديمة .. رد مايا البريئة ..
همست مختنقة : وش يشفع لك عشان اتركك .. اكرهك و لو الموت يشترى شريته و عطيتك .. خايف .. ما بعد شفت شي مني
جلست بجواره و هي تحس بنبضه السريع و ترقبه للقادم ..بإمكانها شد شعره و ربما صفعه بقوة و ربما ركله و توجيه لكمات ..
أو تبحث عن اله حادة أو حزام جلدي لتستخدمه ..
جميع الافكار تداخلت و الوقت قصير ربما يعمل الكهرباء بأي وقت و يعود لطبيعته ..
امسكت بمقدمة قميصه المزرر و الذي يرتدي على جينز و هي تهزه بعنف ..
و تحدثت بدموع لا تعرف لما اغرقت وجهها : بس باخذ حقي .. حقي .. أنا ماني مثلك انت اذيتني بدون سبب .. ليه انا .. ليه ..
جلست مستسلمة لنوبة من البكاء عندما سمعت صوته و كأنه قادم من بعيد تارك لماضيه خلفه و صوت بكاء الفتاة استولى على انتباهه : ما كنت اعرف .. حماد قال انتم بنات كل غرضكم الفلوس.. قال انتم راضين .. لكن الشاب اللي .. كان معكم .. قال ان السالفة اختطاف .. ما كنت اعرف .. حتى هو ما صدقته .. فين العبايات ؟.. وليه موجودين با الليل .. و مع ذالك تركته ياخذكم ..
همست و هي تمسح انفها بكمها : يعني انت ما تدري ان السايق تركنا و اتفق مع .. يعني ما لحظت مرايل ارجوان و بشرى .. يعني ما لفت انتباهك دموعي و مقاومتي ..
رد بغلظة و هو يتوه بظلام : "يتمنعن .. و هن ... راغبات ".. حماد قال ... ان البنات غيروا رأيهم .. لان .. لان .. لان المبلغ المدفوع قليل ... و هذا .. ما كنت اعرف ..
ظلت صامته ثم ردت بألم : عذرك ما كنت تعرف .. وش ينفعني عدم معرفتك بعد كل اللي صار ..
رد بصوت ثقيل و صادق : أســـــــف ..
و كأن جميع جراحها فتحت من جديد بكت بألم شعرت به وهو يحاول احتضانها و هي تصرخ به : اتركني ..
ترك يدها ببطء تعرف بان لو اراد اجبارها على الاقتراب لاستطاع لكنه لم يحاول ..
جلسا معا بظلام حتى شعرت به و هو يكاد يفقد صوابه و تنفسه لم يعد منتظم .. عندها هي من اقترب ليحتضنه ..
لم يبادلها الاحضان كانت يديه مسدله لجانبيه و كأنه لعبه , ..
لم تكن تقارب بين رجل و امرأة .. و لكن حضن بين طفل و امرأة .. تقارب دافئ بسيط ..
همست بجانب اذنه : يحيى ..
لا يعرف متى نام .. استيقظ و رأسه مرتخي على شي يتنفس بانتظام مهدئ و له رائحة دافئة جميلة .. و اضواء الصباح اخترقت الستائر لتنير المكان ..
و المكيف عاد ليعمل مبرد للغرفة .. و المكان المظلم الضيق الليلة الفائتة كان الان واسع مريح ..
ارضية السيراميك مثل الثلج .. وقف فتح الستائر و هو ينظر لضوء و يتذكر بغم ما حدث امس ..
و لان الارضية باردة و هي تبدو نائمة بعمق و من الظلم ايقاظها ..
اقترب ليضع يد تحت كتفيها و يد تحت ركبتيها .. حملها بخفة لكنها استيقظت مذعورة ..
اوصلها لسرير و هي تنظر له بترقب وضعها و هو يعلن و هويشعر با الالم بعينه اليسار : فاتنا صلاة الفجر .. اصحي وضي و صلي .. راجع لجدة اليوم ..
لم ترد فيما غادر هو بهدوء لتعود هي و تغمر رأسها با الوسادة
█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█
♠♣ نـــــــــــــهـــــــــــــــــايــــــــــــة ♣♠
لا تبتئس !
ثمَة شخصٌ يَغزل لك
مِن كَومة حُزنه قَميص فَرح
ثمة عين تشرق ب ابتسامة ثغرك ؛
ثَمّة قلبٌ يتَقد بِك !
ثمّة دُعاء لاَ تصُوغه الكَلماتْ
يَصعد كُل لَيلة إلَى السّماء بإسمِك !
ثمّة أشَياء تحدُث
لاَ تَخطر عَلى بالِك , وَ لَكنها لَك ♡
|