لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-05-13, 02:08 PM   المشاركة رقم: 476
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247639
المشاركات: 932
الجنس أنثى
معدل التقييم: rasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1461

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rasha n غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب العاشر

 

منتظرين البارت يوم الجمعه والاحداث القادمه وكيف سيكون سفرهم مازن وعلا ومودي

 
 

 

عرض البوم صور rasha n   رد مع اقتباس
قديم 31-05-13, 11:40 PM   المشاركة رقم: 477
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب العاشر

 

أعزائي قراااء قلب أخضر

اجمع ضروووووري


أقدم لكم البطل الجديد اللي بتقابلوه لأول مرة

ال

ال


البااااشمهندس أكرم





تابعوا الباشمهندس في قلب اخضر



بعد قليل

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-06-13, 12:11 AM   المشاركة رقم: 478
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الحادي عشر

 

(11)


أنهت صلاتها في خشوع ثم جلست تستغفر بخفوت ريثما تنهي الأخرى استغفارها، وظل الصمت مخيماً لبضع دقائق قبل أن تقطعه هي بتساؤل باسم ـ"كيف حال العروس؟ افتقدت صلاتنا سوياً".
ابتسمت الأخرى وعدلت وضع حجابها وهي تجيبها ببشاشة ـ"أنا أيضاً افتقدت صلاتنا سوياً. أشعر وكأن دهراً مضى منذ آخر صلاة لنا معاً هنا".
لكزتها باستنكار وهي تضحك قائلة ـ"يا للعار..أتقولين هذا بدلاً من أن تتذمري لمرور الوقت سريعاً مع الحبيب؟"
ارتسم تعبير حالم في عينيها الصافيتين وهي تقول بشاعرية ـ"بالفعل مر سريعاً حتى أنني ظننت لوهلة أنه حلم جميل واستيقظت منه اليوم وأنا استعد للعودة إلى العمل".
عادت الأخرى تقول في خبث ـ"أعرف فتاة حمقاء كادت تترك عملها هرباً من الحبيب...ألا تعرفيها؟"
تورد وجهها خجلاً وهي تقول بحرج ـ"بلى أعرفها، وهي ترسل لك سلامها".
ثم ما لبث أن عاد التعبير الحالم يستوطن عينيها وهي تضيف ـ"كلما نظرت إلى (مازن) ورأيت الحب في عينيه أحمد الله لأنني أجبت الهاتف ذلك اليوم. ربما لو هاتفني من رقمه الخاص أو أي رقم آخر ما كنت أجبته. لكنه لحسن حظه وحظي استخدم هاتف دكتور (مصطفى)".
ابتسمت بسعادة لسعادة صديقتها وقالت تدعو من قلبها ـ"أسعد الله أيامكما. إنها تدابير ربك سبحانه. هو أعلم بالأفضل لكما".
ثم قفزت نظرة طفولية إلى عينيها وهي تسألها بفضول ـ"متى تلتقين بأسرته؟ إنك لم تتحدثي عنها".
ابتسمت باتساع وهي تجيبها ـ"(مازن) يستعد لاستخراج تأشيرة دخول أمريكا لنا.. نحن بانتظار صدور جوازي سفري أنا و (مودي)، ونأمل أن نقضي عطلة العام الجديد مع أسرتنا الجديدة. لا تتصوري كم أحببت والديه حينما رأيت صورهما ثم أجرينا اتصالاً مرئياً معهما... أتحرق شوقاً للقاء كل من تجري بعروقه دماء (مازن)".
ارتفع حاجبيها في حنان وهي تلمح تلك السعادة الحقيقية بعيني صديقتها لتشد على كفها قائلة بابتسامة واسعة ـ"ستلتقون جميعاً إن شاء الله. لا تتصوري سعادتي لحماسك هذا.. وأكاد أجزم أن (مازن) أيضاً سعيد برغبتك في معرفة أهله".
نهضت تهندم ملابسها وتستعد للخروج من المصلى قائلة بحنان ـ"من أجله أفعل كل شيء. يكفيني تفانيه من أجل إرضائي أنا وأخي..تكفيني نظرة الحب في عينيه. أعترف أنني قصرت معه قليلاً، لكنني منذ اليوم لن أتهاون في إسعاده. فهو يستحق".
نهضت (منار) بدورها وتبعتها في الخروج من المصلي وسارتا تكملان حوارهما متجهتين إلى حيث المكتب المشترك الذي يجمعهما ب(سلمى) و(راندا) الغائبة.
اقتربتا من المكتب وقد استغرقهما الحديث، لولا أن قطعه مرور ظل طويل إلى جوار (منار) التي رفعت عينيها سريعاً لتدقق النظر في ذلك الغريب الذي مر من جانبها في ثقة مثيراً عاصفة من ذرات عطره الفخم في الممر بطوله.
عقدت حاجبيها وهي تتابعه يختفي بنظرها في نهاية الممر، وعادت تنظر إلى حيث المكتب الذي غادره ذلك الغريب للتو، ولمعت عيناها بجذل وهي تقول بخبث ـ"ترى ماذا كان يفعل هذا الوسيم في مكتبنا؟"
انتبهت (علا) للهجتها فتساءلت ببراءة ـ"هل تعرفينه؟"
اتسعت ابتسامة (منار) الخبيثة وهي تجيبها بثقة ـ" إذا لم تخنني الذاكرة فهو شخص أتمنى أن تُكلل مساعيه بالنجاح".
عقدت (علا) حاجبيها في حيرة وهي تسألها ـ"ما هذه الألغاز؟ من هو ذلك الشخص؟"
غمزت بعينها في شقاوة وهي تحث الخطى إلى المكتب قائلة ـ" الآن تعرفين كل شيء".
***********
كالحلم غادر في نعومة كما اقتحم مكتبها بنعومة قبل قليل.
رفعت كفها تطالعه بنظرات تائهة وهي تتذكر مصافحته الثانية لها قبل قليل، لتترك كفها غارقة في شذى عطره القوي.
لم تكن تتوقع جرأته في القدوم إلى مكتبها دون موعد سابق، ولا نظراته الصريحة التي تشي بإعجابه الحقيقي بها.
وبالتأكيد لم تتوقع أن يسوق أسباباً واهية لزيارتها، وهو العقلاني الذي يجيد رسم خطواته ودراستها قبل أن يخطوها.
عادت تسترجع دخوله المفاجئ مكتبها قبل نحو عشر دقائق بعدما قدمه عم (صبحي)، وابتسامته الواثقة وهو يدلف مقترباً ويمد كفه يصافحها برفق ويسألها عن أحوالها.
لثوان ألجمتها الدهشة قبل أن تجد صوتها فجأة لتتنحنح قائلة بحرج ـ"صباح الخير باشمهندس (أكرم).. أنا بخير والحمد لله. كيف حالك أنت؟"
لمعت عيناه الذهبيتان وهو يجيب بابتسامة هادئة ـ"بخير حال منذ دخلت مبنى صحيفتكم".
أربكتها شذرات الذهب في عينيه لجزء من الثانية قبل أن تتماسك وهي تدعوه للجلوس بمهنية قائلة ـ"تفضل بالجلوس. ماذا تشرب؟"
جلس على المقعد المواجه لمكتبها في ثبات وأشاح بكفه قائلاً بهدوء باسم ـ" لا داعي لذلك. فلن أعطلك عن عملك".
جلست هي الأخرى خلف مكتبها قائلة بحرج ـ"ولكن هذا لا يصح. إنها المرة الأولى التي تزورنا فيها، ولا أريد أن يتهمني شقيقي بقلة الذوق".
أسرع يقول في ثقة ـ"حاشا لله. أنت الذوق مجسماً يمشي علي قدمين يا أستاذة".
توردت وجنتاها بشكل خاطف أثار انتباهه، لتتنحنح موجهة حديثها إلى العم (صبحي) الذي يتابع الحوار وإن تظاهر بالعكس ـ"اثنين قهوة مضبوط من فضلك يا عم (صبحي)".
أومأ الرجل برأسه وخرج من المكتب في اللحظة التي رفع فيها (أكرم) أحد حاجبيه قائلاً بإعجاب ـ"كيف عرفت أنني أفضل قهوتي مضبوطة؟"
ابتسمت بارتباك قائلة ـ" أنت سبب إدمان شقيقي للقهوة، فلا ريب أنك تفضلها بنفس المذاق مثله".
ازدادت لمعة عينيه وبريق الإعجاب فيهما لتشعر فجأة بالخطر، فتابعت مسرعة ـ"هل أتيت ل(رأفت)؟"
هز رأسه نفياً وهو يجيبها بثبات ـ"بل أتيت لأجلك أنت".
أجفلت لعبارته الصريحة، حتى أنها أوشكت على التراجع في مقعدها لولا أن أخرج من طيات معطفه الأنيق كتاباً ميزته بسهولة وهو يردف موضحاً ـ"أتيت للحصول على توقيعك على نسخة كتابك".
ازدردت لعابها المتوتر وهي تقول في حيرة ـ"لكنني وقعت نسختك بالفعل يوم حفل التوقيع".
وضع الكتاب أمامها قائلاً ببساطة ـ"أحد أصدقائي أصر على الاحتفاظ بنسختي الممهورة بتوقيعك رهينة، وقال إنني استطيع الوصول إليك بسهولة بينما هو لا يستطيع ذلك. لذا اشتريت نسخة جديدة وأتيت لتوقيعها له حتى أستطيع استعادة نسختي الأسيرة".
ضحكت بنعومة على تعبيره وهي تسأله ـ"ولماذا لا تتركها له وتحتفظ بالجديدة؟"
هز رأسه قائلاً بحنين غريب ـ"لأنني لا أستطيع التخلي عن ذكرياتي مع تلك النسخة. لذا سأفعل أي شيء لاستعادتها".
ثم ما لبث أن أتبع بشكل مهني ـ"وأنصحك بالتفكير جدياً في الطبعة الثالثة..فقد عانيت حتى وصلت إلى هذه النسخة الأخيرة".
تناولت الكتاب لتوقع اسمها بأناقة على أولى صفحاته الداخلية وهي تحاول استعادة هدوءها نسبياً بعدما شعرت بسخافة فزعها من وجوده، وقالت بعزم ـ"بالفعل أبحث إصدار الطبعة الثالثة من الكتاب، لكنني أفكر في تغيير دار النشر. فلم يرقني التعامل معهم في الطبعتين الأولى والثانية. لم يخرج الكتاب في أي منهما على المستوى الذي أريده. وربما أنشر كتاباً جديداً أيضاً".
اتسعت ابتسامته الواثقة لتتحول إلى ابتسامة من نوع آخر أضاء عينيه وهو يقول في سرعة ـ"إذاَ أحجز نسختي من الآن. فلابد وأن الكتاب الجديد لن يقل جمالاً عن الأول".
تراجعت قليلاً في مقعدها أمام تلك النظرة الباسمة التي تذكرها بنظرات سابقة كانت تجيد بعثرتها، وتنحنحت لتستعيد قوة صوتها الهارب متسائلة ـ"أن تحرص على اقتناء الكتاب الجديد أمر منطقي، ولكن لماذا تصر على استعادة الكتاب القديم ما دمت قرأته من قبل؟"
تسللت أنامله تداعب حافة الكتاب بهدوء وهو يجيبها بثقة ـ"أنت لا تتخلصين من مجوهراتك بعد أن ترتدينها، وإنما تحتفظين بها في مكان أمين وتعودين إليها باستمرار. وهذا هو حالي مع كتاباتك. كلما شعرت بالحنين إلى حروفك أعدت قراءة كتابك، حتى أنني أصبحت أحفظ بعض مقتطفاته عن ظهر قلب".
خفق قلبها لكلماته القوية التي لم تتخيل أن تسمعها من رجل عملي مثله، في اللحظة التي عاد فيها العم (صبحي) بفنجاني القهوة ليضعهما باحتراف أمامهما.
حاولت التشاغل باحتساء قهوتها الساخنة وهي تختلس النظر إلى صديق شقيقها، ورنين كلماته الأخيرة يدوي بأعماقها في قوة.
هاجس قوي كان ينبئها بأن الكتاب ليس الغرض الأساسي من الزيارة، وإنما محاولة اختراق صريحة لدفاعاتها الرافضة لاقتراب أي رجل من حصونها.
وزاد ثقتها في هذا الهاجس كلماته الأخيرة التي أشعرتها بأنه يقارنها هي بتلك المجوهرات، لكنها نهرت عقلها وهي تحاول التمسك بثقتها التي تميزها، والتي بدت في تلك اللحظة أشبه بمنزل عتيق يواجه زلزالاً قوياً يهدد كيانه.
لا تدري كيف جاء ردها على عبارته الأخيرة. لا ريب أنها شكرت له ذوقه وحديثه المنمق. لكنها بالتأكيد لا تذكر كيف وافقت على دعوته للغداء يوماً ما كي يناقش معها بعض الأفكار التي يراها مناسبة لطرحها في مقالاتها الساخرة. ولا تذكر....

"ألم يكن هذا (أكرم منصور)؟"
باغتها السؤال بلهجة (منار) الشقية فأجفلت وهي تخرج قسراً من طوفان ذكرياتها مع ضيفها الغامض، قبل أن تجيبها بصوت حاولت أن يبدو طبيعياً ـ"بلى هو".
لمحت نظرة خطيبة شقيقها الخبيثة فأتبعت بتوتر ـ"جاء ليطلب توقيعي على نسخة من كتابي".
تقدمت (منار) لتجلس على المقعد الذي احتله (أكرم) قبل قليل ونظرت إلى بقايا القهوة في فنجانه لتقول بخبث بدا طبيعياً ـ"توقيعك؟ ألم توقعي نسخته من قبل؟"
تنحنحت (سلمى) وهي تتظاهر بمتابعة شيء ما على حاسبها الخاص قائلة ببساطة ـ"إنها نسخة لصديقه".
تبادلت (منار) نظرة شقية مع (علا) قبل أن تقول بلهجة خاصة ـ"أهاا صديقه. أيصادف أن يكون اسم صديقه (أكرم) هو الآخر؟"
تركت حاسبها لتستدير بحركة سريعة قائلة باستنكار ـ"بالطبع لا. فهو لم يطلب إهداءاً بإسم صديقه و..".
قاطعتها (منار) وهي تقترب بوجهها عبر المكتب قائلة بابتسامة خاصة ـ"لماذا أشعر أن موضوع الكتاب مجرد حجة لرؤيتك وتبادل أطراف الحديث؟ ليس من الطبيعي أن يترك مهندس ك(أكرم) عمله ليأتي وسط النهار هكذا للحصول على توقيعك على كتاب من أجل صديقه".
عقدت حاجبيها في تفكير وقد بدا حديث (منار) منطقياً بشكل أثار حنقها لأنها لم تلحظه من قبل. وكيف كانت ستلحظه وهو اقتحم يومها بشكل كادت أن تنساه منذ ذلك ال....
قطعت (منار) أفكارها ثانية وهي تضيف بحنان ـ"أتمنى أن يكون حدسي صحيحاً وأن..".
قاطعتها هي هذه المرة وهي تقول في سرعة ـ"أي حدس هذا؟ الرجل أتى بكل احترام وطلب شيئاً مني ثم انصرف بهدوء. لا داعي لإعطاء الأمر اكبر من حقه".
رفعت (منار) أحد حاجبيها متسائلة ـ"حقاً؟"
ثم أشارت إلى (علا) التي جلست خلف مكتبها تتابع حديثهما باسمة لتضيف بسخرية ـ"إليك من حاولت بشتى الطرق إغلاق الباب في وجه نصيبها الذي أراده الله لها، وفي النهاية هي اليوم زوجته وتحمد الله على فشلها في إبعاده عن طريقها. فلا داعي للعناد".
ارتبكت الحروف على شفتيها وهي تحاول عبثاً العثور على منطقها الجاهز دوماً، لتأتي (علا) وتجلس بنعومة على طرف المكتب أمامها قائلة بابتسامة رقيقة ـ"صدقيني يا عزيزتي لم تحارب فتاة نصيبها مثلما فعلت مع (مازن). وانظري إلينا الآن..لقد عدنا للتو من شهر العسل..أقصد أسبوعي العسل لأن حالة العمل لا تسمح بأجازة أطول من ذلك".
نقلت نظراتها بين وجهي الفتاتين الباسمين قبل أن تقول بقوة جاهدت لحشدها في صوتها ـ"هل اتفقتما سوياً ضدي؟ أعلم جيداً أنه لا فرار من النصيب ولم أعترض على ذلك. لكن الرجل لم يتحدث سوى بشكل عارض وبكل احترام عن كتابي. فلماذا تصران على أنه أتى لغرض آخر؟"
هزت (منار) كتفيها قائلة ببساطة ـ"ربما لأنني أعرف بالفعل أنه تحدث مع (رأفت) بشأنك ثلاث مرات".
بينما قالت (علا) بنفس الابتسامة ـ"صدقيني الأمر يبدأ دائماً بحديث عارض عن أي شيء سواك، وقبل أن تدركي ما يحدث تجدين نفسك زوجته".
وضعت كفيها على جانبي رأسها بحنق هاتفة ـ"توقفا عن ذلك. قلت لكما إننا لم نتحدث بشكل شخصي وكفى. هيا إلى عملكما وكفا عن الثرثرة وإلا رأيتما وجهي الآخر الذي لا يتسامح مع من يتهاون في عمله".
قالتها وهي تعود بوجهها إلى حاسبها لتتظاهر بالعمل عليه، لكن داخلها كان أبعد ما يكون عن التركيز فيما أمامها.
فقد نجح هذا الغامض بالفعل في شغل تفكيرها به وبأسباب زيارته الحقيقية،
تماماً كما نجح عطره في شغلها به.


***************************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-06-13, 12:17 AM   المشاركة رقم: 479
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الحادي عشر

 




اقتربت منهما تحمل أكواب الحليب الدافئ على صينية أنيقة وجلست على الأريكة خلفهما قائلة بحماس ـ"هيا.. موعد الحليب".

تجاهلها (مودي) متعمداً وهو يواصل لعب البلاي ستيشن مع صديقه الذي استدار إليها بابتسامته العذبة قائلاً في سرعة ـ" جاء في موعده تماماً".

قالها وهو يترك عصا اللعب وينهض قائلاً ل(مودي) ـ"لقد مللت اللعب يا صديقي وحان وقت الحليب ثم النوم".

عقد (مودي) حاجبيه الصغيرين ومد شفتيه في ضيق وهو يواصل تجاهلهما متظاهراً باللعب، في حين جلس (مازن) إلى جوارها ليهمس في أذنها بحب ـ"أوحشتني غاليتي".

توردت وجنتاها وهي تشعر بذراعه يندس خلفها ليحتويها بدفء فتنحنحت وهي تخاطب أخاها ـ"(مودي) إذا لم تشرب الحليب فلن تنم إلى جانب (مازن) الليلة. هذا هو الشرط اليوم".

هز الصغير كتفيه وهو مازال يوليها ظهره بينما همس (مازن) في أذنها بتلاعب ـ"ليته لا يشربه الليلة".

ازداد احتقان وجهها وهي تشعر بأنفاسه على جانب وجهها ورقبتها، وسمعته يتبع هامساً ـ"أتوق إلى كوب من الشوكولاتة الساخنة من يديك..فهي تذكرني بطعم ال...".

قطع عبارته متعمداً لتتنحنح هي وتهمس بحرج ـ"ألا تخشى أن أسكبه عليك ثانية؟"

اقترب أكثر ليجيبها بتلاعب ـ"ما دمت ستكفرين عن خطئك فأهلاً بالمعارك".

اشتعلت مشاعرها من همسه الناعم ولمساته الخفية التي تحملها بعيداً، فقالت بصرامة في محاولة أخيرة للتخلص من إزعاج أخيها ـ"(مودي) كف عن العناد وهيا لتنام. إذا لم تغلق التلفاز الآن فسأخلد إلى النوم أنا و(مازن) وسأتركك".

نهض الصغير بتبرم وهو يغلق اللعبة ويتناول كوبه فيشرب ما فيه عن آخره قبل أن يرمقها بنظرة يعلم تأثيرها على أخته جيداً. والعجيب أنه نجح بهذه النظرة في تحريك مشاعرها نحوه حتى كادت تضعف وتحتويه بين ذراعيها كعادتها لولا أن نهض (مازن) سريعاً ليلتقط (مودي) ويحمله على كتفه قائلاً بمرح ـ"هذا هو بطلي الصغير.. لقد فزت بالتحدي يا صديقي وستنام إلى جانبي".

وقبل أن يغيب مع الصغير عن ناظريها كان يغمز لها بعينه في شقاوة تحبها لتضحك بخفوت في انتظاره.

لم يغب كثيراً في غرفة أخيها الذي كان يقاوم النوم منذ بداية السهرة، لكنه ما أن استلقى في فراشه حتى استسلم جسده لإرهاق اللعب وغط في النوم.

وجدته يقف خلفها في المطبخ ليحتضن ظهرها ويملأ رئتيه برائحتها هامساً بشوق ـ"إنك تطيرين صوابي بعطورك تلك... كل عطر يأخذني لعالم مختلف".

استدارت لتحيط عنقه بذراعيها قائلة بابتسامة خجلى ـ"أنت أيضاً تأخذني لعوالم لم أتخيلها من قبل".

احتجز أنفاسها في صدره طويلاً قبل أن يفرج عنها متسائلاً بأنفاس لاهثة ـ"ماذا تفعلين في المطبخ؟"

تمالكت أنفاسها وهي تزيح خصلات شعرها الذهبي عن جبينها لتجيبه بتلعثم ـ"ك.. كنت أعد لك الشوكولاتة الساخنة".

لمعت عيناه وهو يسألها بخبث ـ"أتنوين سكبها على ملابسي ثانية؟"

استدارت تفر بحيائها لتتابع المشروب الذي أوشك على الغليان قبل أن تصبه في قدحين قريبين قائلة بخجل ـ"هيا قبل أن يبرد".

وقبل أن يُحكم سيطرته عليها بين ذراعيه كانت تهرب إلى الردهة بخطوات سريعة وتسبقه للجلوس على الأريكة التي كانت تضمهما سوياً قبل قليل.

لحق بها وبعينيه نظرة غيظ مقصودة ليجلس بعيداً عنها على الأريكة ثم يباغتها بالاستلقاء ليضع رأسه في حجرها ويسبل جفنيه قائلاً بتلاعب ـ"هكذا أفضل... وإن كنت أخشى أن تسكبي الشوكولاتة الساخنة على وجهي هذه المرة".

أربكتها حركته ورفعت مؤشر توترها إلى ذروته حتى أنها لم تجد ما تقوله، فالتزمت الصمت وهدير قلبها يصم أذنيها في قوة.

شعرت به يتناول كفها الأقرب عليه فيطبع عليه قبلات خفيفة أثارت الرجفة بأوصالها قبل أن يضعه على قلبه ويسألها بخفوت ـ"ألا تشعرين بالضيق لأننا لم نستطع الحصول على تأشيرة السفر في الوقت المناسب؟"

مدت كفها الآخر بتردد لتداعب خصلات شعره وهي تجيبه بابتسامة رقيقة ـ"ربما ضايقني ذلك قليلاً ولكني أدرك أنك فعلت كل ما بوسعك، إنها فقط الإجراءات الروتينية التي تسببت في تأخير صدور جواز سفري بينما صدر جواز (مودي) دون مشاكل. وعلى أي حال ترتيبات منزلنا الجديد تستغرقني تماماً".

داعب أناملها على صدره وهو يقول بضيق ـ"لكنك كنت تحلمين بقضاء أول أيام العام الجديد في أمريكا".

التقطت هي كفه لتضغطه بقوة هامسة ـ"لا يهمني أين أبدأ العام الجديد.. المهم أن ابدأه معك أنت هنا أو في بيتنا الجديد أو حتى على المريخ".

اشتعلت عيناه بالحب وهو يضع كفه خلف عنقها ليقرب وجهها منه ويطبع قبلة دافئة على شفتيها هامساً ـ"لا حرمني الله منك يا حبيبتي".

داعبت جانب وجهه وهي تهمس بدورها ـ"ولا حرمني منك يا حبيبي".

تأمل عينيها الصافيتين للحظات قبل أن يعتدل فجأة وينهض واقفاً ويجذبها معه قائلاً بحماس ـ"هيا لنبدأ العام الجديد معاً".

سألته بدهشة ـ"وماذا عن الشوكولاتة الساخنة؟"

أجابها وهو يغمز بعينه ـ"لدي مخزون لا ينضب من الشوكولاتة بالكراميل".

هنا لم تملك سوى أن تهز كتفيها بابتسامة خجولة وتتبعه بكل سرور.
***************

ارتفعت أصوات الألعاب النارية مصحوبة بأصوات تهشم أكواب زجاجية وأطباق خزفية في الخارج مع دقات منتصف الليل، فخرجت في سرعة تقذف كوباً زجاجياً قديماً هي الأخرى في مرح وهي تلوح لجيرانها بتلقائية هاتفة ـ"عام سعيد للجميع".

ومن حولها استمر إلقاء بعض الأشياء القديمة كعادة يتميز بها سكان عروس البحر المتوسط، وكأنهم يتخلصون بهذا من عبء العام الصريع.

وقفت تتأمل مظاهر الاحتفال على طول شارعهم حتى الكنيسة الكبيرة في نهايته، وابتسمت باسترخاء وهي تستنشق هواء منتصف الليل البارد بعمق، وكأنها تريد تنقية رئتيها بهذا النسيم العليل من أي شائبة تلوث.

ضمت طرفي معطفها الثقيل بقوة حولها وهي تشعر برجفة داخلية تحبها في هذا الوقت من الليل، وهامت بأفكارها بعيداً حينما تناهى إلى مسامعها رنين هاتفها بنغمة مميزة. اتسعت ابتسامتها وهي تعود إلى الغرفة لتجيب الهاتف قائلة بود ـ"كل عام وأنت بخير".

أتاها صوته الواثق من الطرف الآخر يقول بدفء ـ"كل عام وأنت بألف خير. أحببت أن يكون صوتك هو أول ما أسمعه في العام الجديد".

تورد وجهها قليلاً وهي تزيح خصلة من شعرها خلف أذنها بارتباك، قبل أن تشاكسه ـ"ألا تخشى أن يكون صوتي فألاً سيئاً عليك؟"

ضحك بفخامة قبل أن يجيبها بنفس الدفء المتعمد ـ"منذ عرفتك لا وجود للفأل السيئ بحياتي".

اختلجت دقات قلبها لنبرة صوته الدافئة فسارعت بالجلوس على طرف فراشها وهي تقول بخجل ـ"لا تبالغ..فأنت لم تعرفني سوى منذ أسبوع".

قال موضحاً ـ"أنت عرفتني منذ أسبوع. أما أنا فأعرفك منذ زمن".

ازداد حرجها فتنحنحت لتستعيد صوتها الهارب وتهتف بأول سؤال خطر ببالها في تلك اللحظة ـ"ماذا تفعل؟"

أتاها صوته مندهشاً وتخيلته عاقداً حاجبيه وهو يكرر السؤال في حيرة ـ"ماذا أفعل؟"

عضت شفتيها في ندم ولعنت غبائها للحظات قبل أن تحاول اختراع سبباً لسؤالها ـ"أ.. أقصد ما هذه الضوضاء إلى جانبك؟"

أطلق ضحكة قصيرة أتبعها موضحاً ـ"إنها احتفالات العام الجديد على كورنيش الإسكندرية يا عزيزتي".

ثم أردف بلهجة خاصة ـ"كم كنت أتمنى أن أراك الآن و..".

قاطعته وهي تهتف بدهشة ـ"ماذا؟ هل أنت في الإسكندرية؟ الآن؟ على الكورنيش؟"

عاد يضحك قبل أن يجيبها لاهثاً ـ"أجل في الإسكندرية بالقرب من منزلكم، وكنت أتمنى أن يكون وجهك هو أول ما أراه في العام الجديد وليس صوتك فحسب".

عاد ارتباكها يقفز إلى الذروة وهي تشعر بهجومه المدروس على حصونها المنيعة التي بدأت ترتجف بالفعل تحت وقع كلماته الدافئة، فتنحنحت ثانية لتغير الموضوع قائلة باهتمام ـ"لماذا تلهث؟"

أدرك تهربها للمرة الثانية من محاولاته الناعمة للتسلل إلى شغاف قلبها، فمط شفتيه قائلاً ـ"لأنني شعرت بالتجمد حينما توقفت لأهاتفك. الهواء بارد بشكل لم أتصوره قط، لذا اضطررت للجري في المكان".

هتفت في لوم ـ"يا إلهي..ستصاب بالبرد هكذا. لماذا تخاطر بالنزول في هذا الجو البارد؟"

قال في عفوية ـ"أخاطر بحياتي نفسها مقابل نبرة الاهتمام تلك في صوتك".

ضاعت نبضة من نبضات قلبها مع هذه الجملة العفوية التي دغدغت مشاعرها تماماً بشكل لم تشعر به منذ زمن...منذ...

نهرت عقلها عن العودة إلى ذكراه وهي تُذكره بأنه لم يعد لها.. بل إنه لم يكن لها من الأساس.

فهو يعيش حياته كما يريد..ومن حقها هي الأخرى أن تعوض ما فاتها في انتظار ما لن يأتي.

عادت من فقاعتها الناعمة على صوته يناديها باهتمام قلق ـ"(سلمى).. أين ذهبت؟"

هزت رأسها بقوة لتجيبه بأقصى درجات الهدوء التي استطاعت حشدها في تلك اللحظة قائلة ـ"معك يا (أكرم).. لم أذهب بعي....".

لكنها بترت عبارتها بصرخة قوية اخترقت مسامعه في اللحظة نفسها التي سمع فيها صوت انفجار قوي قريب.

انفجار جمد الدماء في عروقه وهو لا يفكر سوى في صاحبة الصرخة.

(سلمى).

هتف بأعلى صوت يناديها بجزع لكن صوت انقطاع الاتصال كان هو المجيب الوحيد.
**************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-06-13, 12:21 AM   المشاركة رقم: 480
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الحادي عشر

 




انطلق يعدو بأقصى سرعة كالمجنون ودقات قلبه تسابقه للاطمئنان عليها.

صرختها أرعبته، وشعر بصوت الانفجار وكأنه بداخله.

انقطاع الاتصال زاد جنونه وهو يعيد الاتصال بها ويثبت السماعة الحرة في أذنه ويضع الهاتف في جيب معطفه ليستطيع الجري بحرية بينما يواصل هتافه بها بقلق ـ"(سلمى)..أجيبي أرجوك.. (سلمى) لا توقفي قلبي".

لكن كل ما أتاه كانت الرسالة العقيمة بأن الرقم المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن.

سرعان ما كان يدخل الشارع القريب الذي يوجد به منزلها... تعلق بصره بشرفتها المطلة على الشارع ليلمح أحد مصراعيها مفتوحاً عن آخره وضوء الغرفة يتسلل من جانبه.

وعاد قلبه لنبضه الطبيعي قليلاً حينما لمحها تقف واضعة كفيها على فمها وهي تراقب المشهد أسفلها بانهيار.

حينها فقط التفت إلى الشارع أمامه ليرى مدى الدمار الذي حاق به.

السيارات المحترقة والجثث الغارقة في دمائها والجرحى الذين يصرخون في هلع.

مشهد بشع لم يتخيل أن يره يوماً سوى في أفلام الإثارة وألعاب البلاي ستيشن

لكن أن يراه على الطبيعة...كانت صدمة أقوى من أن يتحملها رغم صلابته

صدمة دفعت معدته للانقباض لتركل ما بها عبر فمه في قوة

استند إلى حائط قريب يفرغ ما تبقى بمعدته وهو يشعر بضعف غريب يعتريه وهو الذي قضى فترة جيشه ضمن قوات حفظ السلام في دارفور

لكن ما رآه هنا كان يفوق ما رآه هناك بمراحل

فهنا رأى اغتيال غادر لفرحة العيد الآمنة

رأى أناساً آمنين خرجوا للاحتفال بالصلاة، لتهاجمهم أيدي غادرة فتفتك بفرحتهم...وبحياتهم.

أخرج منديله يمسح فمه الذي ملأه طعم المرارة.. والعجيب أنها لم تكن مرارة القيء، وإنما مرارة هذا المشهد الذي يراه في ارض الأمان التي قال عنها رب البرية "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

عادت صورتها المنهارة إلى عينيه فجأة فاستدار سريعاً إلى شرفتها ليجدها تسند نفسها بوهن إلى سور الشرفة وبكفها الآخر تكتم بكائها الذي اتضح في هزات جسدها القوية.

عادت القوة إلى ساقيه وهو يهرع ليعبر الشارع ويقتحم بوابة بنايتها في سرعة قبل أن ينهب درجات الأدوار الثلاثة بمجهود خرافي استنزف ما تبقى من طاقته ليجد نفسه يدق باب الشقة بعنف.

غاب كل منطق عن عقله في تلك اللحظة.

غاب عنه أنه يقتحم بيت صديقه في غيابه

أو أنه يقف هنا دون أي صفة تمنحه الحق في دق الباب بهذا الشكل

كل ما كان يدور بخلده هو أميرته فقط وأن يكون بجانبها في هذه اللحظة.

لذا عاد لطرق الباب ثانية بقوة ودقات قلبه تصارعه، وهاجس سخيف يوهمه بأنها ربما فقدت توازنها وسقطت من الشرفة

لكن رحمة الله كانت أقرب له حينما سمع تكات متتالية من باب الشقة تبعها انفراجه عن وجه (سلمى) الشاحب الذي يحاكي وجوه الأموات والدموع تغرقه

وبدلاً من أن يهمس باسمها في جزع هتف به في لوعة وهي تسقط أمامه فاقدة الوعي.
*****************

لم يكن قد استغرق في النوم بعد حينما ارتفع رنين الهاتف بشكل مباغت بعد منتصف الليل بنصف الساعة على الأكثر لينتفض فزعاً وهو يهب جالساً في فراشه.

حركته المباغتة أفزعت تلك المستلقية بوداعه على صدره لتفتح عينيها بجزع هاتفة ـ"ماذا حدث؟"

ربت على كتفها مطمئناً وهو يلتقط الهاتف عاقداً حاجبيه واسم الصحيفة يتراقص على الشاشة. ما الذي يجعل النوبتجي يتصل به الآن؟ أجابه بتوجس ـ"ماذا هناك يا (محمد)؟ لماذا تتصل الآن؟"

أتاه صوت (محمد) هاتفاً من الطرف الآخر ـ"إنها مصيبة يا أستاذ (حمزة)، بل قل كارثة. انفجرت سيارة ملغومة قبل دقائق أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، وهناك قتلى وجرحى و...".

قاطعه (حمزة) وهو يعتدل في فراشه ـ"ماذا؟ هل أنت متأكد؟"

أجابه (محمد) في ثقة ـ"أجل يا سيدي. أنا في غرفة الأخبار ورأيت النبأ على الشريط الإخباري الآن، ولا أدري ماذا أفعل".

زفر (حمزة) في توتر وكأنه يحاول استجماع أفكاره، ثم ما لبث أن قال بهدوء ـ"أرسل أحد المحررين إلى الإسكندرية فوراً و..".

قاطعته (راندا) هامسة ـ"(رأفت).. إنه من الإسكندرية ولابد أن..".

قاطعها هو هذه المرة وهو يقول بضيق ـ"(رأفت) في الإسماعيلية منذ يومين و..".

عادت تقاطعه هي في حماس ـ"اعتقد (سلمى) موجودة. ربما تستطيع الذهاب إلى الموقع وتغطية الحادث".

لمعت عيناه في ضوء الغرفة الخافت وهو يبتسم هاتفاً بحماس ـ"أحسنت يا عزيزتي".

ثم وجه حديثه إلى (محمد) موضحاً ـ"اتصل بالأستاذة (سلمى الإسناوي) واطلب منها تغطية الحادث فوراً. ستجد رقمها في قاعدة بيانات الصحيفة. وأنا قادم إليك الآن".

قالها وهو يغلق الهاتف وينهض عن الفراش في سرعة، لتلحق به (راندا) وقد غلبها حسها الصحافي لتشاهد معه على شاشة إحدى قنوات الأخبار الفضائية أول ما استطاعت الهواتف المحمولة تصويره من موقع الحادث.

كادت تلفظ ما في معدتها من بشاعة ما ترى، ولم تشعر بالدموع التي سالت تغرق وجنتيها، بينما وقف زوجها يتابع المشاهد بتركيز عاقداً حاجبيه وأسنانه تكاد تئن من قوة ضغطه عليها.

كان يراقب المشاهد المتكررة على الشاشة بذهول وهو لا يتخيل أن تبلغ الخسة بأحدهم هذا الحد ليقتل أناساً مسالمين بينما يؤدون صلاتهم، أياً كانت أهدافه.

انتبه لنحيب زوجته إلى جانبه وارتجافة جسدها بالبكاء فضمها اليه بحنان وهو يربت على ظهرها مهدئاً ـ"كفى يا حبيبتي.. لم يكن عليك مشاهدة تلك اللقطات.. أعصابك لن تحتمل".

دفنت وجهها في صدره وهي تنتحب في قوة وتقول بصوت مختنق ـ"يا إلهي..لا أتصور مثل هذه البشاعة. ماذا فعلوا ليُقتلوا بهذه البشاعة؟ أياً كانت ديانتهم ومعتقداتهم، فالإسلام لا يبيح ذلك ولا يشجعه.. فكيف تخيل البعض أنهم يتقربون إلى الله بمثل تلك الوحشية؟"

شدد من احتضانها وهو يقول بمرارة ـ"إنه خطؤنا نحن... فلم يفعل أحدنا أي شيء لحمايتهم. حسبنا الله ونعم الوكيل".

ومن أعماقه اندفعت زفرة ملتهبة لا تحمل سوى جزءاً مما يعتمل بداخله من غضب في تلك اللحظة، ذلك لأنه كان يدرك بداخله أن الفاعل هذه المرة مختلف تماماً عن المرات السابقة.

فالفاعل كان للأسف من يُفترض أن يحمي هؤلاء العزل.
****************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية