لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-13, 10:46 PM   المشاركة رقم: 281
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السابع

 

7


(7)
استندت إلى حاجز اليخت الفاخر وهي تطالع مياه البحر الأحمر الرائعة التي تحيطها من جميع الاتجاهات، تاركة الرياح الرقيقة تداعب وجهها وحجابها المحيط به بنعومة. ومن أعماقها انطلقت تنهيدة طويلة وهي تسبل جفنيها وتسبح بخيالها بعيداً لتستعيد ذكريات الليلة الماضية.
كم أراحها الحديث مع زوجها في المساء وهي تبوح له بكل ما آلمها وجرحها قبل لقائه، وكم أحبت حنانه الدافق معها وهو يحتويها ويواسيها... ويشاكسها.
عادت تتنهد في قوة وهي تتذكر مدى حرجها منه حينما سكبت فنجانها على ملابسه دون قصد. حتى حينما غير ملابسه وأقسم لها أن الكاكاو لم يحرق جلده لأنه لم يكن ساخناً، ظلت تشعر بحرج يكتنفها ويشعل وجنتيها خاصة حينما لمحت نظرة الخبث تلمع في عينيه وهو يطالبها بتعويضه كما اتفقا.
لأول وهلة وجدت جسدها يتخشب بجانبه على الفراش الضيق وقد انتبهت جميع حواسها كقطة مذعورة، لكنه أراح رأسها على عضده وقربها من قلبه ليحتويها أكثر ويطبع قبلة دافئة على جبهتها هامساً ـ"تصبحين على خير يا عروسي".
لمساته كانت ناعمة، وكأنه يعودها قربه دون أن يفرض نفسه عليها، لكنها ظلت على حالها من التوتر والترقب، والذي انعكس في استمرار تخشب جسدها لفترة.
صوت دقات قلبه القوية كان يربكها ويدفع دماء الحرج إلى وجهها حتى باتت تشعر بالسخونة رغم اعتدال درجات الحرارة. وشعورها بأنفاسه الحارة التي تمر فوق رأسها بوتيرة سريعة كان يزيد من ضيق صدرها، حتى أنها فكرت في الاستدارة بعيداً عن حرارة جسده وما تتسبب فيه من حرج، لولا أن تراجعت في اللحظة الأخيرة ونهرت نفسها في عنف.
فلابد أن حركة كهذه ستجرح مشاعره، وهو الذي أمضى ليلته يكفكف دمعها ويضمد جراحها.
لذا نهرت عقلها في قوة على أي تصرف غبي فكر فيه، وعللت موقفها بأن (مازن) لم يُقدم على فعل أي شيء يثير مخاوفها منه. بل إنه على العكس تماماً بدا متفهماً لخجلها الفطري ولم يحاول زيادة توترها.
تفهمه هذا جعلها تشعر بأمان غريب افتقدته منذ زمن، جعلها تشعر بأنها الآن وجدت حصنها الذي تحتاجه، ومصدر حمايتها الجديد في وجه عالم لا يرحم. نبرات صوته الهادئة أنبأتها بهذا، نظرات عينيه الحنون أكدته لها، وهدهدته لها هنأتها عليه.
شيئاً فشيئاً بدأت تشعر بهدوء أنفاسه وانتظامها، وكذلك هدوء دقات قلبه على عكس دقات قلبها التي كانت تسابق الزمن في سباق وهمي. وحينما اختلست نظرة إلى ملامحه المستكينة، انتقل الهدوء إليها لتسمح لجسدها بالاسترخاء قليلاً وابتسامة خجلى تظلل شفتيها.
يا إلهي.. من كان يصدق قبل عشرة أيام أنها ستكون اليوم بين ذراعي زوجها وحبيبها وفارسها الذي لم يفارق أحلامها يوماً؟
من كان يصدق أنه سيناديها حبيبتي، حتى وإن كانت كلمته المفضلة التي ينادي بها الجميع.
من كان يصدق أنه سيختارها هي دون النساء لتحمل اسمه وتكون نصفه الآخر؟
حمدت ربها كثيراً في سرها وابتسامتها تتسع لتصبح ابتسامة شكر ورضا بهدية الباري لها، وبحركة عفوية دست وجهها في صدر زوجها واستسلمت لسلطان النوم على إيقاع خفقات قلبه الذي لم يفارقها حتى الصباح.



جلس إلى جانب (مودي) يتشاغل بشرح ما يظهر من قاع اليخت الزجاجي ما بين شعاب مرجانية ملونة وأسماك مختلفة الأشكال والأحجام، أما عقله فكان شارداً في تلك الفاتنة التي أولته ظهرها وأبحرت بعينيها بعيداً..إلى حيث لا يدري.
لم يتخيل أن يتأثر إلى هذا الحد من قرب امرأة، ولا أن يبذل كل هذا الجهد في السيطرة على نفسه أمامها.
فحينما شاكسها وطلب منها أن تنام بجانبه، كان يحاول كسر الجليد بينهما قليلاً حتى تتقبل اقترابه منها أكثر فأكثر. لكنه لم يتخيل أن تتصاعد دقات قلبه كمراهق بمجرد أن توسدت عضده، ولا أن تتسارع أنفاسه وكأنه خارج للتو من ماراثون طويل.
قاوم رغبته الملحة في أن يزرع نعومتها بين ضلوعه وأن يشعر بها بين ذراعيه، فآخر ما يريده الآن هو أن يروعها منه ومن جرأته معها.
لذا ضغط فكيه في قوة محاولاً امتصاص توتره الزائد، وبدأ يتنفس في عمق عسى أن ينجح في تهدئة تلك الأنفاس الحارقة التي تؤرق مضجعه، وهو يوّجه خياله بعيداً نحو إحدى القضايا التي تشغله وكيف سيعود لتغطيتها بعد انتهاء أسبوع العسل.
ويبدو أن خطته أفلحت..فبعد قليل هدأت أنفاسه وانتظمت دقات قلبه حتى بدا للناظر من بعيد وكأنه يغط في نوم عميق بالفعل. ثم شعر بجسدها اليابس بين ذراعيه يعود لنعومته وهي تقترب أكثر لتريح رأسها على صدره وتنام كملاك رقيق.
حينها سمح لنفسه بأن يُغرق وجهه في موجات شعرها الحريري تاركاً عبقها يغزو خلايا مخه، ويستسلم هو الآخر للنوم حتى الصباح.
وما أجمله من صباح.
فما أن استقبل الضوء الذي تسلل إلى الغرفة على استحياء حتى فتح عينيه في سرعة ليتأكد من وجود كنزه الثمين بين ذراعيه... ولحسن حظه كان كنزه لا يزال في موضعه.
ظل يتأملها من هذا القرب دون ملل، وعيناه تطوفان ملامحها الرقيقة ورموشها الكثيفة وشفتيها ال...
عض شفته السفلى في غيظ وهو يتذكر كيف كان على وشك اقتطاف هذه الزهرة الندية مستغلاً استغراقها في النوم حينما ارتفع رنين الهاتف المجاور للفراش ليجفل في قوة أيقظتها وأضاعت عليه هذه الفرصة الثمينة.
زفر في حنق وهو يلعن في سره موظف الاستقبال المسكين الذي اتصل به ليخبره بضرورة الاستعداد للرحلة البحرية التي طلبها والتي تغادر الميناء بعد ساعة.
وهاهو يجلس برفقة الصغير الصاخب الذي تتعالى ضحكاته كلما رأى شيئاً عجيباً تحت الماء.
فجأة وجد نفسه ينهض مقترباً منها ليحيط خصرها بأحد ذراعيه هامساً ـ"يالحظ من يشغل تفكيرك الآن".
التفتت إليه في سرعة وقد غزا الاحمرار وجنتيها قبل أن تعود بنظرها إلى البحر وتهمس بحالمية ـ"أعشق البحر".
قربها إليه أكثر ومال على أذنها يهمس بلهجة خاصة ـ"ما أكثر من تعشقينهم..البحر ونسيم الصباح ومن يدري ماذا أيضاً... احترسي فأنا رجل غيور".
ضحكت في توتر لتهرب من شعورها باللهيب المفاجئ الذي اجتاحها بمجرد أن لفحت أنفاسه جانب وجهها والتفتت إليه تقول بدلال ـ"ومن الذي لا يعشق البحر ونسيم الصباح العليل؟ بل قل من الذي يغار منهما".
تعلق بصره بابتسامتها الواسعة التي بدت له مغرية ليقول بحقد مفاجئ ـ"كم أكره موظف الاستقبال هذا الذي أيقظنا صباحاً".
عقدت حاجبيها أسفل نظارتها الشمسية وهي تسأله باستنكار حقيقي ـ"(مازن)..ماذا فعل لك المسكين؟ لا تقل إنك تغار منه هو الآخر".
لمعت ابتسامة خبيثة على شفتيه وهو يهز رأسه نفياً ويجيبها ـ"أكرهه لأنه حرمني من أجمل تحية صباح يتمناها أي رجل من زوجته".
سألته في حيرة ـ"ألم اقل لك صباح الخير؟"
ضحك بقوة على براءتها التي تقطر من كلماتها أحياناً كثيرة ليضمها إليه أكثر قائلاً من بين ضحكاته ـ"بلى قلت يا حبيبتي...لكن هذه ليست التحية التي اقصدها..غداً تعرفينها وتصبح من أهم عاداتك".
عاد وجهها للاحمرار وهي تتخيل ما يقصده، فعادت تنظر إلى البحر لتفر بحيائها قائلة ـ"لقد أحببت هذا المكان منذ الوهلة الأولى. كثيراً ما سمعت عن وصف شرم الشيخ من الزملاء، لكنني لم أتخيلها بهذا الجمال والروعة. هل أتيت إلى هنا من قبل؟"
منحها ابتسامته السينمائية وهو يقول مُبالغاً ـ"كثيراً. أنا أسافر إلي شرم أكثر من مرة في السنة."
عقدت حاجبيها الجميلين وهي تقول في غيرة مفاجئة ـ"وبالطبع لا تأتي وحدك".
لم ينتبه لنبرة الغيرة في صوتها ليجيبها ببساطة ـ" بالطبع لم أكن وحدي. فكي تستمتعي بجمال المدينة لابد وأن تأتي في صحبة ممتعة".
ضغطت فكيها بغيظ وهي تقول بتهكم ـ"دعني أخمن أسماء من أتيت برفقتهن".
عقد حاجبيه مستفهماً ـ"ماذا تقصدين يا حبيبتي؟ عماذا تتحدثين؟"
دقت أرضية اليخت بكعبها في عصبية حاولت ألا تصل إلى صوتها قائلة من بين أسنانها" قائمة فاتناتك طويلة يا سيد (مازن). أتنكر ذلك؟"
ضحك من لهجتها الطفولية ومال بوجهه ليقترب من وجهها هامساً بعبث ـ"هل تغارين يا حبيبتي؟"
قالت بعصبية ـ"أجب سؤالي أولاً. مع من ذهبت؟"
هز كتفيه وخلع عنها نظارتها الشمسية ليغوص بنظراته في عينيها هامساً ـ"بالتأكيد لم أحضر وحدي ولكني أيضاً لم أحضر مع فاتنات، إلا إذا اعتبرت(حمزة) وسيماً لدرجة الفتنة. أما هذه المرة فلأول مرة أحضر برفقة فاتنة حقاً، والأهم أنها زوجتي."
رفعت كفها تظلل بها عينيها لتتفادى أشعة الشمس القوية وكأنها تهرب من نظراته، فأعاد وضع نظارتها على أنفها ليقول بمرح ـ"هيا لنلتقط بعض الصور..أريد صورة بطلي فيلم تيتانيك على مقدمة اليخت..فهي فرصة لن تعوض".


******************************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 22-02-13, 10:47 PM   المشاركة رقم: 282
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السابع

 


جلست تداعب قلمها بشرود على سطح المكتب، لتفزع على صوته الصاخب يهتف بها بمرح ـ"لقد عدت".
انتفضت وهي ترفع رأسها إليه ليشرق وجهها بابتسامة ناعمة قائلة ـ"حمداً لله على سلامتك".
جلس على المقعد المواجه لمكتبها وهو يخلع حقيبته الكبيرة التي يرتديها بشكل مائل ويضعها على المكتب بحذر قائلاً بابتسامة شقية ـ"سلمك الله. هيا اعترفي أنك اشتقت إلي وأن حياتك لا معنى لها وأنا بعيد عنك".
أسندت مرفقها على المكتب وهي تقول بترفع ـ"لا لن اعترف لأنني لم أشتق إليك".
قالتها وهي تخرج طرف لسانها مغيظة ليضحك هو على حركتها الطفولية ويقترب بوجهه منها عبر المكتب قائلاً بتحدي ـ"ضعي عينك بعيني وأعيدي جملتك".
تراجعت في مقعدها بحدة واصطبغ وجهها بحمرة قانية وهي تغمض عينيها بقوة هاتفة باختناق ـ" ابتعد يا(رأفت) أرجوك".
عقد حاجبيه وهو يعتدل في مقعده وقد ارتسم الضيق على وجهه قائلاً ـ"آسف لاقتحامي هالتك المقدسة".
شعرت بضيقه وتهكمه ففركت أصابعها في حرج هامسة ـ"صدقني هذا يحدث رغماً عني. حينما يقترب أي شخص مني أشعر وكأن الأكسجين نفذ من محيطي وأبدأ في الاختناق".
قال من بين أسنانه ـ" ولكنني لست أي شخص يا (منار). أنا خطيبك وبعد أقل من شهرين سنكون سوياً في بيت واحد وننام على فراش واحد و..".
قاطعته هاتفة بخجل وقد التهبت وجنتاها ـ"(رأفت).. أعرف ما تقوله وأدركه جيداً، لكنني لم أعتد بعد عليه".
عاد يسألها في ضيق ـ" ومتى تعتادين عليه؟ لم أر هذا النفور تجاه والدك أو شقيقك. على العكس دائماً أشعر بك وكأنك لا تغادرين أحضان والدك. فلماذا النفور مني؟ وكيف نتزوج بهذا الشكل؟"
مطت شفتيها وهي تحاول توضيح مشكلتها قائلة ـ"إنه ليس نفوراً... لو أنني أنفر منك فلماذا قبلت الارتباط بك؟ كل ما في الأمر هو أنني لا أستطيع النظر في أعين أي رجل غريب عن قرب، واشعر بالاختناق إذا اقترب رجل من المجال الحراري الذي يحيطني ولا أدري لماذا، فأنا لا اشعر بهذا مع أبي أو (سيف). وهذا يعني أنني ربما أتغلب على هذه المشكلة بعد زواجنا".
رفع حاجبيه في استنكار هاتفاً ـ"ربما؟ هل نتزوج ونعيش على احتمال أنه ربما تتغلبين على شعورك بالنفو..".
قاطعته ثانية وهي تمد كفها في تهور لتمسك كفه الموضوعة على المكتب أمامها هامسة برجاء ـ" قلت لك لا أنفر منك. فقط أعطني وقتي".
اتسعت عيناه خلف منظاره الطبي الأنيق حينما لمح كفها يغطي كفه وهم باحتوائه حينما سحبته هي كالملدوغة وقد احتقنت دماء جسدها كله في وجهها الذي خفضته أرضاً في صمت.
ابتسم على خجلها الذي نادراً ما يقابل مثيله في حياته العملية ليقول بهدوء ـ"لا عليك يا عزيزتي..الآن تأكدت أنك تستطيعين التغلب على مشكلة الهالة الحرارية التي تؤرقني أنا شخصياً".
تنحنحت لتكسب صوتها بعض القوة وهي تغير الموضوع قائلة ـ"فيم كان سفرك السريع إلى الإسكندرية يوم الجمعة وعودتك اليوم.. ماذا فعلت هذين اليومين؟"
أدرك محاولتها فخلع نظارته ليلمع عدساتها وهو يقول بروتينية ـ" لا شيء.. أمي كانت تريد رأيي في عريس جديد تقدم ل(سلمى)".
تهللت ملامحها وهي تقول بسعادة حقيقية ـ"حقاً؟ أرجو أن توافق هذه المرة".
عاد لارتداء نظارته ثانية ومط شفتيه قائلاً ـ"للأسف رَفَضَته كالعادة، رغم أن الرجل لا يعيبه شيء".
ارتسمت خيبة الأمل على وجهها وهي تسأله ـ"لماذا؟ لقد راودني الأمل أن نعقد زفافنا سوياً".
ضحك بخفة وهو يداعب ذراع حقيبته متسائلاً ـ" أتتوقعين أن تُخطب (سلمى) وتتزوج في أقل من شهرين؟ أنت تمزحين يا عزيزتي أليس كذلك؟"
مطت شفتيها بطفولية قائلة ـ" كلا لا أمزح. وكثيراً ما تحدث مثل تلك الزيجات السريعة".
تنهد في عمق قائلاً ـ" نعم تحدث ولكن ليس مع (سلمى). توأمتي الحبيبة رأسها أكثر صلابة من الصخر، ومن الصعب أن تقتنع بأن تتخلى عن حريتها من أجل أي رجل".
هزت كتفيها وقالت في حيرة ـ" وكأنك تحدثني عن فتاة أخرى غير (سلمى) التي اعرفها. أعترف بأنها عنيدة لكنها لم تقل لي مواصفات خارقة لفتى أحلامها حينما ناقشتها في إحدى المرات. ربما هي تبحث عن الحب الحقيقي، أو..".
بترت عبارتها حينما برز لها خاطر فجأة فقررت ألا تندفع بقوله، لكنه أكمل جملتها قائلاً بهدوء ـ" أو أنها تنتظر شخصاً ما".
امتقع وجهها وهي تقول بتلعثم ـ" ل..لم أقصد ذلك..إنه مجرد خاطر و..".
مط شفتيه قائلاً بضيق ـ"أعلم أنك لا تقصدين شيئاً. لكن هذه هي الحقيقة. شقيقتي تنتظر شخصاً ما. ربما ليس ذات الشخص، وإنما أقرب شبيه به. لهذا تخرج بحجج وأسباب غريبة لرفض من يتقدمون لها، وأنا لا استطيع الضغط عليها. تكفيها ضغوط أمي ومجتمعنا المتخلف الذي ينظر للفتاة وكأن لها تاريخ صلاحية سرعان ما ينتهي إذا هي قاربت الثلاثين أو تجاوزتها".
همت بالرد عليه ليغير هو دفة الحوار ثانية وهو يخرج كاميرا رقمية حديثة من حقيبته ليعرض الصور عليها قائلاً بحماس ـ"إليك أحدث صور شقتنا. قريباً إن شاء الله نبدأ في فرش الأثاث والستائر وباقي هذه الأشياء. فاستعدي لرحلات مكوكية قادمة".
تهدل كتفاها في إحباط وهي تقول بوهن مفاجئ ـ"رحلات مكوكية من جديد؟ لم أتعافى بعد من رحلات التسوق مع(علا).. انتظر حتى يعودا من رحلتهما حتى أعذبها معي قليلاً كما عذبتني".
وكعادته أمام عباراتها العفوية لم يملك سوى أن تنطلق ضحكاته الجذلة.


**********************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 22-02-13, 10:51 PM   المشاركة رقم: 283
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السابع

 



انتهت الرحلة البحرية قرب انقضاء النهار وعاد ثلاثتهم منهكين في شدة. فهواء البحر وأمواجه المتلاطمة أصابت الصغير بنوع من الدوار الذي حارت (علا) في علاجه حتى استسلم (مودي) للنوم في النهاية دون أن يتناول غدائه معهما.
هي الأخرى كانت تشعر ببعض الدوار الذي أصابها بعدما اشتد عنف الأمواج وبدأ اليخت في التمايل بقوة، لذا لم تستمتع بالطعام رغم جوعها الشديد.
أما (مازن) فشعر بفقدان الشهية حينما رآها تتوقف عن الأكل وتكتفي بإسناد رأسها إلى ظهر الأريكة التي تجلس عليها. لذا طلب من قائد اليخت العودة إلى الميناء قبل أن تزداد برودة الجو.
وما أن اقترب ثلاثتهم من بهو الفندق حتى تناهى إلى مسامع (مازن) صوتاً يهتف باسمه، فالتفت يبحث عن صاحب الصوت ليجد رجلاً في الخمسينات من عمره يجلس إلى جانب المسبح مرتدياً ملابس شبابية لا تناسب سنه ونظارة شمسية تحمل علامة إحدى أرقى الماركات العالمية التي لا يرتديها إلا علية القوم من الساسة وكبار رجال الأعمال
لا يدر لماذا انقبض قلبه حينما رأى ذلك الرجل وابتسامته الصفراء، وازداد ضيقه حينما قال الرجل بسخف ـ" (مازن عاشور) بنفسه هنا؟ أم تحب أن أناديك بالعريس؟"
التفت هو إلى زوجته التي ارتسمت علامات استفهام عديدة على وجهها وأعطاها الصغير النائم قائلاً في أذنها بجمود ـ"اصعدي لغرفتنا مع (مودي). لن أتأخر".
حملت الصغير بحنان وهمت بسؤاله عن هوية ذلك الشخص الغامض الذي لم يرق لها أيضاً، لكنه تابع بشيء من الصرامة ـ" من فضلك اصعدي لغرفتنا ونتفاهم فيما بعد".
اتسعت عيناها تحت نظارتها الشمسية من لهجته الغريبة، لكنها أطاعته صاغرة وهي تحث الخطى نحو مبنى الفندق الرئيسي برفقة أخيها.
أما هو فعاد ببصره إلى الرجل قائلاً بثبات ـ" لم أر لافتة تقول ممنوع دخول (مازن عاشور). أم أنها لافتة جديدة؟"
قهقه الرجل بفخامة وهو يشيح بذراعه في الهواء لتنعكس أشعة الشمس على ساعته الذهبية الراقية قائلاً بمرح مصطنع ـ" من قال ذلك؟ الفندق وشرم كلها تحت أمرك يا عزيزي. نريد أن ننال رضاك فقط يا عريس".
عقد (مازن) حاجبيه للحظة قبل أن يسأله بسخرية ـ" هل يهمك رضاي إلى هذه الدرجة؟ لم أكن أعرف أنني مهم لهذا الحد".
التقط الرجل سيجاراً فخماً من جيب قميصه العلوي المشجر وأخذ يعبث بغلافه الشفاف وهو يقول بخبث ـ"كيف تجهل أهمية رضاك؟ لا شيء مما أفعله يروقك يا رجل".
رفع (مازن) حاجبه الأيسر قائلاً بنفس السخرية ـ" والعيب في أينا؟ فيمن يمشي مستقيماً أم فيمن يمشي بطرق ملتوية؟"
أشاح الرجل بسيجاره قائلاً ببساطة ـ" لا عيب في أينا. فلنتفق سوياً ونصبح أصدقاء، ويا دار ما دخلك شر. أنت عريس جديد وتريد التمتع بحياتك، وأنا رجل لا أحب الشوشرة. ماذا تقول في عرضي؟"
مال (مازن) بوجهه في اتجاه الرجل وهو يركز بصره في عينيه خلف عدسات النظارة القاتمة قائلاً بثبات ـ" أقول يفتح الله. أنا رجل مقتنع بما افعل، ولن يمنعني أحد عنه. بإذنك".
قالها وهو يستدير لمغادرة الرجل الذي لم يبد عليه التأثر مما سمع، وإنما قال ببرود وهو يرفع ساقيه على مقعد أمامه ـ"ظريف جداً هذا الطفل الذي كنت تحمله. لكن على حد علمي أنت تزوجت للتو. أم أنه عصر السرعة؟"
احتقن وجه (مازن) وهو يستدير إليه في غضب حاول ألا يظهره وقال من بين أسنانه ـ"لا صالح لك بحياتي الخاصة، ومن الأفضل إن تبتعد عن أسرتي".
قهقه الرجل بضحكة خاوية مستفزة قبل أن يبترها فجأة ليقول بخبث ـ" غريب أمرك يا (مازن). ما دمت لا تحب أن يتدخل أحد في حياتك، فلماذا تتدخل في حياتي؟"
أجابه (مازن) بابتسامة صفراء قائلاً ـ"لأن حياتي لا تخصك. لم اخطب زوجتي بخاتم ألماس بمليون دولار، ولم أُقم حفل زفاف تكلف 50 مليون جنيه، ولم اصحبها في شهر عسل على يخت لجزر الكاريبي بأموال القروض التي أخذتها من بنوك المصريين."
مط الرجل شفتيه قائلاً ببرود ـ"أيعني هذا أن زوجتك لا تستحق الألماس؟"
عقد (مازن) ذراعيه أمام صدره قائلاً بحزم ـ"زوجتي تستحق ما هو أغلى من الألماس، والذي حينما أشتريه سيكون من مال حلال، وليس من قروض أعجز عن تسديدها".
تلاعب الرجل بالسيجار قائلاً بلامبالاة ـ" يا للخسارة... هكذا ستضيع عليها هدية الزفاف".
شد (مازن) قامته قائلاً باعتداد ـ"الله الغني عنك وعما يأتي من طرفك يا (نشار). إذا كنت تريد مني التوقف عن مطاردتك بمقالاتي سدد ما عليك من قروض وأعط كل ذي حق حقه. وإلا سأظل أطاردك إلى النهاية".
أنزل (فتحي النشار) ساقيه عن المقعد بقوة وهو يقول بسخرية مبطنة بتهديد خفي ـ"أنت متهور إذاً".
لمعت عينا (مازن) بجذل خلف نظارته الشمسية وهو يقول بتحدي ـ"كلمة متهور لا تفيني حقي... وبالمناسبة، حادث سيارتي قبل شهرين لم يُقفل باب التحقيق فيه. عدم اتهامي لشخص بعينه بالوقوف خلف الحادث لا يعني أنني لا أعرف من هو. على العكس، أنا اعرفه جيداً ومعي رقم سيارته أيضاً لحين الحاجة إليه. (مازن عاشور) ليس وليد الأمس يا (فتحي) بك. لا تستطيع رشوته ولا تهديده. بإذنك".
قالها وهو يرفع سبابته ووسطاه بحركة عسكرية هزلية ويترك غريمه يغلي من الغيظ.
والغريب أن (مازن) لم يكن أقل منه غيظاً وهو يتركه متجهاً إلى داخل الفندق ويصعد غرفته بخطوات تكاد تطلق الشرار من قوة اصطدامها بالأرض الرخامية للفندق.
حينما دخل جناحه وجد الهدوء يخيم عليها بشكل غريب زاد من استفزازه ليركل الطاولة الصغيرة في الردهة بكل الغيظ الذي يعتمل بداخله قبل أن يجلس على الأريكة الجانبية وهو يزفر بحنق مغمغماً ـ"استغفر الله العظيم.. سيظل الهم خلفي أينما ذهبت. وهذا ما كان ينقصني. يهددني جهاراً نهاراً دون أن يرمش له جفن. ياله من بلد فاسد، يترك اللص يبعثر أموالنا على النساء دون أي رقيب أو خوف من المساءلة".
ظل يرغي ويزبد قليلاً وهو يلتقط حاسبه الشخصي ويفتحه ويندمج في الكتابة إلى أن انتبه لصوت (علا) وهي تتأوه في ألم.

أنهت حمامها الدافئ الذي نجح قليلاً في تفكيك عظامها المتيبسة من نوم أمس على الفراش الضيق، وأحكمت ربط معطف الحمام القطني الثقيل حول جسدها الرقيق، وربطت منشفة أخرى على شعرها المبلل قبل أن تخرج من حمام الجناح.
والحقيقة أنها كانت بحاجة إلى هذا الحمام المهدئ لأن أعصابها كانت متوترة بالفعل منذ رأت هذا الرجل الذي استوقف زوجها. بالطبع لم يخف عليها أنه (فتحي النشار) الذي يجلده زوجها بمقالاته طوال الوقت، وبحسها الصحفي توقعت المزيد من المتاعب لمجرد وجوده في نفس المكان معهما.
ترى ما الذي يجعله يحاول التودد إلى زوجها هكذا؟
بل أي نوع من الحوار قد يدور بينهما من الأساس؟
استغرقتها أفكارها طويلاً، وربما كان هذا سبب عدم شعورها بالاسترخاء التام بعد الحمام، أو سبب خروجها السريع حتى أنها لم تنظر جيداً أمامها و....
"آه.. ما الذي وضع هذه الطاولة هنا؟"
تأوهت في ألم وهي تخفض بصرها لترى طاولة الانتريه الخشبية الصغيرة ذات العجلات وقد توسطت الممر الذي يواجه باب الحمام، وبالطبع لم تنتبه لها في خروجها المسرع وارتطمت ركبتها بالطاولة في قوة.
كانت قوة الألم تبعث بشرارات كهربائية أمام عينيها حينما وجدته يأتيها مهرولاً يسندها ويسألها باهتمام ـ"هل كانت الصدمة قوية؟ آسف يا (علا).. لقد دفعتها دون أن أنتبه أنك في الحمام".
رفعت عينيها اللتان احمرتا من قوة الألم واستندت على ذراعه وهي تقول من بين أسنانها ـ"حصل خير..ما الذي جعلك تدفعها أصلاً؟"
هم بإجابتها حينما تغيرت ملامحه فجأة من التعاطف للهجوم وهو يسألها بغيظ ـ"وأنت ماذا دهاك؟ تركلين كل ما يأتي أمامك؟ لماذا لا تنتبهي"؟
احتقن وجهها بدماء الحرج وهي تجذب ذراعها من قبضته وتحاول ألا يكون ردها عدائياً قائلة ـ"من الذي يركل ما أمامه؟ هذه الطاولة موضعها وسط الانتريه، فما الذي أتى بها أمام الحمام؟"
حدق في وجهها بجمود للحظات قبل أن تلين ملامح وجهه ويتنهد في عمق قائلاً ـ"انتهينا يا (علا). لقد اعتذرت وانتهينا. هيا لأوصلك إلى الأريكة ريثما أحضر دهاناً مضاداً للكدمات".
تركته يتناول ذراعها على مضض وهي تتجه بخطوات شبه عرجاء إلى الأريكة التي كان يجلس عليها قبل قليل، بينما اتجه هو إلى حقيبته بغرفة النوم ليلتقط منها أنبوب الكريم ويعود إليها في الردهة.
وما أن خطا خارج غرفة النوم حتى تسمر في مكانه وجف حلقه بشدة.
فقد انتبه للمرة الأولى لما ترتديه (علا)...عروسه التي مددت ساقيها على باقي الأريكة.
كانت ترتدي معطف الحمام القطني السميك الذي يصل إلى ما بعد منتصف ساقيها وتلف شعرها المبلل بمنشفة أخرى.
ربما لم تكن ملابسها مكشوفة، لكنها كشفت له ما كان يريد رؤيته.
فالمعطف القصير كشف عن رسوم الحناء السمراء التي تزين كاحليها متناقضة مع بياض بشرتها الكريستالي، وترتفع بأناقة وإغراء حتى قرب منتصف الساق، حيث تختفي عند نهاية المعطف.
جف حلقه وهو يتابع النقوش بعينيه متخيلاً إلى أين تمضي، وازدرد لعابه الجاف حينما لمح أصابعها الرقيقة تمسد ركبتها المصابة في ألم من فوق المعطف في انتظار عودته وقد انحسر الكم قليلاً ليكشف اسوارة الحناء التي تزين معصميها وتغريه باستكشاف المزيد من الرسوم.
لم يحسب الوقت الذي استغرقته تأملاته، لكنها حينما رفعت رأسها تناديه التقت نظراتهما ليتنحنح في حرج وهو يهرع إليها قائلاً ـ" آسف للتأخير..نسيت أين وضعته في الحقيبة وتأخرت في البحث عنه".
تنحنحت هي الأخرى وهي تحكم إغلاق فتحة المعطف العلوية وتمد يدها الأخرى له لتأخذ الأنبوب قائلة ـ"شكراً..أعطني الدهان".
كاد يمده إليها وهو تائه في تأملاته لولا أن قفزت النظرة الخبيثة إلى عينيه وهو يجلس على طرف الأريكة أمامها قائلاً بابتسامة ودود ـ"عنك..أنا سأدلكها. فقد ارتطمت بالطاولة بسببي، ومن أفسد شيئاً فعليه إصلاحه".
قالها وهو يفتح الأنبوب وينتظر منها أن تكشف ركبتها المصابة ليدهنها، فكشفتها على استحياء وهي تهرب بنظرها منه كيلا يلمح احمرار وجنتيها القاني.

كانت تشعر بحرج بالغ منذ رفعت رأسها ورأت نظراته. تدرك جيداً أنه لم يتأخر في البحث عن الدهان كما قال، وإنما كان واقفاً يتأملها عن بُعد مستغلاً انشغالها بألم ركبتها.
والآن يطالبها بكشف ركبتها كي يدلكها بدهانه الخاص.. يا إلهي كيف تفعلها دون أن تحتقن دماء جسدها كله في وجهها؟
هتف بها عقلها موبخاً ـ"ماذا بك أيتها الخرقاء؟ إنه زوجك، وسبق له أن رآك بملابس اقل احتشاماً من هذا المعطف. أنسيت يوم الحناء وفستانك المكشوف الذي رآك به؟ وحتى إذا كانت ملابسك أقل احتشاماً فمن حقه أن يراك فيها. الرجل لن يصبر على دلالك طويلاً حتى وإن تظاهر بالتعامل الأنيق الراقي. فما من رجل يصبر على حقه الشرعي في امرأته، وبالتأكيد هو ليس استثناءاً. تكفي نظراته التي تفلت منه أحياناً وتشعلك حرجاً وخجلاً. انفضي عنك هذه الأفعال الصبيانية وتصرفي كعروس ناضجة و..".
أخرجتها ارتجافة قوية من أفكارها، حينما شعرت به يرفع ساقها المصابة ليجلس مكانها ويضعها على ركبته هو بحركة عفوية تماماً، قبل أن يضع الدهان البارد على ركبتها التي شوهتها بقعة زرقاء ويبدأ في تدليكه بحركة دائرية بطيئة. حركة أصابعه الدافئة أخرجتها عن تماسكها الطبيعي، ونجحت بجدارة في بعثرة مشاعرها وأصابعه تغادر موضعها لتقتفي أثر رسوم الحناء هبوطاً حتى كاحلها.
انتظرت منه أن يتوقف بعدما تشرب جلدها الدهان تماماً، لكنه لم يتوقف وبدا لها كأنه شارد في عالم آخر. شعرت بوجهها يحتقن في شدة آلمتها، وكأن عروقه ناءت باحتواء دماءه، لذا اندفعت تضع كفها على كفه قائلة بابتسامة مرتبكة ـ"سلمت يداك. هذا يكفي".

آخر اهتماماته في تلك اللحظة كانت ركبتها ذات الكدمة الزرقاء. فمنذ لمح تلك الرسوم وهو يجاهد ألا يفلت أصابعه ليتحسسها كل نقش على حدة.
لا يدر ما السحر الذي تمثله له نقوش الحناء، لكنها على ساق فاتنته كانت سحراً فرعونياً لا يملك فك طلاسمه كهنة آمون أنفسهم.
لذا هام به محاولاً كشف شفرته وأنامله تطوف فوقه برشاقة عازف بيانو يستكشف آلته التي سيعزف عليها أعذب الألحان.
لكنه سرعان ما اجتُث من عالمه الساحر حينما شعر بكفها على كفه وسمع صوتها يشكره بارتباك.
رفع عينيه بسرعة لتستدرك هي قائلة ـ"لم تخبرني من هو الرجل الذي ناداك بالأسفل وجعلك عصبياً حتى أنك انفجرت في الطاولة"؟
عقد حاجبيه قائلاً ـ"لماذا تقولين إنه سبب غيظي؟"
هزت كتفيها قائلة ببساطة ـ"لأننا كنا عائدين من الرحلة سعداء ولا يوجد ما يبعث على العصبية، ولأن ملامحك تجهمت حينما رأيته".
تأملها للحظات صامتاً وهو يدرك محاولتها لتغيير الموضوع، قبل أن يباغتها بالاقتراب من وجهها وهو يهمس بخبث ـ"ولماذا لا أكون تعمدت وضع الطاولة في هذا المكان كي ترتطمي بها واثأر لنفسي من الكاكاو الساخن الذي سكبته علي وحرقني بالأمس؟".
شهقت بخفة من حركته المباغتة وتراجعت إلى الخلف في حدة جعلت منشفة شعرها تتخلى عنه وتسقط لتتركه ينسدل بفوضوية على كتفيها وظهرها قبل أن تفكر حتى في التقاط المنشفة الخائنة.
حاولت الانحناء لتلتقط المنشفة، لكن يده كانت أسرع وهو يتناول كفها قائلاً بدفء مغوي ـ"اتركيها ودعي شعرك حراً. ألا يحق لي التمتع به في كافة حالاته؟"
التفتت إليه في حرج وحاولت عبثاً البحث عن كلمات مترابطة، لكنها خانتها جميعاً وكأنما اتفقت مع المنشفة على خذلانها أمامه اليوم.
وزاد حرجها وهو يتناول خصلات شعرها الذهبية التي لم تتخلص بعد من أثر مياه الاستحمام ليقربها من أنفه ويشمها بعمق قائلاً ـ"آه من رائحتك التي تحاصرني طوال الوقت ولم أعرف ما اسمها بعد".
قالها وهو يقترب أكثر ليشم نفس الرائحة تنبعث منها ويتابع هامساً ـ"سائل الاستحمام ومرطب الجلد ومعطر الجسم يحملون نفس الرائحة التي تُسكرني. لم أكن من عشاق رائحة الزهور، لكنني أحببتها منذ يوم الحناء، وأدمنتها أمس حينما سكنت أضلعي".
تصاعدت نبضات قلبها مع اقترابه لتصبح كدقات الطبول في أذنيها، حتى أنها لم تسمع بقية غزله الهامس وهو يخدرها بعينيه ويقترب أكثر ليتحسس وجهها الندي الذي صار أشبه بشعلة متوهجة.
أما هو فكان يصارع أحاسيس جديدة مجنونة لم تدغدغ مشاعره في زواجه السابق.
كان كالمسحور الذي يرى أنثى للمرة الأولى، وهو يطلق سراح أنامله لتلمس بانبهار خصلات شعرها وتداعب حرير خدها ثم تتحسس شفتيها الورديتين بوله حتى فقد شعوره بالزمان والمكان تقريباً وهو ينهل من شهدها للمرة الأولى.
وكأنما حملت أنفاسه لها مخدراً أقوى من عينيه، لتجد نفسها كرائد فضاء خارج حدود الجاذبية الأرضية وتفقد أي رابط بما حولها سواه.
كانت تتمنى لو تظل هائمة معه إلى الأبد لولا أن انتابتها صاعقة قوية حينما شعرت بدفء أنامله يقتحم قداسة عنقها تحت ياقة المعطف القطني، لتفتح عينيها في سرعة وتدفع (مازن) في صدره لتبعده عنها وتنزل ساقها المصابة عن ركبته محاولة التقاط أنفاسها اللاهثة وهي تحكم ياقة المعطف حول جسدها المرتجف.
وكأنما ألقته من السماء إلى الأرض في عنف، انتبه (مازن) على دفعتها له في صدره وحركة ساقها السريعة ليعقد حاجبيه مستنكراً ويهم بالاقتراب ثانية في إصرار عكسته عينيه الناعستين اللتان تحولت نظراتهما فجأة إلى نظرة رجل يريد امرأته.
لكنه فوجئ بها تدفعه ثانية وتدير وجهها بعيداً عنه كيلا يكرر فعلته.
أقنع نفسه بأنه الخجل الأنثوي التقليدي الذي لم يجربه من قبل مع زوجته الأمريكية، فمد أنامله تحت ذقنها ليدير وجهها ناحيته هامساً باسمها بصوت مبحوح جعل قلبها ينتفض بين ضلوعها وهي تغوص في سواد عينيه وتحلق معه بعيداً عن العالم مرة ثانية ولفترة أطول هذه المرة كادت فيها تفقد سيطرتها على نفسها وتستسلم تماماً للمساته الجريئة.
شيء ما أعادها إلى وعيها وهي تتملص من بين ذراعيه هامسة بأنفاس لاهثة ـ" (مازن) توقف أرجوك".
تيبست أصابعه على جسدها وتقلصت ملامح وجهه فجأة لتهاجمه شتى الأفكار السوداء وهو يثبت نظرة قاسية على ملامحها تختلف تماماً عن نظرته الوالهة قبل قليل.
وكأنما قرأت نظراته فهمست بخجل ـ"ولا تقربوهن حتى يطهرن".
حدق فيها للحظة قبل أن ينهض من على الأريكة قائلاً بضيق مكتوم ـ"رسالتك وصلت يا (علا) ولا داعي لتجميلها. من الواضح أنك لم تقتنعي بي بعد زوجاً لك، وأنا لن أرغمك على أي شيء".
قالها وهو يبتعد عنها متجهاً إلى غرفة النوم حينما فوجئ بكفها الرقيق يتشبث بكفه وهي تناديه باستعطاف ـ"(مازن) لا تسيء فهمي".
استدار لها ليجدها واقفة على ركبتيها فوق الأريكة وهي تناجيه بنظرة حزينة فقال بنفس الضيق ـ"أين سوء الفهم حينما تدفعني زوجتي بعيداً عنها مرتين وتخترع سبباً واهياً لذلك؟ لا معنى لما فعلتِ سوى ما فهمته أنا يا (علا). أنت تشعرين أن زواجنا كان متسرعاً".
شددت قبضتها الرقيقة على كفه وتحاملت عليه لتقف أمامه وتضع عينيها بعينيه قائلة بصدق ـ"(مازن) أنا لم أفعل شيئاً في حياتي دون الاقتناع به، وبالتأكيد لم أكن لأتزوج بهذه السرعة من أي رجل لو لم تكن له مكانة خاصة في حياتي. وحينما دفعتك بعيداً قبل قليل لم يكن رفضاً لك أو نفوراً منك، بل لأنه لا يجوز شرعاً".
ضغط فكيه بقوة قائلاً من بين أسنانه ـ"وهل فعلت شيئاً ضد الشرع؟ أنت لم تتركي لي مجالاً لفعل أي شيء".
اشتعلت وجنتيها من عبارته العفوية لتترك كفه وتفرك كفيها بحرج وهي تقول بخفوت ـ" وحتى لو لم يكن هناك عذراً شرعياً، فلا أحب أن يكون أول لقاء بيننا هنا".
خفض وجهه تجاهها ليرهف سمعه قائلاً بتركيز شديد ـ"أعيدي على مسمعي هذه الجملة؟ أعتقد أنني لم اسمعها جيداً.
فرت مع حيائها إلى ناحية غرفة النوم ليعترض طريقها ويعتقلها بين ذراعيه قائلاً في خبث ـ"لن أتركك حتى أسمع جملتك مرة ثانية. هيا قوليها".
رفعت عينيها إليه بنظرة تحمل حبها الذي تخجل من التصريح به قبل أن تلمع عيناها بجذل وهي تقول بابتسامة شقية ـ"يجب ألا تنسى أنك شوهت ركبتي ولابد من تعويضي على ذلك. وأنا لن أتنازل عن حقي".
عقد حاجبيه وهو يسألها بدهشة ـ" وما دخل ركبتك بما قلتِ قبل قليل؟"
هزت كتفيها بطريقة طفولية وهي تجيبه بابتسامة خجلى ـ"أعني أنك كي تسمع ما تريد عليك التكفير عن ذنبك بتشويه ركبتي وإلا فلن أسامحك".
زاد انعقاد حاجبيه قبل أن يفطن إلى أنها تستخدم نفس عبارته بالأمس، فلمعت عيناه وهو يقول بجذل ـ"حسناً أوافق على فعل ما تريدين، ولكن ماهو"؟
أراحت رأسها على صدره بحركة باغتته شخصياً وهي تقول بحالمية ـ"نفس تعويض الأمس".
ثم ما لبثت أن رفعت عينيها إليه قائلة بتأنيب ـ"كيلا تقول إنني مترددة بشأن زواجنا".
حينها اتسعت ابتسامته وهو يضمها إليه بقوة قائلاً ـ"غالي والطلب رخيص".
رفعت سبابتها محذرة بابتسامة طفولية ـ"بشرط ألا ننام على ذاك الفراش الضيق..لقد تيبس ظهري أمس ومازال يؤلمني. أعتقد أن الأريكة ستكون أكثر راحة حينما تحولها إلى فراش".
حرك حاجبيه بخبث قائلاً ـ"يمكنني تدليكه لك إذا أردت... فأنا ماهر في التدليك وركبتك خير دليل".
شهقت في عنف وهي تتراجع بعيداً عنه وقد التهبت وجنتاها من كلماته الجريئة، فضحك في قوة وجذبها إليه ثانية وهو يقول من بين ضحكاته ـ"حسناً..حسناً كنت أمزح معك. لا تشردي كالمهر الحرون هكذا".
ثم رفع سبابته هو الآخر وهو يحذرها بابتسامة ماكرة ـ" أوافق على النوم على الأريكة بشرط ألا تقولي توقف أرجوك".
لكزته في كتفه في حرج وحاولت الابتعاد عنه، لكنه شدد قبضته عليها وهو يهمس في أذنها برقة أذابتها ـ"إلى أين؟ قلبي هو مأواك".
ابتسمت في خجل ثم عادت تريح رأسها على صدره لتنعم بدقات قلبه... مأواها الجديد.



*************************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 22-02-13, 10:52 PM   المشاركة رقم: 284
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السابع

 



لملمت خصلات شعرها المبللة في رابطة مطاطية لتتركه منسدلاً على ظهرها كطالبات المدرسة بينما تراقب عيناها (مازن) الذي استغرق في النوم بعد إرهاق رحلة العودة إلى القاهرة في اليوم السابق، لكنه رغم ذلك كان يعتقلها رهن ذراعيه طوال الليل. ورغماً عنها توردت وجنتاها وهي تتذكر أحداث باقي الأسبوع الذي قضوه في شرم الشيخ.
فخلال تلك المدة كان يحاول اختراق حصونها بكل قوته دون أن يخيفها منه. أو بالأحرى كان يسعى لجعلها تسلم له حصونها دون مقاومة.
ونجح في مهمته حقاً رغم ما تسببت فيه من ضغوط على أعصابه.
فلم يخف عليها محاولاته لأن يبدو طبيعياً في وجود (مودي)، حتى أنه كان يتجنب النظر إليها كيلا يفقد تماسكه.
كانت تشعر بمدى رغبته بها، والتي نجح في نقلها إليها بلمساته وهمساته وقبلاته التي كانت ترسلها خارج حدود المجرة وتبعثر تحكمها في نفسها حتى أصبحت تريده هي الأخرى مثلما يريدها.
نجح (مازن) في جعلها تتغلب على خجلها أمام جرأته، حتى أصبحت تبادله مشاعره بقوة كلما كانا سوياً، لكن حججها المنطقية كانت دائماً خط دفاعها الحصين الذي يمنعه من التهور.
وكم احترمت فيه احترامه لحججها، حتى شعرت بأنه يريد اكتساب قلبها قبل أي شيء آخر، وكأنه لا يدري أنه تربع على عرش قلبها منذ أمد بعيد.
وسوس لها عقلها المشاغب بمداعبته حتى يستيقظ لتحظى بتحية الصباح التي أدمنتها بالفعل، لكنها تراجعت في آخر لحظة وهي تخرج من الغرفة على أطراف أصابعها متجهة إلى غرفة أخيها لتوقظه استعداداً للذهاب إلى المدرسة.
لا تدري لماذا كانت تشعر بتوتر غريب واختلاجات في معدتها منذ استيقظت هذا الصباح، بل إن عقلها كان يراودها بأن تترك أخاها يهنأ بنومه ولا يذهب إلى المدرسة اليوم، وتتحجج هي بوجوده كيلا تظل وحدها مع (مازن) الذي يتحين الفرصة للانفراد بها.
لكنها في الوقت نفسه كانت تشفق عليه وتخشى انفجاره في أي لحظة.
لذا فأقل ما تفعله اليوم_ بعد انقضاء حججها السابقة وعرفاناً باحترامه لوعده السابق معها_ هو أن ترسل الصغير إلى المدرسة وتتفرغ لعريسها.
يا أرحم الراحمين...لقد نسيت هذه الكلمة حقاً وهي التي لم تشعر بها سوى يوم زفافها قبل ثمانية أيام و..
تمطى الصغير في فراشه بكسل رافضاً الاستيقاظ حتى دغدغته كعادتها ليجلس على فراشه ويفرك عينيه قائلاً ببراءة ـ" أين (مازن)؟ كان نائماً بجانبي أمس".
قطبت حاجبيها وهي تقرص وجنته بخفة قائلة ـ"أين تحية الصباح؟ وأين عناقنا اليومي؟ أنسيتني هكذا بمجرد أن نام صديقك بجانبك؟"
نهض (مودي) على ركبتيه ليعانقها بحب قائلاً ـ"صباح الخير يا (علا). أين صديقي؟"
ضحكت وهي تحمله بعيداً عن الفراش قائلة ـ"صباح الأنوار يا عيني (علا).. صديقك مازال نائماً لكني سأوقظه ليتناول معك الإفطار قبل أن تذهب إلى المدرسة".
أبعد وجهه عن كتفها هاتفاً باعتراض ـ"مدرسة؟ لا أريد المدرسة. أريد أن ألعب مع (مازن) فقط".
مطت شفتيها وهي تخرج من الغرفة حاملة إياه على ذراعها قائلة ـ"حبيبي لابد أن تذهب إلى المدرسة لأنني سأذهب إلى عملي وكذلك (مازن). منذ اليوم لن تلعب مع (مازن) إلا بعد عودتك من المدرسة ويوم الجمعة فقط. هيا أرني أخي المطيع الذي سيغسل وجهه وأسنانه الآن ريثما أُعد طعام الإفطار".
أنزلته أمام الحمام واتجهت هي إلى المطبخ لتبدأ سريعاً في إعداد الطعام وصفه على مائدة صغيرة تتوسط المطبخ وتحيط بها أربعة مقاعد ذات رسوم طفولية جذابة.
خرجت بعدها تبحث عن الصغير لتجده جالساً على الفراش إلى جوار (مازن) الذي استيقظ هو الآخر ويداعب شعره الذهبي في حب.
لوهلة انتابها الغيظ لأنها كانت تريد أن توقظ زوجها بنفسها، لكنها نحت شعورها جانباً وهي ترسم صرامة مزيفة على وجهها قائلة لأخيها ـ" أرى أنك لم ترتد ملابسك بعد وأتيت لتوقظ صديقك. والآن وقد أيقظته، هيا أمامي إلى غرفتك كي تستعد للمدرسة".
تلكأ الصغير قليلاً وهو يتقافز على الفراش لولا أن عقدت حاجبيها وزمجرت بطريقة يعرفها جيداً ليقفز من فوق الفراش إلى أرضية الغرفة ثم إلى خارجها كالأرنب أمام عيني (مازن) الضاحكة وهي تقول بحزم مصطنع ـ"هكذا تكون السيطرة".
لم تكد تنهي عبارتها حتى شعرت به يجذبها إليه من كفها القريب ليجلسها أمامه على الفراش هامساً بخبث ـ"لقد أضاع أخاك تحية الصباح. ألن تعوضيها".
ابتسمت في خجل وهي تراقب الباب بعينيها هامسة بدورها ـ"انتظر، فباب الغرفة مفتوح".
جذبها بقوة هذه المرة ليختطف منها قبلة سريعة قائلاً بعبث ـ"لا يمكنني أن أبدأ يومي دون تحية الصباح. أتريدين ليومي أن يفسد؟"
هزت رأسها بخجل قائلة ـ"لا تقلق. ستعوضها كما يحلو لك".
انتبه لحظتها لشعرها الندي، فلمعت عيناه في جذل وهو يحرك حاجبيه هامساً ـ"هل فاتني شيء وأنا نائم؟"
حررت كفها من قبضته ونهضت لتقول بغموض ـ"من اليوم لن يفوتك أي شيء".
قالتها وفرت خارج الغرفة لتتركه متحفزاً لتفسير غموضها اللذيذ.




************************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 22-02-13, 10:54 PM   المشاركة رقم: 285
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد مميز جدا
سندريلا
القصة الأجمل



البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 193985
المشاركات: 9,304
الجنس أنثى
معدل التقييم: روفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميعروفـــي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 20774

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روفـــي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السادس

 
دعوه لزيارة موضوعي

ابعتيلي الفصل تكست يا حجة رباب من فضلك :)

 
 

 

عرض البوم صور روفـــي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية