لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-13, 08:12 PM   المشاركة رقم: 161
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الرابع

 






(4)
اكتست ملامحه بحزن عميق وذكريات ذلك اليوم البغيض تتدفق أمام عينيه وتخنق صوته الذي كان قوياً قبل لحظات ليقول بألم ـ"يوم تخرجنا كنا في قمة السعادة، وقررنا السفر إلى الإسكندرية للاحتفال. كنا أربعة أصدقاء واستقل كل اثنين منا سيارة. وأخذت أنا صديق عمري وتوأم روحي (جلال الصاوي). كنا لا نفترق أبداً، حتى ذلك اليوم الذي فرقنا للأبد. قضينا وقتاً ممتعاً واستمتعنا كثيراً، ثم قررنا في لحظة جنون أن نعود إلى القاهرة فجراً رغم أن لدينا شقة في الإسكندرية وكان يمكننا المبيت بها. لا أدري لماذا وافقت على اقتراح (جلال) المجنون بالعودة.. ربما لأن قدره كان يناديه. لكنني لازلت ألوم نفسي على مجاراته هذا اليوم، رغم أنني لم أكن مسؤولاً عما حدث بعد ذلك. حسب أقوال أصدقائنا كنت أتقدمهم بسيارتي، ولكن سرعتي كانت عادية لأنني بطبعي لا أميل إلى القيادة السريعة. ثم مرت من جانبهم شاحنة ضخمة تخطت سيارتهم ثم أصبحت فجأة فوق سيارتي قبل أن تتوقف تماماً فوق الجانب الأيمن الذي دهسته بالكامل وبداخله (جلال) رحمه الله".

قالها وتوقف عن الحديث ليلتقط نفساً مرتعداً يخفي به انفعاله للحظات همست فيها(علا) قائلة بتأثرـ"لا حول ولا قوة إلا بالله. أهذا هو الحادث الذي حدثتني عنه في المستشفى؟"

هز رأسه إيجاباً وهو يلتقط نفساً عميقاً يتغلب به على ارتجافته الداخلية ويواصل الحكي قائلاً ـ" نعم هو ذاته ولا داعي لتكرار الحديث عنه. المهم أنني حينما أفقت من المخدر وجدت والدة (جلال) إلى جانبي في المستشفى. كم هي سيدة عظيمة تحملت صدمة وفاة ابنها ودفنته قبل أن تأتي لترعى من كان سبباً في موته حتى عاد والداي من أمريكا. لن أنس موقفها ما حييت. كانت دائماً بمثابة أمي الثانية، وبعد موقفها ذلك أصبحت اعتبرها أمي الحقيقية، وظللت أبرها وارعها كأمي حتى لحقت بابنها الصيف الماضي".

ترقرقت الدموع بعيني(علا) وهي تقول بصوت مختنق ـ"إنا لله وإنا إليه راجعون."

تنحنح(مازن) ليتخلص من نبرة الحزن التي تغرق صوته قبل أن يواصل قائلاً ـ"حينما وصل أهلي أصروا على نقلي إلى أمريكا للعلاج، خاصة حينما رأوني مغطى بالجبائر من رقبتي وحتى قدميّ، وبالطبع لم يكن باستطاعتي الاعتراض لأنني كنت تحت تأثير المخدر أغلب الوقت، فالآلام كانت لا تُحتمل. وبفضل علاقات والدي نقلتني طائرة طبية خاصة تابعة للأمم المتحدة إلى نيويورك، وأجروا لي أكثر من جراحة لإصلاح جانبي الأيمن المهشم بسبب الحادث، ولإعادة توصيل الأعصاب في أصابع كفي الأيمن الذي فقدت القدرة على التحكم الطبيعي به. وبعد حوالي أربعة أشهر قضيتها في الفراش، بدأ العلاج الطبيعي. وكيلا أطيل عليك فقد تزوجت أخصائية العلاج الطبيعي التي كانت تتولى إعادة تأهيلي. هي كانت مسلمة من أصول شرقية لكنها لم تكن تمت للشرق ولا للإسلام بأي صلة، لا دينياً ولا أخلاقياً، ولذا لم نتفق وانفصلنا بهدوء. ومنذ ذلك اليوم لم ألمس أنثى، واقسم لك بالله أنني لم اكذب في أي كلمة قلتها. ها؟ هل تصدقيني؟ "

مسحت بأناملها دمعة حائرة حاولت السقوط على وجنتها وهي تقول بصوت حاولت منحه نوعاً من الجدية ـ"أيهمك رأيي؟"

قال برقة ـ"مادمنا سنرتبط، فرأيك يهمني بكل تأكيد."

قالت بجمود أدهشها قبل أن يدهشه ـ"موضوع الارتباط سابق لأوانه. أنت رويت لي قصة مؤثرة لكنك لم تحل المشكلة. فأنا لا زلت لا أعرفك، ولا يمكنك معرفة حقيقة البشر من خلال الحكايات... أليس كذلك؟"

شعر بالإهانة من عبارتها وتصاعدت الدماء إلى وجهه للحظات تعمد فيها أن يتأمل(علا) في صمت وهي تعض شفتيها ندماً على تسرعها قبل أن يقول بهدوء وثقة قاتلين ـ"بالطبع لا أحد يمكنه معرفة الحقيقة عبر الحكايا، لكننا نعرفهم عبر مواقفهم معنا ومع غيرنا. وإذا قلت لك إنني استطيع معرفة الأشخاص من المقابلة الأولى فلا تصدقيني، فأنا للأسف أفتقر إلى هذه الفراسة. لكنني أستطيع سبر أغوارهم بمرور الوقت، ولهذا لم أقف عند ما حكيته أنت لي عنك، واكتفيت بما رأيته فيك وأقنعني بطلبك للزواج. أظن أنك أيضاً رأيت مني أثناء تعاملنا سوياً ما قد يساعدك في اتخاذ قرار بشأننا، مع وضع (مودي) في الاعتبار بالطبع. لذا أريد منك جواباً نهائياً الآن. هل أنت مهتمة بطلبي أم لا؟"

وقف شيطانها أمامها في هذه اللحظة يسول لها الرد بكلمة كفيلة بهدم كل شيء في مهده، حينما قاطعها دخول أبيها الروحي وهو يقول بابتسامة واسعةـ"ها..علام اتفقتما؟ إذا أردتما رأيي فالتفاهم والقبول الآن يكفيان للارتباط بينكما، والحب يأتي بالعشرة الحسنة والمزيد من التفاهم. المهم هو اختيار الشخص الصحيح الذي يستحق أن تقضي باقي حياتك معه. أليس كذلك؟"

تبادل(مازن) نظرة سريعة مع(علا) قبل أن يعود صوته إلى حلاوته المعهودة وهو يقول بابتسامة جذابة ـ" أنا معك يا دكتور، ورأيي أن نعقد القرآن الآن، وتؤجل (علا) سفرها إلى الجمعة القادمة كي نسافر جميعاً بعد الزفاف".

اتسعت عيناها وهي تهب واقفة وتهتف بدهشة ـ"الزفاف؟ عماذا تتحدثون؟ أنا لم أتخذ قراري بعد. أعطوني مهلة لأفكر بعيداً عن هنا، وحينما أعود سأبلغكم بقراري".

هز(مازن) رأسه وهو ينهض هو الآخر ويترك (مودي) قائلاً بعناد طفولي ـ"وأنا لن أترك حرمي المصون تسافر دون محرم، وأظن أنني محق في ذلك. أليس كذلك؟"

التفتت إلى أبيها الروحي في يأس فقلب كفيه قائلاً ـ"معه حق دينياً."

مطت شفتيها كالأطفال وهي تقول بعناد مماثل ـ"لكنني سأكون في صحبة آمنة."

هز (مازن) رأسه ببطء وهو يقول بابتسامة مستفزة ـ"لن أطمئن عليكما مع غيري، ثم إنك لست ذاهبة إلى الحج كي تقولي صحبة آمنة. أنا زوجك ومحرمك".

ثم ما لبث أن اقترب منها في سرعة وهو يهمس بأذنها ـ"أو خطيبك ومحرمك. سنعقد القران هنا ثم نسافر سوياً، وهناك ستتعرفين إلي أكثر ثم تتقبليني كزوج حقيقي. ها.. ماذا قلت؟"

توردت وجنتاها حينما خُيل إليها أنها تفهم مغزى حديثه وصمتت للحظات قطعها الدكتور(مصطفى) بقوله ـ" السكوت علامة الرضا. وبصفتي ولي أمرك أنا أوافق على رأي(مازن)."

ثم وجه حديثه إلى(مازن) قائلاً ـ"اطلب (حمزة) و(رأفت) كي يشهدوا على زواجكما ويحضروا المأذون معهم. للأسف (شادي) ابني وأسرته في أمريكا، كان يتمنى أن يفرح ب (علا)، وبالتأكيد أسرتك كانت تتمنى حضور مثل هذا اليوم".

اتسعت ابتسامة (مازن) وهو يتأمل ملامح عروسه الخجلى ويقول بهدوء لا يخفي سعادته ـ"إن شاء الله سأصحب (علا) و (مودي) ونسافر نيويورك كي تتعرف إلى أمي وأبي وأسرة أخي (زياد). وقد يمكننا لقاء دكتور (شادي) وأسرته. أعتقد أنه يقيم في نيوجيرسي، أليس كذلك يا دكتور"؟

هز دكتور (مصطفى) رأسه إيجاباً وهو يقول بحماس ـ" بلى يقيم في نيوجيرسي، وهي قريبة جداً من نيويورك، لا يفصلهما سوى نهر هدسون. سيسعد (شادي) بكما للغاية".

ثم ما لبث أن حرك سبابته مهدداً في وجه (مازن) وهو يضيف ـ" وليكن بعلمك لو كان (شادي) تعرف إلى (علا) قبل زوجته لكان تزوجها دون نقاش، وحينها لم أكن لأزوجها لك مهما فعلت".

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 09-01-13, 08:16 PM   المشاركة رقم: 162
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الرابع

 


رفع (مازن) حاجبيه للحظات قبل أن يتظاهر بتغيير الموضوع قائلاً باهتمام ـ"اااا... لكننا لم نتفق على المهر والشبكة ومثل تلك الأمور."

ضحك الدكتور(مصطفى) بعدما أدرك محاولته لتغيير الموضوع ولم يعقب، وإنما حك رأسه الأشيب قليلاً ثم قال بثقة ـ"كيلا أظلمك، الشبكة هدية منك لزوجتك حسب ذوقك ومقامها، والباقي من مهر ومؤخر صداق فاسأل (حمزة) وافعل مثله. ما يهمني بالفعل هو ألا تضايق ابنتي أو تضيمها، لأنك لو فعلت لا قدر الله فلن أقتص أنا منك، بل رب الكون سبحانه وتعالى هو الذي سيقتص منك. لذا عليك أن تخش عقابه هو وليس عقابي أنا. وقبل أن تعقد عليها سأقول لك ما قاله لي والد زوجتي رحمه الله عند زواجنا. اتق الله في (علا) وإياك أن تظلمها أو تسيء إليها لأنها وكلت ربها في الاقتصاص لها ممن يظلمها. هل تفهمني؟"

شعر(مازن) بقشعريرة تغزو جسده وهو يسمع كلمات رئيسه الصادقة فقال بحماس وهو يحاصر عينيها بنظراته ـ" أقسم لك بالله العظيم أنني سأضعها هي و(مودي) داخل قلبي وبين أضلعي، ولن أضايقها عامداً أبداً."

ارتجف قلبها رغماً عنها وهي تشعر وكأنها في حلم جميل لم تتوقعه يوماً، وزادت ارتجافته وهي تراقب (مازن) ينقل بصره من عينيها إلى(مودي) قائلاً بمرح ـ"ولابد أن أسمع موافقة صديقي بأذني. هل توافق يا صديقي أن أقيم معك في بيتكم؟"

قفز الصغير في الهواء ليقول في سعادة ـ"حقاً ستأتي لتعيش معنا؟ أوافق طبعاً وسأجعلك تنام إلى جواري في فراشي. هل ستأتي حقاً؟"

احتضنه(مازن) في حب قائلاً ـ"مادمت تريدني معك سآتي بالتأكيد."
*************

كل ما مر بها في ذلك اليوم كان أشبه بحلم لم تتوقع تحققه،

ورغم السرعة الغريبة التي تم بها كل شيء، كانت تشعر بارتياح شديد ودقات قلبها ترقص طرباً

فهي استخارت ربها أكثر من مرة منذ الصباح وحتى قبل وصولها لمنزل أبيها الروحي، وكانت السلاسة التي يتطور بها الأمر أكبر دليل على توفيق ربها سبحانه وتعالى لهذه الزيجة.

وربما كانت طمأنة الدكتور(مصطفى) لها قبل وصول (مازن) أحد أسباب رضوخها السريع لقرار أهم رجلين في حياتها... أبيها الروحي و....وزوجها



بعد اتفاقهما على عقد القران وافق(مازن) أن يقيما معاً في شقة والدها لبعض الوقت حتى يُتما تجهيز مسكنه الخاص،

فهو سأم الحياة في شقة والده في حي الزمالك ويريد أن يتمتع ببيته الخاص في إحدى المدن الجديدة الهادئة على مشارف القاهرة، والذي بدأ بالفعل في إعداده منذ فترة وتوقف انتظاراً لذوق عروسه التي لم يكن قابلها بعد

بالنسبة لها لم تفكر لثانية في اقتراحه الذي همسه في أذنها قبل عقد زواجهما

فهي اختارته في أحلامها ويقظتها زوجاً

وكانت في انتظار هذا اليوم الذي يصبح فيه ملكاً لها وحدها

لذا كانت مستعدة أن تتبعه إلى آخر العالم

حتى وإن لم تكن واثقة في صدق نواياه أو حقيقتها

كان يكفيها شعورها الخاص بالسعادة إلى جانبه،

وابتسامة البراءة التي تضيء وجه أخيها للمرة الأولى منذ زمن طويل

وثقة الدكتور (مصطفى) فيه وفي أخلاقه وأنه ليس "كازانوفا" كما يُشاع عنه

في ذلك اليوم تلقت تهاني الدكتور (مصطفى) وزوجته الحنون وهي تشعر بأنها لا تقف على الأرض

تشعر بأن ارتباطها به جعلها كمن يمشي فوق السحاب

كانت ترد التهاني بابتسامة خجلى دون أن تفقه ما تقول

وصحبته إلى السيارة كالمنومة دون أي اعتراض

ولماذا الاعتراض؟

إنه زوجها

ح ب ي ب ه ا

ركبت إلى جواره في المقعد الأمامي في هدوء، وقفز (مودي) كعادته ليجلس على حجرها ويثرثر في حماس مع صديقه الذي وافق على الانتقال ليعيش معه أخيراً

ظل يثرثر حتى غفت عيناه وألقى برأسه على صدر أخته ببراءته المعتادة ليغط في نوم هادئ

أما هي فانتبهت من شرودها على ارتطام رأس (مودي) بعظام ترقوتها حينما داهمه النوم، فأحاطته بذراعيها بحنان غريزي وعدلت من وضعه في حضنها دون أن تنتبه لذلك الذي أوقف السيارة إلى جانب الطريق ليتأملها على ضوء الشارع الخافت

شيء بداخلها دفعها لأن ترفع رأسها لتلتقي عيناها بعينيه اللتان لمحت فيهما نظرة لا تعرفها

لم تكن نظرة إعجاب كالتي كانت تراها بين الحين والآخر في أعين الرجال

كانت نظرة تحمل مزيجاً بين الإعجاب والحنان والسعادة لترسم ابتسامة غريبة في عينيه

ولأنها المرة الأولى التي ترى فيها هذه النظرة، فقد فسرها قلبها البريء بأنها نظرة حب... أو تمناها كذلك.

وحينما طالت نظراتهما الصامتة وشعر بحرجها واحمرار وجنتيها وهي تخفض وجهها أرضاً بادرها قائلاً بنعومة ـ"لا أصدق أننا أصبحنا زوجين. لو لم يكن الوقت متأخراً لكنت ابتعت دبل الخطبة لتزين إصبعك اليوم. غداً إن شاء الله نذهب سوياً لتختاري ما يروقك، وبعدها سأتركك ل(منار) كي تختارا فستان الزفاف وكل ما قد تحتاجينه قبل زفافنا نهاية الأسبوع".

رفعت عينيها تتأمله على ضوء الشارع وهي تشعر وكأنها فوق غيمة خيالية ثم ما لبثت أن أفاقت لتقول بصوت مبحوح من الانفعال ـ"كل شيء حدث بسرعة لم أتخيلها، هل أنت واثق من أن هذا ما تريده حقاً؟"

تناول كفها الرقيق بين كفيه لأول مرة قائلاً بصدق ـ"لم أكن يوماً واثقاً مما أريد قدر ثقتي في رغبتي أن تكوني في حياتي."

ثم قال بابتسامة خبيثة مشيراً إلى كفها قائلاً ـ"ولا أظن أنك ستعترضين على احتضاني لكفك. أنا الآن زوجك أمام الله وبشهادة الشهود."

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 09-01-13, 08:18 PM   المشاركة رقم: 163
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الرابع

 



ابتسمت بدورها قائلة بحرج ـ"كنت على وشك سحب يدي، ثم تذكرت أنني زوجتك فتركتها. لازلت بحاجة إلى بعض الوقت حتى أعتد على الوضع الجديد وأنني أصبحت زوجة (مازن عاشور) وليس زميلته."

انحنى يلثم كفها برقة قبل أن يهمس قائلاً ـ"تأكدي أنني سأمنحك كل ما تريدينه من وقت حتى تعتادين على وضعنا الجديد دون أي التزامات نحوي سوى ابتسامتك الساحرة تلك."

التهب وجهها خجلاً حينما شعرت بأنفاسه وملمس شفتيه على كفها فتنحنحت كي تجد صوتها وهي تسأله لتغير الموضوع ـ"م..ما قصة شرم الشيخ التي ذكرتها عند دكتور(مصطفى)؟"

رفع أحد حاجبيه قائلاً في حيرة ـ"ألست مسافرة إليها لحاجة (مودي) إلى هواء جاف؟ هكذا أخبرني دكتور(مصطفى)".

اتسعت عيناها للحظات تألق خلالها لون عينيها السماوي قبل أن تطلق ضحكة أسرته برقتها وهي تسأله بدهشة ـ" وهل صدقت أنني قد أسافر مع طفل صغير كل تلك المسافة وحدنا؟ ناهيك عن الإقامة هناك. أنا لم أحضر زفاف الأستاذ (حمزة) في المنصورة رغم أن المسافة لا تتجاوز ثلاث ساعات، فكيف أسافر إلى شرم الشيخ التي تبعد أكثر من ست ساعات؟"

حدق للحظات في وجهها وهو يشعر وكأنه تعرض لخدعة ما، قبل أن يرفع حاجبه ثانية وهو يسألها في شك ـ" ولماذا يقول دكتور (مصطفى) شيئاً كهذا؟ ما هدفه؟"

هزت كتفيها وهي تجيبه ببساطة ـ" ربما ليبعدك عن وجهتي الحقيقية".

عقد حاجبيه والفضول يتقاذفه يمنة ويسرة وسألها ببطء ـ"وما هي وجهتك الحقيقية؟"

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها وهي تقول بحالمية ـ"الفيوم".

كانت الدهشة قوية هذه المرة وهو يهتف باستنكار ـ"الفيوم؟ هل تمزحين؟"

هزت رأسها بحماس وتألقت عينيها وهي تجيبه ـ"كلا أنا جادة. أبي رحمه الله يمتلك شاليهاً هناك واعتدنا الذهاب إليه في الشتاء. وحينما فكرت في الهرب منك لم أجد أمامي سوى هذا الشاليه وعمو (عزيز)".

ازداد انعقاد حاجبيه وهو يسألها من بين أسنانه ـ"ومن عمو (عزيز) هذا؟"

عادت ضحكتها الرقيقة تصدح في فراغ السيارة وهي تقول بنبرة خاصة ـ" أرأيت الآن أننا تسرعنا في الارتباط قبل أن تعرف عني المزيد؟"

هم بإنكار ذلك حينما سارعت هي لتقول بابتسامة واسعة ـ" عمو (عزيز) هو جارنا وصديق والدي رحمه الله. وابنته الكبرى (أنجيل) أختي".

شعر لوهلة بأنها على حق وأنه تسرع، لاسيما وهي تدهشه بكل جملة تتفوه بها. أما الجملة الأخيرة فكانت أكثر ما أثار دهشته وهو يقول باستغراب ـ"(أنجيل) وأختك؟ كيف هذا؟".

شعرت بتسلية كبيرة وهي ترى ملامحه المندهشة وأجابته بنفس الابتسامة ـ" أختي من الرضاعة يا (مازن). ألم تسمع بتلك الأخوة؟ لقد أرضعتني والدتها ونشأنا معاً، ولازلنا نقيم سوياً في نفس البناية. عمو (عزيز) يتولى رعايتنا داخل المنزل، ودكتور (مصطفى) خارجه. وقد طلبت من عمو (عزيز) أن يصحبنا معه إلى الفيوم لفترة حتى ينساك (مودي)، واتفقنا على أن نغادر غداً".

ثم ما لبثت أن مطت شفتيها قائلة ـ" والآن يبدو أن رحلة الفيوم تأجلت إلى أجل غير مسمى. واعتقد أنه ينبغي أن تلتقي بعمو (عزيز)، فهو بمثابة والد آخر لي".

انطلقت ضحكته هو عالياً هذه المرة علها تخفف بعضاً من توتره وهو يقول ـ"أنت قنبلة مفاجآت متحركة. حسناً حددي لي موعد معه غداً.. أو حتى الآن إذا كان الوقت مناسباً".

تذكرت فجأة تأخر الوقت وهي تلمح الساعة في تابلوه السيارة أمامها لتقول بتلعثم ـ"يا إلهي..لقد تأخر الوقت بالفعل.. اقصد يجب أن أضع (مودي) في فراشه..أقصد..".

قاطعها(مازن) وهو يضع أنامله على فمها ليزيدها ارتباكاً قائلاً بهدوء ـ"أفهم قصدك يا حبيبتي. حينما نصل إلى منزلك قدميني إلى حارس العقار وأخبريه أنني خطيبك، وسأنتظر تحديد موعد مع عمو (عزيز) كي نبلغه سوياً بأمر ارتباطنا".

وافقته بنظراتها قبل أن تخفض وجهها في خجل، فوضع أنامله تحت ذقنها ليرفعه ثانية ويديره إليه هامساً ـ"هل لك أن تتركي كفك في راحتي حتى نصل إلى منزلك"؟

شعرت بتوهج يكتنفها بعد عبارته التي قالها واقرنها بمعانقة أصابع كفها الأيسر بأصابع كفه الأيمن وهو يعود لقيادة السيارة مضيفاً بابتسامة واسعة ـ" أهم مميزات السيارة الهيدروماتيك أنني لا أحتاج يدي اليمنى كثيراً".

قالها وهو يضم كفها إلى صدره حتى وصل منزلها وأوقف السيارة والتفت يقبل كفها بنعومة هامساً بأسف ـ"للأسف وصلنا منزلك...سأضطر إلى ترك كفك الآن، ولو أن خلع الضرس أهون عندي من تركها".

حينها سمحت لرئتيها بالتقاط أنفاس جديدة وهي تشهق قائلة في سرعة ـ" سلامتك".

اتسعت ابتسامته وهو يطوف ملامحها الرقيقة بعينيه للحظات كاد خلالها يفقد تماسكه ويرتكب ما قد يخيفها منه،

ففي تلك اللحظة كانت رقتها ونعومتها تدفعانه لينهل لو بعضاً من رحيقها العذب. لم لا؟ فهي الآن زوجته أمام الله ولا يجب أن يمنعه شيء عنها. لكنه تذكر فجأة أنه بالسيارة ولا يستطيع التجاوز في أمنياته، فضغط فكيه بقوة ليسيطر على تلك المشاعر المتدفقة نحوها وهو يعتدل ويتنحنح قائلاً باقتضاب ـ" سلمك الله. انتظري سأفتح لك الباب من الخارج".

قالها وهو يخرج بالفعل من السيارة ويدور حولها ليفتح الباب المجاور لـها ويلتقط الصغير من بين ذراعيها ويصطحبها إلى داخل المبنى في ثقة لتقدمه إلى الحارس الصعيدي العجوز وزوجته التي رفعت عقيرتها بزغرودة فرحة بخطبة "زهرة العمارة" كما تسميها.



أمام باب شقتها وقفت والخجل يكتنفها وهي تقول ل (مازن) بتردد ـ"تفضل بالدخول.. لقد أصبح بيتك الثاني."

ناولها الصغير النائم في رفق قائلاً ـ"ليس اليوم، فالوقت متأخر ولا بد أن أحصل على إذن عمو (عزيز) أولاً. ثم إنني أخشى أن يكون فألاً سيئاً أن أدخل بيت الزوجية قبل الزفاف..ألا يقولون ذلك للعروس؟"

ضحكت لدعابته الساخرة وهي تجيبه بهدوء ـ" لا.. توقفوا عن ذلك منذ زمن".

تناول كفها ثانية ليقبله قبل أن يقول برقة ـ"تخيلي أنني من أتباع التقاليد القديمة..تصبحين على خير يا عروسي."

تمسكت بكفه قائلة في سرعة ـ"(مازن)..تقبل أسفي إذا كان حديثي عند دكتور (مصطفى) ضايقك...لقد كنت...".

قاطعها بابتسامته الدافئة وقوله ـ"لا داعي للاعتذار..لقد كنت تشعرين بالغيرة من زوجتي الأولى، وهذا يعني أنك تهتمين لأمري بشكل ما. وأنا أتفهم أنك لازلت تجهلين الكثير عني كما أجهل عنك الكثير. لكنني أعدك أن أخبرك بكل ما تريدين معرفته في شرم الشيخ إن شاء الله. سأكون كتاباً مفتوحاً تقرئينه كيفما تشائين، وبعدها يكون لك مطلق الحرية في اختياري زوجاً حقيقياً".

قالها وهو يميل ليطبع قبلة ثانية على جبهتها وأخرى على رأس(مودي) قائلاً ـ"سأمرك في الصباح إن شاء الله، وسأهاتفك قبلها...تصبحين على خير."

تأملته وهو يبتعد نازلاً الدرج قبل أن تهمس ـ"تصبح على خير...يا حبيبي."
************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 09-01-13, 08:21 PM   المشاركة رقم: 164
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الرابع

 




أحكمت الغطاء حول أخيها النائم في براءة قبل أن تبدأ في خلع حجابها الأنيق وابتسامة حالمة تزين شفتيها حينما ارتفع فجأة رنين الهاتف الأرضي لتجفل في ارتياع للحظات قبل أن تهرع لالتقاط سماعته اللاسلكية وتخرج للحديث في الردهة بعيداً عن الصغير النائم.

وكما توقعت كانت (منار) على الطرف الآخر تصرخ بها بانفعال ـ"أيتها النذلة...خطبة وعقد قران وأنا آخر من يعلم؟ أهكذا تفعلين مع صديقتك الوحيدة؟ و...".

قاطعتها (علا) بضحكة رقيقة وهي تقول في سرعة ـ"لقد عدت لتوي من منزل دكتور (مصطفى). أنا حتى لم أخلع حجابي بعد".

عادت (منار) للهتاف ثانية ـ"وماذا كنت تنتظرين لتهاتفيني؟ لقد أبلغني (رأفت) بعقد قرانك منذ أكثر من ساعتين، فأين كنت طيلة هذا الوقت؟ لا تقولي إنك اشتريت الشبكة وارتديتها أيضاً.. حينها سيكون موتك على يدي يا ابنة (السباعي)".

تخضبت وجنتاها وهي تتذكر فيم قضت الساعتين الماضيتين وكيف اقتحم (مازن) براءتها بكل قوته، فعادت تضحك في ارتباك هذه المرة وهي تدافع عن نفسها ـ"رويدك يا ابنة سيادة المستشار. الطريق من منزل دكتور مصطفى إلى بيتنا ليس قصيراً، واطمئني.. لم نشتر الشبكة بعد. سنذهب غداً إن شاء الله وأريدك معي في التجهيز لحفل الزفاف نهاية الأسبوع".

تحولت نبرات (منار) إلى سعادة حقيقية وهي تقول بجذل ـ"يا الهي..لا اصدق أنك تزوجت بالفعل من (مازن عاشور)، يبدو أن استقالتك كان لها مفعول السحر، فأتاكِ حلمك راغماً".

أمنت على قولها بابتسامة حالمة ـ"حتى أنا لا زلت اشعر وكأنني في حلم جميل، وأنا التي ظننت أنني لن أجد من يقبل الزواج بي ويتحمل معي مسؤولية أخي. الحمد لله أنه أرسل إلي من يقبلنا سوياً ويصر علينا معاً".

ابتسمت (منار) بثقة وهي تقول ـ" أرأيت كرم الله سبحانه وتعالى؟ لم يرسل لك أي زوج فحسب، وإنما حقق حلمك القديم".

عقدت (علا) حاجبيها وتلعثمت وهي تسأل صديقتها ـ"حلمي القديم؟ ماذا تقصدين"؟

ابتسمت (منار) بخبث وهي تجيبها ـ"أظننت أنني لم ألحظ ولعك ب(مازن عاشور) منذ كنتِ بالسنة الأولى بالجامعة؟"

ازداد تلعثمها وهي تزدرد لعاباً وهمياً قائلة بخفوت ـ"م...ماذا تقولين؟"

ضحكت (منار) لتلعثم صديقتها وهي تجيبها بنفس الخبث ـ"أقول ما تخيلتِ أنني لم ألحظه طيلة السنوات الخمس الماضية. تخيلت أنني لم ألحظ بريق عينيك يوم رأيت (مازن عاشور) للمرة الأولى بندوة ثقافية بالجامعة وكيف انبهرتِ به وهو على المنصة إلى جانب دكتور (مصطفى)، بل وكيف عدلت عن قرارك بالتخصص في قسم التلفاز لتتخصصي في قسم الصحافة. يومها تحججتِ برغبتك في البقاء مع دكتور (مصطفى)، لكن تأثرك بأسلوب (مازن) فضح إعجابك به".

شعرت بصديقتها تعري سرها الذي جاهدت سنوات لإخفائه فخرج صوتها محشرجاً وهي تهمس ـ"(منار)..أنا..أنا..".

عادت تضحك ثانية لتزيل توتر صديقتها وهي تقول بحنان ـ"حبيبتي أنا لا أقصد إرباكك..على العكس تماماً، أنا سعيدة للغاية بما حدث اليوم. لقد عانيتِ الكثير منذ وفاة والدك وأخفيت اهتمامك بفارس أحلامك، بل وتعمدت الاختباء عنه رغم عملك معه في نفس الصحيفة. حتى حينما التقيت به قدراً حاولت الابتعاد عن حلمك للحفاظ على نفسك وسمعتك. هذا ما يجعلني سعيدة يا (علا).. سعيدة من أجلك حقاً".

ثم أردفت بنفس الحنان ـ"من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه، وأنت قاومت حبك وأحلامك من أجل الاهتمام بأخيك اليتيم، وها قد كافأك الله بتحقيق حلمك دون أن تسعي إلى تحقيقه.. فعند الله لا تموت الأمنيات غاليتي".

اختنق صوتها بالعبرات وشعرت بالرجفة تسري في أوصالها وهي تقول ـ" ونعم بالله. لن أنكر ما قلته، فلا فائدة من الإنكار. لكنني لم أتخيل للحظة أنني مكشوفة لهذه الدرجة".

ضحكت (منار) لتخفف الجو قليلاً وهي تشاكسها ـ" أنت مكشوفة لي أنا فقط بصفتي صديقتك الوحيدة، لكنك ممثلة بارعة حتى أنني كنت اصدق أحياناً أنك لا تولين ل(مازن) أي اهتمام، مثلما فعلت يوم كنا بمترو الأنفاق. يا الهي...من يسمعك يومها وأنت تقولين بأنفة (مازن) أو ماجن لا يهمني يصدق أنك لا تهتمين به البتة. واليوم اسمع نبرة صوتك هذه التي تكاد تهيم عشقاً به... لست سهلة أبداً يا ابنة (السباعي)".

قالتها وهي تواصل ضحكها قائلة ـ"صدق من قال يتمنعن وهن الراغبات".

ضحكت بدورها وقد انتقل مرح صديقتها إليها وخفف من توترها قليلاً، قبل أن تتوقف عن الضحك فجأة لتسألها بتوجس ـ"هل تعتقدين أن (مازن) لاحظ إعجابي به أو ميلي له؟ لقد كنت أتعمد الفظاظة وأنا معه حتى لا تفضحني نظراتي ولا نبرة صوتي المرتجفة".

هزت (منار) رأسها في ثقة قائلة ـ" لا أظن أنه لاحظ رغم دقة ملاحظته. ومبعث ثقتي أنه إذا كان شعر بأي تجاوب من جانبك لم يكن ليفكر في الزواج منك بهذه السرعة. كان سيظنك كباقي الفتيات اللائي يسهل إغوائهن بحديث معسول. لكن جديتك وصرامتك في التعامل معه جعلاه يدرك أنك أنسب من يختار لتحمل اسمه".

عاد التوتر يتقاذفها لتضبط نفسها متلبسة بقرض أظافر يدها اليسرى وهي تقول بشرود ـ"ربما كنت على حق. أنا لم أتوقع للحظة أن يكون هذا رد فعله على استقالتي. لم أتوقع أن يفكر في كزوجة".

رفعت (منار) أحد حاجبيها وهي تقول في فخر ـ" ولماذا لا يفكر فيك؟ أين له أن يجد من هي في جمالك وأدبك والتزامك؟ فليحمد ربه أنه رزقه بمن هي مثلك. هيا ابتهجي فأنت اليوم عروس. سأتركك الآن كي ترتاحي قليلاً، ولو أنني أشك في أن النوم سيزور جفنيك اليوم، ناهيك عن اتصال عريسك الذي سيهاتفك ما أن يصل منزله، إن لم يكن قبلها".

همت (علا) بالرد عليها حينما صدحت فجأة النغمة التي خصصها (مودي) لصديقه فارتفعت ضحكتها رغماً عنها وهي تقول لصديقتها ـ"ما شاء الله...عمره طويل عريسي هذا. ما أن ذكرناه حتى رأيت اسمه ينير شاشة هاتفي. هيا إلى اللقاء يا صديقتي وأراك غداً. فأمامنا يوم طويل".

ضحكت (منار) بدورها وهي تقول مغيظة ـ"أهكذا تبيعين صديقة عمرك لأجل رنة هاتف؟ لنا الله".

أنهت الاتصال مع صديقتها في سرعة وهي تهرع لالتقاط هاتفها الجوال من حقيبتها لترد في سرعة ـ"ألو".

أتاها صوته الذي يذيب عظامها هامساً برقة ـ"هل أيقظتك؟"

حاولت السيطرة على دقات قلبها المضطربة وهي تهمس في خجل ـ"كلا..لم أنم بعد. (منار) كانت معي على الهاتف تبارك زواجنا".

ابتسم برصانة وهو يعتدل على فراشه قائلاً ـ"أهاا..بارك الله فيها. وهل اتفقتما على موعد الغد؟"

أومأت برأسها في صمت وكأنه يراها قبل أن تدرك غباء حركتها لتقول في سرعة ـ"نعم. سنحاول غداً شراء مستلزمات الزفاف، لكنني أخشى أن يداهمنا الوقت".

اتسعت ابتسامته وهو يقول بثقة ـ"لا تخشي شيئاً، فالأسبوع ما زال في بدايته وزفافنا يوم الخميس. اهتمي بمشترواتك الخاصة فقط، وما عدا ذلك من مستلزمات المنزل فلا مجال له الآن. اتركيه لما بعد".

أومأت برأسها ثانية ثم ما لبثت أن عضت شفتيها حينما أدركت أنها تتصرف بطفولية مزعجة لتقول باقتضاب ـ"حسناً..كما تشاء".

شعر بنعومتها التي تنساب عبر الأثير وكأنها تدغدغ حواسه بشكل لم يعهده من قبل، فضغط فكيه للحظات قبل أن يقول بابتسامة انتقلت إليها عبر ذبذبات صوته المغوي ـ" حسناً لن أطيل عليك، فاليوم كان شاقاً لكلينا. ولكن أحلى ما فيه أنك أصبحت عروسي وأصبح من حقي أن يكون صوتك آخر ما يداعب أذني. تصبحين على أحلام سعيدة بحياتنا معاً".

تخضبت وجنتاها بقوة وكأنها ترى نظراته الناعسة التي تربكها، لتنهي الاتصال بأنفاس متهدجة ـ"تصبح على خير".
***********



فتح باب شقته في إرهاق، فقد كان يوماً طويلاً ومرهقاً بحق، لكنه انتهى بمفاجأة كانت أكثر من سعيدة.

كان يتمنى أن يحظى بأمسية رائعة بعد هذا اليوم المرهق لولا أن وجدها أمامه واضعة كفيها في خصرها وقد عقدت حاجبيها قائلة بعصبية ـ" أين كنت حتى الآن؟ ولماذا أغلقت هاتفك؟"





في انتظاركم الأربعاء بعد القادم إن شاء الله
كونوا بخير

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 09-01-13, 08:36 PM   المشاركة رقم: 165
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثالث

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير والسعادة عليكي يا بوبة
جمعة مباركة ان شاء الله
علينا وعليكي

ناخد نفس عميييييييق
وبندا بسم الله
وعدنا من حيث توقفنا واجترار الذكريات اللي خاصة بمازن باشا
اممممم
شعور صعب اوي اللي عاشه ده
بس عندي تساؤل هل الحادث ده كان قضاء وقدر ولا كان ليه اعداء ساعتها برضه زي الحادثة اللي فاتت
ايه يا عم مازن الصاروخ اللي كنت متجوزه ده لا والست اوبن مايند وفري خااالص
كويس انك طلقتها احسن برضه خدت الشر وراحت
المهم نعود اللي انستنا الحسناء علا خانوم

وتدخل الدكتور مصطفى في الوقت المناسب احترامي للراجل ده بيزيد بارت عن بارت الصراحة
يسلم فمك يا دكتور هو ده الكلام ولا بلاش وطبعا قلب علا وافق وبصم بالثلث

ايه يا عم مازن حرمك مين انت ما صدقت ولا اية
كان نفسي تقوله وانت مال اهلك اسافر فين ومع مين
بس طبعا لولو هانم محترمة جدا ومؤدبة والعيبة مش بتطلع منها
يالا ما علينا
وحضر الماذون بسرعة وكانه كان واقف مستني على الباب
بس على فكرة انا بحب الجوازات دي اصلا بيبقى ربنا مبارك فيها مدام ك حاجة بتم بسرعة كده

صقفة كبيرة للدكتور مصطفى على حرقة الدم اللايف
احرتمك واقدرك ايها الدكتور العزيز على قلب علا

ما اجمل احلامنا حينما تتحقق
مبارك عليكي يا علا حلمك اللي بقى حقيقة
بس اتمنى انه يفضل حلم جميل ومش يقلب بكابوس

ماشي ياعني لو ايدها مافيش مشكلة
سبية يمسكها يا فوزية ... احم قصدي يا علا
لييييييييييه يا عم مازن الوعد ده مش برضه تخلي بالك من كلامك
انت حر انا مالي
حلوة الرحلة بتاعت الفيوم دي انا كمان نفسي اروح
وعمو عزيز وانجيل منورين القصة
الظاهر يا مازن افندي ان ليها اكتر من حد لازم تاخد موافقته عشان الجوازة دي تتم

منار يا بنت يا عسل حوارك مع علا بيفكرني بحوراتي مع صحباتي
الحوار رائع يا رباب واقعي جدا
وانا لو مكان منار كنت غضبت من علا وعلقتها كمان
بكرر اعجابي بمنار
فاهمه كل حاجة وعارفة صحبتها كويس بس ساكته بمزاجها

ونقفل قفلة حاتم علي تاني
وطبعا هاستنى اعرف مين وفين وايه اللي حصل
زي زي بقية الناس
قال ياعني مش عارفة

بارت راااااااااااائع يا قلبي
وعودا حميدا ليوم الاربع
والف الف مبروووووووووووووووك على البنر
قلب اخضر نورت الدنيا كلها
منتظرة في الصف بادبي اهو
موووووووووووووه
في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية