كاتب الموضوع :
رباب فؤاد
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثالث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النهاردة لظروف خاصة البارت بينزل وورد
تمنياتي بقراءة ممتعة
(3)
اندفع (مازن) إلى مكتب(حمزة) وهو يسأله من بين أنفاسه اللاهثة ـ"هل قدمت(علا السباعي) استقالتها حقاً؟"
رفع(حمزة) عينيه عن مكتبه ليواجه صديقه في دهشة قائلاً ـ"وما المشكلة في ذلك؟ محررة مبتدئة تريد ترك الصحيفة إما لأنها غير مقتنعة بعملها أو لأن لديها فرصة للعمل في جريدة أفضل من جريدتنا. هذا يحدث طوال الوقت."
جلس(مازن) على أول مقعد صادفه ليلتقط أنفاسه ويقول باهتمام ـ"المشكلة أنها ليست مجرد محررة مبتدئة...إنها.."
قاطعه(حمزة) وهو يتحرك من خلف مكتبه ليجلس أمامه قائلاً بخبث صحفي ـ"المشكلة أن الدون جوان ما زال مهتماً بالمحررة الجميلة وأخيها الصغير، أليس كذلك؟"
تلعثم(مازن) وهم بإنكار ذلك للحظات وعيناه تراقبان عيني(حمزة) المترقبتين ثم ما لبث أن اعترف قائلاً ـ"حسناً، هو كذلك. أنا مهتم بـ(علا) و(مودي) منذ رأيتهما، بل متعلق بالصغير لدرجة لم أكن أتخيلها. ولا أبالغ حين أقول إنني لا أظنني سأحب أبنائي بهذه الدرجة. لقد كان الأسبوع الماضي جحيماً بالنسبة لي منذ توقفت عن رؤيته ومهاتفته يومياً. بل إنني تهورت بالفعل وذهبت إلى مدرسته قبل يومين لأراقبه يصعد إلى حافلة المدرسة من بعيد وكأنني أب حُرم من رؤية طفله."
ارتفع حاجبا (حمزة) بدهشة ولمعت بعينيه نظرة تتهم صديقه بالكذب، لولا أن أقسم (مازن) هاتفاً ـ"أقسم بالله أن مشاعري منذ ابتعاد هذا الصغير عني أشبه بأب محروم من طفله. هذا الصغير فجّر بداخلي عاطفة أبوة غريبة لم أعهدها مع أي طفل من قبل".
اقترب(حمزة)بوجهه من صديقه المنفعل ليقول بخبث ـ"ما دمت تحب الأطفال هكذا تزوج وأنجب أطفالاً من صلبك."
لوح(مازن) بكفه قائلاً ـ"أنت تكرر ما قالته لي(علا) من قبل كي لا أتحجج بحبي لأخيها لكنها الحقيقة، أنا متعلق بهذا الصغير ويؤلمني أنه يتيم الأب."
اعتدل(حمزة) في جلسته وهو يقول بعقلانية تميزه ـ"أدرك مشاعرك النبيلة وكيف تعلقت بهذا الصغير وشعرت تجاهه بالمسؤولية. ولكن في الوقت ذاته عليك أن تنتبه إلى حساسية موقف(علا)، فهي فتاة وحيدة تربي أخاً لها يصغرها بعشرين عاماً ويشبهها لدرجة أن الناس لا تقتنع إلا بكونه ابنها من زواج سري أو علاقة مشبوهة. هذه الفتاة لا تملك إلا سمعتها الطيبة وتجاهد بكل ما أوتيت من قوة أن تحافظ على هذه السمعة، فلا تفسد أنت كل شيء."
اعترض(مازن) قائلاً من بين أسنانه ـ"إنها تقطع كل صلة لي بهما. قبل أسبوع تطلب مني الابتعاد عن أخيها، وتختفي تماماً طوال الأسبوع عن طرقات الصحيفة كيلا ألمحها ولو قدراً، واليوم تقدم استقالتها وغداً تغير رقم هاتفها وربما تترك المدينة بأكملها."
هز(حمزة) كتفيه قائلاً بهدوء ـ"ولها الحق في ذلك. إنها تحاول حماية نفسها من تواجدك غير المبرر في حياتها هي على الأقل. أتدرك معنى أن تضحي محررة ممتازة مثل(علا) بمستقبلها في صحيفة مثل صحيفتنا وتواجه المجهول كي تحمي سمعتها رغم أنها كانت ستبدأ كتابة مقالها الأسبوعي قريباً؟"
رفع (مازن) أحد حاجبيه في دهشة قائلاً ـ"مقال أسبوعي؟ كيف لها ذلك وهي لا تزال مبتدئة؟"
لاح شبح ابتسامة على شفتي (حمزة) وهو يرفع جذعه ليقلب عدة أوراق على مكتبه قبل أن يلتقط من بينها ورقتين أعطاهما لزميله قائلاً بابتسامة واثقة ـ"اقرأ وأنت تفهم كيف".
تناول (مازن) الأوراق عاقداً حاجبيه اللذان سرعان ما ازدادا انعقاداً وعيناه تلتهمان الأسطر في نهم شديد كان يتزايد مع كل سطر ينتقل إليه، تماماً مثلما كانت دقات قلبه تتصاعد هي الأخرى.
أنهى قراءة الأوراق قبل أن يرفع عينيه إلى (حمزة) قائلاً بصوت أجش من الانفعال ـ"أهذا أسلوبها؟ لولا ثقتي في أنني لم أكتب هذين المقالين لظننتهما لي".
مط (حمزة) شفتيه قائلاً ـ"الفتاة لا تقلدك... هي فقط متأثرة بأسلوبك الساخر، لكن لها مذاقها الخاص أيضاً. لاحظت تميزها منذ توليت تدريبها، وتنبأت لها بأن تكون مختلفة عن صديقاتها، وأولهن زوجتي. ومؤخراً اتفقت مع دكتور (مصطفى) على منحها مساحة أسبوعية تقدم رأيها عبرها. فهل تتخيل معنى أن تضحي فتاة بمثل هذه الفرصة وتضرب بها عرض الحائط؟"
قلب(مازن) كفيه في حيرة فتابع(حمزة) ليجيبه قائلاً ـ"إنها تخشى أن يؤثر سحرك عليها خاصة مع حنانك المبالغ فيه مع الصغير، وبالتالي تعلقه بك."
اتسعت عينا(مازن) في دهشة للحظات ثم ما لبث أن انتفخت أوداجه وهو يقول ـ"أتظن ذلك؟ لا أنكر أنني حاولت أكثر من مرة ممارسة سحري الذي لا يُقاوم، لكنها كانت صامدة كالجبل ولم يبد عليها أنها تأثرت بأي مما قلت."
قال صديقه وهو يعود للجلوس خلف مكتبه ـ" يقولون إن كثرة الوسوسة أقوى من السحر، وأنت يا صديقي شيطان رجيم."
انتفض(مازن) واقفاً وهو يهتف قائلاً ـ"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم."
ضحك(حمزة) لحركة صديقه العفوية قبل أن يقول بجدية ـ"أرح بالك ودعك من هذا الموضوع."
برقت عينا(مازن) للحظات وهو يقول ببطء ـ"ولماذا لا أريح بالي بالفعل؟ لقد حان وقت الاستقرار."
هز(حمزة) رأسه قائلاً ـ"مهلاً مهلاً، ماذا تعني بالاستقرار؟"
اتسعت ابتسامة(مازن) وهو يجيب قائلاً بثقة ـ"لقد تجاوزت الثلاثين من عمري ولم أكوّن أسرة بعد. أظن أنه حان الوقت لإنشاء أسرة مع زوجة محترمة تصون اسمي."
ضاقت حدقتا(حمزة) وهو يسأل صديقه بتحفز ـ"أسرة وزوجة محترمة؟! ماذا تقصد؟ طمئن قلبي."
فجر(مازن) قنبلته قائلاً ـ"أنت قلتها قبل قليل، وسأفعلها بطريقتي. سأتزوج(علا السباعي)."
قفز(حمزة) من مقعده قائلاً في دهشة ـ"هل جننت؟ أعني هل أنت في كامل قواك العقلية؟ أعني هل..."
قاطعه(مازن) بإشارة من كفه قائلاً بهدوء ـ"رويدك يا صديقي، فأن لن أقدم على الانتحار."
هتف به صديقه قائلاً ـ"الزواج بالنسبة لشخص منطلق لا يحب القيود مثلك هو الانتحار بعينه، وكوني اقترحته مازحاً لا يعني أن تنفذ الاقتراح في التو واللحظة. منذ عرفتك وأنت لا تنفذ أياً مما أقترح، فما الذي يدفعك الآن إلى الأخذ بنصيحتي؟"
هز (مازن) كتفيه وهو يجيبه بجدية ـ"أنت لفتت انتباهي إلى الفكرة فحسب، وأنا صاحب قرار الزواج بشكل عام. أما ما يدفعني لاختيار (علا) فهو رغبتي في رفقة النبي(ص) في الجنة والتي تتحقق إذا ما كفلت طفلاً يتيماً و(مودي)يتيم، لذا سأكفله. ومن وجهة النظر المنطقية فأنا بحاجة لزوجة محترمة متدينة تعرف ربها و(علا) كذلك، بالإضافة إلى جمالها وأدبها، فأين أجد من هي أفضل منها؟"
اعترض(حمزة) قائلاً ـ"ولكنك لن تتزوج الفتاة كي تكفل أخاها."
اتجه(مازن) ناحية النافذة ووقف يتطلع منها إلى حركة المرور المزدحمة تحته بشارع قصر العيني وهو يتحدث بموضوعية وتحليل قائلاً ـ"أنا لم أقل هذا، لكنني متعلق بالطفل بشكل غير طبيعي لازلت أجهل كنهه، وأخته غير متزوجة ولن أجد زوجة أفضل منها. الفتاة بالفعل رائعة قلباً وقالباً وجذبتني لها منذ أول لقاء رغم اختلافها التام عما يثير إعجابي في الفتيات عادة. وما دامت سعت للابتعاد عني بهذه الطريقة فهذا يعني أنها ربما تخشى الوقوع في حبائلي بسبب ما يُثار عني. بل إن مخاوفها تلك تفسر اختفائها طوال فترة عملها هنا دون أن أرها، وكأنها واثقة أنني إذا رأيتها فلن أتركها لحالها".
سأله صديقه في حيرة ـ" وما الذي يجعلك واثقاً في أنها ستوافق على الزواج منك؟ بل كيف ستفاتحها أصلاً؟"
التفت إليه قائلاً بثقة ـ"سأطلب من(منار) أن تطلبها وسأكلمها و.."
قاطعه(حمزة) قائلاً بابتسامة حنون ـ"رويدك يا صديقي، بل يجب أن تطلبها من ولي أمرها أولاً، ولا تتذاكى وتقول إن الصغير هو ولي أمرها. يجب أن تمر أولاً من كشف الهيئة على يد الدكتور(مصطفى) رئيس التحرير، فهو أبوها الروحي منذ كانت طالبة عنده في الكلية وتحمل مسئوليتها تماماً بعدما توفى والدها. ولا تظن أنه سيوافق عليك بسهولة، فقد تقدم إليه كثيرون لطلب يدها ولم يوافق. فخذ حذرك."
نضت الابتسامة قليلا عن وجه(مازن) وهو يقول في شك ـ"أتظنه يرفضني حتى لو عرف بإعجابي بها وحبي لأخيها؟"
هز صديقه كتفيه قائلاً ـ"حاول بكل جهدك، ولو أنك تستحقها في نظره فلن يضن بها عليك."
داعب(مازن) خصلات شعره الفاحمة في حيرة وهو يكرر استنتاجه ببطء ـ"لقد قلت لي إنها تركت الصحيفة كي تهرب من سحري، وهذا يعني أن لي مكان في حياتها، ولو صغير."
ربت(حمزة) على كتفه قائلاً بود ـ"كل دعواتي الطيبة لك يا صديقي في أن يوافق الدكتور(مصطفى)، والأهم أن توافق العروس."
هز(مازن) رأسه وازدرد لعابه وهو يتجه إلى الدكتور(مصطفى) قائلاً ـ"يا رب." ****************************** التقط شهيقاً عميقاً يتشجع به وهو يطرق باب مكتب رئيس التحرير، ليأتيه من الداخل صوت صاحب الغرفة في وقار ـ"ادخل يا(مازن)."
دلف إلى الغرفة وعلى وجهه ابتسامة عريضة تخفي ارتباكه وابتدر رئيسه قائلاً ـ"صباح الخيرات يا دكتور. دائماً ما تدهشني بمعرفة من الطارق."
ضحك الدكتور(مصطفى) وهو يصافح ضيفه ويشير له بالجلوس قائلاً ـ"توقف عن هذا، أنت تعلم جيداً أن السكرتيرة تطلب إذني قبل أن تسمح لأي شخص بالدخول إلى مكتبي. ما الذي قذفك على مكتبي اليوم؟ هل لديك مقال جديد؟"
تنحنح(مازن) في حرج وجلس وهو يفرك كفيه قبل أن يقول بتردد ـ"الحقيقة أنه مقال العمر كله."
عقد رئيس التحرير حاجبيه قائلاً ـ"أهو مقال جديد من مقالاتك النارية؟"
هز(مازن) رأسه نفياً وهو يجيبه قائلاً ـ"بل مقال في غاية النعومة".
ثم تنحنح ثانية وهو يُبعد ياقة قميصه الأنيق عن مؤخرة عنقه قائلاً ـ" باختصار يا سيدي، ما رأيك في كعريس؟"
رفع الرجل حاجبيه في دهشة قائلاً ـ"عريس؟ هل تتقدم لخطبتي يا(مازن)؟ماذا بك يا بني؟"
ضحك(مازن) في توتر قائلاً ـ" بل أريد أن أناسبك يا دكتور."
قلب الرجل كفيه قائلاً في حيرة ـ" ولكني ليس لدي..."
ثم ما لبث أن قطع جملته ليقول فجأة ـ" آآآه. لقد فهمت كل شيء الآن. إذاً فأنت السبب وراء خسارة الصحيفة لأحد أنشط محرريها. ماذا فعلت للفتاة؟"
شحبت الدماء من وجه(مازن) للحظات قبل أن يقول بصوت متحشرج ـ"أقسم لك يا سيدي أنني لم أقصد إزعاجها بأي صورة، فتعلقي بشقيقها أمر قدري تماماً ولا يد لي فيه، كما أن جمالها وأدبها كفيلان بإثارة إعجاب أي رجل."
تراجع الدكتور(مصطفى) في مقعده وقال وعينيه تخترقان أعماق(مازن) ـ"هل تحاول إقناعي بأنك يا كازانوفا لم تحاول أن تمارس سحرك على الفتاة؟ ألا تتخذ أخيها وسيلة لجذب مشاعرها تجاهك؟"
رفع(مازن) كفه قائلاً بصدق ـ"أقسم بالله أنني أحببت(مودي) منذ رأيته وتعلق بي في المدرسة. أما(علا) فما جذبني إليها هو احترامها والتزامها، وأنا لن أطمح لزوجة أفضل منها."
ثم تابع مكملاً ـ"كما أن سيادتك و(حمزة) أكثر من يعرفني وتعرفان أنني اختلقت مسألة كازانوفا هذه لإعجابي بـ(رشدي أباظة) خاصة عندما أطلقت شاربي وصرت أشبهه إلى حد ما، وأنها لا أساس لها من الصحة، وأنني لم أغرر بفتاة من قبل. الموضوع كما يقولون الصيت ولا الغنى."
مط رئيس التحرير شفتيه للحظات ثم تنهد قائلاً ـ"أتعلم أنني تعهدت أمام الله بأن أتولى شؤون(علا) وأخيها منذ توفى والدها، بل إنني اعتبرها ابنتي من قبل وفاة والدها لما لمحته فيها من ذكاء ونقاء غير عاديين. وما ضاعف شعوري بالمسئولية نحوها هو وجود أخيها الصغير معها ونظرة الاتهام التي أراها في عيون كل من يراهما معاً ويظن أنها أنجبته من علاقة محرمة أو زواج سري. هذه النظرات كانت سبباً في تحول (علا) من فتاة غاية في النشاط والمرح إلى فتاة أخرى منطوية لا تميل إلى الاختلاط بالآخرين ولا المشاركة بأي حدث اجتماعي حولها. أتدرك حجم المعاناة التي تعانيها فتاة في مثل سنها ورقتها وجعلتها تتحول بهذه الطريقة؟"
أجابه(مازن) قائلاً بسرعة ـ" لقد قال(حمزة) لي هذا منذ قليل، وأدرك أن(علا) لا تملك سوى سمعتها الطيبة، وأياً كان ما مرت به فأنا مصر على الارتباط بها."
داعب الدكتور(مصطفى) لحيته البيضاء الصغيرة للحظات بدت لـ(مازن) كالدهر ثم قال بخبث ـ" أتدرك عدد من طلبوا مني الزواج من(علا)؟ تقريباً كل العاملين في الصحيفة، ناهيك عن المعيدين بالكلية أيام أن كانت طالبة عندي، ومع ذلك رفضتهم كلهم، فما الذي يدفعني للموافقة عليك دونهم، علماً بأنك لا تتميز عن أي منهم في شيء."
ازداد شحوب وجه(مازن) وتلعثمت الكلمات وتاهت على شفتيه فتابع رئيسه قائلاً بابتسامة عريضة ـ"لكن(علا) لم تحاول الابتعاد عن أي منهم، وهذا يعني أنها لم تهتم بأي منهم، أما أنت أيها الـ...لا أدري بم أصفك."
ثم تنهد في عمق لينطق بحكمه النهائي قائلاً ببطء ـ"(علا) في أجازة مفتوحة من اليوم، ولن تجيب اتصالاتك...لكن إذا استطعت الوصول إليها عبر الهاتف لتبلغها برغبتك تلك فأخبرها أنني في قمة....ترحيبي بك وموافقتي على طلبك."
عادت الدماء إلى وجه(مازن) ثانية وهو يهب من مقعده ليشكر أستاذه الذي أشار إليه بيده متابعاً ـ" على شرط..أن تهتم بها وبأخيها وتضعهما في عينيك، وإلا فلن تجد مكاناً تختبئ فيه مني."
مد(مازن) كفه يصافح رئيسه قائلاً بكلمات مختنقة من السعادة ـ"أشكرك كثيراً يا سيدي.. لقد وقعت لتوك على عقد سعادتي. وأعدك بشرفي أنني لن أضايقها في أي وقت."
نهض الدكتور(مصطفى) من خلف مكتبه ليصافح تلميذه قائلاً بمرح ـ"عدني بشيء آخر غير شرفك، شيء موثوق منه. ألف مبروك يا بني."
ربت(مازن) على كف رئيسه قائلاً بجدية ـ"بارك الله فيك يا سيدي، وأقسم لك بالله الذي لا شيء أعظم منه أنني سأضعها هي و(مودي) بين ضلوعي."
ربت رئيس التحرير بدوره على كتف تلميذه قائلاً ـ"بارك الله لكما يا بني. هيا اذهب وهاتفها في سرعة قبل أن تسافر إلى شرم الشيخ."
عقد(مازن) حاجبيه قائلاً ـ"شرم الشيخ؟! لماذا ستسافر(علا) إلى هناك؟"
هز الرجل كتفيه قائلاً ـ" قالت إن أخيها بحاجة لبعض الهواء الجاف، لكني الآن أعرف أنها تريد الفرار من ذكراك."
داعب(مازن)خصلات شعره للحظات قبل أن يقول في سرعة ـ"في هذه الحالة سأضطر لاستخدام هاتفك المحمول يا سيدي كي أصل إليها، فليس لدي وقت للمخاطرة بالاتصال من أي هاتف آخر."
وفي سرعة ضغطت أصابعه أزرار الهاتف.
*****************************
|