لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-12, 10:54 PM   المشاركة رقم: 121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثاني

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rasha n مشاهدة المشاركة
   مرحبا رباب منتظريك ان شاء الله على البارت اي ساعه

مرحبا روشا
البارت حالاً ان شاء الله يا قلبي
شكراً لمتابعتك

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 26-12-12, 11:02 PM   المشاركة رقم: 122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثالث

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النهاردة لظروف خاصة البارت بينزل وورد
تمنياتي بقراءة ممتعة



(3)
اندفع (مازن) إلى مكتب(حمزة) وهو يسأله من بين أنفاسه اللاهثة ـ"هل قدمت(علا السباعي) استقالتها حقاً؟"
رفع(حمزة) عينيه عن مكتبه ليواجه صديقه في دهشة قائلاً ـ"وما المشكلة في ذلك؟ محررة مبتدئة تريد ترك الصحيفة إما لأنها غير مقتنعة بعملها أو لأن لديها فرصة للعمل في جريدة أفضل من جريدتنا. هذا يحدث طوال الوقت."
جلس(مازن) على أول مقعد صادفه ليلتقط أنفاسه ويقول باهتمام ـ"المشكلة أنها ليست مجرد محررة مبتدئة...إنها.."
قاطعه(حمزة) وهو يتحرك من خلف مكتبه ليجلس أمامه قائلاً بخبث صحفي ـ"المشكلة أن الدون جوان ما زال مهتماً بالمحررة الجميلة وأخيها الصغير، أليس كذلك؟"
تلعثم(مازن) وهم بإنكار ذلك للحظات وعيناه تراقبان عيني(حمزة) المترقبتين ثم ما لبث أن اعترف قائلاً ـ"حسناً، هو كذلك. أنا مهتم بـ(علا) و(مودي) منذ رأيتهما، بل متعلق بالصغير لدرجة لم أكن أتخيلها. ولا أبالغ حين أقول إنني لا أظنني سأحب أبنائي بهذه الدرجة. لقد كان الأسبوع الماضي جحيماً بالنسبة لي منذ توقفت عن رؤيته ومهاتفته يومياً. بل إنني تهورت بالفعل وذهبت إلى مدرسته قبل يومين لأراقبه يصعد إلى حافلة المدرسة من بعيد وكأنني أب حُرم من رؤية طفله."
ارتفع حاجبا (حمزة) بدهشة ولمعت بعينيه نظرة تتهم صديقه بالكذب، لولا أن أقسم (مازن) هاتفاً ـ"أقسم بالله أن مشاعري منذ ابتعاد هذا الصغير عني أشبه بأب محروم من طفله. هذا الصغير فجّر بداخلي عاطفة أبوة غريبة لم أعهدها مع أي طفل من قبل".
اقترب(حمزة)بوجهه من صديقه المنفعل ليقول بخبث ـ"ما دمت تحب الأطفال هكذا تزوج وأنجب أطفالاً من صلبك."
لوح(مازن) بكفه قائلاً ـ"أنت تكرر ما قالته لي(علا) من قبل كي لا أتحجج بحبي لأخيها لكنها الحقيقة، أنا متعلق بهذا الصغير ويؤلمني أنه يتيم الأب."
اعتدل(حمزة) في جلسته وهو يقول بعقلانية تميزه ـ"أدرك مشاعرك النبيلة وكيف تعلقت بهذا الصغير وشعرت تجاهه بالمسؤولية. ولكن في الوقت ذاته عليك أن تنتبه إلى حساسية موقف(علا)، فهي فتاة وحيدة تربي أخاً لها يصغرها بعشرين عاماً ويشبهها لدرجة أن الناس لا تقتنع إلا بكونه ابنها من زواج سري أو علاقة مشبوهة. هذه الفتاة لا تملك إلا سمعتها الطيبة وتجاهد بكل ما أوتيت من قوة أن تحافظ على هذه السمعة، فلا تفسد أنت كل شيء."
اعترض(مازن) قائلاً من بين أسنانه ـ"إنها تقطع كل صلة لي بهما. قبل أسبوع تطلب مني الابتعاد عن أخيها، وتختفي تماماً طوال الأسبوع عن طرقات الصحيفة كيلا ألمحها ولو قدراً، واليوم تقدم استقالتها وغداً تغير رقم هاتفها وربما تترك المدينة بأكملها."
هز(حمزة) كتفيه قائلاً بهدوء ـ"ولها الحق في ذلك. إنها تحاول حماية نفسها من تواجدك غير المبرر في حياتها هي على الأقل. أتدرك معنى أن تضحي محررة ممتازة مثل(علا) بمستقبلها في صحيفة مثل صحيفتنا وتواجه المجهول كي تحمي سمعتها رغم أنها كانت ستبدأ كتابة مقالها الأسبوعي قريباً؟"
رفع (مازن) أحد حاجبيه في دهشة قائلاً ـ"مقال أسبوعي؟ كيف لها ذلك وهي لا تزال مبتدئة؟"
لاح شبح ابتسامة على شفتي (حمزة) وهو يرفع جذعه ليقلب عدة أوراق على مكتبه قبل أن يلتقط من بينها ورقتين أعطاهما لزميله قائلاً بابتسامة واثقة ـ"اقرأ وأنت تفهم كيف".
تناول (مازن) الأوراق عاقداً حاجبيه اللذان سرعان ما ازدادا انعقاداً وعيناه تلتهمان الأسطر في نهم شديد كان يتزايد مع كل سطر ينتقل إليه، تماماً مثلما كانت دقات قلبه تتصاعد هي الأخرى.
أنهى قراءة الأوراق قبل أن يرفع عينيه إلى (حمزة) قائلاً بصوت أجش من الانفعال ـ"أهذا أسلوبها؟ لولا ثقتي في أنني لم أكتب هذين المقالين لظننتهما لي".
مط (حمزة) شفتيه قائلاً ـ"الفتاة لا تقلدك... هي فقط متأثرة بأسلوبك الساخر، لكن لها مذاقها الخاص أيضاً. لاحظت تميزها منذ توليت تدريبها، وتنبأت لها بأن تكون مختلفة عن صديقاتها، وأولهن زوجتي. ومؤخراً اتفقت مع دكتور (مصطفى) على منحها مساحة أسبوعية تقدم رأيها عبرها. فهل تتخيل معنى أن تضحي فتاة بمثل هذه الفرصة وتضرب بها عرض الحائط؟"
قلب(مازن) كفيه في حيرة فتابع(حمزة) ليجيبه قائلاً ـ"إنها تخشى أن يؤثر سحرك عليها خاصة مع حنانك المبالغ فيه مع الصغير، وبالتالي تعلقه بك."
اتسعت عينا(مازن) في دهشة للحظات ثم ما لبث أن انتفخت أوداجه وهو يقول ـ"أتظن ذلك؟ لا أنكر أنني حاولت أكثر من مرة ممارسة سحري الذي لا يُقاوم، لكنها كانت صامدة كالجبل ولم يبد عليها أنها تأثرت بأي مما قلت."
قال صديقه وهو يعود للجلوس خلف مكتبه ـ" يقولون إن كثرة الوسوسة أقوى من السحر، وأنت يا صديقي شيطان رجيم."
انتفض(مازن) واقفاً وهو يهتف قائلاً ـ"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم."
ضحك(حمزة) لحركة صديقه العفوية قبل أن يقول بجدية ـ"أرح بالك ودعك من هذا الموضوع."
برقت عينا(مازن) للحظات وهو يقول ببطء ـ"ولماذا لا أريح بالي بالفعل؟ لقد حان وقت الاستقرار."
هز(حمزة) رأسه قائلاً ـ"مهلاً مهلاً، ماذا تعني بالاستقرار؟"
اتسعت ابتسامة(مازن) وهو يجيب قائلاً بثقة ـ"لقد تجاوزت الثلاثين من عمري ولم أكوّن أسرة بعد. أظن أنه حان الوقت لإنشاء أسرة مع زوجة محترمة تصون اسمي."
ضاقت حدقتا(حمزة) وهو يسأل صديقه بتحفز ـ"أسرة وزوجة محترمة؟! ماذا تقصد؟ طمئن قلبي."
فجر(مازن) قنبلته قائلاً ـ"أنت قلتها قبل قليل، وسأفعلها بطريقتي. سأتزوج(علا السباعي)."
قفز(حمزة) من مقعده قائلاً في دهشة ـ"هل جننت؟ أعني هل أنت في كامل قواك العقلية؟ أعني هل..."
قاطعه(مازن) بإشارة من كفه قائلاً بهدوء ـ"رويدك يا صديقي، فأن لن أقدم على الانتحار."
هتف به صديقه قائلاً ـ"الزواج بالنسبة لشخص منطلق لا يحب القيود مثلك هو الانتحار بعينه، وكوني اقترحته مازحاً لا يعني أن تنفذ الاقتراح في التو واللحظة. منذ عرفتك وأنت لا تنفذ أياً مما أقترح، فما الذي يدفعك الآن إلى الأخذ بنصيحتي؟"
هز (مازن) كتفيه وهو يجيبه بجدية ـ"أنت لفتت انتباهي إلى الفكرة فحسب، وأنا صاحب قرار الزواج بشكل عام. أما ما يدفعني لاختيار (علا) فهو رغبتي في رفقة النبي(ص) في الجنة والتي تتحقق إذا ما كفلت طفلاً يتيماً و(مودي)يتيم، لذا سأكفله. ومن وجهة النظر المنطقية فأنا بحاجة لزوجة محترمة متدينة تعرف ربها و(علا) كذلك، بالإضافة إلى جمالها وأدبها، فأين أجد من هي أفضل منها؟"
اعترض(حمزة) قائلاً ـ"ولكنك لن تتزوج الفتاة كي تكفل أخاها."
اتجه(مازن) ناحية النافذة ووقف يتطلع منها إلى حركة المرور المزدحمة تحته بشارع قصر العيني وهو يتحدث بموضوعية وتحليل قائلاً ـ"أنا لم أقل هذا، لكنني متعلق بالطفل بشكل غير طبيعي لازلت أجهل كنهه، وأخته غير متزوجة ولن أجد زوجة أفضل منها. الفتاة بالفعل رائعة قلباً وقالباً وجذبتني لها منذ أول لقاء رغم اختلافها التام عما يثير إعجابي في الفتيات عادة. وما دامت سعت للابتعاد عني بهذه الطريقة فهذا يعني أنها ربما تخشى الوقوع في حبائلي بسبب ما يُثار عني. بل إن مخاوفها تلك تفسر اختفائها طوال فترة عملها هنا دون أن أرها، وكأنها واثقة أنني إذا رأيتها فلن أتركها لحالها".
سأله صديقه في حيرة ـ" وما الذي يجعلك واثقاً في أنها ستوافق على الزواج منك؟ بل كيف ستفاتحها أصلاً؟"
التفت إليه قائلاً بثقة ـ"سأطلب من(منار) أن تطلبها وسأكلمها و.."
قاطعه(حمزة) قائلاً بابتسامة حنون ـ"رويدك يا صديقي، بل يجب أن تطلبها من ولي أمرها أولاً، ولا تتذاكى وتقول إن الصغير هو ولي أمرها. يجب أن تمر أولاً من كشف الهيئة على يد الدكتور(مصطفى) رئيس التحرير، فهو أبوها الروحي منذ كانت طالبة عنده في الكلية وتحمل مسئوليتها تماماً بعدما توفى والدها. ولا تظن أنه سيوافق عليك بسهولة، فقد تقدم إليه كثيرون لطلب يدها ولم يوافق. فخذ حذرك."
نضت الابتسامة قليلا عن وجه(مازن) وهو يقول في شك ـ"أتظنه يرفضني حتى لو عرف بإعجابي بها وحبي لأخيها؟"
هز صديقه كتفيه قائلاً ـ"حاول بكل جهدك، ولو أنك تستحقها في نظره فلن يضن بها عليك."
داعب(مازن) خصلات شعره الفاحمة في حيرة وهو يكرر استنتاجه ببطء ـ"لقد قلت لي إنها تركت الصحيفة كي تهرب من سحري، وهذا يعني أن لي مكان في حياتها، ولو صغير."
ربت(حمزة) على كتفه قائلاً بود ـ"كل دعواتي الطيبة لك يا صديقي في أن يوافق الدكتور(مصطفى)، والأهم أن توافق العروس."
هز(مازن) رأسه وازدرد لعابه وهو يتجه إلى الدكتور(مصطفى) قائلاً ـ"يا رب."
******************************
التقط شهيقاً عميقاً يتشجع به وهو يطرق باب مكتب رئيس التحرير، ليأتيه من الداخل صوت صاحب الغرفة في وقار ـ"ادخل يا(مازن)."
دلف إلى الغرفة وعلى وجهه ابتسامة عريضة تخفي ارتباكه وابتدر رئيسه قائلاً ـ"صباح الخيرات يا دكتور. دائماً ما تدهشني بمعرفة من الطارق."
ضحك الدكتور(مصطفى) وهو يصافح ضيفه ويشير له بالجلوس قائلاً ـ"توقف عن هذا، أنت تعلم جيداً أن السكرتيرة تطلب إذني قبل أن تسمح لأي شخص بالدخول إلى مكتبي. ما الذي قذفك على مكتبي اليوم؟ هل لديك مقال جديد؟"
تنحنح(مازن) في حرج وجلس وهو يفرك كفيه قبل أن يقول بتردد ـ"الحقيقة أنه مقال العمر كله."
عقد رئيس التحرير حاجبيه قائلاً ـ"أهو مقال جديد من مقالاتك النارية؟"
هز(مازن) رأسه نفياً وهو يجيبه قائلاً ـ"بل مقال في غاية النعومة".
ثم تنحنح ثانية وهو يُبعد ياقة قميصه الأنيق عن مؤخرة عنقه قائلاً ـ" باختصار يا سيدي، ما رأيك في كعريس؟"
رفع الرجل حاجبيه في دهشة قائلاً ـ"عريس؟ هل تتقدم لخطبتي يا(مازن)؟ماذا بك يا بني؟"
ضحك(مازن) في توتر قائلاً ـ" بل أريد أن أناسبك يا دكتور."
قلب الرجل كفيه قائلاً في حيرة ـ" ولكني ليس لدي..."
ثم ما لبث أن قطع جملته ليقول فجأة ـ" آآآه. لقد فهمت كل شيء الآن. إذاً فأنت السبب وراء خسارة الصحيفة لأحد أنشط محرريها. ماذا فعلت للفتاة؟"
شحبت الدماء من وجه(مازن) للحظات قبل أن يقول بصوت متحشرج ـ"أقسم لك يا سيدي أنني لم أقصد إزعاجها بأي صورة، فتعلقي بشقيقها أمر قدري تماماً ولا يد لي فيه، كما أن جمالها وأدبها كفيلان بإثارة إعجاب أي رجل."
تراجع الدكتور(مصطفى) في مقعده وقال وعينيه تخترقان أعماق(مازن) ـ"هل تحاول إقناعي بأنك يا كازانوفا لم تحاول أن تمارس سحرك على الفتاة؟ ألا تتخذ أخيها وسيلة لجذب مشاعرها تجاهك؟"
رفع(مازن) كفه قائلاً بصدق ـ"أقسم بالله أنني أحببت(مودي) منذ رأيته وتعلق بي في المدرسة. أما(علا) فما جذبني إليها هو احترامها والتزامها، وأنا لن أطمح لزوجة أفضل منها."
ثم تابع مكملاً ـ"كما أن سيادتك و(حمزة) أكثر من يعرفني وتعرفان أنني اختلقت مسألة كازانوفا هذه لإعجابي بـ(رشدي أباظة) خاصة عندما أطلقت شاربي وصرت أشبهه إلى حد ما، وأنها لا أساس لها من الصحة، وأنني لم أغرر بفتاة من قبل. الموضوع كما يقولون الصيت ولا الغنى."
مط رئيس التحرير شفتيه للحظات ثم تنهد قائلاً ـ"أتعلم أنني تعهدت أمام الله بأن أتولى شؤون(علا) وأخيها منذ توفى والدها، بل إنني اعتبرها ابنتي من قبل وفاة والدها لما لمحته فيها من ذكاء ونقاء غير عاديين. وما ضاعف شعوري بالمسئولية نحوها هو وجود أخيها الصغير معها ونظرة الاتهام التي أراها في عيون كل من يراهما معاً ويظن أنها أنجبته من علاقة محرمة أو زواج سري. هذه النظرات كانت سبباً في تحول (علا) من فتاة غاية في النشاط والمرح إلى فتاة أخرى منطوية لا تميل إلى الاختلاط بالآخرين ولا المشاركة بأي حدث اجتماعي حولها. أتدرك حجم المعاناة التي تعانيها فتاة في مثل سنها ورقتها وجعلتها تتحول بهذه الطريقة؟"
أجابه(مازن) قائلاً بسرعة ـ" لقد قال(حمزة) لي هذا منذ قليل، وأدرك أن(علا) لا تملك سوى سمعتها الطيبة، وأياً كان ما مرت به فأنا مصر على الارتباط بها."
داعب الدكتور(مصطفى) لحيته البيضاء الصغيرة للحظات بدت لـ(مازن) كالدهر ثم قال بخبث ـ" أتدرك عدد من طلبوا مني الزواج من(علا)؟ تقريباً كل العاملين في الصحيفة، ناهيك عن المعيدين بالكلية أيام أن كانت طالبة عندي، ومع ذلك رفضتهم كلهم، فما الذي يدفعني للموافقة عليك دونهم، علماً بأنك لا تتميز عن أي منهم في شيء."
ازداد شحوب وجه(مازن) وتلعثمت الكلمات وتاهت على شفتيه فتابع رئيسه قائلاً بابتسامة عريضة ـ"لكن(علا) لم تحاول الابتعاد عن أي منهم، وهذا يعني أنها لم تهتم بأي منهم، أما أنت أيها الـ...لا أدري بم أصفك."
ثم تنهد في عمق لينطق بحكمه النهائي قائلاً ببطء ـ"(علا) في أجازة مفتوحة من اليوم، ولن تجيب اتصالاتك...لكن إذا استطعت الوصول إليها عبر الهاتف لتبلغها برغبتك تلك فأخبرها أنني في قمة....ترحيبي بك وموافقتي على طلبك."
عادت الدماء إلى وجه(مازن) ثانية وهو يهب من مقعده ليشكر أستاذه الذي أشار إليه بيده متابعاً ـ" على شرط..أن تهتم بها وبأخيها وتضعهما في عينيك، وإلا فلن تجد مكاناً تختبئ فيه مني."
مد(مازن) كفه يصافح رئيسه قائلاً بكلمات مختنقة من السعادة ـ"أشكرك كثيراً يا سيدي.. لقد وقعت لتوك على عقد سعادتي. وأعدك بشرفي أنني لن أضايقها في أي وقت."
نهض الدكتور(مصطفى) من خلف مكتبه ليصافح تلميذه قائلاً بمرح ـ"عدني بشيء آخر غير شرفك، شيء موثوق منه. ألف مبروك يا بني."
ربت(مازن) على كف رئيسه قائلاً بجدية ـ"بارك الله فيك يا سيدي، وأقسم لك بالله الذي لا شيء أعظم منه أنني سأضعها هي و(مودي) بين ضلوعي."
ربت رئيس التحرير بدوره على كتف تلميذه قائلاً ـ"بارك الله لكما يا بني. هيا اذهب وهاتفها في سرعة قبل أن تسافر إلى شرم الشيخ."
عقد(مازن) حاجبيه قائلاً ـ"شرم الشيخ؟! لماذا ستسافر(علا) إلى هناك؟"
هز الرجل كتفيه قائلاً ـ" قالت إن أخيها بحاجة لبعض الهواء الجاف، لكني الآن أعرف أنها تريد الفرار من ذكراك."
داعب(مازن)خصلات شعره للحظات قبل أن يقول في سرعة ـ"في هذه الحالة سأضطر لاستخدام هاتفك المحمول يا سيدي كي أصل إليها، فليس لدي وقت للمخاطرة بالاتصال من أي هاتف آخر."
وفي سرعة ضغطت أصابعه أزرار الهاتف.

*****************************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 26-12-12, 11:06 PM   المشاركة رقم: 123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثالث

 



ارتفع فجأة رنين هاتف(علا) الجوال فأجفلت للحظات قبل أن تترك ترتيب ملابسها لترى المتصل، فقد كانت هذه النغمة خاصة برقم أبيها الروحي رئيس التحرير وبالفعل رأت أسمه على شاشة الجوال فانتابها القلق وهمست لنفسها ـ"ترى ما ذا حدث؟ لماذا يكلمني الدكتور(مصطفى) الآن وقد تركته منذ أقل من ساعة."

و بأصابع مرتجفة ضغطت زر الإجابة وهي تقول بصوت متوتر ـ"خيراً يا سيدي!!! ماذا هناك؟"

ولدهشتها فقد آتاها صوتاً مختلفاً من الناحية الأخرى...

صوت عميق خلع قلبها من ضلوعها وهي تسمعه يقول بنعومة مغوية ـ"كنت أعرف أنك لن تردين على اتصالاتي، لذا استعرت هاتف الدكتور. كيف حالك وحال(مودي)؟"

ازدردت(علا) لعابها وهي تحاول إعادة قلبها إلى مكانه الطبيعي كي تقول بقسوة لم تستطع تمثيلها كعادتها ـ"ما دمت تعرف أنني لن أجيبك لماذا تتصل؟"

همس بنفس النعومة التي تدك حصونها قائلاًـ"لأن ما لدي لا يستطيع الانتظار، وأنت تعرفين أنني لا أعترف بأي معوقات، وأنني أفعل ما أريد وقتما أشاء."

تنحنحت لتُكسب صوتها خشونة ليست فيه وهي تقول بحدة ـ"يؤسفني أن أنهي المكالمة إذاً ما دمت لا تحترم رغبتي في الخصوصية بعيداً عنك."

قال في سرعة ليوقفها ـ"حتى لو كنت أكلمك لأطلب منك الزواج؟"

ارتُج عليها للحظات تاهت فيها عن الدنيا في أحلام وردية قطعها صوت(مازن) الذي أتاها يقول بجدية هذه المرة ـ"أقسم لك أنني لا أمزح وأنني طلبت يدك رسمياً من الدكتور(مصطفى)، وهو وافق على ذلك. إذا لم تصدقيني استمعي إلى موافقته بأذنك أنت."

قالها وهو يعطي الهاتف لرئيسه الذي قال بحنان ـ"كلام(مازن) صحيح يا ابنتي. لقد طلب يدك مني وأنا وافقت مبدئياً وما زلت في انتظار رأيك."

همست بصوت مبحوح من الانفعال ـ"بهذه السهولة؟! بالرغم من سمعته مع الفتيات؟"

ضحك الرجل وهو يقول ـ"لا تخافي، فأنا أضمنه لك. سأخبرك بكل شيء حينما نتقابل اليوم."

اعترضت قائلة ـ"ولكني أحضر حقيبتي للسفر كما تعلم يا سيدي. حاول التأجيل حتى أعود."

نقل كلامها إلى(مازن) الذي التقط الهاتف من بين أصابع رئيسه ليخاطبها قائلاً بعناد بدا لها استبدادياً ـ"لن أنتظر عودتك لأنك لن تسافرين بدوني. سنتزوج أولاً ثم نسافر سوياً."

أغاظتها ثقته في موافقتها فقالت بعناد هي الأخرى ـ"وما أدراك أنني سأوافق من الأساس؟ لقد تركت لك الصحيفة بأكملها فتطاردني لتتزوجني قسراً؟"

عاد صوته لنبرته العميقة وهو يجيبها بثقة ـ" لن أتزوجك قسراً، يكفيك أن تسألي(مودي) عن رأيه في زواجنا واستحلفك بالله أن تقولي رده بأمانة تامة. سيبلغك الدكتور(مصطفى) بموعد لقائنا في بيته، وسأنتظرك هناك أنت و(مودي). هاك الدكتور."

قالها ولم يعط الفتاة أية فرصة للاعتراض وهو يناول الهاتف إلى رئيسه ويتابعه يحدد موعداً مع سعادته القادمة.
*********************


خرج من غرفة رئيس التحرير طائراً فوق السحاب، بعدما حدد له تمام السادسة كي يزوره في منزله ويقابل فاتنته وصغيرها الحبيب.

كانت سعادته بموافقتها على لقائه حقيقية، حتى أنه دُهش لرد فعله، وهو الذي لم يتخيل أن يسعد للقاء فتاة كما يفعل الآن.

وفي طريقه للخروج استوقفه أحد الشباب بمرح ملوحاً بكفه أمام وجهه ـ"هيي... أين شردت أيها الصحفي الهمام؟ قضية فساد جديدة؟ لا أظن ذلك بهذه الابتسامة التي تكاد تشع من ملامحك".

التفت إليه (مازن) في سرعة وهو لا زال شارداً قبل أن تتسع ابتسامته وهو يربت على ذراع الشاب قائلاً ـ"أهلاً (رأفت) فلاش... كيف حالك يا صديقي؟"

ضحك (رأفت) على مزحة (مازن) الذي يصر على تلقيبه ب(فلاش) نسبة إلى عمله كمصور وأجابه ـ"أنا بخير حال كما ترى. أخبرني أنت كيف حالك وما سر هذه الابتسامة السعيدة التي تقفز من عينيك؟ هل حصلت على ترقية أم وافق رئيس التحرير على تحقيق جديد؟"

رفع (مازن) أحد حاجبيه بجذل وهو يقول بابتسامة غامضة ـ" بل أحلى من ذلك بكثيير... لقد قررت أن ألحق بركبكما أنت و(حمزة)... لقد قررت الزواج".

تهللت أسارير (رأفت) بفرحة حقيقة وهو يجذب (مازن) إلى أحضانه في قوة هاتفاً ـ"وأخييراً قررت التخلي عن لقب الكازانوفا... ألف مبروك يا صديقي..حقاً ألف مبروك".

احتضنه (مازن) بنفس القوة وربت على ظهره قائلاً بضحكة خفيفة ـ"بارك الله فيك... أنتم السابقون وها نحن نلحق بكما".

أبعده (رأفت) بطول ذراعه ليسأله بابتسامة بشوش ـ"هيا اخبرني من هي سعيدة الحظ التي أوقعت كازانوفا في حبائلها؟ هل أعرفها؟"

غمز (مازن) بعينه وهو يقول بلهجة عابثة ـ" مممم ربما.. المهم أن اسمها لا يوجد به حرف الراء. هذا إذا تركتك تنطق اسمها من الأساس".

انطلقت ضحكة (رأفت) مجلجلة رغماً عنه وهو يربت على كتف صديقه قائلاً ـ"ما دام اسمها خالياً من الراء فلابد أن تتركني أنطقه.. بالله عليكم اسمي واسم خطيبتي وحتى اسم الصحيفة به راء..هل تعذبونني؟"

لوح له (مازن) وهو يبتعد باتجاه المصعد هاتفاً ـ" بعينك أن أتركك تنطق اسمها. اترك هاتفك داخل نطاق التغطية فربما أحتاجك اليوم".

قالها وابتعد تاركاً (رأفت) يحك لحيته المهذبة في تفكير عميق حول شخصية عروس كازانوفا القادمة.
******************


ما أن أُغلق باب المصعد متجهاً إلى أسفل حتى شعر فجأة باضطراب نبضات قلبه وتسارعها عن المعتاد، حتى أنه وضع كفه الأيمن فوق موضع قلبه عله يهدئ خفقاته المجنونة قليلاً.

أسند ظهره إلى المصعد ووقف يتأمل انعكاس صورته في المرآة وهو يسأل نفسه "هل تسرعت بقرار الزواج؟"

لم يكد يطرح السؤال حتى فُتحت أبواب المصعد في بهو مبنى الصحيفة فخرج قاصداً سيارته التي ركبها وأدارها عائداً إلى منزله في شرود ونفس السؤال يتردد بداخله في قوة،

وبنفس القوة كانت إجابة لحوحة تقفز أمام عينيه....إجابة ممثلة في وجه فاتنته الغامضة الذي احتل المشهد أمامه تماماً وكاد يلهيه عن الانتباه للطريق أمامه.

لذا هز رأسه عل صورتها تفارقه قليلاً وهو يعترف لنفسه أن قراره كان الحل الوحيد الصائب أمامه.

فحينما مر اليوم أمام مكتبها مع (منار) وباقي الفتيات تحت التدريب اخترقت أسماعه عدة كلمات مشوشة استنتج منها استقالة (علا) غير المسببة واختفائها المفاجئ من الصحيفة.

لم يدر بماذا شعر في تلك اللحظة تحديداً..

كل ما أثار حنقه هو أنه لن يلمحها من خلف الزجاج ثانية كلما تظاهر بالمرور من أمام المكتب،

وأنه لن يسمع اسمها يتردد ولو قدراً بين أروقة الصحيفة،

صحيح أنها تعمدت الاختفاء عن ناظريه منذ المرة الأخيرة التي التقيا فيها في الحديقة حين طالبته بالاختفاء من حياة شقيقها،

لكنه، وكما تسلل لزيارة مدرسة أخيها ليراه خلسة، تسلل عدة مرات أمام مكتبها ليلمح طيفها أو يسمع ذبذبات صوتها الملائكي.

لا يدري ما الذي فعلته فيه تلك الفاتنة...

هل ألقت عليه تعويذة ما جعلته يتعلق بعينيها، أم أن أسلوبها المختلف جعله ينتبه لها،

أم هي هالة الغموض التي تحيط بها وتجعله في حالة ترقب دائم؟

لم تكن تلك الأسئلة هي ما يشغله حينما عرف باستقالتها...فما كان يشغله هو كيف سيكون يومه بدونها؟

في البداية أدمن اتصالاته مع أخيها، وكان يكتفي بما تجود به من ذبذبات عبر الأثير بضحكة هادئة أو زجرة للصغير إذا ما أخطأ،

ولكن مع توقف المكالمات، أصبح أمله اليومي أن يراها في مقر الصحيفة.

وهاهي تحرمه من هذا الأمل.

لذا لم يكن أمامه سوى أن يجعلها له.. له هو فقط.

لا تضحك إلا له، ولا تهمس إلا له، ولا تزجر...

عقد حاجبيه عند تلك النقطة وهو يهتف لنفسه مستنكراً ـ" تزجرني؟؟ لم تُخلق بعد من تزجرني حتى وإن كانت زوجتي".

انتبه لتوقفه أمام منزله فغادر سيارته في رشاقة أبرزت طوله الفارع في سترته الكاملة التي يصر على ارتدائها في العمل صيفاً وشتاءاً وصارت جزءاً من شخصيته.

وصل شقته_ أو بالأحرى شقة والديه_ ليرتمي على أول مقعد قابله ويعود ليستكمل حواره مع ذاته المتوترة.

هو لا يحب (علا)، ويجب أن يعترف بذلك.

فالحب الحقيقي لم يطرق باب قلبه من قبل، وربما لن يفعل... على الأقل بهذه الطريقة.

هو فقط منجذب إليها بشكل كبير،

وغموضها هو أكثر ما يجذبه إليها.

تلك الهالة التي تحيطها وتتسربل بها كما لو كانت تقيها من شرور العالم الخارجي.

ويعترف أن تلك الهالة هي أول ما جذبه إليها... يريد اقتحامها وسبر أغوارها ليهدأ قليلاً.

اللعنة على هذا الفضول الذي أورثته إياه مهنته وجعله لا يهدأ حتى يصل إلى الحقائق...حتى وإن لم ترقه.

لكن ماذا إذا لم ترقه الحقيقة مع (علا)؟ ماذا سيفعل حينها؟

أيتركها ويترك (مودي)؟

أم يتقبل الحياة معهما أياً كانت؟

شعر بأفكاره المتخبطة تعتصر عقله وتقوده إلى الشعور بالصداع، فنهض هارباً منها إلى حمام مهدئ طويل.
*****************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 26-12-12, 11:08 PM   المشاركة رقم: 124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثالث

 




وقفت ساهمة تحدق في هاتفها بعد أن أنهت للتو حديثها مع الدكتور (مصطفى) وهي تشعر وكأنها في حلم سرعان ما ستفيق منه.

(مازن) طلب الزواج منها؟ منها هي؟ كيف ولماذا؟

لا يمكن أن يكون بدافع من حبه لها.. فهما لم يتبادلا أي حديث هادئ منذ التقيا،

ففي كل مرة كانت تتفوه بطلقات متفجرة في وجهه بدلاً من كلماتها الهادئة التي تميزها عادة.

فلماذا يفكر في الزواج منها إذاً؟

أي رجل عاقل قد يعتبر الاقتران بها نوعاً من العقاب، بل قد يظنها سليطة اللسان ومتصلبة الرأي لما رآه منها،

لكنها ليست كذلك.. هي فقط تخشى الانجراف خلف قلبها الغر وحديث (مازن) المعسول.

أيكون هدفه البقاء إلى جانب أخيها؟ ولم لا؟ فهو لم ينكر أبداً ارتباطه بالصغير وتعلقه به.

ولكن أتتزوج رجلاً لمجرد أنه يحب أخاها وأخوها يبادله المشاعر؟

هزت رأسها في عنف تنفي هذا الاحتمال... أيعقل أنه لم يجد بها أي ميزة تدفعه للاقتران بها سوى (مودي)؟

حانت منها التفاتة إلى الصغير الذي جلس أمام التلفاز مندمجاً في مشاهدة فيلمه الكارتوني المفضل.

تثق تماماً في أنه سيطير فرحاً إذا ما أبلغته بأن صديقه الغائب يريد أن يقيم معه في نفس المنزل،

ولكن ماذا عنها هي؟

ازداد توترها وعقلها يسحبها في اتجاهات متناقضة جعلتها على وشك الإصابة بالصداع من كثرة الهواجس.

وأخيراً أقنعت نفسها بالجلوس معه ومعرفة حقيقة ما يريد،

لتهرب من صداع رأسها إلى دقات قلبها المضطربة التي تصاعدت في حدة تصم أذنيها وهي تتخيل مجرد فكرة أن تجلس مع هذا الساحر في مكان واحد ويتحدثان عن أمر مثل الزواج.

يا الهي.. كيف ستواجه نظراته المغناطيسية؟ كيف ستتحمل ابتسامته اللعوب؟ كيف ستقاوم لمعة عينيه وهو يتحدث بحماس مع أخيها؟ وكيف ستمنع احتلال نبرة صوته العميقة لما تبقى من حصونها، وهو الذي يطوع نبراته لصالحه طوال الوقت؟

وضعت كفها على قلبها تهدئ خفقاته المجنونة وهي تأخذ شهيقاً عميقاً وتحبسه برئتيها قليلاً قبل أن تطلق سراحه في قوة جعلتها تشعر بتحسن طفيف وتلتفت برأسها إلى صوان ملابسها لتلهي نفسها بشيء مختلف.

وقفت طويلاً أمامه واضعة كفيها على خصرها تتأمل ملابسها المرصوصة بعناية بداخله، وعاد الصداع اللعين.

تًرى ماذا يجب أن ترتدي اليوم؟

هل تفعل مثل أغلب الفتيات وتبالغ في التأنق لتبهره وتدير رأسه؟

أم ترتدي ملابسها العادية، التي لا تخلو من الأناقة والاحتشام في نفس الوقت؟

كانت تحرك أصابعها على الملابس وفق الأفكار التي تراودها وهي تخشى أن تسيء الاختيار فيُساء فهمها.

لوهلة أدارت عينيها إلى البلوزة الصوفية الخفيفة التي كانت ترتديها صباح اليوم في مقر الصحيفة وقررت أن ترتديها،

لكنها عادت تهز رأسها نفياً وهي تعنف نفسها لأنها لا تخرج بنفس الملابس مرتين في نفس اليوم،

هكذا اعتادت،

واليوم ليس إستثناءاً.

ثم هتف بها قلبها محرضاً ـ" هل جننت؟ هل ترتدي العروس مثل تلك الملابس؟ هو يعرف طراز ملابسك بالفعل ولكن هذا لا يمنع أن ترتدي أفضل ما لديك. إنه (مازن)، وليس أي شخص".

ليجذبها عقلها في اتجاه آخر هاتفاً بعصبية ـ"دعك من قلبك الذي سيوردك إلى التهلكة. أنت ذاهبة في مهمة محددة. تعتذرين له لأنه لا يصلح أن يكون زوجك، وكفى. لذا ارتدي ملابسك العادية التي تذهبين بها إلى العمل يومياً كيلا يشعر بأنك بالغت في الاهتمام بنفسك من أجله. لا تعطه أهمية خاصة، ووضحي له أنه ليس طرازك المفضل من الرجال و.."

كاد قلبها يتوقف من هول التحريض الذي يفعله عقلها، فصرخ بكل قوته ـ"إياك أن تنصتي له. هو الذي سيوردك مورد هلاكك. أنت تحبين مازن منذ زمن، حتى وإن رفضت الاعتراف بذلك لنفسك، لكنك تخشين الاقتراب منه خوفاً من سمعته التي تسبقه. وهاهو يأتيك راضياً راغباً في الاقتران بك وفي تحمل مسؤولية أخيك كما تريدين. فلا تضيعي الفرصة بغباء. على الأقل استمعي إليه وإلى الدكتور (مصطفى) الذي يعاملك كابنته ولن يضرك أبداً. هيا اختاري شيئاً أنيقاً واستخيري ربك عسى أن يهديك إلى الصواب".

وقبل أن يعترض عقلها مدت يدها تلتقط تنورة وسترة من الجينز الأزرق الفاتح ثم التقطت بلوزة صوفية رقيقة وردية اللون وحجاباً أنيقاً يجمع اللونين معاً وبدأت في الاستعداد للمواجهة.
**********


لم يكن حاله أفضل من حالها وهو يقف حائراً أمام صوان ملابسه لا يدري ماذا يختار؟

هل يرتدي سترة رسمية كأي عريس ذاهب للقاء عروسه وربما خطبتها؟

أم يرتدي ملابس غير رسمية كما يحب أن يفعل بعيداً عن العمل؟

كان يشغل نفسه_ أو بالأحرى يتشاغل_ بالبحث بين ملابسه ليلهي نفسه عن دقات قلبه العنيفة والتوتر الغريب الذي يعصف بجسده كله حتى يبدو للوهلة الأولى وكأن جسده يرتجف رغماً عنه.

فكلما اقترب موعده كان يشعر وكأنه طالب فاشل على وشك دخول أصعب اختبار في حياته.

تخيل أن الحمام الدافئ الطويل سيهدئ أعصابه قليلاً ويرتب أفكاره المبعثرة،

ولكن ما أثار دهشته حتى النخاع كانت المشاعر الغريبة التي تتقاذفه كمراهق في طريقه للقاء محبوبته.

ربما خفق قلبه لفتيات من قبل في مراهقته وشبابه، أو هكذا تخيل.

حتى حينما تزوج للمرة الأولى تخيل أنه يحبها وأقدم على خطوة الزواج بتسرع متهور.

أيكون متهوراً هذه المرة أيضاً في اختياره (علا) دوناً عن كل الفتيات اللائي قابلهن وعمل معهن؟

زوجته السابقة كانت قنبلة متحركة من الأنوثة والرقة والإغراء،

وتخيل أنه سقط صريعاً لهواها،

لكنه سرعان ما اكتشف بمرور الوقت وجود هوة شاسعة بينهما...

هوة في كل شيء.. التفكير والأخلاق والإيمان،

نعم الإيمان.

فهو رغم كل شيء كان يتحرك دوماً بدافع ديني خفي، حتى وإن لم يعترف به.

كان يحرص دائماً ألا يفعل ما يغضب الله عز وجل، وهذا ما جعله يصر على الارتباط رسمياً بزوجته الأولى قبل أن ينساق خلف رغبته بها.

أما هي، فكان دينها الإسلامي آخر ما تفكر فيه، بل ربما لا تعرف عنه سوى اسمه.

لذا لم ينجح في إقناعها بتوسيع بنطالها أو إطالة تنورتها أو تضييق فتحة صدرها..

لم ينجح في إقناعها برفضه ذلك كرجل شرقي يغار،

ولا برفضه ذلك كمسلم.

لذا لم يأسف على تركها بعدما شعر بأن رصيدها في قلبه يتناقص حتى أصبح بالسالب.

أما (علا)....

تنهد في قوة وهو يتذكر براءتها وخجلها واحتشامها وجديتها.. بل وصرامتها إذا لزم الأمر.

ارتسمت ابتسامة على وجهه وهو يتذكر صرامتها التي تفشل دائماً في التظاهر بها أمامه، والتي تجعل قلبه ينتفض سعادة رغماً عنه.

حسم أمره وهو يلتقط سترة من القطيفة السوداء المضلعة ويلتقط معها بنطالاً من الجينز القاتم وقميصاً ناصع البياض ليرتديهم ويبدو أشبه برعاة الأبقار في العصر الحديث بشعره الأسود الفاحم وشاربه الأنيق الذي يمنحه مظهراً مميزاً، فوقف يتأمل نفسه في المرآة للحظات قبل أن يقول لصورته بإعجاب مرح ـ"صدق من قال إنك رشدي أباظة القرن الحادي والعشرين... محظوظة هي من تتزوجك يا كازانوفا".

ثم ما لبث أن هز رأسه في توتر وهو يلتقط زجاجة عطره الفخمة وينثر رذاذها على عنقه وملابسه وشعره وكأنما يفرغ توتره فيها.

لا يدري كيف قاد سيارته إلى منطقة المهندسين، حيث يقطن الدكتور (مصطفى).

ولا يدري كيف صعد درجات السلم بخطوات ثقيلة حتى الدور الثاني.

كل ما يتذكره هو أصابعه المتجمدة التي ضغط بها جرس المنزل في الموعد المحدد، ودقات قلبه التي أصابها خلل حسابي مفاجئ فأصبحت تدق بوتيرة جديدة مختلفة قبل أهم موعد في حياته.
*********


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 26-12-12, 11:10 PM   المشاركة رقم: 125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثالث

 





انتظر للحظات حسبها دهراً حتى انفرج الباب عن سيدة أنيقة في منتصف الخمسينات رحبت به بابتسامة ودود قائلة ـ"في موعدك تماماً يا أستاذ (مازن). تفضل".

أفسحت له الطريق فدلف في خفة إلى الداخل ليجد (مودي) واقفاً في الردهة في انتظاره، والذي ما أن رآه حتى قفز يتعلق بعنقه قائلاً بسعادة بالغة ـ"كنت أعلم أنك عائد..أوحشتني كثيراً".

احتضنه(مازن) بحنان حقيقي وأخذ نفساً عميقاً محملاً برائحته وهو يهمس له ـ"أنت أيضاً أوحشتني كثيراً يا حبيبي."

ثم رفع عينيه إلى حجرة الصالون حيث كانت تجلس(علا) في هدوء لم يفلح في إخفاء خجلها الذي ظهر في احمرار وجهها كما لو كانت محمومة.

كانت أجمل وأرق مائة مرة عن السابق،

ربما لأنه يفكر فيها للمرة الأولى كزوجة مستقبلية،

وربما لأن خجلها هذه المرة كان مضاعفاً بشكل فاتن،

وربما لأنها ترتدي ألواناً مختلفة عما اعتاد رؤيتها به.

فقد كانت يراها للمرة الأولى ترتدي الجينز الذي منحها مظهراً شبابياً راقه في شدة، وبخاصة مع ألوان حجابها الأنيق المحيط ببشرتها البيضاء الرقيقة التي لا تعرف مساحيق التجميل.

وأياً كانت الأسباب بالنسبة له في هذه اللحظة، فقد تضافرت جميعها لتجعل بصره يتعلق بوجهها كالمشدوه وهو ينهض حاملاً الصغير ويتجه لداخل الغرفة بابتسامة حالمة.

ظل بصره معلقاً بوجهها الفاتن، حتى أنه صافح أستاذه دون أن ينظر إليه قبل أن يتنحنح ليواجهه ببصره قائلاً بحرج ـ"مساء الخير يا سيدي. أرجو المعذرة إذا بدوت قليل الذوق. كيف حالك؟"

صافحه أستاذه قائلاً بخبث صحفي ـ"بخير كما تركتني في الصباح، ولا أشعر إلا بالتوتر الذي يصيب الآباء حين خطبة بناتهم. اجلس يا بني."

جلس(مازن) على أقرب مقعد لـ(علا) ولكنه يواجه مقعدها في الوقت ذاته وأجلس(مودي) على ركبتيه، في حين غاص الصغير بداخل سترة(مازن) وكأنما يخشى أن يتركه ثانية، وبدا كأنه في عالم آخر وهو بداخل أحضان صديقه، وبالتالي لم يسمع(مازن) أو يره وهو يبدأ هجومه الكاسح بجميع أسلحته الفتاكة ويقول برقة لأخته ـ"كيف حالك يا(علا)؟ صديقي رحب بي، لكنك لم تنطقي حرفاً منذ دخولي."

لوهلة فقدت تماسكها الظاهري أمام أسلحته التي تدرك قوتها جيداً وحاولت تجاهل نبراته التي دغدغت حواسها، فازدردت لعابها وخفضت وجهها لتقول بتوتر ـ"ماذا أقول؟ (مودي) قال ما يشعر به، أما أنا... لا أدري ماذا أقول؟"

اقترب بوجهه عبر الغرفة ليقول بنعومة ـ"ارفعي وجهك أولاً ثم قولي رأيك في طلبي".

ثم تابع وهو يشير إلى الصغير المستكين في أحضانه ـ"أظن أن رأي صديقي معروف، أما رأيك فلم أسمعه بعد."

ضحكت ضحكة مضطربة وتهربت بنظراتها من عينيه وهي تلوي ذراع حقيبتها كعادته كلما توترت، لتقول ـ"رأيي في ماذا؟ لازلت لا أصدق طلبك من الأساس.. ولا تتوقع معرفة رأيي قبل عودتي من رحلتنا."

فتح فمه ليقول شيئاً عندما قاطعته زوجة أستاذه التي همست باسم زوجها بحجة أن لديه اتصال هاتفي لتتركهما وحدهما فاستأذن الرجل وحينها أفرج(مازن) عن السؤال الذي كان معتقلاً بين شفتيه قائلاً ـ"وما الداعي لتأخير رأيك كل هذه المدة؟"

رفعت وجهها وحاجبيها لتواجهه قائلة بدهشة مصطنعة ـ"ألا تعرف الداعي؟ وماذا عن سمعتك بين الناس وأنك كازانوفا والفتيات يحطن بك من كل جانب؟ كيف لي أن أثق برجل كهذا؟ بل إنني لا أعرفك بما يكفي لأن نصبح زوجين".

منحها ابتسامة جذابة وهو يقول بصدق هزها ـ"إذا كان الأمر يتعلق بموضوع كازانوفا، فيمكنك التأكد من دكتور(مصطفى) ومن(حمزة). فقط اسألي أي منهما وسيبرئان ساحتي من هذه التهمة، والتي كانت مزحة في البداية ثم ما لبثت أن صارت تهمة التصقت بي وتركتها من قبيل الصيت ولا الغنى. أقسم لك يا (علا) أنني لم أمس امرأة إلا في الحلال".

اقتحمتها مشاعر غيرة خفية جعلتها تعقد حاجبيها وهي تهتف به في غيظ ـ"إذاً فقد تزوجت من قبل."

رفع سبابته ليقول مدافعاً عن نفسه ـ"مرة واحدة فقط، ولا أحب اعتبارها تجربة جواز فعلية. وإذا كنت تريدين التفاصيل كلها سأرويها لك".

هزت رأسها في محاولة للتغلب على تلك الغيرة قائلة ـ"بالطبع ستحكي وتقول كل شيء قبل أن أتخذ أي قرار".

قال في ثقة ـ"عظيم. إذاً أرى أن نعقد القران أولاً ثم نسافر إلى شرم سوياً في رحلة شهر العسل و...".

قاطعته قائلة في سرعة ـ" نعقد ماذا؟! إنك تتعامل مع الأمر وكأنني وافقت بالفعل على طلبك".

عاد يقترب بوجهه منها مستخدماً سلاح نظراته المغناطيسية وصوته العميق المؤثر قائلاً بنفس الثقة ـ" وما المانع يا ح...أقصد يا(علا)."

ازداد التهاب وجنتيها وهي تسمعه يقول أول حروف كلمة حبيبتي قبل أن يتراجع في سرعة لعلمه بما ستقوله فقالت لتخرج من حرجها ـ"قلت لك من قبل أن المانع جهلي التام بكل شيء عنك وعن ماضيك. ثم إنني لا أفهم السر الذي قد يجعل رجل مثلك يُصر على الزواج من فتاة ذات ظروف معقدة كظروفي".

تحرك ليجلس على طرف المقعد كي يقترب منها وهو يجيبها بنفس ابتسامته الجذابة قائلاً ـ"أولاً أريد أن أتزوجك لأنني لن أجد من هي أفضل منك لتحمل اسمي وتحافظ عليه، وذلك لأدبك وتدينك وباقي صفاتك الرائعة. والسبب الثاني لإصراري على الزواج منك رغم ظروفك المعقدة هو رغبتي في أن أكون أباً ل(مودي). أريده أن ينشأ في أسرة عادية بين أب وأم متحابين، حتى وإن لم ينجباه. وهذا لأنني عشت بعيداً عن أبي في مرحلة من حياتي كنت في أشد الحاجة إليه خلالها".

شعرت نحوه ببعض التعاطف، فهمست بصوت خفيض كيلا تجرح مشاعره ـ" هل انفصل والداك أنت أيضاً؟"

مط شفتيه في ابتسامة جانبية قبل أن يجيبها قائلاً ـ"بالعكس.. أبي وأمي مازالا زوجين متحابين وسعداء حتى الآن، وليتني أصبح في مثل سعادتهما. لكن أبي كان يعمل في مكتب الأمم المتحدة في القاهرة وقت مولدي أنا وأخي الأكبر (زياد). ثم رُقي أبي واضطر إلى السفر لنيويورك مقر الأمم المتحدة. وقتها كنت بالمرحلة الإعدادية و(زياد) كان بالثانوي، وبعد اختبارات نهاية العام سافر أخي مع أبي ليدرس بالجامعة هناك، بينما بقيت هنا مع أمي في مصر لأنها كانت ترعى جدي رحمه الله. ظللنا في مصر حتى أنهيت دراستي الثانوية وأصررت على دخول كلية الإعلام جامعة القاهرة رغم أن أمي كانت تستعد للسفر إلى أبي بعد وفاة جدي كي يلتم شمل الأسرة من جديد. لكنني نفذت رغبتي ودرست هنا".

عقدت حاجبيها بنوع من الارتياب وهي تسأله ـ"تترك فرصة الدراسة بأمريكا والبقاء مع أسرتك من أجل الدراسة هنا؟ ما المميز هنا حتى تبقى؟ حتى الفتيات هناك أجمل بالتأكيد".

راقته نظرة الشك في عينيها ودفعته إلى الضحك بقوة حتى أدمعت عيناه، فمسحهما بأطراف أصابعه بحركة عفوية قبل أن يجيبها والابتسامة تلمع بعينيه ـ"أعترف أن الفتيات هناك أجمل بكثير وسقطت في حبائل إحداهن بالفعل فيما بعد. لكن حياة الجامعة في مصر كانت فترة انطلاقي الحقيقية. شاركت خلالها بمظاهرات وانضممت لاتحاد الطلاب وكنت أحد نجوم الجامعة حتى التخرج. تعرفت خلالها على أستاذي دكتور (مصطفى) وتتلمذت على يديه وتخرجت بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف من قسم الصحافة، ثم قررت العمل معه بعد التخرج."

لمح ابتسامة حالمة تلمع على شفتيها حالما ذكر أستاذهما وأباها الروحي، لكن مسحة حزن كست ملامحه وهو يتابع ـ" ولكن للأسف حدث ما قلب كل موازين حياتي".

بدا الاهتمام في عيني(علا) الزرقاوين وهي تسأله بلهفة ـ" وماذا حدث؟"


**************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية