كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
بسم الله الرحمن الرحيم...
أولاً و قبل كل شئ..
فلندع لإخواننا في غزة و في سوريا و في كل البلاد العربية أن ينصرهم الله و يكون في عونهم و يرحم كل شهداءهم ...فهذا هو أقل واجب علينا...
أشكر كل من خط لي بقلمه رأياً... أو تعليقاً... أو توقعاً... أو تحليلاً..
أشكركم...!!
وأيضاً أشكر من تابعني بصمت...
لا تلهكم القراءة عن أداء الصلاة في وقتها...فالقراءة يمكن تحصيلها...
الفصل التاسع
سمكة خارج الماء...!!!
هو وطنها...تعيش فيه حتى و إن كان ملوثاً...و عندما تخرج منه تموت بعد عدة ثوانٍ...
هنالك أشخاص كتلك السمكة...إن دخلوا بيئة جديدة ربما يموتون...
يتعذبون...أو يتغيرون....!!
يا شقيَّ الروحِ.. يا حادي الأرنْ.!
هل سألتَ القلبَ ما لونُ الشجنْ؟
لم تـزلْ في غفـلةٍ عمّا جَـرى
لم تُـرِقْ دمْعاً ولمْ تحفظْ هَـوىً..
دمعةٌ مِن عيـنِ مَنْ تَهوى هَمَتْ.!
ويحَ قلبِي ,كيفَ لمْ تهلِكْ أسىً .!!
ظبيةٌ كالـوردِ في عـمرِ الصِّبا
أنتَ منها الروحُ, بل أنتَ السكنْ
كيفَ تُبكِي قَلْـبَها وهيَ التِي
مِن نسيمِ الصبحِ أندَى وأَحَنّْ
يا ملاكَ السّحرِ.. يا نبعَ الهَوى
يا جَنَى عُمري ويا أَحلَى المِنَنْ
نِزار قبّاني
اليوم التالي...
دبي..
المطار..
صالة كبار الزوار...
جالس ويتأمل تلك الأوراق التي بيده...قد حصل على ما يكفيه من معلومات عنها...تلك السارقة!!...و لكن ما الذي يجعلها تريد السفر إلى بيروت؟!...و ستحجز في فندق..إذاً هي ليس لها شخص هنالك؟!...ولكن هنالك أمر ما!!..
لماذا عندما كانت هنا مهنتها هي المحاسبة..و في معلومات سفرها مكتوب أنها مرشدة سياحية؟!!...ما سبب هذا التغيير في المعلومات...أتحاول تمثيل شخصيات مختلفة؟!...أم هي تحاول التخطيط على شخص غبي آخر ككمال؟!!...
عموماً هذه المرأة وراءها سر كبير وكبير جداً...يجتاحها غموض لا بد من معرفته..و لكن قبل كل شئ لابد له من الحصول على الشريط...لابد...
وضع تلك الأوراق التي تهمه جداً داخل ملف وتناول تلك الصحيفة الموضوعة على الطاولة...و بعد عدة دقائق...
انزل الصحيفة من يده...أصلاً هو لا يستهوي قراءة الصحف... نظر إلى ساعة يده...بقي على إقلاع الطائرة ثمانية عشرة دقيقة...أحس أنه بحاجة الى الراحة...و لكن لفت انتباهه قدومها...هي...كيف لا تلفت انتباهه وهي لفتت انتباه كل من في صالة كبار الزوار من الجنس الخشن !!! ...
جذبته...كان يبدو عليها الغنى الفاحش..من بنطالها الأسود و الواصف لشكل و تقاطيع رجلها بدقة...وكأن هذا الجسد الذي أمامه منحوتة...و القميص الأبيض الضيق..و الكعب العالي الأحمر...و شعرها المصبوغ بلون خالص كخيوط من الذهب...يمثل منظومة من الفن مع لون بشرتها الأسمر...و منسدل على كتفيها بطريقة جذابة... لا يعلم لكم من الوقت أخذ يتفحصها...
من طريقة مشيتها علِم عِلم اليقين أنها متقصدة أن تجذب الأنظار لها...و قد نجحت في خطتها...للمرة الثانية يقر بها...جذبته...نعم جذبته...و لكن بطريقة اشمئزازية... فهو مهما كان...رجل تنبض بداخله عروق شرقية!!!... يكره هذه الخلاعة في المرأة...فالمرأة جمالها في حشمتها!!! و هذا اللبس ليس من عادات و تقاليد بلده و دينه...
تحرك من مكانه و أصلح ياقة قميصه...و....
كانت واضعة جهازها المحمول على حجرها...و تشرب في قهوة...وضعتها..واندمجت في ما تفعله...و لكن...
نظرت لهذا الغريب الذي جلس أمامها...و بكل ثقة و لم يعر لها أي اهتمام...و بكل بجاحة ووقاحة...يأخذ كوب القهوة الذي أمامها و يتناول منه...و يأخذ المجلة التي على طاولتها و كأنه مندمج معها كل الاندماج...
اصلحت جلستها في الكرسي المريح للأمام...\احممم..لو سمحت!!
لا رد !!!!
وضعت يديها على أردافها...و قربت رأسها أكثر...و بصوت أعلى من الذي قبله\ لو سمحت!!!
لا رد....ما به!!...أيدّعي الحماقة أم ماذا؟!
نفد صبرها...اقتربت أكثر و بيدها أنزلت الجريدة من يديه...و لكن فوجئت به...
رجل وسيم...بمعنى الكلمة...حاجبيه مقرونان...كثيفان...هذا فقط كل ما جذبها..الى الآن..لا تعلم لما ذا لم تنتقل لباقي ملامحه؟!...ربما تلك اللمعة التي في عينيه...لا تعلم أين ذهبت كل قدرتها على الكلام...
قد رأت و قابلت و...سرقت...من هم أوجه و أوسم منه...و لكن هو...فيه شئ غريب...
قال بكل برود....\يا هلا...وينها الفايلات اللي كان مفروض تجيبينها معاك ؟!
اسبهلت...ماذا يقول؟!...و من هو...ما زالت مصدومة...سجلات؟!!!
نادية \فايلات؟!!....قاطعها راسماً علامات غضب زائف على وجهه...و هو ينظر إليها بقرف من أعلى رأسها لأخمص قدمها...قائلاً...\مع انى قلتلهم اني مابي مرافق من الجنس الناعم...هذولا ما يفهمون ؟!!
لا لا هذا كثير!!!!
استجمعت نادية ثقتها و اعتدلت في جلستها قائلة \آسفة بس باين انك مخربط...بس دحين مافي مشكلة ...ممكن تجلس فأي مكان ثاني..
اردف و علامات الاستفهام عليه \ مخربط!! مو انتي المرافقة من شركة tmi عشان تسافرين معاي؟!... و اردف بغرض اغاظتها...\أنا اشترطت عليهم لو رسلو لي حرمة....نظر اليها بطريقة مستفزة...\ تكون صغيرة...و...حلوة...بس الظاهر انهم ارسلو لي...الفضلات...
عند كلمة الفضلات كانت قد وصلت إلى قمة غضبها و قد احمر كل وجهها...رغم سمار بشرتها...ووصلت عند ذلك الحد من الغضب..
نادية \ نعممم...فضلاااات...من أنت يا بابا؟!!...و من وين جيتني...تجي و تتأمر في خلق الله...و ت...قاطعها...
\ششششش...شنو هذا...وش فيك انتي...قنبلة قدامي..ولا حرمة !!!
أحست أنها و لأول مرة في حياتها تفقد السيطرة على نفسها...أخذت نفساً و قامت من على الكرسي...عدلت وقفتها...و بحركة تجاهلية...مشت من المكان نحو البوابة بعد سماعها عن اقلاع الطائرة...
ابتسم ابتسامة انتصار...و لكن حركتها الأخيرة اثبتت له أنها خبيرة في مجال الجنس الآخر...و لكن الأيام ستأتي و سيأخذ ما يريده منها...
***********************
مر أسبوعين بأكملهما...
في هذين الأسبوعين كان كل من في القصر يضج في موضوع زواج يسّار من نورة...تحضيرات كان الكل متحمس لها...ما عدا العروسين!!!...و سماح لأسباب معروفة..و رجاء لأسباب مازالت مجهولة!!...
رجاء التي لم تقتنع أبداً بهذه الزيجة و لكن هذه هي المرة الوحيدة التي يرغمها عبدالرحمن على شئ فيها...هي لم و لن ترضي عن الموضوع و لكنها مرغمة فقد وقف كل من عبدالرحمن ,خالد و الجدة أمامها!!
نورة كانت تتمنى لو تسير الأيام بالحركة البطيئة و البطيئة جداً...فهي لا تريد أن يأتي ذلك اليوم...يوم زواجها...تتمنى لو يصبح ذلك الزواج على ورق فقط!!..و ليس حياة بأكملها...في تلك المدة أخذت نورة إجازة من العمل بأمر من الجدة..و ذلك بحجة التحضير للزواج..و كانت مرام تأتيها من يوم للآخر لتساعدها...
لم تقابله!!...ذلك الذي قد صارحها برفضه التام لها...و مع ذلك قد وافقت عليه...نعم لم تقابله حتي الآن منذ ذلك اليوم الذي أنذرها فيه من موافقاتها على الزواج...يا ترى ما هي ردة فعله عندما علم بالأمر؟!...بموافقتها؟!...لماذا قد سافر هذه الفترة إلى الخارج..أكلُ ذلك رفض لها؟!...رفضٌ للواقع الأليم الذي فرضته عليه بموافقتها؟!...يا ترى ما ستكون حياتها معه؟!...خائفة مما سيفعله بها...نعم خائفة جداً...أو بالأحرى مرعوبة!!..
يسَار...أبداً لم يتوقع أن توافق على الزواج منه...يتذكر تلك الليلة التي أخبرته فيها جدته بموافقة تلك النورة على الزواج منها...أليست لها أية ذرة من كرامة؟!...ألم تكرهه بعد ما ألقاه عليها من كلمات مؤلمة؟!...ألم تحاول لملمة ما تبقى لها من كبرياء؟!...لماذا وافقت؟!...لماذا ترغم نفسها على الزواج من شخص لا يريدها و قد صارحها بتلك الحقيقة؟!..كانت كل أحاسيسه عبارة عن غضب..و غضب عارم من تلك النورة التي أدخلته في دوامة لن يستطيع الخروج منها...كان حله الوحيد هو الهرب...ولو لفترة الأسبوعين...فترة التجهيز للزواج...يبتعد من كل شئ...ولو بإمكانه لإختفى منهم...و ابتعد نهائياً..و لكنه لا يستطيع...لا يستطيع البعد عن جدته...لا يستطيع احتمال غضبها عليه...يكره تلك النورة!!!...بل و يمقتها!!...لما وضعته فيه من موقف حرج...و لتحتمل كل ما ستجده منه في المستقبل...فهي من أغرقت نفسها في بئر آلامه....!!!
*************
يوم الزفاف...
الساعة الثامنة مساءاً...
سماح \مابييي...خالد أنا تعبانة...
نظر لها بغضب شديد...\سمااااح...سبق و قلت لك ألف مرة ..حتى و إن كنتِي تعبانة بس اظهري لدقايق...
سماح \ماابييي...
خالد \سمااااااااااااح....قالها بنبرة أرجفتها...فقد تساهل معها بما فيه الكفاية فهذا هو زواج...يسَار...يسَار أخوه الصغير...ابن أخيه...وصديقه!!
قامت من مكانها لتواجهه و تحاول ممارسة سحرها عليه...طوقت عنقه بيديها و قالت بغنج تعلم مدى أثره على روحه...\خالد..حبيبي؟!!...بليييييز...
نظر لها بابتسامة وهو يحاول مقاومة حركاتها التي لطالما أسرته...\لا تحاولي...طبع قبلة على خدها وهو يقول..\أنا نازل عند الوالدة..و ابيك تجهزين سرعة..مانبي نتأخر...وتركها في غضب شديد...
هي لا تريد..اليوم هو يوم مقتلها ..لن تستطيع احتمال رؤيته مع أخرى سواها...ستتمكن من امساك يده...اشتمام رائحته..أن توقظه من النوم...تطعمه من يديها..لا...لا تستطيع الاحتمال...نظرت لنفسها في المرآة...وهي تتأمل نفسها....
سرحت بفكرها..ابتسمت ابتسامة خبيثة...ولِم لا؟!...لِم لا تلبس أجمل ما عندها و تبدو بأبهى شكل..حتى تحسسه بما فقده من بين يديه...لم لا تذهب و تجذب الأنظار لها هي...كما اعتادت دائماً..فهي على يقين أن قلبه ما زال لها و هي ما زالت تتربع على عرشه...!!
********************
في تلك الأثناء في منزل عبدالعزيز..
جالسة..كما هو حالها دائماً هي في وضعية الجلوس!!...فهي لم تجرب الوقوف ولا مرة من قبل في حياتها!!...تحس بتلك المشاعر التي قد غزت عقلها و قلبها...مشاعر جديدة عليها..لم تختبرها من قبل...ابتسمت...
هو...إنه ...الحب!!
و ليس هنالك مسمىً آخر لما يغزوها من مشاعر...
ليس هنالك مسمىً لتفكيرها فيه ليلاً و نهاراً...
ليس هنالك مسمىً لإحساسها بالفرح المطلق عندما تراه...
ليس هنالك مسمىً لإحساسها بذلك الضيق في صدرها عندما يغيب عنها...
ليس هنالك مسمىً لكل ذلك سوى أنها...قد أحبته...!!!
ذلك المحمود!!...كم هو إحساس غريب...لا يمكن وصفه بالكلمات...!!
وضعت يدها على صدرها لتحمل تلك المشاعر التي تتخلل ذلك الصدر...أنزلت نظرها لتلك الورقة الموضوعة على حجرها...و تتخللها حروف قد خطتها بيدها... أمسكت بها..إنها جواب...جوابٌ لطالما كتبته ألف مرة قبل هذه المرة...تتأمل في خطها الذي يزين الورقة...قرأت الكلام...
دكتور محمود...
لا أعلم من أين أتتني الجرأة لأكتب لك هذه الكلمات و لكني...لا أستطيع ..أخاف أن يمر الوقت و أنت لا تعلم بما في قلبي لك...سأقولها دونما مقدمات...أنا أحبك!!...
أرجوك..لا تقل أنه طيش مراهقة !! ..لا... فما بقلبي حقيقي...
روح...
لا تعلم..أتتركها له أم تنسى أمرها...لا تعلم ماذا تفعل و لكن لا بد لهذا الشخص المتبلد الأحاسيس أن يحس بحرقة أحاسيسها...لابد له..لأنها و إن لم تخبره هو لن يقوم بأي شئ...
أحست بطرق على الباب خافت أن يكون والدها...طبقت الورقة بسرعة و من شدة ارتباكها رمتها في الأرض تحتها..لتجد والدها يقف أمامها...تقدم منها وابتسامة على وجهه...أتى ليقبل جبهتها ويجلس أمامها...قال عبدالعزيز..\كيف حالها حبيبة قلبي؟!
نظرت الى الأرض فهي لا تريده أن يحس بارتباكها...قالت روح..\طيبة...
نظر لها بتفحص وهو يقول..عبدالعزيز \وش فيكِ؟!
روح \مافيني شي...
اقترب منها أكثر وهو يقول...عبدالعزيز \روح...في شي ودك تقولينه لي ؟
انتفضت ....قالت بارتباك واضح..روح \مافيه شي...
نظر لها في عدم تصديق و قال ..عبدالعزيز \أحس انه فيه شي تبين تقولينه لي...بس مو مشكلة..نحكي في هذا الموضوع مرة ثانية...و دحين يلا ننزل عشان نتعشا...
ابتسمت له ليقود كرسيها المتحرك الى خارج الغرفة...
*********************
في تلك الغرفة من القصر...
و قبل دقائق من زواج يسّار و نورة...
خالد \قلتلك ألف مرة ما بي...
قالت له بإصرار شديد..\لا أنت تبي...
خالد \يمة...أرجوكِ!!
الجدة \لا...سكتت مدة..تقدمت لتقف أمامه و هي تضع يدها على خده و تقول...\خالد...انت ما تشوف نفسك و انت تتأمل العيال الصغار بنظرة حرمان... أنا أمك..و أحس فيك..
أمسك يدها وقبلها ليقول..\يمة..أنا مابي عيال..و مابي اتزوج عليها...
الجدة \ودك تعصي أوامري؟!!
خالد \لا ماودي بس..
الجدة \بس وشو...ها...أنا ما رح اجلس و يديني مكتفة كذا و أتحسر على حالك...ما بسكت ..ما اقدر اسكت و انا أشوفك تضيع ف شبابك عشانها...هي ما تحمل...وانت وش ذنبك فيها...ها...قولي وش ذنبك؟!
سكت مدة..فهو يعلم والدته جيداً..لن تسكت عن هذا الأمر منذ أن بدأته...ولا يريد إغضابها..و لكن محال..محال أن يتزوج عليها...هي حبه!!...
قالت له بغضب شديد...\ليش سكت ها؟!!... عطيتك فترة و أنا ساكتة قلت مردك تلقا عقلك و تفكر بجدية ..بس مافيه أمل؟!!...ما رح خليك تضيع نفسك...
جلس على الكرسي و مسح رأسه دلالة على ضيقه الشديد.... قالت مردفة..\ وطبعاً هي بأنانيتها المعتادة ما بتسمح لك بالزواج...لعبت بعقلك...و سحرتك بسحرها...ما يهمها غير نفسها بس..ما بسكت لها و أسيبها تضيعك...
خالد \يممممة...غصبتي يسّار...و دحين تبين تغصبيني على شي مابيه ؟!! ؟؟...قالها بغضب شديد...
قالت له..\تعلي صوتك على يا ولد بطني..و عشان منو... عشانها ؟؟.. ها؟!!!..هذا اللي ربيتك عليه؟!!!
استغفر بصوت عال و تقدم ليمسك رأسها و يقبله...ابعدته و هي تشيح وجهها للجهة الأخرى...
خالد \آسف...
الجدة \مابي أسمع و لا كلمة ثانية... نظرت له و قالت بجدية مطلقة...\خالد..أبي منك جواب نهائي...ولو رفضت من وقتها انسى ان لك ام...و هذاني بقولها لك...و ما تقول اني بسامحك..لا..ورب الكعبة ماني متنازلة عن قراري...بنشوف مين بتمشي كلمته في هذا القصر أنا ولا هي؟!!
و تركته لتغادر الصالة و هي تنادي على مرضية الخادمة ليذهبا إلى الفندق فلم يتبق إلا دقائق على زواج يسَار و نورة...أما هو فقد ضاقت به الأرض..(من ستمشي كلمته؟!!...هي أم الأخرى؟!!..)...و ماذا عن كلمته هو؟!...ماذا عن ما يريد؟!!...لم يتحكمون به بهذه الطريقة ..لأنها تعلم جيدا أنه لا يستطيع أن يغضبها عليه فلطالما كان الولد البار بها...
استغفر ..لعل الله يفرج عليه حاله...لم يضغطون عليه..نعم هو يريد ولداً من دمه..و لكن مادامت هي معه و بقربه ..فلا يهمه شئ آخر...
وفي تلك الزاوية من نفس القصر...كانت واقفة على السلم متسمرة لا تستطيع الحراك...سمعت كل الحوار الذي حدث بينهما..لاتعلم ماذا تفعل...شهقت و هي تضع يدها على فمها من الصدمة...أول مرة تسمعه يصرخ بهذه الطريقة...يا رب؟!!..هو يحبها جدا و لكن هو أيضا يحب والدته؟!!
هي تعلم جيدا أن خوفها من حدوث ذلك ليس حبا له..و إنما هو خوف من أن تفقد إحدى ممتلكاتها فهي لا تحب أن يشاركها أحد إحدى تلك الممتلكات... ولكن لن تخاف فخالد لن تأتيه الجرأة لفعل ذلك بها...و نعم ستسحره مجدداً..إن كان ما تريده و لن تترك في رأسه ذرة عقل ليتزوج بها غيرها من النساء...
أما هذه العجوز الشمطاء هي و رجاء...فلن تتركهم فأكيد أن هذه الأفكار بتحريض من السيدة رجاء الكريمة!!!...
سحبت نفساً قوياً...حاولت أن تتقنع بإبتسامة جذابة...نزلت لتجده واقفاً في نفس شروده...وقفت أمامه لتقول و بغنج مذهب للعقول...سماح \روووحي...
نظر لها وعقله ما زال مع تلك التي خرجت غاضبة عليه..خالد \ها؟!!
قرصت خده بخفة و قالت...سماح \وش فيك؟!!
حاول خالد الابتسام لها و هو يقول...\وش هالزين..وش هالحلا...شكلي بغير رايي و ببطل !!
سماح \هههه...أحبك !!!...أمسكته من يده وهي تجره بإتجاه الخارج...\يلا نمشي...
********************
|