كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
بسم الله الرحمن الرحيم...
كيفكم أحبتي...
اشتقتتت لكمممممم جداً جداً...و بشكركم من جوووووووة جوووة قلبي على ثقتكم فيني و ثقتكم في الرواية... و على تعليقاتكم الأكثررررر من راااائعة...و بشكر كل من انضم جديييد للرواية على تعليقه...و بقولكم لي الشرف بمتابعتكم..
و بقولكم إنه صراحة في توقعات كثيرة جمييلة و ذكية...و كل شي حيبان في القادم...
مشوارنا قرب على النهاية...نفسي و فنفس الوقت ما نفسي نخلص..بس قربنا كثير و قربت توضح كل الأسرار...
و آنا قلت لكم إن هالبارت فيه مفاجئة..و قريت تقريباً كل التوقعات..بس مأ أعتقد إن فيه شخص توقعها...بس خلونا نشوفها للمفاجأة..و أتمنى أجد تعليقاتكم على أحداث اليوم..!!
و لي طلب صغير..ممكن لو وحدة قرت البارتات تسجل رقم الصفحة عشان ننزلها في الصفحة الأولى و نسهل على الباقين القراية..
**لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين**
الطية الخامسة و الخمسون...
هل لي بلمسة..؟!!
هل يا تري..!!
هل ستسمحين لي برقصة..!!
بلمسة..!!
أم هي مجرد همسة..!!
فَرَضَ الحبيب ُ دَلالَهُ وتَمَنَّعـَا
وَأَبَى بغيرِ عذابِنَا أَنْ يَقْنعا
ما حيلتي وأنا المكبّلُ بالهوى
ناديته فأصَرَّ ألاّ يسمعا
وعجبتُ من قلبٍ يرقُّ لظالمٍ
ويُطيقُ رغمَ إبائِهِ أنْ يَخْضَعَا
فأجابَ قلبي لا تَلُمني فالهوى
قَدَرٌ وليس بأمرِنَا أَنْ يُرْفَعَا
القاهرة...
ظل كل منهما صامتاً ليرجع في دوامة أفكاره..هي فكرت في الصغار..و في حالها...و في أختها التي تود ملاقاتها...فكرت في الكثير من الأشياء...و لكن و دون مفاجأة تواردت لعقلها فكرة...لم تعتقد أنها ستفكر فيها..
و أخيراً وصلا للمحكمة...ليوقف السيارة و يقوم بأخذ المفتاح و فتح بابه...و لكن ما أثار إستغرابه هو عدم نزولها ليلتفت عليها و يسألها...\الحين وش فيك؟!!...
قالت و دون تردد...\ما بي أنزل...
وصل حده منها وهو يقول...\نعممم..!!
ارتجفت لتلك النعم و لكنها قالت..\مابي أتطلق..!!
توقف لوهلة يسترجع فيها ما سمعه..أهذه مجرد تهيؤات يا ترى؟!!...قال لها بهدوء غريب..\شنو؟!!
قالت..\قلت لك..مابي أتطلق...!!
رجع ليجلس في مكانه و أغلق باب السيارة...ظل كل منهما ناظراً أمامه..و حل الصمت بينهما لوهلة من الزمن...بعدها التفت عليها هو ليقول...
...\ ليش؟!!
صمتت لوهلة ثم نظرت له لتجده ينتظر الإجابة منها لتقول..\وش اللي ليش أقولك مابي أتطلق و تقولي ليش...كنك ماتبي نرجع لبعض..ياخي إذا تبينا نتطلق خلاص كان بها و مو..و لكنه أسكتها وهو يضع كفه على فمها وهو يقول..\هيييه هييي..وش فييك يا بنت الحلال..الحين منو اللي قالك ودي نتطلق..
قالت و بعد أن هدأت...\ردة فعلك..هي اللي قالت لي..!!
قال وهو يحاول فهمها...\الحين ردة فعلي..يا بنت الحلال أنا انصدمت..من ثواني كنتي مصرة و إلا إلا نتطلق ..ما تبين تناظريني حتى كنك مو طايقتني...و الحين و فظرف ثانية غيرتي رايك...وش تبيني أقول..آنا بس أبي أفهم ردة فعلك...
ليش غيرتي رايك؟!!
نادية و بهدوء..\لأني مابي أتطلق..ودي نرجع لبعض..!!
ليسألها...\ليش؟!!
قالت و هي تحاول التجلد في تعابيرها..\شنو اللي ليش..قلت لك!!
...لأني لساتني أحبك..!!
**************************
في بقعة أخرى...!!
حملها ليجلسها على السرير وهو يسألها..\رحيق..إنتي فيك شي؟!!
قالت محاولة تهدئته..\مافيني شي...و ربي ما فيني شي...بس شكلي ما انتبهت..
زفر بقوة وهو يمد يده و يضغط على عدة أماكن في قدمها ليسألها..\هنا تئلمك..و هي تقول..\لا...ليغير مكان الضغط و يقول..\طيب هنا..\لا...\طيب هنا..\لا..آآآي..
ليقول..\تئلمك؟!.
.\إيه..
سألها..\طيب تحسين بشي فراسك..يعورك؟!!
قالت محاولة طمأنته..\خالد!!...قلت لك لا..!!
قال لها و بلهفة بدت على نبرة صوته..\لا تتحركي...خليك هنا..
و بعد عدة دقائق...عاد لها لتسأله.\وين رحت؟!!
قال لها..\لقيت وجد نامت...رقدتها في الغرفة الثانية..و جيت...و فجأة أحست بملمس بارد كالثلج في قدمها لتشهق..\آآي..
ليقو لها..\اصبري لين ما أخلص..عشان تقلل لك الورم...صمت لوهلة وهو يمرر الثلج على قدمها..\بس لو خليتيني آخذك على الدكتور..
قالت بملل من خوفه...\خالد قلت لك..ما فيني شي..بسيطة...و بعدين ب..و لكنه أسكتها وهو يقول..\ششش..دقيقة..وش هالورم اللي فراسك؟!!...مدت كفها لتقول..\وينه؟!!
أمسك كفها بيده ليجعلها تتحسس مكان الضربة لتقول..\الظاهر إني ضربت راسي بالخزانة و أنا أحاول أمسك فيها...
اقترب أكثر...وهو يبعد كفها ليمرر الثلج على الضربة...
هي...
حمدت الله أنها عمياء في هذه اللحظة..و أنها لا ترى ملامحه..فهي حقاً لا تعلم ماذا كانت ستفعل..بالتأكيد وهو على هذا القرب منها...فسيغمى عليها...
و عندما لا ترى سوى الظلام فإن الله يقوي حواسها الأخرى...فهي تحس بقربه اللامتناهي منها...
تحس بأنفاسه و هي تلفح وجهها...
تحس بلمسة كفه لوجهها وهو يمرر كيس الثلج على الضربة..
و لكم تخدرها رائحته التي تغلغلت في أعمق نقطة في صدرها...لتمكث هناك..في تلك النقطة و تغمرها بإحساس لا مثيل له...قطع أفكارها صوته وهو يقول..\رحيق؟!..إنتي تشمين ريحتي؟!!
ودت لو تنشق الأرض و تبتلعها في تلك اللحظة..أكان بادياً عليها لهذه الدرجة؟!!..قالت و بخجل..\طبعاً لا...
ليبتسم و يقول لها..\طيب لو تبين تكذبي كذبي بإحتراف يعني مو ممكن تكذبي و وجهك تلون كنه إشارة مرور..
ابتسمت رغماً عنها ليهمس لها..\و هذا هو يتلون ثاني..هالمرة حااسبيي يا بنت الناس بينفجر فييك..
لتقول بخجل عارم..\خااالد..!!
ليقول لها..\يا قلب خااالد..رووحه..و عيوونه..!!
هي و خجلها يتزايد..\خاالد..!!
ليهمس لها وهو يقترب أكثر..\أوكسجين خالد اللي يتنفسه..!!
هي و قد وصلت حدها...\خااالد!!..خلص..!!
ليقول \هههههه..خلاص..حنيت عليك...
صمتت لوهلة مترددة من سؤاله...لتقرر و تسأله..\إنت خفت علي؟!
و بنفس همسه..\ما رح تتصوري وش كثر خفت عليك...مدري وش كان بيصير لي لو صارلك شي..
لم تعلم من أين أتتها الشجاعة لتمد كفها الصغير لتتأمل ملامحه..بداية بجبهته..حاجبيه الغزيران..عينيه...أنفه المدبب...فمه...ذقنه الملئ بالشعر المرتب...و لا إرادياً لم تحس بنفسها وهي تقترب منه لتطبع تلك القبلة الخفيفة يميناً...بالقرب من فمه...
ليبتعد هو عنها خطوة للوراء..و تتوقف دونما أية حركة مستوعبة ما فعلته للتو...!!
شهقت و هي تغطي وجهها بيديها و هي تقول..\يا ربي وش اللي سويييته..آنا آآسفة..و ربي آسفة..و ربي ما قصدت إني أسوي كذا..إنت ما تبي هالشي..ما تبي إنييي..و لكنها توقفت لتلك القبلة الطويلة التي داهمت روحها دونما أي مبرر..!!
أية مقدمات..!!
و دونما أية كلمة...!!
***************************
في بقعة أخرى...
قرر يسار أخذ الجميع للسوق كنوع من الترفيه...و لكن صبا رفضت بحجة أنها متعبة و لا تقدر...و منها رفضت نورة أيضاً..و لكن الصغار لم يتركوا لها أية فرصة لذلك..و أجبروها على الذهاب معهم..
و ها هي الآن قابعة في الكرسي الخلفي و معها الصغار...و يسار هو من سيأخذهم للسوق...
قالت تلك الصغيرة و بإندفاع...\يساااار...يعني آنا أبي أسوق...لتقاطعها الأخرى و هي تقول...\لاا آنا اللي بسوق...
ضحك ذلك الآخر وهو يتأملهما من المرآة الأمامية وهو يقول لهما..\تبون تودونا عالآخرة؟!!
لتقول ملك و هي تدخل رأسها في المنتصف بين المقاعد..\نوورا من زمااان تقول نفسها تسوق...
ليتأمل تلك الأخرى القابعة في الخلف في صمت تام من المرآة الأمامية وهو يقول..\صح؟!!
أومأت رأسها في هدوء و هي تقول..\إيه...
سألها..\و ليش ما جربتي تسوقين؟!
قالت بنفس برودها..\مدري..
يسار بنوع من الحماس..\وش رايك لو خليتك تسوقين الحين؟!!
ليومئ الصغار..\إيييه إيه نووورة لازم تسوقين..
ليعيد سؤاله..\وش رايك؟!!
مستغربة هي من ذلك الحماس الذي قد أصابه فجأة و من دون أية مقدمات...قالت بملل..\ليش لا...بس إذا صار شي ذنبك..!!
ليقول بإبتسامة..\على مسؤليتي..!!
و فعلاً ابتعد لمنطقة غير مزدحمة لينزل لها و يركب في المقعد المجاور وهو يشير لها بأن تنزل و تجلس على المقعد الأمامي...تأملته لوهلة مترددة مما تود فعله..ليومئ لها رأسه بإبتسامة..\لا تخافين ما بيصير شي..آنا معك...!!
و مع إلحاح الصغار..خرجت لتجلس على الكرسي الأمامي و هي تقول بحماس..\ها؟!!
ابتسم وهو يقول..\ههههه من بدايتها..أول شي اربطي الحزام..
ضحكت و ربطته ليقول لها..\الحين شغلي السيارة...
و بعدها بدأ بإعطائها التعليمات و هي تحاول جاهدة تحقيقها في وسط تشنجها و صرخات الصغار...و أخبرها بأنها قد قادت جيداً بالنسبة للمرة الأولى على الإطلاق...
كان وقتاً جميلاً نسبياً...و لكنها ظلت صامتة طوال الطريق بسبب تلك اللمسة التي حدثت بينهما...عندما أطبق يديه من دون قصدٍ على يدها وهو يحاول إنقاذها من الدخول في إحدى أعمدة الطريق...استغربت..!!
و بشدة.!!
فهو قد لمسها أكثر مرة من قبل..و كأنه لا يعير للدين أو التقاليد أي شئ عندما يختص الأمر بها هي نورة..و يكون مجرد الإحساس بهذه اللمسة هو الغضب التام...
و لكن الآن...!!
فهنالك شئ آخر..!! لا تعلم ما هو..!!
أخرجها صوته وهو يقول لها..\نورة إنزلي و خذي العيال و أنا بشوف لي باركينج و بلحقكم..
و فعلاً نزلت على السوق بصحبة الصغار و بدأت الجولة...
لم تكن لها الرغبة بشراء أي شئ..سوى الألعاب للصغار و إحتياجات المنزل..و لكن ما أصابها بالحيرة هو يسار...فقد كان يبحث في المحلات عن ملابس...
حجاب..!!
كتب دينية..!!
لم تفهم..ما الذي يفعله بهذه الأشياء؟!...أيود أخذها لتلك الفتاة؟!!
ستموت إن لم تعلم ما الذي قد حل بتلك الفتاة ؟!...و لكنها لا تود أن تحسسه بإهتمامها..!!
و لكنها فعلاً مهتمة..!!
أوليست مهتمة..؟!!
و في منتصف كل ذلك..أتاه إتصال ما..ليرد بالإنجليزية..\ألو..نعمم..دقائق و سآتي..!!
ليلتتفت عليهم و يقول..\خلاص يا جماعة لااازم نروح..كفااية شوبينج..!!
كانت ردات الفعل مختلفة جراء قرارة..من باسل المؤيد له من شدة تعبه..و من شهد و ملك اللاتي تذمرتا من قراره و أرادتا التسوق أكثر..
و من صمت النورة التي كان كل ما يشغل بالها هو....!!
أسيذهب لها..؟!!
أأصبحت مهمة عنده لهذه الدرجة؟!!
**********************
في مكان آخر...
أغلقت حاسبها و هي سعيدة من تلك الرسالة التي قد تلقتها من تلك الهمسة...و التي أخبرتها فيها أنها قادمة للمملكة..و بأنها ستقابلها...
خرجت من غرفتها لتطمئن على والدها و تجده نائماً...نزلت للطابق السفلي...فكرت في الخروج للحديقة علّها تستنشق القليل من الهواء..خرجت لتتأمل الحديقة..بدأ الظلام أن يحل بالمكان..كان منظر الغروب يسلب الروح...
أحست بالقليل من الراحة..من نفسها و من محاولتها للتأقلم مع عمل والدها..و من رعايتها له...و بالأخص من تعاملها مع ذاك المحمود...فهي بالتأكيد قد نضجت كثيراً...
ابتسمت بخفة و هي تتذكر شكله..و لكم كان وسيماً...
للغاية..!!
...\وش فيك تتبسمين مع نفسك..!!
شهقت بقوة و هي تلتفت لتجده هو..يقف أمامها في الحديقة...
قالت بغضب مفتعل..\إنت كيف جيت لهنا؟!
قال لها..\دخلت و قابلتني الدادة و قالت بتطلع تشوفك فغرفتك..بس لمحتك من بعيد و جيت..
لفت ذلك الغطاء أكثر على جسدها و هي تحاول تغطية أكبر قدر منها... أحست بالضيق بعد تلك النظرات التي كان يرمقها بها..كانت ترتدي بنطال جينز...ملتصق بقدميها جيداً..و بلوزة سوداء ذات أكمام قصيرة...كانت إعتيادية..رافعة شعرها القصير بإهمال...
قال لها..\ليش تتغطين..ليش نسيتي إني زوجك؟!!
قالت..\و إنت نسيت إنك بتطلقني؟!!
اقترب أكثر وهو يقول..\وش هالشخصية الجديدة يا مدام روووح ؟!!..ما تعرفت عليها من قبل..صراحة..فاجأتيني فيها!!
لتقول له هي..\آنا مثل ما أنا ما تغيرت...
تأملها لوهلة وهو يقترب أكثر...\ما اشتقتي لي؟!!...
ردت بنبرتها الطفولية التي لطالما اعتادها منها...\هأ...!!
قال بإبتسامة..\إحلفي..!!
قالت هي و بتمثيل متقن..\محمود..وش فيييك؟!!...إنت عندك إنفصام شخصية أو شي؟!!
اقترب منها أكثر حتى لم تعد تفصل بينهما إلا القليل من السنتميترات..\من جدك؟!!
قالت برجفة حاولت إخفائها..\وش اللي من جدي؟!
محمود و بنبرة قاربت أن تسلبها كل قواها...\من جدك تمثلين إني صرت مافرق معك؟!!
روح و هي تحاول جاهدة الثبات في وجهه...\محمود..مو صح اللي قاعد تسويه...تدري إن أبوي نايم و ما...أسكتها وهو يضع إصبعه على شفتيها ببطء بطريقة أسكرتها...كانت كالمخدرة وهو يمرر كفيه على خدها بهدوء...حاولت أن تقول...\محم...و لكنه قاطعها مرة أخرى بإسكاتها وبهمس..\شششش...
اشتقت لملامحك..!!
كانت ستوشك أن تعلن انسحابها و سقوط كل حصونها في تلك اللحظة..لولا رنين هاتفها الذي قطع تلك اللحظة...لتدفعه و تبتعد محاولة التماسك...تأملت المتصل..ابتسمت تلقائياً..
و في الوقت المناسب..!!
قالت بصوت مسموع لذاك الأخر..\ألو أستاذ حمد..هلا..
تأملت ملامح ذلك الآخر و هي تتلون..و تتحول تماماً...
أحقاً محمود مثل بقية الرجال..
يغير..
و يغضب..
و يحس بكل هذه الإنفعالات؟!!
روح \إيه أستاذ حمد...إن شاء الله مارح أنسى..بكرة الساعة عشرة بكون في الإجتماع...و جهزت كل الأوراق...مشكور..ههههههه...ما بتقصر..شكراً...
حتى تلك الضحكة المجلجلة من جهتها... قد مثلتها بالقوة..و متأكدة هي من أن ذاك الحمد قد استغرب من ضحكها له من غير سبب...و لكنها كانت تستلذ بتعذيب ذاك القابع أمامها...
أغلقت الهاتف و كانت ستهم بالذهاب ليقوفها بيده..\لحظة..لحظة..لحظة...
ابتسمت في داخلها و دون أن تلتفت له..و بملامح جادة..\وش تبي؟!!
محمود و بغضب..\أنا اللي وش أبي...قولي وششش يبيييي هالأخ اللي إسمه حمد؟!!
هي و ببرود تام...\وش خصك؟!!
رد و بمفاجئة يتخللها الغضب..\وش خصنييي.؟!!!...لا تنسي يا هانم إنك لساتك زوجتي..و على ذمتي..و آنا مانيب طرطور عشان أسمع واحد يتصل فيك أنصاص الليالي..قاطعته و هي تقول..\لو سمحححت...الوقت لساته بدري و مافي أي أنصاص ليالي فلا تتكلم من راسك...
قال و بعصبية...\يعني هالكلام اللي قاله ما كان ممكن يرسله فرسالة؟!!..و لا هي مسخرة و خلاص؟!!
قالت بغيظ منه..\مسخرة إنت..!!
ضحك بقوة على جملتها وهو يعيدها مقترباً منها بصورة شديدة..\مسخرة آآآنا..!!
قالت بغيظ..\غياااظ..و باييخ و ماااسخ!!
ابتسم وهو يقول لها..\يا حليييل أيام زمان..لما كنتي تغلطي فحقي و أعاقبك بإني أشيلك و أجلسك على الطاولة..و أحلف ما انزلك لين تبوسيني...
قالت بخدين إصطبغا بالحمرة المفاجئة...\محمووود..!!
محمود و هو يرجع لنفس بروده..\إيه..!!
قالت بغضب..\إنت بأي صفة بتقول هالكلام...؟!
اقترب حتى لم يعد يفصل بينهما شئ...\بصفتي زوجك يا هانم..
قالت بغيظ منه و من ذلك البرود الذي قد تغلف به...\بتطلقني..و راسك فوق رق...و لكن قبل أن تكمل جملتها..طبع تلك القبلة على أنفها ليداهمها...تلك الحركة التي لطالما كان يخدرها بها...
يقبل أنفها بخفة..!!
و لكم إشتاقت لتلك القبلة منه..
و ابتعد ليقول...
...\مااا رح طلقك يا روح..نجوم السما اقرب لك..
و تركها و هي لا تعلم أهي حقاً في السماء و قريبة من هذه النجوم..أم هي في الأرض..أم هي معلقة بين الإثنين..!!
******************************
لندن..!!
تتأمل تلك القطرات من الماء و هي تتساقط من جسدها...تود لو تمكث هنا للأبد...و ألا تخرج...
ظلت لوهلة من الزمن تفكر في حالها..تحس بالضيق و لا تعلم ما السبب...ألأنها بدأت بإستيعاب رغبة سطام فيها كزوجة؟!..أم ما هو السبب..؟!!
خرجت بعد عدة دقائق من الحمام و هي تلف جسدها بذلك الروب...وقفت أمام المرآة و هي تبعد تلك المنشفة من شعرها و تبدأ بمسحه بها...ابتعدت لتتناول أي شئ لتقوم بإرتدائه....و لكنها...
تفاجأت بتلك اليد التتي تتناول المنشفة منها..شهقت و هي ترجع خطوة للوراء..لتتأمله...هو سطام واقف أمامها...شدت على الروب حول جسدها بطريقة دفاعية..ليقول بهدوء..\كيفك؟!
قالت..\بخير..!!
سألها وهو يتأمل الغرفة...\وين بالباقين؟!!
قالت بهدوء و هي تحاول جاهدة تجاهله..\راحو للسوق..
سألها..\و ليش ما رحتي معهم..؟!
ردت و ببرود..\مابي..
توقف لوهلة وهو يتأملها..
يتأمل برودها معه..!!
يتأمل تجاهلها له..!!
يتأمل خوفها من النظر له في عينيه...!!
أوقفها فجأة و دون أية مقدمات...قبلها...لتدفعه بقوة بعيداً عنها و تقف محاولة إلتقاط أنفاسها...قالت بضيق..\سطاااام..!!
قالت من بين أنفاسها الهائجة..\مايصير كذا..ما رح...!!و لكنها لم تكمل كلامها..لم تجد أصلاً ما يمكن قوله له...!!
صمتت..!!
و صمت هو في المقابل وهو يتأمل الفراغ و مما يبدو أنه سينفجر فيها...
و لكنه لم يفعل...
بل فاجئها وهو يمسك كفها بيده الكبيرة مقارنة بيدها..و قادها ببطء ليجلسها على السرير...كانت تتأمله بخوف..و هي تقول..\وش بتسوييي؟!!
قال..\لا تخافي ما رح أسوي فيك شي..ليبتعد بعدها و يجلب ذلك الكرسي و يضعه مقابلاً لها...و يجلس عليه...و يحل الصمت بينهما...
لم يكن يفصل بنهما سوى بضع سنتمترات...
لم يكن هنالك صوت غير صوت أنفاسهما المختلطة...
كانت هي تفرك كفيها ببعضهما و هي لا تعلم ما الذي يريده...و موقنة أنها لا تود معرفته...تحس بأنها طامة كبرى ستلقى عليها...
أما هو...فجلس قبالتها وهو ينحني بظهره قليلاً عليها وهو يتكل ذراعيه على ركبته ويتأمل اللاشئ..لوهلة بدت طويلة لكليهما..لينطق بعدها هو...
...\صبا...
..\اسمعيني...
..\مدري من وين ببدا لك...بس...
صمت لوهلة بدت لها دهراً ثم أردف...\قبل سنين..و فيوم..كانت قافلة معاي..و مالي خلق لشي..و خصوصاً إني كنت متخانق مع فهد خناقة كبيرة في اهماله و استهتاره بالدراسة...و تحججه إنه مو لاقي المراجع اللي في الجامعة...قلت باخذها من آخرها و ما عطيه فرصة عشان يتفلسف فيني..و بروح آنا لمكتبة واترستون و بشتري له الكتب اللي يبيها...
المهم...رحت و كنت أدور له على كتبه...و رحت على المكان المعين...و فنص ما كنت أدور لفتتني بنت...
كانت لابسة عباية سودا و متحجبة..الظاهر إنها كانت تدور في الكتب و من دون ما تنتبه وقعت باقي الكتب معها...ناظرت في الناس بخجل و بعدها ضحكت و لملمت الكتب و حاولت ترتبها مثل ما كانت...بس شكلها كان مضحك و هي تكشر وجهها وهي متلخبطة من ترتيب الكتب...
ما قدرت..و تلقائياً نسيت الكتاب..
و نسيت فهد..
و نسيت كل شي..
و صرت متابعها...
لفت على كل أرفف الكتب من دون ما تمل...حتى إني تعبت..بس كنت مصر إني أمشي وراها...حتى إنها وقفت في صف الكتب اللي تتكلم عن التنمية البشرية..و بالخصوص..(العلاقات الإنسانية و كيفية تطويرها)...الظاهر إنها مسكت لها كتاب عن التعامل مع الرجال و كيفية جذبهم و هالكتب اللي تضحك...ضحكتني طريقة قرايتها لصفحات الكتاب بحماس..و كأنها مصدقة تماماً إنها رح تجذب رجال بالنصائح اللي فيه...(ههه و أنا ما كنت أدري إنها جذبتني دون قصد!!)...و ضحكتني كمان تعابيرها لما تغيرت ملامحها و ذاك الشخص بيقرب لها...و ضحكت لما رجعت الكتاب بسرعة لمكانه..استغربت و تعرفت على ملامحه..
و بعد ثواني سلمت عليه..كنت بموت و أعرف وش تقرب له...و كل اللي كنت أفكر فيه (يا رب لا تكون زوجته)...و الله مدري وش خربطت له ووش قلت له..كل اللي أدري فيه إني كنت أبي أعرفها...و كنت بسأله بس فنفس اللحظة تلفونه رن..و استأذن...رحت اليوم كله أفكر فيها..واليوم اللي بعده و اللي بعده...
و قلت خلاص البنت بتكون زوجته و نسيت الموضوع...بس مرة ثانية قابلتها و بالصدفة...لما جيت لفهد في المعرض اللي كان لجمع التبرعات بجامعتهم...و تفاجأت...حسيت إني بطير من الفرحة إني أقابلها مرة ثانية...إني أشوفها..إني أقدر أراقبها من بعيد...و فعلاً...
ما راقبت ولا شي في المعرض...غيرها..!!
هي كانت اللوحة الوحيدة بالنسبة لي فذاك المكان...كنت أراقب مشيتها..و هي تبتسم لذا و تتكلم مع ذاك...مدري بس مقدر أوصف شعوري فذيك اللحظة...
و فلحظة فكرت إني لازم أتشجع و أقرب لها...مدري..كنت أحس كني طفل صغير يبي شي من أبوه و خايف...وش كبري و أنا أتصرف مثل المراهقين..؟!!
قربت و مدري وش قلت..مدري وش خبصت...أعتقد إني قلت كلام و السلام..بش عشان أسمعها و هي تتكلم...و كان لازم أبعد إنتباهي منها و أشتته فشي ثانيي...ناظرت اللوحة اللي قدامي و قريتها...
(لا نختار حين نحب..و لا نحب حين نختار)
حسيتها تتكلم عني...لأني ما اخترت هالشعور اللي أحسه كل ما كنت أشوفها...و قررت إني أشتري كل لوحاتها اللي في المعرض...كنت أبي ولو شي بيسط يخصها يكون ملكي..ملكي آنا...!!
و رحت بعد ما دريت إنها أخته لذاك الشخص...رحت البيت و آنا أفكر فيها مثل المراهقين..و آنا أتأمل لوحاتها اللي شريتها كلها...و تخيلتها..تخيلتها لو صارت ملكي...و قلت..و قررت..و عزمت..إني بتزوجها..إيه..لازم أتزوجها...!!
و مافي شي في الدنيا بوقفني..!!
و فعلاً...جيت اليوم الثاني عشان أسأل أخوي منها...و قلت له إني أبيه فموضوع..وهوا الثاني قال إنه يبيني فموضوع...قلت له يقول..بس هوا قالي آنا أقول بالأول..و صرنا نتعازم على من اللي يقول في البداية...لين ما هو أصر إني آنا اللي أقول بالأول بحجة إني الكبير...و فعلاً بديت و سألته بهدوء...:إنتا تعرف البنت اللي كانت في المعرض و أخته ل كذا؟!!
استغرب...و نطت عيونه في مفاجئة كبيرة...و قالي..:اللي كانت لابسة كذا كذا..
قلت له إيه...
ابتسم..و قالي بفرحة..هذا هو الموضوع اللي آنا نفسي أبيك فيه...
استغربت...و ما فهمت شي...و سألته...و ليتني ما سألته..
ليتني...!!
سألته..وش دخلها في الموضوع؟!!
و قالي..إنه يحبها و يبي يخطبها...مدري...بس فجأة كن نار هبت جواتي و صرخت فيه..:إنت جنيييت..ماهوب ممكن...اتفاجأ من ردة فعلي..و سألني ليش كل هالعصبية...اتحججت..و قلت له إنه لساته صغير و ما يدري مصلحته و لازم يكمل تحضيره و كل شي و بعدها يفكر يخطب...رفض و قال إنه يبيها و إهي كمان تبيه...
حرقتني..
إيه حرقتني هالجملة كثير..
إهي كمان تبيه؟!!..
و من وين درا..ليش..ليش يعني من كل بنات الدنيا إهي..كان ممكن يحب أي وحدة ثانية..ليش هي بالضبط..؟!!
صرخت فيه و تحججت بإنها بنت منفتحة و ماهي متنقبة و عايشة حياتها و تتعامل مع الرجال..تخانقنا..و صرخنا فبعضنا..لين ما أصواتنا وصلت لأبوي..و جا..و حكاله فهد على اللي صار...و آنا قلت مافي زواجة..أدري إنها أنانية مني..بس ما قدرت..ما قدرت أتحمل هالفكرة...
و مليت راس أبوي و أمي بأفكار إنها ما تصلح لفهد و إنها منفتحة و عايشة حياتها...و أبوي رفض هالزواجة...و خصوصاً إنه أخوي اللي قبله سوى نفس السوات...كان هذا الأخ الثاني اللي ما يطيعه...و ما أخذ بكلامنا و تزوجها...
و آنا..صرت عايش بحب من طرف واحد...و عفت الزواج و سيرته...و مع إنه أبوي حن علي أتزوج أكثر من مية مرة بس رفضت..ما قدرت..و آنا اللي كنت زمان أضحك في اللي يحبون بهالطريقة...صرت مثلهم..عفت الزواج عشان وحدة متزوجة...!!
و بالأخص...عشان زوجته لأخوي..!!
و قطعت علاقتي فيه..ما قدرت...كان لاازم أقطع علاقتي فيه...حسيت إني لو إستمريت أتعامل معاه بكون كني قاعد خونه...و ما قدرت إني أخونه و أتعامل معاه فنفس الوقت...ما قدرت إني أصاحبه و فنفس الوقت أحب زوجته...فبعدت عنه..
بعدت و قلت أحسن لي كذا..!!
إحتمال...بس إحتمال إني أنساها..!!
و المشكلة إنيي...!!
ما نسيتها..!!
صمت لوهلة أطول..أطول بكثير لم ينطق أحد فيهما بكلمة... يتأمل ملامحها المحمرة...لا يعلم أهي من الغضب أم من المفاجئة أم من ماذا...قال لها بهدوء أكثر..\يعني كنتي بالهغباء اللي يخليك ما تلاحظين هالشي من أول يوم...
من أول يوم لاقيتك فيه فبيتكم بحجة إني أبي أولاده لأخوي...ما انتبهتي إني كنت أبيك إنتي قبل كل شي...ما لاحظتي هالشي فعيوني..فحركاتي..فنظرتي لك...و لا آنا اللي كنت ممثل من الدرجة الأولى؟!!..
إحتمال...!!
و ها هو الصمت يحل لمرة أخرى وهو ينتظر منها ردة فعل..أي شئ..تسأله..تصرخ فيه...أي شئ..قال لها وهو يقترب أكثر..\صبا..قولي أي شي..أي شي...
قالت من بين شفتيها..\ليش تقولي هالكلام؟!...الحين؟؟
رجع للخلف بظهره وهو يقول..\لأني أبيك زوجة لي...صرت مقدر..مقدر أتحكم فنفسي و فتصرفاتي مثل الأول...و هالشي لقيته يضايقك..و آنا مابي منك شي بالغصب...عشان كذا صارحتك..آنا أبيك..
أبيك يا صبا..!!
إذا وافقتي..بتكونين حققتي لي أمنية من سنيين و آنا أحلم فيها...بتسعديني..بطير من الفرحة...و آنا ما رح أخذلك...
و إذا رفضتي..!!
صمت لوهلة ثم أردف..\و إذا رفضتي...ما بيكون بينا إلا كل خير...ما رح أطلقك بس ما رح قرب منك و لا رح أسكن معاكم..و بزور البنات و ما بقصر فحقهم...
لم ترد..
سمعا صوت باب الشقة وهو يفتح و أصوات الصغار بالخارج...ليقوم من مكانه و يردف...\فكري...و جاوبيني...
تأملها لوهلة..اقترب لينحني و يطبع قبلة خفيفة على جبهتها ألزمتها أن تغمض عينيها...و غادر..!!
*************************
|