كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
إذا أردت أن تسـامـح ...
فسـامـح لـوجـه الله ...
وإذا أردت أن تسعـد شخصـاً ...
...
فأسعده لإرضـاء الله تعالـى ...
وإذا أردت أن تقـدم الخيـر لأحـد ...
فقـدمـه ليقربك من الله تعالى ...
وإذا أردت أن تعـامـل النـاس بأخلاقـك الحسنـة ...
فافعـل ذلك لتكـون رفيق رسول الله صل الله عليه وسلّم في الجنة ...
افعـل كـل شـيء لله , واجعلـه خالصـاً لـه سبحـانه ...
حتـى تنـال الأجـر مضاعفا بإذن الله , وحتى لاتنـدم على خيـر فعلتـه ...
إجعل كل عملك الصالح إبتغاء مرضاة الله تعالى ...
إن الله كان بكل شيئ عليما إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً
********************
المملكة...
تأملت عبدالرحمن وهو يتناول قهوته المعتادة و يقرأ إحدى الصحف...قالت له و هي تسبح..\يابو يسار..
عبدالرحمن وهو ما زال يتصفح تلك الصحيفة التي في يده..\آمري..؟!
قالت...\خالد...يروح كل يوم الشغل من الصباح و يتأخر لين ما الدنيا تضلم؟!!
ابتسم عبدالرحمن لسؤال والدته أنزل نظارته قليلاً لتستقر على أنفه...سألها و بنفس إبتسامته..\وش فيك يا الغالية...
قالت الجدة \وش فيني..؟!
عبدالرحمن و بنبرة فهمتها هي...\ليش هالسؤال بتجيبين له عروس ثانية؟!!
قالت بتمثيل...\لاااه..بس أحس إنه في شي غريب فيه...و صار الوقت كله برات البيت...و ياخذ معاه وجد..لوين ياخذها؟!!
ضحك عبدالرحمن وهو يقول ...\بنته و ما يقدر على فراقها...وش فيها يعني لو أخذها...
حل الصمت بينهما و الأفكار تدور في رأس تلك الأخرى و هي تعلم في قرارة نفسها أن هنالك شئ غريب يحدث لإبنها..!!
*************************
بعد يومين...
لندن...
كانت و ما زالت ممسكة بإحدى تلك المخطوطات في يدها...و هي تتأملها...مع ذلك الهدوء لذي قد عم في الشقة و ذلك لأن الصغيرتان قد ذهبتا مع نورة و باسل...و يسار لم يحضر منذ ذلك اليوم..قلقة بشدة هي عليه..مع أنها قد اتصلت به و طمأنها عن نفسه و فسر لها غيابه عنهم بمشغوليات..هي لا تعلمها...
و ها هي تسرح بتفكيرها مرة أخرى و تفكر...
لماذا كل هذا التعقيد الذي تعيشه في حياتها...لماذا لم تكتف بتربية صغيرتيها بعيداً عن كل هذه المشاعر المختلطة..فهي لا تكن لهذا السطام شيئاً...
نعم..
فقد أحبت مرة واحدة و لن تستطيع تكرارها...
و مع أنها تحترمه...بل هي مغرمة بطريقته في التعامل معها و مدى إحتماله لها..و لكن لا يوجد بقلبها ما هو أكثر من ذلك...
تفاجأت بصوت رنين هاتفها...تناولته لتتأمل الرقم المجهول...علمت وقتها أنه هو...سطام...سحبت نفساً قوياً لترد..\ألو...
...\صبا...كيفك؟!!
صبا \بخير..و إنت كيفك؟!
سطام \وين صوت البنات ماني سامع صوتهم...
أرجعت تلك الخصلة خلف أذنها و هي تقول..\أمم البنات راحو مع نورة قالت بتفسحهم...
و إنتي ليش ما رحتي معهم...؟!!
صبا \لا بس...
قاطعها وهو يقول..\يعني إنتي بروحك الحين؟!!
قالت و هي ترتدي إحدى أقراط أذنيها..\إيه بروحي..بس بطلع عند جيرانا عندهم عزيمة...و ابتعدت عن المرآءة لتنحني و هي تبحث عن حذائها العالي تحت السرير...ليفاجئها ذلك الصمت الذي قد حل بالمكالمة..قالت و هي تتناول الحذاء و تقوم..\سطام لساتك على....و لكنها توقفت عن الكلام و هي تتأمل ذلك الشخص الواقف أمامها تماماً عند باب غرفتها...لم تستطع الحديث...بل تسمرت و كأنما قد ألصقت شفتيها بغراء...
قال لها بإبتسامة و هو يتأمل شكلها بنظرة لم تعهدها في عينيه من قبل...و ربما هي سبب تلك الرجفة التي اعترتها....ليقول لها...\هلا...
حاولت جمع الحروف في جملة مفيدة و لكن أول ما تبادر لذهنها هو..
..\كيف دخلت؟!!
ضحك وهو يقوم بغلق ذلك المسجل المفتوح على إذاعة القرآن الكريم...\ههههه تسأليني كيف دخلت بيتي؟!!...يعني نسيتي إنه عندي مفتاح؟!!
قالت و هي تفرك يديها ببعضهما...\ل..لا..ما نسيت..بس متى جيت من السفر..؟!!
قال لها وهو ما زال يتطلع ذلك الفستان السماوي الذي كانت ترتديه....كانت قمة في الجمال...ربما لم تتزين بهذه الصورة حتى في زواجهما الصوري...فستان سماوي طويل يبين تقاسيم جسدها بكل تفصيلة فيه...و أكمامه الطويلة و المخرمة...و شعرها المرفوع بخفة على رأسها...و عينيها المكتحلتان بسواد لا يمكن وصفه...كل ذلك في كفة..و أحمر الشفاة الذي يزين شفتيها...كانت تصرخ بلونها الجذاب...يكاد يقسم أنه لا يستطيع إحتمال جمال كهذا...!!
و كان كل ذلك باد على ملامحه ليقول لها بتساؤل..\لوين العزم؟!!
تمنت لو بإستطاعتها ارتداء عباءتها...قالت بضيق و هي تتناول ذلك الغطاء لتغطي به رأسها و هي تقول محاولة تمثيل البرود..\مثل ما قلت لك بروح لعزيمة...
اقترب منها أكثر حتى لم تعد تفصل بينهما سوى بضع خطوات...\و كل هذا للعزيمة...
قالت برجفة و هي تبحث عن شئ هي أصلاً لا تعلمه...فقط لا تود النظر له..\كل شنو؟!!
قال لها بإبتسامة صغيرة..\إنتي وش تدوين؟!!..
قالت و بإرتجافة قد بدت عليها...\آآ..آ..أدور على خاتم مدري وين راح...
اقترب أكثر وهو يوقفها من تلك المعمعة التي كانت فيها...أمسكها من ذراعيها ليثبتها و هي تحاول أن تبتعد و هي تقول..\سطاام وش فيييك؟!!...فعلاً هي مصدومة..و بشدة...فمن يمسكها الآن ليس بسطام..هو حتماً ليس بذاك السطام الذي تعرفه...
قال لها وهو يمسك ذقنها ليثبت وجهها...\إنتي اللي وش فيك...من جيت و إنتي ما تبين تناظريني؟!!...و تدورين مدري شنو؟!...ليش ما تبين تناظريني؟!!
قالت بغيظ...\منو اللي قالك كذا...خليني لازم أروح تأخرت و...
قاطعها \ما بتروحين...
قالت و إستغرابها المخلوط بالخجل يعتريها و هي تقول..\سطام بلييز بعّد... تأخرت على الناس و...
سطام \هأ...ما رح تروحين بهالمنظر...
قالت و قد وصلت حدها من الخجل...\وش فيه شكلي؟!!
سطام وهو يتأملها...\يعني حرام علي و حلال على باقي الخلق...؟!!...مقدر أخليهم يشوفونك كذا..بموت من الغيرة...
بل هي من ستموت حتماً من كلماته المداهمة لروحها...حتماً هو ليس بسطام...بل هو شخص آخر يقف أمام عينيها...نعم هو ليس بسطام...قالت ..\طيب ممكن تبعد و بعدها بسوي اللي تبيه...
قال لها وهو يقترب أكثر....\طيب ببعد بس بالأول بسوي شي كان نفسي فيه من زمان...و دون أية مقدمات يقترب ليطبع تلك القبلة الدافئة على شفتيها...
هي..
لم تفهم...لم تستوعب..بل لم يتبادر لها و لا في أبعد أحلامها أن يحدث ذلك...دفتعه بقوة بعيداً عنها و هي تسمع صوت الباب الخارجي وهو يفتح و مما يبدو أن نورة و الصغار قد أتو...أسندت كفها على الخزانة علّها تخفف من وطئة ما فيها...فهي فعلاً أحست بأنها سيغمى عليها...
و فعلاً في ظرف ثوان داهمت الغرفة الصغيرتان و هما تصرخان..\ماااما..مامااا شوووفي وش جابت لنا ن..و لكنما لم تكملا كلامهما و هما تتأملان سطام الواقف في منتصف الغرفة...لتصرخان بحماس لا حدود له...\سطااااااام...
و ينحني هو أيضاً ليضم كليهما لصدره...وهو يقول...\حبيبااات قلبي آنا اشتقت لكم كثييير...
لتصرخ الصغيرتان بإنفعال...\ و حنا كمااان اشتقنااا لك كثيير و كماان ما شفت وش صااار ب...و في وسط كلمات الصغيرتان التي لم تتوقف...و حديثهما اللانهائي مع سطام كانت تلك الأخرى في دوامة أخرى...بل في عالم آخر لا حدود له و هي فعلاً لا تستطيع الخروج منه...
***************************
القاهرة..
سحبت أكبر كمية من الهواء علّها تقويها في تلك اللحظة...ركبت في الكرسي الأمامي و هي تحاول جاهدة تجاهل ذلك الآخر القابع في كرسي السائق...عاتبت نفسها كثيراً على ركوبها معه..نعم فهي كانت ستلاقيه في المحكمة لإكمال إجراءات الطلاق...و لكنها استغربت إصراره الشديد على أن تذهب معه في سيارته...و ها هما قد تركا الصغار عند جارتها لكي يكملا هذا الموضوع...
كانت تتأمل الطرقات و إزدحامها بالمارة و هي تحاول جاهدة تفاديه...و تعلم يقيناً انها لا تستطيع..كيف و عبق عطره قد تغلغل في أعمق نقطة في صدرها..!!
ليمسها في وتر...!!
و كأنما يخبرها عطره ألا تتركه...يذكرها به..!!
برائحته...!!
بعطره...!!
و بحضنه..!!
و بكل تفاصيله التي عشقتها...!!
و كأنما يود لو يوقظها من كومة الرماد التي اندثرت أحاسيسها تحتها...نفضت رأسها و كأنما ستنفض تلك الأفكار منه و هي تقوم بفتح نافذة السيارة...تود لو تبعد رائحته عنها...نعم..فليس هنالك مجال للعودة...فهنالك جرح عميق لم و لن يبرأ...
أما ذلك الآخر...فقد كان لديه ولو بصيص من الأمل في الرجعة..و لكن بعد آخر مقابلة لها...تيقن أنها لم و لن تعد له...بل تغيرت..و لن تنسى ما فعله بها ما حييت...وهو..قد تعب...نعم تعب من كل شئ...من كل شئ يتعلق بها...عندما يزور الصغار و يذهب لرؤيتهم...يكون في قمة سعادته...و لكن في قمة حزنه...
سعيد لأنه سيراها...سيتمعن في تفاصيلها...
و لكن حزين لأنه موقن بأنها ستقابله ببرود لا حدود له...
لذلك سيطلق سراحها رغماً عنه و عن روحه...
سيطلق سراحها علّه يجد الراحة...له و لها...
و ها هي آخر لحظاته معها...نعم..فهو قد أصر على أخذها في سيارته لانه يعلم أنه و بعد هذا اليوم هي لن تكون معه لوحدهما...لحجة انها ليست حلالاً له...فهي اليوم حلاله...و غداً...!!
حتى و إن كان مجرد إحساسه بالقرب منها على كرسي فذلك يكفيه لهذه اللحظة...
مجرد إحساسه بأنفاسها...فهو كافٍ له...!
أخذ يبحث عن شئ هو في أشد الحاجة له في هذه اللحظة...لتتأمله هي بإستغراب وهو يبحث عنه بإهتمام...و انحنى ليفتح الدرج المقابل لها..و مع إنحنائه أصبح قريباً جداً لها حتى أحست بأنفاسه... لترجع للخلف...و تقول بضيق...\سيااف...وش تدور؟!!
لم يرد عليها و هو يستمر في عملية بحثه...
لتعيد جملتها عليه...\أقولك وش تدور؟!
رجع لمكانه وهو يقول..\خلاص طلعيه من الدرج عشان لا قرب لك...دام صرتي تكرهيني لهالدرجة...فيه علبة سجاير..
قالت متفاجئة برجوعه لهذا السم...\شنووو؟!!
قال وهو يكمل سيره على الطريق...\بيكون لجوة...و معه ولاعة عطيهم لي...
قالت بتساؤل..\من متى و إنت رجعت لها؟!!
أجابها و بحاجب شبه مرتفع...\و إنتي ليش تهتمين إذا رجعت لها أو لا؟!!
قالت بتراجع.. و هي تتأمل الطريق...\ما تهمني فشي...بس عشان الأولاد...
أوقف السيارة بطريقة فاجأتها في طرف الطريق و ألتفت لها وهو يقول بنبرة مختلفة تماماً...\وش دخل الأولاد في الموضوع؟!!
قالت..\الحين ليش وقفت؟!!...
قال بإصرار بدا على ملامحه...\أبيك تجاوبيني؟!!
قالت محاولة تبرير موقفها...\مابيهم يقومون و يشوفونك بتشرب سجاير هذا كل الموضوع...الحين تحرك خلينا نخلص...
نظر لها بطريقة جعلتها ترتجف..انحنى ليبحث هو في الدرج وهو يخرج ما يريد و يغلقه بكل قوته بعصبية أخافتها...وهو يقول...\تناقضين نفسك بطريقة مضحكة...!!
تأملته وهو يشعل تلك السيجارة و يسحب منها و من ثم يقوم بنفخ ذاك الهواء في السيارة...كحت و هي تقوم بإنزال الزجاج لأقصى حد دون أية كلمة منها...ليقول وهو يتحرك بالسيارة..\و لك اللي تبينه...!!
و ظل كل منهما صامت ليرجع في دوامة أفكاره..هي فكرت في الصغار..و في حالها...و في أختها التي تود ملاقاتها...فكرت في الكثير من الأشياء...و لكن و دون مفاجأة تواردت لعقلها فكرة...لم تعتقد أنها ستفكر فيها..و أخيراً وصلا للمحكمة...ليوقف السيارة و يقوم بأخذ المفتاح و فتح بابه...و لكن ما أثار إستغرابه هو عدم نزولها ليلتفت عليها و يسألها...\الحين وش فيك؟!!...
قالت و دون تردد...\ما بي أنزل...
وصل حده منها وهو يقول...\نعممم..!!
ارتجفت لتلك النعم و لكنها قالت..\مابي أتطلق..!!
**********************
لندن...
توقفت لوهلة أمام باب الغرفة و هي تحاول أن تتحكم بإنفعالاتها...و أن تبدو أبرد ما يمكن أمامه...فها هي قد انتهت من مساعدة البنات على تغيير ملابسهما و الخلود للنوم..و مع إصرارهما الزائد على النوم معها في غرفتها إلا أن نورة رفضت رفضاً تاماً و أصرت أن تنام الصغيرتان معها و أن يتركا لها هي و سطام الغرفة...!!
يتركا لهما الغرفة..!!
كيف...!!
كانت تتمنى لو تنام الصغيرتان معهما..و لكنها و إن زادت في إصرارها فسيبدو لنورة أن هنالك شئ ما يحدث بينهما...و هي لا تود لمخلوق أن يعرف...
و لكن كيف...!!
كيف و هي لم تعتاد حتى على الجلوس معه في مكان لوحدهما..!!
فكيف بأن يمكثا في نفس الغرفة..!!
كانت تحس بأنها ستجن لمجرد التفكير في الموضوع...سحبت أكبر كمية من الهواء و هي تحاول الثبات...فتحت باب الغرفة لتتأمله وهو يقوم بإرتداء إحدى قمصانه...ألديه الجرأة أن يفعل هذا في غرفتها..؟!!
إحمرت وجنتاها تلقائياً لمجرد التفكير بأنها و إن دخلت قبل ثوان قليلة فقط فكانت ستحس بإحراج أكبر و حمدت الله...
أغلقت الباب و هي تحاول التغلف بالبرود..قالت و بنبرة غاضبة لكن هادئة ..\آنا بفهم...إنت كيف تتجرأ و تسوي اللي سويته من شوية؟!!
لم يرد عليها ليزداد غضبها و هي تقول..\لا تتجاهلني...آنا ماني طفلة..و حنا كان بينا إتفاق معين أعتقد إني وافقت عل أساسه..فلا تجي و تغير و تتصرف بهالطريقة مثل المراهقين...
قال لها وهو يكمل إغلاق أزرته..\عجبتك..!!
تحول وجهها لكتلة من اللون الأحمر وهو يحرجها بكلماته...قالت و بغضب..\إنت من جدك..!!
قال لها و بإبتسامة أثارت غيظها...\هههه..إيه من جدي...لو ما كانت عجبتك كان عطيتيني كف...أو وقفتيني...بس إنتي ما سويتيها...
قالت و هي تقترب بغضب..\يا ربي..ماني قادرة أصدق...و هالدور اللي كنت تمثله...دور الشخص الطيب المسكين...وين راح..ولا هذا كان تمثيل بس..ماني عافية لك اللي سويته...!!
قال لها و بضحكة...\هههههه...خلاص إنتي إشكيني لرب العالمين..و أكيد ربي بيعاقبني لأني قربت من زوجتي..و اللي مفروض إنها حلالي أسوي فيها اللي أبيه...
يكفي...!!
نعم يكفي..!!
فهنا هي قد وصلت حدها منه...
قالت و بغضب قد تزايد لأقصى حدوده...\إنت وش تعتقد..تبي حقك..خذه..بس ما رح تاخذ أي شي ثاني..و آنا قلتها لك من قبل..ما رح أنسى فهد...ماااا رح أن....و لكنه قاطعها وهو يدفعها بقوة ليحاصرها مع الحائط...كان كثور هائج يوشك على الإنقضاض عليها...كانت عيناه تتطايران من الغضب...تأملته و قد بدأت عيناها تلمعان من الدمع...
قال بنبرة هادئة بعيدة عن ملامحه الغاضبة..\آنا بشر...و لي طاقة تحمل..لي حد..لي حد يا صبا...!!
كانت لحظة لا يمكن وصفها...لا يفصل بينهما أي شئ...تحس بصدره المتشنج من شدة الغضب..و تلفحها أنفاسه الغاضبة..وهو يحس بصدرها الذي يعلو و يهبط و بإرتجافتها التي بدت في جسدها...
فك أسرها وهو يبتعد مردداً...\استغفر الله العظيم و أتوب إليه..!!
أما تلك الأخرى...فدخلت الحمام و هي تغلق بابه لتتكل جسدها عليه و تبكي بكل حرقة...كانت تبكي ألمها..تبكي فهداً الذي تركها مختلطة المشاعر...لماذا؟!!
فإن ذهب هو...!!
لماذا لم يأخذ معه ذكراه..صوره..روحه التي ما زالت تعيش بداخلها...لماذا؟!!
لماذا يعيش كحاجز بينها و بين كل شئ في هذه الحياة...
فهي تعلم أن سطام ليس له أي ذنب فيما يحدث..!!
و الذنب كل الذنب هو ذنبها...!!
ذنبها هي فقط..!!
و ها هي تخرج بعد ساعة ...لتفاجأ به و قد فرش عدداً من المساند على الأرض و نام عليها...ليترك لها السرير..و كأنما يخبرها بمدى تعب روحه منها..!!
***************************
في مكان آخر...!!
ابتسمت لتلك الصغيرة و هي تمد لها ذلك الصحن..\وجد..خذيه بشويش حبيبتي أخاف لا تطيحينه...
لتقول لها تلك الصغيرة بإصرار..\لااا ما رح أطيحه...
و أخرجت الصحن الأخير لتتحرك ببطء و يحمله خالد من يديها لتجلس على الطاولة...سمعته و هو يقول للصغيرة..\وجد تعااالي و كلي معنا على الصفرة لا تاكلين قدام المسلسل...
لترفض تلك الصغيرة و تقول له هي...\خليها براحتها...مدامها تاكل مو مشكلة..
و في وسط أكلهم سألته عن عمله و عن أهله و تلك الأسئلة المعتادة التي كانت تسأله لها دائماً...و ليسألها هو..\كيف كان يومك؟!!
قالت بإبتسامة..\بخيير...مثل كل يوم...و من ثم قالت و ببراءة..إيه اليوم جا ضاحي و سلم علي...
ليقول هو و بنبرة متغيرة تماماً...\شنووو؟!!
أحست بالتراجع في كلماتها من نبرته الشبه غاضبة لتقول..\وش فيك؟!!
ليسألها..\ضاحي إجا اليوم.؟!!
قالت و بخوف..\إيه..
ليسألها..\و إنتي قابلتيه؟!!
قالت و بنفس نبرتها الخائفة..\إيه بس ما دخلته أصلاً جا ووقف في الباب و...ليقاطعها هو وهو يضع معلقته في الصحن لتصدر صوتاً قوياً...هي لم تفهم أي شئ...بل سمعت صوت الملعقة و صوته وهو يقوم...و هو يردد بغضب..\استغفر الله العظيييم...و هو يبتعد عنها لتناديه بلهفة...\خااالد..وش فييك؟!!...خااالد...!!
تمنت في تلك اللحظة بالذات لو استطاعت رؤيته..!!..لو استطاعت فقط قراءة ملامحه...تأملها...لتعلم سبب غضبه..فهي لم تفهم أي شئ...
قامت من مكانها بسرعة و هي تتحرك خلف خطواته حتى وقفت عند باب الغرفة و هي تقول بلهفة..\خاالد؟!!
لم تسمع أي رد..صمتت لوهلة ثم رددت بقلق يتزايد في روحها...\خالد وش فيك آنا مو فاهمة شي!!!
لتسمع صوته...\إنتي ليش فتحتي له؟!!
قالت و بإستغراب..\الرجال ما شفته من لما قام و بعدين آنا ما سمحتله يدخل بس سلم من الباب...يعني ما دخلته...آنا مدري إنت ليش معصب كل هالتعصيب...
قال و بنبرة غاضبة أرجفتها..\آآآنا معصب يا هااانم لأنه الأستاذ ما فكر يجي فوقت آنا أكون موجود فيه..و لا إتصل علي عشان يجي..معني عطيته رقم جوالي..ليش ما يتصل..إلا إذا حب يلاقيكي بروحك..
شهقت بألم و هي تقول..\إنت وش قاعد تقول..لا ماهوب..
صرخ بقوة وهو يقاطعها..\طيييب لييييش ما يتصل فيني..ليييش ما يفكر إن البيوت لها حرمات...
اقتربت بسرعة منه و لم تنتبه لإحدى ألعاب وجد التي كانت مرمية على الأرض لتشهق و هي تقع على الأرض...
*************************
المملكة...
تأملت تلك الأوراق التي ناولها لها ذلك الآخر...قالت..\يعني هذي هي معاملات هذا الشهر...و فيها كل الفواتير تبعها..؟!!
ليرد..\إيه...و أردف وهو يمد لها أوراقاً أخرى..\و هذي الأوراق لازم يوقع عليها الأستاذ...و أكيد إذا صار لك توكيل فيها ممكن توقعين إنتي فيها..بس الحين لازم يوقع أهو عليها..
قالت...\تدري إنه أبوي الحين مريض و إن شاء الله كلها كم يوم و يقوم بالسلامة...و يوقع أهوا بنفسه على كل شي و يتابعه...و لين ذاك الحين آنا بحاول أتعلم في هالشغل..
ابتسم لها...\ههه..و ما شاء الله عليك تعلمتي إشيا كثيرة عن الشغل ففترة قصيرة جداً...
قالت بإبتسامة..\ههه..هذا أكيد بفضلك..مشكور أستاذ حمد...
قال..\هذا واجبي...وقام وهو يقول..\خلاص الحين آنا أستأذن و بعدين رح آجي و أتفاهم مع الأستاذ عبدالعزيز..الحين مابي أزعجه...
قالت..\لاه مافي إزعاج أو شي...
و قامت لتوصله لخارج الغرفة...و لدى خروجهما كانت الدادة تدخل شخصاً آخر و هي تقول له..\تفضل أستاذ محمود دقيقة و...و لكن قطعت كلامها لدى خروجهما...
ليقف كل منهما يتأمل الآخر...
ليقول محمود بنبرة غريبة..لم تكن برودة بل كانت شيئاً آخر..\السلام عليكم...!!
لتقول روح...\و عليكم السلام...توقفت لوهلة لتعي بعدها أنها لم تعرفهما على بعضهما...\الأستاذ حمد...و أشارت على محمود لتقول..\دكتور محمود...!!
ليسلم كل منهما على الآخر و يستأذن ذلك الآخر وهو يقول..\الحين أستأذنكم...
لترد هي بإبتسامة عليه..\مع السلامة...لين بعدين..!!
ليقف كل منهما بعدها في لحظة صمت...بدت هذه اللحظة دهوراً و ليست بضع ثوان...ليقول لها و بنبرة ساخرة...\دكتور محمود؟!!
ردت و بنفس نبرته الساخرة...\ليش إنت مو دكتور؟!!
قال لها..\هههه...لا يعني كان ممكن تخصصيها شويتين و تقولي..مثلاً...مثلاً...زوجي محمود...
أصلحتها له و هي تقول..\اللي رح يصير طليقي..و لا نسيت...؟!!
توقف لوهلة وهو يتأملها...لا بل يستغرب كل تصرفاتها...يحاول استيعاب واقع...هل هذه هي روح؟!...
من سابع المستحيلات...!!
قالت له و هي تكسر الصمت...\أممم...جيت لشي معين؟!!
ابتسم وهو يقترب منها...\ما قلتيلي...منو هذا ال....حمد..!!
ابتسمت في داخلها...!!
لا...
بل كانت هنالك طبول تعزف في داخلها...
خافت أن تفضحها تلك الحفلة من السيرك التي تجري بداخل روحها...نعم...!!
فهي تقسم أنها ستوشك أن تطير من الفرحة...
فهل هذا هو محمود..!!؟؟!!!
تلك الكتلة من البرود...؟!!
أهو نفسه ؟!!
ابتسمت و هي تتأمل ملامحه المحمرة...و عيناه الغاضبتان...و روحه التي ستوشك أن تخنقها من غضبها...
لا تصدق أنه نفس المحمود...!!
أيغار..!!
نعم...
هو يغار...!!
عليها..!!
من ذاك الحمد..!!
ليخرجها من قمة فرحها صوته..\ليش ساكتة؟!!
قالت و بنفس ابتسامتها..\إنت اللي ليش تسأل...ما يخصك..!!
قال بغضب..\نعم..!!...أعتقد إنك نسيتي يا هانم إنك لساتك زوجتي و ملكي...
و لكم أعجبتها هذه الكلمة..
لا..بل تغلغلت لأعمق نقطة في صدرها...
إنتي ملكي..!!
رجعت لرشدها و هي تقول و بنبرة تحدي..\و أعتقد إنك نسيت إني شوية و بصير طليقتك...
قال و برفعة حاجب...\منو اللي قال؟!!
روح \نعممم..!!
محمود \آنا بكيفي...إذا حبيت أطلق و إذا ما حبيت ما رح طلق..!!
روح \ماهوب كيفك...و هذا ما كان إتفاقنا...
محمود \يا ستي آنا غيرت رايي..كيييفييي...مابي أطلقك...و بتصيرين كذا معلقة...
قالت له و هي تتأمل ملامحه جيداً...\ماني قادرة أفهم..إنت ليش غيرت رااايك بهالطريقة؟!!
قال..\كذا..مزاج..
و هنا..تبدلت الآية...فأصبح هو من يتصرف كالمراهق..و هي العاقلة فيهما...فسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال...
قالت و بتمثيل متقن...\آنا ملي خلق لك و لهالفارغة...وش تبي؟!!..ليش جيت دامك ما تبي تطلق؟!!
قال و بتردد..\كنت أبي عمي...
قالت و بنفس برودها...\أبوي الحين تعبان و نايم..و مقدر أصحيه..فإذا حبيت ممكن تجيه مرة ثانية..
لتأمر الدادة بعدها أن تقوده للخارج...
صرخت من الفرحة..لا...بل ظلت تجوب كل أنحاء الصالة و هي تقولها بفرح...\آآآه يا دادة...يغااااار علي...و ربي يغاااار...آآآه لو شفتييه يا دادة و هوا معصب...و ربي خققققققة...كنت بموووت بنجلط...بدوووخ...و ربي ما كنت قادرة أستحمل...يهبببببل يا دادة...كان ودي أحضنه...أضمه و أقول له وش كثر شكله يخبل وهو معصب....و ربي كنت بموووت...
نعم..
هذه هي رووح..!!
لم تتغير..
و لم تصبح باردة كما اعتقدت...
و لم تتعقد..
بل هي نفسها تلك الطفلة الشفافة...الطيبة..
بتصرف واحد منه تذوب و تهيم و تعشق..!!
و تقفز و تفرح...!!
******************************
في اليوم التالي...
...\بنااات أوقفوا و لا تتحركوا لين ما أخلص..مابيكم تروحون مني...
كانت كل من ملك و شهد و باسل يتقازفون في المكان و يلعبون دون إكتراث لكلماتها...فكرت بداخلها لماذا أخذتهم لوحدها و لكنها وعدتهم بأخذهم للسينما لمشاهدة أحد أفلام الأطفال المتحركة...و صبا اعتذرت لأنها تحس بتعب...و لكنها تحس بعدم قدرتها على ضبطهم...دفعت في إحدى النوافذ و أخذت التذاكر و التفتت لتقول لهم..\يلا خلص خلصنا و بندخل..و لكنها تفاجأت لعدم وجود باسل في المكان...استغربت و هي تقول للصغيرتين...\وينه باسل...لتومئ كل منهما رأسها دلالة على عدم معرفتهما...
بدأت تحس بإرتجافة لا حدود لها و هي تقول..\كيف ما تدرون وينه و أنا خليته يلعب معاكم...و أمسكتهما من كلتا يديهما و بدأت تبحث عنه و هي تحس بأنه حتماً سيغمى عليها...و لكنها تفاجأت لذلك الآخر وهو يحمله فوق كتفه...قالت بلهفة..\بااااسل...أنا مو قلت لك لا تروح بعيد..
قال لها يسار..\ههههه..كان بيضيع منكم لولا إني لقيته عند الباب...
و أنزله لتحتضنه نورة و تقبله و هي تقول..\لا تبعد عني مرة ثانية...و تقترب الصغيرتان من يسار وهما تحتضناه بالمثل..\خااالووو...إنت بتدخل معانا السينما...
ابتسم لهما وهو يدخل يديه في جيوب بنطاله..\أكيد...
لتقول له نورة و بغيظ..\ليش جيت؟!!
لا تعلم لم هي مغتاظة منه لهذه الدرجة...فهي لم تره لمدة يومين تقريباً...و لا تعلم ما الذي حدث له أو لتلك الفتاة...
و لا تود حتى أن تعرف...!!
هذا كانت تقنع نفسها به...!!
قال وهو يتأمل الصالة متجاهلاً لها...\صبا قالت لي ما خليكم بروحكم لأنك ما رح تقدرين على ثلاثتهم...و ابتعد و معه الصغار وهو يشتري تذكرة له...
دخلو بعدها لمشاهدة الفيلم...
هي كانت تعلم في قرارة نفسها أنها كرهت قدومه..و لم تعد تطيقه...و لكن أكثر ما يزعجها هو حيازته الكاملة على كل تركيزها و عقلها...
نعم...!!
فأينما حل هو أخذ كل تركيزها..فهي تعلم في قرارة نفسها أنها لم تنتبه لأي مشهد في الفيلم بل كانت سارحة بالكامل فيه..تود لو تتخطاه...تبتعد عنه..تنساااه...و تنسى وجوده...و لكنه لا يود حتى أن يسمح لها...
خرجوا من السينما مع إصرار الصغار على الذهاب للملاهي...و لكنها رفضت إلا أن يسار أصر على أخذهم...و بينما توقفوا لشراء آيسكريم للصغار...كانت نورة تتأمل صغيرها وهو يجري في أنحاء المكان...و تتأمل نظرات الناس له...فهو يحمل ملامحاً جميلة...و لطالما أوقفها الناس لطبع قبلة على خده أو تقبيله...تأملت تلك السيدة العجوز هي و زوجها و هما يتوقفان ليسلما على باسل...ابتسمت لهما...
لتسألها السيدة الإنجليزية بإبتسامة..\هذا إبنك؟!!
نورة \نعم...
السيدة \ما اسمه...؟!!
نورة \باسل..
ليقترب وقتها يسار ليعطيهم الآيسكريم و يقول له الرجل العجوز...\ابنك جميل..يحمل نفس ابتسامة والدته...و تكمل السيدة..\هههه نعم..و لكنه يشبهك كثيراً...يقولون أنه و إن طلع الإبن على شبه والده فهذا يعني أن والدته تحب والده أكثر من حبه لها...
حل صمت غريييب بين الإثنين..لم يعلم كل منهما ماذا يرد..
و لماذا يحسان بهذا الإحساس الغريب..؟!!
و لكن فضل يسار أن يكسر الصمت و يمثل بروده وهو يضحك بقوة وهو يقول لنورة بنظرة مضحكة ..\ما كنت أدري إنك تحبيني هالقد...
قالت بغيظ..\ههههه باايخ...و ابتسمت للسيدة و زوجها و هي تقول..\آسفة و لكنه ليس زوجي..
اعتذر الإثنان و ذهبا في طريقهما ليقول لها يسار متجاهلاً ما حدث للتو ..\يلاا يا بناات...خلونا نروووح و نم....و لكن قاطعه صوت الهاتف...ليرد..\ألو...شنو صار؟!!...لا خلا دقايق و بكون عندكم...
سألته نورة بقلق..\شنو فيه؟!!
ليرد..\آنا لازم أروح الحين..هذي البنت...مشوار الملاهي خلوه مرة ثانية..!!
فكرت بداخلها...و ها هو يتركهم من أجل تلك الفتاة...فما قصتها...و ما قصة إهتمام يسار بها؟!!
*********************
في بقعة أخرى...
قالها و بتلك النبرة المفخمة التي كانت تخرج من فاهه..\خلاص تم...!!
ليبتسم ذلك الآخر إبتسامة حقد دفين قد كان ينمو كل ليلة قضاها في السجن...ليقول له..\كفووو...تمام...يعني خلصت على الموضوع..!!
...\مثل مااا قلت..!!
...\هههه...و لك اللي تبيه...و الحين...!!
بتنفذ الديل الآكبر...أكبر بكثييير..!!و هذي إن سويتها...لك كل ما أملك..!!
***************************
تذكر وقوفك يوم العرض عريانا ***** مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا
والنار تلهب من غيظ ومن خنق **** على العصاة ورب العرش غضبانا
اقرأ كتابك يا عبد على مهل ****** فهل ترى فيه حرفا غير ما كان
فلما قرات ولم تنكر قر اءته ****** وأقررت اقرار من عرف الاشياء عرفانا
نادى الجليل خذوه يا ملائكتى***وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا
العاصون غدا فى النار يلتهبوا *** والموحدون لدار الخلد سكانا
مثل لنفسك ايها المغرور ***** يوم القيامه والسماء تمور
اذا كورت شمس النهار وادنيت *** حتى على راس العباد تسير
واذا الجبال تقلعت بأصولها *** فرأيتها مثل السحاب تسير
واذا الصحائف نشرت وتطايرت ** وتهتكت للعالمين ستور
واذا الجليل طوى السماء **** بيمينه طي السجل كتابه المنشور
واذا الوليد بأمه متعلق ***** يخشى القصاص وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف جناية **** كيف المصِر على الذنوب دهور
واذا الجحيم تسعرت نيرانها*** ولها على اهل الذنوب زفير
واذا الوحوش لدى القيامه أحشرت ** وتقول للأملاك كيف تسير
واذا الجحيم تسعرت نيرانها *** ولها على أهل الذنوب زفير
واذا الجنان تزخرفت وتطيبت ** لـفتى على طول البلاء صبور
هنا أقف و أنا أتمنى أن تنال الطية إعجابكم...
و أتمنى تكون كفتكم لليوم..
و إن شاء الله بحاول أخلص البارت القادم فظرف أسبوع...
لنا لقاء قريب مع أحداث جديدة و مفاجآت..
لا تنسوني بصالح الدعوات...
أختكم..
**روووح**
|