لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-14, 12:01 PM   المشاركة رقم: 396
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265689
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماهيتاب ا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 85

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماهيتاب ا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فى انتظارك اختى وجزاكى الله خيرا

 
 

 

عرض البوم صور ماهيتاب ا  
قديم 12-04-14, 08:46 PM   المشاركة رقم: 397
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

بسم الله الرحمن الرحيم...
كيفكم أحبتي...؟!!
ما حطول و أتمنى الفصل ينال إعجابكم...


الطية الثالثة و خمسون
حب مؤلم...!!


يستنزفني...
يهلكني...
يؤرقني...
يغرقني في حالة من الغضب..
القهر..الألم...
و لكنه...
يأسرني..!!
فكيف لي ألا أتألم...!!



من أين يأتينا الفرح ؟
و لوننا المفضل السواد
نفوسنا سواد
عقولنا سواد
داخلنا سواد
حتى البياض عندنا
يميل إلى السواد
من أين يأتينا الفرح ؟ و كل ما يحدث في حياتنا
مسلسل استبداد
الوطن استبداد
و الهجرة استبداد
و الصحف الرسمية استبداد
و الشرطة السرية استبداد
و الزوجة استبداد
و عشقنا لامرأة جميلة جدا
هو استبداد ! !
نزار قباني





تعبت و هي تحاول إيقاف صغيرها من الجري...فها هما و قد خرجا في نزهة صغيرة..ربما سببها الأساسي هو الإبتعاد عن ذاك الآخر...فقد أرهقها القرب منه...أرهقتها تصرفاته الغريبة على روحها...فهي لم تتعود على هذا الوجه من يسار...!!
نادت صغيرة..\باسل حبيبي تعال لا تروح بعيد...

ليصرخ الصغير وهو يجري خلف الحمامات..\ماما أبي أمسك وحدة...مامااااااا إمسكي لي وحدة...
ابتسمت و هي تقول..\حبيبي مقدر عارف أمك تخاف من ضلها...
باسل بدوره كان متحمساً...\ماماااا بليييز...!!
...\امسك هذي و لا تخليها تطير...

رفعت رأسها لتتأمل صاحب الصوت..إنه هو...ألا يريد أن يعتقها لوجه الله؟!!...تأملته وهو يمسك بإحدى الحمامات و يناولها لباسل و باسل يضحك بقوة لا حدود لها...ابتسمت لدى فرحة صغيرها...حاولت أن تتجاهله و كأنه لم يأت...فهذا هو الحل الوحيد للتعامل معه....و لكنها أحست باقترابه و جلوسه قربها وهو يتأمل باسل...
كانت تتوقعه أن يتحدث...يتكلم..أو يغيظها بأية طريقة..و لكن توقعاتها لم تصب...بل ظل صامتاً دونما أية كلمة...حتى أنها استغربت...ليقترب منهما باسل وهو يحمل تلك الحمامة وهو يمدها لها وهو يقول\..ماما شوووفي...

ابعدت يدها و هي تقول بخوف \باسل لا تقربها مني..
ليضحك يسار في تصرفها...و يقول..\وش فيك..هذي حمامة ماهيب صقر...!!
قالت..\بااااسل بعدها عني...
يسار \نورة..وش فيك؟!..تخافين منها؟!..من متى؟!..و إنتي كان لك من قبل قفص طيور؟!!..
أيريد أن يذكرها بما كان بينهما...؟!!

قالت..\زمان شي و الحين شي ثاني...أنا صرت أخاف و أكره أشيا كثيرة ما كنت أكرهها قبل...
ابتسم لردها له..و قد وصل له مغزى جملتها ليقول..\مقبولة منك يا بنت عمي...!!
ليأخذ الحمامة من يد باسل و يمدها لها...\إلمسيها...
نورة \يسار أقول لك بعدها عني..
يسار \ما رح بعدها لين تلمسيها..و ربي ما رح تسوي شي...صدقيني أنا ماسكها و ما رح تسوي لك شي...

و أصبح باسل يصرخ لها بحماس..\ماما خذيييها..المسيهااا حلووووة...
و أخيراً انصاعت لأوامرهما و هي تمد كفها بخفة لتلمس طرف الحمامة...أعجبها ملمسها..لتقول..\ماهيب مخيفة مثل ما كن...و لكنها لم تكمل جملتها إلا وهو يطلقها لتطير بالقرب منها و تصرخ هي و تقوم و ينفجر كل من يسار و باسل في ضحكة لا حدود لها...لتصرخ فيه بغيظ..\يساااار..وش هالتصرفااات...أوووف...!!

غضبت..و لكن بعد لحظات ابتسمت و هي تتأملهما و هما يضحكان..لا تعلم و لكن الصورة ككل بعثت لروحها إحساساً غريباً...!!


******************


في بقعة أخرى...

ممسكاً بيدها المرتجفة...قال لها بهمس...\إياك ثم إياك ترفضين له طلب..و اللي يقوله لك تنفذيه بالحرف الواحد...فهمتي؟!!
أومأت رأسها و هي تقول له...\بيعطينا الحقنة؟!!
...\إيه بيعطينا بس إنتي لازم تنفذين طلباته كلها...عشان يوافق يعطينا..و لو رفضتي..بقتلك فهمتي...بقتللك!!!

أومأت له رأسها لتدخل تلك الغرفة الخالية من أية مبادئ...غرفة تنبض بالقذارة و ذلك الرجل المخيف و الجالس على كرسي وحيد بالقرب من السرير...قال لها و بابتسامة تتخللها القذارة...\كيفك يا أمورة؟!!
لم ترد عليه ليكمل...\تبين الحقنة؟!!..و أخرج لها تلك الحقنة من جيبه لتراها و تقترب منه بسرعة لترتمي بالقرب من رجله...\إييي...أترجاااك ابييهااا و الله أبيهااا...
أرجع الحقنة لجيبه وهو يقول بنفس ابتسامته...\لا...ما بعطيها لك إلا بشروط...
هي \شنووو هيي...؟!!

الرجل...\أولاً...تبوسيلي رجلي...و بدون أي تردد قادتها روحها المريضة و التي على مشارف الموت لتفعل ذلك...قال لها...قولي..\أنا بنت تافهة و مريضة و ما عندي كرامة...
قالت و الدموع قد ملأت عينيها..\أ..أنا ...بن..بنت..تا..و بدأت بالبكاء الذي حاولت جاهدة كبته...
قال لها...\قووولي..أنا بنت تافهة...و مريضة و ما عندي كرامة...
أمسكت قدمه و هي تقول..\أترجاك..لا تذلنيي!!!
قال وهو يرفسها برجله...\قوووولي...

هي \أنا..بنت...ت..تا..تفهة..و م..مريضة ..و م..ما عندي كرامة...

هنا و في هذه الغرفة فتاة قد انتهت كرامتها..دينها..أخلاقها...روحها..فتاة في عمر الزهور...فتاة كانت كالوردة المتفتحة جميلة ...رقيقة..لاأبتسامة لا تفارقها...صلاتها..صيامها..دينها..كل ذلك قد انتهي عند تلك اللحظة...كله قد راح هباءً منثورا أدراج الرياح لتبقي..تلك الفتاة المريضة..الشاحبة اللون كالأشباح..التي لا تقودها غير حقنة تود الحصول عليها..لتوقف ذلك الألم الجسدي...فيا من في السماء..

رحمتك!!!

**************************


القاهرة...

تأملت صغيريها و هما يغطان في نوم عميق...عميق جداً...غطتهما و ابتعدت...سرحت لوهلة من الزمن...تحركت نحو خزانتها و فتحتها لتخرج مذكرة من أعلى الخزانة...كانت مخبئة تحت كمية من الملابس المطبقة...أنزلتها....

تأملتها لوهلة من الزمن...أخرجت من منتصفها تلك الصورة...مررت اصبعها بخفة على الصورة و الدموع تنهمر منها...قربتها من فمها لتقبلها قبلة عميقة علها تقلل مما فيها...تأملت مذكرتها و هي تسترجع تلك الذكريات التي قد هربت منها طيلة حياتها...


لمحة من الماضي...

تشابك يديها كل في الاخرى مما يدل على شدة ربكتها...حاولت اخراج الكلمات و لكن لم تستطع...نظرت لها تلك المرأة الكبيرة والممتلئة الجسد...و قالت باستفهام...\نادية...نادية...
و لم تجب عليها تلك التي يبدو عليها الغرق في عالم اخر...و لكن بعد مدة انتبهت لها...\ها...
قالت تلك بابتسامة...\يا بنتي...وش فيك و انا أحكي من صباح ربي!!
نادية..\آسفة وش قلتي؟!

أتتها تلك المرأة البشوشة الملامح لتضع يدها على كتفها و قالت لها ...\وش فيك؟!!
ابتعدت نادية قليلا و قالت بربكة...\ممكن أطلب منك طلب؟!!
قالت بابتسامة على وجهها...\تفضلي...
ارتبكت أكثر و أكثر...\أمم...أنا محتاجة سلفة..لو ممكن تكلمين لي المدام؟!
نظرت تلك الأخرى بإحراج للأرض و قالت في ضيق...\أمم...مدري يا بنتي بس بحاول لك...
تهللت أسارير نادية من الفرح و همت بالاقتراب منها لتطبع قبلة على خدها...و تبتسم تلك بالمقابل لها ...\قلت لك لا تتفاءلي كثير..

نادية \ههه...حاضر مارح أتفاءل...قطع عليها حديثها صوت تلك الطفلة الباكي...همت لها بسرعة و حملتها بين يديها لتحاول اسكاتها...نظرت لها تلك الأخرى بإيتسامة حزينة على حالها و حال أختها....و قالت..\لازم تشوفين لها حضانة و لا مكان مارح تقدرين تجيبينها معاك كل يوم الشغل...
علمت نادية مقصدها جيدا...فسيدة المنزل ان علمت بأنها تحضر اختها الصغيرة معها لن ترضى و ستطردها لا محالة..فهي صعبة جدا ليست كزوجها...ابتسمت و قالت لها...\مو بيدي حيلة..وش أسوي...بس إن شاء الله المدام ما تكشفني..
ربتت تلك على كتفها لتطمئنها و قالت...\ان شاء الله يحلها ربك من عنده...
سرحت نادية في ملامح أختها البريئة و التي لا تبت لهذا العالم البغيض بأية صلة...سوى انها ولدت لتعيش ألما ليس لها دخل فيه...و لكن قدر من الله و حكمة...


و ها هي تذكر صورة أخرى..ذاكرة أخرى لها...


لمحة من الماضي...

في ذلك المنزل...

فكرت أنه لابد لها أن تجد عملاً آخر في أي منزل آخر...لا بد لها أن تجد المال...و لكن كيف...اااه...تحمل هما قد ثقل عليها...فمن بعمرها لهم هموم أخرى..و هي لون شعرهم...طلاء أظافرهم...لبسهم..الهاتف الذي يحملونه و غيرها من التفاهات...التي لم تسمع بها حتى!!
لم تنتبه الا و قد جرح اصبعها بالسكينة و أصبحت الدماء تقطر منه بغزارة...أسرعت لجهة حنفية المياه لتضع اصبعها تحتها...و انتبها لتلك التي قد جاءت الى المطبخ و لا يبدو على ملامحها خير أبدا...

أسرعت لها و هي تقول بلهفة...\هااا...
نظرت لها بخيبة أمل و قالت...\ما وافقت على السلفية...
نظرت الى الأرض و أحست أن خيط الأمل الأخير قد قطع...ماذا تفعل...لتنتبه لتلك اليد تربت على كتفيها...\لا تشيلي هم..أنا عندي مبلغ صغير بعطيه لك...
نادية \لا شكراً...
لتقول تلك...\لا مارح أقبل رفضك...إعتبريه سلفية لين ما تلقين طريقة ثانية...
نظرت لها...و قالت...\مشكورة...
و قالت لها تلك...\و عندي كمان خبر رح يفرحك...
نظرت لها باستفهام و قالت...\وش هو...
...\ذيك الشغالة اللي عند الجيران قالت إنه فيه وظيفة و يبون وحدة تجي بس ساعة زمن تنظف و تروح ...ها وش قلتي؟!!

تهللت أسارير نادية ...عمل و يوافق احتياجاتها فهي تحتاج أن تكون بالقرب من والدتها أكبر قدر ممكن و بالعمل ساعة لن يعلم ذاك السفيه زوج والدتها بعملها ليطالبها بأخذ المال كله...
فوجئت تلك بذاك الحضن القوي من نادية و هي تقول لها...\شكراً لك..مدري وش كنت رح سوي من دونك...
ابتسمت لها في صمت و هي حزينة على حالها فهي صغيرة على كل تلك الهموم...


نعم تذكر كل تفصيلة..تذكر مرض والدتها الذي أرقدها في السرير..و زوجها الذي كان يتحرش بها و يعذبها...تذكر حيرتها...تذكر إحساسها بالعجز و الخوف على أختها ووالدتها...
تذكر...!!
تذكر تلك الليلة التي ماتت فيها والدتها...
تذكر ذاك الحقير وهو يحس بأن الجو قد صفا ليفعل بها ما يريد...تذكر حرقه لجسدها و تشويهه لها..تذكر تلك الليلة التي قررت الهرب فيها منه..
تذكرها بكل تفاصيلها...!!


لمحة من الماضي....

نظرت لها...ربما هي المرة الأخيرة التي ستراها فيها...ستملي عينيها منها...ستشتم رائحتها...نزلت من عينيها دمعة حزينة لتعلن سقوطها على خد تلك الطفلة التي تبتسم ببراءة متناهية و هي لا تعلم ما يحدث حولها...مسحت باصبعها تلك القطرة من الماء المالح التي قد حطت على خد أختها..طفلتها الصغيرة...

قربت منها لتشتم رائحتها...للمرة الأخيرة...سحبت أكبر قدر من الهواء تستطيعه و أغمضت عينيها لتحتضن تلك الصغيرة بين يديها بكل قوتها...أحست أنها ستعتصرها ...تود لو بامكانها ادخالها بين أضلعها و حمايتها من هذه الدنيا...لا تود..نعم هي لا تود أن تفارقها..و لكن ليس باليد حيلة...
لا تريد لها أن تعيش ما عاشته من ألم و مر...بل تريدها أن تعيش حياة هنيئة...تلك الحياة التي يفترض أن يعيشها كل البشر...و لكن...الحمد لله على كل حال...ستتركها هنا...هنا على هذه العتبة من المنزل الكبير...لو كانت تعلم مكاناً اخر لوضعتها فيه و لكن هم الوحيدين الذين ستأتمنهم عليها...

ستتركها...ستتركها لله و لهم...و سيرعاها الله برعايته...قبلتها قبلة أخيرة أحست معها أن قلبها قد خلع من مكانه...أحست أنها أحزن لحظة مرت عليها في حياتها و لكن ذلك لمصلحتها و ربما عندما تكبر تلك الصغيرة ستشكرها...فمعها لن تجد حياة..هي ذاهبة حيث اللاحياة!!...لو كان بامكانها الاستمرار بالعمل لاستمرت...و لكن بعد علم السيدة الكبيرة بطلبها المال من السيد غضبت جداً و طردتها....

وضعتها على تلك العتبة الوحيدة و هي تقرأ عليها كل ما تسنى لها حفظه من كتاب الله...أحست أن سيغمي عليها...سمت بالله و ضغطت على جرس الباب كم مرة..و همت بسرعة مبتعدة عن المنزل و هي تجهش بالبكاء....
وقفت بعيداً لتراقب..انتظرت مدة حتى انتفض قلبها لعدم وجود شخص..و أنه لم يتم فتح الباب...و لكن بعدها بثوان لمحت سيارة السيد و هي تقف قرب المنزل....ابتسمت و حمدت الله جدا فهذا ما كانت ترجوه...فالسيدة قاسية القلب لو كانت هي من رأت أختها أولاً لتركتها أو أخذتها لدور الرعاية دون اخبار السيد حتي لأنها تعلم بانه سيتعلق بها..و لكن السيد...طيب القلب رحييم..و سيرأف على حالها و الأكيد أنه سيربيها و ذلك لحبه الشديد للأطفال...
حمدت الله و الدموع تنهمر من عينيها و هي تدعو الله أن يرعى صغيرتها و يحميها...و تألمت من فكرة فراقها...و تألمت أكثر عندما تذكرت أنها متشردة الان و ليس لها مكان يأويها سوى بيت تلك المرأة...و لكن ليس بيدها حيلة...ستعمل معها في ما تفعله و بعد فترة ستتركها...فهي حلها الوحيد...


و هي لن تستطيع القدوم لهم مرة أخرى فهي على علم بأن زوج والدتها سيأتي ليبحث عنها هنا و يسأل عنها....و هي لا تستطيع المجازفة بحياة أختها و لا حياتها...اذا ليس لها سوى طريق واحد لتسلكه...مع علمها بسوء هذا الطريق...
تأملته وهو يحتضن الصغيرة و يتلفت ليرى من ترك هذه البريئة في الشارع و في هذا الوقت...أغلق الباب و أدخلها معه...أدخلها معه...فرحت جدا عندما اطمأنت لأن أختها ستنام الليلة دون سماع كلمات ذاك الحقير و ستتغطي بلحاف...و ستنام بدفء....

أغلقت المذكرة و قد امتلأت عيناها بالدمع...

ابتسمت...

بل أحست بفرحة عااارمة لا يمكن لمخلوق وصفها...
كيف لا و هي الآن قد راتها..
نعم..

رأتها هي أختها...!!
أختها التي تركتها رغماً عنها...!!
و ها هو رب السماوات قد جمعهما مرة أخرى...!!
جمعها بأختها..!!

يااااااااه يا رب..!!

فها هي تراه..ذاك الرجل الطيب..هو نفسه بكل ملامحه لم يتغير منه شئ...حتى بعد سنوات طوال...و معه تلك الفتاة المليئة بالحياة...

ياااااه..

يا سبحان الله...!!

أكانت تتحدث معها كل هذا الوقت..!!
أكانت تفضفض لها كل ذلك الوقت دون علمها..!!
أكانت..!!

أيمكن لبشر أن يستوعب ذلك..!!

أيمكن..!!

لابد لها أن تقابلها...و تتحدث معها..و تحتضنها..و كل شئ ..كل شئ...!!
توجهت مسرعة لتتناول هاتفها و ترسل لها رسالة..!!


*********************


في بقعة أخرى...

صرخت و قد وصلت حدها من هذا الوضع..\شهههههدددد و ربي لو قمتي مرة ثانية مارح أرحمك..اجلسي و كملي مذاكرتك...
شهد \إنتييي شرييييرة آنا أبي سطااام..

صبا \آنا الحين اللي صرت شريرة...زين الله يجيب هالسطام و يفكني منكم...
سمعت طرقاً على الباب ابتعدت عنهما و هي تقول بجدية..\آنا اللي بفتحه لا تتحرك وحدة منكم...
تأملت الطارق من فتحة الباب الصغيرة لتجده عامل توصيل..استغربت فهي لم تطلب شيئاً...و لكن ربما نورة هي من طلبت شيئاً...فتحته..ليتحدث ذلك العامل بالإنجليزية وهو يخبرها بأن تمضي في المكان المحدد...مضت و هي تتناول تلك الصناديق...وضعتها أرضاً لتجري الصغيرتان نحوها بفضول قوي..\مااامااا وش هذي الإشيا...

هي نفسها لا تدري ما هي...وضعتها لتبدأ الصغيرتان بفتحها...كان إحدى الصناديق فيه ألعاب و فستان صغير و مكتوب عليه إسم شهد...علمت وقتها أنها هدايا من سطام..فعيد ميلاد الصغيرتان يكون غداً...كيف تذكر؟!!
كانت شهد الصغيرة تتناول حاجياتها بفرح لا حدود له و هي تخرجها واحدة تلو الأخرى..و ملك تفعل المثل...أما هي...!!

فتناولت ذاك الصندوق الذي قد كتب عليه إسمها هي...

صبا..!!

إنه عيد ميلادهما و ليس بعيد ميلادها...

فلماذا يدخلها في هذه المعمعة...!!

لم تعلم و لكن راودها إحساس غريب...اخذت الصندوق و توجهت به للغرفة..و أغلقت الباب...لا تعلم لم هذا التصرف...ربما أرادت لتختلي بنفسها و بهديته...
التي لا تعلم سببها حتى..!!
فتحته....
توقفت لوهلة و هي مستغربة تماماً مما في الصندوق..كانت أوراقاً و لكن...هذه الأوراق هي تذكرها جيداً...نعم..!!
كانت لوحات بيضاء يتخللها ذاك السواد...مكتوب عليها حكم بالخط العربي...وضعت يدها على فمها من هول صدمتها...فهي تذكرها نعم...
تذكر جيداً من أين هذه اللوحات...
تذكرها...!!

لمحة من الماضي...

مندفعة..تجوب في كل إتجاه و هي متحمسة جداً لفكرة هذا المعرض...فهي تحب الأعمال التي تتطلب مجهوداً في الجامعة...فقد كان فكرتها..فكرتها لجمع التبرعات الخيرية لغزة...و ما أعجبها أكثر شئ هو أن المشاركين فيه لم يكونوا فقط مسلمين...بل حتى مسيحين و أجانب..من دفعات أخرى من الجامعة...

و هي بنفسها شاركت فيه...تأملت تلك اللوحة التي أمامها...غرقت في تفاصيلها...فهي من صنع يدها...لوحة بيضاء تماماً و يتوسطها تلك الحكمة المكتوبة بالخط العربي المبدع...فهي و منذ صغرها كانت تعشق الكتابة بالعربية...و خاصة بتعليم عبدالرحمن لها...و ها هي الآن قد شاركت بأكثر من عشر لوحات في كل منها حكمة أو آية مكتوبة بالعربية...كانت سعيدة للغاية..خاصة بقدوم الكثير من الأجانب لها وهم يسألونها مستفسرين عما في اللوحة من كلام و ما معناه..و هي كانت ترد...كانت إحداها...(عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم)....و الأخرى...( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)...و غيرها من اللوحات...ابتسمت لهذا الإنجاز الذي أنجزته و هي تتأمل إحدى اللوحات...قاطع حبل أفكارها ذاك الصوت وهو يقول...
....\(لا نختار حين نحب...و لا نحب حين نختار)...!!

ليردف...\مبدعة..!!
أوافقك جداً على هالرأي..!!
التفتت على صاحب الصوت بخجل و هي تقول..\عفواً ؟!!
ليقول لها و هو ما زال يتأمل اللوحة..\اللوحة مبدعة...إنتي اللي خطيتيها؟!!
قالت بإبتسامة...\إيه...شكراً..بس لااازم تشتري منهم...مو شكر بس..شارك عشان التبرعات...تتذكر جيداً ذاك الصنم الذي كان واقفاً أمامها و أنه لم يرد على جملتها المازحة لتحس بالإحراج منه...و ليقطع حوارهم قدوم يسار وهو يقول..\أوهووو..فنانتنا الرائعة...ما شاء الله شايف الناس كلها مقبلة بشدة على لوحاتك...

ابتسمت..فهي حقاً تعشق تشجيع يسار لها...فهو يمكن ألا يشجع أية إمرأة اخرى على العمل إلا هي...دائماً يساندها و يشجعها على ما تفعله...

أنزلت اللوحة و هي حقاً مندهشة تماماً منه و منها و من كل شئ...كيف؟!..

كيف له أن يتذكر شيئاً كهذا؟!!

كيف له أن يتذكر هذه التفاصيل عنها و هي حتى لا تذكر شكله جيداً...؟!!

و من أين أتى بها؟!..

و كيف وجدها؟!...و كيف تحصل عليها؟!!

كيف حدث كل هذا؟!!


*********************


في اليوم التالي...

استيقظت على صوت منبهها الذي كان ينذر باذان الفجر...قامت من مكانها و خرجت لتتوضأ و لكنها توقفت عند بداية الصالة و هي تشهق بقوة...فكانت مفاجأتها هي إستلقاء ذاك اليسار على الأريكة ومما يبدو أنه قد غط في نوم عميق...

منذ متى وهو هنا؟!!...وهل سيدوم هذا الوضع كثيراً؟؟..أن تجده في وجهها؟!!...و أن يشاركها نفس السقف؟!!...توقفت لوهلة و هي تتأمله....الأريكة صغيرة جداً على حجمه...و رجلاه الممتدتان خارج حدودها لتدلان على عدم راحته في النوم...ارتجفت لدى حركته البسيطة وهو يتقلب في تلك الأريكة التي تساوي نصف حجمه...كان الجو بارداً بشدة في الخارج...أرادت أن تغطيه بشئ ما و لكنها تراجعت عن قرارها فهي لا تود الإقتراب منه..و كأنما هو غاز قابل للإشتعال في أية لحظة...

لا تعلم و لكنها بدأت تتقبله...تحس بأنها قادرة على التعامل معه...فهي تلاحظ تغيره...و تلاحظ معاملته المتغيرة لها...ابتسمت و هي تذكر ذاك اليوم...عندما أتاها و أعطاها كيس و لكنها رفضت ليصر عليها...و تفتحه لتجد ذاك الوشاح الذي قد أعجبها في إحدى المحلات...تذكر جيداً ذاك اليوم الذي كانت تتأمل الفستان فيه بصمت ثم تحركت دون حتى أن تقول أية كلمة...إذن..
كيف علم بأنها تريده؟!!

أهو يقرأها بهذا الوضوح؟!!

ابتعدت لتوقظ صبا للصلاة...

و بعدها بدقائق دخلت المطبخ لتعد لهم الشاي..و في وسط حركتها في المطبخ لم تنتبه لذاك الذي قد استيقظ للتو من نومه وهو يقف عند باب المطبخ...تفاجأت عندما وجدته يتأملها...و حاولت أن تعود لما كانت تفعله دون أن تعيره أي اهتمام ...ليقول لها وهو يتكل نفسه على الباب...\صباح الخير..!!

قالتها و بكل جدية دون أية تعابير تلون وجهها كتلك التي تغطي ملامح وجهه...\و عليكم السلام...
ابتسم أكثر لدى ردها عليه...ليقول..\حتى هذي مستخسرتها علي؟!...صباح النور هذي؟!!
نظرت له فجأة لتداهمها ملامحه الباسمة و شكله وهو متكل بطوله الفارع على الباب...أبعدت نظرها سرعة و هي تحاول إشغال نفسها بما في يدها...ليقترب وهو يبدأ بتحريك الأواني..قررت انها لن تعره إهتمامها...و بأنها لن تتحدث معه..و لكن حركته المستمرة في المطبخ كانت تعيقها لتقول..\يسااار!!

قال بجدية مضحكة..\نعممم؟!!
نورة \وش تبي؟!!
يسار \أبي أسوي لي شاي...
نورة \خلاص أنا بسويه لك ممكن تطلع الحين..؟!
و أخيراً أطاعها و خرج...

و ظلت هي واقفة لوهلة بدت طويلة لها...نعم...فهي مستغربة و بشدة منه...فما تراه الآن هو يسار آخر تماماً...يختلف عن السابق في كل شئ...إذا لماذا كل هذا الإختلاف...لماذا أصبح يعاملها بهذه الصورة...أحقاً...

قد تغير...!!

انتهت أخيراً من الشاي و خرجت و هي تضع كوبها و كوب صبا على الطاولة...ليقول لها..\أنا وين حقي؟!!
ردت ببرود..\روح وخذه بنفسك...

قال وهو يبتعد عنها متجهاً نحو المطبخ...\وش هالحركات البايخة..وش فيها لو جبتيه معك...!!
هي لم ترد عليه و هي تبتسم لممازحته لها...و بدأت بترتيب حاجياته من الصالة...الغطاء...طبقته..جاكيته الملقى على الأرض...رفعته...ليسقط من تحته شئ ما...انحنت لتتأمل ذلك الشئ...

عقدت حاجباها بشدة و هي تتأمل ذلك الشئ..

مما يبدو أنها مذكرة...

أحست بإحساس غريب يعانق أوردتها و هي تتأملها لوهلة..و كأنما هي مألوفة و بشدة بالنسبة لها...انحنت لتتناولها و ما زالت الغرابة تملأ روحها...تأملت غلافها لوهلة و هي تحس بأن هنالك شئ يتدافع لذاكرتها و لكنها لم تستطع...

حتى فتحتها...
تسمرت...

بل توقفت أجفانها عن الحركة...
ذهول لا حدود له...

عيناها لا تتحركان حتى و هي تتأمل ما يعلو سطور هذه المذكرة من كلمات...
كانت تقلبها و هي تحاول جاهدة أن تنكر الحقيقة...
حقيقة أنها...

أنها هي مذكرتها...!!

مذكرتها..!!

و أن ما يتوسطها من مواقف هي أحداث أليمة كانت كالوصمة على روحها..ماض لم و لن تستطع الهروب منه مهما حاولت جاهدة...
و لكن..!!

مذكرتها..

عنده..!!

في جاكيته..!!

مذكرتها عند شخص آخر..!!

لا بل عنده هو..!!

يساااااااار..!!

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 12-04-14, 09:03 PM   المشاركة رقم: 398
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

لطيفة...

تذكروا أموات المسلمين جميعهم بالدعاء..فهم بحاجة ولو لدعوة واحدة منا...فربما رب السموات يسخر من يتذكركم عندما تصيرون فيما صاروا إليه...
اللهم أرحم جميييييع موتى المسلميين و أجعل قبورهم روضة من الجنة و أدخلهم الجنة بغير سابق حساب و لا عقاب ياااا رب...



أشياء بسيطة تكسب حسنات....

الشهادة بعد الوضوء: «من توضأ فأحسن الوضوء،ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء» رواه مسلم.

المحافظة على الوضوء: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» رواه ابن ماجة.


السواك: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» رواه مسلم.



صلاة ركعتين بعد الوضوء: «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبت له الجنة» رواه مسلم.


الدعاء بعد الأذان: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة» رواه البخاري.


الدعاء بين الأذان والإقامة: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد» رواه أبو داود والترمذي. وزاد: «قالوا: فما نقول يا رسول الله ؟ قال: سلوا الله العفو والعافية».



***********


توقفت لوهلة و قد بدأت عيناها تتلألأن بالدمع...لتتراود فكرة واحدة..واحدة فقط لمخيلتها..!!
وضعت يدها على فمها بقوة و هي تمنع تلك الشهقة القوية من الخروج من فاهها..حتى لا تحس صبا بشئ...كانت ستتداعى أرضاً من هول صدمتها...
لم تحس بنفسها إلا و هي تخرج مسرعة من الشقة لتنزل للأسفل..لم تعلم ماذا تفعل أو تقول..كل ما فعلته أنها قد انفجرت بنوبة لا حدود لها من البكاء...أحست بألم لا حدود له يعتصر روحها...كانت تقرأ كلمة ثم ترجع لتبكي...و الألم يتزايد و يتزايد...
ودت لو تصرخ بكل قوتها...

فلم تعد لها قدرة على الإحتمال أكثر من ذلك....


أما في الجهة الأخرى...

فخرج وهو يحمل كوب الشاي وهو يقول..\وش هالأكل اللي سويتيه..هذا ما...و لكنه توقف عن الكلام عندما تأمل خلو الصالة من اي مخلوق....تساءل أين ذهبت..و زادت مفاجأته عندما تأمل باب الشقة وهو مفتوح على مصراعيه...و في هذا الوقت..أين ذهبت..و ما الذي...!!
ولكنه توقف عن التفكير عندما تأمل جاكيته المرفوع وعدم وجود المذكرة..

المذكرة...

أين هي؟!!

إذن..وجدتها...!!

لتخرج صبا من الغرفة و هي تقول..\صباح الخيير يا أستاذ..وينها نووو...و لكنها لم تكمل جملتها لتراه وهو يتناول جاكيته و يخرج مسرعاً...صرخت بقوة..\يساااار..وش فيييك...!!..يسااار..انتظررر...
هو...

خرج مسرعاً بكل قوته..و لكنه توقف فجأة عندما تأمل ظهرها المنحنى و مما يبدو أنها في نوبة بكاء لا حدود لها...تأملها لوهلة وهو لا يعلم حقاً من أين يبدأ...

يحبها..!!

بل يتنفس تفاصيلها تنفساً...

و لكم تؤلمه صورتها و هي تبكي الآن..!!

تنحره حد الألم..!!

مسح وجهه بيديه وهو يزفر بقوة...من أين..من أين سيبدأ حديثه...
اقترب ببطء وهو خائف منها...و من ردة فعلها..و من كل شئ يتعلق بها..
كيف لنا أن نخاف ما نعشق لهذا الحد الغريب..!!

قالها مغتصبة ببطء...\نورة..آنا ما...و لكنها أسكتته بصوتها المخنوق..\اسكت...!!
ليطيعها دونما أي اعتراض..

و لكن..

لكنه لم يستطع...لم تستطع روحه سماع صوت نحيبها بهذه الصورة...لم يستطع...
ليتمرد مرة أخرى عن أمرها وهو يقول..\نورة لا تسوين كل هال...لتقاطعه وهو تلتفت عليه لتقابله...\اسكت أقوووول لك..لا عاد تتكلم فشي...

و لكم آلمته ملامحها الباكية...ملامح وجهها الأخاذة و الدم يتدافع لها..ملامح لطالما كانت محفورة في أعمق نقطة في صدره...حتى و إن كرهها...هي محفورة...
ملامح لا يمكن لروحه استيعابها...أنفها المحمر...شفتاها المتورمتان من البكاء..و عيناها المحمرتان...ود لو بيده عصاً سحرية ليمحو عنها كل ما واجهته في حياتها..
و كل ما فعله هو نفسه بها...!!

ظل صامتاً لوهلة لا حدود لها وهو يتأمل ملامحها لتقول بألم..\ليش؟!...قولي ليش إنت بالذات تئلمني لهالحد...ليش إنت من دون الناس؟!!!

و ما عمرك بتوقف...ليش ما تعتقني لرب العالمين...ليش ما تخيليني أمشي فحال سبيلي؟!!

هو \لأني مقدر..!!

نورة \ما تقدر تعيش غير تألمني؟!!

يسار \مقدر أعيش من دونك...!!

قالت و بملامح مشمئزة..\هالنبرة ما جت بس إلا بعد ما قريتها للمذكرة..و عرفت إن ذيك البنت التافهة والحقيييرة و اللي مو محترمة طلعت مظلومة...و إنه كل اللي سويته فيها كان ظلم فظلم...؟!!!

اقترب خطوة وهو يقول برجاء..\نورة..كيف تتوقعين مني أغير فكرتي من غير دليل قاطع...؟!!
قالت بألم لا حدود له...\و قول هالدليل ما كان فيه..قول ما لقيت هالمذكرة...كنت بظل ذيك البنت الحقييييرة مو كذا...؟!!

يسار \كل شي كان لحكمة من رب العالمين نحن ما ندري فيها...

صمتت لوهلة ثم أردفت...\أسوأ شي و اللي حارقني إنك كنت بتستمر فهالتمثيلية حتى من دون لا تقول لي..ياخي طيب علمني وش السبب اللي غير لك رايك..مو تستعبطني و كأن وحي نزل عليك من السما و غير لك رايك..ما تستغباني بهالطريقة الوقحة...ما..

يسار بإنفعال..\خلاااص..وش اللي قاعدة تقولينه..نووورة..لا ترسميني بهالسوء..إيه..اللي سويته فيك ماهوب هين...بس أنا نفسي كنت ضحية لشي مو بيدي...أنا نفسي بتألم كل يوم أكثر منك عاللي صار..أنا نفسي أحترق...

نورة \تحترق؟!!...بس عشان قريت الكلام..

أردفت بإنفعال....\طيب تعتقد وش هو إحساس اللي صار فيها كل هالمصايب؟!!...وش هو إحساس اللي كتبت هالكلام...وش هو...صمتت لوهلة و لم تعد لها قدرة على الكلام...و أغمصت عينيها و هي تبكي بحرقة آلمت ذاك القابع أمامها في أعمق نقطة في صدره...

فتحت عينيها لتتأمله لوهلة و الدمع في عينيها...قالت و بين دموعها..\وش تعتقد إحساسي لما أدري إنك قريت كل شي صارلي..كل شي آنا كنت أستعر منه...كنت أستحي منه...وش تعتقد إحساسي لما أدري إنك عرفت بكل تفصيلة من تفاصيل حياتي المؤلمة..
يسار \إنت مالك يد في اللي..

قاطعته...\يسار آنا بنت..تدري وش معنى بنت..يعني هاللي صار عار بالنسبة لي..حتى لو فكرت فيه مع نفسي...فما بالك لو درى عنه شخص ثاني..و خصوصاً إنت...إنت؟!!

رفعت رأسها للسماء و هي تقول..\يا ربي ليش إنت بالذات اللي قراها؟!...ليش؟!!

قال..\لحكمة من رب العالمين نحن ما ندري فيها...

نظرت له...\و بعد كل ذا..إستغليت الموضوع و رسمت لي صورة ملائكية بحتة..!!
يسار \نورة..إنت ليش ما تصدقيني...آنا تألمت لكل كلمة قريتها فهالمذكرة..صدقيني..و آنا أدري إني بالنبة لك مثل مانتي بالنسبة لي...لأاني قريت هالكلام..

نورة بغضب عارم..\وش قريت كمااان قولي...قريت عن الإستغلال اللي استغله لي جساااااااار...قريت عن ذيك الليلة اللي اغتصبني فيييهااااا..قريييت تفاصييييلها...قرييييت كيف أخذ أعز ما أملك..قريييت كل..أسكتها وهو يقترب منها بقوة وهو يقول لها..\خلااااااااص...وش فيييك إنتي...حرااام عليك...إيه قريته...قريت كل كلمة..و تألمت لها..و حسيت كن خناجر بتنغرز فصدري فكل كلمة قريتها...هدأ لوهلة وهو يقول متأملاً لملامحها..\نورة...متأكد إنك ما رح تصدقيني...بس آنا حسيت بإحساس مارح تحسينه أبداً...مهما تألمتي يا نورة..ما رح توصلين للي حسيته...إحساس بإن اللي حبيتها انا بنفسي ظلمتها...و ما كنت أدري بكل الألم اللي صاير لها...بالعكس زدت جرعة الألم...عمرررك ما رح تدرين...

آنا تأملت حيييييل..لحد ما ممكن مخلوق بتحمله...!!

أبعدته بقوة عنها و هي تدفعه...و فجأة دخلت في نوبة غضب لا حدود لها و هي تضربه بالمذكرة على وجهه..كتفه...ذراعه..يديه...صدره...و هي في كل مرة تصرخ...\و الحييييين و بعد ما درييييت..بظلمممكك..ليي...قررت تكفر عن..عمااايلك...و تستغبانييي...و تمثل حبك..لييي..مووو..كذا..و كانت بين كل كلمة و الثانية تضربه بقوة بالمذكرة وهو صامت..ساكن...لا جواب...فهو يستحق أكثر من ذلك بكثير...توقف كالصنم يتلقى ضرباتها و كلماتها الحارقة له علّها تنفس عما بها...علّها تنفس...

بينما كانت هي في نوبة غضب لا حدود لها...\عشششان..ما تحس....بالذنب...جيييت تكفر عن ..اللي سووووووييييته...روووح يا شيخ..آنا أكرههههك...صدقني أكرهككككك...

أوقفها بيده وهو يقول..\لا تصارخين...الدنيا فجر و بيبلغون عنا الشرطة..

نورة و بغضب \بعععددد عني..لا تقولي وش أسوي وش اللي ما أسويه..بععددد أقولك..
هو يحاول جاهداً تهدئتها...\خلاص أدخلي جوة برد و إنتي مو لابسة شي ثقيل..
ردت بقهر...\لااااه يا أبو الحنية...هالتمثيل وقفه حلفتك..لأني خلاص دريت فيه...مابي منك هال..
أوقفها بصرخة قوية..\نوووورة...خلااااص..كافي...وش فيك إنتي جنيتي....

قالت \و تعتقد باقي فيني عقل؟!!

صمت لوهلة من الزمن...خلع جاكيته دون أية كلمة منه و لفه حول جسدها الصغير ليغطيه كخيمة كبيرة...لم تصرخ فيه هذه المرة..بل ظلت صامتة تتأمل الطريق الفارغ و تلتف حول جسدها بألم...قالت بهدوء غريب غشيها..\خليني بروحي...بعد عني..ما طيقك...
توقف هو أيضاً يتأمل اللاشئ...وهو يدخل يديه في جيوب بنطاله...و يقول بهدوء..\بكيفك لا تطيقيني..بس مارح سيبك...

بوقف...



أما تلك الأخرى القابعة في الأعلى و ممسكة بتلك الستارة ...فظلت فاغرة الفاه لوهلة و هي لا تعي ما رأته للتو من نافذة الشقة...و لم تستطع أن تجد أي مسمى...
حاولت...أن تحلل..تتوقع..تفهم..

و لكن لم تخرج بشئ...

أهو صراع ثيران...

أم قتال من نوع آخر..

كل ما رأته هو روحان تتألمان بشدة من بعضهما...صراخ...ألم..نحيب من جهتها..

و ألم...تأنيب ضمير...و احتواء من جهته...

و لكن كل ما رأته أمامها هو صورة لحب يحرق كل من الطرفين...

أهما متزوجان..؟!

أم منفصلان..؟!

أم متحدان بصورة غريبة..؟!

أم يكرهان بعضهما..؟!

أم يحبان بعضهما...؟!!

أم ما الذي قد حدث بحق الله...!!

ما الذي حدث بينهما ليوصلهما لهذه الدرجة..!!

تألمت و هي تضع يدها على صدرها..تألمت بشدة و هي تتأمل كل واحد منهما وهو صامت دون أية كلمة وهو يتأمل الطريق أمامه...

أيمكن للحب أن يوصلهما لهذا الحد من الجنون...!!

ظلت قرابة النصف ساعة و هي تتأملهما...و لم تمل...بل ظلت تفكر فيهما و في تصرفهما...تأملت نورة و هي تتحرك مبتعدة لتدخل...قامت من مكانها لتقف و تتأمل نورة و هي تدخل الشقة...آلمتها بشدة ملامحها الباكية...اقتربت منها و هي تقول..\نووورة يا قلبي وش اللي وصلكم لهالدرجة؟!!
تأملتها نورة لوهلة لتبكي بحرقة و تقترب منها صبا لتحتضنها بقوة...و هي تقول..\سمي بالله يا بنتي...سمي بالله..!!

و ظلت تقرأ عليها القرآن لمدة طويلة حتى أحست بأنفاسها و هي تنتظم...تركتها نائمة على الأريكة لتبتعد و تتأمل ذاك الآخر من النافذة...و ما أصاب دهشتها أنه ما زال على نفس وضعيته لم يتحرك...سيموت من البرد...ألهذا الحد أصابته بالجنون؟!!
ارتدت شيئاً ثقيلاً و نزلت بدورها لتقترب منها و تربت على كتفه...\يسار..و لكنه قاطعها حتى قبل أن تكمل جملتها...\خليني بحالي...

قالت بإصرار..\يسار ما ي...و لكنه أعاد جملته..\صبا..ترجيتك تخليني فحالي الحين...!!
آلمتها رؤيته بهذه الصورة...آلمتها لحد لا يمكن وصفه...

أهذا هو يسار عندما يعشق؟!!

عندما يحب؟!!

فهي لم تر هذا الجانب منه طيلة حياتها!!

و رؤيته على هذه الصورة بعثت إحساساً لا يمكن وصفه لروحها..!!

قررت اخيراً أن تخلع جاكيتها و تغطيه به و تبتعد عنه..!!

فهي لم و لن تفهم ما حدث بينهما..!!


**************************


في بقعة أخرى...

جالسة على السرير و هي تفرك كلتا كفيها ببعضهما...ترتجف...أو ربما يهيئ لها ذلك...و لكنها خائفة و بشدة من ردة فعله...فهي لا تعلم من أين أتتها هذه الفكرة المجنونة...التي لا عقلانية فيها...و لكنها فكرت..و قررت..

نعم..!!

قررت أنها ستعطيه كل حقوقه...فمنذ مدة و هما متزوجان و هي لم تفكر في هذا الأمر...لم تفكر في إعطاء هذا الرجل حقه..و مع أنه قد كان يعاملها أفضل معاملة...لذا قد فكرت و قررت أنها ستعطيه حقه اليوم...بداية بذلك الفستان الذي ترتديه...و مساحيق التجميل التي لطختها مريم على وجهها...و شعرها الذي قد صففته لها...خائفة أن يكون شكلها مبتذلاً نوعاً ما...خائفة و بشدة أن يكون شكلها قبيحاً...فهي لا تستطيع رؤية نفسها...و لكن مريم أخبرتها بأنها جميلة للغاية...فلماذا لا تستطيع تصديقها....؟!!

أحست بأن يديها قد احمرتا من شدة فركهما...استغفرت و هي تدعو الله أن تمر هذه الليلة على خير...سمعت صوت الباب الخارجي وهو يفتح...و بدأ قلبها يعزف طبولاً...
و من الجهة الأخرى...

دخل وهو يستغفر...مشتاق لرؤيها...و خاصة بعد هذا الخبر الذي يحمله لها...لا يعلم لماذا يحس بالتهديد من ذلك الخبر الذي يحمله..لا يعلم لم هو خائف منه بهذه الشدة...جاب أنحاء الصالة بحثاً عنها و لكنه لم يجدها...وهو يكمل أفكاره؟!...ترى كيف ستكون ردة فعلها عندما تعلم...كيف ستك...و لكنه توقف عن التفكير وهو يراها قابعة أمامه في غرفتها...

تصنم...

بل ظل لوهلة يحاول تصديق ما تراه عيناه...

أهي نفسها مرضية...أم أنها شخص آخر؟!!

هي لم تسمع شيئاً...بل استنشقت رائحته الأخاذة...خرجت من فاهها كلمات مغصوبة..\خالد؟!!
ليقترب خطوة وهو يضع تلك المفاتيح التي في يده على الطاولة و يقول..\لبيه...!!
ندمت...بل تسربل الندم لكل خلية في روحها...كيف لها أن تفعل ذلك؟!...و لماذا قامت بهذه الخطوة الجريئة؟!...و هل هي بهذا الغباء ؟!...هي ليست حملاً لكل هذا...!!

اقترب منها حتى أصبح قبالتها...ابتسم وهو يقول...\وش صاير اليوم؟!!

قالت بلهفة و هي خائفة من رأيه..\حلو؟!!

اقترب منها أكثر وهو يهمس...\تهبلين...بيغمى علي من جمالك!!
كان سيغمى عليها حتماً من كلماته...حاولت..نعم حاولت جاهدة تجميع أي جملة مفيدة...تأتأت...تلعثمت...و لم تقو على ذلك...قالت و هي تفرك كفيها...\آن..آنا قلت أغير شكلي شوية تغيير...و..

قال بهمس أكثر...\ليش؟!!

قالت برجفة \شنو اللي ليش؟!

اقترب حتى لم يعد يفصل بينهما شيئاً...قال..\ليش تسوين هالتغيير..عشان شنو؟!!
سألها وهو يترقب إجابة معينة..تمنى لو يسمعها منها...لترد..\عشان...عش...خالد أنا ظلمتك كثير...و حرمتك من كثير إشيا هي حقك...و...

لم تكن تلك الإجابة التي أرادها...فهو لا يريدها أن تعطيه حقه لأنه مجرد حق واجب..لا يريدها أن تفعل شيئاً تريده هي بنفسها و تتوق إليه...يريدها أن تفعل كل ذلك من أجل أنها أحبته...يود لو يسمع أنها أحبته و أنه قد نجح هذه المرة في إسعادها...

حاوط وجهها الصغير بكفيه...و اقترب ليطبع قبلة دافئة دامت لثوان على جبهتها لتغمض عينيها إثر ذلك...و ابتعد عنها وهو يقول..\ماهوب سبب كافي...!!

أصابها الذهول و لم تفهم ما الذي حدث للتو؟!!...وش هو السبب الكافي؟!...

تألمت لردة فعله...إذاً هو لا يريدها؟!..و لا يحبها؟!...لماذا تهورت و فعلت ما فعلت؟!...لماذا...؟!!
هو كان سيهم بالخروج...و لكنه توقف لدى سماعه لشهقاتها....و اقترب منها مرة أخرى وهو يقول..\وش فييك؟!...ليش تبكين؟!!

لم ترد عليه و هي تشهق بالبكاء...ليضم وجهها بين يديه مرة أخرى وهو يقول..\رحيق...وش فيك؟!!
قالت ..\إنت ما تبيني..و لا تحبني...
ابتسم وهو يمسح دموعها..\ههه...إنتي لو تدرين وش كثر أبيك ما كان قلتي اللي قلتيه...بس أبيك تكونين مقتنعة تماما باللي تسوينه..أبيك تسوينه لأنك تبينه و لأنك تحبيني..مو عشانه واجب لازم تنفذيه...

بدأت بالهدوء لكلماته...ليضمها لصدره وهو يقول ممازحاً...\ما كنت أدري إنك تبيني لهالدرجة...إثقلي شوية يا بنت الناس...ضحكت بقوة و هي تضربه بخفة على صدره...قالت له...\ليش ما جبت وجد معاك؟!!

خالد \قلت عشان تشتاقين لها...!!
ابعدها قليلاً عن صدره وهو يقول..\عندي لك خبر بيفرحك...
هي \وش هو...

خالد \ضاحي...صحى من غيبوبته...!!



********************


بعد عدة أيام...

في بقعة أخرى...

تأملت ذلك القابع قربها وهو يمسك بمقود السيارة...التفتت للخلف لتتأمل دانة و هي تغط في نوم عميق...لكم هي بريئة صورتها...

سألها...\مبسوطة؟!!
قالت بفرحة...\بطير من الفرحة...
نعم كيف لا تقفز من الفرحة و هي الآن لها أسرة و عائلة...هما..تركي و دانة...فقد كانت الأيام الماضية من أجمل أيام حياتها...منذ طلاقها من ذاك الجاسر...و زواجها من تركي...فهي تحس بسعادة عارمة لا حدود لها...حتى هي لا تستطيع تصديق نفسها...و بأنها الآن تعيش حياة طبيعية...من دون أية مشاكل...

و ها هم الآن ذاهبون لرحلة في البر كترفيه عليهم...كانت ممسكة بإحدى كفيه ليقود بلأخرى...كانت سعيدة للغاية...و لكنها صدمت عندما انحرفت السيارة فجأة عن مسارها ليقول تركي بغضب..\وش فيييه هذا...إنت ما تشوف قداامك...!!

وضعت يدها على صدرها وهي تقول..\بسم الله الرحمن الرحيم...تركي إهدا...
تركي و بإنفعال\كيف أهدا و هذا الغبي اللي ماشي جنبي...و فعلاً التفتت لتتأمل السيارة التي تمشي خلفهما و هي مسرعة بطريقة مخيفة...استعاذت بالله و هي تقول له..\إنت هدي و مالك شغل فيه...خليه يمشي بالطريقة اللي يبيها...مالنا دخل فيه...

قال بنفس غضبه..\وش أخليه..هذول هم السبب فهالحوادث اللي تصير كل يوم..و تفاجأ أكثر لدا إصطدام السيارة الأخرى بهما بقوة و كأنما عن قصد.\صرخ بقوة..\لاااااه...وش فيه هذا..
خافت..

بل ارتعبت و هي ترى دانة و هي تستيقظ من نومها برعب...كانت تحاول تهدئتها و هي خائفة نفسها و خاصة أن الطريق سريع و طويل...و لم تستوعب إلا و تركي يحاول الإبتعاد عن السيارة الأخرى لينحني للمسار الآخر و تأتي سيارة في الطريق المقابل لتصطدم بهم...!!

**************************

خرجت من الحمام و هي تلف جسدها بذلك الروب...وقفت أمام المرآة و هي سارحة في أمر ذاك السطام...كيف له ألا يتصل بهم كل هذه الفترة؟!!...

فقط يجلب الهدايا دونما أية كلمة منه؟!!...حتى أن هاتفه مغلق...
غاضبة هي منه و من كل...توقفت كلماتها عندما سمعت صوت هاتفها وهو يرن...أصابها إحساس غريب عندما تأملت الرقم...رقم مجهول...

إذن هذا هو؟!!...


جلست على أقرب كرسي ثم ردت...\ألو..


******************************


في مكان آخر...

يمشي في شوارع لندن....لا يعلم ما الذي يفعله حقاً..أأوصلته تلك النورة لهذه الدرجة من الجنون..حتى أصبح يهيم بها في الشوارع؟!!...هو عن نفسه قرر الإبتعاد عنها...نعم..لن يحاول إرجاعها له...

نعم..!!

فكلما اقترب منها..

كلما آلمها أكثر...

هي حقيقة استوعبها مؤخراً...لذلك سيكتفي بمعاملتها جيداً و حمايتها...سيحاول تعويضها عن ذاك الماضي الذي قد عاشته...

تأمل تلك الشوارع...لندن الساعة الثانية صباحاً كانت فارغة بكل ما للكلمة من معنى...لكم تصبح شوارعها قذرة و رديئة ليلة الإجازة...فالأجانب بطبعهم مهتمين بأعمالهم و يعملون بإخلاص حتى يأتي يوم الجمعة و السبت و اللذان يعتبران إجازة رسمية هنالك لتتحول كل شوارع لندن ليلاً لممشى للسكارة..و الكل يترنح..فهذه هي طريقتهم الوحيدة للترفيه عن نفسهم و تفريغ آلامهم و أحزانهم...بالسكر حد الترنح...

تأمل ذلك العدد من الشباب الذين قد كانوا يمشون بالقرب منه...حمد الله على نعمة الإسلام و الصلاة و الدعاء...فسبحان الخالق و رأفته...هم لا يجدون شيئاً يقلل أحزانهم لذا يلجأون للشراب...و نحن المسلمين قد سخر لنا الله الصلاة و الصدقة و الدعاء لنفرغ عن ولو القليل من آلامنا...أدخل يديه ليدفئهما بذلك الجاكيت الثقيل... يفكر في ذلك الألم الذي يشعر به...

و إذا به يفاجأ بتلك الفتاة البالية الجسد ترتمي بالقرب من قدمه و تمسكها بقوة...و تقول بضعف و وهن شديد...\أترجااااك...أترجاااك...

لم يفهم او يستوعب أي شئ...

ظل واقفاً دونما حراك وهو حقاً مصدوم...لتقول هي..\بسويي لك أي شي تبيييه بس أبي حقنة!!!....قول الي تبيييه و أنا بسوييييه لك..مستعدة أسوي أي شي..بس قول و آمر و أنا أسوييه...
أصابته الصدمة الشديدة ..إنها فتاة..و فتاة عربية!!...ما الذي يجعلها بهذا المنظر الأليم؟!!...قالت له..\أترجاااك...أبييييي حقنة!!!...أترجااك....بموووت و الله بموووت...

كانت ملابسها متسخة جداً و ملامحها شاحبة كالجثث...رفعها بيديه وهو يستغفر ربه من منظرها المقرف..و لكن كان لابد له من ان يفعل أي شئ...كان يحاول أن يفهم أي شئ..أي شئ...و لكن لم يستطع...وسط ترجياتها التي لم يفهمها جيداً و لكن هذه الفتاة يبدو عليها أنها صغيرة في السن..فما الذي أصابها و أوصلها لهذا الحد!!...


أوقف أقرب تاكسي مر بهما و....


*********************

يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
و من ذهب الأحلامْ..
أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ.
نزار قباني







سأقف هنا...
و أنا كلي أمل أن تنال الطية إعجابكم..
أرجوكم ما تنسوني من دعواتكم...
و بطلب طلب صغير تدعو إن ربي يفرج همي...بليييز...
أعدكم إن القادم أكثر تشويييق...
فقد قربنا على النهاية...
و لنا لقاء قريب بإذن الرحمن...
**روووح**

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 13-04-14, 07:02 AM   المشاركة رقم: 399
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265839
المشاركات: 6
الجنس ذكر
معدل التقييم: شرشبيلا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شرشبيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

ي هلا وغلا ف روحح . *اشتقنا لك ي أخي*

الله يفرج كربتك حبيبتي ~
يسار ونورهه كان فيه بصيص امل حلو بينهم ف أول البارت ، بس بما انها شافت المذكره بتظل تعامل يسار بطريقة قاسيه اتوقع ، لين يدري أن باسل ولدهه ويرجع
ليسار امل من جديد أن نوره ترجع له ، *حبيبتي ي نوره ي مسكينة *

نادية والم ماضيها نقدر نقول جاء وقت تنبسط الحين من شافت اختها ، ع كذا الأوراق اللي مخبيهم أبو روح عن روح اوراق تخص تبنيها له أو شي زي كذا
ي الله اهم شي التم شملها المسكينة ، ي الله عقبال ترضى ع سياف ♥.♥

خالد ومرضيه ** ي حبي لهم هالاثنين ،اتوقع بتبدا حياتهم الجميلة الا ينتظرنا شي مع صحوه ضاحي الله أعلم ")
*من جهه مرضيه مافي خوف ﻻنها واضح حبت خالد ، الخوف من ضاحي اللي حابها ، بس خالد بيقوله عن كل شي اكيد ويبتعد عن طريقهم هالضاحي .

البنت السكرانه ذي الله يستر منها ﻻ يجيبها يسار عندهم ، ولا اقولك شكلو احسن خل يجيبها يمكن تنقهر نوره شوي وتصحى ع حبه لها ~
اللي صار مع تركي واسيل شكلة من جماعه جاسر الزفت شرهه واصل لها وهو ف السجن اعوذ ب الله ")

وتسسلمين ي روح ع هالبارت الجميل ،
وي حبيبتي اكيد احنا بنعذرك ع أي تاخير لكل منا ظروفه
والتماس العذر حق لك علينا ~
مثل ماحقنا عليك تتمين الروايه ع خير ب اذن الله ~
متشوقين للجاي ﻻ تطولين ع حبايبك ") ♥♥♥♥ ~

 
 

 

عرض البوم صور شرشبيلا  
قديم 13-04-14, 09:50 AM   المشاركة رقم: 400
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265689
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماهيتاب ا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 85

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماهيتاب ا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

الله يفرج كربك وييسر امرك ويزيل همك وينظر اليك نظرة رضا اللهم آمييييين مشكورة أختى بارت رائع ومؤلم على حد سواء أتمنى النهايه تكون سعيده بقدر جمال القصة والكاتبة شكرا لكى اختى

 
 

 

عرض البوم صور ماهيتاب ا  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 04:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية