بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم أحبتي...
و ثاني مرة بشكر كل من كتبلي تعليق ولو كلمة...و بشكر من كل قلبي كل من إنضم لنا و بقول له إن شاء الله تكون الرواية عند حسن ظنك...
و حبيت أقول إني اشتقت لبعض الأعضاءاللي اختفوا و اللي أنا شخصياً تعودت على قراءة تعليقاتهم و أتمنى يكونوا بألف خير و عافية...
اليوم بتناول شخصيات معينة دون غيرها...
و بتأسف عالتأخير لأنه النت سئ بصورة غير طبيعية..بعد جهد حتى قدرت أنزل البارت...
بقتبس رد الأخت خوآآطر إنسآآنة...أتمنى ينال إعجابكم كما نال إعجابي...
لقد بدأت مرحلة النهاية في حياة الأبطال ...
أخيرا قد آن أوان الإستقرار ... لقد جاء الوقت كي يضعوا رحالهم بجانب النهايات التي حتما ستكون سعيدة كما أتمني ...
يسار ونورة
يمكنها الآن أن يصلح ما حدث ... أن يطلب من نورة الصفح معلنا حبه وحنانه ... يمكنها أن يخبرها عن مكنونات قلبه .. مخبرا إياها أنها ك ما يملك ...
لاتطرقي الباب كلّ هذا الطرق
سيدتي فلم يعد لي باب.
لقد تخلّت عني الجدران يوم تخليتُ عنكِ، وانهار السقف عليَّ وأنا أحاول تهريب أشيائي المبعثرة بعدكِ.لاتبحثي عن نافذة تدخلين منها كسارقة ،لقد سرقتِ كلّ شيءٍ منِّي . . ولم يعُد هناك من شيءٍ يستحقُ المغامرة !!
والآن أنا أحاول أن أعود إلي مرفأ حبك الأمن ... عندما أراجع حياتنا أجد أنّ أجمل ما حدث لنا كان مُصادفة ... وأتمني مصادفة أخري تجمعنا من جديد ... ♥ ♥
سياف ونادية
كم من مرّةٍ يمكن للذي يُطلق عليك النّار أن يُردِيك قتيلاً ؟
هي مرّة واحدة . لكن في الحبّ ، حتى الرصاصات البيضاء في إمكانها قتلك . ولا يهمّ في لعبة « الروليت الروسيّة » للموت ، أن تكون واحدة من الرصاصات فقط حقيقيّة .
تلك اللّحظة التي ترى فيها مَن تحب ممسكاً بمسدس الكلمات ، موجهاً فوهته نحو قلبك ، لن تغادرك أبداً.
نيّته هي التي تقتلك .
سيقول لاحقاً معتذراً ، إنه بقتلك كان يتوقع استعادتك ، وهو لا يدري أن الكلمة كالطّلقة لا تُسترد .
لقد كانت كلمات سياف كالرصاص لا تسترد .. فكيف لنادية أن تعود له بعد أن أرداها قتيلة .. كيف يطلب العفو من روح خالية من الحياة ماتت علي غدر كلماته !!
صبا وسطام
موت وحب ...
أكبر لغزين في الحياة هما قطعًا الموت والحبّ.
كلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج ( المكتوب ). لذا، تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما .
ذلك أنّ لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره، ليأخذ هذا الشخص دون سواه، بهذه الطريقة لا بأخرى، و لا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات . لماذا هو ؟ لماذا نحن ؟ لماذا هنا ؟ لماذا الآن ؟ ولماذا نفترق في هذا التاريخ ، في هذا المكان بالذات .
وحدهم الذين عادوا من " الحبّ الكبير " ناجين أو مدمّرين، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه، ويصفوا لنا سحره وأهواله، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه، لوجه الله .. و لوجه الأدب.
فــ بعد موت فهد المفاجئ ومجيئ سطام المفاجئ أيضا ماذا سيحدث .. أترقب في شوق بقية الأحداث
روح ومحمود
لا أحد يعلّمنا كيف نحبّ.. كيف لا نشقى.. كيف ننسى.. كيف نتداوى من إدمان صوت من نحبّ.. كيف نكسر ساعة الحبّ.. كيف لا نسهر.. كيف لا ننتظر.. كيف نقاوم تحرّش الأشياء بنا.. كيف نحبط مؤامرة الذكريات.. وصمت الهاتف.. وكيف لروح أن تتجاوز ما حدث .. كيف لها أن تمنع نفسها من الانتظار والترقب .. وكيف لمحمود أن يسامحها ... ؟؟
الطية الحادية و خمسون
رحلة...
أستكون هي الأخيرة من نوعها؟!
أستحمل لي شيئاً جميلاً أم العكس؟!
أهي رحلة شفاء أم إنتكاسة ما بعدها إنتكاسة..؟!
أتمنى أن تكون هي الأولى...!!
قالت لتلك القابعة قربها و هي تتأمل اللاشئ...\هههه...الله يهديك إنتهيتي من المذيعة...ماهوب صح تعيبينها كذا...
لترد تلك..\يعني وش تبيني أقول و هي مغيرة كل خلقتها ووجهها كنه علبة ألوان...
مرضية...\هههههه..استغفر الله العظيم منك و من خبالك...خليني أقوم أرتب المكان...
لترد عليها تلك..\أساعدك؟!
مرضية \لاه ما يحتاج...
و قامت من مكانها نحو غرفة ذلك الآخر لتبدأ في ترتيبها...توقفت لوهلة و هي تبتسم من جنون تلك القابعة في الصالة...
مريم...
بنت في الثلاثة و عشرين من عمرها...جيرانهم...تعرفت عليها منذ شهر تقريباً...عندما طرقت بابها في إحدى الأيام و هي تقول لها..\لي مدة و أنا حموووت و أبي أتعرف عليك...أصلاً العمارة مافيها غريكم ويانا...و انا طهقت من هالبذران اللي في البيت و قلت أشوفكم...
مجنونة نوعاً ما...و دخلت فيها بسرعة و هي تحكي لها عن كل حياتها...و عن إخوتها الصغار و مدى عذابها بسببهم...و عن والدها المتوفي و أعمامها الذي أكلوا كل أموالهم...و على إحساسها بالعنوسة لأنها لم تتزوج حتى الآن...و عن الكثير و الكثير من قصصها...
و في المقابل كانت مرضية تستمع فقط لذلك السيل المتدفق من الكلمات دون إنقاطع...كانت تحكي لها عن مأساتها التي تعيشها مع إخوتها و لكن مع إضافة طابع طريف للموضوع...كانت تملأ لها وقتها..فهي تأتيها منذ خروج خالد لتحكي لها عن يومها و عن حياتها...
و ها هي الآن تحكي لها عن تلك المذيعة التي في التلفاز و عن ال50 عملية تجميل التي عملتها في وجهها...ابتسمت مرضية لتذكرها كلمات تلك المريم...كانت ببطء تقوم بترتيب الكتب المكدسة فوق مكتب ذلك الخالد...و ترتبها...و لكن و دون قصد أسقطت تلك الكمية من الكتب أرضاً لتقع على قدمها و تحدث جلبة في المكان..لتأتيها تلك المريم مسرعة و هي تشهق..\بسم الله...رحيق..وش فيك؟!
لترد..\لاه مافيني شي...
مريم بممازحة..\موو قلت لك أساعدك ليش رفضتي...قومي قومي بدل لا ترتبين للرجال غرفته...خربتيها..
مرضية \ههههه..مريم الحين بدل لا تطنزين ساعديني أقوم...
مدت تلك الأخرى يدها لتساعدها على الوقوف لتقول بتساؤل...\هذي غرفة نوم..مو مكتب...هوا ينوم في غرفة و إنتي فغرفة ثانية؟!!
ردت تلك بربكة..\هاااا..لاه بس هم غرفتين ووحدة فيهم قرر إنه يقرا فيها هذا كل الموضوع...الحين خلي عنك هالكلام و ساعديني عشان نرفع هالكتب..
و فعلاً ساعدتها في رفعها لتبدأ مرضية برفعها كتاباً تلو الآخر و هي تستمع لكلمات مريم التي لا تتوقف..\هههه...وش فيه رجلك...هذي كلها كتب...وش بيسوي فيها؟!!...وش ذا..الزدواجي..يية فشنوووو؟!...وش هالأسامي الغريبة؟!...
مرضية بضحك..\ههههه...مريم خلي عنك هالهبال و رتبيها من سكات...
مريم \أوهوووو...وش ذا؟!..هذي شكلها مذكرته؟!
مرضية \مذكرته؟!
مريم \إيييه...تبيني أقراها لك؟!!
مرضية \لاااه..مريم وش فيك..عيب..رجعيها مكانها و لا تفكرين فهالفكرة أبداً...
مريم \خلاص خلص...متأسفين...
و رجعت برفع الكتب و الفضول يملأها لقراءة تلك المذكرة...تود لو تقرأها...لو تعلم ما الذي يدور في تفكير ذلك الخالد...لو تقرأ هل هي موجودة في هذه المذكرة؟!!...هل لها نصيب من أفكاره و كلماته؟!...هل...و دون تفكير قالت..\مريم...
لتقول لها تلك بأسلوب إجرامي..\هاااا...تبيني أقراها؟!!
و فعلاً أخذت مريم المذكرة و بدأت بفتح صفحة عشوائية لتقرأ...
خالد...
هو ذلك الرجل الشرقي الذي تغلغل لأعمق أعمق نقطة في صدري..
إلى متى سأحتمل كلماتك العابرة أيها الخالد...إلى متى سأحتمل تأثيرك على قلبي...فأنا اليوم أيقنت ألا قوة لي على مجابهة تأثيرك علي...كيف لا و قد أرهقني البعد عنك...و خصوصاً بعد سماعي لنصيحة صبا...أسأحتمل البعد عنك لكل هذه الفترة...
توقفت عن القراءة و بفضول كاد يقتلها...\منوو هذي اللي كاتبتله؟!!..و منو هذي صبا؟!!
سرحت تلك الأخرى و هي فعلاً مندهشة مما قرأته عليها تلك المريم...
إذاً هذه هي....
هذه كلماتها...
هذه مذكرتها...
و هذه يومياتها هي...
زوجته الأولى...
تلك المرضية..!!
هذه هي من أحبها و عشقها...
هذه هي والدة وجد...
داهمها صوت مريم و هي تقول...\هييي...رحيق..وينك؟!!
قالت و هي ما زالت سارحة...\ها...لأ هذي زوجته الأولى....و صبا هذي تكون أخته...ثم أكملت و هي تمد يدها...\بس خلاص كفاية..موب صح نقرا مذكرات الحرمة و هي ميتة...قفلي المذكرة و عطيني ياها...قالت لها مريم...\يعنيي ما تبي تكملين قراية؟!!
قالت بتردد...\لأ...
مريم \ههه...انا بمووووت و أقرا الباقي بس على كيفك...هذي كانت فرصتك الوحيدة عشان تقرينها...
فكرت في كلمات تلك الأخرى و هي تستوعب...هذه هي فرصتها الوحيدة لمعرفة ذلك العالم الآخر الذي كان يعيشه ذلك الخالد...و هي لن تستطيع قراءتها بنفسها و...
قالت دون تفكير منها..\خلاص...بس تقرين سطرين و كفاية...
ضحكت مريم لتقول..\ههههه...أوكي...
و أكملت القراءة...
فسماعي لنصيحة صبا أجهد كل ما بي من قوة....فاليوم...هههه...ياله من يوم...
و في منتصف وقوفي في تلك المغسلة و أنا أقوم بغسل الأواني...كنت أحس بإرهاق لا حدود له و أنا أقوم بمسح حبات العرق المتصببة من جبهتي و لم انتبه إلا و ذلك الآخر يقف بالقرب مني تماماً و يتناول إحدى الصحون التي قمت بغسلها...تفاجأت...و أحسست برجفة خفت أن تبدو له...و لم اعلم ما الذي يفعله...تأملته وهو يقوم بتجفيف إحدى الحصون بتلك القطعة...قلت له بتساؤل...\وش قاعد تسوي؟!
لم ينظر لي...بل قال وهو يكمل ما يفعله...\وش شايفة إنتي...بساعدك...
استغربت منه و بشدة...مع ان منظره وهو يقوم بتجفيف الأواني كان تحفة من الرجولة التي لا مثيل لها...كان مشهداً يمكن أن تغرم به كل أنثى...كان موقفاً يتغلغل لدواخل القلب..مع انه بسيط و لكنه كبير في عيني..فهذه هي الأنثى تعشق أشياء صغيرة جداً...و لكني قلت له بمعنى عكس ما بداخلي.. \خالد..خلي عنك أنا بغسلهم بروحي مافيه داعي...
ليقول بملامح جادة و مضحكة في نفس الوقت... \لأ فيه داعي..
قلت و تلك الإبتسامة تغشى ملامحي.. \وش فيك انت؟!
ليرد و بممازحة زادته وسامة في عيني... \مافيني شي...سلامتك...بس هفت لي و أبي أغسل الصحون...
و ابتسمت تلقائياً...أحسست أنني فعلاً لا أستطيع إحتمال ما يقوم به..فأنا أوشك أن أعلن له عن إرهاقي من مخطط تلك الصبا..و أود لو أستسلم له و لحبي و لكل شئ..قلت له و بعد مجاهدة نفس..\خلاص دام هفت لك بسيب لك باقي الصحون تغسلها إنت و أنا بروح أرتاح شوي...
و فعلاً تحركت نحو الخارج..و لكني تفاجأت بمحاصرته السريعة لي...و لم أجد نفسي إلا و أنا محاصرة بينه و بين المغسلة...هزيلة...ضعيفة...متيمة به...أقسم أن قلبي وقتها أوشك أن يخرج من بين أضلعي و يصرخ به و بكل قوة...\ما الذي تفعله بنااااااا...و حاولت إخراج تلك الكلمات بصعوبة بالغة...\خالد..بعد عني..
ليرد و بنبرة سلبت روحي...\ماقدر...
و لكنه لم يعر لما قلته شيئاً لأعيدها مرة أخرى..\خا...
...\خلاااص...كافي...!!
تفاجات مريم من مقاطعة تلك الأخرى لها لتقول..\وش فيييك...و الله كنى أتفرج على فيلم رومانسي..خلني أكمل و الله و...
قاطعتها مرضية..\مريم...خلاص سكريها للمذكرة و حطيها مكانها...
مريم في محاولة أخرى..\رحيق...وش فيك؟!...لا يكون غرتي من روح ميتة؟!!
قامت تلك من مكانها في محاولة منها لإحتمال ما يحدث...\هذي خصوصيات ماهو من حقي أقراها...
مريم..\يا ست..و لكن قاطع كلماتها صوت هاتفها الذي رن لتقول..\يا وييل حالي هذي أمي رح تقلب الدنيا فوق راسي لأني نسيت الأكل...آنا لازم أروح الحين...بس و ربي ماني تاركتها لهلمذكرة بجيك يوم ثاني و بكمل..أشوف سي خالد الرومااااااانسي وش سوى...
و خرجت...
***************************
لندن...
بللت وجهها بذلك الكم من الماء بيدها...تأملت شكلها في المرآة...هذا هو الحلم الألف بعد المائة بذلك الفهد...نعم...فها هو يزورها مرة تلو الأخرى في أحلامها...ألا يود أن يعتقها لوجه الله؟!!
ألا يود أن يتركها بسلام لتمضي بقية حياتها بهدوء...أيريدها ان تعيش على ذكراه؟!...
هي لا تمانع أن تعيش كل ما تبقى لها من عمر على ذكراه و لكنها لا تعيش وحيدة في هذا العالم...بل هنالك شهد و ملك...و ذلك ال..سطام...!!
إلى متى سيحتمل هذا الوضع؟!...
فتحت تلك الخزانة القابعة خلف المرآة...رفعت تلك العلبة لتتأمل ذلك الخاتم القابع تحتها...تناولته لتتأمله لوهلة...خلعت ذلك الخاتم المتوسط لأصابعها...
فهد..
و كيف لها أن تنساه وهو روحها...و كيف لها أن تحب أخاه وهو كل ما يستوطن قلبها...وكي...و لكنها تفاجات بذلك الآخر الذي يتوسط الحمام وهو يقول...\صبا وين ساعتي ال...و لكنه توقف عن الكلام وهو يتامل ملامحها المتفاجئة و ذلك الخاتم وهو يقع من يدها من شدة الإرتجافة...تأمل ملامحها و تلك اللهفة تغشاها و هي تقول..\لاااه..لاااه...و تبدأ بإدخال إصبعها داخل فتحة المغسلة علَها تستطيع إخراجه...
اقترب منها لوهلة و هو يقول..\آسف..خليني أطلعه لك...
ولكنها رفضت ليتقدم في مساعدتها دون أن يعير رفضها إهتماماً...اقترب من المغسلة و بدأ بالمحاولة و بعد جهد أخرجه وهو يقول...\هههه...وش هالربكة اللي كانت فيك لدرجة تو...و لكنه توقف عن الكلام وهو يقرأ ذلك الإسم الذي يتوسط تلك الدبلة...
فهد...
هي...أحست بانه أسوأ موقف قد وضعت فيه في حياتها كلها...كانت تود قول شئ..أي شئ..لتقول..\آن..آنا ما..
هو..وضع ذلك الخاتم على المغسلة و توجه خارجاً من الحمام...لتقف تلك الأخرى لوهلة و هي لا تعلم ما تفعله...لا تعلم..أتذهب للتحدث معه..أم لا تذهب..ام تتركه..ام ماذا..
و أخيراً قررت أنها ستذهب له...و توجهت نحو غرفته و لكنها وجدته داخل الحمام المجاور لغرفته..توقف عند باب الحمام و هي تتأمل كفيها و تفركهما بقوة..\س..سطام أنا ما قصدت إني أ...أنا ما قصدت بس أنا قلتلك من قبل إني ما رح أقدر أنساه...و هالشي صعب كثير...و...
لم تفهم ما كان يفعله و هو متكئ على المغسلة و يقوم بغسل وجهه...و أكملت لتقول..\سطام أنا...ولكنها توقفت عن الكلام عندما انتبهت لذلك الدم الذي ينزف من أنفه...شهقت بقوة و هي تقترب منه لتقول..\وش ذا؟!!
سطام وش ؟!...أسكتها وهو يقول..\مافيه شي...لا تكبرين الموضوع..مجرد نزف...
أتته بمناديل ورقية و أخبرته أن يرفع رأسه للأعلى...و بعد وهلة توقف النزيف..لتقول له..\شنو سبب هالنزيف؟!
صمت لوهلة و هو يقول..\و لا شي...
قالت له...\سطام..أنا ما قصدت إنييي...قاطعها وهو يهم بالخروج..\صبا أنا ما طلبت منك الكثير...بس و لو للأموات عندك مكان..إحفظي للأحياء كرامتهم..!!
***************************
القصر...
تأملت تلك القابعة أمامها و هي شاردة بذهنها تماماً...قالت لذلك الصغير القابع قربها..\وش فيها أمك؟!!...صارت طول اليوم شاردة و ماهي معانا؟!
ثم وجهت حديثها لها قائلة...\نووورة...يا روح جدتك...وش فيك يمة؟!!
نورة \هااا..لاه مافيني شي...
الجدة \صرتي اليوم كله سارحة و كنك فعالم ثاني...صمتت لوهلة ثم أردفت..\تعالي..تعالي جنبي هنا...
ابتسمت نورة لها و هي تقوم لتجلس قربها...وضعت الجدة كفها على حجر نورة و هي تقول..\فضفضي..قوليلي وش اللي مضايقك...ما تكبتي جواتك...و الله ما تقدري تحتملي..
خرجت تلك الآهة من صدرها و هي تقول...\مدري يمة...مدري...أحس بضيقة...مع إني و أول ما رجعت كنت بطير من الفرحة..بس الحين..الحين أحس كني غريبة فهالبيت و هالبلد و فكل شي...أحس كني فمكان ماهوب مكاني...
الجدة \ليش يايمة و إنتي بين أهلك و ناسك...تعودتي عالعيشة هناك...
نورة \مدري...بس التعيس و إن تعود على تعاسته ما يقدر يخليها...و آنا أخذت عالغربة و عيشتها...صمتت لوهلة ثم أردفت...\أقولك الصج...لو بيدي كنت رجعت..
الجدة \و تتركينا يامك؟!
نورة \هههه...و آنا هنا مارح فيدكم شي...آنا ياجدتي صرت شي مكسور و ما يتصلح...يمكن لو رجعت هناك أقدر أصلح ولو شوية من اللي تكسر...
كان هنالك من هو قادم ليلقي التحية على جدته و لكنه توقف بسماعه لصوت تلك الأخرى..وفقط...توقف..نعم توقف ليستمع إلى كلماتها...
و في الجهة الأخرى...شدت الجدة على يدها و هي تقول..\يا قلبي يا نورة...حاسة إن اللي ذقتيه من هالمجرم ماهوب هين...الله يجزاه وهو ماخذ كل طبايع أبوه...
لتسألها نورة...\يمة إنتي وش علاقتكم فأبوه؟!...
لترد الجدة بربكة بدت عليها \ها..لا يمة و لا شي بس أسمع عمك يحكي عنه...هو كان يشتغل معاهم زمان...صمتت لوهلة ثم أردفت...\يمة..بسألك سؤال..و أبيك تجاوبيني بصراحة...يعني...إنتي مافي شي تبقى بينك و بين يسار؟!!
و هنا...توقف ذلك الآخر عن الحركة تماماً وهو يترقب إجابتها...
قالت و هي تتأمل صغيره...\هه شي؟!!...يمة وش اللي قاعدة تقولينه...يسار إنتهى بالنسبة لي...و ماقدر أتخيل فيه ولو بصيص أمل بينا...
الجدة \لهالدرجة؟!!...يعني لساتك ماتبين تقولين لي وش اللي صار؟!
نورة بألم \هه..خليها على ربك...وش بيفيد الكلام...
**************************