كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم أحبتي في الله...
أشكركم جمييعاً...اللي متابع و اللي يشارك...و اللي شاركنا لأول مرة و أقولكم...شكراً من أعماق قلبي...
الأحداث الجاية مهمة جداً في الرواية...و شوية شوية حتبدأ الأمور كلها تتجمع و حتتفهم الصورة كاملة...و لسة فيه أحداث مهمة جداً في القادم بإذن الله...
كنت بقتبس تعليق و كنت مسجلته..بس لقيته إتمسح...لكن إن شاء الله في الفصل القادم بقتبس التعليقات...
***اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعف عنا***
الطية الثامنة و أربعون
فضفضة...
أفكار..كلمات..استفهامات..
كلها تدور في مخيلتي دونما هوادة...
أفكر بها...
أفكر بها في شكل فضفضة مع روحي الهزيلة..!!
بعد مرور أسبوعين...
مدت كفها الناعمة و هي تتحسس الحوائط...خرجت للصالة الخارجية و هي مستغربة من ذلك الهدوء الذي يغلبها...فبالعادة يدب صوت لحركة ذلك الآخر في المكان...و لكن حالياً...لا صوت!!..
تحركت ببطء و هي قد بدأت بحفظ المكان و حفظ الأثاث..توقفت لوهلة و هي تتذكر ذلك الآخر وهو يعلمها أماكن الأشياء...و لكم كان صبوراً عليها و على نسيانها لأماكن الأشياء..حتى حفظتها عن ظهر قلب...
تحركت ببطء نحو تلك الأريكة التي حفظت مكانها جيداً...وقفت لوهلة أمامها و هي تنادي..\خالد!!
و لكن لارد..!!
فهي قد اعتادت على جلوسه في هذه البقعة بالذات..نادت عليه و للمرة الثانية بصوت أعلى..و لكن أيضاً لارد...مدت كفها ببطء لتتحسس الأريكة لتحس بملمس يد مشعرة في المكان..شهقت بقوة و هي ترجع للخلف و كانت على وشك أن تصرخ بكل قوتها..
إذاً هو في المكان..و لكن لماذا لا يرد عليها؟!!...صمتت لوهلة و هي تحاول أن تسمع صوت نفسه..لتجده منتظم بطريقة مخيفة..و مما يدل على أنه نائم...ابتسمت..و حمدت الله أنه نائم و لم يحس بيدها...مدت كفها للمرة الثانية ببطء حتى لمست ذلك الكتاب الذي قد كان في يده...أخذته من يده و هي تعلم يقيناً أنه قد نام وهو يقرأ في صفحاته...فهذه من الصفات التي قد علمتها عنهألا و هي عشقه لقراءة الكتب المختلفة..فهو بنفسه من أخبرها بذلك...حملته و ابتعدت لتقف على بعد خطوة منه... تحسست الكتاب لتفاجأ من تلك النقاط التي أحستها في ورقه...توقفت لوهلة و هي تسرح في تلك النقاط...
و تفكر...
تفكر في كل ما يحدث بينها و بين ذلك الغريب..!!
فها هو قد مر أسبوعان..أسبوعان و هي...لا تعلم..و لكنها بدأت تحس بالإطمئنان تجاهه...و لا تعلم ما السبب...ربما تصرفه اللائق معها..إهتمامه المخيف بها..معاملته الراقية معها...و كأنه قادم من عالم آخر..عالم مثالي..عالم لا مثيل له...
فكيف لرجل أن يكون بغناه..و في منصبه أن يتحلى بذلك التواضع...ذلك التواضع الذي يجعله يمكث معها كل اليوم ليطمئن عليها..الذي يجعله يساعدها في حمل كل شئ..و في ترتيب كل شئ..و في حفظ أماكن الأشياء...إهتمامه بأخذها كم مرة لتطمئن على خالتها و ضاحي...ذلك التواضع الذي يجعله يهتم بها بهذه الطريقة المترفة...
لا تعلم..و لكنها تحس بقربه لها..و كأنما أصبح عيناها التي ترى بها...مع إحساسها ببعض الغرابة من تصرفاته...ففي الكثير من الأحيان تحس بتأمله لها..و كأنما يتأمل ملامحها بطريقة تجعل كل جسدها يقشعر..و مع أنها لا تراه..و لكنها تحس بذلك..تحس بتلك اللحظات التي يتأملها فيها...يا ترى؟!!
هل حقاً يرى فيها صورة زوجته؟!
تلك التي قد رحلت؟!!
لكم أصبح الفضول يأكل روحها لمعرفة كل شئ عن هذا الغريب...لم يقضي معها أغلب الوقت...لم يتحدث بطريقة هادئة و غريبة في نفس الوقت..و كأنما ينتقى الكلمات التي يتحدث بها معها...لماذا لم يجلب صغيرته لها حتى الآن...
و أكثر ما تود معرفته هو..
تلك؟!
تلك التي قد أخذها الله منه...
تلك التي يرى صورتها في وجهها...
ترى..هل تشبهها؟!..هل كان يحبها كما يزعم؟!...هل كانا سعيدين في حياتهما؟!...هل...؟!!
خرجت من فوهة أفكارها على كفها التي تتحسس الكتاب لتبتسم...
تبتسم و هي تتذكر ذلك اليوم...
لمحة من الماضي...
سمعت طرقاً في الباب لتقول..\نعم؟!
لتسمع صوته الذي بدأت تعتاد على نبرته..\رحيق...ممكن تطلعين؟!
لتقول بهدوء..\تبي شي؟!
هو..\إيه بس تعالي...
تقدمت بهدوء و هي تصلح غطاء رأسها و هي ما زالت غير قادرة على الإعتياد على فكرة انه زوجها...و ما يساعدها على ذلك هو عدم مطالبته لها بأي شئ..و كأنه لا يود منها أية حقوق زوجية..و هذا ما يثير ريبتها...خرجت له لتقف في منتصف تلك الصالة...
حل الصمت بينهما لتكسره..\وينك؟!
ليقول لها...\تعالي...
اقتربت ليمد لها ذلك الشئ..تناولته ببطء و هي تقول..\شنو هذا؟!
قال لها بهدوء..\كتاب..إفتحيه...
قالت تلك الأخرى و بإستغراب..\كتاب شنو؟!
قال لها..\شوفيه بس..
فتحته لتمد كفها و تتحسس تلك القدود التي فيه..شهقت و هي تفاجأ بأن الكتاب مكتوب بلغة برايل...قال بفرحة لا حدود لها...\هذا عشاني؟!!!
قال لها..\إيه...هذا و كمية من الكتب الثانية..كلها لك عشان تقرينها...عشان أنا أدري إنك تحبين الكتابة و القراية...
عقدت حاجيبها في استغراب و هي تقول..\إنت كيف عرفت إني أحب القراية؟!
قال لها بلعثمة بدت عليه..\أأ.آآآ..بس عشان ظاهر فيك...شكلك تحبين القراية..عشان كذا قلت تتسلين فيهم..
صراحة..!!
أحبت هديته..!!
بل عشقتها...
و قالت له بإبتسامة...\شكراً...!!
ذلك اليوم فقط..أحسست أن ألف حاجز قد كسر بيننا..و أنني أصبحت أءتمنه على نفسي...و لم أعد خائفة من المكوث معه تحت سقف واحد...و منذ ذلك اليوم أصبحت لا أتردد في المكوث معه في نفس الفراغ... بل أظل جالسة معه..ليسألني هو أسئلته المعتادة...\كيفك؟!...كيف كان يومك؟!..وش سويتي فيه؟!..وش كان رايك في الكتاب الفلاني؟!...نفسك فشي ثاني؟!..
لا أعلم...و لكني كنت احس بالإهتمام في نبرة صوته...و كنت أجيبه بإجابات مختصرة...ليحاول هو فتح موضوع جديد..\جبت الكتاب الفلاني..أنا أحب قراية الكتب كثيير هذي معلومة لااازم تدرينها عني...ممكن في اليوم أخلص كتاب واحد...
و كان فعلاً يبدأ بقراية كتاب و أقوم عشان أسوي له قهوة و أرجع و أصارخ له بس ما يرد...و أدري إنه غط في نومة عجيبة...
لا أعلم..و لكني اعتدت على نومه و في يده إحدى كتبه..و كأني قد ألفت هذا الفعل منه...و بدأت بحفظ بعض الصفات عنه...مع أنني أحس بذلك الكم الكبير من الغموض الذي يلفه..
*********************
بريطانيا...
...\حاسبي يا شهد لتدفقيه..كانت تقول تلك الكلمات لصغيرتها و هي تمسك تلك العلبة الكبيرة المليئة بالفشار الذي كانت تقع منه مع كل خطوة حبة...و هي مصرة أن تمسكه بنفسها و ان تمسك باليد الأخرى يد ذلك السطام...لتقول لها شهد بثقة..\ماماااا ما رح يصير كذا...خلييكي كوووول...
صدمت صبا من كلمة صغيرتها لتنظر لسطام بمفاجأة كبيرة..ليبتسم لها و يقول بهدوء..\لا تناظريني..مو أنا اللي علمتها هالكلام...
ابتسمت على معرفته بانها هي من تتهمه..تأملت صغيرتاها و هما مع ذلك السطام...واحدة تمسك بيده و الأخرى فوق رقبته و هي تضع علبة الفوشار على رأسه وتأكل منها...تألمت ضحكات صغيرتيها...
و ابتساماتهم البريئة له..
تأملت ملامحه الثابتة و لكنه في نفس الوقت يستطيع إضحاكهم دون أن تبدو عليه أية ملامح مبهرة..!!
إذا كانت هما سعيدتان..
لماذا هي ليست بسعيدة لسعادتهما..؟!!
فها هما قد أخذا الصغيرتان بعد إصرار و إلحاح شديد منهما على الذهاب للسينما..لحضور فيلم للأطفال...و ها هما الصغيرتان تصران على الذهاب للحديقة...و لكنها مرهقة..و تود لو تذهب للمنزل لترتمي في سريرها بعيداً عن أي تفكير...
قالت لهم في ضيق..\خلونا نرجع..ما فيه داعي..
ليتوقف ذلك الآخر عن الحركة وهو يتوجه عليها و يسألها بإهتمام..\فيك شي؟!
استغربت من سؤاله لتقول بإبتسامة..\لاه..مافيني شي...
لتقول له ملك و هي تأكل من الفشار بنهم...\مااافيييها شيي..هي كذا أمي..لما تقكون ماتبي شي تقول لنا...لتقول معها شهد و بنفس النبر و هما تقومان بمحاكا والدتهما...\آآه أنا تعباااان..أحس حييلي مهدود و ما أقدر...
ضحك سطام من تمثيل الصغيرتان ليحمر خدا تلك الأخرى لدى أسلوب صغيرتاها...لتقول لهما...\أعووذ بالله منكم إنتم الثنتين...
و استسلمت في النهاية للذهاب مع صغيرتيها..
و ها هي و بعد مدة قد أرهقت من الذهاب و الإياب معهما في كل إتجاه و هما تلعبان..لتجلس على تلك البقعة و هي تتأملهما من بعيد...لفترة كان معهما سطام..و لكنه إختفى فجأة...جلست و هي تتأملهما دونما حركة لتفاجا بتلك اليد التي قد مدت لها و فيها ذلك الآيسكريم...تأملته و هي تقول..\وش ذا؟!
ليقول لها وهو يجلس قربها..\وش شايفة؟!
تناولته و حل الصمت بينهما و هما يتأملان الصغيرتان و يتأملان في تلك الطبيعة التي أمامهما...سرحت..
سرحت و هي تتأمل ذلك الرجل وهو يحيط من تجاوره بيديه ليدفئها و تلك الهالة من الحب تحيط بهما...تذكرت..
نعم..
تذكرت ذلك ال..
فهد...
لو كان معها الآن لمد ذراعه الكبيرة بدون أي إكتراث منه و ضمها لصدره دون أن يبالي وهو يقول..\حقيي...حلاالي..بس واحد يقول شي و يتدخل..و الله لأكفخه..
و كانت هي تضحك من أسلوبه الدعابي لتقول له..\فهههد..عااد..لا تتمسخر..يعني إذا هم يسوونها نحن نسويها..أنا أستحي..
ليقول لها هو..\وش فيك يا بنت الناس أنا ما سويت شي..لتحاول إبعاده و لكنه لا يطيعها بل يضمها أكثر لصدره في أسلوب لإغاظتها وهو يقول...\ها...بضمك أكثر كمان..بس قولي شي عشان أكفخك إنتي كمان معهم..
كيف لها أن تتزوج أخيه؟!..
و كيف لها أن تأتي لتمكث في نفس البلد التي ما زالت تحمل رائحته...
و كيف لها أن تزور نفس المناطق التي ما زال شبح روحه يتربع أماكنها...
استيقظت من أفكارها على تلك الدمعة الصغيرة التي قد خرجت من عينها لتمسحها بسرعة في حركة تمويهية لذلك القابع قربها...ليقول لها ذلك الآخر وهو يتأمل الصغيرتان..\لساتك تذكرينه؟!
هه..و هل له أن يسألها هذا السؤال؟!...فهو يعلم الإجابة مسبقاً على سؤاله...ليردف هو بقول..\آنا آسف...إنسي السؤال...
غزت تلك الضحكة ملامحها لدى تصرفه...فلماذا يعتذر؟!..و عن ماذا يعتذر؟!...قالت له..\إنت ليش تتصرف بهالطريقة؟!
تعلم أن سؤالها لم يكن واضحاً بما يكفي..و لكنها تعلم أنه قد كان واضحاً بالقدر الكافي له..و أنه قد فهمه..لتتأمله وهو يتأمل الصغيرتان..ثم يرمي تلك العلبة من الآيسكريم في القمامة التي قربه...\وشالتصر ف اللي تبيني أتصرفه معك؟!
و ها هو يداهمها بإجابته الإستفسارية..فهي حقاً لا تعلم ما التصرف الذي تود أن يتخذه معها..أيطالبها بحقوقه..أم يحتقرها..أم يطلب منها أن تنسى فهدً لتتعلق به أكثر أم ماذا؟!!
التزمت الصمت ليقوم هو من مكانه وهو يقول..\أنا بروح للبنات....لتستوقفه بقولها.\أنا آسفة..ما رح أقدر أنساه...
ليقول لها ودون حتى أن يلتفت لها..\و أنا ما طلبت منك تنسيه...مابيك تنسيه..
*****************************
|