كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
حكمة النوم على الجانب الأيمن
قـــال صلى الله عليه و سلم (إذا أتيت مضجعــك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن) - متفق عليه
وعن البراء بن عازب رضى الله عنه قال: (كان رسـول صلى الله عليه و سلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن) - رواه البخاري
ثبت علمياً أن النوم على الجانب الأيمن يمنع ضغط الكبد على المعدة ويساعد على تفريغ محتوياتها، كما يسهل عمل القلب؛ إذ يمنع ضغط المعدة والحجاب الحاجز عليه
أما النوم على الجانب الأيسر .. فإنه يزيد العبء على القلب نتيجة لوضع المعدة والكبد على القلب فى هذا الاضطجاع، وكذلك على الرئة اليمنى .. أما النوم على الصدر فله ضرره؛ إذ أن النائم لابد أن يلوى عنقه إلى أحد الجانبين حتى يتنفس
أما النوم على الظهر .. فإنه يجعل لأحشاء ترفع الحجاب الحاجز، وهذا بدوره يضغط على القفص الصدرى، فيحس النائم بالضيق، ولربما قام من نومه متضايقاً - دراسة لظاهرة النوم : د. عبد المنعم عبد القادر الميلادي
مجلة منار الإسلام عدد سبتمبر سنة 1982 بتصرف
من ذلك تظهر الحكمة العلمية فى الحديث الشريف، والتى قررها العلم الحديث فى بحوثه وتجاربه العلمية أخيراً
*****************************
كان طول الوقت في السيارة يردد أذكاراً تساعد روحه على الثبات...(يا لطيف..يا لطيف يالطييف ألطف..!!)...و كل دقيقة يلتفت لها ليعيد سؤاله المعتاد و كأنها في أية لحظة ستغير رأيها و تقول له بأنها قد كانت تمزح معه...!!..و هي كانت ترد بأنها لا تكترث إن زجها بالسجن و لكن فقط أن يعفو عنها..!!
توقف أمام منزل تلك الأخرى..!!
ضرب الباب بكل قوته غير مبال لأي شئ...لتقترب تلك الخادمة و بهلع...\نعم؟!
قال لها و بصرخة..\رووووحي نااادي سماااح...سررررعة..!!!
قالت له الخادمة..\شنوو تبي؟!
قال لها و بنفس صرخته التي أرعبتها...\أقوووولك فزززييي ناديييها..!!
ولكن قبل أن يكمل كلمته كانت سماح ووالدتها تتوسط الصالة ليقترب منها و يصرخ بكل قوته فيها...\وشششش سويييتي فيييها؟!...وش سوووويتي فمرضية...قوووولييي...!!
إعتلت الصدمة تعابير كل من في المكان..و اسبهلت تلك السماح و هي غير مستوعبة للموقف...و لكنها و بعد أن رأت خديجة التي قد توسطت المكان...علمت ما حدث لتقول له و بنفس صرخته..\إنت وش قاااعد تقووووول...وش قاااعد تخبببص...؟!
هنا..
هنا قد وصل لقمة حدوده معها...لم تعد له القدرة على إحتماالها..!!!
اقترب منها وبصرخة وهو يرفع يديه و كأنه يهم على ضربها..\و كماااان لك عييين تكذبييين كلامي...لككك عييين...إنتي وش الطينة اللي مصنوووعة منهاااا؟!...إنتي وش اللي تفكرين فيه؟!...ياااا قذرةة..!!...يا...
أسكتته و هي تصرخ...\إيااااك تصارخ على عشان وحدة ما...و لكنه أسكتها بصفعة قوية تردد صداها في كل زاوية في المكان...و كان سيهم بالثانية و الثالثة لولا أن والدتها و خديجة قد تقدمتا لتحاولا إمساكه و منعه منها...و بعد مجهودات صعبة نفض يديهما وهو يصرخ بكل قوته...\ثلث سنييييييين....ثلث سنيييين و آنا عااايش على وهممم إنها مييييتة؟!...مييييتة؟!...و هي لساتها عاااايشة؟!...لييييييش؟!...قوليييلي؟!..ليش سويتي كذا؟!...ليييش هالتفكير الشيطااااني؟!...ليييش؟!
صرخت هي فيه بكل قوتها و قد بدأت تخرج من قوقعة كذبها...\عششششانك بدييت تحبها..!!...بعد مااا كنت ميييت فيييني؟!...بعددد مااا كنت تحبنييي...و هي معاااقة...خلتك تنساااني و تحبهاااا...صرت ما تطييقني ...عمتك....خلتك ما تشووووف غيرها...كاااان لازم أسوييي هالشي عشاااان آخذك...كان لاااازم أتصرف كذا عشااان ترجعلييي...عشاااااان تصييير لي آناااااااا....كان لاااازم أتخلص منهااااااا....عشان ألقااااك...!!
صرخ هو فيها...\و لقيييتيييني؟!...رجعتيييني؟!...بهالطريقة القذرة لقيتيييني؟!...قوليللي؟!...ما تقولي؟!
اقترب منها وهو يوشك أن يضربها مرة أخرى و لكن والدتها منعته و هي تصرخ فيه...\تعوووذ بالله من الشيطان الرجيييم...تعوووذ..و هي غير مستوعبة لما يقال من كلمااات...!!
قال لها و بصرخة...\أتعوذ من منو!!...منها هي...!!...هي صارت أسوء من الشيطااان بهاللي سوته...إنتي ما تدرييين وش سوووووت!!...قال وهو يقترب منها و يقول بنبرة غضب لا حدود لها..\بنتتتتتك...بنتتتتك بنتتت الحسب و النسسسسب....خطفت زووووجتي..يوووم ولادتها...تخلصت منها و خذت الطفل....و أوهمتنييي إن زووووجتي ميييتة..!!...ثلااااااث سنيييين و أنا عاااايش على إن زوووجتي ميييتة...و كل هذا عشان شنوووو..عشان مرضضض عاااايش جواتها إسمه الحقد و الأنانية...هذي بنتتتك...بنتكككك...!!
تبدلت ملامح والدتها تماماً...لتقول لها و بنبرة عدم تصديق...\هالكلاام اللي قاله صدق؟!...هالكلام الللي قاله إنتي؟!!...إنتي سويتييه يا بنت بطني؟!!....إنتي اللي؟!!
صمتت و هي تقع أرضاً و تضع يديها على رأسها و لتتحسر على تربيتها و هي تردد..\لااا باااارك الله فبطن جاابتك..لا بااارك الله فيييك...لا بااارك الله فييييك...!!
أما ذلك الآخر في هذه الأثناء فابتعد وهو يمسح رأسه بيديه عله يستطيع استيعاب ما حدث...استغفر بصوت عال..ليس مرة واحدة...بل عدة مرات...استغفر وهو يدعو الله أن يصبره كي لا يقتلها في هذه اللحظة وهو لا يفكر بشئ سوى إطباق كفيه على عنقها...اقترب من تلك السماح وهو يقول لها بصرخة..\قوووومي...قوووووومي...قومي فزززي بتروحيين معاااي الحين لوييين ما خذيتيها...قووومي...!!
*******************
في بقعة أخرى...
مستلقية قربه و هي تنتظر منه كلمة واحدة فقط..فهو منذ أن دخل و هي تحاول و بكل جهدها أن تتجاهله تماماً..و فعلاً نفذت مخططها و استلقت على السرير و كأنه غير موجود...و ها هي تحاول جاهدة ألا تبدي إرتجافها و هي تحس بإستلقائه أيضاً و لكنه لم يعبرها بكلمة واحدة حتى...و إنما استلقى على جنبه وهو يوليها ظهره و مما يبدو أنه قد نام...
خائفة هي و بشدة من أن يضيع كل مجهودها سدىً ودون أية نتيجة مع هذا الحائط..!!...و لكنها حتماً لن تستسلم بعد أن قطعت كل هذا الشوط و لن تق...توقفت عن التفكير و هي تسمع صوته..\ليش ما تنامين؟!
استغربت...و كيف به أن يعلم بإستيقاظها...قالت و بهدوء عكس ما بداخلها..\كنت بنام بس حضرتك ضايقتني..!!
قال لها و بنفس وضعه..\أنا..!!..أنا صرت أحس إني و الكرسي واحد فهالبيت..مانك قد...و لكنها قاطعته بسؤال فاجئه حد النخاع...\هي أجمل مني..؟!
التفت عليها بمفاجأة وهو يقول..\من هي؟!
قالت له و قد وصلت حدها من الإحتمال...فإن حاولت و حاولت و حاولت فهي لن تستطيع إخفاء ما بداخلها له..فهي في النهاية شفافة..شفااافة..!!
...\ذيك اللي كنت بتتزوجها..!!..قلي...أحلى مني؟!...ليش كنت بتتزوجها؟!...
عقد حاجبيه و بمفاجأة منه..\إنتي صاحية و لا وش فيك؟!
قالت له و بضيق..\إيه صاحية...الحين قلي..هي أحلى مني؟!..عشانك ما حبيتني كنت بتتزوجها؟!
قال لها..\رووح!!..إنتي وش قاعدة تقولين؟!
قالت له..\هذي هي الحقيقة..!!..إلا وش هو سببك؟!...أكيد عشانك ما حبيتني..!!
أسكتها و هو يضع كفه على فمها و يقول..\لا تخبصين فشي ما تعرفينه..
قالت له و عينيها قد تلألأتا بالدمع...\وش اللي ما أعرفه؟!...قووول؟!...ريحنييي؟!
قام من مكانه ليقترب من جهتها من السرير...جلس بالقرب منها...مد يده بطريقة فاجأتها...مسح على ملامح وجهها بهدوء...ليقول و بإبتسامة فاجأتها...\لساتك طفلة...!!
قالت و هي تعود لروحها القديمة و بعناد..\لا تقووولي طفلة..!!
قال وهو يضحك ضحكة خفيفة...\خلاص مانك طفلة...!!
قالت له و هي تكشر ملامحها..\محمووود..لا تمشيني بكلمتيين...إنت ما تحبني صح؟!
بعد صمت قد دام للحظات طوييلة..بكت بحرقة و هي تقول له..\أنا كنت عااارفة من الأول إنك ما تحبني و أنا الخبلة قلت بغيرك و بخليك تحبني بس الظاهر إنه مافيه شي منك...و لكنه أسكتها و هو يضع إصبعه السبابة بخفة على شفتيها وهو يقول..\ماهو كل اللي جوات الواحد لازم يقوله...فيه أشياء تتحس...!!
و طبع قبلة خفيفة بالقرب من عينها اليمين...
و ببساطة...!!
أسرتها...!!
**********************
في بقعة أخرى...
تحس بصداع سيشطر رأسها لنصفين...أمسكته بيدها كمحاولة منها لإمتصاص ذلك الالم..و لكن...ألم الروح أقوى و أمر...وضعت رأسها بين قدميها... اجهشت و أجهشت بالبكاء...و لكن..لا دموع...فقد جفت عينها من الدموع...كلها قد أعلنت نزولها...و ليس هنالك بقية...
لا تستطيع استيعاب ما حدث...لا يستطيع فكرها استيعاب تدفق الأحداث...لا..فما حدث لا يمكن استيعابه...لا يمكن لبشر تخيله..تتمنى لو كان كابوسا....و لكن الألم الذي يملأ رأسها..و قطرات الدم التي تنزف من أنفها...و ملابسها الممزقة من جهة...و الملطخة بالدماء من الجهة الأخرى....كل هذه كانت دالة على أن ما حدث لم يكن كابوسا و انما هو واقع...و واقع أليم...
تذكر..لورا؟!!...زوجها؟!!...لمساته لها...قبلاته..انفاسه التي تحرقها...رائحة القذارة عليه...دخوله!!...سياف!!!!...و لكن لا تستطيع تخيل الباقي...ضربها...قذفها بأشنع الصفات...ما زالت في صدمة ...تحتاج لوقت لتستوعب ما حدث...
فما حدث لا يمكن استيعابه!!!
************************
..\ليش...ليش يا صبا تخونيني؟!..ليش خنتيني و مع مين..مع أخووووي...أخووووي!!...ليييش...و استيقظت و هي تشهق من شدة رعبها..وضعت يدها على صدرها و هي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم...و مسحت ذرات العرق التي كانت تتصبب من وجهها...
أأصبحت حلماً أستيعذ به من الشيطان يا فهد..!!
متى أصبحت بالنسبة لي مجرد كابوس ليس إلا..!!
أتعلم أني لم أخنك ما حييت..!!
مسحت شعرها بقوة و هي تحاول تحمل ما هي به من ألم...توقفت عن كل ما كانت تفعله عندما تأملت مكان ملك الذي قد كان فراغاً من تواجدها..!!...تلفتت في كل مكان في الغرفة علها تجدها نائمة في أرضية الغرفة فهي أحياناً تفعلها..!!...و لكنها لم تجدها...شهقت و هي تتأمل شهد النائمة في مكانها...قامت من مكانها بسرعة و هي تدعو الله ألا يكون قد حدث لها مكروه ما..بحثت في كل أنحاء الشقة و لكنها لم تجدها و نسيت أن تبحث في غرفته...وقفت فجأة و هي تتأمل باب غرفته المفتوح قليلاً لتتأمله وهو مستلق على السرير و مستلقية قربه في تلك البقعة ملك..صغيرتها...!!
و دون أدنى و عي منها دخلت الغرفة و هي تشهق و تقول..\وش فييها ملك..!!
و تناولتها في حضنها لتفاجأ بأنه مستيقظ ليقول لها وهو يحاول تهدئتها..\ماافيها شي..بس جت تنام عندي...!!
قالت بغضب..\كيف يعني مافيها شي؟!..و كيف جت تنام عندك من غير سبب..!!
قال لها بحزم ليوقف سيل كلماتها..\كذا...جت بروحها و قالت تبي تنام معي..!!
قالت له و هي تمد يديها لتحملها..\خلاص خليني آخذها للغرفة و..و لكنه قاطعها وهو يقول..\ماله داعي...بتصحى ووقتها ما بتنام...خلها هنا..!!
قالت هي بتذمر..\بس..تذكرت شكلها من غير غطاء و بملابس نومها مع انها محتشمة و لكنها لم تعتد عليه..و بحركة لا إرادية مدت يدها لتتحسس ياقة قميصها المفتوحة..و لم تخف عنه تلك الحركة ليقول لها بهدوء غريب..\إذا تبين أنا بطلع لك و إنتي نامي معها..!!
و لكنها قبل أن ترد كان قد خرج من الغرفة...لم تفهم موقفه أو تصرفه أو أي شئ...هل تضايق من حركتها؟!..و لكن لا يبدو عليه معالم الضيق أبداً...و هذا ما يثير تساؤلها..!!
تحاملت على نفسها و خرجت من الغرفة لتجده غير موجود بالصالة الخارجية...دخلت غرفتها بسرعة و ارتدت غطاءاً لرأسها و روباً ليغطيها...خرجت لتقف أمام الغرفة الإضافية...و فعلاً وجدت بابها مفتوحاً و وجدته جالساً على ذلك الكرسي الذي يتوسطها...و كأن هنالك هم يطغى على روحه..طرقت الباب مرة لتراه وهو يرفع رأسه ليقول لها بهدوء..\ادخلي..
وقفت بالقرب من الباب و لم تتجرأ على الإقتراب أكثر من ذلك لتقول و هي تفرك كفيها ببعضهما..\فيك شي؟!..يع..يعنيي أنا آسفة إذا..و لكنه قاطعها و بهدوئه الغريب..\لا تتأسفين على شي..أنا كان المفروض آخذها لك و أخليها تنام عندك..
قالت و هي تحاول إصلاح الموقف..\لا..بس..
قال لها وبشبح إبتسامة..\مافيه شي يا شيخة..عادي و ربي ماني متضايق..!!
*******************
عودة للمملكة..
تناولت من الخادمة تلك الصحيفة حتى تأخذها لذلك التركي...هي لا تعلم ما الذي أصابه و لكن في الفترة الأخيرة أصبح غريب الأطوار...وأصبح الصمت يطغى عليه...لا تعلم السبب..و لكن مما يبدو أن شيئاً قد أصبح يشغل باله و جعله يسرح طول الوقت...
حملت الصحيفة بيد و حملت صينية الفطور لتلك الصغيرة و هي متوجهة نحو مكتبه لتعطيه الصحيفة و بعدها تذهب لدانة..و لكنها فجأة تعرقلت بسجادة مفروشة في الأرض لتسقط الصينية من يدها...ثبتت لوهلة ثم تأملت الصحف و هي ترفعها..و لكن الصدمة أصابتها...بل أخرستها تماماً و هي تشهق و هي تقرأ إحدى العناوين المكتوبة في إحدى الصحف...إنه هو..!!
إنه..!!
شهقت و بصوت عالٍ من هول مفاجئتها...
..\جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاسر..!!
و قد حكم عليه بالسجن المؤبد..!!
أيعقل أن يكون ما قرأته حقيقة أم أنها تحلم؟!...أم أن هذه أمنياتها تتمثل أمامها في شكل تخيلات وهمية.!!..أمسكت بالصحيفة بكل قوتها و هي تفردها لتتأمل ما يتخللها من سطور...فهي لم تعد لها قدرة على إستعاب الموقف..
أيعقل أن يكون هو من حكم عليه بالسجن المؤبد..!!
هو نفسه..!!
لا يمكن أن يك...و لكن قاطعها صوت ذلك الآخر وهو قادم من خلفها..\وش هي علاقتك فيه...!!
*********************
في بقعة أخرى...
رمى بتلك الاكياس التي كان يحملها على سطح تلك الطاولة...التفت في أنحاء الشقة التي قد أجرها لهم...ليجدها قابعة عند تلك الزاوية و هي تصلي...و فكر بداخله في سؤال واحد فقط...من أين تأتيها الجرأة على مواجهة رب السموات بكل قذاراتها..!!
قال لها بنبرة عالية و يتخللها إستحقار واضح..\جبت لهالصغير أكل...عطيه ياكل..و انتي ما جبت لك شي...يا ريت لو تموتين من الجوع...!!
لم ترد عليه و لم تتحرك من مكانها...أما هو فلم يفكر في الإقتراب منها و تعذيبها...فما زال أمامه الكثيير و الكثيير من الوقت حتى ينفذ فيها كل ما يريده من نظريات...جلس على ذلك الكرسي و لا يعلم ما سبب جلوسه..فمن المفروض أن يخرج فور ان وضع الطعام..و لكه تفاجأ بتلك اليد الصغيرة التي قد أمسكت بثوبه...!!
تأمل ذلك الصغير و ملامحه لا تخلو من التقزز التام...فهو لا يرى أمامه الآن غير بذرة قد نتجت من ذلك الحقير و معه هذه ال...استغفر و هو حاول أن يبعد تفكيره عن هذه السوداوية...فما ذنب هذا الصغير فيما فعلته والدته..و لكن ليس بإستطاعته..!...
نعم ليست بمقدرته تجاهل فكرة انه ابنها..و ابن ذلك الآخر...!!
قال له و بهدوء..\ يلا روح عشان تاكل..!!
و لكن الصغير تشبث به أكثر من الأول...حتى أنه استغرب الوضع...لتأتي تلك الأخرى و تأخذه بديها و هي تقول...\باسل تعال يا قلبي...!!
******************************
رمى المفاتيح على الطاولة...فتح الأزارير العلوية لقميصه كمحاولة منه لاستنشاق الهواء و الاحساس و كأنه ما زال حياً و لم يمت...ارتمي بثقله على الكرسي الذي في الصالة...نظر الى باب الغرفة التي تقبع فيها...أو حبسها داخلها بالمعنى الأصح...لا يعلم لم ما زالت على قيد الحياة..لم لم يقتلها و يستل روحها الدنيئة من قبل..ماذا ينتظر؟!!...ماذا يريد منها؟!!...لم لم يقتلها أو يرميها أو يتخلص منها؟!!...لم ما زالت تقبع في تلك الغرفة؟!!
اقترب من الباب..غريبة؟!!...لا يسمع صوت أنينها ككل مرة و انما سكون يحل بالمكان...مسك يد الباب و استغفر قبل فتحه حتى لا ينتهي بروحها بين يديه...استغفر مرة أخرى ليتحكم في غضبه و أعصابه...فتح الباب...ليجد تلك الجثة المرمية باهمال على الأرض...
لو لم يلحظ لصدرها الذي يعلو و يهبط لجزم أنها قد فارقت الحياة...لا يعلم لماذا ولكن لشئ في نفسه ناداها بغضب يحاول كبته...ربما اراد ايقاظها ليستمع لأنينها المريح لروحه و لو قليلا...
\هييي...انتي!!
لا رد!!
\يا مداام؟!!
لا رد ايضا!!
احس بوخز في صدره...أحدث لها مكروه..اقترب منها ولكن ايضا لم يكن هنالك أي رد...حاول أن يوقظها و لكن لاحظ لتلك البقعة من الدماء التي تحتها...تعالت أنفاسه و هو يحاول التفكير فيما سيفعله...نادي على الخادمة لتساعده على تغيير ملابسها...و الخادمة التي بدورها قد صدمت من منظر تلك الملقية على الأرض...
******************
الساعة الثالثة صباحاً...
أطول يوم قد مر عليه في حياته كلها...و أغرب يوم قد مر عليه طوال حياته...فها هو يعود وهو يقود سيارته و ما بداخله من أحاسيس لا يمكن لنفس أن تصفها..لا يمكن لروح أن تقرأها..لا يمكن لكل معاجم اللغة مجتمعة ان تترجمها...لا يمكن..!!
فكيف بإمكان روح أن تحتمل حياة من عشقت و بعد ثلاث سنوات..!!
كيف لروح ان تحتمل حياة من احبت بعد أن رأت قبرها..!!
كيف..!!
و ها هو يعود فارغ اليدين...بعد أن ذهبت معه تلك السماح بسيارته هي و تلك الخديجة...كانت المسافة بعيدة..بعيدة جداً...و لم يستطع تصديق أن لإنسانٍ القدرة على إبتكار هكذا أساليب لتعذيب الغير..في البداية تحججت بانها قد نست المكان وأنها لا تذكره...و لكنه صرخ فيها و شتمها و هددها بقتلها و أنه قد نفد صبره تماماً...و بعد محاولات عديدة اعترفت له بالمكان و ذهبوا له...و لكنهم وجدوا المنزل الذي وصفته فااارغاً...حتى أنه قد شك في خداعها له و صرخ فيها و لكن خديجة أخبرته بأنه هو نفس المنزل...و لكن الغريب أنهم لم يجدوا أي شخص...بل كان كأنما هو مهجور..!!
كان سيموت في تلك البقعة لا محالة إن لم يجدها بعد أن تشبث بالقليل من الأمل...سأل كل الجيران و الذين أخبروه بأن من كانوا يسكنون هذا المنزل قد رحلوا عنه للعاصمة...و أخبروه بانه ملك لشخص إسمه ضاحي بن.....استغرب من تشابه الأسماء و لكن ذلك الضاحي الذي قد كان يعمل معه فهو يحمل إسماً للأب و الجد غير ذلك..!!
عاد و قد خاب ظنه و لكنه لم يستسلم...أخذ تلك السماح و فتح عليها بلاغاً...و قد كان بلاغاً غريباً جداً لكل من كان بقسم الشرطة... و لكن شهادة تلك الخديجة كانت كفيلة بفتح ملف للتحقيق في الأمر...و الأهم أنه قد استعان بالواسطات لكي يتم إتمام الأمر بعيداً عن الإعلام..!!..فلو انتشر الأمر لكن سيثير ضجة تحت عنوان..
( إمرأة تتخلص من الزوجة الثانية لزوجها..!!...)
و كان طوال اليوم بين تحقيق و استجواب و بين معارف له ذهب لهم علهم يساعدونه في إيجادها...لم و لن ييأس أبداً في البحث عنها فهي مرضييية....!!
و ها هو الآن يعود..و لا يعلم حقاً إلى أين هو عائد..!!
كان سيذهب لحيث اللامكان..فقد تحجج لوالدته أن له رحلة عمل مفاجئة و سيسافر لها..و طلب منها أن تحافظ على وجد في هذه الفترة القصيرة...و لكن تلك المسكينة و القابعة وحدها في تلك الشقة...لا يمكنه أن يتركها دون أن يطمئن عليها وهي أمانة في عنقه..!!
لا يعلم كيف ستحتمل روحه كل هذه الصدمات المتتالية واحدة تلو الأخر..!!
تأمل مفتاح باب الشقة لوهلة...
أدخله ليفتح الباب...!!
كان الهدوء يخيمها من كل مكان...لم يجد لتلك الأخرى أي أثر في زوايا الشقة...و يتمنى لو كان بإمكانه الخروج الآن و دون أن يطمئن عليها و لكن روحه لا تسمح له بذلك...!!
توقف فجأة وهو يرى باب إحدى الغرف وهو غير مغلق تماماً...و مما يبدو أنها بالداخل...كانت واقفة و تعطيه ظهرها و لم ير منها سوى ذلك الشعر الطوييل و الحالك كسواد الليل..و رؤيته قد بعثت لروحه إحساساً لا يوصف وهو يتذكر تلك الأخرى...تأمل شعرها و هي تتناوله بيدها لتضعه على إحدى كتفيها و لكن...!!
لكن...!!
ما رآه من صدمة كانت كفيلة بأن...!!
صرخ و دون تفكير....!!
\مرضيييية..!!
**************************
تأمل كفيه الممسكتان بمقود السيارة...تأمل تلك البوابة..بوابة القصر...ترى..
هل حقاً له القدرة على هكذا عودة؟!
هل له القدرة على أن يدفن روحه في حضنها.هي جدته..!!
هل له القدرة على أن يقبل كفيه..هو والده..!!
هل له القدرة على أن يحتضنه..هو خالد..!!
هل له لقدرة على أن يقبل رأسها..هي والدته..!
هل له القدرة على هكذا مواقف...!!
فها هي تلك اللحظة قد حانت..!!...ها هو سيراهم..و بعد طول سنين...سيرى والده..سيراهم..!!!
ها هو سيحس بدفئ ذلك القصر الذي قد اشتاقت روحه له لسنوات طوال...
ها هو سيضمه بين زواياه و أركانه...!!
فهل لروحه أن تحتمل هكذا مفاجأة...!!
******************
شفييعُ ﺂلخلآئقُ ¸
ينسّىُ ؛ نفسھٓہ ۉ ﺂهلھٓہ يومُ ﺂلقيآمة
ۉ يقوُل ؛ ﺂمتيُ ، ﺂمتيُ♥
فَ هل تعطوُنه ﺂلقليل منُ وقتگمُ . . ۉ تصلونُ عليھٓہ♥
اللهُــــــــمّے ♥صَــــــلٌ علَےَ مُحمَّــــــــدْ ♥و علَےَ آل مُحمَّــــــــدْ كما صَــــــلٌيت♥ علَےَ إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل إِبْرَاهِيمَ إِنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ وبارك علَےَ♥ مُحمَّــــــــدْ♥ و علَےَ آل مُحمَّــــــــدْ ♥كما باركت♥علَےَ إِبْرَاهِيمَ♥ و علَےَ آل ♥إِبْرَاهِيمَ فى الْعَالَمِينَ ♥إِنَّك حَمِيدٌ مجيد.
هنا أقف و أنا على أمل أن تنال الطية إعجابكم...
و مثل ما قلت لكم...
موعدنا القادم بيكون الإثنين القادم بإذن الرحمن في فصل حااااسم...
و بعده سأقف و ستكون لنا عودة بعد العييد...
يا ليت ما تسنوني بصالح دعواتكم و إن ربي يفرج همي و يوفقني و إياكم...
إلى الملتقى بإذن الرحمن...!!
|