كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
بسم الله الرحمن الرحيم...
أحبتي في الله...!!
إشتقت لكم جداً جداً جداً.... ^___^
و أشكركم من اعماق اعماق قلبي على دعواتكم الجميييلة لي..يـــا رب يخليكم لي...!!
و أشكر كل منضم جديد للمتابعين و أقوله شرفت و آنست...!!
فصل اليوم ممكن نقول أحداث في شكل فضفضة..!!
يا ريت كل واحد قبل ما يقرا يدعي...
(اللهم إنا نسألك حسن الخـــــــــــــــــــــــــاتمة يا رب)
الطية الرابعة و الأربعون...
صحوة..!!
لا أعلم أهي صحوة من نوم عميق..!!
أم من موت أعمق منه..!!
أم كنا نعيش و لكن الصدمة هي من اعطتنا الإحساس بالإستيقاظ من نومة عميقة..!!
لنحس و كأننا في مكان و زمان غير الزمان..!!
.
قلبي وعيناكِ والأيام بينهما.. دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه..
إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه.. كل الذي مات فينا.. كيف نحييه..
الشوق درب طويل عشت أسلكه.. ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه..
جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا.. واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه..
مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي.. والعشق والله ذنب لستُ أخفيه..
فاروق جويدة..!!
تقدمت بخطوات بطيئة و هي تتأمل ملامح تلك الشقة التي ستسكن فيها هي و صغيرتاها..كانت تحمل حقيبة ثقيلة نوعاً ما ليقاطع ذلك الآخر أفكارها وهو يقول لها..\خليها عنك أنا بحط لكم كل الشنط...
الشقة واسعة جداً و جميلة أيضاً...فيها نوافذ ممتدة على طول الصالة مما يجعل أشعة الشمس تخترقها من كل صوب بطريقة أخّاذة...تأملت صغيرتاها و هما تجريان في كل ناحية و مما يبدو أنهما قد أعجبتا بها...لم تخلع نقابها بعد..بل لو كان رهناً عليها لضلت على هذه الوضعية للأبد معه..!!
تأملته وهو يقول..\الشقة شوية صغيرة بس لين مالقا لكم بيت..و أصبح يشير بيديه..على ذلك الباب الموجود بالزاوية..\هذا المطبخ..و فيه حمامين...و فيه صالة ثانية و ثلث غرف..و كان يمشي و هو يريهم الشقة بأركانها و هي تمشي وراءه...
هي كانت سارحة في هذه الحياة الجديدة التي ستعيشها..و هل ستستطيع التأقلم معها؟!...هي قلقة على عبدالرحمن..ووالدتها...و خالد أيضاً...فعندما كان يسار حياً كانت مطمئنة عليهم و لكنها الآن في أشد قلقها عليهم...
تأملت إحدى الغرف و كانت بلون أبيض و أثاثها هادئ نوعاً ما.. ليقول..\هذي غرفة زايدة..و تقدموا ليدخلوا غرفة مطلية باللون الزهري و كل أثاثها مصمم بطريقة طفولية..لتتقدم الصغيرتان و بفرح شديد و هما تقفزان في كل زاوية ليقول هو..\ هذي غرفة البنات..!!...استغربت و بشدة من تحضيره لغرفة لهما..!!..أكان متأكداً من موافقتها أم ما كل هذا؟!..و لكن و إن قال إنها غرفة البنات فحتماً هو يقصد انها ستنام معه؟!...
لا ..
لا...يمكن أن يحدث هذا؟!!
تقدموا معه لينتهي بغرفة مطلية بلو رمادي غامق..و ليقول و هي ترجوا ألا ينطقها (غرفتنا)!!..قال..\و هذي غرفتي..!!
استغربت من كلمة (غرفتي) التي تدل على المفرد..ليردف ولم تخف عليه ملامحها القلقة...\إنتي إذا تبين ممكن تنامين مع البنات و ممكن في الغرفة الزايدة...!!
خرجت تلك التنهيدة من صدرها لا إرادياً...و هي تقول..\أكيد بنام مع بناتي..!!
أومأ رأسه لها و أخبرها بأنه سيذهب لشراء طعام لهم فبالتأكيد أن البنات جائعات و هما بدورهما أومأتا رأسهما على أنهما في قمة الجوووع..!!
خرج و تركهم...و هي ظلت تجوب أنحاء الشقة و تتفحصها...كانت مستغربة من أنها قد احتملت لندن من غير عبق ذلك الذي قد رحل و تركها...مستغربة انا لم تبك حتى الآن...!!
فلندن لها طعم آخر معه...!!
تتذكره في كل زاوية فيها و في كل ركن و في كل زقاق و في كل شارع و في كل ملامح شخص إنجليزي..!!
خلعت نقابها و هي تحس بالإختناق من الفكرة و خلعت حجابها و فكت ربطة شعرها و هي تنفضه بكل إتجاه بعد رحلة قد دامت لسبع ساعات طوال..!!
و لكنها تفاجأت بصوته القادم من الخارج \ شريت لكم من أقرب مك...و لكنه توقف عندما رآها..!!..لم ينطق بكلمة و انسحب خارج الغرفة بسرعة...!!
تحول وجهها للحمرة و هي توبخ نفسها لماذا لم تغلق باب الغرفة فالخطأ خطأها..!!..احست بالدم يتدافع لكل خلايا وجهها و هذه هي المرة الأولى التي تحس بهذا الشئ...مع ان ذلك المحمود صديق خالد قد رآها بهذا الشكل و لكن هذه المرة مختلفة..فهذا يعتبر زوجها ولو على ورق..!!
و لكنها حمدت الله على وجود البنات و انهن قد لطفن الجو عندما خرجتا مسرعتان و هما تصرخان..\وييين رااايح..نحنا نبي ناااكل..!!
تأملت شكلها في المرآة لوهلة و هي تود لذلك الإحمرار أن يختفي تماماً من وجنتيها...أخذت تضرب خداها و هي ترجو أن يختفي...تأملت نقابها و لكنها فكرت بأنه من الغباء أن تخرج أمامه بنقابها..!!...ارتدت غطاءاً لشعرها و خرجت و هي تحاول أن تكون هادئة قدر الإمكان..!!
و لكنها حمدت الله أنها لم تجده بل كانت الصغيرتان وحدهما تأكلان بنهم...سألتهما بهدوء..\ويين راح؟!
قالت لها ملك بنبرة مثل نبرتها و في هدوء مضحك..\مييييين!!
قالت لها صبا بتأفف..\سطام؟!
قالت شهد بصراخ..\إيييه ستااام راح ياخذ شاوررر و رح يجيييي...!!
ضربتها صبا بخفة على كتفها و هي تقول..\خلاااص سمعتي العمارة كلها إني سألت عنه..!!..انا غلطانة إني سألتكم..!!
كانت تود أن تقوم و تتركهما معه فهي لا تحس بالجوع...و لكنها تفاجأت بأنه قد أتى و للمرة الأولى تتأمل ملامحه...استغربت..فهذه المرة الأولى التي تراه يرتدي فيها بنطالاً و تيشيرت...فمن هو في عمره و شخصيته لم تتخيله غير بالثوب فقط..!!..كان شكله..!!...غريباً عليها..!!..و للمرة الأولى ترى شعره الذي تغطيه بعض الشعيرات التي قد كساها اللون الرمادي..قامت و هي تقول...\أنا أكلت خلاص كلوا إنتو و الحقوني عشان ترتاحو بعد السفر...!!
و لكن كل ذلك كان فقط هرباً من المكوث معه في مكان واحد...فهي و بمجرد التأمل تحس بالخيانة العظمى لذلك الفهد..و مع من؟!...مع اخيه..!!
*************************
بعد ما يقارب أسبوعين..!!
المملكة...!!
ركب سيارته..أغلق بابها...وضع يديه على المقود و لكنه لم يتحرك..بل ظل ساكناً لوهلة و هو يحاول إستيعاب ذلك التسلسل الغريب للأحداث..لا بل الأغرب من الخيال...
فها هو قد أنهى أغلب إجراءات الزواج و لم يتبق إلا القليل..!!
إلا القليل من الزواج بتلك ال رحيق..!!
كيف و متى و أين حدث كل ذلك؟!!
لا يعلم..!!
أحقاً هو سيتزوج بها..!!
فما يذكره فقط هو أنه و قبل ثلاثة أسابيع من الآن تقريباً كان لا يعرف شخصية إسمها ضاحي أو رحيق أو غيره..كان لا يعرفهم أبداً...و لكن ها هو سيتزوج بهذه الرحيق...!!
أتذكر جيداً ذلك اليوم الذي عرض علي ذلك الضاحي الزواج بها..نعم..أتذكره بكل حذافيره و كأنه محفور في مخيلتي..أتذكر إحساسي بالصدمة..و لكني لم أقدم على أي شئ و أنا على أمل أن يستيقظ ذلك الضاحي من هذه الغيبوبة و يعدل عن رأيه..و لكن المدة قد طالت و طال قلقي فالفتاة قد أصبحت تحت مسؤوليتي و إن حدث لها أي مكروه فأنا من سألام..كنت أحاول التأخر في إتخاذ أي قرار و أنا على أمل إستيقاظه و لكن طالت المدة و طال مكوث تلك الفتاة وحيدة دون أي رفيق أو شخص يحميها...مع أنني كنت أرسل لها أحد العمال كل ليلة ليكفي كافة طلباتها..و كان يخبرني بأنها و في أغلب المرات تصده و تخبره بأن يتوقف عن مساعدتها...
و بعد فترة علمت أن والدة ذلك الضاحي قد استيقظت من عمليتها و لكنها بحاجة لعملية أخرى و لم أسأل عن التفاصيل..ذهبت..و تحدثت معها..و كانت تلك الأخرى غير موجودة..فضلت أن أتحدث معها بمفردها..و سألتها عن حياتهم و كل التفاصيل الممكنة و أين أهل هذه الرحيق لتخبرني أنها إبنة اختها التي كانت متزوجة برجل طلقها و تركها وحيدة هي و ابنتها و بعد فترة توفت هي أيضاً لتترك لهم هذه الرحيق..و عندما سألتها عن أية معلوم عن هذا الوالد قالت أنها لا تعلم عنه أي شئ يمكنه أن يفيدني فيما أبحث عنه...
خرجت منها ذلك اليوم وقد إزدادت حيرتي آلاف المرات..كيف و لا يكون لهذه الفتاة أهل..أو أوراق تثبت من هي أو أية معلومة أخرى عنها...و أصبح الموضوع يأخذ كل تفكيري...حتى ان كل من في القصر قد لاحظوا لتغيري المفاجئ..و لكني كنت أنكر كل شئ...
استخرت بدل المرة ألفاً...و في كل مرة أحس بتعلقي الكبير و مسؤوليتي تزداد ناحيتها...وفي النهاية إتخذت القرار..القرار الذي قد كنت أعزف عنه لسنوات طوال...أو كنت مقرراَ ألا أتخذه أبداً أبداً أبداً..و لكن لا أعلم ما الذي قد جعلني أوافق على شئ كهذا..حقاً لم أعلم..أهي قدرة إلهية أم ماذا؟!!...كنت يومها قد ذهبت لأطمئن على ذلك الضاحي و سألت الطبيب عن بضعة أسئلة ليقول لي بأن حالته ما زالت غير معروفة و غير معروف متى سيستيقظ...و وقتها إتخذت القرار بأن أكسب الاجر في تلك المسكينة و أتزوجها حتى و إن كان على ورق و ربما بعد مدة يستيقظ هذا الضاحي و أستطيع تطليقها...كانت كل هذه أسباب قد جعلتني أتخذ هذا القرار و لكني في قرارة نفسي أعلم أن هنالك سبب آخر خفي..و لا أعلم ما هو...
ربما هو تلك العرجة التي تذكرني بتلك الأخرى...
أو ربما هو صوتها الذي يبث شعوراً غريباً لدواخلي...
أو ربما هو شئ غير كل هذه الأسباب...
المهم أنني ذهبت يومها لوالدة ذلك الضاحي و أخبرتها بوصيته و أنني مضطر و لكن ما فاجأني هو فرحتها التي قد كانت ظاهرة في كل معالم وجهها..ربما لأنها قد علمت أخيراً أن هنالك من سيرعاهم هي و ابنة أختها...و على الفور وافقت و لكني أخبرتها بأن تأخذ رأي تلك الرحيق أولاً و لابد لها أن توافق...و فعلاً...في اليوم التالي أتيت و أخبرتني هي بموافقتها...و بعدها بدأت في إجراءات كثيرة..فقد كان من الصعب جداً الزواج بها و هي ليست لها أية أوراق ثبوتية تثبت شخصيتها...و طيلة الفترة الماضية كنت أبحث هنا و هناك عن طريقة لحل الموضوع و بعد إجراءات عديدة و أوراق و محاكم و شهود و واسطات قد تم الموضوع...!!
و ها أنا اليوم سأذهب لأخذها من المستشفى للشقة التي تسكن فيها..لا أعلم حقاً ماهية إحساسي...فقد أصبحت متزوجاً بأخرى..أخرى غير تلك المرضية...غير مرضية..!!
أحس بالخيانة و الخيانة العظمى بأني قد اتخذت قراراً كهذا و بهذه السرية فأنا أعلم أنه و إن علمت والدتي بأمر هذه الرحيق ستتحول حياتي لجحيم لا نهاية له...فهي قد كانت رافضة لمرضية رفضاً باتاً و قد كانت تعلم أخلاقها فكيف بهذه الغريبة و التي لاتعلم عنها أي شئ...صراحة..!!..قلق انا من القادم و من كل شئ...قلق مما ستجلبه لي هذه الرحيق وأدعو الله أن يفيق ذلك الضاحي في أقرب فرصة ممكنة ووقتها سيكون بإمكاني تطليقها و إلى ذلك الحين سأعتبرها هي وخالتها أمانة في عنقي...!!
و يالها من أمانة ثقيلة..!!
************************
في بقعة أخرى..
ممسكة بذلك الكتاب بين يديها...تحاول التمثيل قدر الإمكان بأنها تقرأ ما بينه من سطور..و لكنها تعلم يقيناً أنا و إن حاولت فلن تستطيع التركيز مع الكتاب...قاطعها صوت ذلك الآخر وهو يحاول جذب إنتباهها...\إحمم إحمم...!!
كانت على وشك أن ترد عليه و لكنها تذكرت نصائح تلك ال(همسة)...ظلت تمثل قراءتها للكتاب..ليقترب منها ذلك الآخر و ينزل الكتاب ببطء من يدها و يقول..\ما شاء الله مندمــــــجة مع الكتاب..!!
قالت و بعدم مبالاة تحاول إصطناعها..\محموود..وش تبي..!!..لا تقاطعني و أنا أقرا..!!
قال ذلك الآخر وهو يرفع إحدى حاجبيه..\بالله..!!...يعني سيادتك مندمجة علاآآآخر..!!..طيب قوليلي قصة الكتاب..!!
علمت وقتها أنه إختبار منه و أنه غير مصدق لقراءتها لمثل هذه الكتب...قالت و بتحد..\يا سيدي هذا كتاب لباولو كويلو و من أنجح كتبه..و هو بيحكي عن رجال بيبحث في رحلة طوييلة عن إكسيير الحياة و فرحلته بيلاقي إشيا كثييرة...و..قاطعها وهو يقول..\خلااص..خلااص...
تأملت ملامحه التي قد عبست وهي مبتسمة..فمما يبدو أنه قد بدأ يتضايق من إهمالها له...قالت له..\تبي شي؟!
قال بغيظ..\لا سلامتك..!!
و خرج ليتركها لوحدها في الغرفة..!!
ابتسمت بشدة..و هي تفكر..!!
يااااه أيتها الهمسة..!!
لكم أود أن أشكرك على نصائحك التي أنقذتني..فأنا عندما عدت قبل أسبوعين لهذا المحمود تخيلت أنني سأنساق مع مشاعري و سأكون في نفس الكفة التي قد كنت فيها المرة الماضية و كنت بحاجة لمن يساندني..و حقاً قد كنتي خير العون لي...!!
فانا أعترف أنني عندما عدت له بدأت بفقدان ثقتي و بدأت روحي بأن تنساق وراء حبها السقيم له و لكن نصائحك...قد أفادتني جداً..فقد بدأت أن لا أعطيه اكثر إهتمامي مع انه هو الإهتمام الأول و الأخير في حياتي...
بدأت أن أبين له بأن لدي إهتمامات أخرى غيره..و لكن حقيقة ليس لدي أي إهتمامات..!!
بدأت ألا أعبره حتى عندما يسألني عن شئ ما..مع أنني أحترق لسؤاله قبل حتى أن يسألني هو...
بدأت ألا أبين له لهفتي و حبي الشديد له..مع أنني متلهفة بصورة لا يمكن تخيلها..!!
بدأت و بدأت و بدأت بفعل الكثير و الكثير من الأشياء التي لم أتخيل في حياتي أنها ستجدي نفعاً مع هذا الصخرة...!!
و في البداية بدأت بفقدان الأمل و انا أرى أن بروده يزداد كل يوم طيلة هذه الفترة...و لكن عندما استمريت فيما أفعله و بتشجيع منك..وجدت حقاً انه قد بدأ يخرج من قوقعة بروده ولو قليلاً جداً..و لكن هذا القليل كاف بالنسبة لي في هذا المرحلة..!!
حتى أنه قد بدأت تظهر له تعابير لم أرها فيه من قبل...!!
مثل الغضب..
الحزن..
الغيظ..
التوتر..
و غيرها من التعابير الطبيعية لأي إنسان ينتمي لجنس البشر أياً كان,,,
و لكنه ليس بشراً و إنما صخرة من النوع القوي جداً...و الذي لا يمكن لأي شئ أن يتخلله...
أعلم أن الموضوع يحتاج الكثيييير من الصبر و لكني سأصبر فحبي له يستحق أن أفعل من أجله أي شئ...حتى ولو كان قراءة إحدى كتب هذا الكاتب المسمى ب (باولو كويلو) و الذي لا أعلم عنه أو عن روايياته أي شئ..بل فقط ذهبت و تصفحت في قوقل عن قصة الرواية لأكون مستعدة إن سألني عنها و أنا لم أقرأ أية كلمة منها في حياتي..!!
و ما زال هنالك الكثير و الكثير من التدبير الذي حتماً سيخرجك من قوقعة برودك أيها المحمود...
فلتصبر قليلاً...!!
************************
تأملت ذلك الجهاز القابع بين يديها...تأملت تلك العلامة التي تتوسطه...وضعت كفها تلقائياً على بطنها و هي تتحسس ذلك المكان..
إذاً هي حامل..!!
و بطفلها الثالث...!!
ترى..!!
هل سيفرح بقدومه أم سيغضب..!!
فهذا السياف الجديد هي لم تعد تفهم أي شئ من تصرفاته..!!
لم تعد تفهم ما الذي بداخله..!!
و خائفة هي من ردة فعله..!!
و لكنها حتماً ستحضر له مفاجأة من نوع خاص حتى تغير من ذلك العبوس الذي قد عاشاه من فترة..فهي لابد لها من إسترجاع ذلك السياف..!!
***********************
في بقعة أخرى..
ارتشف من ذلك الكوب القابع أمامه رشفة وهو يتأمل تلك الصحيفة التي بين يديه..حقيقة هو لم يكن يتأمل في الصحيفة و إنما كان يتأمل في تلك القابعة أمامه...و هي تساعد دانة في حل تلك الأحجية التي قد كانت صعبة بالنسبة لها...لم يرفع عينه عنها..ففي الفترة الأخيرة كان كل تفكيره منصباً عليها...و عليها هي فقط...
كيف لا يفكر فيها و قد ساقها القدر له مرة أخرى..!!...كيف و بعد كل هذه السنوات تصبح بين يديه..!!...فيالسبحان رب السموات و تدبيره للأمور...فلو كان يعلم بأنها هي نفسها من كان مغصوباً على الزواج منها لوافق و أصر هو على الزواج منها..و لكن لرب السموات تدبير عجيب للأمور...!!
لا يعلم..!!
و لكن تعلقه بها قد زاد أضعاف أضعاف ما كان..حتى بعد قراءته لتلك الكلمات التي كانت تكتبها عنه..و التي قد فهم منها أنها قد كانت لها رغبة في الماضي بالإنتقام منه شر إنتقام و لكنها تخلصت منها الآن بعد أن عاشرته..و هو يعذرها كل العذر لنواياها..فما فعله بها قد كان مؤلماً...لا يعلم لماذا لم يصارحها بمعرفته لشخصيتها الحقيقة..!!
و لماذا لم يقدم على أية خطوة بعد قراءة تلك الكلمات..!!
فكر في داخله وهو يتأملها...
أتساءل حقاً لماذا لم أقدم على أية خطوة..!.و إنما أصبحت أفضل المراقبة من بعيد لكل تصرفاتها...ربما لأني أود أن أعلم قصة ذلك الجاسر..!!
و ما علاقته بها..!!
فمما يبدو أنها خائفة منه و بشدة..بل مرعوبة من أن يجدها...!!...و لكن ما علاقته بها؟!..هل هو أخوها؟!...أم زوجها..!!
زوجها...!!
أيعقل أن يكون لها زوج قد إختفت عنه طيلة هذه الثلاث سنوات..!!
و لكني لم أفهم شيئاً من مذكرتها سوى أنه قد كان يعذبها و انها قد هربت منه لهذا المكان..!!
و إن كان زوجها فكيف سأتصرف وقتها؟!!...
هل أواجهها..!!..أم أظل ساكناً...أم ...لا اعلم حقاً ماذا سأفعل.!!؟!!
فأنا و في كل يوم تزداد رغبتي فيها..!!..رغبتي بأنه و بعد كل هذه السنين قد ساقها الله لبابي و انني لا يجب أن أرد هذا الشئ...و لكن لابد أن أعلم بكل شئ قبل إتخاذ أي قرار...!
فهل سأتحلى بالقدرة على مواجهتها...!!
***************************
ركبت في تلك السيارة...لم تنطق ببنت شفة..كانت كمن تم تخديره تماماً و لا يستطيع التعبير بأي شئ...كانت فقط تحس بملمس يديها المرتجفتان و هما مكبلتان ببعضهما علهما تساعدانها على الثبات في موقف كهذا..فهي لم يسبق لها أن كانت مع رجل لوحدها غير ضاحي..و ضاحي فقط..!!
لا أعلم ما هاذا التتابع الغريب للأحداث...فقد كانت حياتي في روتين و ملل لا حدود له و لكن و إذا بها فجأة تتحول لفيلم عربي قديم لا تعرف بدايته من نهايته...بداية بقدومنا للرياض لعلاج خالتي و بعدها الحادث الذي قد تعرض له ضاحي و بعدها هذا الغريب الذي قد ساعدنا مساعدة لا يمكن لبشر أن يقدمها...و لا أعلم ما السبب أهو نخوة منه فقط أم شئ غير ذلك..!!
و لكن و إن كان شيئاً غير ذلك فما الذي سيريده من فقراء مثلنا...و حتماً هو لا يريد مني أي شئ فهو عندما ساعد ضاحي لم يكن يعلم أن له إبنة خالة من الأصل...و لا أستطيع تصديق أن نخوته قد وصلت به لهذا الحد..الحد الذي يجلعه يرتبط بفتاة لا يعلم عنها أي شئ سوى أن القدر قد رماها في طريقه و هو مضطر لمساعدتها...
الأيام الماضية قد كانت اغرب من الخيال بالنسبة لي..فانا أتذكر جيداً ذلك الموقف الذي لا قيت فيه تلك الصغيرة التي تشبثت بي و لا أعلم و لكنها بعثت شعوراً لايوصف لروحي..و بعدها اكتشتف أنه والدها و أنه هو نفسه من صادفته في المصعد و أنه هو نفسه من ساعد ضاحي..كانت كل هذه الحقائق صادمة بالنسبة لي..فهل يمكن للصدف أن تصنع كل ذلك..!!...
أتذكر جيداً تلك الليلة التي قد أخبرتني فيها خالتي بطلبه الزواج مني و أنها وصية ضاحي له..في البداية لم أصدق كلامه و لكن بعد تفكير عميق و كلام خالتي التي جعلتني أفكر في انه ليس لديه أي سبب ليكذب علي في شئ كهذا و لو كان رهناً عليه لتخلص منا و رمانا خارج المستشفى و لم يتكلف بعلاج خالتي ..و لم أنس كلماتها و هي ترمي علي تلك الكلمات مؤلمة...فكرة أنه و إن اراد مني شيئاً كأنثى فما الذي سيريده من أنثى عمياء و فقيرة و غريبة..وهو بوسامته و غناه و شخصيته بإستطاعته أن يحصل على من هي أفضل مني بألف مرة و أغنى و أجمل..صراحة أنا لم أدري و كيف أراه و أنا عمياء و لكن خالتي هي من أصبحت تصف فيه و في تصرفاته و أخلاقه...و أصبحت تقنعني بانها فرصتنا الوحيدة و أن ضاحي غير معروف متى سيستيقظ..و كيف سنتصرف!!...و ليس بقدرتي انا العمل و انا لا أستطيع رؤية شئ و هي إمرأة كبيرة في السن...و أقنعتني أنه ومن الظاهر انه لا يريد مني شيئاً في هذا لزواج و أنه سيكون فقط على الورق و هذا ما طمأنني أكثر من اي شئ آخر...
أتذكر جيداً كلام خالتي لي بأنه يود سماع الموافقة مني...و أنها حذرتني بان لا أرفض أتذكر تلك الليلة جيداً عندما كنت قابعة معها في الغرفة عندما سمعت صوت نحنحته وهو يقول: السلام عليكم لترد عليه خالتي..:و عليكم السلام و الرحمة..يا هلا فيك..
أنا لم أكن أستطيع رؤية أي شئ و لكنني احسست بوجوده الذي قد طغى على المكان و رائحته التي بعثت شعوراً غريباً لروحي الهزيلة...كنت صامتة تماماً و لم انطق بأي شئ...و بينما هو نطق بكل هدوء\ أختي أعتقد إن أم ضاحي خبرتك بكل شي...و انا حبيت أسمع الموافقة منك...و إذا وافقتي إن شاء الله ما تلقين مني إلا كل خير..و أنا و الله مابي أي شي منكم إلا إن القدر و حكمة رب العالمين خلتكم فطريقي...و لين ما ضاحي يصحى بإذن الله بتكونون آمانة فرقبتي بصونها و بحفظها...و مابيك تكونين مغصوبة على شي..حتى إذا ماوافقتي بتكونو فعهدتي و بساعدكم و ما تلقون مني إلا كل خير...!!
لا أعلم..و لكن..!!
عطره..!!
نبرة صوته...!!
أسلوبه..!!
كلماته التي انتقاها..!!
كل ذلك جعلني أنطق بكلمة واحدة فقط..و لا أعلم ما تلك القوى التي دفعتني..\ موافقة.!!
و ها انا الآن قابعة بالقرب منه داخل السيارة و سيأخذني لشقة جديدة لان القديمة صغيرة و غير مناسبة..لا أعلم.و لا أستطيع التكهن بالقادم..أصبحت فقط أدعو الله أن يكون معي أينما ذهبت و أن يحفظني...و الغريب أنني لم أعلم إسمه إلا قبل مدة قصيرة (أبو يسار!!)...خائفة مما ستصبح حياتي عليه معك...!!
ترى ما الذي سيحدث..!!
************************
التعديل الأخير تم بواسطة تفاحة فواحة ; 08-07-13 الساعة 02:01 AM
سبب آخر: رقم الفصل
|