كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
بسم الله الرحمن الرحيم...
ان شاء الله في كل فصل حنزل اقتباس من أحد المشاركات الجميلة...
إقتباس لرد أعجبني للأخت the last wish :
بدأ يحصل تجميع للاحداث زي ماقلتي
اولا هاتكلم عن شخصية سطام اللي ماعبرتش عن رأيي فيها قبل كده
بعيدا عن ان انا مش عارفة اقرأ اسمه :d
شخصية غامضة و عاقلة و هادية
و عجباني بصراحة
و مش عارفة ليه حسيت انه لو اتجوز صبا مش هازعل
مع اني زعلت يوم ما كانت هاتتجوز محمود و فرحت ان الجوازة ما تمتش
ومع ان انا بحب فهد جداا و نفسي مايكونش مات و يرجعوا لبعض
بس ف نفس الوقت الشحنات اللي بينها و بين سطام حساها ممكن تعمل تجاذب
مش عارفة انتي ناوية على ايه
شخصية زيه ف غموضها و جديتها و ف نفس الوقت البنتين بيحبوه
ده شيء مثير للإهتمام و تخليكي عايزة تبحري في جوانبه
الطية الحادية و أربعون...
قَرُبَ اللّقاء...!!
وإن غاصت روحي في التخيلات..
و إن وضعت آلاف السيناريهات للقائنا...
فانا موقنة أنه سيكون شيئاً...
غير متوقع...
و غير قابل للتوقع من الأصل..!!
من قاع قبري أصيح
حتى تئن القبور
من رجع صوتي و هو رمل و ريح
من عالم في حفرتي يستريح
مركومة في جانبيه القصور
و فيه ما في سواه
إلا دبيب الحياه
حتى الأغاني فيه حتى الزّهور
و الشمس إلا أنها لا تدور
و الدّود نخار بها في ضريح
من عالم قي قاع قبري أصيح
بدر شاكر السياب...
في اليوم التالي...
فتح عينيه و هو يحس بالتعب..الإرهاق..لا بل الألم يستوطن كل زاوية في جسده...فتح عينيه ببطء و ذلك الضوء الساطع يقهر عينيه بقوة..أغلقهما ليفتحهما مرة أخرى و لكن ببطء..تأمل المكان الموجود فيه ليجد نفسه في غرفة بيضاء تماماً و مما يبدو أنها غرفة في المستشفى...لا يعلم ما الذي حدث و لا يعلم كيف أتى لهذا المكان...؟!...
هو حقاً لا يعلم أي شئ عما حدث...!!
تأمل تلك الممرضة التي كانت قابعة عند نهاية سريره و في يدها تلك الأوراق و مما يبدو أنها تراجع حالته...حاول أن يعتدل ليجلس و لكن طعنات من الألم جعلته يخرج تلك الآهة من صدره...لتنتبه له تلك الممرضة و تقترب لتجعله يستقر و هي تهذي بالإنجليزية المخلوطة باللغة الإيطالية...\لا يجب أن تتحرك سيدي...
ابتسمت له لتقول..\صباح الخير سيدي...
رد السلام ليسألها..\من الذي أحضرني إلى هنا؟!
قالت و هي ما زالت تدون في كراستها..\لا أعلم سيدي...
تلفت في المكان وهو يحاول استيعاب ما حدث..حاول إسترجاع الأحداث واحدة تلو الأخرى...و لكنه أحس بشئ من الألم...تأملها و هي ما زالت تدون في كراستها...قالت له بإبتسامة...\هذا الألم الذي تحس به من جراء المخدر..أرجوك لا تتحرك سيدي حتى لا تتألم...
قال لها و بضيق..\أمتأكدة أنكِ لا تعلمين أي شئ عمن أحضرني إلى هنا؟!
قالت له \لا سيدي...!! و تحركت خارجة من الغرفة ليتأمل حاله...هو غير قادر على المكوث هكذا و بهذه الحالة...يجب ان يعلم ما الذي حدث؟!...و كيف أتى لهذا المكان؟!
تأمل تلك الإبرة الموصولة بذراعه...تأملها لوهلة مد كفه و خلعها بقوة ليشهق من الألم...حاول و ببطء أن يقوم عن السرير لأنه لن يمكث في هذا المكان ثانية واحدة...!!
**********************
المملكة...
الرياض...
كان يمضي على عدد من الأوراق الموضوعة أمامه عندما طرق باب المكتب ليدخل مساعده و يقول..\طال عمرك فيه واحد يقول عنده معك موعد...
رفع رأسه ليتأمل مساعده..أنزل نظارته ليقول له..\مين؟!
...\يقول إسمه ضاحي منصور ال..و يقول إنك عطيته موعد...
قال و هو يرجع للوراء في جلسته...\إيه خليه يدخل...
ليدخل بعدها ضاحي و هو يقترب ليقوم له خالد و يسلم عليه...و يشير له بيده..\تفضل...
قال خالد وهو يبدأ بالحديث..\كيفها الوالدة الحين؟!
قال ضاحي و هو يتململ في كرسيه..\و الله مثل ماهي...مافيه جديد..
قال له خالد..\إنت تشتغل فأي نطاق بالشركة؟!
قال له ضاحي..\أنا أشتغل في قيادة الشاحنات..و من بديت معكم لي ثلاث أسابيع...
خالد بإهتمام...\أهمم...إنت لك شهادات؟!
قال ضاحي و بحسرة...\إيه تخرجت من كلية تجارة بس ما اشتغلت بشهادتي...
قال خالد بإهتمام..\إذن ممكن تشتغل فشي أحسن...لو شديت حيلك في الشغل؟!!
ضاحي...\إن شاء الله...
سأله خالد..\إنت متزوج أو لك عيال؟!
ابتسم ضاحي بألم وهو يقول..\لاه و لله الحمد لسة ربي ما كتبلي...أنا واحد عند الوالدة و تعيش معنا بنت خالتي...و هي عمية المسكينة...عشان كذا كانت أمي تثقلها بوجودها معها...
خالد \أهممم...ان شاء الله ربي يشفيها...بس مثل ما وعدتني ما نبي تسيب و بتواظب فشغلك و نبي أحسن النتايج..
ابتسم له ضاحي..\بإذن الرحمن...
رجع للوراء في جلسته ليقول..\خلاص إنت بتروح عند أبو محمد مرة ثانية و أنا خبرته بكل شي و هو بيعطيك اللي تحتاجه...و انا بعطيه أمر مرة ثانية..
و رفع سماعة الهاتف المجاور له وهو يضغط على أحد الأزرار ليقول..\هلا..إيه جايك الحين ضاحي منصور ال..و بتنفذ كل اللي قلتلك عليه...مشكور..
**************************
إيطاليا...
ميلانو...
توقف لوهلة أمام باب شقته..انحنى وهو يتنهد من شدة الألم الذي يحس به...رفع تلك المفرشة التي على الأرض ليتناول ذلك المفتاح الموجود بأسفلها...فتح باب الشقة ليدخل و يرتمي على أقرب صوفا من الباب..كان يحس بتعب..إرهاق..ألم لاحدود له...!!
توقف فجأة و ذهب لغرفته ليبدأ بالبحث في الأدراج ليتوقف في النهاية و يتناول ذلك الهاتف الجوال...إنه هاتفه الثاني..فتحه وهو يأمل أن يتصل به ذلك الآخر المدعو بإكس...
جلس على الأريكة وهو يترقب تلك المكالمة..و لكن لم يخب ظنه لتنير شاشة الهاتف بذلك الرقم المجهول...رفع الهاتف وهو يود أن يعلم ما الذي حدث...ليسمع الطرف الآخر...
...\ ليش طلعت من المستشفى؟!..إنت حالتك لساتها ما تسمح بكذا!!!
قال له يسار و بتكشيرة في ملامحه..\وش اللي صار فيهم؟!
...\إنت كيفك الحين؟!... حالتك تحسنت؟!
يسار وهو يود معرفة ماحدث...\خلي اللي يراقبوني يخبروك بحالتي..الحين وش اللي صااار؟!...وش اللي صار فيهم؟!
سمع صوت تلك التنهيدة الخارجة من الطرف الثاني ليقول ذلك الآخر...\بعد ما الشرطة داهمت المكان قدروا يقبضون عليهم و هذي المرة متلبسين و بهذي الكمية الكبيرة من المخدرات فالموضوع صار كبير جداً...جاسر ما صار له شي لكن هو الحين قيد التحقيق...أما الجراح فإجته رصاصتين في رجله و هو الحين في المستشفى و إحتمال كبير يحتاج مدة علاج...
يسار بإهتمام...\و متى بيطلع الحكم؟!
...\القضية صارت أكبر بكثير من الشرطة الإيطالية و صارت قضية انتربول و أكيد بيرجعون الرياض و بيتم تنفيذ الحكم هناك...بس بالأغلب الحكم يكون مؤبد هذا لو كانت لهم واسطات كبيرة تساعدهم فبالتأكيد مؤبد...
رجع للوراء في جلسته وهو يمسح على رأسه بيده بقوة...و ليزور شبح إبتسامة محيا شفتيه..فها هو ذلك اليوم..ذلك اليوم الذي كان يحلم به منذ سنوات قد تحقق و لكن..لا..فالموضوع لن يتوقف عند هذا الحد...بالتأكيد...
فالإنتقام عند البشر يعتبر شيئاً...
و عند ذلك اليسار يعتبر شيئاً مغايراً تماماً...
أخرجه من أفكاره صوت ذلك الآخر وهو يقول...\بس تدري إني كان نفسي أكفخك على تهورك اللي ماله داعي؟!!
يسار بنفس إبتسامته..\ههههه...أنا قلتلك لكم طريقتكم و لي طريقتي في التصرف...
...\بس حنا إتفاقنا كان إنه بتمشي مع مسيو أنطوان يوم التسليم مو تروح و تراقب جاسر فبيته و يقبضون عليك...و كل هذا قبل لا العملية ما تتم...مدري ليش تصرفت بهالطريقة...و ليش هالتهور..
يسار وهو يرجع للوراء في جلسته...\أولاً فكرة إنّه مسيو أنطوان هو اللي نعرف من خلاله مكان الحادث فهذا شي مستحييل لأن حتى مسيو أنطوان مايدري بمكان التسليم هو بيخبر الجهة الثانية و الجهة الثانية بيكون الإتفاق بينهم و بين الجراح وهو بيستلم حقه و بس...عشان كذا فكره إنه من خلاله نقبض عليهم هذي مستحيلة...و بعدين أنا استخدمت أنطوان بس عشان ينفذ الجزء الأهم و هو إنه يوقع بين الجراح وولده..و مثل ما توقعت إنه الجراح بيرسل رجال يراقبون بيت إبنه..و انا كنت فذاك المكان و أنا أدري إنهم بيقبضون علي..و جهزت جهاز تعقب عشان تدرون بمكاني...و فعلاً حطيته فأذوني و كان قمة في العذاب يئلمني مع كثرة الضرب...لأني توقعت إنهم ممكن يسوون فيني أي شي و يكتشفونه...
...\بس تدري إنه المكان اللي أخذوك له كان فيه أجهزة تمنع الذبذبات..يعني حنا ما عرفنا مكانك من جهاز التعقب يا أستاذ...
يسار بإستغراب...\طيب كيف عرفتم مكان التسليم...؟!
...\كان فيه شخص بلغ عليهم الشرطة و عن المكان اللي هم فيه...
يسار...\و منو هالشخص؟!
\هذا الشي اللي ما ندريه...كل اللي أعرفه إنه بمجرد علم الشرطة تحركنا لين ما وصلنا المكان الي كنتوا فيه و ما أقدمنا على أي حركة لين ما تحركتوا لأني مسبقاً كنت أدري بوقت التسليم...يعني يا أستاذ متهور بالمعني الصريح و الواضح لولا هالشخص كنت الحين صرت فخبر كانا..!!!
يسار...\بسألك سؤال؟!!
...\إسأل؟!
يسار \أنت للحين ما قلت لي منو إنت؟!..وتبع أي جهة..و لا تقنعني إنك تبي تنتقم منهم بروحك؟!..لأنه هاللي صار يبي له تمويل كبير...و مهو ممكن الشرطة الإيطالية يتفقون معاك كشخص..إلا إذا كنت تمثل جهة بحد ذاتها...يعني كنت تبع جهاز الامن السعودي...و لا تحاول تقنعني بأي خرابيط ما تدخل الراس..أنا كنت ممشيها لك زمان عشان أتم اللي فبالي و بعدها بستجوبك..
...\ولو قلت لك إني تبع جهاز الأمن وش اللي بتسويه...؟!
يسار و بضحكة إستهتارية..\لاا..وقتها بتتغير إشيا كثيرة..و وقتها بعرف إنكم استغليتوني نعم الإستغلال...
...\نحن ساعدناك..و لولا مساعدتنا ما كنت قدرت تنتقم منهم...
\ههههه...انتم استغليتوني يا أستاذ..لأنه لو كنت تبع المخابرات هذا بيعني إشيا كثيرة..أولها إنكم من البداية و قبل ثلاث سنين كنتم تدرون إني كنت برئ بس ما فكرتوا تطلعوني من التهمة و قلتم لا بنستغله و ناخذه هو كبش الفدا عشان نقدر نقبض على الجراح وولده...و انتظرتوا لين ما الموضوع هدا و قررتوا تظبطوا لي موتة ظرييفة عشان أسافر و أنتقم لكم منهم...
\الموضوع ما تم بهالطريقة يا يسار...
\طيب..قولي وش هالطريقة اللي تم فيها؟!...علمني إحتمال أنا غبي و مادري؟!!...بس اللي أبي اعرفه..ليش اخترتوني من بين كمية من العناصر...ليش؟!..ليش ما تركتوني و طلعتوني براءة؟!
...\لأنك كنت من أفضل العناصر اللي عندنا...و لأنك عندك دافع كبير للإنتقام من الجراح وولده أكثر من الباقين...يعني كونه تزوج زوجتك و فيه إشيا كثيرة إنت نفسك ما تدريها و لو دريتها بتحرق الدنيا فوق روسهم...!!
يسار بسخرية...\هههه يعني عشان فيه عامل قوي يجعلني المنتقم الأفضل لكم... اخترتوني..طيب فرضاً و قلنا إنكم اخترتوني..ليش ما طلعتوني من السجن و كنت انتقمت لكم منهم...
...\لانك لو طلعت من السجن رح يدرون بهالشي..هم عندهم عناصر في كل مكان يرشونهم بالفلوس...ولو طلعت من الحبس عنصر الحقد عليهم عندك بيقل..
يسار و بغضب...\ههه صدقني ما كان بيقل أبداً...بس حضرتكم استخدمتوني بطريقة بشعة...
...\الموضوع ماصار بهالطريقة اللي تفهمها يا يسار..المو...
يسار \لاه..الموضوع تم بهالطريقة بالذات..و مافيه أي مبرر للي سويته و للتمويل اللي وراك و للي صار غير كذا...
...\و المعنى؟!
يسار وهو يشعل تلك السيجارة و يملأ بها ما بين أضلع صدره...\المعنى ههههه...إسمعني ياااا...حضرة الإكس...
أنا مابي منكم أي شي...من اليوم و رايح إنتم من طريق و أنا من طريق بس لي طلب بسييط و لازم يتنفذ...الأول..هو إني أقابله لجاسر قبل لا يترحل للمملكة...و هذا مهمممم جداً...
و الطلب الثاني..إني برجع المملكة و ترفع عني كل التهم اللي صارت مدري كيف تحلوها هذي..المهم تصرفوا و ما ظنيتها تغلبكم...و بتظهر برائتي الكااااملة..ولو ما صار هالشي فوقتها رح أقابلكم إنتم بدل الجراح وولده..
...\أعتبر هذا تهديد؟!
يسار \خذه بالطريقة اللي تبيها...بس هذا أبسط حقوووقي...بعد اللي سويتوه فيني كل هالسنين...لو تنفذوا هالطلبين صدقني بنسى كل شي و كل حي يروح فطريقه...!!
*************************
في بقعة أخرى...
أسرعت متوجهة نحو الخارج وهي تتلمس الحوائط حتى لا تصطدم بأي شئ...وقفت في منتصف الصالة و هي تصلح غطاء رأسها...
أما ذلك الآخر فدخل وهو مرهق للغاية...و لكنه تفاجأ عندما وجدها تقف في منتصف الصالة و تتأمل اللاشئ...تأملها لوهلة و كل تفصيلة فيها تخدره أكثر..إستغفر بشدة على تأمله لها و ابتسم و ذلك لأنها المرة الأولى التي يستغفر فيها...حمد الله على هدايته له...!!
قالت له هي بلهفة لا حدود لها..\ها...وش اللي صار...؟!
رد عليها..\الحمد لله حجزنا لها في المستشفى...بس للحين نتايج الكشوفات ما طلعت بس قالوا إنها قربت... الحمد لله...
ابتسمت و هي تفرك يديها ببعضهما...\الحمد و الشكر لرب العالمين...شفت إن الله ما يضيع حق سائل..
تأملها لوهلة وهو يفكر بظلمه لها و عدم إخبارها بحقيقتها...قال لها و بهدوء غريب..\و نعم بالله...
رحيق...\لمتى بتظل في المستشفى...؟!
ضاحي \مدري..بس الحمد لله الأستاذ خالد مدير الشركة اللي أشتغل فيها متحمل كل التكاليف و قال حتى لو طالت قعدتها في المستشفى...
رحيق و بإبتسامة...\ربي يفرج همه و يسعده دنيا و آخرة لأنه ساعدنا...!!
ضاحي \إيه و الله...ما ظنيت إنه لسة فيه من يسوي مثل سواته فهالزمن...
رحيق \قليل هم اللي مثله رفي يفرج همه مثل ما فرج همنا...!!
صمت قد حل بينهما ليزداد إرتباك تلك الأخرى و هي تفرك يديها ببعضهما...قالت له و بهدوء...\ضاحي؟!
مع تلك الضاحي كاد قلبه أن يخرج من بين أضلعه...قال لها بهدوء يحاول التجلد به...\لبيه...
حاولت أن تتجاهل كلمته التي أرجفتها..قالت..
..\بتتزوجني؟!
انتفض و بشدة من سؤالها المفاجئ..فهو لم يتوقعه و لا في أحلامه...و لم يستطع حتى أن يجيبها بأية كلمة لتبادر هي...\إذا بتوافق تتزوجني أنا موافقة و الحين...!!
توقف لوهلة وهو يتأملها...تبدلت ملامحه حينما علم سبب طلبها..قال وهو يلتفت ليتأمل أثاث الشقة و كأنما يبعد نفسه من تأمل سبب ألمه..ألا وهذا الألم هي تلك القابعة أمامه...\إذا عن المكان فأنا رح بيت مع واحد من ربعي و مانك محتاجة ترتبطين فيني عشان ماني محرم لك...
تألمت لأنه فكر بهذه الطريقة و أنه قد صدق في قوله.. قالت له و بنبرة هادئة...\بس أنا مارح أرضاها إنك كل يوم تبات عند واحد عشان ماهوب حلال تكون معاي..أنا ما عندي مشكلة...
قال لها و أعصابه قد بدأت تخرج من طورها..\رحيييق...!!!..أنا مابيك ترتبطين فيني غصب عنك...و لو بالغصب كنت أخذت اللي أبيه من زمان..و ما يهون علي إني آخذك غصب..
رحيق...\بس أنا ماني مغصوبة؟!
ضاحي و بغضب..\رحيييق...
قالت و هي تقترب خطوتان...\ضاحي...إسمعني...ممكن تهدى؟!
و كأنها فعلاً قد سحرته...ليدب ذلك الهدوء الغريب في نفسه...قالت و بعد أن سمعت صوت إنتظام أنفاسه دلالة هدوئه...\أنا ماني مغصوبة على شي...و بعدين أنا رفضي لك كان لأنك كنت شخص غير بس الحين و لله الحمد تغيرت..تغيرت كلياً..و انا ما كان عندي مشكلة معك..كانت مشكلتي مع اللي كنت تسويه..بس الحين انا موافقة..و ماني مغصوبة على شي...عشان كذا...
قاطعها بحزم...\رحييق..ترجييتك لا...
قالت له بلهفة آلمته..\انا اللي ترجيتك...صمتت لوهلة لتردف...\لو كان لي عندك خاطر بتسوي اللي أطلبه منك..إلا إذا إنت ما تبيني؟!!
بادرها و بسرعة...\هههه..مابيك؟!...إنتي ما تحسين فيني؟!..ما تحسين بالنار اللي تحرقني؟!...رحيق أنا...أنا..أحبك...وربي أحبك...
كانت تحاول جاهدة أن تظل صامدة أمام كلماته التي تغزوها كعاصفة قوية...قالت..\خلاص..دامك تبيني..بتروح الحين و تجيب الشيخ عشان نعقد...و...
ضاحي \ماقدر..!!
هي...\لو لي خاطر عندك يا ضاحي..تزوجني...
ضاحي..\أنا أبيك تفكرين زين قبل لا...
رحيق \أنا فكرت و هذا قراري...!!
************************
القصر...
تتأمل في صغيرتها و هي تتحدث مع ذلك المدعو بعمها..لا تعلم منذ متى دخل هذا الغريب لحياتهم ليقلبها رأساً على عقب لهذه الدرجة؟!..و إلى أين يود الوصول بتعمقه في علاقته مع الصغيرتان...كانت عاقدة حاجبيها و ترتب لصغيرتاها كتبهما على تلك المكتبة...و تتأملهما و هما تتنازعان على الهاتف و في من ستأخذه لتتحدث أولاً...
أمالت فمها في غيظ من ذلك الآخر لتقترب منها ملك و هي تحمل الهاتف في يدها و تجر لها ثوبها..\ماما ماما..
قالت و هي تخرج من شرودها..\ها؟!..وش فيه؟!
مدت لها الهاتف و هي تقول...\يبيك؟!
انتفضت..
لا لم تنتفض بل رجفت كل خلية في جسدها...
ولماذا يريدها؟!..
فهي لم يسبق أن تحدثت معه..و عندما ترى رقمه في الشاشة تعطيه لصغيرتاها لتخرج نفسها من الحديث معه و الدخول في نقاش لا نهاية له..
ملك...\ماما...انتبهت على ملك و هي تشد ثوبها لتنبهها للمرة الثانية...تناولت الهاتف و هي تقول بهدوء تحاول التغلف به...\ألو...
سمعت صوته الجهوري وهو يقول بفخامة..\السلام عليكم...
صبا و هي ترتجف..\و عليكم السلام و الرحمة...
صمت قد حل في كل الجوانب و أحست و كأنما هي قابعة في الفضاء الخارجي...كانت تقول في داخلها (وش اللي يبيه مني؟!...و ليش ساكت الأستاذ)...قال لها..\لو سمحتي يا أم أحمد اليوم باخذ البنات عشان يشوفون جدتهم...
ابتلعت تلك الغصة التي قد وقفت لها لتقول...\أنا آسفة بس البنات لهم مدارس و ما يصير كل يوم يطلعون و..
قاطعها وهو يقول..\مشوار ساعتين مارح يغير من جدولهم شي...الوالدة تبي تشوفهم و ما أعتقد إنه هذا بيضرهم؟!
وصلتها نبرة السخرية من كلامه مما أوصلها لقمة غضبها..\و الله اللي بيغير جدولهم هذا شي بيرجع لي أنا أمهم اللي أقرر إذا بيضرهم أو لا..مالك الحق يا أستاذ إنك تتدخل في تربيتي لهم...
سطام \بسم الله الرحمن الرحيم..الحين ليش إنتي كل ما تكلمت معك بالذوق تصارخين و تضطرين الواحد يطلع من طوره..يا أم احمد كلها ساعة زمن و برجعهم...
صبا بضيق \يا أستاذ سطام لو سمحت و بعدين أنا صرت أخاف تاخذهم و تسمعهم كلمتين من الكلام اللي موب زين و كل يوم يجوني بشي جديد..!!
قال لها و بنبرة استجواب..\و شنو اللي قلته لهم؟!
أحست بالإرتباك الشديد...و لا تعلم لماذا تحس و كأنما لا تستطيع تجميع كلمة على بعضها...\أ...أع..أعتقد إنك تدري زين وش قلت لهم...
سطام بحزم بدى لها من نبرته..\لا...ما أدري..أبيك تقوليلي وش قلت وشنو الشي اللي مزحت فيه عشان ما عيدها مرة ثانية...
استفزها أسلوبه جداً..و لكن في نفس الوقت أخافها و بشدة!...لا تعلم لماذا كل ما يتعلق بهذا السطام يدب الإحساس بالخوف في كل أوصالها...قالت له..\مافيه داعي لل...قاطعها بحزم ليقول..\يا أم أحمد حنا مالنا ببزران صغار عشان تقولين الكلمة و بعدين تقولين مالها داعي..أنا أبي أعرف وش قلت؟!
أحست و كأنما هي طفلة في مواجهة أستاذها...أرجعت تلك الخصلة من شعرها وراء أذنها...عضت شفتها و هي تقول...\دام حنا كبار فماله داعي حضرتك تمزح مع البنات بهالطريقة و تقلهم إنك بتتزوج أمهم وش ذا المزاح وش بيكون منظري قدام بناتي؟!
سطام...\و منو اللي قالك إني قاعد أمزح؟!!
أحست أنها ستوقع الهاتف حتماً و لا مفر من ذلك...قالت و هي تحاول أن تستوعب ما قال..\أنا بس حبيت أنبهك إنه ماله داعي هالمزح...
سطام و بجدية..\و هذاني بعيدها لك...أنا ماني قاعد أمزح...
صمت لوهلة و تلك الأخرى قد تراجعت لتستند على تلك الطاولة علها تستطيع التوازن بها...لم تنطق ببنت شفة لتسمعه وهو يقول بهدوء غريب...\الصراحة يا ام احمد هذي إنتي جبتي الموضوع...أنا من البداية مفكر إني أطلب يدك للزواج و أعتقد إن هذا أنسب حل للبنات...و حنا مالنا ببذران عشان نتجاهل فهالموضوع...حن عاقلين و الموضوع بتفكرين فيه زين...أنا بعد أسبوع بسافر على لندن عشان شغلي هناك...إذا وافقتي كان بها و أخذتك إنتي و البنات بيكملون دراستهم هناك و بالمرة إنتي بتكملين الدكتوراة اللي وقفتيها...!!...و مابي منك أي شي..يعني مابي حفلة أو ملكة و لا أي شي...عقد و باخذك...و رح أقولك كلام عشان نكون على بينة من الحين..أنا أدري زين إنك لسة ما تجاوزتي المرحوم و ما رح تتجاوزينه..و لا أبي منك تتجاوزيه..و صدقيني لو صار هالزواج مارح أطلب منك أي حقوق..حقوقي كزوج بتنازل عنها بالكاااامل...و أعتقد إن هذا الشي بيريحنا ثنينا...هذاني قلت كل اللي عندي..و ياليت تفكرين زين فعرضي و تعطيني موافقتك فأقرب وقت عشان السفر...
صمت لوهلة ثم أردف بنفس هدوئه الغريب...\فكري زين..و أنا بجي بكرة و أتقدم لأبو يسار وأنتظر وقتها ردك عنده...في امان الله...
و أغلق الهاتف...!!
أما تلك فكانت في صدمة لاحدود لها...
وضعت ذلك الهاتف على الطاولة و هي تحاول ترتيب تلك الكلمات التي قد سقطت عليها كالصاعقة...!!
*********************
في تلك البقعة...
رفعت شعرها الطويل و هي تتأمل شكلها في المرآة...تأملت إنعكاس تلك الصغيرة و النائمة على سريرها...تذكرت الليلة الماضية...تذكرت ذلك العرض الذي قد صدمها و بشدة...و تذكرت كلماتها له..
هي..\بس أنا مابي الزواج...!
هو...\أنا مابيك تعطيني رايك الحين..فكري و على راحتك...
و هل هنالك ما يوجد التفكير فيه؟!...هل هي في مكانة تخول لها ان تفكر..هي محصورة بين ماض ما زال يطاردها...
و لكنها وعدته بأنها ستفكر...و لكنها حتماً ستهرب..نعم...ستهرب بعيداً عنهم..فهذا هو الحل الأنسب..فهي لا تستطيع إخباره بحقيقة زواجها..
و لا تستطيع إخباره بذلك الماضي الذي يربطها له...
فكل الطرق مسدودة...
لذلك ليس لديها أي حل سوى الهرب...!!
نعم ستهرب...!!
***************************
في تلك المستشفى...
أنزلت تلك السماعات من أذنها و أنزلت وجد من على سرير الكشف لتقول و هي تقترب لتجلس خلف مكتبها...\يعني لسة تجيها حالات ضيق النفس؟!
قال خالد وهو يمسك بوجد المتوجهة له و يجلسها على حجره..\إيه..
قالت نور و هي تتأمل في أوراق موضوعة أمامها..\طيب فيه أي أحد في العايلة كان عنده أزمة من قبل؟!..
خالد \لا من جهة عايلتنا مافيه أحد عنده أزمة...
نور \و من جهة أمها؟!
لاحظت تغير ملامحه جيداً و كأنما قد آلمه سؤالها..\و الله من هالناحية مدري...!!
نور \أممم طيب...أنا بوصف لها دوا و إذا ما خفت وقتها ممكن نقول إنه عندها أزمة...ابتسمت و هي تقول...\بس حتى إذا عندها هذي مابيك تخاف لأنه فيه ناس كثير جتهم و هم صغار و راحت منهم بالمحافظة...و إن شاء الله ما يصير إلا كل خير...
خالد \مشكورة دكتورة...
و قالت لوجد و هي تود التحدث معه...\حبيبتي وجد روحي مع النيرس عشان تعطيكي سكاكر..
قامت وجد بإنفعال من مكانها و ذهبت مع الممرضة لتقول نور لخالد و هي ممسكة بذلك القلم و تضرب به بخفة على المكتب...\أستاذ خالد أدري إنك تخاف عليها حيل بس لازم تخليها تلعب براحتها مع البنات و تعيش حياة طبيعية حتى ولو كانت لها حساسية و أزمة و غيره..لأن هالشي بيأثر على شخصيتها...
خالد و بضيق..\بس أنا أخاف عليها تاخذ أي شي يزيد لها الحساسية...
نور \لا تخاف و بعدين هي لازم تجرب عشان تعرف كل الأنواع اللي تتحسس منها...
لا يعلم لماذا يتزايد ضيقه كلما تحدث مع هذه المرأة...قال بهدوء..\إن شاء الله...
تململ في مكانه وهو يحس بالضيق الشديد من تواجده مع هذه الأنثى في مكان واحد...قال وهو يحاول أن يكون مؤدباً قدر الإمكان..\دكتورة نور...أنا آسف بس الفترة الجاية أتمنى منك إنك تطلبين من صبا إنها هي اللي تاخذ وجد لأني صراحة مالي وقت عشان أجي و...بعدين صراحة أنا أتضايق لما...
قاطعته و هي مستغربة مما يقوله..\بس هذي مجرد مقابلة للكشف..مدري وش اللي يضايق فيها؟!...و أنا آسفة إذا تعديت حدودي أو شي بس...
قاطعها وهو يقول...\دكتوة نور...أنا بكون معاك صريح...انا ماحب اللف و الدوران و أعتقد إنك تدرين زين قصد صبا من هالزيارات...و أنا الصراحة ما...
قاطعته و قد تبدلت ملامحها و هي تقول..\آسفة بس ما فهمت قصدك أستاذ خالد...صمتت لوهلة و هي تفهم ما يصوب له من قصد...تبدلت ملامحها تماماً للمفاجأة...و لم تعد لها القدرة على الكلام...قالت و بصدمة..\أستاذ خالد حضرتك فاهم الموضوع غلط...و أنا مالي أي دخل...وأبداً ماهو ممكن أدري بهالشي و أسكت عنه...و أنا...
و لكن دخلت وجد لتقطع عليهما كلامهما لتقوم نور من مكانها في ضيق شديد وتقترب من وجد لتضمها و تقول بإبتسامة..\خلاص وجد حبيبتي خلصت..
التفتت على ذلك الآخر و قد تبدلت ملامحها تماماً لتقول بحزم..\الحين ممكن تروحون...!!
*************************
في نفس اليوم...
إيطاليا...
تأمل إنعكاس وجهه على زجاج ذلك الباب...مد كفه ليتحسس تلك الأماكن المحمرة في وجهه...لم تكن تؤلمه كثيراً...و لكن ما آلمه أكثر هو شئ غيرها تماماً...
كان واقفاً ينتظر وهو يتأمل تلك البوابة الحديدة أن يأتيه أحد الحراس و يشير له بإمكانية الدخول...تأمل تلك الشارة التي في يده...ابتسم..فهذه هي بطاقته كعميل في المخابرات...سيستخدمها للدخول لذلك الآخر...لم يتوقع أن يتم إستجابة طلباته و بهذه السرعة...إذا فكل شكوكه قد كانت صحيحة..إذا ذلك الإكس هو مع المخابرات..إذا لقد تم إستغلاله بأبشع الطرق...إذا قد كانوا يعلمون ببرائته منذ اليوم الأول و لكنهم فضلو إستخدامه للقضاء على ذلك الجراح و ابنه..إذا قد كانوا يعلمون ببرائته طيلة الثلاث سنوات و أكثر...إذا قد ضاعت ثلاث سنوات من حياته من أجل تخطيط تكتيكي في المخابرات و لم تكن له أدنى معرفة به..قد مات في نظر أهله فقط من أجل القضاء على شخصين كالجراح و ابنه...إذا هو من كان الضحية في تمثيلية قذرة بين قط و فأر...
تأمل ذلك الشرطي الذي قد اقترب ليقف أمامه تماماً...ليقول له بالإيطالية...\أتمنى ألا تستمر فترة الإستجواب عن عشر دقائق...
قال له يسار بحزم..\لا أكثر و لا أقل و لكن مثلما اتفقنا...يتم إغلاق كل كاميرات المراقبة في الغرفة...
أومأ ذلك الرجل رأسه ليقول له..\تم التنفيذ..و أشار له بيده ليتقدم يسار و يدخل تلك الغرفة و يغلق الباب ليجد ذلك الآخر قابع على ذلك الكرسي وهو مكبل من يديه و قدميه...
دخل و جلس على الكرسي المقابل له و لا تفصل بينهما غير تلك الطاولة...ليرفع ذلك الآخر رأسه من الإرهاق و يفاجأ بيسار قابعاً أمامه و لترتجف كل أوصاله...قال و برجفة لم تخف على ذلك الآخر...\إياااااك تفكر فأي شي...أنا بوكل محامي و إذا...
ليقاطعه يسار و بإبتسامة...\محامي؟!!...ههه...لو وكلت أفضل محامي ما رح يطلعك منها هالمرة...صدقني...
جاسر بغضب..\وش اللي جابك..جاي تسخر مني؟!...خلاص الرسالة وصلت...
يسار و بإبتسامة سخرية...\ههههه لا إنت فاهمني غلط..أنا أبداً ماني جاي عشان أسخر منك لا...أنا جاي أطلع كل حرتي فيك...اقترب منه أكثر و عيناه تجحظان من غضبه المكبوت بقوة...\اليوم بطلع كل كلمة قلتها لي من روووحك...!!!
حاول جاسر أن يبدو بقمة قوته و لكن لم يستطع ..فإرتجافته بدت لذلك الآخر...قال وهو يتأمل كاميرا المراقبة المعلقة في إحدى الزوايا ليبتسم له يسار و يقول بهدوء...\ههه...لا صدقني حاسبها صح و كل الكاميرات مقفلة...يعني بسوي فيك اللي أبيييه...!!!
قال له جاسر و بغضب شديد و حقد دفين...\مهما حاولت ما رح تمسح فكرة إنها تحبني..تحبنيييييي...تحبنيييي آآآنا و آنا اللي أخذتها في الآخر..أنا اللي...و لكن أسكتته تلك اللكمة القوية التي حطت على خده ليسقط هو و الكرسي الذي كان جالساً عليه ليصرخ يسار...\هذي عشانهااااا تحبببببكككك...!!
و اقترب منه يسار ليرفع الكرسي بقوة و يتهاوي بتلك اللكمة على خده..لتتبعها أخرى..و أخرى..و أخرى...كان يُعلِّم على وجهه بلكمات قوية وهو يصرخ بكل قوته...\ هذيييي...للسجنننننن...و هذيييي...لأنك أخذتها...و هذييي...لأنك تزوجتتتتتتتهااااااا....و هذي...لكل كلمة قلتها عنها...و هذي...لأنك نسيت منو آنااااااا...و هذي...لأن...و لكنه توقف وهو يبتعد ليأخذ نفساً من شدة غضبه أصبحت أنفاسه تتعالى و أحس بأن كفه ستقتلع من مكانها من شدة الألم فكيف بذلك الذي قد تلقى الضربات؟!!
ابتعد وهو يحاول تحريك أصابعه في اتجاهات مختلفة ليقاوم ألم اللكمات...تأمل شكله في تلك المرآة التي تعكس صورته الغاضبة..
بركان لا يمكن لشئ إخماده..!!
نااار تتأجج في صدره دونما هوادة...!!
أعاصير هائجة تقتلع كل خلايا عقله...!!
فهذا هو يسار الراضي...
إن غضب..!!
تحول لحيوان لا قوانين له..!!
يتجرد من كل معاني الإنسانية...!!
تأمل ذلك الآخر وهو مكبل و وجهه قد تحول لكتلة من الدم...قال له و بهمس غاضب لا حدود له..\توصفليييي جسمهااااا؟!...تظن إني مانييييييب رجاااااااال؟!...تظن إني مالي غييييييرة عشان أقتلك؟!...تظن إنك بتقتلني بعدها و ما رح أضوووووقك حق هالكلام اللي حرقت صدري فييييييييه؟!...تقول ملمسها نااااعم؟!و سدد تلك اللكمة القوية لشفتيه...ريحتهااااااا؟!...و يسدد أخرى خلفها...تقول حافظ مكان كل شامة فجسمها؟!...كل شااااااااااامة..كل شااااامة....قالها وهو ينهال على ذلك الآخر بالضرب المبرح و هو لا يفقه شيئاً...لا يفقه أن ذلك الإنسان الذي أماامه سيموت بين يديه لا محالة من هذا الضرب...ضربه و هو يحس بأنه لم يشف غليله ..ما زال يحترق آلاف المرات بداخله...و أصبح يوجه لكمات على شفتيه حتى أدمتا...كان يصرخ بكل قوته وهو يضربه..\ما تقوووووول...قووووول...قول قذاراتك ذيييك مرة ثاااانية..قووووولها...قوووولها...و لكن فاجأته تلك اليدان اللتان تبعدانه عن جاسر بالقوة..لتمتلئ الغرفة بالحراس الذين حاولوا إمساكه بالقوة و إبعاده عن ذلك الذي قد أصبح كتلة من الدماء حتى لا يموت بين يديه...صرخ هو فيهم بالإيطالية..\أتركوووووني...لقد حصلت على ما أريده...!!
************************
|