كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم...
أعجبت بتعليقاتكم جداً مع إن البعض قد إختفى من الصورة و لكن لا أستطيع أن أوصف لكم مدى حبي لأولئك اللذين احتضنوا روايتي بتعليقاتهم الدافئة..و كلما أنزل طية أو شيئاً أجدهم بالجوار...و لا يغيبون لثانية..حتى بدأت بالتعلق بهم و أحس أن نكهة الفصل لا تكتمل إلا بتعليقاتهم...إلا و أنا قرأ أحاسيسهم تجاه ما حدث من موقف أو غيره...أصبحت أتذكرهم بالأسماء...و أبتسم عندما أقرأ أن لي رداً منهم...فقط أود أن أقول لهم...
شكراً لكم من أعماق أعماق قلبي...و إني أحبكم في الله...و أنا أعدكم أن الرواية ستكون عند حسن ظنكم فيها...
ثانياً...أعتقد القادم سيكون غير.!!
و سأبدأ بتجميع الأمور قليلاً...و لكن بالطريقة الموضوعة لها منذ البداية.. عموماً أنا متشوقة للقادم...فكونوا بالقرب لكي تحتضنوا القادم بأحاسيسكم...
الطية الأربعون...
نقطة نهاية...!!
هل هي يا ترى نقطة نهاية للبداية..!!
أيعقل أن تكون هي النهاية..!!
أيعقل أن كل ما مررت به.!!
أحسست به..
لمسته..
رأيته..
سينتهي..!!
عند هذه النقطة...!!
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السياج
كعشبة برية ،
كيمامة مهجورة
لا تتركيني
قمرا تعيسا
كوكبا متسولا بين الغصون
لا تتركيني
حرا بحزني
و احبسيني بيد تصبّ الشمس
فوق كوى سجوني ،
وتعوّدي أن تحرقيني،
إن كنت لي
شغفا بأحجاري بزيتوني
بشبّاكي.. بطيني
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني!
محمود درويش !
.
.
.
.
إيطاليا..
ميلانو..
لم تعد لها قوى على التفكير في أي شئ سوى شئ واحد..شئ واحد لم تمتلئ فارغات عقلها بشئ غيره..
يسار..و جاسر..!!
لقاء لا تعلم كيف حدث؟!..و متى حدث؟!
و ما السبب؟!
و لكن تعلم جيداً أن ما سيحدث لن تكون نتيجته جيدة...
أبداً..
أبداً...
أخذت تجوب في الغرفة و هي تفكر فيما ستفعله...توجهت بسرعة نحو النافذة لتبعد تلك الستارة و تتأمل جاسر وهو يخرج من المنزل...تأملته وهو يسرع و على وجهه أمارات الغضب اللامتناهي..و كأنما براكين تفور بداخله..
مما جعل كل جسدها يرتجف بمجرد التفكير بما سيحدث..تأملت الحراس و هي تعلم جيداً أنهم لن يتركوها تذهب...ولو حاولت معهم..فها هي تتأمله وهو يعطي الحراس أوامر و هي تعلم علم اليقين أنها ضمن هذه الأوامر و أنه قد أمرهم بألا يجعلوها تخرج...
مسحت وجهها بقوة و هي تفكر بأنها لابد و ان تفعل شيئاً ما..
أي شئ..
أي شئ...
تأملته و قد أتاه إتصال ما و مما يبدو أنه قد أوقفه لوهلة...
أسرعت بكل سرعتها لتنزل الدرج و هي تصرخ بكل قوتها...\مااااارياااا..مااااارياااا...
لتأتيها تلك المربية بكل سرعتها..و هي خائفة من نبرة نورة..صرخت فيها نورة بكل قوتها...\تعااالي...
و صعدت معها ماريا و هي خائفة حقاً مما سيحدث...لتدخل نورة الغرفة و تفتح خزانتها و تخرج تلك العلبة منها...حملتها و أسقطت كل محتوياتها على ذلك السرير...لتشهق تلك الأخرى و تقول لها نورة بالإيطالية...\هل ترييين كل هذه المجوهرات..كلها لكِ..!!
فقط إن فعلتِ ما آمركِ له..!!
لم تستوعب تلك السيدة شيئاً...لتقول لها نورة بهلع..\أدري إنكِ مخلصة للسيد جاسر و لكني بحاجة لمساعدتكِ...فأنا أشك بأنه يخونني..هو الآن سيهم بالخروج..أريدكِ أن تتبعيه بتاكسي و تتصلي بي لتخبريني بالمكان..مفهوم..!!
لم تستوعب ماريا شيئاً لتصرخ لها نورة..\مفهوووم..؟!!
ماريا بهلع...\نعم نعم سيدتي...
دفعتها نورة بسرعة و هي تقول لها..\هيا بسرررعة ..انزلي و أخبري الحراس أنك ستذهبين لزيارة صديقة..و إياااك أن يعلم السيد بأمرك فهمتي..
ماريا \حسناً...
أسرعت لتقف عند النافذة مرة أخرى و تتأمل جاسر الذي قد أنهى مكالمته للتو ليتحرك و يدخل تلك السيارة و في هذه الأثناء تأملت ماريا التي تسرع خطاها لتخرج من المنزل و توقف ذلك التاكسي من أمام المنزل...
وضعت يديها على صدرها و هي ترجو من الله أن يفرج همها...!!
************************
مصر..
القاهرة..
...\بس بتنزليني بعيد من البيت لأنه ممكن يتخانأ معِك و أنا مابدي يصير شي متل هيك...
تأملتها ناديا و هي تقود السيارة..قالت لها بهدوء...\لورا حبيبتي ما يصير كذا...يعني إنتي لازم تضعين حد لهالحالة...
لورا و هي تتأمل الطرقات...\مو بإيدي بحلف لك إني ما أدر أعمله أي إشي...و لا حتى بِأدر فكِر فأي شي..هوِي على طول بيضربني و بيشتمني...
ناديا بتساؤل \طيب ليش سامحلك تروحين على الجيم...
ضحكت ضحكة متألمة لتقول..\ههه حبيبتي هوي بيتركني روح عالجيم مو مشان شي بس لأنه دايماً بيهددني إني مو لازم إتخن و لازم خس طول الوئت..و مابدو ياني اتخن..مشان هيك هوي بدو ياني روح عالجيم..
ناديا و هي تحاول مساعدتها..\طيب جربتي تحكين معه..تفهميه..تتحاورين معه؟!
لورا \جربت كِل شي..و مافيه شي نفع معو..هوي عصبي كتييير..و ما بيتفاهم..حتى مرة إلتِلّو إنو نروح على شي دكتور بس هوي رفض و عيّط عليّي و بهدلني..
حتى شوفي..و أزاحت شعرها الطويل من على كتفها ليظهر ذلك الإحمرار الذي يغطي كتفها..\كل شي بيضربني فيه..و ربي ماني عارفة كيف بدي إتصرف...و كِل مرة بكون خايفة من المرة الجية..ناديا أنا صرت عايشة فخوف و رعب..خايفة إنو يئتلني شي مرة أو شي...
ناديا \طيب ليش ما تقولين لأهلك؟!..لأي رجال عندك..
لورا بضحكة يائسة \ههه..حبيبتي إنتي كِيف عم بتحكي...أنا بَيّي مرتاح كتير من المصاري اللي ببعتلا ياه هالكريه...بيصرف على كِل عيلتي...و هم مبسوطين من خيره...و كل ما حاول خبرون عنه بيخبروني إنه غلطتي...أصلاً هم بلبنان و مو هون...أنا بروحي عايشة معوه...
توقفت لوهلة لتردف..\حتى هوي متزوجني بالسر لأنه عنده زوجته الأولى و ولاده لو عرفوا بتصير مشاكل كتييير..عشان هيك بيهددني إني ماخبّر حدا...
التفتت على ناديا و بقلق شديد..\ناديا..
نادية \إيه..
لورا \إوعديني إنك ما رح تئولي لأي حدى و لا حتى جوزِك...
نادية \بس لورا..قاطعتها و هي تقول بخوف شديد...\اوعديني؟!!
نادية \أوكي وعد..!!
**********************
إيطاليا...
ميلانو...
دخل المكان وهو ينتفض غضباً ليقترب من يسار و ينهال عليه ضرباً ليشير حمزة للرجال أن يوقفوه و يبعدوه عنه...ليصرخ بقوة..\وش اللي جاااابه؟!
قال له حمزة بهدوء..\الظاهر إنه ما تربى المرة اللي فاتت و يبي له درس ثاني...
تأمله جاسر بغضب شديد...\إنت ما تتعلمممم؟!...بس هالمرة بقتللللك...و ربي..
قاطعه حمزة وهو يصرخ..\جاااااسر...إهدى..
قال يسار من بين دمائه لحمزة..\إسأله وين كان؟!
لم يفهم جاسر كلامه ليصمت حمزة و يعيد يسار كلامه..\إسأله..!!
ليوجه حمزة سؤاله لجاسر..\وين كنت؟!
جاسر بإستغراب..\كنت بالبيت..بس وش دخل هالموضوع في اللي حنا فيه؟!
أغمض حمزة عينيه بقوة وهو يعيد سؤاله بصورة قد أرعبت ذلك القابع امامه...\بسألك للمرة الثانية وييين كنت..؟!
جاسر \يبة قلت لك أني كنت ب...و لكن أخرسته تلك الصفعة التي قد طبعت على خده ليرتجف لها كل شئ في المكان...صرخ بكل قوته...
...\إييييياااااااااااك تكذذذب.!!!!
إيااااك..!!
وضح جاسر يديه على خده ليصرخ بقوة..\يبة وش..ليقاطعه حمزة للمرة الثانية...\لا تحاول تستغفلني يا جاسر..إياااك تستغفلني...تدري إن هذي أكثر صفة أكرهها...أنا أدري إنك كنت بتم صفقة من ورا ظهري..
صمت ليقترب من جاسر و يقف أمامه تماماً...\من ورا ظهري؟!...من وراااي؟!..و أنا اللي ربيتك و علمتك هالشغلة...بتخوووووني؟!...بتخوني يا ولد بطني...
جاسر \يبة أن...لتخرسه تلك الصفعة الثانية و ذلك الآخر يتلذذ بهذه المسرحية التي يراها أمامه...
حمزة و غضب الدنيا يشتعل في صدره...\إيااااك تقول أي شييي...تدري لولا إنك إبني انا كنت قطعتك حتت صغيرة و رميتك للكلاب...بس عشانك إبني بسكت و ببلعها فصدري...و لين ما تتم هالعملية الجاية بيكون لي تصرف ثاني معاك...مابي شي يخرب لنا هالعملية...
*****************
تأمل يدا ذلك الرجل وهو يقرأ تلك الأوراق التي بين يديه...تأملهما و هما تنتقلان لتصلح وضعية تلك الساعة التي على معصمه...ليسمع كلمات ذلك الرجل..\و الله أنا آسف..ما رح نقدر نعطيك هالقرض اللي تبيه...
تيبست ملامحه جراء ما قاله ذلك القابع خلف ذلك المكتب...و لكنه كان يتوقع رداً كهذا و لكن كان لديه بصيص أمل أن يوافقوا على إعطائه القرض...اقترب في جلسته وهو يتكل يده على المكتب ليقول للرجل في رجاء أكثر...\لو سمحت..ياليت تحاولون لي..أنا محتاج هالقرض بشدة..و مالي غيركم...و..
تأفف ذلك الرجل وهو يخلع تلك النظارة التي كانت على عينيه ليضعها على المكتب...\يا أستاذ ضاحي...نحنا مالنا منظمة خيرية...نحن شركة و لها قوانين و إنت ما كملت شهر عشان نعطيك مرتبك فكيف نعطيك قرض؟!..وش اللي يضمن لنا إنك بترجعه...نقل نظره لتلك الأوراق التي أمامه و قلبها مرة أخرى ليردف..\بعدين إنت ما أثبت الجدارة فشغلك و كنت أحياناً تتأخر و متسيب...مافيه أي سبب يخليني أقدر أساعدك...
زفر بقوة ليقول لذلك الرجل في محاولة أخيرة..\أنا ما تسيبت أبداً بس في ظروف قاهرة صارت لي و أنا ان شاء الله بشتغل أضعاف بس لو تساعدوني ولو بجزء يسير من القرض...
قال ذلك الرجل وهو يغلق الملف الذي أمامه في حركة لإنهاء هذا الحوار...\آسف يا أستاذ..و الحين لو سمحت تروح تشوف شغلك...
طأطأ رأسه في خيبة ليخرج من المكتب وهو يحس بالعجز الشديد...يحس و كأن الدنيا تطبق عليه من كل ناحية...
لكم هي مؤلمة الحاجة...!!
لكم هو مؤلم إحساس أن يذل الإنسان نفسه لشخص مثله..
و خلق من نفس الطين..!!
و لكن يتمتع بقليل من العنجهة..!!
و لكم هي جارحة أن يطلب الرجل من رجل مثله مساعدة..ليتلقى بدلاً منها ألماً مبرحاً...
و لكن هذا حال الدنيا..!!
المال..!!
يميز أحد المخلقوين عن الآخر...!!
على الأقل في نظر البشر..!!
أخرج تنهيدة من صدره وهو يحس بأنه عاجز..مقيد...معوق..مكبوت...!!
فها هو قد أتى بهما للرياض لكي يجد لها علاجاً...و أجر لهما شقة صغيرة...علها تأويهم لهذه الفترة فقط...لا يعلم ما الذي سيفعله؟!
يخاف أن يحدث لوالدته مكروه ما...
يخاف أن تفارقه في هذه الدنيا..فمهما كان..هي والدته..و هي من كانت معه طوال سنين حياته..لوحدهما..!!
**************************
تهاوت كفه الضخمة بقوة على فك ذلك الآخر ليتناثر رزاز الدم في المكان..أبعد كفه وهو يحركها في كل إتجاه ليبعد الألم الذي راوده جراء الضربة...تأمل ذلك القابع أمامه و كأنه لم تكن هنالك أية ضربة قد وجهت له...قال و بسخرية..\تدري إني ما رح أقتلك...أنا بنفذ فيك كل أنواع التعذيب...بتعتقد إنك بكلمتين رح تقلب أبوي علي؟!...تعتقد إنك رح تفتنا؟!
قال يسار و بإبتسامة...\إنا ماعتقد..أنا سويتها و انتهيت...
تأمل والده الذي قد أتاه إتصال هاتفي ليتوجه مبتعداً عن المكان...رجع و جلس على ذلك الكرسي ليقربه أمام ذلك الآخر وهو يتأمل وجهه الذي قد إختفت ملامحه جراء الضرب...و بعد صمت قد حل لثوان عديدة قال له يسار وببرود..\تدري إنك مريض نفسي..!!
ضحك ضحكة إستفزازية...صخب لها كل المكان...قال له..\بالله؟!!
صمت لوهلة و هو يتأمل في ملامح يسار الشامخة حتى بعد الضرب...قال له وهو يحاول استفزازه...\كنت تراقب بيتي؟!...
قلي وش شفت؟!
صمت لوهلة وهويردف بإبتسامة...
\شفتها؟!..
تأمل ذلك العرق الذي قد نبض جراء ذكر تلك الأخرى..علم وقتها أنه قد مسه في جرح لم يلتئم و كان لابد أن يزيد عليه جرعة الملح ليصرخ ذلك الآخر من الألم!!...قال له..\ههه..أكيد ما شفت كل شي..
ما شفتها و هي فحضني؟!...
ما شفتها و أنا كل يوم بسوي فيها اللي أبيه؟!...
ما شفتها و هي تقولي أحبك؟!..
ما شفت كل هذا؟!
تأمل وجه يسار الذي قد أصبح كبركان على وشك الإنفجار...يحاول استفزازه بأية طريقة..و لكن مما يبدو أنه كحائط صخري لا يمكن هدمه...
قال وهو يرجع للوراء في جلسته..\تدري وش أكثر شي أحبه فيها؟!...شعرها...ريحته تهبل!!!
و لكن لا رد..!!
قام من مكانه و أخذ يلف حول كرسي ذلك الآخر وهو يقول..\أنثى بصورة مالها مثيل...و لا ملمسها...يذوب الحجر..!!
كان يقول كلماته وهو يتأمل في ملامح يسار التي توشك أن تنفجر...يتأمل في يسار وهو يغمض عينيه بقوة عله يحتمل هذا الألم...
هذا الألم الذي يستفز رجولته...!!
اقترب و بمحاولة أخيرة وقف خلف يسار تماماً لينحني و يقترب من أذنه و يقول بهمس كفحيح الأفعى...
..\صرت حافظ مكان كل شامة فجسمها..!!!
انتفض ذلك الآخر في حركة تشبه إهتزاز جبل بأكمله..فكيف لرجل مثله أن يحتمل كلمات كهذه؟!..كيف لروحه أن تحتمل ألماً كهذا؟!
فليجبه من في الأرض...فليجبه أي شخص..!!
كيف لرجل في مثل عنفوانه و حماقته أن يحتمل قذارة كهذه في أذنيه...
يتمنى أن يصب الحديد المصهور على أذنيه و لا أن يسمع كلمات كهذه...و لا أن يكون مكبلاً و غير قادر على شئ كهذه اللحظة..يتمنى لو ينقض على هذه الحبال التي تربطه و أن يمسك بهذا الحقير و يكسر عنقه في حركة واحدة لتنهي هذه المهزلة..و إن كانت النتيجة أن يتهاوى رصاص الحراس عليه من كل ناحية..
فالموت أهون لروحه ألف مرة من هذه الكلمات..
فمع كل همسة..
مع كل حرف منها و كأن خنجراً يُشَكّ في صدره ليخرج و يشك أخيه...
صرخ و بكل ما أوتي من قوة..\و اللي خلقني لشرب من دمك و دمها...!!
قال له جاسر..\ههههههه..و كيف بتشرب من دمنا؟!..ثم أردف وهو يتأمله من أعلى رأسه و حتى أخمص قدمه...ليردف..\
و إنت بهالطريقة؟!!
***************************
عودة للمملكة...
وضعت يدها على جبهة تلك الأخرى...قرأت عدة آيات من القرآن...توقفت لتقف و تحاول أن تمرر يديها على حوائط الغرفة حتى لا تصطدم بشئ ما فهي لم تعتد على المكان كما كانت معتادة على منزلهم...فها هم قد سافروا للرياض لكي يجدوا حلاً لمرضها...تحركت ببطء شديد...و بعرجتها المعتادة لتحاول تحسس الغرفة...مع أن المكان غير مكتظ بالأثاث و لكنها خائفة أن تتعثر بشئ ما...
خرجت من الغرفة و هي تبحث على السجادة لتصلي عليها..فهي تتذكر أن ضاحي قد أخبرها بمكانها..تقدمت ببطء حتى تناولتها و فرشتها على القلبة...صلت و دعت...قامت من مكانها و أرجعت السجادة لمكانها لتسمع صوت فتح باب الشقة...توقفت لوهلة لتقول و هي خائفة..\ضاحي؟!
لتسمع صوته الذي كان يشوبه نوع من الحزن..\إيه..
توقفت و هي تعلم أنه يتأملها...قالت و هي تحاول أن تكسر هذا الصمت الذي قد حل بينهما...\لقيت حل ؟!
وضع مفاتيح الشقة على تلك الطاولة و قال وهو يزفر بقوة..\لا..صمت لوهلة وهو يتأمل باب الغرفة التي فيها والدته..\كيفها الحين ؟!
قالت بحزن..\مدري...تستفرغ كل شوية..و جسمها مولع..و أوقات تهذي بكلام مافهمه...خايفة عليها أنا...
اقترب منها أكثر وهو يقول بقلق..\وش اللي بتقوله..
هي..\مدري مافهمت منها أي شي...
أخرج من صدره تنهيدة وهو خائف حقاً من إحتمالية أن تخبرها بشئ عن حقيقتها..فكيف ستكون ردة فعله إن حدث شيئاً كهذا؟!!
جلس على ذلك الكرسي القريب منه وهو يزفر بقوة..\مدري وش أسوي..
قالت له و هي تحاول طمأنته و طمأنة نفسها..\إن شاء الله ربك يحلها...
*************************
القصر...
...\لا خالد أنا مشغولة...هاه..لا بس باخذ البنات للمكتبة يبون يشترون قصص للمدرسة..هاه..إلا ضروري اليوم...لا وش فيها لو رحت إنت؟!...مافيها أي شي خذها و رح و كلها عشر دقايق يخلص الكشف و تروح؟!..مدري ليش ماتبي تروح...خلاص يلا مع السلامة..
أغلقت الهاتف لتسمع والدتها و هي تقول..\وش فيه خالد؟!
صبا..\قبل كم يوم قالي إنه وجد تجيها حلات ما تقدر تتنفس و تشهق..و هو خايف عليها...و قالي آخذها للدكتورة...
الجدة..\و ليش ما تاخذينها؟!
قالت صبا و هي تحاول التهرب من الإجابة..\خليه هو ياخذها و يتطمن عليها...
الجدة و هي تتأملها..\صبا...ليش تكذبين عليه؟!
التفتت على والدتها لتقول...\أكذب على منو؟!
الجدة \على خالد؟!...ليش ما تاخذين وجد إنتي للدكتورة..؟!
توقفت لوهة و هي تفكر في سؤال والدتها...اقتربت حتى جلست أمامها لتقول بهدوء..\والله يمة أنا...
والدتها و هي تعلم جيداً ما تصوب له صبا بأفعالها..\إنتي وشو؟!
صبا \أنا نفسي خالد يتزوجها لنور..و ربي هي مؤدبة و نفسي إنه يفكر فيها و يفكر يتزوجها...
الجدة \تقومي تكذبين عليه و تخليه يروح لها فعيادتها؟!
صبا \يمة لا تحسسيني بالذنب؟!!...أنا ما كان قصدي شي و ربي..و بعدين إنتي تدرين خالد ولدك..مارح يسوي أي شي...
صمتت الجدة لوهلة لتقول لها و هي تخرج ذلك الزفير من صدرها..\و الله أمنيتي إنه يفكر في الزواج...بس الظاهر إنه معند و مايبي هالسيرة...تعتقدين هالنور بتخليه يفكر فيها؟!
صبا \و الله أتمنى بس مدري...
الجدة وهي تخرج تلك التنهيدة من صدرها...\إيه ربي يسهل...حاله كذا من غير حرمة ماهو عاجبني...
صبا \هو حبها حيل لمرضية...بس..الظاهر ما يبي ينساها..
الجدة \هو بروحه اللي ما يبي ينسا؟!...و إنتي وش قاعدة تسوين و إنتي ترفضين كل من جالك؟!..
صبا و هي تحس بالضيق من هذه السيرة...\يمة أنا الحين كبرت و مافيه رجال يبي له حرمة فعمري و لها طفلين كمان..
الجدة و هي تعلم بأساليب تلك القابعة أمامها...\الحين هذي صارت حجتك؟!
***********************
في الجهة الأخرى...
في المستشفى...
أصلحت لوجد ملابسها لتحملها و تضعها على الأرض...تقدمت لتجلس على كرسيها القابع خلف المكتب...قالت و بهدوء تحاول أن تتقنع به..\الظاهر إن هالنفس اللي يجيها هو من الحساسية بس لازم تنتبه له عشان ما يتطور و يصير أزمة...و..كانت تتحدث و لكنه لم يعر لما قالته شيئاً بل كان تركيزه مع تصرفاتها...و للمرة الأولى...لا يعلم و لكن تلقائياً ركز معها...انتبه مع يدها المرتجفة كالعادة...نبرتها الغريبة...
لماذا ترتبك بهذه الطريقة؟!
هز رأسه وهو ينفض تلك الأفكار من رأسه.,.استغفر وهو ينتبه لمناداتها له..\أستاذ خالد؟!
خالد \ها؟!
نور \لا بس سألتك إذا هي تداوم على دوا الحساسية؟!
قال لها و هو يعتدل في جلسته..\إيه هي تداوم عليه و أنا منتبه معاه...
تناولت تلك الورقة و كتبت فيها لتمدها له و تقول..\خلاص..هذا الدوا تعطيه لها و لمدة معينة بنشوف ردة الفعل..و إن شاء الله هالصعوبة في التنفس بتروح ...
خالد \طيب فيها مشكلة إذا شريت لها بخاخ..
نور \لا مافيها مشكلة بس لمدة معينة...صمتت لوهلة و هي تضرب بذلك القلم على الطاولة بخفة..\أنا صراحة أشيد على إهتمامك بوجد و رعايتك لها...يعني مم..يعني غنت مهتم فيها و..قاطعها بصورة لائقة وهو يقول..\مشكورة دكتورة يلا نحن بنستأذن...
و في السيارة...
يقود السيارة وهو يحس و كأنما هو في وادٍ ثانٍ...لا يعلم بم تهذي هذه الصغيرة...كانت تتحدث و تتحدث وهو لا يعلم ما الذي تتحدث عنه..و لا يعلم أيضاً بم هو سارح...و لا يعلم لم يحس بالضيق هذه الأيام بالذات...استغفر وهو يحاول أن يبتسم لتلك الصغيرة وهو يقول بإبتسامة..\إيه..إيه...
قالت تلك الصغيرة وقد إنتبهت معه بكل حواسها و توقفت عن اللعب بالدمية...\يعني بتتزوجها؟!
استغرب و بشدة من السؤال..قال بإستفهام..\من هي؟!
وجد بإستغراب..\بابا إنت قلت إيه؟!
انتبه أنه قد كان يوافقها على كلام هو لم يعلم ما هو؟!..قال لها...\إيه و من هذي اللي بتزوجها؟!
قالت تلك الصغيرة و هي تقول بتأفف من عدم إنتباهه معها...\نوووور...
أحس بشئ في صدره جراء جملتها..هو حقاً لا يعلم ماهيته..و لكنه إحساس غريب...قال وهو يتأمل إنعكاس صورة صغيرته في المرآة..\و من وين جبتي هالكلام؟!
قالت تلك بإصرار طفولي..\قولي إنت بتتزوجهااا و لا لااا؟!
قال لها بإبتسامة..\بالأول إنتي قولي لي منو اللي ملا راسك بهالافكار...
رفعت تلك كتفيها بصورة طفولية بحتة دلالة على عدم علمها و قالت له..\مدريييي..بس سمعت عمتي تقووول تذا...
قال و قد شده الموضوع..\مع منو؟!
رفعت كتفيها للمرة الثانية و هي تشد طرف تلك الدمية بيديها..\مدري...تأملت الشوارع عبر نافذة السيارة و قالت بنبرة طفولية...\تقول لنووور إنه أتيد إنت تحبها و بتتزوجها و هي تمااااان قالت إنه...لم ينتبه مع بقية ما قالته...بل سرح بتفكيره مع كلامها السابق...
أحقاً صبا عازمة على تزويجه بتلك النور؟!..و لماذا لم تخبره بذلك؟!..أطفل هو لكي تتصرف معه بهذه الطريقة؟!..يكره هذه الطريقة و بشدة...
لا..
بل أصبح معقداً منها..
فهي تذكره بأسلوب سماح ووالدته معه في تزويجه من مرضية..
لكم كان تحت يدهما..
و ها هي صبا تتصرف بنفس الطريقة...
و لكن..
تلك الأخرى تخطط معها؟!...أم ماذا؟!
أليست لها كرامة لتطلب من صبا شيئاً كهذا؟!..و إن لم تطلب؟!..مجرد الموافقة عليه قد حطتها في نظره...
و هل كل هذه المرات صبا كانت تتهرب لكي يذهب هو و يأخذ وجد لها؟!
أهو أحمق لهذه الدرجة لكي لا يلاحظ كل ذلك؟!
ألم يلاحظ حتى تصرفات تلك النور معه؟!..
حتى في الزيارات الماضية..طريقة كلامها...إرتجافة يدها و هي تكتب الدواء...تصرفاتها مع وجد...أمعنى كل هذه الإشارات أنها قد أحبته؟!
أمعقول أنه هو من يبعث لها هذا الكم من الإرتباك؟!
لا..
لا يود أن يخوض شيئاً كهذا..!!
لا يود أن يدخل في معمعة جديدة كهذه...مرة أخرى..!!
أخرجه من دوامة أفاكره صوت صغيرته..\بابا.
\ها...
*********************
|