كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطييفة...
فضل صيام يومي الاثنين والخميس
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
فضل صيام الإثنين و الخميس
ثمانية نوايا في صيام يوما الاثنين و الخميس
(1) ابتغاء مرضاة الله تعالى
(2) اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس "
صحيح : رواه ابن ماجة والترمذي والنسائي
(3) أن يباعد الله منك جهنم مسيرة مائة عام
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوماً في سبيل الله ؛ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام "
السلسلة الصحيحة ( 6 / 2565 )
(4) أن يجعل الله بينك وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوماً في سبيل الله ؛ جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض "
حسن : السلسلة الصحيحة ( 2 / 563 )
(5) أن يشفع لك الصيام يوم القيامة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ؛ فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان "
إسناده صحيح : رواه أحمد ( 2/174 )
(6) أن تدخل من باب الريان يوم القيامة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ؛ فلم يدخل منه أحد "
و في رواية عند ابن خزيمة : " ....... فإذا دخل آخرهم أغلق ، و من دخل شرب ، و من شرب لم يظمأ أبداً "
] رواه البخاري (1896) ، و مسلم (1152) ، و الترمذي (765) ، و ابن ماجة (1640) ، و النسائي (4/118) ، و ابن خزيمة (1902) [
(7) رجاء أن يُختم لك بصيام يوم فتدخل الجنة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خُتم له بصيام يوم ؛ دخل الجنة "
رواه البزار عن حذيفة ، و صححه الألباني في صحيح الجامع (6224)
(8) أن يُرفع عملُك وأنت صائم
عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس ، فسألته ؟ فقال : " إن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "
صحيح : فتح الباري ( 4 / 278 )
و بعد عدة دقائق...
في المجلس...
دخل خالد و دخلت خلفه هي... و هي ترتدي نقابها..و غطاء رأسها...
قال لها عبدالرحمن بهدوء..\اجلسي يا صبا...
أطاعت عبدالرحمن ليقول عبدالرحمن له..\ها..قول اللي قلته لنا لأم البنات؟!
أنزل ذلك الآخر نظره في الأرض إحتراماً لها...و كتف كفيه ببعضهما..قال بصوته الرجولي..\الوالد يبي يشوف أحفاده قبل لا يفارق...و..
و لكنها قاطعته من قبل أن يكمل جملته..و بقوة...
...\مالكم أحفاد عندي...!!
تفاجأ الكل من جملتها..فصبا من يومها معروفة بحسن أخلاقها و أنها لا تتصرف بوقاحة و لكنها لم تستطع كبت نفسها...تأملها كل من خالد و عبدالرحمن بإستغراب شديد...في حين أنه لم تبد على ذلك الرجل أي علامات للغضب من تصرفها..قال بنفس هدوئه..\لنا...و الشرع و الدين يثبت كذا..و ما بيقدر أي شخص يمنعهم من أهلهم...و أنا قلت أحسن أجي بالحسنى قبل لا يتطور الموضوع و يمشي للمحاكم..
هنا تكلم عبدالرحمن..\لااااه..هذي ما هقيتها منكم... يابو محمد...أنا ماناديتها عشان تهددنا..؟!
قال الرجل..\حاشاك يابو يسار...بس وش تبونا نقول و انتم بتمنعونا من بناتنا؟!..و أنا آخر واحد أبي المحاكم و جرجرتها...عشان كذا الراي عندكم...
ثم أردف وهو يشدد على جملته...
...\ بنتكم هي اللي حدتني على التهديد...
قالت و قد وصلت حدها منه و من عجرفته...\أنا...على شنو تبي تهددني ها؟!..انت من وين جيت و لا كيف ظهرت و لا ايش اللي ذكركم ببناتي الحين؟!...بعد ما مرت سنين و نحن بروحنا...وش اللي ذكركم فيهم...تبيهم الحين و انت ما تعرف حتى أساميهم...!!
و كمان تبي تهددني فيهم؟!!...هذي اللي ما هقيتها منكم...
عبدالرحمن...\صباااا؟!
مع أن نبرتها كانت منخفضة إحتراماً لأخواها..إلا أنها لم تستطع كبت غضبها من ذلك المتغطرس في نظرها...
قالت و هي تبتلع تلك الغصة التي وقفت لها..و تحاول أن تمنع نفسها من البكاء...\لو سمحت يا بو يسار...انت و خالد على راسي من فوق...بس حدث العاقل بما يعقل...!!!
و أنا حاولت إني أكون عاقلة مع هالشخص بس مادري وش هالثقة اللي جاي فيها و بيهددنا كمان؟!...و أنا ماقلت كلامي ذا إلا من حرقتي فيهم...بناتي مافيه قوة في الدنيا تقدر تبعدهم عني...و خلي الموضوع لو يبي يصل للمحاكم...
انتم ما تذكرتم أبوهم لما كان في الغربة..تبون تتذكوهم الحين؟!...لا اسمحلي أنا آسفة...و اللي تبون تسوونه سووه...
قامت من مكانها و قالت وهي تحاول المحافظة على هدوئها...\اسمحلي يا بو يسار..بستأذن...
و خرجت تاركة لهم المكان...
قال خالد بهدوء..\هذاك سمعت راي أمهم...ما ظنيت عندنا كلام ثاني...
حل الصمت بينهم لوهلة ليكسره هو وهو يقف ليبدو طوله الفارع ...\يا بو يسار..أنا آسف على اللي صار...و ما كان ودي الأمور توصل لهالمواصيل...بس إذا لزم الأمر بيوصل للمحكمة..و نحن حاولنا بالحسنى بس الظاهر إنها شايلة فقلبها كثيير...!!
و خرج تاركاً لهم المكان...
****************************
في بقعة أخرى...
ارتشف القليل من ذلك الفنجان الذي قد ناولته له والدته...كان يتأمل في الأفق البعيد...قال لها بعد هدوء دام لفترة...\يمة أنا بسافر الرياض بكرة...
وضعت ذلك الفنجان الذي قد كان في يدها لتسأله و على وجهها علامات استفهام..\ليش؟!
ضاحي...\لقيت لي شغل...
كحت و كأنما القهوة قد توقفت عند منتصف حنجرتها بالضبط لتمنعها التنفس..اقترب منها ليناولها كوب ماء و يقول..\بسم الله عليك...
بعد أن شربت من الكوب و أخذت أنفاسها...التفتت عليه و هي تحاول تصديقه..\ضاحي..انت من صجك؟
قال لها..\و ماني قعد أمزح..
أم ضاحي و بغير تصديق منها...\وش ذا الشغل؟!..لا يكون شي مشبوه من هذولا اللي تجالسهم كل ليلة ؟!
ضاحي \لاه يمة...بشتغل سواق شاحنة فوحدة من الشركات الكبيرة لين ربي يفرجها...
ابتسمت بقوة لتقول..\وش هالهداية اللي نزلت عليك فجأة؟!...و من متى؟!..
نقل نظره لتلك الواقفة بعيداً و تقوم برش الفسحة بالماء...و كأنما يقول لها...هي..هي السبب في ما أنا عليه..فهي من أعطتني أملاً بأنها ستحبني لو تغيرت..و سأحاول التغير من أجلها فقط...
التفتت والدته عليها لتعلم بالضبط ما يصوب له من إجابة...قالت له بضيق..\سبق و قلت لك ما بتتزوجها...البنت ما ندري عنها شي...
ضاحي \جلستها معك هالسنين مفروض تكوني عرفتي كل شي عنها...
أم ضاحي \بس هي فاقدة الذاكرة..وش اللي يضمنك إنها ما تسترجعها بعد هالمدة كلها؟!..وش بتسوي وقتها بترجع لشلتك و شربك؟!
قال ليوقف الحديث في هذا الموضوع..\أنا بتغير عشان نفسي و ماهو عشانها..
وها هو يكذب مرة أخرى من أجلها...!!
*************************
في بقعة أخرى...
تأملت ملامحه التي يتشربها القلق عليها...ابتسمت له طرف إبتسامة و هي تحاول أن تطمئنه...\أنا بخير يبة...لا تشيل همي...
تأملها لوهلة و هو يحاول تصديقها...لا يعلم لماذا لا يستطيع تصديق ما تقوله..ألأنه إعتاد على كونها هشة لا تحتمل وخز إبرة...؟!!
فإن كانت بهذا الضعف؟!
كيف ستحتمل شيئاً كهذا؟!...كيف بها أن تحتمل ألماً كهذا؟!
و ليس هنالك ما يؤلم أكثر من مشاركة أخرى لمن تحب ؟!
أخرجته من دوامة أفكاره بإبتسامتها...\يبة...اللي يبيعنا نبيعه..و بالرخيص...
ابتسم لها و هو يحاول جاهداً أن يطمئن نفسه عليها..قال بهدوء..\إذا تبين بناخذ سفرة على البلد اللي تبينها بس المهم ترتاحين...
ابتسمت له لتقول...\ههههه مابي غير سلامتك..و إذا عن السفرة فلا تستعجل..رح أستغل الموقف و بصرفك كل فلوسك...
عبدالعزيز \هههههه..كدة أنا تطمنت عليك...طبع تلك القبلة على جبهتها ليقول..\يلا أنا لازم أروح على شغلي...
قالت بنفس ابتسامتها..\مع السلامة...
خرج ليتركها و هي نفسها مستغربة من هذا الهدوء الذي يستوطن روحها...فهي أيضاً لم تعتد على هذه الشخصية من روح...لم تعتد عليها أبداً...!!
تأملت جهازها المحمول...اقتربت منه و فتحته لتفتح تلك الصفحة التي قد كانت في المفضلة...لم تتوقع أن يرد عليها أي أحد...فهي قد إحتاجت أن تخرج ما بداخلها و لا تريد أية نصيحة...
و لكنها تفاجأت بكم الردود...
بدأت بقراءتها...
إحدي الردود: أطلبيييي منه الطلاق و لا تقعدي معاه...الرجال كلهم كذا...كلهم واحد و ما يجون إلا بالعين الحمرا...
رد آخر : الطلاااق...هم يعتقدونا بنقعد لهم و نصبر على أفعالهم...وش اللي سويتيه عشان تكون هذي جزاتك...؟!
و آخر بعد : خليه يطلقك و راسه فوق رقبته و ماله مكان معاك...
مرت على الكثير من الردود التي كانت تحمل نفس المضمون...و لكن استوقفتها رسالة معينة...
...\أختي روح...لا أعلم هل ستفيدك رسالتي هذه أم لن يكون لها أي مفعول و لكن سأفعل ما علي...فأنت حين أرسلت الرسالة كنت متخذة قراراً بطلب الطلاق و أنك لا تريدين خياراً غيره..و مما يبدو أنك لم تكتبي هذا الكلام إلا لمحض الفضفضة و لا غير...!!
أعلم أنك ترين أن ما تمرين به هو أصعب شئ قد يمر به إنسان في حياته..و أنك تحسين بألم لا يمكن لشخص آخر أن يحس به..و لكن الأهم هو أن تكوني متيقنة من أن الله لم يرسل لكِ هذا الإبتلاء إلا لحكمة لا يعلمها إلا هو...و مهما أرسله فأنت أفضل من الكثيير من الأخوات اللاتي يتعرضن لأكثر مما تعرضتي له أنتِ...
و أسألي مجرب.!!!
و إن تيقنتِ بحكمة الله و توكلتِ عليه ...فقد وصلتِ لمنتصف الطريق من حلّ مشكلتكِ...!!
و النصف الآخر يكون عليكِ؟!
فلتسألي نفسك عدة أسئلة أريدك أن تردي عليها و بكل صراحة؟!
و بعد ما فعله هذا الزوج بك...هل ما زلت تريدينه؟!
و سأعيدها للمرة الثانية...فلتجيبي بكلللل صراحة..!!...
بعيداً عن الكبرياء..كرامة النفس...و هذه الأغطية لشخصيتكِ...
هل أنت مستعدة لفعل أي شئ لإستعادته؟!
هل أنت مستعدة للتمسك به وعدم تركه لأي أنثى أخرى؟!
و إن أجبتِ على هذه الأسئلة فأنا أريدك أن تكوني موقنة أن استعادته لا تعني التخلي عن كرامتك لا...فالغاية واحدة و لكن الطرق متعددة...!!
و أخيراً...
أتمنى لك راحة البال أياً كانت...
توقفت عن القراءة و هي تتأمل الرسالة...لماذا جذبها هذا الرد بالذات؟!..من بين كل هذه الردود؟!...فهي حتماً لم و لن تفكر في العودة له...
و لكن؟!..
هزت رأسها في محاولة منها لنفض تلك الأفكار من رأسها...
لا...فهي لا تود إستعادته...
و إن كان هو قد استغنى عنها؟!...فلماذا تود إستعادته؟!
و إن كان هو من تخلى عنها؟!...فلماذا تتخلى عن كرامتها من أجله؟!
*************************
إيطاليا..
ميلانو..
إحدى دور العجزة...
صوفيا \هل تودين إقناعي بأن من ساعدك على الوقوف و الإحتمال في حياتك هو الرب؟!
ابتسمت لها لتقول..\نعم صوفيا...و كلما ازددت إيماناً به كلما زاد يقيني و ثبتني أكثر و أكثر...و كلما تصالحت مع ربي أكثر كلما ازدادت راحتي لكل مخلوق و ارتاح ضميري من كل ألم..لا أعلم إن كنت توافقينني في رأيي أم أنك غير مقتنعة بما أهذي به من كلام...!!
قالت صوفيا \لن أقول مقتنعة و لن أقول أنني لا أوافقك و لكنني في الوسط...ابتسمت لتقول و هي تضع يدها على حجر نورة..\و لكن هذا في حد ذاته يعتبر تطور..و مما يبدو أنكِ قد بدأتِ بغسل مخي؟!!
ضحكت نورة بقوة على جملة العجوز لتقول..\ههههههه..تعلمين جيداً أنني لا أستطيع غسل مخك..و أنكِ و إن أسلمتِ فهذا لفضلٍ من الله و ليس لشئٍ آخر..
قالت و هي ترفع حاجباها...\أتعتقدين و إن أسلمت بعد هذا العمر الطويل..هل سأكون ذات فائدة لكِ و لدينكِ؟!...فأنا قد هرِمت و لن أفيدك أو أفيد ربكِ بشئ!!
ابتسمت لها نورة...قالت بهدوء...\صوفيا...ربي جل و علا ليس بحاجتي و لا حاجتكِ و لا بحاجة أي مخلوق أياً كان..بل نحن من في حاجة ماسة له...و لكنه يفرح بشدة لتوبة عباده...مهما كان عمرهم أو سنهم أو شكلهم أو دينهم...
قالت لها صوفيا..\أستغرب من أين تأتين بهذه الإجابات المنمقة و الموزونة..و كأنك مدربة على هذه الأسئلة...
ضحكت نورة بخفة لتربت على كتفها و تقول بإبتسامة...\إطمئني..فأنا لا أتبع لأية طائفة...و لست مع أي شخص..و لكن لأنني قد أحببتكِ و أحببت أن أفيدكِ...
صوفيا و هي تتأمل باسل وهو يلعب \غريبة هذه الدنيا...فأنا و لدي ثلاث أبناء بأطفالهم لا يسألون عني و لا يعلمون أي شئ عني غير أنهم رموني في هذه الدار...و الآن ربي قد رزقني ابنة ليست من دمي و ليست من ديني لكي تحبني...
نورة \و سأظل دائماً أحبكِ...تأملت باسل وهو يلعب بالورق مع صديقه المعتاد...قالت..\و الآن يجب أن نذهب أنا و صغيري...
خرجت هي و باسل لتجد تلك السيارة تنتظرهما...ركبت و هي تحس بضيق شديد في صدرها..لا تعلم ما السبب...و لكن فقط ضيق يذكرها بالماضي!!
*******************
رجوعاً للمملكة...
دخل الغرفة وهو يتوقع أن يجدها نائمة...و لكن ما فاجأة حقاً هو وجودها مستيقظة و ليس فقط كذلك...بل جالسة على أرضية الغرفة و ممسكة بإحدى كتبه و قد غطته كله برسومات مختلفة بذلك اللون الذي في يدها...
أسرع ليتناول القلم من يدها و يصرخ..\وجججدد وش ذا...ليش سويتي كذا؟!
تبدلت ملامح الصغيرة بسرعة لتحتل تلك الدموع عينيها و تبدأ في بكاء شديد..استغفر بقوة و انخفض ليجلس على الأرض بالقرب منها و يحتضنها...مسح تلك الدموع التي غطت عينيها بكفه الكبيرة بالنسبة لوجهها الصغير...قال بحنان بالغ..\خلاص..خلاص كافي بكا..
بدأت بإيقاف شهقاتها وتشبثت في ثوبه أكثر بيديها الملطختان باللون...تأمل ثوبه الذي قد اتسخ و حملها ليضعها على السرير..\الحين ما كفاكي واحد من كتبي وسختيلي ثوبي كمان؟!
أشار على ثوبه لتبدأ صغيرته بالضحك و هي وتقول..\آسفة..
قال لها بابتسامة..\ماهو مشكلة بس ثاني مرة لو تبين تشخبطين شي قوليلي..
و بعدين تعالي هنا...أردف وهو يقترب ليدغدغها في كل مكان وهو يحرك يديه على جسدها الصغير...\ منو اللي عطاكي هذا اللون اللي نفذتي فيه هالبلاوي..هااا قوليلييي؟!
قالت ببهجة طفولية و هي تكاد تموت من الضحك...\هههههه...هههه...مس نوووووور...هههه توقف عما كان يفعله لذكرها لإسم طبيبتها...قال \ميين..ما سمعت ؟!
حاولت التقاط انفاسها...قالت و هي تصرخ لتسمعه..\مسسسسسس نووووور...عطتني ياه و قالتلي شخبطي فأي مكان تبيه..
أدخل اصبعه في أذنه وهو يقول..\أعوذو بالله صنيتيلي أذوني...و أعاد جملتها وهو يبتسم..\شخبطي فأي مكان تبيييه؟!!!...الهانم تعطيكي قلم و أنا اللي أتبهذل في النهاية..اقترب منها و حملها مرة أخرى..\يلا عشان تغسلين يدك...أخذها ليغسل لها يدها المتسخة و هو سارح تماماً...
نعم..
فقد تذكر تلك الليلة...
ليلة زواج صبا..
لمحة من الماضي...
تأمل تلك الساعة التي تتوسد معصمه...يود أن يطمئن على صغيرته ولو قليلاً...فهو منذ الصباح لم يرها وهو يجوب من مكان لآخر لإتمام هذا العقد...و من المؤكد أنها الآن مع المربية و ذلك لإنشغال صبا في هذه اللحظات...
و بينما هو يصعد الدرج...إذا به يصطدم بجسد آخر بقوة...تفاجأ من إصطدامه بأنثى..تأملها لوهلة و هي تضع يدها على رأسها بقوة و قد خرجت آهة منها...قال بسرعة وهو يشير لها بيده...و يرجع خطوة للوراء...\آآآسف..!!
رفعت رأسها و هي ما زالت واضعة يدها عليه و تحاول رفع خصلات شعرها التي غطت ملامحها...\آآآس...و لكنها لم تكمل جملتها عندما تفاجأت بذلك الشخص الذي قد اصطدمت به...
هو لم يعلم لماذا توقف لوهلة دون القدرة على إكمال طريقه بعدما ألقى عليها الإعتذار...و لكنه توقف و هي ما زالت تتلعثم بكلمات لم يفهمها...\آنا..أن..أنا آسفة...و كنت..نازلة ..بس...
قاطعها ليقول وهو يبتعد عن طريقها...\حصل خير...!!
و أكمل طريقه للأعلى ليجد صغيرته التي قد بدأ ينشغل بها...
حقيقة هو لم يكترث لهذه الصدمة...و لم يعر لها أي إهتمام..بل نسيها تماماً...و لكن ما ذكره بها هو ذكر صغيرته لها الآن...
أهي صديقة صبا لهذه الدرجة؟!...و طبيبة وجد؟!
أهي غير متزوجة؟!
يخاف أن تصبح قريبة من كل العائلة فيبدءوا بالضغط عليه ....
تذكر شكلها ...
هز رأسه بقوة وهو يضع وجد على السرير..استغفر بصوت عالٍ...و كأنما ارتكب ذنباً كبيراً في حق تلك التي ما زال قلبه ينبض بها...
ناول وجد تلك اللعبة لتلتهي بها...توجه نحو خزانته ليتناول تلك المذكرة بين يديه...
يود أن يكفر عن ذنبه الذي قد ارتكبه...
و ذلك بقراءته لكلماتها...
تناول تلك المذكرة ليضعها على حجره..تناول نظارته ليرتديها و يتأمل غلاف المذكرة لوهلة...قد مضت فترة لم يقرأ فيها كتابتها...
يحس بإشتياق لا حدود له يغمر روحه لتلك الأخرى...
يشتاق لكلماتها التي تبعث إحساساً لاوصف له لما يتربع بين أضلع صدره...
فتح المذكرة على صفحة عشوائية و كما اعتاد أن يفعل...
لا أصدق...
لا أصدق...
أنا غير قادرة على الإستيعاب..
توقف قلبي..عقلي...جسدي...عن الحركة...
لا بل توقفت كل خلاياي عن أداء وظيفتها لدى سماعي ما جرى من حديث بينهما..
بين الجدة و أستاذ خالد...
أتذكر وقتها عندما كنت سأهم بدخول الصالة و لكني توقفت فجأة لأسمعه يتحدث للجدة و يقول لها بأنه يود الزواج بي...
لم أعلم وقتها هل أحسست بالبرد..الحر..أم الإثنان معاً...
فقد كان كل جسدي يرتجف..و لكنه يتعرق في نفس الوقت...!!
كنت في صدمة ...هل بإمكان حلمي أن يتحقق؟!
أن أتزوجه؟!...
أن أصبح ملكاً له؟!
ملكاً لرجل ٍكان و ما زال الرجل الأول في حياتي...
كنت أحلم بنظرة واحدة...واحدة فقط منه...
و ها أنا سأحظى بحياة بأكملها معه؟!
فهل هنالك معجزة أجمل من هذه؟!
و لكن...!!
لم يكتمل حلمي عندما دخلت تلك الأخرى..لغرفتي..
سماح...
أتذكر جيداً كماتها التي ما زالت ترن في أذني...
توقف عن القراءة وهو يعقد حاجبيه...متوقع أن السيناريو القادم سيكون كريهاً لكون دخول تلك في الصورة...تابع القراءة..و لكن ملامحه كانت في كل ثانية تتبدل لتحمر أكثر..تنعقد أكثر.!!
لتتحول لغضب لا يمكن وصفه...!!
تابع القراءة وهو يحس بأن المذكرة ستتفتت بين يديه..
حتى وصل ل...
لا أعلم ما الذي يجب فعله...
أأوافق على ذلك العقد الذي عرضته علي..أم أرفض...؟!
و هل هي معادلة صعبة على روحي؟!
أيمكن لورقة أن تقف بيني و بين حبي؟!
مجرد ورقة يمكن أن تحكم على بالسجن؟!
لا...لا يمكن لها..
و لن أتردد في الموضوع و لو كانت نتيجته مؤلمة في النهاية..
فنعم هي قد هددتني بأنني يجب أن أنجب ذلك الطفل و بعدها يجب أن أطلب منه الطلاق و إن لم أفعلها فتلك الورقة ستدخلني السجن...
و لكنني...
لن أفكر مرتين..
سأمضي على تلك الورقة..حتى و إن حكمت على بالإعدام...
فهي ستحكم علي بالحياة ولو لأيام قليلة تحت مسمى زوجة له...
فسأضحي من أجله و أوافق على عرضها...
سأضحى..
أحس بأن أضلع صدره توشك أن تنقبض على بعضها البعض بسبب ما قرأه..
كيف لتلك الحقيرة أن تفعل ذلك بها؟!...كيف لها أن تمضيها على ورقة لكي تطلب الطلاق منه بمجرد ولادتها؟!
كيف؟!
أوصلت بها الأمور لهذه الدرجة؟!..
أوصلت بها الحقارة و الدناءة و تفكيرها الملوث لهذه الخطة الدنيييئة؟!
كيف لها أن تفعل شيئاً كهذا بتلك البريئة؟!
و تلك الأخرى...
كيف لها أن توافق على شئ كهذا؟!
و من أجل ماذا؟!
من أجله؟!...نعم من أجله هو...
خرجت آآآآآهة قوية من صدره وهو يحس أنه يحترق من الداخل...
يقسم أنه لن يتركها...
لا يعلم ما الذي ستفعله يديه بها و لكن...!!
*************************
ايطاليا...
ميلانو..
ممسك بمقود السيارة...تلك السيارة التي قد استأجرها له ذلك الإكس...
و بمناسبة ذلك الإكس..فها هو يتصل!!
تأمل الشاشة لوهلة وهو يبتسم...رد بملل....\نعم..
...\وش بتسوي قدام بيته؟!
يسار يحاول أن يستفزه قدر الإمكان...\قلت بنزل أقتله و أخلص من هالسيرة...
...\ساري...ارجع مكان ما كنت و خلينا نتم الخطة مثل ما نحن مخططين..
يسار \قلت لك شغلك شي و حياتي الخاصة شي ثاني...كل واحد بروحه..
...\المشكلة إن الإثنين مرتبطين ببعض إرتباط غريب...بتكون كذاب لو قلت بتفرق بينهم...
\إنت وش تدري عن حياتي الخاصة عشان تحكم بالضبط؟!
...\كل شي!!
يسار وهو يحاول استدراجه في الكلام \كل شي..كل شي؟!...
...\إيه أدري عنك كل شي....حتى معلومات إنت ما تدريها عن نفسك...
يسار \مثل؟!
...\ههههه هذي صعبة شويتين...يلا خليك شاطر و بعد من بيت الرجال...
يسار \خير..بس لما..و لكنه سكت فجأة عندما لمح تلك السيارة التي تتوقف أمام منزل ذلك الجراح...قال لذلك الإكس...\يلا مع السلامة..و أغلق السماعة بسرعة ليتأمل تلك السيارة...
أحس بأن قلبه يوشك على التوقف...و كيف لا يتوقف؟!..
كيف لا يتوقف وهو يرى سبب آلامه كلها يتكتل في إنسانة واحدة...و ها هو يراقب المنزل لأكثر من أسبوع و لم تخرج منه أبداً..و لكن مما يبدو أنها اليوم قد قررت الخروج...
أمعقول أن تكون هي من بالسيارة؟!...هل يعقل أن تكون هي ذلك الظل الجالس في السيارة من الخلف؟!..تأملها بإنتباه..لينتبه لذلك الظل الجالس بالخلف و ملصق رأسه بنافذة السيارة...
لطالما اعتاد هذه الحركة من شخص واحد فقط...!!
منها هي...!!
شهق بقوة وهو قد تأكد من شكوكه...
هذه هي..نعم إنها هي...هي!!
و كيف يخفى عنها؟!...كيف يخفى عن من كان يرى شبحها كل ليلة طيلة ثلاث سنوات...يحلم بالطريقة التي سينتقم فيها منها...يرى آلامه كلها متكتلة فيها...
تأمل السيارة و هي تقف و لكن ظلها لم يتحرك...لينتبه للسائق وهو يلتفت عليها و كأنما يخبرها بأنهم قد وصلوا...و كأنما قد كانت شاردة...
يود لو ينزل الآن و يتخطى كل هذه الحواجز ليصفعها..مرة..مرتين ...و ثلاث...!!
لو يذيقها مرارة ما أحسه طيلة هذه السنوات...
لو يذيقها مرارة السجن...
فها هو يتعذب..
و لكنها تعيش في هناء هي و ذلك الحقير...
تأملها و هي تنزل...
يااااااااه...
لا يعلم ما بعثته صورتها له من أحاسيس...
الألم..الغضب..الكبت...الكره..البغض..الإنتقام..
القهر...
و هل لقهر الرجال مثيل؟!!
و لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما نزل ذلك الصغير من السيارة...شدد يسار نظره ليتأمله...و هو يحاول أن يركز للمرة الثانية...
أيعقل أن يكون هذا الصغير هو ابن الجراح؟!
قطعة من أكثر اثنين يكررهما...
هي..و ذاك الحقير...!!
أمعقول أن هذا الطفل هو ابنهما؟!!
يااااااه..
تألم للكثير من المواقف في هذه الدنيا...
و لكن...
لم يؤلمه شئ في هذه الدنيا مثل رؤيته لهذا الصغير...
تأمله وهو يجري مسرعاً لتصرخ هي له و تمسك بيده بالقوة و مما يبدو و كأنما تنهره ألا يبتعد عنها...ممسكة بتلك الأكياس في يدها و بالصغير في يدها الأخرى...
تأمل تلك السيارة الأخرى التي قد أعلنت وصولها للمكان...و لكن...من نزل منها هو....
هو ذلك الآخر...
الجاسر...!!
ها هو ينزل بكل غطرسته و حقارته...تأمل ذلك الصغير وهو يفلت من يدها ليسرع و يمسك ببنطال والده...يتشبث به و بفرحة طفولية...
هنا...!!
هنا فقط وصل حده من الغضب...
ضغط على مقود السيارة بقوة كادت تفتته لأشلاء...
فتح الدرج الطرفي للسيارة ليتأمل ذلك السلاح الموضوع فيه...تأمله لوهلة وهو يمسك به...ما الذي سيحدث له لو فرّغ كل ما فيه في جمجمة هذا الحقير؟!!
ماذا لو فرغها في جمجمتهما كليهما...ماذا لو قتلهما...؟!
فليقتلهما و ينتهي من هذه المهزلة...
و لا يبالي لذلك الصغير...
تأمل هاتفه الذي كان يرن بقوة ...إكس..!!
رفع السماعة...
...\ساري...لا تفكر فأي شي أحمق يخسرنا كل اللي تعبنا عشانه...و بعد من مكانك...ساااارييي...رح عيدها لك... لو قتلته الحين ما رح تستفيد أي شي و بتريحه....نحن نبيه يتعفن في السجن...و يذوق المر..لا تصير غبي...إنت أذكى من كذا..صدقني...
يسار و بغضب كان بإمكانه أن يحرق مدينة بأكملها...\مااااا يهمنيييييي...بفجر رووووسهم و أخلص الحيييين...
...\و بتموت..وش بتكون استفدت وقتها؟!...ها؟!...قولي وش بتكون استفدت؟!..و اهلك اللي لك سنين وهم معتقدين إنك مت؟!..ما تبي تقابلهم؟!..تبي نهايتك تكون كذا؟!..لأنه في ظرف ثواني رجالته بيكونوا فرغوا رصاصهم فيك و بتنتهي..اسمع كلامي و خلي عنك الهبل...و كل اللي تبيه بيتم بس الصبر جميييل...
قال بهدوء غريب..\وش اسمه؟!
رد عليه من في الطرف الآخر بإستغراب شديد...\منهو؟!
يسار \ولدهم؟!
..\وش تبي فيه؟!
يسار..\وش اسمه؟!
...\باسل الجراح...!!
صرخ بكل قوته...\ليييييش ما قلتلييي انه لهم طفل؟!...؟!
من بالطرف الآخر وهو يحاول الحفاظ على هدوئه...\وش بتستفيد لو عرفت إنه لهم ابن؟!...وش اللي بتستفيده لو فرغت الرصاص فروسهم...ما رح تضر أي شخص غير الطفل و روحك لأنهم بيكونوا راحوا فخبر كان...
فلا تتهور و اعقل...
أغلق الهاتف بقوة ورمى ذلك السلاح في الكرسي المجاور له وهو يضرب على مقود السيارة بكل قوته و يصرخ...
\آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...
رجع يتأمل مكانهم ليجدهم قد دخلوا المنزل و لم يتبق إلا الحراس في الخارج...
مسح على وجهه بكل قوته...
متألم..
غاضب..
حانق..
يود لو ينفجر..
نعم كل هذه الأحاسيس و أكثر..
أكثر من ذلك بكثييير...
و بكل هذه البساطة؟!...سلبوه حياته بأكملها و ها هم يعيشون و كأن شيئاً لم يكن؟!...و لهم طفل؟!..ياااااه...ألا يعتقدون أن هنالك من سينتقم منهم؟!
ألا يعتقدون أنه سيأتي يوماً و يلقون جزاة أفعالهم به؟!
و لكن...
ها هو قد صبر الكثيير...
أيصعب عليه أن يصبر القليل الذي قد تبقى؟!
و فجأة...!!
إذا به يفاجأ بذلك الرجل الذي يدخل السيارة ليجلس في الكرسي الأمامي وهو يوجه له سلاحاً و يلصقه على بطنه و يقول بصوت خشن..\اتحرك...و يشير له بأن يتحرك..
كان يحاول استيعاب الموقف و إذا به يفاجأ بآخر يدخل من الباب الخلفي...و يجلس ..وهو يصوب سلاحاً آخر نحو رأسه...ليصرخ الأول بكل قوته..\بسررررعة...
****************************
ولكن الدوار هو العشق، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم،
هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف،
هو شحنة من الانفعالات والأحاسيس المتناقضة،
التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد،
لأن السقوط دائماً أسهل من الوقوف على قدمين خائفتين
أن أرسم لك جسراً شامخاً كهذا،
يعني أني أعترف لك أنك دواري..
أحلام مستغانمي !!
أوجه شكري مرة ثاااانية لكل شخص دعا لي...و لكل شخص تابعني و وجه لي تعليق إنه له مكانة كبيرة فقلبي :)
و حأقول لكم
هنا محطة الوقوف و أنا كلي أمل أن تكون الطية نالت اعجابكم...
موعدنا القادم غير محدد لظروف فوق إرادتي بس بعطيكم خبر ان شاء الله...
بس بضمن لكم ان في القادم فيه صدمات كثيرة...فقط استعدوا..
أتمنى من الكل يشغل خياله و يتوقع شنو اللي بيصير فالقادم من أحداث؟!
لا تنسووووني من صالح الدعوات... :)
في أمان الله...
|