لطيفة....
أذكار النوم وفضلها :-
1- آية الكرسي . فضلها:لايزال عليك من الله حافظ ولايقربك شيطان حتى تصبح ، حارس ليلي من الملائكة.
2- اللهم إني أسلمت نفسي اليك،ووجهت وجهي اليك، وفوضت أمري اليك،وألجات ظهري إليك رغبة ورهبة اليك، لاملجأ ولا منجا منك إلا
إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت،وبنبيك الذي أرسلت.
فضلها:إن مت من ليلتك مت على الفطرة.
3- بأسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
4- آخر آيتين من سورة البقرة{ءامن الرسول بمآ أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير *لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لاتؤاخذنآ إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينآ إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنآ أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}
فضلها:تكفي من كل سوء ،تطرد الشيطان لمدة3ليال من المنزل.
5- اجمع كفيك ثم انفث فيهما واقرأ (قل هوالله أحد...)و(قل أعوذ برب الفلق...)و(قل أعوذ برب الناس...)ثم امسح رأسك ووجهك وما أقبل من جسدك (3مرات)
فضلها:تدفع العين والسحر والجان.
6- سبحان الله(33)،الحمد لله(33)،الله أكبر(34)
فضلها:حصول الأجر العظيم.
7- بأسمك اللهم أموت وأحيا.
8- اللهم رب السموات السبع، ورب العرش العظيم ،ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ،أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته.اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر"
9- قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم : ا قرأ { قل يا أيها الكافرون } عند منامك فإنها براءة من الشرك. (صحيح الجامع
سحب أكبر كمية من الهواء من تلك الصغيرة التي تتوسط أصابع يده وهو يتأمل في ذلك الآخر القابع أمامه...
ممسك بذلك الهاتف في يده...أغلقه ووضعه على الطاولة و على شفتيه ابتسامة خبيثة...قال له يسار بنفس ابتسامته..\ها؟!
مسيو انطوان \السمك أكل الطعم...
ضحك يسار بخفة ليقول...\يعني السيد حمزة صدق كلامك؟!
مسيو أنطوان \و كِيف ما يسدِء و أنا عطيته دليل سابت على كِلّ اللي إلته ...؟!..بس شنو تتوأع اللي رح يسويه فإبنه؟!
يسار \ما رح يسوي أي شي...رح يكتم على هالشي و بيراقبه لفترة عشان يتأكد من كلامك و بعدها بينفذ مخططة و اللي ما ندري وشهو...هو شوية أذكا من إبنه..إبنه متهور و ما رح يتأكد من كلامك...
مسيو انطوان \أوكي هلأ أنا نفزت اللي بدك ياه..بدك تئلي شو اللي صاير على الشحنة تبعي؟!
ابتسم يسار وهو يعتدل في جلسته ليقول..\لا تخاف مسيو أنطوان..أنا رجال عند كلمتي...و الشحنة بتكون في اليوم اللي تبيه..بس بالأول يتم مخططنا...
مسيو انطوان \لأ إزا عن الديل اللي بينا فالظاهر إن مسيو الجراح وصل مرحلة كبيرة من الغضب..بس خلينا نشوف...
**********************
و في الليلة التي تسبق ملكة صبا...
ممسكاً تلك الصغيرة بيده و صعدا للأعلى...كان السطح مظلماً ابتعد ليضغط على ذلك الزر في الحائط لكي تفتح تلك الأنوار فيه...انفعلت وجد و بشدة من المنظر الذي تراه لأول مرة في حياتها..جرت نحو الحافة لتؤشر بإصبعها على الأسفل...\بابا شوف ذاك عم مهدي...
ابتسم لها ثم قال...\وجد حبيبتي بعدي من السور...
أطاعته لتتأمل السطح في ملامح طفولية بحتة...أما هو...فاستنشق
عبير المكان...ربما المكان لا يحمل أي نوع من العبير..و لكنه يحمل نوعاً آخر من الذكريات التي تجتاح صدره...ذكريات تخصه هو و ذلك الآخر فقط...
أغمض عينيه و ذلك السيل من الذكريات يتدافع لروحه...
لمحة من الماضي...
أزاح يد ذلك الآخر بقوة من على وجهه وهو يقول بغضب شديد..\أقولك ابعد..!!
خالد \يالخبل وجهك مورم من الضرب و تقولي ابعد..خليني أشوفه لك...
يسار بعصبية...\مابيك تشوف أي شي...ياخ ماطيق خلقتك..مابيك تقرب مني..
خالد \يساااار وش فيك ياخي مابي من وجهك شي..أبي أشوف لك الورم...وش فيك تتعصب علي..
يسار وهو يرجع للوراء في جلسته \ اتركني أعصب مثل مابي..اترك وجهي فحاله ان شاء الله ينشق نصين مالك دخل فيه..
خالد \هوهووو علينا..أعوذو بالله منك لما تعصب...انت خلقة الله معصب فكيف إذا عصبت بزيادة...
لم يرد عليه يسار ليبدأ خالد بالضحك الذي كان يحاول جاهداً كبيته و لكن دون أية جدوى مما عصب يسار أكثر...تأمله يسار بغضب ليقول خالد...\خلاص وربي ما رح أضحك...بس إنت وش اللي خلاك تضرب أولاد الناس كذا؟!
يسار \هذولا مو أولاد ناس..لو كانوا أولاد ناس ما كانوا شاغلوا البنات في المدرسة..لا و يشاغلوهم بالسيارة كمان!!...
خالد \تقوم إنت تروح و تضربهم لين ما تاخذكم الشرطة لا و هذي المرة الألف بعد المية يتصل علي الضابط و يقولي تعال و خذ ولدكم...
يسار \لا ياخي..وش تبيني أسوي يعني؟!...أصفق لهم؟!
خالد \لا مو تصفق لهم...بس النصيحة بالحسنى ..تحاول تنصحهم بالأول و الأخير هذولا بيكونوا شوية مراهقين مو أكثر...و إذا رفضوا النصيحة بتنفذ مخططاتك حقت المصارعة هذي وقتها...
رجع للوراء وهو يرفع حاجبه..\لا يا شييييخ...حركات الأطباء النفسيين و طارق الحبيب و مدري شنو هذي خليناها لك..خليني أنا أصلاً ماقدر أعبر غير بيدي...كذا مرتاح..
مسح خالد على ذقنه وهو يقول بابتسامة..\الله يعيييييينها...
قال ذلك بنفس تكشيرته...\منهي؟!
خالد \اللي بتبتلى و تتزوجك...و ربي البنت بيكون جسمها كله مورم بترجعها لأهلها جثة هامدة...
رجع للخلف في جلسته ليستلقي على ذلك الكرسي و يضع يديه خلف رأسه وهو يتأمل الأفق البعيد..\أصلاً مارح أتزوج...
رجع خالد بجلسته أيضاً في حركة تحاكي استلقاء يسار..ليقول..\ليش يالأخ...طبعاً مافيه أي وحدة تقدر تحتمل...
قال يسار\ إلا فيه وحدة بس اللي تقدر تحتملني...!!
استغرب خالد من سؤاله...ليقول له..\منهي سعيدة الحظ هذي ..اللي أمها داعية عليها؟!
ابتسم يسار طرف ابتسامة حتى بانت غمازته مما جعل خالداً يبتسم أيضاً...قال وهو يرفع حاجبه...\ملك خالد الراضي...
انتفض خالد من الإسم...استعدل في جلسته ليقول و بشبه صرخة..\منووو يالأخ؟!!
ازدادت ابتسامة يسار أكثر لرد فعل خالد...قال و بنفس ابتسامته..\ما رح عيدها أنا حبيت البنت من الحين و أنا و هي متفقين نتزوج...
خالد وهو يعتدل في جلسته و بإنفعال... \بنت منوووو يالخبل؟!
يسار \بنتك!!
قال خالد بصرخة...\منوووووو يالأخ؟!...بنت منو؟!
يسار \حتى من قبل لا تتزوج و تجيبها أنا حبيتها...و هي كمان حبتني و بنتزوج رضيتو و لا رفضتو...
خالد رجع للوراء بظهره من شدة الضحك... \ههههههههههههههههههههه و الله إنك مخبوووول...لما تجي أم ملك بعدين تعال و قل انك تحب ملك...
قال يسار وهو يضع يده مكان قلبه و بتمثيل الهيام المطلق...\أحبهااااا و ربي أحبهاااااا...مقدر مقدر...و بعدين ولد عمها أحسن لها من الغريب...
ضربه خالد بقوة بعقاله وهو يقول...\ولد عمها فعيييينك...قول عمها..جدها..جد جد جد جدها...ياخ إنت بتكون أضعاف أضعاف عمرها...ما عندنا بنات يحبون و من هالخرابيط...و بعدين بنتي مازوجها لواحد راعي سجاااير و عصبية ..ماني مستغني عن بنتي...
يسار \هههههههههههههههههه...راعي سجاير؟!...لأ لأ هذي خطييييرة...عطيتني إحساس إني أتعاطى مخدرات و لا أشرب..!!!
خالد \هههههههههه و انت عطيتني إحساس إني من صج تزوجت و صارلي بنت و مدري شنو...و بعدين إذا تزوجت ان شاء الله و صارلي بنت بتكون انت في مقام جدها قال أحبها قال...روح يالشايب.!!
يسار \ههههههه...الحب لا يعرف سناً و لا شكلاً و لا طبقةً...الحب...
قاطعه خالد وهو يضع يده على فمه..\خلاااص إنت وش فيك...شكله الضرب اللي جاك اليوم أثر على المخيخ تبعك و صرت تهلوس...
يسار \ههههههههه..المخيخ هذا في أسفل المخ يالفهيم...و..
خالد \ههههه..أنا وش دراني...ماني قاعد أدرس طب...بس و ربي لو عبدالرحمن كان شافك ووجهك مورم كذا كان نفذ فيك نظرية...
يسار \ما رح ينفذ شي...لأنه تعب...
خالد \له حق يتعب...ياخي هذي المرة الألف بعد المية اللي أجيبك فيها من القسم بسبة خناقة و مدري وشو..انت ما تعقل...
يسار \ما رح أعقل لين هالخايسين يتوبوا...
مثل خالد الهيام الشديد..\تبي تستعرض قدام البنات...أووووه أحوووبك يا سوبرمان الثانوية...
ضربه يسار بقوة على وجهه وهو يقول...\حباك عقرب يالبايخ...وش ذا اللقب اللي يلوع؟!...سوبرمان الثانوية؟!..وع وع وع...
خالد \هههههههههههههههههه...
أخرجه من دوامة أفكاره صوت تلك الصغيرة و هي تناديه...\بابا...بابا؟!
خالد \ها؟!
*************************
في بقعة أخرى...
خطف تلك الزجاجة من يد ذلك الآخر وهو يقول\ هيييي خلاص كافي شرب..و ربي بتموت من الشرب يابن الناس...
قال ذلك بغضب..\هااات هالزففففت قبل لانفذ فيك نظرية...
خاف ذلك الآخر منه و بشدة ليقول رجل آخر من المجلس..\عطيييه هالزفت قبل لا يزفت عيييشتك الأخ شكله معصب اليوم ههههههههه...
رجل آخر...\و الله بينفذ فيك نظرية لو ما عطيته ههههههههه...
أطاعه و أعطاه تلك الزجاجة ليشربها بقوة حتى تتساقط ذرات الشراب على ثوبه...رمي الزجاجة على الأرض وهو يحس بأنه سيوشك على الموت لا محالة...
و ها هو قد مر شهر بأكمله..
و ها هو يحاول جاهداً الصبر على عشق لا يترك شيئاً سوى الإحساس بالألم....
و ها هي تؤلمه للمرة الألف...
نعم قد...
آلمته...!!
آلمته حد الوجع..!!
حين أعادت عليه رغبتها بالزواج من ذلك الأصم...مما اضطره من الذهاب بنفسه و إخبار أولئك الجيران أن يصرفوا النظر عن خطبتهم..!!
فما ألقتها عليه من كلمات كانت كفيلة بأن تطعنه بدل الطعنة ألف مرة...
لماذا فعلت ذلك بروحه الهزيلة في حضرتها؟!
فهو قد بدأ في ترك الشرب و أن يصلح من نفسه من أجلها..و من أجلها فقط..كان سيبدأ في تغيير نفسه بالكامل من أجل حبه لها...مقدم على فعل أشياء لم يفعلها في حياته فقط من أجلها...
و لكن ها هي تطعنه بهذه القوة على صدره...
ألا تعلم أن كلماتها تؤلمه و بشدة؟!..
ألا تعلم أنها و بهذه الطريقة قد أيقظت الوحش الذي بداخله بدلاً من إخماده؟!
أم أنها تود أن تقتله بدل المرة ألفاً؟!
فها هي تفضل شخصاً أصماً عليه؟!...شخصاً معاقاً و لا يسمع!!
ها هي تفضل من هو معاق عليه..!!
ها هي تقول بأنها تكرهه ...لا بل تتقزز منه...
فكيف لروحه أن تحتمل شيئاً كهذا...؟!
كيف له أن يحتمل؟!
وهو من يعشقها حد الجنون؟!
ألا تعلم أنها قد أصبحت الأكسجين الذي يتنفسه؟!
ألا تعلم أنها قد أصبحت النور الذي يضئ له صباحه؟!
قد أصبحت حلماً جميلاً يعيشه...
فكيف تطلب منه الموافقة على قتل هذا الحلم و إغراقه؟!...
كيف تطلب منه أن يوافق على الإمضاء على ورقة مماته؟!
ألا تعلم هذه الحقائق أم هي جاهلة لها؟!
يود الحصول عليها و لو بأية طريقة...فلم تعد له قدرة على إحتمال نفسه...سيحصل عليها..نعم سيحصل عليها..
فهي من أطلقت عنان ذلك الوحش الذي يستوطنه...
فلترى النتيجة..!!
***************************
اليوم التالي...
اليوم المنتظر...!
تتأمل شكلها في المرآة...ملامحها الأنثوية...تحاول تغطية تلك الهالات السوداء بوضع الكثير من البودرة عليها...فهي منتفخة بشدة إثر بكائها طوال الليل..لا تعلم ما الذي يجعلها تبكي؟!...فهي من وافقت على هذا الزواج؟!..قد كان بيدها أن تفعل أكثر من ذلك بكثير..أن تقف في وجههم...
و لكنهم لم يغصبوها على شئ لم ترده...
و لكن في نفس الوقت لم يتركوها و شأنها...!!
فكلهم قد كانوا يقومون بغسل مخها...و بكلمات كانوا يتقنونها...و لكن لا طريقة للرجوع عن قرارها الآن...فهي ليست بمراهقة لتتصرف بهذه الطريقة...لا تعلم و لكنها تحاول استيعاب فكرة لمس رجل آخر لها...حقاً لا تستطيع تخيل هذه الفكرة...
كيف لشخص آخر أن يلمسها؟!...
كيف لها أن تصبح ملكاً لرجل آخر ؟!
كيف؟!
قطع عليها خلوتها صوت طرق على الباب..قالت بألم...\أدخل...
فتح الباب لتظهر تلك الخادمة وتقول..\مدام سِبا هدا صديق انت يجي...
قالت لها..\خليها تدخل...
و بعد ثوان دخلت تلك الفتاة لتقف بالقرب منها...\العروس...و لكنها توقفت لوهلة و هي تتأمل ملامح صبا...\وش ذا؟!...ليش ما حطيتي ميك أب؟!...اقتربت منها لتقف أمامها...\صبا...اليوم يوم ملكتك و ما هو يوم موتك؟؟!..ليش تسوين كذا؟!
قالت صبا و هي تحاول أن تكبت دموعها...\أحاول...
نور \ما فيه شي إسمه تحاولين..تصرفاتك ما هي تصرفات شخص يحاول...إنتي ما تبين تطلعين من حلمك اللي تعيشينه..ما تبين تعيشين واقع إنك فظرف ساعات بتصيرين ملك رجال ثاني غير فهد...
انهارت تلك الآخرى بالدموع لتقترب منها و تحتضنها بقوة..\خلاص..خلاص و ربي آسفة لو أدري إن كلامي يبكيك كذا كنت ما قلته...
جلست صبا تبكي في صدر صديقتها لترجعها تلك الأخرى في جسلتها و تقول لها بهدوء..\صبا..انتي لازم تعيشين الواقع..واقع انك بتصيرين ملك شخص ثاني و إنه بيصير لهالشخص حق قدام رب العالمين عليك..و لو عصيتيه بس كأنك عصيتي ربك...فلازم تبدي تمحي فهد من ذاكرتك...
صمتت صبا و هي تحاول حبس شهقاتها...لتقول لها نور بإبتسامة..\يلا نبي ابتسامة جميييلة كذا ل يخترع الرجال و يغير رايه...
قالت صبا من قلبها...\آآآآميين..يا رب يغير رايه...
مسحت نور دموعها لتبتسم لها..\إيه حنا ندري إنك جميلة طبيعي و مو محتاجة لمكياج بس مو لهالدرجة يعني...
صبا \ههههه...اللي يسمعك يقول إنك أكبر مني بعشر سنين...
نور \وش فيها حبيبتي إيه أنا أصغر منك بسبع سنين بس هذا ما يمنع إني أفهم منك يا هانم...
سمعا طرقاً على الباب لتقول صبا..\ادخل...
لتدخل الجدة و معها ملك و شهد لتبتسم لهما صبا و تفتح يديها بقوة لهما...\تعالوا يا روح قلب ماما...
أسرعتا لترتميا في حضنها بقوة و تقبل كلاً منهما...لتقترب الجدة و تجلس في ذلك الكرسي القريب منها...قامت نور من مكانها و قالت و هي تحاول أخذ الصغيرتان منها..\خلاص أنا بنزل أجلس مع مدام رجاء تحت...و لكن صبا قالت لها..\خليهم معاي...
لتخرج نور لوحدها و تحاول ترك الجدة و صبا لوحدهما...أنزلت صبا الصغيرتان و هي تتأملهما تلعبان و تجريان في الغرفة...اقتربت الجدة و هي تضع يدها على حجر صبا...قالت بهدوء..\عمرك ما قصرتي فيهم...ولا يوم رح تقصرين فيهم..
تأملتهما صبا و الدمعة تقف لها..\أخاف هو اللي يظلمهم...
الجدة \لو ما كان خالد متأكد منه ما كان وافق عليه...هذا صديق عمره...
تأملتهما صبا و على شفتيها ابتسامة ألم...\لو رجعوني سبع سنين لورا عمري ما كنت أتخيل إن هاليوم بيمر علي فحياتي كلها...
الجدة \حكمة رب العالمين...و ربك له حكمة فكل شي...و يدبر كل شي...تشكين فحسن تدبيره؟!
صبا \لا استغفر الله...بس أدعي ربي يوريني حسن تدبيره...
قالت الجدة و هي تتأمل ملامح صبا و تمرر إصبعها المتجعد على شعرها الغزير..\انتي نوارة هالبيت..و بتظلين نوارته...
ابتسمت لها صبا...لتكمل الجدة...\مادري من غيرك وش كان رح يصير فينا...هالفترة صار كل من في القصر محتاجك...بس خلاص كان لازم يجي اليوم اللي توقفين خدمة الناس و تبدين تخدمين نفسك...(و لنفسك عليك حق)...و انا و ربي ما وافقت على هالزواج إلا و أنا مستخيرة أكثر من مرة...و شفتها الخيرة...و ان شاء الله بيسعدك يا بنتي...
صمتت صبا و هي تحاول كبت دموعها لتكمل الجدة..\أدري إن الفترة الأخيرة أدوارنا كانت مقلوبة...بدل مانا أكون الأم و تكونين انتي البنت و أنا اللي أساعدك..صرت أنا اللي محتاجة مساعدتك و انتي اللي تعينيني...أنا من بعد موت يسار صار مالي حيل..صرت من غير قوة...و بدل لا ساعدك و أوقف معاك انتي اللي صرتي تشيلين همي و تساعديني...
أسكتتها صبا لتقول..\يمة...لا تقولين كذا...انتي امي و سندي و حماي..
اقتربت لترتمي في حضنها و تحتضنها الجدة بقوة و هي تمسح على شعرها...قالت لها صبا..\خليني شوية كذا..
ابتسمت الجدة..\و أنا لاقية آخذك فحضني...الأم مهما كبروا عيالها و صاروا كبار تبيهم فحضنها حتى لو شابوا...
صمت قد حل بينهما لتخرج تلك الآهة من الجدة..قالت لها صبا و هي ما زالت في حضنها...\تذكرتي يسار؟!
قالت الجدة بألم..\تذكرته؟!...و هو أنا نسيته عشان أتذكره؟!...ربي يرحمه..فقلبي محفور...مشتاقة له حيييييل يا صبا...
صبا \و مين اللي مو مشتاق له...أنا اشتقت لحضنه...اشتقت لريحته و لغمازته و لصدره و بروده و لسخافته و لكل شي...لكل شي...
تأملت صبا صغيرتاها و هما تشيران عليها و تضحكان قالت بإبتسامة..\وش فيكم يا المقاريد تضحكون علي؟!
ملك و بضحكة طفولية \ماما انتي ليش تسوين مثل البذران...؟!
قالت لهما و هي تعتدل في جلستها و تفتح يديها..\تعالوا..تعالوا..مدي وش بسوي فيكم؟!
احتضنتهما لتقول لها الجدة..\ربي يخليكم لي يا رب...
************************
في مجلس الرجال...
لم يكن هنالك الكثير من الرجال في المكان...و ذلك لأن الحدث قد أتى بسرعة مهوولة...كان هنالك القليل من الناس...
أما ذلك الآخر فقد كان جالساً في تلك البقعة...
يفترض أن يكون اليوم من أسعد أيام حياته ..لأنه و أخيراً سيحصل على من أحبها منذ ذلك اليوم...سيتزوجها...رغم شروطها الكثيرة...و رغم كل شئ..
سيتزوجها...
و لكن هنالك ما يؤلمه حقاً...هنالك شئ يقف له...
ألا وهو تلك الأخرى...
كيف له أن يستمتع بهذا اليوم وهو يعلم بمدى الألم الذي يبعثه لها...
أمعقول أن تدعو عليه أمام الخالق؟!...أمعقول أن تدعو عليه دعوة مظلوم؟!...
و لكن هل هو ظلمها؟!
يخاف من ظلم تلك المعاقة و بشدة...
و لكن سيأتي اليوم الذي ستقتنع فيه بهذا الواقع...فهو يعلم كيف يقنعها...
و لكن اليوم يجب أن يكون في قمة سعادته...
خالد \هيييي يا الأخ...وش فيك كنك فعزا مو فيوم زواجك..
محمود \ها...لا مافيه شي..
خالد \خلاص فكها شوية..اللي يشوفك يقول غاصبينك على بنتنا...
محمود \ههههههههه...عقبالك ان شاء الله...
خالد \لااااا أنا مابي..
محمود \وش اللي مابي...بيجي يوم و تتزوج..صدقني...
خالد \لا صدقني و لا يحزنون...ان شاء الله ما رح يجي...يلا خلينا نتم العقد..و لا ما تبيه..
محمود \لاااااا كيف مابي...
جلس الجميع في هدوئهم يترقبون العقد...الشيخ يتوسط الجلسة..و في طرف يجلس عبدالرحمن على كرسيه المتحرك و بالقرب منه يجلس خالداً...و في الجهة الأخرى يجلس إحدى أقارب محمود...ليضع الإثنان يديهما فوق بعضهما و يوضع فوقها منديل صغير..و يضع الشيخ كفيه فوق كفيهما ليبدأ في لحظات خاطفة للأنفاس للبعض...
مفرحة للبعض الآخر...!!
قاتلة للبعض القليل...!!
لحظات يأخذها البعض ليدعو لطلب له عند الله...فهي من اللحظات المجابة الدعاء...فالملائكة تتنزل فيها من السماء...!!!
بدأت و بدأ كل من الجالسين بأداء دوره و لكن....
...\هذا الزواج ما بيتممم...
نظر الجميع لذلك الذي قد قطع المجلس بصوته الجهوري...رجل كل ما يمكن أن يقال عنه هو هيبة تسطو على كل المجلس بما فيه من حوائط و أركان...ليحس كل من يقبع في ذلك المجلس بصغره أمامه...
و لكنه أطلق بنفس صوته الجهوري مفاجأة كانت صادمة للكل...!!
**********************
سجا الليل حتى هاج لي الشعر والهوى *** وما البيد إلا الليل والشعر والحب
ملأت سماء البيد عشقـــــــــا وأرضها *** وحملت وحدي ذلك العشق يا رب
ألم على أبيـــــــــات ليلى بين الهـــوى *** وما غير أشـــواقي دليل ولا ركب
وباتت خيامي خطوة من خيامهــــــــا *** فلم يشفني منها جـــوار ولا قرب
إذا طاف قلبي حولهـــــــــا جن شوقه *** كذلك يطفي الغلة المنهــل العذب
يحن إذا شطت، ويــصبوا إذا دنت *** فيا ويح قلبي كم يحن وكم يصبوا
أحمد شوقي...
من هذا الشخص الذي قد اقتحم المجلس؟!
وهل سيتم هذا الزواج أم لا؟!
لمحة من القادم...
( تفاجأ بتلك الكف الضخمة التي غطت فمه بالكامل و أحكمت قبضتها عليه...و إذا به يفاجأ بتلك الضربة القوية على رأسه من الخلف ليعلن سقوطه أرضاً..!! )
هنا أقف و أنا على أمل إن الطية قد نالت إعجابكم...
لا أعلم متى سيكون اللقاء القادم و لكن سأعطيم خبر بإذن الله...
أستحلفكم بالله أن تدعوا الله أن يفرج همي و يكشف غمي و يجعل لي من كل ضيق مخرجا...
في أمان الله و إلى لقاء آخر..