كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
***********
يجب أن تقوم بترتيب المكان لأن العاملة قد اعتذرت عن المجئ...ليست هنالك مشكلة لأنها اعتادت على ذلك...سرحت بفكرها في تلك الفتاة المدعوة بنورة...متى ظهرت؟!..و من أين؟!..سبحان الله و بعد كل هذه السنين تظهر ابنة لأخوهم عمر!!
أخذت تتأمل في الغرفة لمدة...كم هي فخمة..بأثاثها الفاخر و ذلك السرير الضخم...و الذي يكفي لخمسة أشخاص و ليس لإثنينِ فقط...!!
و تلك الستائر المنقوشة و التي تغطي النوافذ الكبيرة...كانت الغرفة ساحرة بمعنى الكلمة...
هذه غرفته...غرفته هو !!! ...لمست السرير بيدها ..هنا ينام... لمست الكرسي الذي يقبع في طرف الغرفة الكبيرة..و هنا يجلس...و لمست الخزانة ...و هنا يضع ملابسه...
تقدمت نحو المرآة...كانت مليئة بالعطور التي يبدو عليها أنها غالية الثمن و أدوات المكياج و غيرها من الأشياء الفخمة...كانت الغرفة بكل ما فيها تدل على الفخامة البحتة...
نظفت المكان...و كانت هنالك ملابس مطبقة و موضوعة على السرير...حملتها لتدخلها للخزانة...و لكن...
جذبتها تلك الرائحة التي تعتنق الملابس...قربتها الى أنفها و أغمضت عينيها لتستنشق عبير رائحته...لتملأ بها ما بين أقفاصها الصدرية و تحتفظ بها هناك...ابتسمت...يكفيها أنها تستنشق رائحته و تكون في المكان الذي يوجد فيه...جلست مدة على حالها دون حراك...
و لكن فجأة أحست بأنها سيغمى عليها من المفاجأة التي أمامها...
\أحمم..احمم؟!!
كان واقفا بطوله الفارع أمامها...و مكتفاً كلتا يديه على صدره و رافعاً أحد حاجبيه دلالة على الاستغراب...
لم تقو على تحريك أي شئ في جسدها حتى رمش عينها!!..و جلست كذلك صامتة دون حراك...حاولت إخراج الكلمات..و لكن لم تستطع...و لكن قطع عليها تفكيرها صوته الرجولي و هو يقول..\مرضية...ماذا تفعلين؟!!
حاولت إخراج الحروف من فمها...و لو حرفاً واحداً...لم أصبحت عملية الكلام صعبة لهذه الدرجة بالنسبة لها؟!...لم لا تستطيع تركيب جملة مفيدة في هذه اللحظة؟!...قالت و بارتباك واضح...\أن..أنا...كنت أريد أن أعرف إن كانت الملابس نظيفة أم لا...
\بشمّها؟؟؟؟!!!
لا تعلم بم تبرر فعلتها...قالت بصوت مبحوح..\ أأأ....لا أنا كنت فقط أريد التأكد من أنها ليست متسخة...
نظر لها مدة و هو يحاول تصديقها...قال بعد صمت..\حسنا...
قالت بتردد...\سأذهب الآن...هل تريد شيئا...سيد خالد؟!!
رد ببرود وهو يخلع حذائه...\لا...و لم يعرها أي اهتمام لأنه رجع من السفر متعب جداً...
تركته و همت بالخروج...و لكن هو استوقفها عندما قال...\مرضية...
تجمدت..حاولت أن تلتفت ببطء دون أن تنظر له في عينيه...\نعم...سيد خالد؟!
لم ينظر لها حتى و قال و هو يضغط رأسه بيده...هذه الحركة أقلقتها و قالت لا إرادياً...\سيدي...هل بكَ شئ؟!
ما زال على نفس وضعيته و قال...\أخبريهم أني أريد كوب قهوة...أحس بالصداع....
قالت و هي تنظر له بلهفة..\حسنا..
نظرت له مدة و هي تغصب نفسها أن تتركه..لا تريد...تريد أن تجلس معه و تداويه...
و لكن ....هذا في أحلامها فقط...و لكن الواقع شئ آخر...تركته لتنصرف بسرعة و تقوم بتحضير القهوة له...
و عندما تأكدت أنها قد غادرت المكان و أصبحت بعيدة عن مرمى نظرة...وقفت فجأة ووضعت يدها على صدرها الذي كاد أن يتوقف من الصعود و الهبوط...تتمني أن يكون قد صدقها...
****************
لم تأكل شيئا منذ الصباح...تحس أنها على وشك أن يغمي عليها...و لكن إن لم تأكل ستأتيها الحالة مرة أخرى...لا..لا تريد...إن كان مخاصماً لها..فليخاصمها...و لكنها لن تدخل طعاماً في فمها دون أن يصالحها...
أخذت الساندويش الذي حضرته لها الدادة...نظرت له مدة و رمته في سلة المهملات..ليلحق بالذي قبله...لا تريد...كيف له ..أن يخاصمها هكذا؟!...هو لم يسبق له أن خاصمها كل هذه المدة...يومين؟!!...يومين لم يتحدث معها...
نعم لتموت...فلتموت...فهي لا تريد أن تدخل طعاماً في فمها دون أن يصالحها...خرجت من الغرفة ...لتقابلها الدادة في طريقها...
اقتربت منها الدادة..\روح..لم خرجت وحدك؟!...كنت تناديني لأجر لك كرسيك...
قالت لها روح بغضب\ أنا لست معاقة..و استطيع الحركة بالكرسي...
الدادة \رووح حبيبتي..أنا لم أقصد جرحك...و لكن...قاطعتها روح و هي تقول..\ليست هنالك مشكلة..مدت لها الصحن و قالت...\دادة خذي الصحن..
\حسنا حبيبتي...سكتت مدة ثم لمست وجهها بيديها و قالت\ روح حبيبتي لم وجهك شاحب بهذا الشكل؟
لم ترد روح عليها و أكملت قائلة\ أكُل هذا لأن بابا متخاصم معك؟
أزاحت روح وجهها للجهة الأخرى..لا تريد التحدث عن الموضوع...و قالت لها الدادة..\روح فلتعتذري لبابا..أنت تعلمين كم هو يحبك.؟!
روح \دادا أنا...قاطعتها الدادة و هي تقول \ روح...سكتت مدة و هي خائفة من ردة الفعل القادمة...و قالت\الدكتور محمود في الأسفل...و يريد مقابلتك..و...
روح \داااادة!!!...أنت تعلمين أن هذا هو سبب مشاجرتي مع بابا...أنني لا أريد مقابلته...و الآن تخبريني بأنه في الأسفل؟!!
الدادة \روووح...بابا اتصل و قال لابد أن تقابليه...و أنه سيفرح منك إن قابلتيه..
قالت روح بغضب \ و لم لم يتصل بي في هاتفي؟!...ألا يريد التحدث معي؟!
الدادة \روح حبيبتي أرجوكِ..
قالت و هي تزيح وجهها للجهة الثانية...\لا..لن أنزل له...
قالت لها الدادة بترجي...\و أن قلت لك من أجلي افعليها؟!...لم تجد منها رداً...سكتت مدة ثم قالت...\حسنا من أجل بابا؟!
سكتت روح و لم ترد عليها..
\أرجوووكي...و سأفعل لكِ ما تريدين و لكن فقط قابليه هذه المرة ...
تبدلت ملامح روح..فهي تحب المساومة في الأمور وقالت بضيق \حسنا حسنا...و لكن فقط هذه المرة..
ابتسمت الدادة لها و قالت..\حسنا هيا بنا..و دفعت كرسيها...
************
و بعد مرور أسبوع .....
...............
..............
الساعة العاشرة ليلاً...
في إحدى الشقق في تلك الأحياء الراقية...
.........
كعادتها...تنظر لنفسها في المرآة و كأنما تعاتب تلك الواقفة أمامها...تأملت شكلها جيداً...بذلك البنطال كحلى اللون و الملتصق بجسدها...و الجاكيت أبيض اللون المتناسق مع لون خصلاتها الحمراء المنسدلة على كتفها...ارتدت الكعب العالى الناصع البياض...تناولت علبة العطر لتضع القليل على عنقها و يديها...
اليوم ستنفذ خطتها...اليوم ستكون نهاية فصل هذا المدعو كمال من حياتها...ستأخذ ما تريد و ترحل...كما هي عادتها دائماَ...
تعلم السيناريو الذي ستدور في إطاره الأحداث جيداً...حفظته عن ظهر قلب..و نفذته أكثر من ألف مرة...مع الكثير من الرجال الذين كانوا على نفس شاكلته!!!...
حتى أحست بالملل من ما تفعله...
نظرت للهاتف وصوته يعلو ليدل على اتصال...ابتسمت...رفعت السماعة لتقول بغنج مطلق...\آتية...و أغلقت الهاتف لتحمل حقيبتها و مفتاح سيارتها...وقفت أمام المرآة مرة أخرى...سحبت نفسا طويلاً و تبعه زفير...ثم خرجت من المكان...
*****************
يحس بإنهاك شديد...يريد أن يرتمي على أي شئ يجده أمامه...فتح باب الشقة و ارتمى على أول كرسي يقابله...وضع يديه على رأسه من شدة الصداع الذي ينهش رأسه...
هنالك الكثير من الأمور التي تشغله...يريد أن يأخذ إجازة من كل هذه الأفكار ولو للحظة واحدة فقط...أهله ,العمل,سماح, خالد...كل شئ...
و لكن الآن يجب أن يحاول تناسي حياته الشخصية ليفكر في القادم في العمل فالمرحلة القادمة مهمة جداً...ذلك العمل السري جداً...ابتسم على حاله...له قرابة الخمس سنين و لا يعلم أي أحد بما يفعله هو حقيقة...
كيف استطاع إخفاء هذه الحقيقة عنهم...و لكن كان لابد له من فعل ذلك...فذلك لمصلحتهم...فهو يحاول أن يحميهم من الخطر!!!
تذكر أنه لم يتصل على جدته منذ الصباح لابد وأنها الآن غاضبة جداً منه...و لكن ليس بيده حيلة...ابتسم عندما تذكر كلمات الجدة و هي تخبره عن تلك النورة!!!
من أين أتت؟!!..و متى ظهرت؟!!...نعم قد كان على علم بوجود عم له خارج البلاد...و أنه قد توفي في الخارج...و لا يعلم الكثير من التفاصيل...
مما يبدو له أن الجدة قد أعجبت بها جدا من الصفات الكثيرة التي قد وصفتها بها....كانت كل المكالمة التي جرت بينه و بين جدته عنها...!!!
يخاف من شئ واحد..واحد فقط....أن تحاول الجدة أن تزوجها له و هي تحاول اقناعه بالزواج منذ مدة....يدعو الله ألا يحدث ذلك...فهو قد اعتزل الجنس الآخر تماماً...!!
مسح على وجهه من شدة الإرهاق..امسك الهاتف بيده وهو يريد أن يتصل بجدته و لكنه لا يريد سماع المزيد عن تلك النورة!!...يكفي ما قد سمعه...
تفاجأ بصوت الهاتف وهو يعلن عن وصول رسالة...فتحها ليتفاجأ أكثر بتلك الكلمات التي تظهرعلى شاشة الهاتف...
(موقنة أنك ما زلت تحبني...و أنا ما زلت أستوطن قلبك...فلا تكابر!!)
من شده غضبه أمسك بالهاتف بكل قوته و ضربه على الحائط البعيد ليعلن سقوطه و تحوله لأشلاء صغيرة...لماذا؟!!...ألا تستطيع أن تفهم؟!!...لماذا لا تريد تركه و شأنه؟!!...هل سترتاح إن قال لها أنه مازال يحبها...ما زالت تستطوطن قلبه كما زعمت؟!!...أستعيش سعيدة؟!!
أحس بأن الصداع قد زاد أضعافاً وزاده ذلك الألم الذي يستوطن قلبه...استغفر بصوت عال و مسح على وجهه و هو يدعو الله أن يريح قلبه من الألم...
**************
تتأمل في الشقة الفخمة جداً...بأثاثها و تلك الزخرفة التي تعلو أسقفها...هي قد سبق لها و أن أتت معه هنا عدة مرات...لمرسال أرسلها له...و أوقات أخرى بحجة أنه يريد أخذ شئ من الشقة...
ولكن الليلة مختلفة تماماً...فهي تعلم جيداً ما يريد فعله...و تعلم ما ستفعله هي...
قال لها و الإبتسامة تعلو وجهه...\تفضلي يا روحي...إلى أن أجلب لكِ شيئا لتشربيه...بكلمة شئ علمت مقصده جيدا ...فهو سيجلب زجاجة من الخمر...فالليلة ليلة خاصة بالنسبة...فهما مخطوبان الآن و بإمكانه فعل ما يريد كما يعتقد في فكره المنحط !!...
استوقفته لتقول..\لا أنا التي سأجلب شيئا...
\حسناً يا قلبي...
تركته و ذهبت لإحضار ذلك السم المسمى بالنبيذ ليشرباه...حضرت و معها كوبان من الخمر لتناوله أحدهما...أخذ منها الكوب و جرها لتأتي و تجلس بقربه...و حاوط كتفها بيديه...
مرت الدقائق و هي تحاول أن تتجنب إقترابه الشديد لها قدر الإمكان...و تترقب ما سيحدث...و إذا به يسقط مغشيا عليه على الأرض...ابتسمت...فأخيراً حدث مفعول المخدر...
اقتربت منه لتتناول يده ببطء و تحملها لتطلق سراحها و تسقط على الأرض دلالة على فقدانه لوعيه التام...اقتربت مرة أخري لتضرب خده بخفة و لكن لا رد...تأكدت الآن أنه قد فقد وعيه تماماً...
و الآن فقط...
يمكنها تنفيذ خطتها...!!!!!
****************
لا أعلم ماذا ستخط يدي من حروف...فأنا الآن لا أستطيع الجزم بإحساسي...بما يخالج صدرى من أحاسيس..أهل..أسرة جديدة...عائلة...كلها مفاهيم غريبة جداً على فكري...
مر ما يقارب الأسبوع...كنت بأوامر من جدتي أذهب كل يوم من عملي إلى ذلك القصر...لا أعلم لماذا أحس بالراحة الشديدة عندما أكون معها...في هذه الفترة القصيرة اعتدت عليها جدا جدا...
لا أعلم ما ستحمله الأيام القادمة لي...لن أستطيع أن أرحل مع هذه العائلة الجديدة...فأنا أعلم أن كل ما يفعلوه بدافع الشفقة ليس إلا...و إحساسهم بالذنب للتقصير مع والدي...
لا أحب هذا الإحساس...فمهما كنت في حاجة ماسة للرحيل عن هذا المكان المؤلم...لن أرحل ولو كان ذلك على حساب كرامتى...فأنا سأحتمل الألم و الكراهية و لن أستطيع احتمال نظرة الشفقة منهم...نعم لن أبتعد...و لكن أيضا لن أقترب جداً...
قابلت الجميع في هذه الفترة...
جدتي...منذ اللحظة الأولى التي قابلتها فيها و أنا أحس و كأني أعرفها منذ صغري...أحس بأن الله عوضني بها بعد فقداني لوالدتي...أحببتها جداً في هذه الأيام القليلة...أحببت صوتها..ابتسامتها...و تلك التجاعيد التي تزين وجهها...و أكثر ما أحببته فيها...عندما تريد إخباري بشئ مهم تضع يدها على يدي...لا أعلم و لكن هذه الحركة تبعث الدفئ لروحي....
عمي عبدالرحمن...ارتحت له جداً...رجل وقور...هادئ...حازم...طيب...لا أعلم و لكن أحس بأنه يخفي الكثير داخل صدره...و ذلك الهدوء الشديد له يخفي ألاف الآهات...لا أعلم ما السبب و لكن حدسي هو الذي يخبرني...ما زالت هنالك الكثير من التساؤلات التي تراودني و أحس بأن إجاباتها عنده و عنده هو فقط...!!
عمي خالد...نعم استغربت لذلك الفارق الكبير في السن بينه و بين عمي عبدالرحمن...و لكن من يقابله يحس بكبر عقله و لا يشعر بفارق 27 سنة الذي بينهما...أنا لم أتعرف عليه حق المعرفة و لكن إلى الآن هو ظريف..هادئ...عاقل...هو و عمي عبدالرحمن نسخة طبق الأصل...
رجاء...لا أعلم ما السبب الذي يجعلها تبغضني؟!...حاولت أن أنكر هذه الحقيقة و لكنها كانت موقفا تثبت لي صحة شكوكي...ربما لأنها وضعت اللوم على والدتي أنها كانت السبب في ما حدث بين أبي و جدي...و أنا أذكرها بوالدتي...و غير ذلك لا أعلم ما السبب...من رؤيتي لها أحسست أنها امرأة قوية...متسلطة...صعبة...مهتمة بحايتها الإجتماعية كثيراً...فكل ما أذهب للقصر كنت أجدها في الخارج...
مرضية...أحببتها...سبحان الخالق!!...يأخذ من ناحية و يعطي من الأخرى...فمن ناحية هي معاقة و يتيمة...و من الناحية الأخرى رزقها الله طيبة قلب لم أراها في بشر...طيبة...ضعيفة...الآبتسامة لا تزول من وجهها مهما حدث...مع كل ما هي فيه تحمد الله دائماً....
سماح...قابلتها عدة مرات كانت كفيلة بأن أحس بنفورها من الكل...أحس بأنها تعيش في قوقعة لوحدها...قوقعة خصصتها لنفسها فقط...هي قوقعة الأنا...فلا يهمها أحد سوى سماح!!!...لا أعلم كيف يكون شخص بمثل عقلية خالد يغرم بمستوى عقليتها....فأفكارهما بعيدة كل البعد عن بعضها...و لكن القلب و ما يهوي؟!!..
هذه هي ما سأستطيع تسميته بالعائلة!!....عائلتي الجديدة...بكل شخص فيها...و لكن...لا..نسيت شخصاً...ذلك المدعو بيسَار!!!
هو الوحيد الذي لم أقابله إلى الآن...و سمعت عنه الكثير و الكثير...من جدتي...من خالد...من عمي عبدالرحمن..و من مرضية...يبدو و كأنه شخصية جوهرية في هذا القصر...
لا أستطيع أن أكذب و أقول أنه لم يعتريني الفضول لمقابلة هذا اليسّار!!...فالكل يتحدث عنه...و لكنه لا يهم فالآن لي عائلة بأكملها...بالجيد و السئ فيهم...
وضعتِ القلم...و أغلقت مذكرتها...سرحت بفكرها قليلاً...تناولت المذكرة لتفتحها مرة أخرى و تخط هذه الكلمات الأخيرة....
قبل أسبوعين من كان بإمكانه تصديق أن تكون لي عائلة و أسرة أخرى... و من أخبرني بذلك وقتها لكنت سأحكم عليه بالجنون المطلق...و لكن سبحان الخالق و ما يخبئه لنا من أشياء...!!!
و كما قلت...فأنا لا أعلم ما تحمله الأيام لي مستقبلاً...و لا أعلم أين سأكون غداً...و ماذا سأفعل...و لكن ما أعلمه حتماً...
أن لغد طياتٌ أخرى!!
وإنْ تَعشقيني
فهل تَعرِفينَ أنا مَنْ أكونْ ؟
أنا الليلُ حِينَ طَواهُ السكونْ
فلا أنا طِفلٌ
ولا أنا شَيخٌ
ولا أنا أضحَكُ مثلَ الشبابْ
تَقاطيعُ وَجهي خَرائطُ حُزنٍ ،
بِحارُ دُموعٍ ، تِلالُ اكتِئابْ
فلا تَعشَقيني لأني العَذابْ
إذا قُلْتُ يَومًا بأنِّي أُحبُّكْ
فلا تَسمَعيني
فَحُبِّي كَلامْ
وحُبي إليكِ بَقايا انتِقامْ
لأنِّي جَريحْ ..
سأشتاقُ يَومًا لكي أستَريحْ
وأرغَبُ يَومًا أرُدُّ اعتِباري
وأُطفئُ ناري
فَأقتُلُ فيكِ العُيونَ البريئةْ
فَلا تَعشَقيني لأنِّي الخَطيئةْ
لمحات من القادم...
( تقدمت لتصعد ذلك السلم خطوة وراء الأخرى و هي تضع يدها على صدرها من الخوف...حتى وصلت للطابق العلوي...لتجد فيه صالة و غرفة وحيدة...اقتربت من باب الغرفة...حاولت فتحها و لكن دون جدوى...فهي مغلقة تماماً...استغربت...ما هذه الغرفة يا ترى...و ما بداخلها..و لم كان دخولها ممنوعاً على الكل؟!!...
فوجئت بذلك الصوت القوي القادم من خلفها ...\هذه غرفة والدي...)
( رفعت رأسها لتجده ملتفتا عليها و رافعا احدى حاجبيه و قد بان ذلك الخط المستقيم الذي بين حاجبيه...علامة الجودة للعصبية في هذه العائلة!!
سكتت مدة وهو ينظر لها بغضب و قال بلهجة ارعشتها...\نعمممم!!!..)
ماذا ستفعل نادية لكمال و ما هي خطتها؟!
ما هو هذا السر الذي يؤلم نورة؟!
ما هي هذه المهنة السرية ليسَار و التي يخفيها عن الكل؟!
كيف سيكون لقاء يسَار بنورة؟!
هنا أقف...أتمنى أن يكون الفصل قد نال إستحسانكم...و أتمنى أن أجد تفاعلاً أكثر ...و إن وجدت تفاعل سأنزل الفصل القادم قبل وقته...و أرجو ألا تكسفوني بعدم الرد...
|