كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
احسنوا الظن بالذي أضحَك وَ أبكَى سبحَانه :))
امتلئوا بــ التفاؤل وَ الأمل ..
بــ أن ثمَة بَصيص ضوء وَسَط عَتمَة الحزن ..
وَ تذكروا الثوابَ العَظيمَ في صبركم
وَ رضى قلوبكم وَ استسلامكم
لــ حكمَة لَا يعلَمها إلا هوَ => { وَ أنه هوَ أضحَك وَ أبكى }
*********************
إيطاليا..
ميلانو..
رتبت له ياقة بيجامته لتبتسم و تقول...\ها نبدا الكشف اليومي؟!
ابتسم لها ذلك الصغير بقوة وهو يقف فوق سريره ليقول بإنفعال..\إيييه...
نورة بإبتسامة...\كشف الأسنان...فرشنا أسنانا و لا لأ؟!
فتح فمه بقوة كبييرة و هو يقرب رأسه منها لتقترب هي و تشتم بأنفها رائحة فمه..\الله !!..ريحة فمنا حلوووة...تماااام...و اتسبحنا بعد و لا لأ؟!!
شد ذلك الصغير على ملابسه و بإبتسامة..\إيييييه..
نورة..\شاطر حبيبي...ها و توضينا قبل النوم ؟!
صرخ وهو يفتح يديه بقوة...\إيييييييه...
بدلت ملامحها في تساؤل تمثيلي لتضع يديها في فمها و تقول...\شنو باقي؟!...شنو باقي يا ربي و نسيناه؟!
صرخ ذلك الطفل بكل قوته وهو ينفعل..\القرآآآن...
نورة...\إيييه حبيب قلب ماما شاااطر..يلا نرقد عشان أحصنك...
استلقى باسل على السرير لتقرأ له المعوذتان و آية الكرسي بصوت عال و تنفخ بها على يدها و تمسح بها كل جسده...و بعد أن انتهت...قال لها...\ماما مافي قصة؟!
نورة \إيه حبيبي فيه طبعاً...ممم..قالت و هي تقلب بين مجموعة القصص الموضوعة على الطاولة بالقرب من سريره...شنو تبي؟!...ممم...اليوم بنقرا عن بلال بن رباح...
باسل بحماس...\منو هذا؟!
نورة \هذا يا سيدي..و لكن قاطع كلماتها صوت فتح باب الغرفة ليقف ذلك الآخر عند الباب...أحست بأن قلبها قد انقبض جراء قدومه..و لكنها فضلت الصمت ليصرخ ذلك الطفل بكل قوته...\بابااااااا..و يجري ليحتضن قدم جاسر...
تؤلمها رؤية حب ذلك الصغير لهذا الجاسر..كيف يحبه؟!..كيف ؟!..ألا يعلم ما فعله بوالدته؟!...ألا يعلم حجم الألم الذي قد سببه لها هذا الكائن؟!..
يالبرائة الأطفال...يالبراءتهم..!!
تأملها جاسر لوهلة من الزمن...كانت هي تتجنب النظر له تماماً...كانت تمثل ترتيب تلك القصص فوق بعضها...ليضع هو يده على ظهر ذلك الطفل و يقول له ببرود...\يلا عشان تنام...و خرج من الغرفة...
نادته نورة ليستلقي على السرير في خيبة أمل...ألا يعلم الآباء كيف يتعلق الأطفال بهم..و كيف يتأثرون بردات فعلهم التي في نظرهم تكون أبسط ما يمكن و لكن في نظر الصغار تكون أكبر ما يمكن...حاولت نورة أن تفرحه و جعلت تدغدغه من كل جهة و ذلك الصغير يضحك بقوة...قرأت له القصة حتى نام..قبلته على جبهته و خرجت من الغرفة...تتمنى لو بإمكانها النوم معه في غرفته...
حاولت قدر الإمكان أن تتأخر على ذلك الآخر...حاولت...و تمنت أن يكون قد غط في نوم عميق...و ذلك لأنه قد أتى من رحلة سفر استمرت ليومين...فرحلاته كثيرة جداً...
فتحت باب الغرفة لتجده واقفاً عند تلك النافذة و مما يبدو أنه لم ينم و إنما كان ينتظرها و لم يبدل ملابسه حتى!!...رجفة قد سرت في جسدها جراء رؤيته مازال مستيقظاً...توقفت عند الخزانة لتغيير ملابسها و لكنها تفاجأت بجسده الذي قد توقف خلفها تماماً..صدره الذي قد التصق بظهرها...ليبعد شعرها عن عنقها و يطبع تلك القبلة الطويلة على عنقها...حاولت..نعم قد حاولت أن تتجرد من الإحساس و لكنها لم تستطع تحمل لمساته لها...حقاً لم تستطع...ابتعدت عنه و التفتت عليه لتقول...
...\غريبة اليوم جاي صاحي و مانك شارب شي؟!
جاسر \تتطنزين حضرتك ؟!
نورة \حاشا و كلا..
جاسر \تدرين..اشتقت لك موت..!!..و أخذ يمرر في أصابع يده على ملامحها التي يعشقها...هي أغمضت عينيها و هي تحاول قدر الإمكان أن تمنع دمعتها من النزول...فتحت عينيها و هي تحاول أن تجد مفراً منه...
لمحت ذلك الأثر على عنقه...قالت بكل اشمئزاز...\ما شاء الله و جاي من غير ما تمسح أثر الهانم من على رقبتك...لهالدرجة ما تحترمني؟!!...وضعت يدها على صدره لتبعده بقوة...ليقول لها و قد بدأ غضبه يتصاعد منها..\هذي حجة جديدة يا مدام؟!!
مدت اصبعها لتمسح ذلك الأثر من رقبته ليتلطخ اصبعها بإحمر الشفاة لترفعه له...\المرة الجاية ياريت تمسح هالقذارات قبل لا تجي...و ابعدته عنها بقوة حتى ابتعدت ليصرخ فيها بكل قوة..\انتي وش قايلة نفسك..هااااا؟!..وش قايلة نفسك يا هانم؟!
نورة \جاسر؟!..يا ريت لا تقرب مني..أنا ماطيقك...ما طيقك..و أظن ان اللي تروح لهم بيكفون حاجتك و زيادة...
كان سيقترب منها و لكنها اسرعت لتدخل الحمام كالعادة المعتادة و تغلق عليها باب الحمام بقوة...
هي..وقفت أمام المرآة لتمسح أثر قبلته بكل قوتها..تمقته..بل تتقزز من كل شئ يخصه...تكرهه لحد لا يمكن وصفه...
و هي لم تحزن من رؤية أحمر الشفاة...بل فرحت و بشدة لكي تأخذها حجة لها لكي تبعده عنها..!!
هو...خلع قميصه و رماه بكل قوته على السرير وهو يصرخ بكل قوته..\حقيييييرة...!!
يحبها...نعم يحبها..نعم هو يعشقها...ربما لأنها هي الوحيدة في حياته من رفضته..و مازالت ترفضه إلى الآن...ما زالت تحسسه بأنه كومة من القذارة ليس إلا...ما زالت تحسسه بأنه أقبح رجال الأرض...ما زالت ترتعش من لمسته..ليس حباً فيه..و إنما مقتاً له...!!
ربما لهذا السبب هو مازال يفكر فيها..هي..و هي فقط و لا غير...مع أنها لم تكذب..نعم هو كل ليلة مع أنثى بشكل مختلف...لا يمكن لأنثى أن ترفضه...و لا يمكن أن يستغني عن حاجته للجنس الآخر..!!
تقدم ليقف أمام المرآة بصدره العاري...مرر يده على ذقنه...نعم هو يتمتع بوسامة لا يمكن لأنثى مقاومتها...نعم هو وسيم لحد الترف..فهذه هي من المميزات التي قد تمتع بها و ما زال يتمتع بها لهذا اليوم...دائماً ما كان يحظى بإنتباه الجنس الآخر له في كل مكان يحط فيه..و هذا ما سهل عليه مهمته...مهمة اللعب بهم!!
كان يأخذ ما يريده من أي أنثى ليحولها لجثة هامدة دون روح..و لتجري خلفه و تتوسل له أن يرجع لها و لكنه دائماً ما كان يرفض و يتلذذ بإحساس الذل الذي يتذللون به...حتى أسيل..حتى أسيل زوجته..كان يحس بأنها أضعف أنثى على وجه الأرض..كانت ضعيفة لدرجة تجعله يفعل ما يريد بها و لا رد منها..كانت كالدمية..يشوهها.. يضربها.. يشتمها..يفعل ما يريد بها...نعم عندما هربت أحس بأنه سيحرق الكون بأكمله لإيجادها و قتلها...بحث عنها..نعم قد بحث و أرسل رجاله في كل مكان و لكن دون جدوى...و كان سيبحث أكثر لولا معرفته بحصول الشرطة على تلك المستندات و البحث عنه للقبض عليه..كان لابد له أن يفر هارباً من البلاد و لم يجد أي حل آخر....و لكن أسيل لم تمثل له شيئاً ...قد كان يتقزز منها و لا غير..كان يمقتها..ربما لفقرها..ربما لضعفها...ربما لأي شئ آخر و لا يعلم...؟!!
و لكن هذه الأنثى القابعة في الداخل..هي الوحيدة التي يحس بضعفه أمامها...هي الوحيدة التي يحس بأنها أقوى منه..مع أنها تفعل كل ما يريد...و لكنه يحس بانها مازالت قوية..و الآن قد أصبحت أقوى من كل وقت مضى...قد أصبحت و كأنها مصنوعة من حجر و ليست أنثى...لها مدة لم تبكي أمامه...و لم تحسسه برهبتها منه...بل كل ما تحسسه به هو تقززها منه..و هذا ما يجعله يتشبث بها أكثر...!!
فهو يعشقها دونما أية شروط..!!
يعشقها لدرجة تجرده من كل المبادئ فقط للحفاظ عليها...!!
*********************
في بقعة أخرى...
قال وهو يصلح كم قميصه...\و ليش ما قلتيلي؟!!
روح \لأنك صرت مو مهتم فيني!!..قالتها و هي تحاول أن تلفت انتباهه..تحسسه قليلاً بعدم اهتمامه بها...ليلتفت عليها و يقول..\روح..هذا مو سبب انك تتفقين مع أبوكي انك بتسافرين معاه حتى من غير لا تقوليلي...
روح \بس أنا كنت متأكدة إنك ما رح توافق...
محمود \بالله...و ان شاء الله كنتي بتسافرين من غير لا تاخذين موافقتي؟!!
روح \لا...محمود إنت ليه مصعب الموضوع بهالطريقة؟!...هي مجرد سفرة لكم اسبوع و برجع...
محمود \و أنا ما كنت رح أعرف إلا لما أشوف الشنط مو كذا؟!
روح و قد يئست منه...\انت وش تبي بالضبط...تبي نتخانق و بس؟!
التفت عليها حتى اقترب ليقف أمامها...\نتخانق؟!..تدرين اني آخر واحد يبي هالشي...بس انتي كان لازم تفكرين انه فيه طرطور يعيش معاك يا هانم و لازم تاخذين رايه...
لم تعد لها قدرة على احتمال أسلوبه معها...لم تعد تستطع احتمال لامبالاته...قالت و هي تحاول حبس شهقاتها من الخروج...فهي لا تريد أن تبكي...لا تريد...\خلاص اللي تبيه بيصير...
هو كان يغلق آخر زرارة في قميصه لينتبه لأنها قد أصبحت تبكي...تؤلمه حقيقة ان يكون السبب في بكائها...التفت عليها و اقترب ليجلس على الأرض...قال وهو يتأملها..\أنا مابي شي يا روح...!!
صمت لوهلة.. ليكمل..\اللي أبيه واضح و مفهوم؟!!.
هي حقاً لم تفهم مقصده...قالت له..\محمود أنا تعبت...تعبت منك..!!
آلمته حقاً كلمتها...هي قد قالتها بكل براءة و لكنها جرحته...قال لها وهو يقوم عن مكانه...\هذي ماهي أول مرة تعيشين معاي يا روح..أنا سبق و حذرتك إني كذا...مافيه شي تغير...
روح \بس أنا إنسان و أبي من يحس فيني...قالت جملتها و هي على أمل أن يعالج الموقف..أن يتفاهم معها..أن يفعل أي شئ...
و لكنه قال..\خلاص يا روح..اللي تبينه بيصير...أحسن تكون هذي فترة يفكر كل واحد فينا في اللي صاير...
تأملت و بشدة من جملته...قالت لتستدركه...\محمود..انت تبينا ننفصل؟!
محمود وهو يمسح رأسه...\أستغفر الله العظييييم..و منو جاب سيرة الإنفصال الحين؟!...يا بنت الناس انتي اللي طلبتي تسافرين مع أبوك و مافيه أحد رفض لك طلب هذا كل الموضوع...
تناول تلك الأوراق الموضوعة على الطاولة و خرج ليتركها متألمة من جملته...لم تكن حقاً تعتقد أنه بهذا البرود...لم تكن تعلم أنها لن تستطيع تغييره بهذه الطريقة...هي حقاً تود لو تفتح عقله و تستكشف ما بداخله و لكن...لكن الواقع أصعب من كل شئ...
فهي قد فكرت بالسفر مع والدها لأنها تود أن تجد علاجاً لحالتها...و بالتأكيد إن أخبرته لن يرضي و سيرفض بشدة...لذلك كان لابد لها من إقناع والدها و أن تتحرك بنفسها...
و كل ذلك من أجله...
و من أجله فقط..!!
هو..دخل سيارته..امسك بمقود السيارة و زفر بقوة...لا يعلم حقاً ما الذي يحدث لهما..حقاً لا يعلم؟!...و لكن لماذا تتصرف هي على أنه المخطئ الوحيد في الموضوع؟!..فهي أيضاً مخطئة...
فكما والدها له حق عليها فهو أيضاً له الحق الأكبر فهو زوجها..نعم..فقد مرت أكثر من ثلاث سنوات على زواجهما و هو للآن يحس بأنه مجرد شئ هامشي في حياتها..كل حياتها تتمحور حول شئ واحد..وواحد فقط وهو والدها...كان يعتقد أنها ستكبر و تعقل بعد زواجهما و لكن مما يبدو أنها مازالت تلك الطفلة و ما زالت متعلقة بوالدها...و مهما حاول ان يفعل فهو لن يستطيع تغيير تلك الحقيقة...
حقيقة هو لم يفعل شيئاً...هو لم يوضح لها يوماً هذه المشكلة..هو لم يصارحها يوماً بما يضايقه فيها...فكيف يتوقع منها أن تفهمه؟!..و لكن هذا هو..!!
و هذه هي شخصيته و لا يستطيع تغييرها...!!
ربما تصرفاتها الطفولية و تعلقها بوالدها هو ما زاد حجم البرود الذي بداخله...ربما..!!
***************************
ايطاليا...
ميلانو...
واقف عند تلك النافذة...يرتشف من تلك الصغيرة التي تتوسط أصابع يديه...سحب منها ذلك الكم الكبير من الهواء ليكبته لوهلة و يخرجه من فتحة أنفه...\حالك ماهو عاجبني هالأيام؟!!
قال ذلك الآخر وهو يخلف رجلاً فوق الأخرى...\ها..لا ما فيني شي...
قال ذلك و هو ما زال يتأمل تلك الحديقة الضخمة التي تغطي الجزء الأمامي من هذا القصر الذي يسكنه..\أحس إنه هالنورة أثرت فيك...؟!
ابتلع غصة قد وقفت له إثر كلمات والده...\معقولة بس هذا اللي تعلمته منك؟!..اكيد مافيه حرمة بتأثر علي؟!
انفرجت شفتاه بشبح ابتسامة...\لو ما كانت أثرت عليك ما كانت نستك ذيك اللي هربت؟!!
اعتدل ذلك الآخر في جلسته بعد أن أحس بالضيق من نبرة والده..\يبة..وش الي تبي توصله بالضبط؟!
التفت عليه بهدوء ليقول..\اللي أبي أوصله إنه فمجال شغلنا مو مفروض تترك و لا فجوة لشي عشان يأثر عليك...حتى لو كنت تحبها...
جاسر \يبة..أنا ما حبها...!!..منو قالك هالكلام؟!
حمزة \تنكر؟!
جاسر \إي...انكر و بشدة..أنا ماخذتها إلا عشان أقهر ذاك الحقير ولد الراضي و أعلمه كيف يلعب معانا...
حمزة \هههههه و انت تعتقد إن هالكلام مر علي يا جاسر؟!...وش تعتقدني؟!...أنا أدري زين إنه فيه شي أكبر من هالخرابيط اللي قلتها خلاك تتزوجها..ولد الراضي مات و شبع موت...فليش انت متزوجها للحين؟!
جاسر \بس يبة أنا..و لكن قاطعه حمزة وهو يشير بيده...\على العموم ما علينا...المهم المرحلة الجاية فشغلنا...في حمولة أسلحة بتجي فالفترة الجاية و مفروض نرسلها على لبنان...
جاسر \إيه....بهالخصوص كل شي تمام...
التفت حمزة للمرة الثانية نحو النافذة و هو يتأمل زوجته جالسة في تلك الحديقة...قال لجاسر..\أمك فلقتني و هي تسأل عن عيالها؟!...انت حكيت معاهم قريب؟!
جاسر \إيه يبة حكيت مع ولدك قبل فترة و قال هم كويسين و ما عندهم شي..و أصلاً فيه حساب مفتوح لهم لو يبون مصاري...
حمزة \خير...
جاسر \خلاص..يبة أنا استأذن الحين...
حمزة \اوكي...
سحب من تلك السيجارة مرة أخرى وهو يتأمل حال زوجته القابعة في وسط تلك الحديقة...هي لا تهمه كثيراً...و الشئ الوحيد الذي أصبح يهمه الآن هو السطوة..المال...الدنيا..و لا شئ آخر...و يحس بأن الوحيد الذي يفهمه هو ابنه..و لا غير..مع أنه موقن بأن جاسر لا يتمتع بنفس دهائه...فلابد له من مراقبة كل تصرفاته حتى لا يوقعهم في مصيبة أخرى...
غير تلك التي قد تسببت في خروجهم من المملكة...
حقيقة..!!
هو متألم من خروجه من وطنه..حتى و إن كان من كارهي هذا الوطن..و ممن يخدمونه بالعكس!!..بل و يضرونه..و لكن أن يخرج هارباً منه..فهذه ذلة ليس بعدها ذلة...و كل ذلك قد كان بسبب مستندات قد تحصلت عليها الدولة و أكيد أن هذه المستندات قد أهملها ذلك الجاسر..فهو طائش بكل ما للكلمة من معنى..!!
و هو خائف الآن من تأثير هذه النورة عليه...خائف أن تكون سبباً في فشله للمرة الثانية...و لكنه حتماً لن يسمح بحدوث شئ كهذا...!!
********************************
عودة للمملكة...
مازال واضعاً رأسه على مقود السيارة...يحس بأنه يغرق في وحل من الألم اللامتناهي...يتمنى لو يتوقف كل شئ و ينتهي هذا الإحساس...قطع عليه أفكاره صوت الهاتف...لم يتسائل طبعاً من هوية المتصل .!!
وهل هنالك من يتصل بشخص ميت هذه الأيام.!!
أشعل تلك السيجارة و سحب منها ذلك النفس القوي...رفع السماعة...و لم يتحدث وهو ينتظر ان يبادر الطرف الآخر بالحديث...\بتظل فهالمكان اللي انت فيه؟!..ما تبي تروح؟!
يسار \وين المشكلة؟!
...\المشكلة إنك بعد شوية بتثير الشكوك من اللي بيمرون في المكان فأحسن شي إنك ترحل من هنا...
لم يرد عليه يسار وهو يسحب نفساً آخر من سيجارته...ليقول له ذلك الآخر..\اشتقت لهم؟!
يسار \وش شايف انت؟!
...\ههههه...دايماً ردودك زي وجهك...
يسار \و دايماً اسئلتك زي وجهك...!!
...\حتى لو اشتقت لهم لازم تكمل اللي بديته...أكيد مانك مفكر تخلي هالسنين اللي راحت من القهر تروح هباءً منثورا..!!
يسار \يا عمي لا تخاف...اللي تبيه بيصير..بس أبي طلب واحد..
...\اللي هو؟!
يسار \ابي أخبار أول بأول عن اهلي...
...\من هالناحية لا تخاف...كل اللي تبيه بيصير...
يسار \و أبيك تخف من مكالماتك...أبلشتني فخرابيطك ياخي..أبي أرتاح لي شويتين من غير لاسمع صوتك اللي يسد النفس هذا...
...\هههههههههههههه...و إنت لاقي؟!...مين بيتصل فيك غيري..
يسار \أرحم لي انك لا تتصل أبداً أبداً...و تتركني بروحي...انت ماعندك أهل؟!...عيلة أي شي تروح تسويه؟!
...\ههههههه...لا..متفرغ لك بالكااامل يا أستاذ ساري...
يسار \يساااااار..يساااار يا ناس..قلنا يسااار..مو هالإسم القرف اللي فلقتني فيه..!!
*********************
في اليوم التالي...
تحس بالإختناق..الضيق...القهر..كل الأحاسيس القاهرة...غسلت آخر إناء بالماء لتضعه على المنضدة..جففت يديها بملابسها...و خرجت من غرفتها...
تحس بالحزن الشديد..و ذلك لأنها اليوم لم تستمع للقرآن منذ الصباح.. و هي بحاجة لسماعه..و إن طلبت من خالتها أن تقرأه لها فهي حتماً ستجد الرفض...فخالتها ليست لها علاقة وطيدة بالدين..نعم هي أفضل من ابنها بكثيير و لكن كل علاقتها هي صوم و صلاة..و أكثر من ذلك فهي لا تفعل أي شئ...
توجهت نحو الحمام و توضأت ثم توجهت لغرفتها لتصلي النوافل...صلت و دعت الله..احست انها بحاجة لقراءة القرآن...و لكنها لا تستطيع.!!!
حسناً ستقوم فقط بمسك المصحف لوهلة و بعدها ستحس بالإطمئنان بالتاكيد...توجهت ببطء و هي تتحسس الأشياء حتى لا تصطدم بشئ ما...توجهت نحو المكان الذي تضع فيه كتاب القرآن دائماً...حملته و توجهت لتجلس فوق السجادة على الأرض...
تحسسته بيدها..لا تعلم لم تحس بأن هنالك إختلاف ما؟!...فتحت صفحة عشوائية كالعادة..مدت أصابع يدها لتتحسس الصفحة و لكن هذه المرة تفاجأت...تفاجأت من تلك النقاط الكثيرة التي تعلم الصفحة...شهقت..!!!
فهذا ليس بالكتاب نفسه..!!..و إنما هو كتاب مكتوب بلغة برايل!!..(لغة المكفوفين)...تحسست تلك النقاط التي عليه.!!..بدأت في قرائتها فهي قد تعلمت لغة المكفوفين من جارتها..فهي تعلم في مدرسة للمكفوفين...و لكن لم تكن لها المقدرة على شراء كتاب لها...
إنه قرآن!!..نعم أنه هو...!!
ابتسمت بشدة و هي تحس بالفرح الشديد...و لكن..!!
من الذي قد اشتراه لها؟!...
و في زاوية أخرى..!!
كان فقط يراقب ملامحها..تلك الإبتسامة التي على شفتيها...كيف لإنسان إن يحتمل هكذا ابتسامة!!...كيف له..!!!
***************************
مصر..
القاهرة...
تأملت شكلها في المرآة...
متى كانت آخر مرة إرتدت فيها فستاناً بهذا الشكل على جسدها؟!
تأملت ذلك الفستان حالك السواد و الطويل...و لكنه يرسم إنحناءات جسدها بدقة متناهية...مدت يدها و هي تحاول أن تشد أطرافه عند الخصر..فهي تحس بأنها قد أصبحت بدينة و أن جسدها به الكثير من العيوب التي لا تود لها الظهور...
التفتت لتتأمل شكل ظهرها المكشوف من الخلف...تحس بالجرأة الشديدة لدى ارتداء شئ كهذا..!!
توقفت لوهلة و هي تتأمل حالها...
يا سبحان الخالق...!!
أتلك التي تتحدث هي نادية أم هي أنثى أخلى؟!..أم أن جناً قد سكن في جسدها؟!!...فهذه حتماً ليست بتلك السماح التي كانت واثقة ثقة عمياء في جمالها و لم تتوانى لثانية عن ارتداء كل ما تريد....مدت يدها لكي تفك الفستان فهي لن ترتدي شيئاً كهذا...
و لكنها توقفت لتتذكر انه هو من اشتراه لها...و انه هو من وضعه على السرير كهدية لها..ربما هي طريقة لبقة منه لإخبارها بأنه قد اشتاق لرؤية ناديا الجميلة...و قد مل من رؤية نادية المبهذلة!!...ابتسمت بإستهزاء..فطريقته ارستقراطية جداً جداً...و لكنها تقدر مافعله...
عزمت أمرها أنها سترتديه...توجهت نحو المرآة لتضع القليل من أحمر الشفاة على شفتها..فهي ستفاجئه الليلة...و لكنها توقفت عندما كان هنالك طرق في باب الغرفة..
نادية \مين..؟!
نعيمة \دي أنا يا مدام..
نادية \ادخلي يا نعيمة...
دخلت نعيمة و هي تحمل يساراً بين يديها...توقفت لوهلة و هي تتأمل حال ناديا...قالت لها نادية..\نعيمة؟!..وش فيك تطالعيني كذا؟!
نعيمة بإبتسامة...\لا مافيش حاجة يا مدام بس ماشاء الله ماشاء الله شكلك يهبببببل...خمسة و خميييسة...
ابتسمت لها نادية..\شكراً يا نعيمة...
نعيمة \مدام نادية..سي يسار مش عايز يسكت أبداً و شكله جعان...
تأملته نادية لوهلة و هو يبكي و يمد يديه لكي تلتقطه هي..تعلم أنها و إن تناولته من نعيمة فإن شكلها حتماً سيتسخ..و لكنها لم تستطع مقاومة نبرة بكائه..مدت يدها و هي تقول..\جيبيه...و تناولته من نعيمة و هي تقول..\روحي انتي شوفي هديل وش قاعدة تهبب لا تقوم تحرق البيت فوق راسنا...!!
نعيمة \حاضر يا مدام...
أرضعت يسار و عندما بدأت بدلك ظهره لكي يخرج الهواء...استفرغ قليلاً مما كان يشربه لكي يتسخ فستانها...حزنت و بشدة على شكل الفستان الذي قد اتسخ...وضعته على السرير...\يا ربيييي..وش ذا اللي سويييته؟!..الحين وش تبي أبوك يجي يقول؟!
أسرعت لتقوم بتغيير فستانها...و لم تجد شيئاً غير أن تلبس تلك الجلابية الواسعة مرة أخرى...و ستقوم بإرتداء شئ جذاب عندما ينام يسار..و عندما نام توجهت نحو الخزانة لتقوم بتغيير ملابسها...و لكنها تفاجأت بدخول سياف للغرفة...الذي قد كان متحضراً نفسياً لشكل نادية الجميل و خاصة أنه قد قابل نعيمة في الخارج و أخبرته أن (الست هانم آخر شياكة)...
و لكن ملامحه تبدلت عندما تأمل شكلها...و لم يستطع إخفاء خيبة الأمل التي قد أصيب بها...و لم تخف ملامحه عليها لتقترب منه...\كيفك؟!
سياف \بخير...كيفك انتي؟!
نادية \بخير..ليش وجهك كذا؟!
سياف \هههه...و الله لأني جيت طاير طيران على أساس اني بشوف هديتي اللي جبتها و انتي لابستها و بانتظاري ليلة الأحلام..أردف وهو يتأملها...\بس الظاهر إنها بجد ليلة الأحلام...!!
ضربته بقوة على صدره...\تتريق حضرتك؟!!...اقتربت منه و أحاطت عنقه بيديها...\هههه...و الله مو ذنبي..الذنب ذنب ولدك هو اللي سواها فيني و خلاني اغير الفستان...
اقترب منها أكثر حتى التصق بها وهو يبتسم...\و السيد ابني ليه يسوي فيني كذا..أنا ماصدقت..
قالت له و هي تتأمل عينيه..\مليت مني؟!
سياف \وش هالكلام الماسخ؟!..و ليش أمل...
نادية \مدري بس...
سياف \لا بس و لا شي...أنا مقدر إنك بتتحملي الأولاد و...توقف لولهة و هو يشتم رائحة...\وش هالريحة؟!
اخفضت رأسها لتقول...\آسفة هذي عمايل ولدك..!!
*****************************
القصر...
تأمل تلك الصغيرة و قد غطت في نوم عميق..ابتسم لها...قبلها على جبهتها ثم ابتعد...توقف أمام خزانته لوهلة من الزمن..فتحها و تناول تلك المذكرة من مكانها...جلس على ذلك الكرسي ليتأمل المذكرة بين يديه...فتحها و هو يحس بنشوة غريبة تغزو كل جسده جراء فتحها...كان يحس بالتشوق لمعرفة ما خطته من حروف في تلك المذكرة...فضل أن يفتح أي صفحة عشوائياً..و فتحها على تلك الصفحة...
بسم الله الرحمن الرحيم....
يااااه...
قد مر زمن منذ آخر مرة كتبت فيها..منذ آخر مرة خطت يدي فيها شيئاً...لكم اشتقت إليكِ يا مذكرتي..يا صديقتي الوحيدة...فأنت الوحيدة التي أستطيع البوح لها بكل ما في قلبي من شئ..أنت الوحيدة التي أناجيها في أي وقت...أشكو لها آلامي...أشكو لها بكل ما يصيبني...
لا تعلمين ما حدث اليوم لي...اليوم قد كان أسعد يوم من أيام حياتي...لا أعلم أيجب إدراجه تحت هذا المسمى أم ما أحس به من مشاعر هو ما جعلني أشعر بهذه النشوة الغريبة...
اليوم و كما هي العادة استيقظت لأبدأ بواجباتي اليومية في القصر...كنت سعيدة لفكرة تواجد ذاك..ذلك الآخر...نعم فأنا ليست لدي الجرأة بكتابة إسمه...حقاً ليست لي الجرأة..أحس و كأن قلبي سيخرج من أضلعي جراء ذكر إسمه...
المهم لنذهب إلى الموضوع الأساسي فأنا و إن بدأت في شرح مشاعري تجاهه فلن تكفيني إوراقك كلها و سأحتاج لمذكرة أخرى لوصف البقية...
المهم...اليوم كان هو ثالث يوم منذ أن اتى من سفره... فهو سيبقى هنا لمدة ثلاثة أسابيع ثم سيرجع لإكمال تلك الكورسات التي يأخذها في الطيران ...
المهم...قالت لي الجدة أن أذهب له لكي أوقظه للإفطار و لكي أقول له بان يعطيني رقم يسار في الخارج و ذلك لأنه قد غير رقمه...كنت في قمة سعادتي لأني سأجد سبباً يجعلني ألاقيه و أتحدث معه..حتى و إن كانت مجرد كلمات بسيطة...
صعدت للطابق العلوي لأقف أمام باب غرفته لوهلة من الزمن...فركت يدي حتى تحول لونهما للحمرة من شدة فركهما...كنت متوترة بشدة..و كأن الجدة قد طلبت مني أن أقول له تزوجني؟!!
ههههههه...و هل يمكن أن يحدث شيئاً كهذا؟!...هل يمكن حقاً أن يتزوجني شخص مثلك؟!..هل يمكن أن أسكن معك تحت سقف واحد؟!...هل يمكن للقدر ان يجمعنا؟!!
توقف عن القراءة و هي يحس بأن العبرة تقف له و أنه يحتاج لأخذ نفس و إستيعاب هذه الحقيقة...فكر في داخله..
(نعم يا مرضية..يمكن...و ليس ممكناً فقط..بل حدث..نعم قد حدث و تزوجتك...!!
نعم قد حدث و سكنتُ معكِ تحت سقف واحدٍ..!!
نعم قد حدث و أحببتكِ حد الوله..!!
نعم قد حدث كل ذلك و لم أخطط له لا أنا و لا أنتِ...بل خطط له رب السماوات الذي يقل لكل شئ كن فيكون...!!
رجع لإكمال القراءة...
هههههه...فلأتوقف عن هذا الهراء الذي أقوله...حتماً لن أتزوج شخصاً مثله...فمن هم مثلي يتمنون فقط..و لا يوجد غير ذلك...توقفت لوهلة لأستوعب أنني قد كنت واقفة لمدة امام الباب و لم أطرقه...طرقت الباب لعدة مرات حتى فتح ليقف ذلك الآخر أمامه...
لأصفه لكِ يا مذكرتي..!!
كان يرتدي بيجامة سوداء كسواد الليل...و كان حافياً...كان يفرك شعر رأسه وهو يتثائب...و مما يبدو أنه قد استيقظ بطرقي على الباب...توقفت لوهلة و أنا سارحة فيه..حقاً سارحة فيه بكل ما للكلمة من معنى...لم استطع منع نفسي من الوقوع في حبه من البداية...مع أن شكله قد كان مضحكاً و خاصة و مما يبدو و كأن حرباً قد حدثت في شعره و لكني قد وقعت في حبه من البداية إثر شكله...و لم أخرج من دوامة ولهي إلا على كلماته...\مرضيييية!!!...مرضيييية!!!
قلت ..\ها؟!!
قال لي ....\وش فيك لك ساعة تناظريني و لا قلتي وش تبين؟!
توقف عن القراءة للمرة الثانية...
(متى صار هالموقف..أنا ماتذكر هالشي؟!...معقولة شكلي و أنا صاحي من النوم يحسسها بكل هالأحاسيس؟!..معقولة شكلي اللي يسار الله يرحمه كان يقولي وجهي و أنا صاحي من النوم يخوف إلا يخررررع... يخليها تحس كذا؟!!...و الله حسيت إني توم كروز؟!..معقولة شي بسيط مثل كذا يخليها تحس بكذا؟!..معقولة فيه ناس تفكر بهالطريقة؟!
رجع للقراءة مرة أخرى...
فكرت إني سأقع مغشياً على من الخوف...يجب أن أجمع أية كلمة مفيدة أية كلمة...\أ..أ....جدتي تقول لك تبي رقم أستاذ يسار و تقول لك تعال عشان تفطر معاهم...
توقف لوهلة وهو يحاول استيعاب كلامي...ثم قال...\أنا مابي أفطر..بعطيكي الرقم و إنتي عطيه لها..
و دخل الغرفة ليجلب الرقم و أنا وقفت أمام الباب لمدة من الزمن لينظر لي من الداخل بإستغراب...ليقول..\تعالي..
كنت حتماً سيغمى علي..و كيف أتواجد معه في مكان واحد...أخذ يبحث عن قلم و لكنه وجد قلماً بالقرب مني...تناوله و تناول تلك الورقة و لكنه تذكر أنه لا يحفظ الرقم...ابتعد عني ليتناول هاتفه و يقول لي..\اكتبي...
انا لم أكن مستوعبة شيئاً...ووقفت كالصنم (كنت هبلة بشكل..و الله كان نفسي أكفخ نفسي كف يصحيني!!!...حسبي الله على الحب و سنينه!!!)...و لكنه اقترب وهو مستغرب بشدة مني و من تصرفاتي الغريبة...\يا بنت الناس انتي وش فيك..؟!!
قلت ببلاهة مطلقة...\ها..لا قول الرقم...
قال لي...\صفر صفر اثنين..
و أنا كنت أكتب الأرقام خلفه و لكنه انتبه للأرقام التي قد كتبتها على الورقة ليصرخ...\مرضيييية..أقولك صفر صفر تكتبي لي خمسة خمسة؟!...انتي وش فيك اليوم...
فكرت بداخلي...(اني أكيد رح أحفر حفرة فهالغرفة و أدفن راسي فيها مافي غير هالحل...)...قلت له بنفس بلاهتي المعتادة...\آسفة و ربي آسفة...
قال لي وهو يمد يده ليتناول الورقة..\عطيني القلم انا اللي بكتبه...و بدأ بكتابة الرقم و ناولني الورقة ليقول..\شكلك لسة نايمة...
قلت و أنا متأكدة من أن وجهي قد تحول لعلامة مرور...\آسفة...
و يسألني مابي اليوم؟!...ألا يعلم أن مابي هو حمى عشقه؟!!.
ألا يحق لي أنا أن أسأله ما بال عقله كل ليلة..ألم يحس ولو لثانية أن كل مابي هو لأني أعشقه؟!..ألم يرى هذه الحقيقة بعينيه؟!...أم هو يمثل الغباء؟!..
ملحوظة:( بس من جد لما طلعت من عنده كفخت روحي كفين عشان أصحصح وش هالهبال اللي سويته..وش بيقول عني الحين؟!..ليكون دري إني أحبه؟!!...
لا من هالناحية فأنا متطمنة الأستاذ مخه مصنوع من ثلج بارد و ما رح يحس فيني لو شنو صار)
المهم...ربما ما حدث اليوم قد كان محرجاً للغاية..و لكنني سعيدة..نعم قد أحسست بالذنب لأنني لم أغضض بصري عنه و قد صليت قبل قليل ركعتان لله تكفيراً لذنبي...و دعوته أن يغفر لي...و لكني سعيدة..حتى و إن كان ما بقلبي مجرد إحساس من طرف واحد...فلا أبالي ماذا يحس الطرف الآخر بالنسبة لي...
اعلم أنها مؤلمة هذه الحقيقة و لكن من يعلم...ربما يحدث شيئاً غداً...فحقاً نحن البشر لا نعلم ما سيحدث لنا بعد ساعة من الآن فكيف لما بعد دهر ٍأو سنة..
و موقنة أنا أن لغد طيات أخرى...
أغلق المذكرة...و التفت ليتأمل تلك الصغيرة المستلقية على السرير و على وجهها ابتسامة...ابتسم..ياااه يا مرضية..لا تعلمين ما تبعثه كلماتك لقلبي من مشاعر؟!...فأنا معك فقط..و معك فقط...
علمت معنى أن كل شئ ممكن...و ليس هنالك مستحيل..فها هو المستحيل قد تحقق..و ها أنا قد أغرمت بك لحد لا يمكن وصفه..!!
يااااااه
(حسبي الله على الحب و سنيييييينه!!!)
و ليس لي أن أقول سوى جملتك المعتادة...
\أنه حتماً لغد طيات أخرى..!!!
**************************
**لان الحب يعنيك لابد أن يعنيك الموت أيضاً فالحب كالموت : هما اللغزان الكبيران في هذا العالم كلاهما مطابق للأخر في غموضه في شراسته في مباغتته في عبثيته وفي أسئلته ....نحن نأتي ونمضي دون أن نعرف لماذا أحببنا هذا الشخص دون أخر ؟؟؟ ولماذا نموت اليوم دون يوم أخر ؟؟؟ لماذا الآن ؟؟؟ ولماذا هنا ؟؟؟ لماذا نحن دون غيرنا ؟؟
ولهذا فإن الحب والموت يغذيان وحدهما كل الأدب العالمي فخارج هذين الموضوعين لا يوجد شيء يستحق الكتابة .....
أحلام مستغانمي...
لمحة من القادم...
( مثل ما قلت لك...\أبي أتزوجها...!! )
(ايطاليا...
ميلانو...
و ها أنا الآن أقف على نفس الأرض التي تقفين فيها...و لا يفصلني منك غير مبدئي كرجل...و ها أنا قد أتيت بكل عدتي و عتادي...لكي أنتقم منكِ...!!!)
هنا محطة الوقوف..و أنا كلي امل أن تكون الطية نالت اعجابكم...
أنا عندي إختبار مهم يوم الأحد القادم..فالطية القادمة بتكون بعده ان شاء الله...
غالباً الإثنين...ولو ما قدرت بتكون بعدها...
و يا ريت ما تحرموني من مشاركاتكم الجمييييلة...
و لا تحرموني من دعواتكم ان ربي يفرج همي و هم كل المسلمين...
أختكم في الله...
**روووح**
|